![]() |
كانت حصة أجمل بنت في فريجنا!!!
كانت حصة أجمل بنت في فريجنا، بل إن كلمة جميلة قليلة عليها، وأعتقد أن كلمة جمال مشتقة منها، وكانت محور حديث أهل الفريج فالجميع لا يتحدث إلا عن جمالها وأخلاقها والتي عرفناها من حديث النساء عنها، وحصة عمرها تجاوز العشرين عاما وليس لأهلها سواها وهي في المستوى الثالث في كلية الهندسة، ومنزلهم يقع في الجهة المقابلة لمسجد الفريج وبجوار منزلنا، كنت أجلس بعد كل صلاة تحت جدار المسجد المقابل لمنزل والدها أنتظر خروجها من المنزل، وكان قلبي يتحرك مع كل حركة لباب منزلهم، وكنت أقف دون شعور مني عند خروجها من منزلهم، كنت أقف احتراما لها وتقديرا لجمالها الذي عرفت كيف تصونه وتحميه وتجعله سلاحا لها لا ضدها، فهي مثال للفتاة المسلمة المتدينة المحجبة، عندما أراها تتوقف عيني عن الرمش حتى لاأحرمها من رؤيتها، وتتوقف أذني عن سماع أي شيء غير صوت خطواتها، ماذا أقول لكم عنها غير أنها وردة لم ترى عيني مثلها ولم يشم أنفي أحسن من عبيرها ولم تسمع أذني أفضل من حفيفها، نعم إنها وردة تنتقل في أرجاء حينا، تذهب إلى كل مكان وعيني تتابعها، إنني أعلم أن ما أقوم به أمر غير مسموح به بل هو حرام ولكن ماذا أعمل بقلبي الضعيف.
فماذا أقول لكم عن حصة وعن روعة حصة ؟!! كانت أمنيتي الوحيدة في الحياة هي لحظة تجمعنا، لحظة أتحدث فيها معها، لحظة أعبر فيها عن مشاعري تجاهها، لحظة أنهي بها حياتي إما إلى السعادة والحب أو إلى الهروب والهزيمة والانكسار، لقد كانت كل شيء بالنسبة لي. وفي يوم من الأيام وبينما كنت في المنزل وحيداً سمعت جرس الباب، ذهبت إلى الباب وفتحته وإذا بحصتي هي من ترن الجرس، فوقفت غير قادر على الحديث، وسرعان ما قطعت هذا السكون بسؤالها أين أختك هل هي موجودة قل لها حصه تريدك، أعمى عيني الشيطان واستحوذ على تفكيري فلم أجد نفسي إلا وأنا أمسك بيدها وأدفعها إلى داخل الملحق الخارجي، سقطت على الأرض وسقطت عبائتها في جهة وغطاء وجهها في الجهة الأخرى، يا إلهي هل هذه مخلوقة من ضمن البشر، سبحان الذي أبدع خلقه، إنها آية من الجمال، نعم إنها أروع فتاة شافتها عيناي، تقدمت إليها وهي ساقطة على الأرض وتبكي بصوت عالي أرجوك أرجوك وتتراجع إلى الوراء حتى وصلت إلى سكين لا أدري من الذي وضعها على طاولة الملحق، تناولت السكين بيدها ووضعتها على رقبتها بقوة جعلت قطرات من الدم تنزل من رقبتها، وصرخت إذا تقدمت خطوة واحدة سأقتل نفسي، قلت لها : أرجوك يا حصة إنني أحبك، قالت وهي تبكي وقطرات الدموع تتساقط على وجنتيها : وهل الحب يكون بهتك الأعراض ومعصية الله، أنا لا أملك في هذه الدنيا إلا شرفي وسوف أدافع عنه حتى آخر قطرة من دمي، قلت لها وهل تقتلين نفسك من أجل شرفك ؟! قالت : والله لو كنت قادرة على قتلك بهذه السكينة لقتلتك، ليس ذلك فقط بل سآخذ هذه السكين وأضعها في سلسلة وأعلقها على صدري كوسام شرف أعتز به. نظرت إليها وقلت لها : يحق لي أن أرفع رأسي فخرا بكم وبتربيتكم يا بنات بلدي، أخت رجال نعم أخت رجال، وأخذت أفكر كيف أنني كنت أتمنى الزواج منها وأتمنى أن يجمعنا بيت واحد وهي تتمنى الآن أن تقتلني ؟! انحنيت إلى الأرض وتناولت عبائتها وغطاء وجهها وتقدمت إليها لكي أطلب منها السماح ومغادرة المنزل ولكنها صرخت إذا تقدمت أكثر ساقتل نفسي. لقد وصلت ثقتها بي درجة لا يمكن وصفها ومعها حق في ذلك، لقد هدمت ما بنيته في كل تلك السنوات من سمعة عند حبيبتي حصة في لحظة واحدة، لقد أصبحت تنظر إلي نظرة احتقار وكره، وعندما شاهدتها على تلك الحال رميت عليها عبائتها وغطائها وطلبت منها مغادرة المكان، وخرجت من المنزل وتناولت مرآة موجودة بجواري وأخذت أنظر إلى ذلك الحقير الموجود داخل المرآة فتناولت السكين التي كانت معها وضربت بها ذلك الحقير الموجود في المرآة ضربة أسالت الدم من ذراعي وأراحتني قليلا، ولكن أين هي الراحة بعد ذلك الدرس من الحبيبة والذي جعلني أحتقر نفسي ؟! بل تمنيت الموت في وقتها ولم يقطع تفكيري إلا دخول الأهل قادمين من خارج المنزل، جاءت إلي والدتي وصرخت : ما بك ماذا أصابك ماذا حدث لك ؟؟! قلت لها : لا شيء لا شيء اتركوني أرجوكم اتركوني. وبقيت على تلك الحالة شهرا لا أعرف للنوم طعما ولا للحياة مزاجا، وبعد مرور الشهر جاءت أمي إلي وقالت : يا بني إنني لا أستطيع أن أتحمل ما أراه، إن حالتك تسوء وجسمك ينحل، لا بد أن تتزوج لقد اتفقت مع أبيك أن نخطب لك حصة بنت جارنا أبو حصة، نظرت إلى أمي ومنظر حصة وهي تحمل السكين وهي تتمنى قتلي في مخيلتي، ولم أستطع أن أرد عليها بكلمة واحدة، ماذا عساني أن أقول ؟! خرجت أمي من غرفتي دون أن أجيبها لأن رفض حصة الأكيد لي سيجعلني أشعر بالراحة وسيخفف من الآلام التي أحملها، وبعد أسبوع جاءت المفاجأة .. نعم المفاجأة .. لا لا ليست مفاجأة بل الخبر الذي جعلني أمسك بخيط الحياة والإنسانية من جديد، قالت أمي : إنني خطبت حصة وقد وافقت ووافق أهلها، لا أستطيع التعبير عن شعوري وقتها ولكن لو يأتيك أحدهم ويخبرك أن أبيك قد توفى ثم يأتي آخر بعد ساعتين ويكذب الخبر ما هو شعورك ؟!! نعم لقد عشت نفس الشعور بعودة حصة إلي مرة أخرى، وفي يوم الخطبة ذهبت أنا وأبي وقابلنا العم أبو حصة، وبعد أن شربت القهوه استدعاني العم أبو حصة إلى غرفة مجاورة وقال اجلس هنا لحظة، وبعد دقيقة دخلت حصة .. نعم حصة .. ماذا أعمل هل أحتضنها ؟! هل أقبل يدها ؟؟ لا أدري .. لا أدري ماذا أعمل ؟! ولم يقطع تفكيري سوى صوتها الموسيقي وهي تقول : تفضل العصير يا بريليانت، قالت اسمي نعم قالته وهي تبتسم، إنني أسعد إنسان في هذه الدنيا، ولم أصحى من هذا الحلم الجميل إلا بصوت العم أبو حصة وهو يقول : دعنا نذهب إلى أبيك إنه يجلس لوحده في المجلس، انتهى كل شيء في ذلك اليوم اتفقنا على الملكة والزواج وعلى كل شيء، ذهبت إلى منزلنا وقبلت كل من فيه دون شعور مني، ياله من كابوس ياله من اختبار أحمد الله على تجاوزه شهرا وأنا أتمنى الموت وبعده يحصل لي كل ذلك، إنني أسعد إنسان في الوجود، وكان أهلي يعيشون فرحة موازية لفرحتي بعد أن شاهدوا ابنهم كيف تبدل وتغير حاله. ومرت الأيام كالسنين وأنا بانتظار اليوم الذي أجتمع فيه مع حصتي، ورغم سعادتي بمرور الأيام إلا أنني كنت خائفا من مقابلتها، هل نست ما حدث ؟! هل ستتحدث في هذا الموضوع ؟! كيف ستكون ثقتها بي ؟! وأسئلة ليس لها جواب إلا عند حصتي، وبعد أن تمت الملكة طلبوا مني أهلي أن أتحدث معها بالتلفون وأتعرف عليها وتتعرف علي، وكنت أرفض لأنني لاأدري كيف سأحدثها ؟! وماذا أقول لها ؟! وذلك الموقف يسيطر على كل تفكيري، وفي يوم من الأيام وبينما جميع الأهل أمام التلفاز، رن جرس التلفون ردت عليه أمي وهي ترحب بمن على الخط وتبتسم وتنظر إلي، بعد ذلك قالت : نعم موجود، بعد ذلك مدت أمي يدها إلي بسماعة التلفون وقلت لها : من ؟! قالت : حصه، ياله من شعور وياله من إحراج ليس بعده إحراج، ماذا أعمل ؟؟ هل أغلق السماعة ؟! ماذا أعمل ؟! وأمسكت السماعة دون شعور مني وأنا أشعر وكأن قلبي يكاد يتوقف، وعندما شاهدت أمي حالتي طلبت من جميع من في الغرفة مغادرتها، بعد ذلك أمسكت السماعة وقلت لها : السلام عليكم، وقالت : وعليكم السلام، قلت لها : أهليين حصة، قالت : كنت أتمنى أن يأتي هذا التلفون منك أنت، وقفت أمامها كالتلميذ الذي لم يحل واجبه ولم يجد مبررا لذلك، فأجبتها بصدق : كنت أحمل التلفون وأضغط على الرقم الخاص بكم أكثر من عشر مرات في اليوم ولكن شجاعتي كانت تخونني في إكمال المكالمة، قالت : ولماذا أنا الآن زوجتك، تستطيع أن تكلمني متى شئت، قلت لها : أعلم ذلك ولكنني لاأعلم هل ستردين علي أم لا ؟؟ قالت : ولماذا لا أرد عليك ؟؟ قلت : بصراحة أنا كنت أفكر في الموقف المشين الذي قمت به، وكنت أفكر كيف سأكلمك ؟؟ وكيف سيكون حوارنا بعد هذا الموقف ؟؟ وبصراحة هذا الموقف جعلني طريح الفراش شهرا كاملا، قاطعتني وقالت : كنت أعلم كل شيء عنك وعن حالتك وما أصابها بعد ذلك الموقف وهذا هو الذي جعلني أوافق عليك، وقالت لي : عن أذنك أمي تناديني، مع السلامة يا زوجي العزيز، والمكالمة القادمة أنتظرها منك، لم أستطع أن أرد عليها لأن كلمة زوجي العزيز ومن حصة تستطيع أن تخرس لسان أكبر متحدث على وجه الأرض. استمر تحدثنا مع بعضنا لمدة شهر استطعنا من خلاله إذابة جميع العوائق والتعرف على بعضنا وعلى أدق التفاصيل الخاصة بحياة كل واحد منا، وقبل زواجنا بأسبوع كنت جالس في غرفتي فدخلت علي أمي والحزن يملأ وجهها وتكاد تسقط على الأرض، فقمت من مكاني وأمسكتها وأجلستها على سريري وأسقيتها قليلا من الماء، وقلت لها مابك يا أمي، قالت يا بني لقد حضر إلى أبيك صباح اليوم العم أبو حصة وطلب تأجيل الزواج، وصرخت بأعلى صوتي : لماذا لماذا ؟؟ قالت : يقول لأسباب خاصة ولكنني تحدثت مع أمها في التلفون وأخبرتني أن بنتها حصة مريضة وسيذهبون بها للخارج لعلاجها، وعندما سألت أمها مابها لم تجبني وقالت أن هذا العلاج يتوقف عليه مصير ابنتهم وتتحدد على أثره حياتها، وأخذت التلفون وأخذت أتصل بحصة ولكن أمي قاطعتني وقالت لي : لقد غادرت رحلتهم منذ ساعة. خرجت أمي وجلست في غرفتي مذهول وغير مصدق ..آه آه آه ماذا أصابك يا وردتي الجميلة، بأي مرض تشعرين آه آه آه ليتني كنت مكانك، ماذا أعمل ؟؟ إلى أين أذهب ؟؟ كيف أطمئن عليك ؟؟ كيف أخرج إلى الشارع وأنا أعلم أن نوره قد انطفىء ؟؟ كيف أنظر إلى بيتكم وأنا أعلم أن قلبي سيعتصر ألما كلما تذكرتك خارجة منه ؟؟ كيف أنظر إلى التلفون وأنا أعلم أن فائدته قد انعدمت ؟؟ آه آه آه يا حصتي .. ومرت الليالي والأيام وأنا على هذه الحالة، نحل جسمي وطال ذقني وأصبحت شاحبا ومريعا وكأني أحمل أمراض الكون، وفي ليلة من الليالي في الساعة الـ2 ليلا فتحت شباك غرفتي المطل على منزلهم، وصرخت دون شعور صرخة جعلت كل من في البيت يقفون خلفي قبل أن أكمل صرختي، أسرعت إلي أمي واحتضنتني : ما بك يا بني ما بك ؟؟ وأخذت تقرأ علي بعض الآيات القرآنية، بل إن إخوتي أخذوا يبكون رثائا لي ولما أصابني من هستيريا تعانقت فيه الدمعة مع الضحكة، وعندما شاهدت الحالة التي أصبح عليها من في الدار تمالكت نفسي واحتضنت أمي وأنا أبكي : عادت حصة .. عادت حصة .. ماذا أعمل ؟؟ أين أذهب ؟؟ هل أذهب إليهم في منزلهم في هذا الوقت للسؤال عنها ؟؟ أم أتصل عليها ؟؟ قالت أمي : لا يا بني اصبر حتى الصباح، ماذا سيقولون عندما نتصل بهم في هذا الوقت ؟؟ اصبر، خرج الأهل بعد ذلك من غرفتي بعد أن اطمأنوا على حالتي وجلست أفكر في حصة وحالها ومرضها وماذا بها، يا الله إنها أطول ليلة مرت علي، وبعد صراع مرير مع التفكير والهموم والليل بزغ الصبح وطلعت الشمس مع العصافير، وأنا أنتظر خروج عصفورتي وشمسي التي لم أراها معهم، فخرجت كعادتي وجلست تحت جدار المسجد أمام بيتهم، لقد ضاق الصبر مني، وبعد ساعتين من الانتظار تحرك باب بيتهم نعم تحرك وتحرك معه قلبي، ووقفت على قدمي وإذا بشابا وسيما يخرج من منزل حصة يرتدي ثوب وغترة، تقدم هذا الشاب نحوي حتى وقف بجواري، وقلت له : من أنت ؟؟ قال : أنا تركي، قلت له : من تركي ؟؟ قال أنا تركي ابن أبو تركي، وهذا منزلنا، قلت له : ولكن هذا منزل العم أبو حصة ولا يوجد له أبناء سوى حصة، قال : أنا حصة أو أنا من كان حصة، فنظرت له وأنا أتكىء على جدار المسجد لأن قدماي لم تعد تقوى على حملي، وقال لي أو قالت لي : دعنا نكون صديقين. |
"تناولت السكين بيدها ووضعتها على رقبتها بقوة جعلت قطرات من الدم تنزل من رقبتها، وصرخت إذا تقدمت خطوة واحدة سأقتل نفسي، "
دفاع حاسم "قالت : والله لو كنت قادرة على قتلك بهذه السكينة لقتلتك، ليس ذلك فقط بل سآخذ هذه السكين وأضعها في سلسلة وأعلقها على صدري كوسام شرف أعتز به. " يالها من فتاه بارك الله فيها ونعم الفتاة المؤمنه شكرا جزيلا لكِ عزيزتي |
إن شاء الله تكون قدوة لاخواتنا المسلمات.
شكرا اختي |
النهاية تعور القلب ,,
تسلمي أختي ع القصة |
الساعة الآن 08:53 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها