![]() |
بَصِيرُ الْقَلْب وَالْعَقْل | قِصة |
" دُمُوعِي تَشِي بِالكَثِيرْ ، وَصَوْتِي بَاتَ شَاحِباً مخنوقاً .. إِلى أَيْنْ الْمَفَرْ يَا إِلَهِي .. وَلمِنْ الْمَلْجَأ سِواكَ يِا رَب ! كُنْ بِعَوْنِي ، وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ الْتِي وَسَعَتْ كُلَّ شَيْء " الْسَاعَة تُشِيرُ إِلَى الْثَالِثَةُ فَجْراً وَعُمَرْ لَمْ يَذُق طَعْمَ الْنَوْم الْهَانِئْ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْم ، فَقَدْ بَاتَ أَمْرُ الْنَوْمَ وَالْصَحْوَ شَيْئَان مُتَمَاثِلان ، فِي كُلْ مَسَآء ، وَعِنْدَمَا يَسْكُنُ كُلْ مَنْ عَلَى هَذِه الْأَرْض وَمَنْ فَوْقِهَا ، يَفْرِشُ عُمَر سَجَادَتُهُ فِي مِحْرَابِه ، يُنَاجِي رَبَّهُ ، يَتَرَجَاهُ عَفَواً وَغُفْرَاناً عَلَى مَا مَضَى ، وَدُمُوعِهِ تَئِنُ بِحِكاياتِ وَجِعٍ وَأَلَمْ . فِي نَوْمِه لا يَرَى سِوَى سَوَاداً يَحْتِضُنُ أَحْلَامُه الْمُزْعِجَة ، وَفِي صَحْوِهِ يَغْشَاهُ سَواداً يَحِفّهُ وَيَحْجِبُهُ عَنْ مَا يَدُور حَوْلَه يُفَضًّلُ شَائِعَة صَحْوِه عَنْ تِلْكَ الْأحَلَام الْبَائِسَة الْتِي يَرَاهَا وَتَزِيِدَهُ عُقْدَةً وَبُؤْسَاً وَسَوَاداً فَوْقَ كُلْ سَوَاد . مُنْذُ 3سَنًوَات وَقِصَتَهُ لَمْ تَعْرِف الْقِدَمَ يَوْماً ، وَلَمْ يَكْتَسِيهَا الْغُبَار كَبَاقِي الْقَصَص فِي قَلْبِ عُمَر .. عَمَر ، شَاب كَبَاقِي الْشَبَاب ، اتًّخَذَ مِنْ الْحَيَاة سَبِيِلَ لَعْب وَلَهْو ، وَلَايَهمهُ شَيْءٌ فِي هَذِه الْدُنْيَا بِقَدَرِ مَاتُهِمُهُ سَعَادَتَهُ الْتِي يَجِدُهَا فِي الإِسْتِمْتَاعِ بِشَبَابِه ، مُتَهَوِرٌ دَائِماً ، مُتَعَجِلٌ فِي اتْخَاذِ قَرَارَاتِهْ ، حَتَّى فِي أَصْعَب الْمَواقِف ، يَتَسَاهَل فِيِها ، فَهُو بِالمُخْتَصَر وَمِن آَخِر الْسَطر غَيْرُ مُبَالِيٍ أَبَداً ، بِنَفْسِه وَبِمَنْ حَوْلِه . الْخَامِسَةُ عَشَر مِنْ مَارِس ، ذلِكَ الْيَوْم الْذِي لَمْ تَنْسَاهُ ذَاكِرَة عُمَر وَمَا أَخْوَنَهَا مِنْ ذَاكِرَة ، حِينَمَا تَأْتِي بِالسَوادِ دَائماً وَتَتْرُك الْأَلْوَان بشَتَى أَنْوَاعِه كَيْفَ يَسْتَطِيع أَنْ يَنْسَى تِلْكَ الْحَادِثَة ، الْتَي بَاتَ وَجَعْهَا يَرُنُ فِي قلُوبِ كُل مَنْ يَسْمَع تِلْكَ الْقِصَة، قِصَة شَاب ، لَمْ يَعْرِف يَوْماً مَعْنَى أَنْ يَسْتَمْتِعُ فِي حَياتهِ ! يُتبع ، |
لا يبدو الشارع مزدحماً ، فهو كعادته هادئٌ في هذا الوقت من الليل . حيث أخذ عمر راحته في القيادة ، ورفع معدل السرعة إلى 180 وبدا مسروراً ومرتاح البال ، فجأة يرن هاتفه ، فيجيب بمنتهى الهدوء .. يرى لافتة كبيرة قد رفعت في أحد جوانب الشارع – لاتتصل حتى تصل – قرأها نعم بعينيه ، ولكن ليس بعقله ، ابتسم بسخرية ، واكمل محادثته مع أسامة .. - أتعلم يا أسامة ، في بعض الأحيان أشعر بأن رجال الشرطة هم أناس متفرغون حقيقة ! - عمر.. ما بالكَ يارجل ، إنهم يسهرون على راحتنا .. - هه .. أي راحة يا أسامة ، إنهم يتعاملون معنا كأطفال افعل هذا ولا تفعل هذا .. - ... - لمَ سكت ؟ ألا يعجبك كـ ... لاااااااا لاااا !! - عمر ، عمر ما بالك ! عمر اجبني ماذا حدث ! هدوء قاتل يتسلل إلى المكان بخفية ، ضوء أحمر، وصوت سيارة إسعاف تبث الرعب في قلوب سامعيها تتخالط الأصوات ببعضها . صوت من الخلف يأتي – يارب سترك ! بعد نصف ساعة تماماً ، تتناوله أيدي الممرضات ، والرجل الذي يكسوه البياض يحاول أن يسرع التصرف ، وينقذه ولكنه قلق بأن يفقده من بين يديه ، عجوز يرى المنظر يميل رأسه يمنةً ويسرة ببطئ شديد – لا حول ولا قوة إلا بالله . شرع الطبيب في إدخاله إلى غرفة العمليات ، مع تزويده بكل ما يحتاج إليه ليبقى حياً ، عَلِم الطبيب بوجود نزيف داخلي ، حاول السيطرة عليه .. - الحمدلله ، الآن حالته مستقرة بعض الشيء .. - هل استطيع أن اطمئن على حاله ؟ - بالطبع .. هو بخير .. اذكر إني سمعت الطبيب يقول في ذلك اليوم : – إنه في غيبوبة وقد لا يخرج منها إلا بعد أيام . بعد 5 أيام ، زاره اثنان من اصدقائه ، بالكاد استطاع أن يتسمع إلى ما يقولانه ، -بحاجة لوقوفنا بجانبه ، مواساتنا له ولكن يرجع السؤال ويتكرر مرة أخرى ، كيف حدث كل ذلك ؟! اصطدم عمر بمركبة في نفس الوقت الذي كان يتكلم فيه على هاتفه النقال ،ركاب تلك المركبة أم وطفليها ،كان الحادث عنيفاً جداً / جداً ، تناثرت أشلاء الأجساد في كل مكان ، قفز طفل صغير لايتجاوز عمره 7 سنوات من نافذة السيارة حينما شعر بأن الموت شيء واقع لا محالة ، أما الطفلة المسكينة ظلت ممسكة بأمها التي لاتجيبها بشيء ، وهي تبكي وتزيد في البكاء. – أمي اجيبيني . أمي لاتتركيني وحيدة ، من لي غيرك يا أمي ..!! خاب رجاؤها لم تستطع أمها أن تجيبها ولكن لعلها سمعتها ، فتحت عينيها قليلاً و بسمت لها ، قبلت يديها وضمتهما ، تناثرت حبات لؤلؤ من عينيها فوق يد أمها . سمعت صرخة من خلفها " ماتت " ! مات قلب عمر ، ومات جسده ، وماتت عيناه , وخارت قواه ، ولم يبقى شيء حي بداخله غير دموعه ، التي تتجدد كل ولهة ، يبكي ندماً ، يبكي فقداً ، يبكي أغلى ما لديه ، عيناه .. هو أعمى .. ! انزل يديه ، حاول أن ينام ، ليهدأ قليلاً .. استجابة لرغبة عيناه العاطلتين عن العمل .. ! ونبض قلبه من جديد ، وأصبح أعمى العينين بصيراً بقلبه وعقله . طموحة 30/11 |
مشاركتي في مسابقة - نحو جيل مروري واع - اترقب أراؤكم .. جداً ستفيدني http://talk.fanateq.com/vb/images/smilies5/ba8.gif ، شكر خآآص جداً لـ جوهرة http://talk.fanateq.com/vb/images/smilies5/aq5.gif حفظكِ البارئ حبيبتي ،ووفقكِ بإذنه .. ملاحظة .. عدم اكمال تشكيل الكلمات عجزاً وكسلاً ليس إلا ، ولكن سأكمله في وقتٍ لاحق بإذن الله .. انتظركم http://talk.fanateq.com/vb/images/smilies5/az1.gif |
ما شاء الله قصة وأسلوب سرد رائع جداً يا *طموحة*
قصة مؤثرة جداً .. الله يحفظ الجميع من كل سوء.. بوركت أناملك يا طموحة.. دمتِ مميزة,, |
رووووووووووووووووعه صراحه
كادت الدموع تتساقط من مقلتي :( دمتي مبدعه خيتوو ^^ |
اسلوبك رائع جدا في السرد .. وكلماتك منتقاة بعناية راقية .. مبدعة دوما طموحة تستحقي النجوم .. ودي |
طَموحْ ،!
نَص جميل ، وليكونَ أجمل يحتاج إلى تكثيفْ أكبَر .. واختزال الكثير من الجمَل في واحدة! ليخرُج بصورة كاملة أو غير ناقِصة ~ الفكرة واقعيّة جداً ، وقريبة جدّاً من الخاطِرْ .. أما من ناحية التشكيل ، فصدّقيني ، لجنة التحكيم لن تكترث لهكذا أمر ! إلا إذا كانت ذائقتُكِ تقولُ لكِ ذلك .. فضعي حركة آخر الكلمة وذلك يكفِيْ ! اممم نصائح مجربة ~ حاولي إخراج نصوصك لـ أساتذة النحو .. نصائحهم ستفيدُكِ حتماً ! هنالكَ مسابقات عديدة خرجت هذا العام ، ^^ وجميل اشتراكك في احدها ! أتمنى لكِ التوفيق يا جميلة ~ (f) |
اهلاً عزيزتي رؤيا
أجل جميلتي قد تم تعديلها ، قبل التسليم دعواتكم |
الساعة الآن 04:45 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها