منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 19-12-2006   #22
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

يا لوحشة البيت حينما يكون به أمٌ وابنها الصغير فقط ، كحال أم حسام ، فالأب غائبٌ لا تدري مكانه ، وحسام يقاسي العذاب وكأنه في سكرات الموت وغمرات النزع الأخير ، ولو أردتُ أن أصف حالها لكم لما استطعت ، حتى وإن منحني جبران ريشته ، أو حتى وهبنا الله قوة قلم الرافعي ، فهي تعاني من الوحدة والأمان ، قبل سنوات فقدت ابنتها الأغلى في حياتها ، واليوم تمر عليها الساعات بمضض وخوفٍ ورهبة ، تترقب مصير حسام ، وتذرف دموعا ملؤها الأسى ، قلبها يتقطع وهي لا تدري إن كان حقا زوجها هو من يقتل أبنائها ، ورغم هذا وذاك فإنها تتمنى قرب زوجها يخفف عنها آلامها ويشحذ همتها ويقوها على تقبل النكبات والفواجع .
ليت شعري كيف أنقل لكم الخبر القادم ، ولا أدري كيف أسوقه ، لكن هو اليقين والأمر المحتوم ، لقد توفت جدة حسام على إثر هذه التحولات ، توفت وهذي تهذي باسم سوسن ، توفت وهي تصرخ في عتمة الليل نفسي فداك يا حسام ، عش أنت وأنا سأموت ، لقد غادرت الحياة وكانت أمنيتها الوحيدة حياة حسام ، تم دفنها بمقربةٍ من قبر سوسن ، وفي أثناء تشيع الجنازة ، شوهد أبو حسام يبكي ، سأله مبارك لماذا تود قتل حسام ؟
فأجاب : كيف أقتل فلذة كبدي ؟؟ انهمرت دموعه سيلا جارفا ، وأخذ نفسه وذهب إلى مركز الشرطة ، وطلب منهم أن يقيدوه ، ولكن أقسم بالله أنه لم يفعل شيئا بحسام ، تمت عملية التحقيق بيسرٍ وسهولة ، وأمر رائد المركز بإخراجه وإطلاق سراحه ، مما يعني أن الرائد لديه معلومات توحي ببراءته ، أو أنه أطلق سراحه ليفرض عليه رقابة مشددة ، لكي يتوصلوا للحقيقة الغائبة ، وفي الصباح ذهب أبو حسام بعيدا عن البلدة ، ويحمل معه كيسا أسودا غريبا ، مضى سريعا بسيارته وكأنه يطارد الزمن ، الشرطة تلحق به وتراقبه من بعد ، طرق باب أحد البيوت ، خرجت له امرأة طاعنة في السن ، ناولها الكيس ومن ثم انتظرَ في سيارته ، وبعد عشرين دقيقة خرجت فتاة شابة تحمل محفظةً كبيرة ، حادثته طويلا في السيارة ثم رجعت إلى بيتها .
انقضت المهلة التي حددها الطبيب لحسام ، ولكنه لم يفق بعد ، ويبدو أن الحالة ازدادت سوءً ، وربما هو فعلا فارق الحياة ، الأم ونجم الدين ويونس وعدد كبير من زملاء حسام ويونس مصطفون على بوابة المستشفى يبكون ، والمدرسون يطلبون منهم الهدوء والدعاء بخشية بأن يشفي الله حسام ويعيده إليهم سالما معافا ، الدكتور سامر يصرَّ على أن حسام في عداد الأموات بينما الطبيب سالم يراهن على حياة حسام ، ويطلب مهلة أخرى لا تزيد عن 8 ساعات ، والأهم من ذلك أن يعملوا جميعا على محاولة إسعاف حسام قدر الإمكان .
بدأ يونس يضمر الكثير من الحقد لأبيه ، ويبدو أنه يتوقع أن يكون هو الضحية القادمة ، ذلك ما اكتشفته أمه ، حينما وجدت في مذكرته كلمات الحقد والغضب لأبيه ، حاولت أن توهمه بأن ذلك غير صحيح ، فأبوه طيب القلب حنون ، وهو لا يمكن أن يقتل أطفاله ، ولكن يونس امتلأ قلبه كرها وضغينة ، حاولت أمه كثيرا في أن تغير تفكيره ولم تستطع ، ولكنها ستبذل كل طاقاتها بعد أن تطمئن على صحة حسام ، فقلبها وعقلها وكل مشاعرها تتجه صوب حسام ، والدموع لا تفارق عينيها ، والقلب مفجوعٌ والنفس كئيبة .

،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس