منتديات حصن عمان - ~~~~مدينة بيسان عبر الزمان~~~~
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   برج السفر والسياحة (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=53)
-   -   ~~~~مدينة بيسان عبر الزمان~~~~ (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=10057)

بيسان 09-04-2007 11:43 PM

~~~~مدينة بيسان عبر الزمان~~~~
 
http://www.alzahraa.net/upload/jpg/WARED.jpg
مرج للزهور الربيعية .. مناظر خلابة في بيسان

بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ جولة تاريخية في ارض فلسطينية منسية ..وقبل الجولة نستمع لهذه الكلمات المعبرة عن بيسان

كانت لنا من زمان
بيارةُ جميلة و ضيعة ظليلة
ينام في أفيائها نيسان
ضيعتنا كان أسمها بيسان
خذوني إلى بيسان
إلى ضيعتي الشتائية
هناك يشيع الحنان على الحفافي الرمادية
خذوني إلى الظهيرات إلى غفوة عند بابي
هناك مدت علات أعانق صمت التراب
أذكر يا بيسان يا ملعب الطفولة أفيائك الخجولة
و كل شئ كان بابٌ و شباكان
بيتنا في بيسان
خذوني مع الحساسين إلى الظلال التي تبكي
رفوف من العائدين على حنين لها تحكي
خذوني إلى بيسان





الموقع والموضع والمناخ


بيسان من المدن القليلة التي كان لموقعها اثر بارز في تاريخها، فسهلها يعد حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً وسهل ابن عامر غرباً، وتشرف المدينة على ممر وادي جلود، إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج ابن عامر، وتشرف أيضاً على الأجزاء الشمالية من وادي الأردن. ولا غرابة إذا ارتبطت بيسان بشبكة مهمة من طرق المواصلات، وقد جذب موقعها الأنظار إليها، فكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر، وكانت معبراً للغزوات الحربية بينهما أيضا، واستطاعت بمرور الزمن أن تغري كثيراً من التجار والغزاة بالاستقرار فيها. وإذا كانت الطرق قد أسهمت في نشأة بيسان الأولى، فإن المدينة أصبحت فيما بعد عاملاً رئيساً في جذب الطرق إليها، وغدت متصلة بالأقاليم المجاورة بشبكة حيوية من الطرق المهمة.


ويجمع الموضع الحالي لبيسان بين مواضع قديمة وأخرى حديثة، أما المواضع القديمة فتتمثل في الخرائب القديمة التي تشتمل عليها بعض التلال المحيطة بيسان. ففي الجهة الشمالية من بيسان يوجد تل الحصن وتل المصطبة، وفي الجهة الشمالية الغربية يحيط بالمدينة تل الجسر وتل بصول وتل توميس وتل الزهرة، وتشتمل هذه الخرائب على بقايا الأبنية السكنية والمقابر وأماكن العبادة والمسارح والميادين والأسوار. أم الموضع الحديث للمدينة فيقوم على هضبة صغيرة (150م) تمتد في الغور جنوبي نهر جالود.


وتجدر الإشارة إلى أن الموضعين القديم والحديث لبيسان يقومان على تلال من الأرض ترتفع عما حولها من الأراضي المنبسطة داخل غور بيسان، ويعود السبب في ذلك إلى الرغبة في تحاشي أخطار فيضان نهر جالود والابتعاد عن المستنقعات من جهة، وإلى استغلال الأراضي المنبسطة في الزراعة من جهة أخرى. ولعل انتقال الموضع من الشمال إلى الجنوب استهدف في الأصل درء أخطار الفيضانات والأوبئة عن المدينة، والاستفادة من الأراضي الغورية المجاورة لنهر جالود وقنواته في الزراعة.


نشأت بيسان فوق موضعها الحديث نسيباً في أوائل في أوائل القرن التاسع عشر، واقتصرت أماكن مبانيها في بداية الأمر على سطح هضبة بيسان، ثم امتد موضع بيسان نتيجة تطور نموها العمراني بعدئذ، فضم أجزاء من أقدام الحافة الغربية للغور وأجزاء من أراضي الغور المنبسطة. وتنحدر ارض بيسان بصفة عامة من الغرب إلى الشرق. ويجري نهر جالود- أحد روافد نهر الأردن- شمالي بيسان، ويمر بين تلي الحصن والمصطبة، كما انه يغذي بعض برك الأسماك بالمياه بفرع له يمر من جنوب بيسان. وتكثر العيون المائية حول المدينة، وهي تسهم مع مياه نهر جالود وفرعه في ري الأراضي الزراعية المجاورة.

يتأثر مناخ بيسان بموقع المدينة في الغور، حيث تنخفض أكثر من (150م) عن سطح البحر، ويتأثر أيضا بمواجهة بيسان لفتحه سهل مرج ابن عامر الطبيعي فتصلها مؤثرات البحر المتوسط، وتتأثر بيسان باندفاع الرياح القادمة من الغرب نحوها، ويسبب هذا الاندفاع من المرتفعات نحو المدينة انضغاط الهواء، وارتفاع درجة حرارة الجو، وإثارة الزوابع والأتربة. وتتأثر المدينة أيضاً ببعض الموجات الحارة في فصل الربيع، عندما تهب عليها رياح جنوبية شرقية محملة بالأتربة. أما الموجات البارة فإنها تحدث أحياناً نتيجة هبوب رياح شمالية برادة.
http://www.eyelash.ps/palgate/images...ne/bisan/3.jpg
الحفريات والتنقيبات في بيسان


إن حفريات جامعة بنسلفانيا في بيسان تمثل إحدى حملات التنقيب الرئيسة في فلسطين، التي تقوم بها جامعة أمريكية، وقد أشرف على إدارتها (فيشر) في السنين الأولى عام 1921- 1923، وتعاقب عليها (رو) يساعده (فيتسجررالد) في الفترة ما بين 1925-1928، وواصل فيتسجرالد الإشراف عليها على نطاق أضيق في السنوات 1930-1933، وكشفت الحفريات عن ثماني عشرة طبقة في التل الرئيس، فضلاً عن عدد من المدافن، تمثل هذه مراحل سكنية تمتد من العصر الحجري وحتى الحروب الصليبية.


وتشير المصادر التاريخية والشواهد الأثرية إلى أن منطقة بيسان كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث وحتى العصر الحالي، فموقع (المنحطة) إلى الجنوب من بيسان قد عثر فيه على آثار تدل على سكني الإنسان لهذا الموقع في العصر الذي أطلق عليه بعض العلماء ( العصر الحجري الحديث المبكر ما قبل الفخار) الذي يعود إلى الفترة الواقعة ما بين حوالي7000- 6000 سنة ق.م، من هذه الآثار بقايا حيوانية تمثل الماشية والماعز والأغنام والخنازير، مما يدل على أن سكان هذا الموقع قد نجحوا في تدجيل الحيوان في ذلك العصر المبكر، وعثر في هذا الموقع على نوع جديد من الأدوات يسمى الأواني المصنوعة من العجينة البيضاء، وقد تميزت هذه الأواني بأن جاءت في الغالب كبيرة الحجم، وجدرانها سميكة جداً وسطوحها غالباً ما تكون مصقولة، وقد اعتمد سكان هذا الموقع على زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات المستأنسة.



لا تذهبوا بعيدا ما زال هناك بقية...

بيسان 09-04-2007 11:44 PM

نشأة بيسان ونموها


ترجع المكتشفات الأثرية الحديثة نشأة مدينة بيسان إلى العصر الحجري النحاسي، أي إلى حوالي4500سنة ق.م، وقد استعمل سكان بيسان الأولى الحجر والطوب في بناء مساكنهم وتنوعت أدواتهم وأوانيهم الفخارية لتنسجم مع إنتاجهم من الزراعة التقليدية. وقد تطورت بيسان مع نهاية الألف الرابع ق.م، لتشكل مع أخواتها من المدن الفلسطينية ذلك العهد بداية مرحلة التمدن في فلسطين.
http://www.daralhayat.com/special/fe...jpg_440_-1.jpg
(صورة لاحد المستنقعات التي تميزت بها بيسان)

في العهد البرونزي القديم3200-2000ق.م


يبدو أن سكان بيسان في بداية هذا العهد قد أخذوا في تزايد مستمر، وأصبحوا يطورون مواقعهم السكنية تدريجياً، حتى أصبحت مدناً محصنة ذات طابع مستقل، وأصبح تأسيس المدينة ومرافقها الدفاعية والعامة والسكنية يفرض شيئاً من التخطيط المسبق، وغدت بيسان شأنها شأن العديد من المدن الفلسطينية التي أنشئت في ذلك العهد، تمثل وحدة سياسية مستقلة أشبه بدويلة المدينة، التي يتبعها عدد من القرى الزراعية، وقد بنى أهل بيسان بيوتهم في بداية هذه الفترة من الطوب المجفف على أرضية من الحجارة الملساء، وقد خزن أصحاب البيوت حبوبهم في جرار كبيرة، واستعانوا بالأخشاب لتشكل المادة الرئيسة في سقف البيوت التي كانت تدعم بأعمدة من الخشب أيضا. وكانت البيوت تتألف من غرفة واحدة قد تلحق بها غرفة أخرى. أما بيوت الأغنياء فمن غرفتين ذات نهاية دائرية. وقد أمكن التعرف على بعض مخططات بيوت الأغنياء والأبنية العامة في ذلك من خلال التعرف على بناء متكامل تقريباً في بيسان، كان يتألف من ثلاث غرف، وربما كان جزءاً من بناء أكبر.


أما معبد بيسان، فكان على شكل قاعة كبيرة مستطيلة مقسمة بواسطة صف من أربعة أعمدة، ومدخل المعبد الرئيس في الجدار الطويل الشرقي، وقد بنيت جدرانه بمداميك منتظمة أقامت سقفه دعائم خشبية مرتكزة على قواعد حجرية.


وفي المرحلة الثانية من العصر البرونزي القديم استعملت كتل من الحجر الكلسي وضعت بطريقة أفقية، وبنيت المداميك السفلية بالحجارة أحياناً، وتم بناء الجدران العليا بالطوب المجفف بالشمس وتألفت المونة من الجير أو الحصى الصغير المخلوط بالرمل في حالة البناء بالحجر، وبالطين في حالة البناء بالطوب المجفف بالشمس، وطليت الجدران والأرضيات بالطين أو الجص، وأحياناً كانت الأرضيات ترصف بالحجارية.


أما في المرحلة الثالثة من هذا العهد (2600- 2300ق.م)، فكانت بيوت بيسان تشاد من طابق واحد، أساساتها ومومداميكها السفلية من الحجر. إما مداميكها العلوية فكانت من الطوب المجفف في الشمس، وهنا كانت البيوت في الغالب مؤلفة من غرفتين تفضيان إلى باحة مكشوفة صغيرة، والغرف مربعة الشكل تقوم سقوفها على أعمدة خشبية مرتكزة على قواعد حجرية.


وفي المرحلة الرابعة من هذا العهد تعرضت فلسطين إلى قلاقل واضطرابات بسبب هجرات قد ذهب بعض العلماء إلى أنها هي حركة القبائل العمورية، أو إحدى هجراتهم، مما أدى إلى تدنى العمارة في فلسطين ومنها بيسان.






العصران البرونزي الوسيط والحديث (200- 1200ق.م)


بدأ العصر البرونزي الوسيط في حوالي عام 2000ق.م. واستمر إلى منتصف القرن السادس عشر ق.م، واعتبره العلماء العصر الذهبي لفلسطين من حيث العمران، وفيه بنيت المساكن في بيسان على نفس النمط الذي كان سائداً ف المرحلة الأولى من العصر البرونزي القديم. ويعتبر هذا العصر بالنسبة لفلسطين عصر نمط جديد والأسوار والبوابات الضخمة المائلة، أي أنه شهد تقدماً كبيراً فيما يعرف بالعمارة العسكرية، التي تميز بها الهكسوس الذين بسطوا نفوذهم على فلسطين في الفترة ما بين1788- 1573ق.م، وتميز حكمهم بالنظام الإقطاعي العسكري.


ومن الجدير بالملاحظة أن بداية هذا العصر تمثل بداية التغلغل السياسي والعسكري المصري أثناء حكم الأسرتين الثانية عشرة والثالثة عشرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العلاقات التجارية قد شقت طريقها مع مصر قبل ذلك بكثير، وأدى هذا التغلغل إلى السيطرة المصرية شبه التامة، وبشكل خاص على جنوبي فلسطين في المرحلة الثانية من العصر البرونزي الوسيط والعصر البرونزي الأخير، وأصبحت فلسطين تشكل جسر العبور المصري لأجزاء أخرى من بلاد الشام والمناطق الآسيوية الأخرى. ويظهر التأثير المصري على الحياة اليومية من خلال المكتشفات المتنوعة التي تم استيرادها من مصر أو صنعت في فلسطين، ومثال ذلك العثور على منحوتات مصرية من هذه الفترة في العديد من مدن فلسطين ومنها بيسان.


أما العصر البرونزي الحديث، فقد بدأ بالقضاء على آخر ملوك الهكسوس حوالي سنة 1567ق.م، وحملات (تحتمس الثالث) على بلاد الشام حوالي سنة 1480ق.م، وتدلنا المكتشفات الآثارية الحديثة على أن مدينة بيسان قد أصابها بعض الدمار في هذه الفترة، لكنها انتعشت بسرعة، واستمر سكناها بعد القضاء على حكم الهكسوس.


وقد غدت بيسان في هذه الفترة أهم مراكز المصرية في عمق فلسطين، وقد تم تخطيط المدينة وبناء مرافقها بإشراف مصري مباشر، إذ تم تنفيذ بناء المدينة على النمط المصري وما فيه من المرافق الدينية والعسكرية، وغالباً ما تولى الإشراف على بنائها الحاكم العسكري المصري (رمسيس أو سرخيبش). ولقد بقيت السيطرة المصرية على بيسان قائمة حتى أثناء فترة ضعف الحكم المصري في النصف الثاني من القرن الرابع عشر ق.م.


فقد وجد اسم بيسان في الكتابات الخاصة بتحتمس الثالث في المعبد العظيم لآمون في الكرنك، وورد اسمها أيضاً في رسائل تل العمارنة، كما ورد اسمها في وصف (سيتي الأول) وابنه (رمسيس الثاني) في القرن الثالث عشر.


وأهم ما اكتشف في بيسان مجموعة من الآثار المصرية تحمل اسم (تحتمس الثالث)، وقد أعاد بعض الباحثين هذه الآثار إلى (أمنحوتب الثالث والرابع) لكن عالم الآثار (وليم أولبرايت) أرجعها إلى (رمسيس الثاني) بينما أعادها عالم الآثار (مازار) إلى عهد الفرعون المصري (مرنفتاح).


كما اكتشف (فيشر) مسلة (سيتي الأول) (1351- 1324ق.م) وقد كتبت باللغة الهيروغليفية، وتصف انتصار هذا الفرعون على تحالف مدينتي (هاماثا وفحل) اللتين وقفتا ضد تحالف بيسان ورحوب. ويقول الدكتور أحمد فخري: يقدم النصب التذكاري الذي أقيم في بيسان، والذي يتضمن سجلاً بأحداث العام الأول من حكم (سيتي الأول) صورة واضحة لاتجاه العمليات الحربية، فنجد أن فرقة آمون وقد وجهت صوب حماه، وأن فرقة رع كانت معسكرة في بيسان، وهي مركز عسكري مصري منذ القرن الخامس عشر ق.من كما عثر على عدد من القبور المصرية المنحوتة في بيسان، ويرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الثالث عشر ق.م.


وتذكر عالمة الآثار (كاثلين كينيون) أن العنصر الأساس في معابد بيسان في هذه الفترة كان صالة الاجتماعات مع غرفة مرتفعة الأرضية تضم المذبح في أحد الأطراف، وأكثر ما يلفت النظر من أبنية العبادة المزارات وأقمعه الإراقة وأشكال لثعابين والحمام التي تتكرر مكونة الزخرفة، وتعتبر كرموز لرب الأرض، أما الدمى الصغيرة فهي دلالة على عبادة عدد مختلف من الأرباب، تضم بعض الدمى المتأثرة بالدين المصري.




في العصر الحديدي1200-550ق.م


في نهاية العهد البرونزي الحديث ومطلع الحديدي كانت فلسطين مسرحاً لعدد من الصراعات الداخلية والخارجية، فقد تعرضت لغزوات جديدة من أهمها تلك التي جاءت من البحر من قبل شعوب عرفها التاريخ باسم شعوب البحر، ومن اهم فروعها جاءت لفلسطين (الفلستر أو الفلستين) الذين حملت البلاد اسمهم فيما بعد، وقد اعتبرهم البعض على أنهم من سكان فلسطين أصلاً، وامتزجوا بمجموعات شعوب البحر، الذين أثروا في حضارتهم وأدخلوا عليها مواداً وعادات جديدة أصبحت متميزة في الكثير من مواقع الساحل الفلسطيني الجنوبية، واعتبر الفلسطينيون أنفسهم حلفاء شرعيين للسلطة المصرية على فلسطين، وسيطروا على معظم أجزائها ومنها بيسان، فقد دلت الاكتشافات الأثرية على أن الفلسطينيين قد أقاموا مراكز إستراتيجية في سهل مرج ابن عار ووادي الأردن خصوصاً في بيسان. ومما يدل على تواجدهم فيها تلك التوابيت الفخارية الفلسطينية التي تعود إلى القرنين الثالث عشر والثاني عشر ق.م.


وفي هذا العهد حافظت العمارة في بيسان على تقاليدها التي كانت سائدة في العصر البرونزي الحديث، مع ميل إلى الانحطاط بسبب الظروف التي أحاطت بفلسطين، أما المباني العامة التي كشف عنها حتى الآن فمحدودة للغاية، وأهمها معبد بيسان، حيث لا يزال التأثير المصري واضحاً من خلال التفاصيل المعمارية والكتابات الهيروغليفية.


أما تاريخ بيسان السياسي في هذه الفترة فالتوراة هي مصدره الوحيد، واعتما المؤخرين المعاصرين عليها دون غيرها من شأنه الخروج بتاريخ مشوه ومبتور لبيسان وغيرها من مدن فلسطين،. وعلى أية حال، فباعتراف الزيف التوراتي عجز يوشع بن نون عن ضم هذه المدينة إلى بني قومه، كما أنها لم تصبح أو تكن في أي يوم من الأيام مدينة يهودية، وقد أيد علم الآثار ذلك.




ومازال هناك بقية .....

بيسان 09-04-2007 11:46 PM

من بيت شان إلى سكيثوبوليس


ظلت بيسان أو بيت شان تحتفظ باسمها العربي هذا الذي أطلقه عليها بناتها الأولون حتى عصرها اليوناني، حيث أطلق عليها اسم (سكيثوبوليس) وظهر هذا السم واضحاً في معظم الوثائق التي تعود إلى العصر اليوناني، وربما يعود هذا الاسم إلى فترو سابقة على هذا العهد، واسم (بيت شان) يعني: بيت الإله شان أو بيت السكون. أما (سكيثوبوليس) فيختلف العلماء حول تفسير سبب اتخاذ هذا الاسم، إذ يرى فريق منهم معتمداً على رواية كاتب إغريقي يدعى (سكونيللوس) بأن هذه التسمية ترجع إلى أنها كانت مدينة للسكيثيين الذي غزوا فلسطين خلال القرن السابع ق.م، والسكيثيون أو الإشكوز، كما يلقبهم الآشوريون، شعب اختلف في أصله، كان سيكن قبل القرن السابع ق.م بين نهري الدانوب والدون في جنوبي روسيا، وانتشر في القرن السابع في معظم انحاء الشام، وعنهم قال (هيرودوت): إن (بسماتيك) الفرعون المصري، أرجع هؤلاء الغزاة ببعض النقود والهدايا، ونجي وطنه بهذه الطريقة، وكانوا قد أتوا من الشمال بعدما زحفوا على آشور واقتربوا من حدود مصر، لكن المرجح أن بسماتيك كان قد قهرهم حقاً.


ويذكر (جونز) انه من المحال علينا أن نعرف أية أسطورة أدت إلى اختيار اسم (سطيثوبوليس)، وليس ثمة سبب يجعلنا نؤثر تفسير (يونكيللوس) المصبوغ بمسحة عقيلة، إذ يربط الاسم غزو السكيثيين التاريخي لسوريا في القرن السابع ق.م، نؤثره على التفسير الأسطوري الصريح الواضح الذي قدمه (ميللاس)، إذ يعزو تأسيس المدينة إلى سكيثيين من مدينة كوروس، صحبوا (فجنايا) في تجوالها. أما (بلليني) فيربط هذا الاسم (بدينسيوس) الذي أسكن أتباعه السيكيثيين هنالك، وقال بعضهم: إن الاسم مشتق من القرية البعيدة (سكوث)، وقد كان (دينسيوس) هو الإله الرسمي لها، طبقاً للاعتماد السائد بنيا لعلماء، وقد وجد له معبد هناك.


بيسان في عصر الآشوريين والكلدان والفرس


أما عن علاقة بيسان بالآشوريين فالمعلومات التي بين أيدينا شحيحة في هذا الشأن، وكل ما نعرفه أن (سرجون الثاني) قد هاجم السامرة سنة 721ق.م، وأنه وصل إلى غزة ورفح على حدود مصر، وفي سنة 715ق.م أرسل سرجون حملة إلى فلسطين وحدود مصر، وفي سنة 712 ق.م أخضع فلسطين ثانية وجعلها مقاطعة آشورية، ما اجتاحها خلفه سنحاريب في سنة 701 قزم، وظلت المدن الفلسطينية تدفع الجزية بانتظام إلى (نينوى) عاصمة الآشوريين حتى سقوطها سنة612ق.م بيد الدولة الكلدانية أو البابلية الجديدة. ويقال: إن مدن فلسطين ومنها بيسان لفترة قصيرة بقيت تدين بالولاء للحكم الكلداني وتدفع له الجزية.


ويشهد منتصف القرن السادس ق.م سقوط الدولة الكلدانية، ودخلت فلسطين بذلك عهداً جديداً تحت سيطرة الفرس، وتبقى معلوماتنا التاريخية الموثقة عن فلسطين في العهد الفارسي قليلة ومبعثرة، ولازالت المعلومات المتعلقة بالتنظيمات الإدارية والأوضاع الاجتماعية مستمدة من التوراة.



بيسان في عهودها اليونانية والرومانية والبيزنطية


فتح الإسكندر الأكبر المقدوني بيسان في سنة 332ق.م، وبدأت فيها منذ ذلك الوقت الحضارة الهلينستية، وقد عني بها البطالمة والسلوقيون واهتموا بهلينيتها، وفي عام 218 ق.م سلمت هذه المدينة بمحض إرادتها إلى (أنطيوخس الثالث)، ولما كانت قبل خاضعة للحكم البطلمي في مصر أقام فيها البطالمة حصناً وبنوا قلعة، وكانت قبل احتلال الحشمونيين (المكابيين) البغيض لها وإحراقها على يد (الإسكندر يانيوس103- 76ق.م) من اكبر المدن الهلينستية في فلسطين. ولم يرجع لها ازدهارها غلا في العهد الروماني، الذي يعد من أزهى عهودها، فقد حررها القائد الروماني (بومبي) سنة 64ق.م من حكم الحشمونيين، فاستقبلت هذا القائد بحفاوة، وبادلها هذه الحفاوة بجعلها مستقلة مرة أخرى، وقد أعاد (عابينوس)- ممثل بومبي في فلسطين- بناء بيسان، فأعاد إليها سابق عزها. وبالرقم من وقوعها غربي نهر الأردن، فإنها كانت إحدى المدن العشر المتحدة (ديكابوليس) واتضح هذا من قول المؤرخ (يوسيفوس) الذي أشار بأنها من أكبر مدن تلك المجموعة ورئيستها.


وقد تركت المدن العشر في هذا العهد مسفة، بحي تحتفظ أيضاً بما كان بينها من تعاون قوي دفاعي واقتصادي. وفي هذا العهد كانت الاراضي التابعة لبيسان واسعة جداً، وكان خصب منطقتها مضرب الأمثال، واشتهرت النخيل والتين والحبوب والزيتون، وكان بها معاصر كبيرة له وللعنب فأنتجت كميات كبيرة من الزيت والخمور، واشتهرت أيضاً بملابسها الكتانية، وأصبحت بيسان في هذا العهد مركزاً تجارياً مهماً، تمر منها القوافل التجارية في طريقها إلى الأردن. وقد عبد (هادريان) (117- 138م) الطريق بين بيسان واللجون. ولا تزال الشواهد على هذا الازدهار ماثلة في بيسان، حيث توجد بقايا مدرج لا يزال يحتفظ بملامحه الأصلية، ولا تزال قناطر الجسر الروماني فوق نهر الالود، وأيضاً بقايا لهياكل وأروقة ومسارح وميادين لسباق الخيل.


وأصبحت بيسان في العهد البيزنطي سنة 325م مركزاً لأبرشية كان لممثلها في مجمع نيقية الديني دور بارز، وكان لها في هذا العهد إدارتها الذاتية الحرة، وأهم امتيازاتها سك النقود، وكانت عاصمة لمقاطعة فلسطين الثانية، التي شملت بالإضافة إلى بيسان، الجليل، وأم قيس، وطبرية. ومن آثارها في هذا العهد التي لا تزال قائمة دير يتألف من ثلاث




بيسان منذ الفتح العربي حتى الحروب الصليبية


في أواخر سنة 13هـ/634م حاصر المدينة (عمرو بن العاص وشرحبيل ابن حينة) وفتحاها صلحاً، وفي رواية أن شرحبيل هو الذي فتحها وحده بعد ان حاصرها أياماً، ولما خرج عض من فيها لقتال المسلمين قاتلهم وهزمهم ففتحت أبوابها لفرسان المسلمين، وكان لصلح بيسان طابع خاص، فبالإضافة إلى فرض الجزية على رؤوس أهلها، والعين (المحصول) على الأرض كان المسلمون يشاطرون أهلها المنازل، فيجتمع أهلها في نصف المدينة ويترك النصف الآخر للمسلمين، كذلك حدد موضع المسجد للمسلمين، وقد بقيت شهرة خاصة لبيسان في تاريخ المسلمين بسبب وجود قبر الصحابي الكبير أبي عبيدة ابن الجراح- قائد فتوح الشام فيها- وربما يكون فيها أيضاً قبر شرحبيل ابن حسنة، وكلاهما توفي في طاعون عمواس المشهور في سنة 18هـ.


ويبدو أن بيسان ازدهرت في هدوء وسلام وسط بساتينها، عندما كانت مركزاً أدارياً لأحد نواحي جند الأردن، وكانت تزرع فيها نباتات عظيمة القيمة كالنيلة وقصب السكر، وإليها يعود الفضل إلى ازدهار المدينة، كما اشتهرت بنخيلها وخمورها التي كانت تصدر إلى الحجاز، وتردد ذكر بيسان على لسان كثير من الجغرافيين العرب نظراً لاهميتها فذكرها (ابن خرداذبة) المتوفي 250هـ في كتابه (المسالك والممالك) بقوله: كورة من كور الأردن، وهي على الطريق المؤدية من دمشق إلى الرملة، تقع بين طبرية واللجون، وذكرها (المقدسي)سنة 375هـ في كتابه (أحسن التقاسيم) فقال: بيسان على النهر كثيرة النخل، وإرزاز فلسطين والأردن منها، غزيرة المياه رحبة، إلا أن ماءها ثقيل. ووصفها (البكرى الأندلسي) المتوفي سنة 487هـ بقوله: (بيسان موضعان أحدهما بالشام تنسب إليها الخمر الطيبة والثانية بالحجاز)، وتحدث عنها (الإدريسي) المتوفي سنة 560ه: بقوله: أما بيسان فمدينة صغيرة جداً، بها نخل كثير، وينبت فيها السافان التي تعمل منه الحصر السافانية، ولا يوجد نباته إلا بها، وليس في سائر الشامل شيء منه.


أما (الهروي) المتوفي سنة 616هـ فيقول: مدينة بيسان قيل بها جامع ينسب إلى عمر بن الخطاب، وبها عين الفلوس، قيل هي من العيون الأربع.


ويذكرها (ياقوت الحموي) المتوفي سنة 623هـ بقوله: بيسان مدينة بالأردن بالغور الشامي، يقال لها لسان الأرض، وهي بين حوران وفلسطين، وبها عين الفلوس، يقال: إنها من الجنة، وهي عين فيها ملوحة يسيرة جاء ذكرها في حديث الجساسة، وتوصف بكثرة النخل.






في عهودها الأيوبي والمملوكي والعثماني


عندما تعرضت بلاد المشرق العربي إلى الهجمة الصليبية قاست بيسان كثيراً من غزوات الفرنجة، ونشبت في السهول المجاورة لها عدة وقائع، وضموها إلى مملكة القدس اللاتينية بعد أن استولى عليها (تنكرد) سنة 492هـ/1099م، وأنشئوا بارونية بيسان، ولكنهم نقلوا الكرسي الأسقفي إلى الناصرة، وظل تاريخها مضطرباً، وقد حررها صلاح الدين سنة 583هـ/1187م بعد معركة حطين، وتعرضت من بعد لغزاة جديدة قام بها الفرنجة في الحروب الصليبية الخامسة، ونهبوها عام 614هـ/ 1217م، ثم كان غزو المغول الذين هزموا في مكان لا يبعد كثيراً عن بيسان في عين جالوت سنة 658هـ/1260م، بمثابة ضربة شديدة نزلت بها.


وبعد معركة عين جالوت تتبع الجنود المنتصرون أثر المغول، حتى تلاقوا بهم مرة أخرى في بيسان، فكانت موقعة دموية قتل فيها الكثير من المغول وغنم المنتصرون غنائم وافرة، ولكن رغم هذه الضربات المتلاحقة، قدر لها أن تصبح في عهد المماليك قصبة ولاية في الثغر الثاني الجنوبي المتاخم لولاية دمشق، وشيد في هذه الفترة (خان سلار) في المنطقة المجاورة لها مباشرة، وكان ينزل بهذا الخان البريدية الراكبون، الذين عدل خط سيرهم ليمروا بهذا الطريق، بمبادرة اتخذها كبير الحجاب (ابن فضل الله) سنة 741هـ/1340م،ويقال: (إن علم الدين سنجر) من مماليك (جاول) أحد أمراء السلطان الظاهر بيبرس أقام خاناً ومارستاناً في بيسان.


ومن حوادثها في العهد العثماني المعركة الكبيرة التي حدثت بين المماليك بقيادة (جان بردي الغزالي) والجيش العثماني بقيادة (سنان باشا) انتهت بانكسار المماليك وسقوط بيسان ومنطقتها بأيدي العثمانيين، الذين بقوا فيها حتى عام 1918م. وجاء (المقريزي) في القرن الخامس عشر الميلادي فذكر أن بيسان مدينة صغيرة، ثم انحطت حتى أصبحت قرية صغيرة. ويقال: إنها نهضت بعد الاحتلال المصري في القرن التاسع عشر، وكان فيها أملاك السلطان بما فيها من حدائق جميلة لا تعوزها المياه وبها قصر له، وفي عام 1812م مر الرحالة (بيركهارت) بمدينة بسان ووصفها بما يلى: (إن بيسان تقع على ارض مرتفعة من الجانب الغربي من الغور، حيث تنحدر سلسلة الجبال المتاخمة للوادي إلى حد كبير، وتكون ارضاً مرتفعة مكشوفة تماماً. كانت المدينة القديمة تروى من نهر يدعى الآن ماء بيسان، وهو يجري في فروع مختلفة باتجاه السهل. تمتد خرائب بيسان إلى مدى واسع، والبلدة على طول ضفاف الجدول وفي الأدوية التي تشكلها فروعه المتعددة، تضم قرية بيسان الحالية سبعين بيتاً أو ثمانين وسكانها في حالة بؤس شديد، وذلك بسبب تعرضهم لأعمال السلب التي يقوم بها عرب الغور، رغم أن السكان يدفعون لهم إتاوة فاحشة).


ويبدو أن بيسان عادت إلى الانتعاش والاتساع مرة أخرى في الربع الأول من القرن العشرين، ويقول صاحب كتاب (ولاية بيروت) عن بيسان في الفترة ما بين 1914م- 1918م: يقدر عدد بيوت بيسان بوالي ستمائة بيت، منها عشرون للمسيحيين والباقي للمسلمين.






في عهد الانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي


تطورت بيسان بعد أن مد عام 1905م خط سكة حديد حيفا- درعا الذي يمر من شمال المدينة، وسار نمو السكان جنباً إلى جنب مع نمو العمران، فقد زاد عدد السكان نتيجة لاستقرار بعض البدو والتجار في المدينة، إلى جانب الزيادة الطبيعية للسكان الأصليين، ووصل في عام 1914م إلى أكثر من ألف نسمة، أما العمران فنما بسبب اهتمام المسئولين الأتراك قبيل الحرب العالمية الأولى بتنظيم سوق المدينة ومبانيها، وجنح امتداد المباني للابتعاد قليلاً عن نهر جالود وفروعه والاقتراب من أراضي الغور.


وبدأت المدينة تزدهر في عهد الانتداب البريطاني لأهمية موقعها وموضعها، ولاختيارها مركزاً إدارياً لقضاء بيسان، وتجلى ذلك في ازدياد سكان المدينة من1914نسمة- منهم 41 يهودياً فقط- عام1922 إلى 3101 نسمة منهم 88يهودياً عام1931، وإلى 5180نسمة منهم 20 يهودياً فقط عام1945، وتطورت المدينة عمرانياً نتيجة إنشاء بلدية فيها، وقام المجلس البلطي بتعبيد شوارع بيسان، وغرس فيها أشجار الكينا، وجفف الكثير من مستنقعاتها ليدرأ أخطار مرض الملاريا، وأقيم في بيسان مستوصف، وتطور فيها التعليم تطوراً ملحوظاً.


وكان يوم12/5/1948 يوماً أسود في حياة بيسان، عندما استولى بني صهيون على المدينة وطردوا سكانها العرب من ديارهم التي استمروا في سكناها حوالي تسعة آلاف سنة، وظلت بيسان مدينة مهجورة طوال عام كامل، قامت سلطات الاحتلال خلاله بتدميرها وهدم بيوتها، ثم أعادت بناء المدينة بعد أن غيرت معالمها الأثرية والتاريخية، ووطنت مئات العائلات الصهيونية فيها، وقد زاد عدد اليهود بها حتى بلغوا 3500 شخص عام 1968ن وأخذ كثير من السكان منذ بداية السبعينات من القرن الماضي يهاجرون من المدينة لسوء الأحوال الاقتصادية فيها، ونصف سكان بيسان حالياً هم يهود مهاجرون من شمال أفريقيا معظمهم من مصر والمغرب، ونحو30% من السكان اليهود قدموا من أقطار عربية وإسلامية كإيران والعراق وتركيا، أما باقي اليهود فقد قدموا من أوروبا أو ولدوا في فلسطين.


أنشئت في مدينة بيسان عام1963 مشاريع الجذب السائحين إليها، فأقيم متحف للآثار، وأعيد بناء المدرج الروماني القديم، وأنشئت برك لتربية الأسماك في الجهتين الغربية والشرقية من المدينة، تستمد مياهها من أحد فروع نهر جالود المارة بجنوب المدينة، وفي بيسان مولد كهربائي ومضخة مياه رئيسة، ومصانع للنسيج والمعادن واللدائن وصقل الألماس والآلات الكهربائية، بالإضافة إلى مطار صغير على بعد 3كم شمالي بيسان.




مهمات مدينة بيسان


كانت الوظيفة الحربية داعي وجود داعي وجود بيسان القديمة التي قامت في موضع تل الحصن، ثم أضيف غليها الوظيفتان التجارية والزراعية في العهدين الروماني والإسلامي. وفي عهد الانتداب البريطاني كانت بيسان تجمع بين الوظائف الإدارية والتعليمية والزراعية والتجارية والصناعية، وبقيت على هذا الحال في عهد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة. فمن حيث الوظيفة الإدارية كانت بيسان مركزاً لناحية من نواحي قضاء جنين في زمن الأتراك، ثم جعلت مركزاً لقضاء من أقضية لواء نابلس في أوائل العهد البريطاني، وبعد قليل ألحقت بلواء الجليل. وقد ضم قضاء بيسان في أواخر الانتداب البريطاني مدينة بيسان وثلاثين قرية، وفيها مضارب القبائل، وكان سكان القضاء الذين قدر عددهم بنحو 23590 نسمة في عام 1945 يعتمدون على مدينة بيسان كمركز إداري يشتمل على مختلف الدوائر الحكومية المختصة.


أما من حيث الوظيفة التعليمية فقد ضمت بيسان مدرستين للبنين والبنات، وفي سنة 1945 أحدث في مدرية البنين صف ثانوي زراعي أول، وكان الطلبة يفدون على هاتين المدرستين من القرى المجاورة.


أما الوظيفة الزراعية فقد كانت بيسان مدينة زراعية في الدرجة الأولى لوقوعها في قلب سهل بيسان، حيث تتوافر المياه وتنبسط الأرض وتخصب التربة، وكانت أهم المحاصيل الزراعية في قضاء بيسان عام 1944: الحنطة الشعير والعدس والفول والحمص والذرة والسمسم والزيتون والبطيخ والعنب والخضر والسامان، وفي عام 1945 كانت مساحة الأراضي الزراعية المغروسة حمضيات حول بيسان 1617 دونماً، وأراضي الموز 48 دونماً.


أما الوظيفة التجارية فقد شجع الموقع الجغرافي لبيسان عند نقطة انقطاع بيئة غورية في الشرق وجبلية في الغرب على ممارسة التجارية، وزاد في أهمية الوظيفة التجارية إنشاء محطة السكة الحديدية في الطرف الشمالي من بيسان، ومرور الطرق المعبدة الرئيسة من قلب المدينة. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق الطولية لوادي الأردن تتقاطع مع الطريق العرضية التي تربط وادي الأردن بالسهل الساحلي بشكل متعامد في قلب بيسان، حيث تمتد السوق الرئيسة للمدينة.


وكانت سوق بيسان تعج بالحركة التجارية، يجد فيها سكان القرى المجاورة جميع احتياجاتهم، ويبيعون فيها ما يجلبونه معهم من منتجات زراعية وحيوانية. إن سهولة المواصلات، وارتباط بيسان بهذه القرى من جهة، وبالمناطق المجاورة في الجليل وسهل مرج ابن عامر وجنين من جهة ثانية، جعلا التجارة مزدهرة، وأعطيا بعداً اقتصادياً مهماً لبيسان.


ومن حيث الوظيفة فقد اقتصرت الصناعة في بيسان على الصناعات التقليدية الخفيفة كمنتجات اللبان وطحن الحبوب وعصير الزيتون، والتمر والحصير والشعير والوبر والصوف، وتجفيف الفواكه، ثم تطورت الصناعة حالياً إلى صناعة النسيج والبلاستيك والمعادن والآلات الكهربائية.




بيسان الآن


أما الآن فبيسان واقعة في أيدي الصهاينة منذ 12 آذار سنة 1948 بعد تشريد أهلها وطردهم ، منهم من رحل إلى الناصرة ومنهم من ذهب إلى سوريا وآخرون ذهبوا إلى الأردن. وقد هدم الصهاينة الكثير من البيوت، وسرقوا الكثير من الآثار، وما ما زالوا يقومون بتغيير معالم المدينة.

http://www.sff-stenbiten.com/images/012.jpg

هذه بيسان المدينة العربية الفلسطينية، ليست من أقدم مدن فلسطين فحسب، بل من أقدم مدن العالم القديم وأعرقها تاريخاً، وطوال تاريخها المديد تم احتلالها من قبل شعوب كثيرة، إلا انها ظلت متمسكة بهويتها العربية- الفلسطينية، حتى كان الاحتلال الصهيوني المقيت ، ففعل بها ما لم يستطع فعله أحد من غزاتها السافلين

مساء الورد 10-04-2007 01:28 PM

http://www.sff-stenbiten.com/images/012.jpg

فعلا

كم هيا رائعه بيسان .. مدينة.. اسطوريه جميله..

مساء الورد

بيسان 11-04-2007 02:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مساء الورد (المشاركة 154841)
http://www.sff-stenbiten.com/images/012.jpg

فعلا

كم هيا رائعه بيسان .. مدينة.. اسطوريه جميله..

مساء الورد

اشكرك مساء الورد على مرورك الطيب

دمتي بود

الفارس البلوشي 11-04-2007 06:09 PM

أهلاً بيسان ..

حقيقة معلومات قيمة وصور رائعه ..

جزاكِ الله خيراً على الجهد المبذول منكِ .

بيسان 11-04-2007 11:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفارس البلوشي (المشاركة 155279)
أهلاً بيسان ..

حقيقة معلومات قيمة وصور رائعه ..

جزاكِ الله خيراً على الجهد المبذول منكِ .

اشكرك اخي على مرورك الطيب
واتمنى ان تكون قد عرفت معنى بيسان

دمت بود

نظرعيني 11-04-2007 11:59 PM

بيسان والله حلوه بيسان!!

تسلمي يا الغلا على هالمعلومات الطيبه

بيسان 12-04-2007 12:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نظرعيني (المشاركة 155477)
بيسان والله حلوه بيسان!!

تسلمي يا الغلا على هالمعلومات الطيبه

الله يسلمج
واشكرج ع المرور الجميل
دمتي بود

همس القلم 21-05-2007 07:58 PM

فعلا جميلة الصورة وكذاك المعلمومات اذهلتني بصدق

جزيتِ الخير علة هذه المعلومة

أمور كثير كنا نجعلها

وانتش ابدعتِ في سرد حبكِ لها

نجوم 21-05-2007 08:24 PM

جميلة جداً..

صراحه كنت اموت وعرف هيش معنى بيسان ..!

لكِ كل الشكر خويتي بيسان .

ماتقصرين عرفتينا على اسمش..


الساعة الآن 04:17 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w