سيدتي المبدعة سراج الأمة
حقا يحاول المستشرقون في كل زمانٍ ومكان التشويه بالإسلام والعبث بقرآنه ، وأنّى لهم ذلك ، فالقران معجزة الله في أرضه لكل فصيحٍ وبليغ ، وليست تلك المرة الأولى التي حاولوا متلكعين فيها أن يلتمسوا خطأً ولو يسيرا في عربية القرآن الكريم وبلاغته ، فلقد أتى من قبلهم أحبار اليهود للرسول بعدما طافوا بالأحياء العربية قرابة الثلاثة سنوات يسألون عن عربية ثلاث كلمات وهي :
" قسورة ، عجاب ، كبارا "
وكان حينها لا ينطق بتلك الألفاظ الثلاثة عربي ، ولم يعرفها كل من سألوه عنها .
فأتوا للرسول متحدين أنهم وجدوا لغطا في عربية القرآن ، فطلبوا من الرسول ترك دينه إن تبين صحة الخطأ ، وعلى النقيض طلب منهم صلى الله عليه وسلم كذلك أن يعتنقوا الإسلام إن كان زعمهم على خلاف الحقيقة والصواب ، فاجتمعوا جميعا ، واتفقوا أن يكون أول داخلٍ عليهم هو الحكم ، إذ أن في ذلك العصر كل الناس فطاحل في اللغة العربية .
فدخل لبيد بن ربيعة وهو شاعرٌ عربيٌ كبير ، كان مقربا من الرسول لحنكته ورجاحة عقله وكبر سنه ، واعتاد أن يدنيه الرسول من مجلسه بالقرب منه كلما حضر ، إلا في ذلك اليوم فإن الرسول لم يكلمه ،وكان نقطة الخلاف في الكلمات الثلاث إن كانت عربيةً أم لا ، وبعدما جلس لبيد في نهاية المجلس ، ناداه الرسول قائلا :
قم يا لبيد
اقعد يا لبيد
قم يا لبيد
اقعد يا لبيد
فكررها الرسول حتى غضب لبيد بن ربيعة
فقال غاضبا :
" أتهزأ بي يا قسورة العرب ، وأنا من كبّار القوم ، إن هذا لأمرٌ عجاب "
فبُهت الذي كفر
وقال له الرسول مسرورا :
" لا فض فوك يا لبيد "
فعاش 120 عاما لم يؤلمه ضرس ولم يسقط له سن
شكرا لك أيتها الجليلة الراقية على الطرح الأنيق
دمتِ مشرقة
 |
التعديل الأخير تم بواسطة رقيق المشاعر ; 16-12-2006 الساعة 12:37 AM.
|