![]() |
فصلٌ من حياة فتَاة
1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله ، حياكمْ .. قصة : " فصلٌ من حياة فتَاة " أحد المشَاركَات البسيطة و المتعبه ! ;q:D -- " فصلٌ من حياة فتاة " هنا .. سأخط لكم تفاصيل حكايتي .. من ضحكات طفلٍ .. إلى وداع أم ، انتهاءً بتحليق طائرٍ في السماء !! حكاية ُسعادةٍ أنا } حكايةٌ أخرى !! -- بدآية / " وردةُ عُمريْ .. " } طفلةٌ شقيةٌ مرحة ،، عشتٌ تحت ظلال عرش والداي .. أغرقاني بحبهم وعطفهم وحنانهم لي .. تعلقتُ بـِ أمي كثيراً .. فأصبحت أمي هي صديقتي هي كل شيء في حياتي .. أما عن أبي الحنون .. فكان ينظر ألي بنظراتٍ مبتسمة متأملةٍ دوماً .. ويقول " الله لا يخليني منك ولا من أمك " ، ها أنا أكبر وأكبر في عين أمي وأملها فيني يكبر .. و تعلقي و حبي لها يزدادُ و ينمو معيْ ! حملتْ أمي بأخٍ صغير لي .. تعلقَ قلبي معه .. و صرتُ أعشقه قبل أن تمسْ أناملي بشرته المخملية ، وقبل أن يأتي لهذا الكونِ أصلاً ..! كانت أمي كلما شعرت بحركة في بطنها .. " مهااا مهااا .. تعالي البيبي يتحرك تعالي ألمسيه ! " يكادُ أنْ يغشَى عليَّ من النشَوة !! حينَ أضعُ رأسيْ على بطنِ أميْ أتحسسُ أخيْ أو أختيْ القادمَـ / ـهْ ! .. ذآكَ اليَومْ .. ! } و جاء ذلكَ اليومْ .. أمي شعرت بألمْ .. ألمٍ فضِيعْ ! و ذهبوا بيْ ألى بيتِ جدتيْ .. وقبلتنيْ أميْ قبل أن أنزلْ : " انتبهيْ على نفسكِ جيداً يا قلبيْ " و ذهَبت .. ذهبت بدونِ .. ! بدونِ عودةٍ ربمَا ! جدتي : " ماشاء الله يا مها ماما بتجيب بيبي و تلعبين معه .. وش تبغين بنت ولا ولد ؟ " و أجيب بثقة : " أول شي .. اللي يجي من الله حياه الله .. و أهم شي سلامة ماما يا جده ! " وعبراتي تأتيْ .. و أدفعهُا .. و غُصة فيْ حلقيْ .. و قلبيْ يعتصرُ حَائراً ! أخبروني بأن أميْ .. ولدتْ ليْ أخاً .. سميَّ محمد ! لكنيْ قد سمعتُ .. أنهَا متعبةٌ جِداً .. أذكر أني رأيتُها آخرَ مَرة وهيَ ممَددة على سريرٍ أبيضْ ناصعْ ! .. والجميعُ ملتفٌ حولهَا .. ! " جدتي .. خالتي .. خالتي الصغرى .. خالي .. " وأبيْ يجلسُ بالقربِ منهَا .. والدمعةُ تنحدرُ من عينيهِ .. ماسِكاً بيدهَا ليحسسهَا بشَيء من الدفئِ والأمَانْ .. قائلاً لها ( الله يقومك سالمة يا أم محمد .. ما فيك شي كايد ! )بصوتٍ واهنْ .. "طَلعُوا البنتْ .. ! مهَا هنا ! " ويجرُنيْ خاليْ إلى الخارجِ .. و أنا أبكيْ أريدُ أميْ ! ، لمْ نفرحْ معاً حَتى بحَمُودي الصَغِير .. ! -- مَاذا يحدثْ ؟ وما الذيِ يصيبُ أميْ ؟؟ ولمَاذا جدتيْ و خالاتيْ يبكونْ ؟ .. بل أبيْ ما بالهُ !!؟ " الذي لم أعرفهُ .. أن أميْ كانتْ في غيبوبة .. و أنَّ مضاعفاتٍ حصلتْ لها أثناءَ عملِيتها القَيصَرية .. وهناكَ بصيصُ أملٍ بالنجَاة .. " [ مرتْ فترة .. على ذلكَ الموقفْ .. ] جائوا جميعاً ذاكَ اليوم .. و يبدُو أبيْ منهاراً .. يبكيْ بشكلٍ لمْ أرى رجلاً يبكي كبكائهِ في حياتي .. ! وكأن شيء ما انتزعَ منهُ بالقُوة ! يبكيْ كالأطفالْ .. ! يبكيْ .. ألماً .. و فقداً .. يبكيْ أمي !! و عندما رآني بعد فترة .. هدأ قليلاً .. ! أبيْ .. لمَاذا ..! مابكْ ؟! .. ازدادَ ألم أبيْ حينها.. لمْ يستطعْ أن يردَ عليَ ولا بكلمَة .. فقطْ .. ضمنيْ إليهْ .. ! وبكى قليلاً .. و أردف . ."بجي بعدْ شويْ يا حبيتيْ طيب ؟! " وذهبَ مع خاليْ .. و لم يأتيِ بعدَ قليلْ ! أحسستُ حينهَا .. بذلكَ الأمرْ .. أميْ .. رحلتْ دون عودة .. ! حتى أننيْ لم أستوعبْ ما حصل !! .. لا أدري .. لمَ لمْ أبكيْ ؟ لمَّ لمْ تدمعْ عينايَ حتى ؟! ولكنْ قلبيْ .. كانَ يحكيْ حكَـاية أخُرى .. ! كنت أقول الكل .. يكذب .. ! و أبي سيخبرني بالحقيقة .. ! سادَ البيتَ شبحُ صمتٍ مخِيف .. كنتُ أرى أناساً كُثرْ يرتادونَ المنزلْ .. أناساً .. لم أكنْ أراهمْ إلا بالسنَةِ مرهْ .. و البعضُ لمْ أرهُ مرةً في حياتيْ .. ! كان عمريْ حينهَا لمْ يجاوزْ 6 سنوات .. أدمنتُ الجلوسَ في غرفتيْ .. وأمسكُ بدميتيْ الصغِيرة ، تارةً ألاعبهُا .. وتارةً أكلمُها .. وتارةً أثورُ عليها .. ! و تارة أبكيْ.. و أبكيْ .. و أقذفُها بعِيداً .. ثمَ أذهبُ و أحضِنُهَا إليَّ ونبكيْ معَـاً .. !! هكذا مرت تلكَ الأيام .. رمادية لا أكثر .. ! ما زالتْ ذكرى أميْ تخنقُني .. والقلبُ يشتاقُ لهَا .. كيفَ لا ؟! .. وصورتهَا لا تفَارقُ مخَيلتيْ .. ! ] -- حقيقةٌ مُـرّهـْ .. ! } فيْ مَرة .. بعدَ أيامِ العَزاءِ و المُواسَاة .. هَرعتُ إلى أبيْ .. متلهفةً أن يجيبنيْ بِـ جواباً ينكرُ ذلكَ الهاجسَ في قلبيْ .. ! -أبي .. أبي متى ستعود أمي ؟ هي لم تمت .. أنا أعلم ! هذا هراء .. ! هي تحبنا .. و لن تتركنا وحدنا هنا .. ! أنا أعرف ذلك .. هم يكذبون ! جدتي و عمتي يكذبون يا أبي .. أنا أعرف ذلك .. ! [ صمتـْ .. ! ] -أبي .. " ونظرة راجية .. " أبي .. لم أنت صامت ؟! .. أبي تحدث .. أخبرني بالحقيقة ! .. ابتسم .. و دمعٌ في عينيه ! يداريه .. لم أعرف رجلاً .. يحملُ قلباً رقيقاً .. كأبي .. أبداً ! - تعالي يا ابنتي .. وضعني في حضنه .. - أمك يا بنيتي .. " راحت عند ربيْ .. بالجنة إن شاء لله ! " في تلك اللحظة شعرتُ بتوقفِ كلِ شَيءْ .. ! لا أشعرُ بكيانيْ .. أبداً ! عشتُ عالماً آخرْ .. ! حقيقة .. و أثبتهَا هوَ أبي ! .. لا ، لا أقوى !! : الحياةُ سعَادة ! http://www.7meel.com//uploads/images/s3-a02a9d0330.gif .. } كلُ ما استطعتُ فعلهُ هوَ ذرفُ الدموعِ أياماً طِوالْ .. رحَلتْ .. رحَلتْ حبيبتيْ .. و تركتنيْ و حِيدَة !! ولكنْ .. لا يعنيْ ذلكَ أنْ أفقدَ الأملْ .. ! أشرقَ يومٌ جديدٌ فيْ حياتيْ .. استيقظتُ باكراً فيْ ذلكَ اليومْ ، أحسستُ بشيءٍ مَـا مختلفْ ..! نظرتُ لنفسيْ في المِرآة .. رأيتُني مبتسمَة .. إبتسامةً دامعَة ،، فتحتُ النافذة .. استنشقت هواءً نقياً .. سمعتُ صوت تغريد العصافير وزقزقتها .. يآه ، ما أجملهُ منْ شُعور .. ! الحياةُ كلهَا أملْ .. وهَذا هوَ حالُ الدُنيا .. هذا هَو حالُ الدُنيا يَا أمَاه .. بوجودكِ أمْ بدونكِ .. ستستمر دورةُ الحَياة ولنْ تنتهِي بمجردِ فقدنَـا لعزيزٍ أو حبيبْ .. ستشْرقُ الشمسُ فيْ كلِ يومْ .. وسَتغَردُ العصَافيرُ وتزقزقُ فيْ كلِ يومْ .. وبساتينُ الزهورْ .. تنشرُ شذاهَا في الأنحَاء .. وأنشودةُ المطَر .. سَتنشِدُها المزنُ كلَ يومْ .. ! وأغصانُ الشجرِ .. ستتمَايلُ وترقصُ وتغنيْ على ألحانِ أناشيدكِ يا سَمَـاء .. ! والقمرُ والنجومْ .. سيلمعونَ في كلِ ليلَة .. وسيضِيئونَ عَالمَنَـا .. ! أماهُ .. مازلتُ أذكركِ .. وما زالتْ صورتكِ مرسُومة ٌ فيْ ذاكرتيْ .. ! أحبكِ أميْ .. أحبكِ .. كلمة أتنفسها .. ! .. وأنا غارقةٌ فيْ بحرِ أفكَاريْ وآماليْ .. دخلَ عليَّ أخيْ الصغيرْ محَمدْ .. ونظرَ إليَّ بعينٍ باسِمة .. قائلاً لي : ( جوعان يا مها ) .. ضحكتُ قليلاً .. وتذكرتُ بعد وفاةِ أميْ .. كيفَ كنتُ لا أطيقُ رؤيتَه .. إعتقاداً منيْ .. أنه سببٌ في رحِيلهَا .. ! أما عنِ الآن .. فإني أشعرُ أنهُ قطعةٌ منهَا " أميْ " .. فهو يشبهها كثيراً .. ! أحبهُ بل أعشقهُ حبيبيَ الصغيرْ ! وأحبُ أبي .. وأحبكِ أنتِ يا أمي .. ! معكمْ .. سأرسمُ غداً أفضل .. معكمْ .. ستحلو أياميْ .. ! : : -- مقولة من مقولات أمي : "حين يذهبُ المرء .. ولا يعودْ .. يعني أنهُ توفى في الدنيا .. وبدأ حياة أخرى عندَ ربنا يا ابنتي .. ! حياة أخرى .. جمالها كـ جمال أعماله في الدنيا .. =) " قالت هذه الكلمات .. عندما توفيّ جدي رحمه الله .. -- كتبتها / مهآ . وانتهى الفصلْ .. ! " الله لا يفرقكم بأحبابكم " : -- : كانَ معَكمْhttp://talk.fanateq.com/vb/images/smilies5/aq5.gif : : [ ركَاد - طموحة ] : : شكر خاص لعزيزتي ركاد لتحفيزها لي على كتابة القصة :blushing: شكرا ركاد :) ،، : : وترقبوا المزيد (: |
ماشاء الله عليكِ يا طموحة اسلوب رائع في السرد حقا فراق الاحبة لا يعني ان تتوقف دورة حياتنا فلنمضي قدما في حياتنا ولنرسم غدا مرق ينير لكل من حولنا وربما لو كان من فقدنا موجودين لفرحوا بانجازنا دمتِ مبدعة اينما كنتِ انتظر باقي فصول قصتك ِ |
يالها من حكاية مؤلمه...
يالها من حقيقة مره..!! الم عاش في قلب طفله..ليكبر ويتحول الى أمل... أسلوبك رائع جداً في السرد ... وايضاً الاعتماد الكلي على جهودكم..أنتي وركاد ... اضاف لوحة متكامله ... ربي يوفقك ...وتابعي ..فطيور الابدع لا تكف عن التحليق... فكوني كذلك... تقبلي مروري |
نعيش في الدنيا أحلامـا ً نرجسية بعبق ِ ذكرانـا معهـــم
نرسمها على لوحة ٍ واسعة الملامح سميت ذكـــــــرى هي بسمة خلابة كورق الشجرة يمر بهـا غصن الأمـل وأنشودة الطموح كتبت َ منذ أن ساورنـا لقياؤهم بنـــا وردة غابت فأنبت بذرتهـا عنقود أمـل يغمر الدنيــــــــا جميلة هي أحرفك أختي طموحة نسأل الله لك ِ السعادة الأبدية |
مؤثر جدا
بكل معنى الكلمة كلماتك تحمل في طياتها معاني الحب والمودة والحزن ولكن الأهم هو الأمل طريقة سرد مميزة يالروعة ماخطته أناملك هنا... وفقك الله يا أختي |
لديك ِ مهارة ممتازة في سرد الاحداث واستعمال عنصر التشويق ،، رائعة بحق أعجبتني كثيرا بانتظار جديد ابداعك أكاليل ود |
الحياةُ سعَادة ! http://www.7meel.com//uploads/images/s3-a02a9d0330.gif .. }
حقاً ..! لغتك ومفرداتك رائعة .. وأسلوبك زادها روعة .. طموحة .. في انتظار البقية ..! |
وفقك الله اختي طموحة
قصه مؤثره جدا وطريقتك في سرد القصه ممتعه دمتي مبدعه |
جميل ما خطته أناملك أيتها "الطموحة "
تمتلكين قدرة فائقة في السرد ,,و كما أنك تتمتعين بنقل القارئ من بضع مفردات مسطّرة ألى عالم يعيش و يتعايش مع شخصياتها و كأنها حاضرة نصب عينيه ,, أسلوب التشويق حاضر في قصتك ,, أبدعتي حقيقة ,, عمّر الرحمن قلبكِ بالإيمان و أسكنكِ الجنان ,, |
موضوع رائع ... دمتِ مبدعه
مشكوووووورة والله يعطيكِ الف عافيه |
أولا / أبكيتني يا طموحة .. قصة مأثرة .
ثانيا : أسلوب رائع للكتابة . ثالثا : شكرا لك على الطرح الجميل . |
يا الله لا تعليق
عشان مهما قلت ما بقدر اعبر عن ابداعك ف الكلامات الذي جعلتني اعيش عندها دمتي |
وربي يا ** طموحة ** بأن القصة جعلت دموعي تترقرق في عيناي ..
مبدعة ورائعة في السرد وترابط الأفكار والتسلسل الدرامي الذي جعلنا نعيش أحداث الألم .. كم الألم متعب لفقد عزيز .. كم نفتقد أعزائنا .. شكراً لك أختي العزيز أعتبر هذه القصة ولادة كاتبة .. وجزيل الشكر للأخت ركاد التي ساعدتك في إدارة هذه القصة ببراعة .. دمت مبدعة قاصتنا ** طموحة ** |
رائع ما نزفـه قلمك المبـدع ..
والأروع ما سرده قلمك وفـكرة الموضوع دمت مبـدعة ** طمـوحـة ** |
|
يآآآآهـ .. !
لم أتوقع أن القصة ستنال إستحسانكم .. شكراًَ لكم على حروفكم التي هطلت هنا .. ! وفقكم ربي .. :):) .. ! |
البراء .. شكراً لك .. :) !
بإذن الله ستكون البداية من هنا .. ! وسيكون لكم الفضل -بعد الله - في تطور كتاباتي بإذن الله عز وجل .. دعواتكم .. :) |
قصة روعة وجميلة جدا
|
أسلوب جميل في سرد القصة
وفقك الله أختي,, ونتظر جديدك |
شدتني منذ البداية الى النهاية
شدني الحوار وكيف هي براءة الاطفال اقول او لا اقول حقا انكِ مبدعة :) |
الم فراق الاحبة فضيع ومعاناه صعبة
سلمت اناملك ع كاتبتك ....... |
رائع أختي طموحة أسلوب جميل في السرد
عيشتينا كل موقف بصوره حقيقيه تسلمي |
الساعة الآن 03:55 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها