منتديات حصن عمان - فتاوى وأحكام عـامـة
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   البرج الإسلامي (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   فتاوى وأحكام عـامـة (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=18060)

البراء 25-06-2008 11:55 AM

فتاوى وأحكام عـامـة
 
*أنا من ولاية سمائل وأدرس في ولاية نزوى، أذهب من البلد إلى نزوى في الصباح الباكر وأعود إلى البلد خلال وقت الظهر، هل يصح لي قصر الصلاة في بلدي سمائل إذا كانت المسافة بين البلد الذي أصلي فيه والبلد الذي أسكن فيه تزيد على اثني عشر كيلومتراً؟

**أما إذا كانت البلدة التي يصلي فيها في مكان يبعد عن موطنه مقدار مسافة القصر فلا حرج عليه بل عليه أن يقصر الصلاة فهو لم يدخل أميال بلده بعد.

*شاع مؤخراً عدم جواز قول كلمة (تحياتي) لأنها خاصة بربنا لربطها بكلمة التحيات في تشهد الصلاة، فهل هذا صحيح؟

**لا، التحيات جمع تحية، وتشمل ما يكون بين الناس من التحايا، فالإنسان يحي غيره بتحية الإسلام إن كان مسلماً، وتحية الإسلام هي قول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولا مانع من أن تجمع التحية على تحيات، هذا لا يختص بالتشهد وحده.



*شاب كان يظن أن الغسل من الجنابة والذي تقبل به الصلاة هو أن يزيل النجاسة ثم ينوي للاغتسال ثم يبدأ بالاستنجاء ثم يتمضمض ثم يستنشق ثم يبدأ بغسل رأسه وسائر جسده مبتدءاً بالميامن ثم المياسر حتى يصل إلى رجليه ولكن عندما تبين له أنه أخطأ في ذلك حيث ينقصه الإتيان بالوضوء بعد أن يتمضمض ويستنشق ويمرر الوضوء على سائر جوارحه كما يصنع للصلاة، فما حكم الصلاة التي صلاها ذلك الشاب؟


**على أي حال أولاً اختلف العلماء في وجوب الوضوء مع الغسل، من العلماء من قال بأنه لا يجب الوضوء مع الغسل ذلك لأن الله تبارك وتعالى قسّم الناس إلى قسمين عندما قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )(المائدة: من الآية6)، هذا حكم من لم يكن ذا جنابة، ثم جاء إلى حكم الجنب فقال: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) (المائدة: من الآية6) أي الطهارة المعهودة وهي الغسل، فمعنى ذلك أن الجنب يجب عليه الغسل ولئن اغتسل فغسله يجزيه ولا يحتاج معه إلى وضوء.

هذا قول طائفة من العلماء، وطائفة أخرى ذهبت إلى خلاف ذلك، ذهبت طائفة أخرى إلى أن قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (المائدة: من الآية6) شامل لمن كان على جنابة ولمن كان على غير جنابة، وقوله سبحانه وتعالى بعد ذلك: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) (المائدة: من الآية6) معناه إن كنتم على جنابة فاطهروا بالغسل من الجنابة بجانب الطهارة المطلوبة منكم وهي غسل وجوهكم وأيدكم إلى المرافق والمسح برؤوسكم وغسل أرجلكم إلى الكعبين فهذه الطهارة المطلوبة وهي الغسل من الجنابة إنما هي بجانب الوضوء المطلوب.
والإمام السالمي رحمه الله تعالى يقول: (إن هذا القول أرجح لولا الحديث الذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن يحدث بعد الغسل وضوءا)، ولكن هذا الحديث في الحقيقة لا ينافي ما قيل من أن الآية الكريمة خطابها يتوجه إلى الجميع، فالنبي صلى الله عليه وسلّم ما كان يحدث بعد الغسل من الجنابة وضوءا، وإنما كان يتوضأ من قبل، وذلك الوضوء رافع للحدث الأصغر، وإن كان صاحبه متلبساً بالحدث الأكبر، فبارتفاع الحدث الأصغر بقي معه الحدث الأكبر فقط، والحدث الأكبر يلزم معه الغسل، فإذاً هو مطالب بالغسل.


ويتبين بهذا أن الراجح بأن من اغتسل من الجنابة عليه أن يتوضأ سواءً قدّم الوضوء قبل الغسل أو أخره إلى ما بعد الغسل، ولا يصلي بدون وضوء ، هذا هو القول الراجح.

ولكن من فعل خلاف ذلك في الأيام السابقة فهو معذور لأنه أخذ برأي من آراء من آراء علماء الأمة وهم يستندون في رأيهم إلى دليل ولو كان لمن كان من أهل العلم نظر في ذلك الدليل إلا أنهم ما قالوا هذا القول عن هوى وإنما قالوه استناداً إلى دليل، فلا مانع فيما فعله، وإنما إذا طلب الترجيح فالراجح أنه لا بد من وضوء سواءً قدّم هذا الوضوء أو أخره، والله تعالى أعلم.

*من اغتسل وهو لا يريد الصلاة لأن وقت الصلاة لا يزال بعيداً، هل عليه وضوء؟
**على أي حال نحن نقول بأن الوضوء يلزم لا لأجل رفع الحدث الأكبر ولكن لأجل رفع الحدث الأصغر.












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


من الصفحة الدينيةلجريدة الوطن الأربــعاء 21 من جمادي الثانية 1429 هـ

حوراء الحصن 25-06-2008 12:09 PM

بارك الله فيك اخي البراء

وجعله في ميزان حسناتك

البراء 25-06-2008 07:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء الظاهرة (المشاركة 255088)
بارك الله فيك اخي البراء

وجعله في ميزان حسناتك

اللهم آمين

تسلمي أخيتي

COMANDER 26-06-2008 12:44 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تسلمـــ أخوي البراء على الموضوعـ الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك يارب تحياتي لك بتوفيق ربي يحفظكــــــــ ..

** طموحة ** 26-06-2008 06:08 PM

جزآك اللـه خيراً أخي البراء ،,

قد يستفيد أحدٌ منــا من هذهـ الفتاوي ..

بوركت !

البراء 27-06-2008 10:51 AM

فتاوى وأحكام :: 1 :: من جريدة الوطن
 
* أنا عندي عم أبو زوجي وهو يراودني عن نفسي ويريد مني كما يريد الزوج من زوجته ، وأنا أحس أنه مثل أبي ، وأنا أقول له بأن هذا حرام قال وأنا أعرف أنه حرام ، وأنا لا أستطيع إخبار أهلي لكي لا يحرموني من أولادي وخاصة أن زوجي هجرني وعندي منه خمسة أولاد ، فماذا أفعل سماحة الشيخ في هذا الوضع ، وماذا علي أن أفعل ؟

** نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، إن هؤلاء أشبه بالحيوانات العجماء ، ولعل الحيوان الأعجم يكون أكثر ترفعاً عن الهبوط في هذه الدركات الساقطة من هؤلاء الذين مُسخوا وأصبحت فطرتهم متعفنة وقلوبهم مظلمة ونفوسهم متردية إلى هذه الدركات الهابطة والعياذ بالله .
وعلى هذه المرأة أن تتقي الله ، وأن ترفع الأمر إلى جهة الاختصاص فلا بد من أن يوقف هذا الشيطان المارد عند حده ويمنع من هذا الفساد ، كما أنها لها الحق أن تطالب زوجها بوصلها ، إذ لا يجوز له أن يهجرها ، وهذه هي عاقبة الهجران قد تؤدي إلى مفاسد وتؤدي إلى وساوس شيطانية ، بل تؤدي إلى تربص من شياطين الإنس كما يكون تربص من شياطين الجن بمثل هذه الأحوال .
فعلى هذا الزوج أن يتقي الله تعالى ، وأن يعود إلى امرأته ، وأن يمسك عليه زوجه ويتقي الله ربه . بهذا نوصيه ، ونوصيها هي أن تتقي الله ، وأن لا تعامل هذا الوحش معاملة تقريب وتأليف إذ هو وحش ، هو أخطر عليها من السبع الضاري الفتاك .


* فتاة عبّرت احتجاجاً على منع الحجاب في فرنسا بحلق شعر رأسها ، واختلف الناس في تحليل هذه القضية فمنهم من اعتبره ردة فعل تبين اليأس الذي وصلته هذه المرأة ، ومنهم من رأى أنه نوع من الاحتجاج الذي قد يقوّي من شوكتهم ، والسؤال الآن هل من حرج على هذه المرأة فيما صنعت ؟ والسؤال الآخر : هل يسعى غيرها من النساء أن يخلعن الحجاب لارتياد هذه المدارس ، أم ماذا يفعلن ؟

** على أي حال هذه المرأة وإن كانت فعلت ما فعلته بدافع من غيرتها إلا أنها أخطأت السبيل ، فما كان لها أن تحلق رأسها ، وإنما عليها أن تحتج وأن تقول كلمة الحق ، ولتصل هذه الكلمة إلى حيث يمكن أن تصل . أما أن تفعل ذلك فلا .
ونحن ننصح بقية النساء أن لا يسلكن هذا المسلك .
كما أننا ننصح النساء الأخريات المسلمات هناك بأن يستمسكن بحجابهن ، وأن يصبرن على هذه الأزمة فإن مع العسر يسرا ، والله تبارك وتعالى غالب على أمره ، ويبدّل الله من حال إلى حال ، فقد تلين القلوب ، وقد تتبدل الأفكار ، وقد يختلف مجرى السياسة عند الناس من حال إلى آخر ، فلعل الله تعالى يأتي بالفرج ، وإن فرج الله تعالى لقريب .
ومع هذا نحن نناشد أيضاً الحكومة الفرنسية باعتبار أنها حكومة ديموقراطية أن تقدّر مشاعر الناس ، وأن تقدّر عقائدهم ، وأن تقدّر معتقداتهم ومنهجهم الديني ، فإن هذا مما لا يتفق مع الديمقراطية لأنه يتصادم مع الاتجاه الديني عند المسلمين ، فالقضية قضية حساسة عند المسلمين لأنها ترتبط بتعاليم ربانية جاءت من عند الله تبارك وتعالى إذ يقول الله عز وجل ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ... إلى آخر الآية الكريمة)(النور: من الآية31) . فلا بد من مراعاة ذلك .

هذا مع أننا أيضاً نناشد المسلمين هناك بأن يحسنوا التصرف في هذه الأزمة ، فبإمكانهم أن يحرصوا على إنشاء مدارس خاصة ، تغنيهم المدارس الخاصة عن المدارس التي يشترط فيها مثل هذا الشرط .


* تشريح الجثث لغرض طبي ما حكمه ؟



** حقيقة الأمر جثث البشر سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين لها حرمات ، ولكن لا ريب أن حرمة المسلم هي أضعاف حرمة غير المسلم ، فللمسلم حرمتان حرمة الإنسانية وحرمة الإسلام ، ولغير المسلم حرمة الإنسانية .
وبما أن غير المسلمين قد يرون أنه لا حرج في ذلك ، وربما أوصى بعضهم بذلك ، ودينهم لا يمنع من ذلك فالترخص بالنسبة إلى جثث غير المسلمين أكثر من الترخص في جثث المسلمين بقدر الضرورة لا زيادة على الضرورة .



* هل يمكن للمرأة أن تكون مجتهدة ، هل هذه المرتبة تصلها المرأة ؟


** وما المانع من أن تصل المرأة إلى أن تكون مجتهدة ! المرأة لا تمنع أن تطلب العلم كما يطلبه الرجل ، ولا تمنع من أن تتبحر في العلوم كما يتبحر الرجل ، ولا تقف أنوثتها حائلاً دون نبوغها وتفوقها حتى تفتي الرجال وتكون مرجعاً للرجال ، وكم وجدنا من فتاوى لنساء وكن على قدر عالٍ من البصيرة والفهم والإدراك والنظر والتحقيق في المسائل والدقة فيها ، هذا مما لا يختص به الرجال دون النساء ، ويكفينا أن تكون أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها من أهم مراجع الأمة الإسلامية ، فقد كان يرجع إليها حتى الخلفاء الراشدون لما كانت تطلع عليه من دقائق الأحكام ومن سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم لا سيما فيما يتعلق بالأمور الخاصة أو الأمور النسائية والأسرية ، كانت على اطلاع واسع ، وكانت لها آراء وكانت مجتهدة ، وآراؤها بقيت إلى الآن ، بقيت مرجعاً للناس في كثير من القضايا الفقهية .
ونجد في التاريخ أيضاً كثيراً من النساء الفقيهات ولهن آراء ، وقد كان الرجال يعودون كثيراً إلى النساء ليبحثوهن ويسألوهن في مسائل تتعلق بأمور دينهم بسبب نبوغهن وتفوقهن ، ونحن نجد أيضا فيما وجدناه في التاريخ عن ابنة أبي مسور التي كانت تحاور أباها حتى أنه قال في بعض المحاورات التي كانت بينها وبينه أنتِ أفقه مني حتى في الأماني .
وكان مما اختلفت فيه مع أبيها أن أباها قال بأن المسلمين أفضل من أعمالهم ، فقالت هي لا بل أعمالهم أفضل منهم ، لأنهم يفنون وتبقى أعمالهم . هذا دليل حصافة الرأي وعمق التصور والقدرة على الاستنباط .
فلا تمنع المرأة ، ونحن نهيب بالمرأة المسلمة أن تشق طريقها إلى الأمام في العلوم الشرعية ، وأن تنافس الرجل ، فلا يضيرنا شيئاً أن نجد نساء منافسات يتبحرن في العلوم الشرعية ويفتين ويؤلفن ويحققن ويدققن في المسائل الفقهية ويستنبطن الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية .












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

من الصفحة الدينية لجريدة الوطن الأربــعاء 23 من جمادي الثانية 1429 هـ

البراء 03-07-2008 12:15 PM



هل يصح للأب أن ياخذ شيئا من مهر ابنته بدون اذنها علما بأنه لا يأخذه كله بل يأخذ بعضه؟
لا يحل له منه شيء إلا بإذنها فكل أولى بماله والدا كان أو ولدا، والصداق للمرأة لا لوليها قال تعالى: (وءاتوا النساء صدقاتهن نحلة) ولم يقل: آتو اولياء النساء... والله أعلم.

تزوجت رجلا فتبين لي أنه عاجز عن المعاشرة فصبرت عليه واحتسبت الأمر عند الله، ولم اكشف أمره خوفا على كرامته، ولكن بدلا أن يجازيني بالاحسان احسانا أخذ يسيئ معاملتي ويتهمني أمام أهله أن عدم الانجاب سببه راجع إلي وراح يفضحني أمام الناس، ثم بعد ذلك جاء إلى والدي وأخبره بأنه يريد أن يطلقني لأنني لست قادرة على الحمل، وأنه يريد أن يرجع إليه المهر الذي دفعه لي، أرجو من سماحتكم أن توجهوني بالنصح وهل يلزمني ان أرد إليه الصداق الذي دفعه أم لا؟
إن طلقك وهو لم يباشرك فلك عليه نصف الصداق بنص القرآن > وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم < والأولى أن تكشفي أمره إن لم يتجاوب معك بالمعروف . والله أعلم

هل يجوم للمرأة أن تعطي بعض مالها لرجل على أن يقدمه لها مهرا دون أن يدفع هو شيئا من عنده؟
لا مانع من أن تهب المرأة لرجل مالا على أن يصدقها اياه والله اعلم.

ما قولكم في الصداق الآجل للمرأة هل يجب لها في حالة موت الزوج؟
نعم، الصداق الآجل يجب بخروج المرأة عن عصمة الرجل بموت أو طلاق والله أعلم.

هل يجوز للعم أو الأخ أن يأخذا شيئا من صداق وليتهما إن سمحت لهما بذلك؟
ليس للعم ولا للأخ أن يأخذا من صداقها شيئا إلا أن اعطتهما عن طيب قلبها. من غير اكراه ولا استحياء والله أعلم.

ما قولكم في رجل تأخر عن الزواج لعدم استطاعته توفير المهر، فهل يجوز له أن يقترض من البنك بالربا، إن خاف على نفسه العنت؟
في هذه الحالة يجوز له السؤال، والاخذ حتى من زكوات الناس من اجل ضرورة المحافظة على الدين بالزواج الشرعي، وأما الربا فلا والله أعلم.

هل يحق للزوجة أن تطالب تزوجها باستبدال ورقة الغائب، إن كانت الورقة السابقة غابت منها؟
إن كان الصك غائبا فعليه ابداله بغيره والله أعلم.

توفيت زوجتي قبل أن ادخل بها، فماذا يلزمني لها وماذا لي منها؟
عليك أن تؤدي لها ما اتفقتما عليه من الصداق العاجل والآجل، ولك الميراث وهو نصف التركة التي خلفتها، حتى الصداق الذي اصدقتها اياه إن كانت لم تستهلكه والله أعلم.



يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


جريدة الشبيبه 27 / 6 / 2007

البراء 05-07-2008 12:24 PM

* خواء المساجد من دروس الفقه علماً بأن معظم الأئمة من حملة العلم تخرجوا من المعاهد الشرعية، وتعليم المسلمين أمور دينهم وخاصة في العبادات المفروضة عليهم لا يتأتى من خلال محاضرات الوعظ التي تقام بين فترة وأخرى، فما هو دور الجهات المختصة والأئمة؟

** لا ريب أن هؤلاء الأئمة مطالبون بأن يكوّن كل أحد منهم في مسجده مدرسة، وأن يحرص على تربية الجيل على الخير على التقوى، وأن ينتقي من الشباب الذين يرتادون هذا المسجد من الناشئة الجديدة من يتوسم فيهم الصلاح والذكاء والفطنة والنباهة ليبصرهم بأمر دينهم ويعرفهم ويكوّن منهم أمة دعوة، أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ليتواصل الخير في هذه الأمة، هذه أمانة ملقاة في عواتق الجميع، هذه ليست مختصة بأحد دون أحد.
والأئمة ليست مسئوليتهم الإمامة بالناس في المساجد فحسب، تلك عبادة كل أحد يطالب بأن يقوم بها ولا يتكسب الإنسان من ورائها، وإنما يوفر لهم ما يوفر من الرزق الحلال من أجل أن يتفرغوا للخير، الأوقات التي ما بين الصلوات فيما يقضونها !!!؟، الإنسان مسئول عن وقته، والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسئل عن خمس عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم)، هؤلاء مسئولون عن أوقاتهم، فعليهم أن يسخروا هذه الأوقات في الدعوة إلى الخير، في تبصير الناس وتعليمهم أمر دينهم وتبصيرهم بكيفية عبادتهم لربهم وإخلاصهم هذه العبادة لوجه الله سبحانه وتعالى.

* امرأة تابت إلى الله توبة نصوحا بعد أن أجهضت جنينها بتناول بعض الحبوب التي أسقطت الجنين، والآن ماذا يجب عليها بعد أن عادت إلى الله وهي تشعر بتأنيب الضمير؟

** عليها أن تُخلص التوبة لله تعالى. والتوبة كما هو معروف ليست مجرد استغفار وإنما هي ندم قبل كل شيء على مقارفة المعصية وإقلاع عن المعصية وعقد العزم على عدم العودة إلى المعصية كما لا تعود الألبان إلى ضروعها ثم بعد ذلك الاستغفار.
فهي مأمورة بهذا كله، وبما أن في ذلك حقاً لمخلوقين فعليها أن تتخلص من هذا الحق، إذ الجنين المجهَض تجب ديته لورثته، فإن كان هذا الجنين من زوج شرعي فلا ريب أن ذلك الزوج هو أولى بهذه الدية بل هو صاحبها لأنه الوارث الوحيد له إذ لا يرثه غيره معه فإنها هي أسقطت حقها من إرثه بسبب إقدامها على قتله.
وإن كان الزوج واطئها على ذلك ووافق على هذا الأمر ففي هذه الحالة يسقط حقهما جميعاً لأنهما مشتركان في الجريمة وإنما ينتقل إرث هذا الجنين إلى سائر ورثته من غير أبيه وأمه.

وإن كان هذا الجنين هو ابناً غير شرعي لأحد الرجال فلا حق لذلك الرجل في إرثه وإنما ينتقل إلى من يستحق الإرث وفي هذه الحالة من كان أقرب إليه من قرابتها فهو أولى بإرثه، والله تعالى أعلم.



* من كان يجهل وجوب النية في الغسل للجنابة ومضى على هذا الحال فما حكم الصلوات التي صلاها والصيام الذي صامه؟

** هذا من الغريب. إن كان يغتسل من أجل جنابته ولا ينوي، كيف يغتسل ولا ينوي؟ لماذا هو يغتسل؟ هل هو ترك الغسل رأساً وإنما كان يغتسل لأجل التبريد أو لأجل النظافة فحسب، وما كان ينوي الغسل من أجل الجنابة؟ فإن كان ناوياً غسله من أجل جنابته تلك فلا ريب أنه اغتسل بنية ولا يلزمه شيء مع ذلك.


* ما حكم تخزين الصور العارية في الهواتف النقالة والدخول بها إلى المسجد، أو تخزين آيات قرآنية والدخول بها إلى دورات المياه؟

** الهواتف النقالة قلنا أكثر من مرة بأن الدخول بها إلى المساجد وهي مفتوحة من المنكرات، فإنها قبل الذي ذُكر تشوش على المصلين، والتشويش على المصلين غير جائز، وكثيراً ما نسمع أنغام الموسيقى تترد في جنبات المسجد في حال كون الناس يصلون جماعة لإهمال هؤلاء هواتفهم بحيث لا يغلقونها، فهذا من المنكرات، عادت المساجد كأنها كنائس لا فرق بينها من هذه الناحية إذ يصلي الناس على أنغام الموسيقى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هذه فتنة من الفتن.
أما بالنسبة إلى الصور العارية التي تكون في الهواتف النقالة فهي من المنكرات الفاحشة، وهذه المنكرات تتنافى مع تقوى الله تبارك وتعالى التي هي ثمرة عبادته، فالله سبحانه وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) أي لتتقوا، فالغاية من العبادة إنما هي تقوى الله سبحانه وتعالى، والصلاة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر حيث علّل بذلك الأمر بإقام الصلاة، (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) (العنكبوت: من الآية45)، فإن كان هذا المصلي مصطحباً في صلاته للفحشاء والمنكر فكيف تكون صلاته، إن صلاته فاسدة فاسدة فاسدة، ليست من الصحة في شيء، إذ هو لم يعبد الله تبارك وتعالى حق عبادته، وإنما عبد هواه بحيث حمل في جيبه ما تهواه نفسه مما يدخل في أسباب اللعنة والبعد عن رحمة الله سبحانه وتعالى فأنى تكون صلاته صحيحة مع ذلك!
والقرآن الكريم يجب أن يُنزه عن أن يُدخل به الأماكن القذرة كدورات المياه، وأيضاً في حال قضاء الإنسان حاجته على أي حال ولو كان في الصحراء في غير دورة المياه ينبغي أن لا يصطحب معه القرآن بل يجب عليه أن لا يصطحب معه القرآن، فإن كان هذا القرآن مخطوطاً في المصحف الشريف أو في هذا الهاتف النقال فلا ريب أنه يُمنع أن يدخل به دورات المياه. نعم إذا كانت بعض الكلمات فلا حرج مع دسها بحيث لا تكون واضحة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان نقش خاتمه (محمد رسول الله)، وكان صلى الله عليه وسلّم عندما يدخل الخلاء يضع هذه الكتابة من الخاتم في ما يلي كفه ويختم عليها بكفه بحيث لا تكون ظاهرة، فلما كان غير ظاهر فلا حرج، ولكن على أن لا يكون آيات قرآنية وإنما إن كان شيء من أسماء الله سبحانه وتعالى يدخله الإنسان في جيبه فلا حرج أخذاً بهذا الدليل، والله تعالى أعلم.












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


من الصفحة الدينية لجريدة الوطن السبت 2 من رجب 1429هـ

Vague 05-07-2008 12:40 PM



تشكر اخي البراء

وان شاء الله في ميزان حسناتك.

البراء 08-07-2008 12:59 AM

وجدنا في شرح النيل للإمام القطب هذه الأبيات:
وما سقوط لعذر قد بدا
وارتفع العذر تعود أبدا
وهي على المشهور لا تعود إن
كان سقوطها بتزويج قرن
فما مراده من هذين البيتين؟


مراده بذلك أن الحضانة إن سقط حق المرأة فيها لسبب عذر ثم ارتفع السبب عاد حقها فيها ، وإن كان سقوطها من أجل الزواج ثم طلقت لم يعد وهو رأي المالكية والعاصمي صاحب النظم مالكي المذهب، وأكثر العلماء على أن حقها يعود إليها بالطلاق أو موت الزوج، ومنشأ الخلاف هل المراد بقول النبي

صلى الله عليه وسلم – "أنت أحق به ما لم تنكحي" التوقيت أو التعليل والثاني أرجح والله أعلم.

- المرأة المطلقة إن تزوجت فهل يبقى لها حق حضانة ولدها؟

هي أحق بحضانته ما لم تتزوج، فإن تزوجت سقط حقها من الحضانة إلا إن كان هنالك ما يدعو الى بقائه معها والله أعلم.


- ما قولكم في فتاة توفي أبوها فأصبحت تحت ولاية عمها، فصار هذا العم يعاملها بقسوة مما جعلها تكره العيش معه ولا تطيق البقاء عنده . فهل يصح أن تنتقل ولايتها الى خالها فيقوم بجميع شوؤنها وحتى تزويجها؟

الولاية للعم وبإمكانها أن تسكن عند خالها ، إذ أن الخال ايضا له حق الحضانة ، ولابد من مراعاة مصلحتها في أولوية الحضانة، ولا يلزم أن يكون الحاضن وليا والله أعلم.

- ما مدة حضانة الأم لأولادها ذكورا وإناثا؟

يراعى في ذلك مصلحة المحضون ذكرا كان أو أنثى ، ومع التشاجر يجب ان يجتهد القاضي في رعاية مصلحة الطفل والله أعلم.

- هل يجوز للرجل أن يتنازل عن حق حضانة ابنته لأمها إن تزوجت بعده مقابل أن تتحمل هي نفقتها؟ لا مانع من تنازله عن حضانة ابنته لأمها المتزوجة ، سواء تحملت نفقتها أو لا والله أعلم. - هل يجوز اشتراط التنازل عن حضانة الأولاد مقابل الفدية؟

إن تراضى الطرفان بذلك فلا حرج في ذلك فمرد ذلك إليهما والله أعلم
.

يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

جريدة الشبيبه

البراء 08-07-2008 02:31 PM

في هذا العالم الآن هناك أمور كثيرة نحتاج إلى الحديث عنها، جناية الإنسان على بني الإنسان أصبحت واضحة، هناك ظلم يقع على الشعوب، قتل للأطفال والنساء والأبرياء، حصار وتجويع، كل ذلك بحجج الدفاع عن النفس أو ما شابه ذلك من هذه الأمور، هناك أيضاً إهانة لشخص النبي صلى الله عليه وسلّم، وتعدٍ كذلك بعد ذلك على الذات الإلهية من قِبَل بعض من يدّعي العلم والثقافة، نحتاج للحديث عن هذه الأمور بالإضافة إلى هذا الموضوع الذي يجني فيه الإنسان على بني الإنسان من خلال الحوادث والضحايا.

* في البداية كلمة تتحدثون فيها عما يحدث في هذا العالم، ثم نعرج بعد ذلك إلى الأمور الأخرى.

**بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فخير فاتحة نفتتح بها كلامنا هذا قول الحق سبحانه: (قُتِلَ الإنسان مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أماتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أمرهُ * فَلْيَنْظُرِ الإنسان إلى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً *وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ) (عبس:17-32).
الله سبحانه وتعالى يُقيم علينا الحجة في كتابه من آياته المنبثة في هذا الوجود، وكل آية من هذه الآيات كما أنها شاهدة على أن الله سبحانه وتعالى هو مبدع الوجود ومصرفه هي كذلك شاهدة على نعمة الله التي أسبغها على هذا الإنسان، فما بال هذا الإنسان يكفر هذه النعمة ويتطاول على الله ويجني على عباده. إن الإنسان طبعه السوء إذا لم تصنه بصيرة من الله سبحانه
ودأبُ النفوسِ السوءُ من حيثُ طبعُها *** إذا لم يصُنها للبصائرِ نورُ
إن الإنسان بلغت به الجرأة والتطاول على الله مبلغاً عظيما، ونحن نسمع ما يردده الذين كفروا بالله واليوم الآخر ولم يبالوا بما أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم من خير من كلام يدل على منتهى الوقاحة في حق الله سبحانه وتعالى.
كذلك هناك تطاول على مقام النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، والذي شهد حتى أعداؤه بأنه صلى الله عليه وسلّم يفوق الخلق أجمعين في مزاياه وخصاله التي جعلها الله سبحانه وتعالى دليلاً على أنه برأه فأحسن خلقه، وأنه سبحانه وتعالى جعل فيه كمالات البشر التي تفرقت في غيره مجتمعة في شخصه صلوات الله وسلامه عليه.


وهناك هذه الجناية على الإنسان، كم من ضحايا في هذه الأرض، كم من نساء تثكل في أبنائها أو ترمل، وكم من أيتام يعانون ما يعانون، وكم من أناس أصيبوا في أنفسهم من جراء جناية الإنسان مع أن قيمة الإنسان أياً كان قيمة عالية، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ) (الأنعام: من الآية151) (الإسراء: من الآية33)، ويقول الله عزوجل: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأنما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) (المائدة: من الآية32).

ونجد هؤلاء الذين كتب الله عليهم هذا هم الذين يجرئون على سفك الدماء وإزهاق الأرواح وانتهاك حرم الإنسان، ما أعظمها من جريمة تقع على هذه الأرض والعالم غافل لاهٍ، لو وقعت واقعة على أولئك الذين ينتهكون هذه الحرم ويرتكبون هذه الجرائم لثار العالم بأسره، ولكن عندما يصدر منهم ما يصدر فالكل قرير العين مطمئن البال لا يحس بأي وخز في ضميره، ولا يحس بأي قيمة لأولئك الذين تنتهك حرمهم وتزهق أرواحهم وترتكب الجرائم في حقهم.

دع ما يكون في هذه الدنيا من طيش الإنسان وعدم مبالاته بقيمة هذه الحياة التي هو مسؤول عنها، فلا يبالي بقتل نفسه، ولا يبالي بقتل الآخرين من خلال السرعة الجنونية التي لا حدود لها ولا ضوابط، ومن خلال المباهاة بهذه السرعة، فكل من ذلك أمر يستوقف كل ذي لب، ويحجر كل عقل، نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة.


*هذا الذي يحدث هل هو ضريبة التطور والتقدم كما يقول البعض بمعنى أن الإنسان قد حصل على كل هذه النعم فعليه أن يقدم من أجلها شيئا، أم هو سوء استخدام لهذه التقنيات والتطورات؟

**النعم تقتضينا ألا نبطر (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) (القصص:58).

النعم تستوجب الشكر، وشكر النعمة أن تُستخدم فيما خُلقت من أجله. لا ريب أن التطور نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولكن لا يعني ذلك أن يندفع الإنسان اندفاعاً لا حدود له غير مبال بحياته وغير مبال بحياة الآخرين وغير مبال بحرمات هذه الحياة وغير مبال بحرمات الدين وغير مبال بأمر الله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والأمر وله تصريف الوجود، ويجب على الكل أن يخضع لمنهجه، وأن ينقاد لأمره، وأن يذعن لطاعته، وأن يقف عند حدوده.












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

من الصفحة الدينية لجريدة الوطن الثلاثاء 5 من رجب 1429هـ

I am leagend 09-07-2008 04:04 AM

يسلمو أحوي بارك الله فيك في الدنيا والاخره ان شاءالله

يجعله يااارب في ميزان حسناتك ولك جزيل الشكر والعرفان مني انا خاااااصه

ع فكره تراني ما قريت الموضوع بس اعرف كل شيء منك انت عسلزززز

Nissan 09-07-2008 10:04 AM

تلاقى الخير يا رب ..


الله لا يضيع تعبك ع الموضوع و يكون في ميزان حسناتك ..

البراء 11-07-2008 02:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* هل يصح إقامة العزاء في المساجد ؟

** هذه قضية حقيقة الأمر من الأمور التي يُعبّر عنها بأنها تعم بها البلوى ، فالناس يجدون في هذه المساجد متسعاً لهم ، مع أن المساجد بنيت لما بنيت له ، فهي بيوت الله ، وكما لا يتصرف في بيت أحد إلا بإذنه يجب أن لا يتصرف في بيت الله إلا بإذنه .

وقد بيّن الله تبارك وتعالى ما يأذن به في هذه البيوت عندما قال عز من قائل ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (النور :38-39) فهذه البيوت بينت لما بنيت له من الأمور التي تقرب العبد إلى ربه سبحانه وتعالى . هي ما بنيت لأجل أغراض دنيوية وإنما بنيت لأجل أغراض أخروية ، ولذلك صينت من كل ما يتنافى مع هذه الغاية التي بنيت لها ، فنجد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم النهي عن اتخاذها طرقا ، أي لا يجوز للإنسان أن يجعل المسجد طريقا بحيث يدخل من هذا الباب ليخرج من الباب الآخر ، يدخل من الباب الشمالي ليخرج من الباب الجنوبي ماراً بالمسجد متخذاً إياه طريقا ، لا ، هذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلّم .
وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلّم عن اتخاذها أسواقا ، لأنها أسواق أخروية ، البضاعة التي تعرض فيها هي عبادة الله ، والربح هو رضوان الله تبارك وتعالى ، ورأس مال الإنسان هو تقوى الله عز وجل . فالعابد فيها إنما يتقي الله عز وجل ، فلذلك يجب تنزيهها .


كذلك أيضا نجد في الحديث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه شدّد في إنشاد الضالة في المسجد ، فليس للإنسان أن ينشد في المساجد ضالته ، بل أمر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عندما يأتي أحد إلى مسجد وينشد ضالة في المسجد أن يقال له لا رد الله عليك ضالتك تشديداً عليه . ولئن كان نشدان الضالة مع حاجة الإنسان إلى ضالته يشدد فيه هذا التشديد فما بال الإنسان بحديث الدنيا الذي ترتفع به الأصوات في المساجد . فكثيراً عندما يجتمع عوام الناس وجهلتهم في المساجد يحولون المساجد إلى أسواق ، بحيث يتحدثون فيها عن بيعهم وشرائهم وغلاء الأسعار ورخصها ، وما ينزل في الأسواق من الحاجات وغيرها ، فضلاً عما يزيد على ذلك من اغتياب الناس والوقوع في أعراضهم والنيل من كرامتهم فهذا كله أمر يشدد فيه .
ومن المعلوم أن كثيراً من الذين يحضرون العزاء لا يتورعون عن أن يرفعوا أصواتهم بالصخب ، وبما لا يرضي الله تعالى من القول في هذه المساجد . فكثيراً ما يتحدثون عن أمور الدنيا وكأنما هم في بيوتهم . بل أكثر من ذلك أن كثيراً منهم يقعون في أعراض الناس .


فلذلك ينبغي تنزيه المساجد عن إقامة العزاء فيها . وكثير من أهل الخير والحمد لله وجدناهم قد تفطنوا الآن وأخذوا يقيمون مجالس بجانب هذه المساجد من أجل صون هذه المساجد . يقيمون مجالس للعزاء وللأفراح بحيث يمكن للناس أن يجتمعوا في هذه المجالس في أعراسهم ويأتوا بالأطعمة إلى هنالك بدلاً من أن يدخلوا الأطعمة في المساجد . ويمكنهم أيضاً في أيام عزائهم أن يجتمعوا هناك ، ويصونوا مساجدهم مما يحدث من اللغو فيها من قبل العوام الذين يلازمون العزاء .

فنحن ندعو إلى هذه الخطوة المباركة ، ونرجو أن يكون بمشيئة الله بجنب كل مسجد مجلس لأجل صون المسجد وكفايته هذه الأمور التي تحدث من جراء اجتماع الناس به في الأفراح أو الأتراح ، والله تعالى ولي التوفيق .

* هل يجوز أن يؤجر شخص لقراءة القرآن الكريم ثم يهدي ثواب ذلك لميت لأنه هو أوصى بذلك ؟

** حقيقة الأمر الناس أحدثوا أموراً كثيرة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم مع قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام : إن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .

فالناس أحدثوا كثيراً من الأمور التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم من ذلك قراءة القرآن بالأجرة ، فإن القرآن عبادة . القرآن يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى بتلاوته . وهذه العبادة لا يؤخذ عليها أجر ، فكما أن الإنسان لا يأخذ أجراً على صلاته التي يصليها ، كذلك لا يأخذ أجراً على قراءته لكتاب الله تبارك وتعالى ، وإنما أجر ذلك ما يناله في الدار الآخرة من الثواب الجزيل عند الله سبحانه وتعالى .

أما أن يتخذ القرآن الكريم طريقة للكسب فهذا شيء فيه ما فيه . ما بال الإنسان بدلاً من أن يقرأ القرآن تقرباً إلى الله يقرأه لأجل دريهمات أو لأجل ريالات أو لأجل دنانير ينالها ، إنما هذا من بيع القرآن الكريم ونرى منع ذلك منعاً باتاً ، وإن وجد من العلماء من يرخص في ذلك ، ولكن الذي نأخذ به أنه لا يجوز هذا لمخالفة هذا ما مضى عليه السلف في أيام النبي صلى الله عليه وسلّم والخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم .

وأيضاً إهداء العمل إلى الميت ليس هنالك ما يدل على أن الميت ينتفع بما يهدى إليه من الأعمال إلا ما ورد الدليل عليه ، فقد ورد الدليل بأنه يمكن أن يحج أحد عن غيره سواء كان ميتاً أو حياً عاجزاً كما حصل ذلك للخثعمية التي جاءت تستفسر النبي صلى الله عليه وسلّم عن حجها عن أبيها فأباح لها الحج . كذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم الحث على الصدقة عن الميت ، وكلك جاء عنه كما في حديث عائشة عند الشيخين من مات وعليه صيام صام عنه وليه .

ولكن هل يقال بأن بقية الأعمال كذلك ، نحن نجد عدم الاختلاف بين العلماء أنه لا يصلي أحد عن أحد ، والقراءة هي جزء من الصلاة ، إذ الصلاة لا تكون بدون قراءة . فإذاً قراءة القرآن بغير صلاة كذلك أقرب إلى أن يكون الميت لا دليل على انتفاعه بها . فما ينبغي أن يهدي الإنسان ثواب قراءته التي يقرأها للميت . نعم يمكن أن يدعو للميت بعد قراءة القرآن ويكون ذلك مظنة لاستجابة الدعاء ، فإن قراءة القرآن من العبادات والعبادات وسائل لاستجابة الدعاء ، فالإنسان قد يصلي صلاة الفريضة وقد يصلي صلاة السنة وقد يصلي صلاة النافلة ثم يدعو بعد ذلك بما يدعو به من الدعاء فذلك ما يعمله من الطاعات إنما هو مظنة لاستجابة الدعاء ، فإن تلا القرآن الكريم ودعا للميت بعد تلاوته للقرآن الكريم رجي أن يستجيب الله تبارك وتعالى هذا الدعاء ، والله تعالى أعلم .












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


من الصفحة الدينية لجريدة الوطن الجمعة 8 من رجب 1429هـ

البراء 11-07-2008 02:33 PM

فـتــاوي
 
فتاوى
لفضيلة الشيخ سعيد بن خلف الخروصي
مساعد المفتي العام للسلطنة

درج الناس في السنوات القليلة الماضية عند حملهم للجنائز أن يصطف الناس أمام الجنازة صفين متقابلين وهو يتبع الجنازة من أحد خلفها فيكون الناس جميعهم أمام الجنازة مخالفة لما عهد بل ومخالفة لما جاء في السنة الشريفة متذرعين بأن أعداد الناس قد زادت وان التوالي في حمل الجنائز على الصورة السابقة متعذر من حيث ان الحمل للجنازة او حمل الميت سيكون لفئة قليلة مما يعني حرمان الباقين من الاجر ويتعذر على المرضى ومن بهم علل استعمال الطريقة السابقة الدارجة لحمل الجنائز وهذه الطريقة الحديثة اسهل لان الشخص لا يتحرك من مكانه بل يكون واقفا وتمر عليه الجنازة وبالتالي لا يخسر الاجر الذي أتى اليه ولكون هذا الحمل الحديث كما يحلو للبعض تسميته يشكل عرقلة لسير الجنائز وذلك لتباين الناس في الطول والقصر والمعرفة للحمل فصارت الجنائز وخاصة منها التي تقطع المسافة الطويلة كالكيلو او الكيلووين بطيئة بشكل يجعل كثير من الناس يتذمرون من بطئها الشديد وكذلك تردد الميت في جنازته حتى كان يخشى عليه السقوط من على الحاملة وقد علل الكثيرون منهم بأن هذا العمل درج عليه الكثير من اهل العمل والمعرفة وعليه فلا داع للتمسك بما كان فهذه الطريقة هي الطريقة المثلى والمتماشية مع العصر وكثرة الناس ثم انها لا تنافي صحيحا من الدين ولم يرد نهي عنها.

أليس من الاجدر العودة الى الصحيح الثابت بأن يكون حملة الجنائز (الموتى) من الاصحاء وان يكونوا قادرين على حمل هذا الميت في أتم صورة وأكمل واحترام وبطريقة مهذبة معهودة عن الاسلام بعيدة عن الهمجية على حسب ثقل هذا الميت إما أن يكون الحاملين اربعة أو ستة او ثمانية يتغيرون من فترة الى فترة حتى يصلون بالميت الى مثواه الاخير محترما، ولقد لاحظنا بما لا يدع مجالا للشك بأن كثير من المشيعين للجنائز يصلون الى المقبرة قبل الجنازة بل انهم قد يتمخطرون أمامها ولا يبالون بأنهم يحملون ميتا او ليس الاجدر ان ينقاد الناس خلف الجنائز لإظهار السكينة والاتعاظ ولا يتقدمونها لاثارة البلبلة وترجي الجنازة متى تصل اليهم وتبادل الاحاديث الودية غير عابهين بهذه الجنازة. افتونا فيما سبق بما يجعل الناس متبعين للسنة الصحيحة وبما يحفظ حتى الأموات على الاحياء من احترام وتقدير وبما يغرس في الأنفس هيبة ووقار هذه الشعائر وبما يحد من كثرة الخلاف فيما لا يحتاج خلاف وتوضيح آداب تشييع الجنائز؟
- مشي المشيعين خلف الجناز أولى ويتقدم منهم من يريد الحمل من جانبيها ويجوز أيضا المشي من جانبي الجنازة عن اليمين والشمال ولذلك لا حرج فيما يفعله الناس اليوم وقوف المشيعين صفين ويتناولون الجنازة بأيديهم فكلا الأمرين جائز . والله اعلم.

٭ نحن مجموعة من الشباب والفتيات ندرس في الخارج فهل يصح لنا أكل اللحوم المذبوحة بطريقة غير اسلامية؟ وإن أكلنا فماذا يجب علينا فعله؟


- لا تأكلوا اللحوم المذبوحة بغير الطريقة الاسلامية وفي غيرها عوض عنها كالسمك والبيض وغير ذلك من الإدام والله أعلم.
* نحن مجموعة من الشباب والفتيات ندرس في الخارج وفي بعض المطاعم توجد خانة لشرب الكحول في المطعم، فهل يجوز الأكل في هذه المطاعم على الرغم من ان القصد الذهاب لهذه الاماكن هو الأكل لا غير؟


- إن كانت المطاعم كلها فيها هذه الاماكن المخصصة لشرب الكحول فلا حرج عليكم إن دخلتهم في هذه المطاعم بقصد شراء وجبات الطعام وعليكم بالالتزام بدين الله تعالى وإياكم وارتكاب المحجورات.

٭ رجل أوصى بعدة وصايا بعد الموت ومن الوصية مبلغ 500 ريال لترميم مسجد المنطقة الذي كان يقيم بها الهالك، وحيث ان الاسعار في هذا الوقت مرتفعة جدا والمسجد المذكور لا توجد به مرافق مثل دورات المياه، هل يمكن أن نقوم ببناء دورة مياه للمسجد المذكور بهذا المبلغ او يلزم أن نقوم بالترميم على حساب ما أوصى الهالك؟


- إن كان المسجد محتاجا الى ترميم فيجب ان تنفذ الوصية في ترميمه أما إن كان غير محتاج الى ترميم فيجوز أن يبنى بهذا المبلغ الموصى به دورات المياه لأنها من ضروريات المسجد والله أعلم.

٭ امرأة متزوجة توفي ابوها قبل والده الذي هو جدها وترك والد أبيها جدها بعد وفاته مال (نخل) هل في هذه الحالة يحق لها شرعا أن ترث ويكون حقها كحق الورثة الآخرين أم لا ترث، حيث عندما نسأل يرد علينا انه ما دام ان أب هذه المرأة توفي قبل والده فلا يحق لها الميراث لذا نعرض هذا الامر بين يدي فضيلتكم لمعرفة الحق الشرعي لهذه المرأة؟

- إن كان الجد ترك أولادا ذكورا وإناثا فلا ميراث لابنة إبنه المتوفى وكذلك إن ترك ابنتين فأكثر فلا ميراث لابنة الإبن إلا ان وجد عندها ما يعصبها والله أعلم.

٭ يوجد ببلدتنا مسجد قديم واتضح ان المسجد منحرف عن اتجاه القبلة ومع وجود أحد المتبرعين نرغب في بناء مسجد في القرية ونستغل المسجد القائم كمدرسة قرآن ومجلس لاهالي القرية.. فهل يجوز ذلك؟

- يجوز ان يتخذ هذا المسجد الأول مدرسة للقرآن الكريم او مسجدا للنساء إذا كان المسجد الذي سيبنى من جديد بعيدا عن هذا المسجد السابق أما ان يتخذ مجلسا للرجال فهذا غير جائز والله أعلم.


من جريدة عمان 8 من رجب 1429هـ


البراء 18-07-2008 03:05 PM

قضيت فترة من عمري منذ البلوغ وأنا دائماً أغسل يدي في الوضوء من الرسغين إلى المرفقين جهلاً مني ولأنه لم يرشدني من هو اكبر وكان ذلك مني ظناً أن هذا الغسل لليدين هو إكمال لغسل اليدين أول الوضوء ؟

** لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هذا الجهل جهل عميق ، ومما يؤسف له أن كثيراً من الناس لا يبالون بدينهم ، ولا يبالون بثمرات أفئدتهم وأفلاذ أكبادهم فهم يتركونهم فرائس للجهل ، وهذا أمر فيه خطر كبير .

وماذا عسى أن نقول لهذا السائل ؟ إنما نحن نلتمس المخرج لمن وقع المشكلة ، لا لمن لم يقع فيها ، نلتمس المخرج بقدر المستطاع فإن كان هو يغسل يديه إلى الرسغين بنية الوضوء فيمكن أن نجد له مخرجاً من مشكلته هذه ، على أن لا يتكرر ذلك منه قط ، ولكن بالنسبة إلى الماضي نقول بأن صلاته صحيحة بناء على أنه نوى غُسل اليدين وغَسل الكفين أولاً إلى الرسغين ثم بعد ذلك غسل ما بعدهم بناء على أن الترتيب في الوضوء غير لازم أي هو مستحب ومندوب إليه فقط وليس هو بلازم ، بناء على هذا يمكن أن نجد له هذا المخرج على أن لا يتكرر ذلك منه قط ، وعلى أن يُعلّم أولاده خلاف ما تعلمه ، والله تعالى الموفق .

* رجل وكيل لإخوانه العشرة ولما توفي أبوهم منذ أشهر وجدوا أنه كتب المنزل باسم زوجته الثانية ولديها أيضاً أولاد ، ففي هذه الحالة هل يثبت هذا التنازل من الزوج لزوجته أو هذه الكتابة ؟


** أما الهبة أن يهب زوجته فالهبة ماضية ، الأصل هكذا ، وإن كان قصد بذلك حرمان ورثته من حقهم من تركته فأمر ذلك إلى ربه سبحانه وتعالى هو الذي يحاسبه على ذلك ، وحسب الظاهر إن لم يكن هنالك ما يدل دلالة واضحة أنه أراد حرمان الورثة فالهبة ماضية والزوجة تكون أحق بما أعطاها زوجها ، والله تعالى أعلم .

* رجل كان يقود سيارته ووقع له حادث وتوفي معه شخص وتوفي في السيارة الثانية رجل وامرأة وكانا في حالة سكر ، أما هو فكان سليماً ، يسأل الآن ويصبح في ذلك اليوم رمضان كيف يكون صيامه هل يصح له ولأن عليه كفارة صيام شهرين فإذا لم يستطع أن يصوم هل يتصدق ؟

** أولاً الكفارة لا يسقطها أن يكون الإنسان مستقبلاً لشهر رمضان إن كان هو المخطئ ، العبرة في ذلك بالخطأ ، إن كان الخطأ منه فإن الكفارة تكون واجبة عليه بسبب قتل نفس مؤمنة أو معاهدة ، وهذه الكفارة بيّنها القرآن بأنها عتق رقبة ، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ولم يذكر إطعاما ، ومعنى ذلك أنه بعد صيامه رمضان عليه أن يصوم هذين الشهرين في الوقت الذي يناسبه . وإذا لم يستطع الصيام وجد من العلماء من يقول بأنه يطعم ستين مسكينا ، ولكن لم يأت نص بذلك ، ونحن نقول مع تعذر الصيام رأساً ففي هذه الحالة الإطعام خير له من ترك الصيام وترك الإطعام جميعا .












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


من جريدة الوطن الجمعة 15 من رجب 1429هـ الموافق 18 من يوليو 2008م

البراء 21-07-2008 12:41 PM

امرأة ترى أنها أصيبت بالسحر كله إلا الجنون وهي تجافي أهلها وزوجها منذ ثلاث عشرة سنة إلى الآن وهي تقول أنها اضطرت إلى الذهاب للكهنة فما هي نصائحكم لها وتوجيهاتكم الشرعية؟

**نصيحتي لها أولاً أن تؤمن بالله تعالى إيماناً قاطعاً بأن كل ما يصيبها إنما هو قبل الله سبحانه، إذ الله تعالى وحده هو الذي يصرّف الوجود، لا يصيب الإنسان شيء ولو كان بسببٍ من أحد إلا والله تبارك وتعالى هو مقدره، فالله تعالى يقول (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنعام:17)، ويقول سبحانه
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس:107)، ويقول تعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:51)، فالإنسان عليه أن يؤمن بأن كل ما أصيب به إنما هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، ثم بجانب هذا عليه أن يقاوم الأوهام بقدر مستطاعه، فعلى الإنسان أن لا يستأسر لهذه الأوهام، لأن الأوهام إذا تغلغلت في أعماق النفس سيطرت عليه، وحوّلت الخيال إلى حقيقة، وحولت الوهم إلى حقيقة، حتى يرى ما ليس بالواقع واقعاً.
ثم مع هذا إنني أنصحها أن تجافي أولئك الذين يدعون علم الغيب، فإن كل من ادّعى علم الغيب من كاهن أو عرّاف فهو كاذب، إذ الله تعالى يقول (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (النمل:65)، بل عليها أن تستغفر الله تعالى، وأن تتوب إليه، وأن تؤمن بأنهم لا يعلمون من علم الغيب شيئا.
ومع هذا كله أدعوها إلى الإكثار من ذكر الله، فإن الله تعالى يقول (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: من الآية28)، فأنا أنصحها أن تكثر من قراءة كتاب الله سبحانه لا سيما سورة البقرة، لأن سورة البقرة فائدتها كبيرة في علاج السحر وفي علاج ما يتصوره الإنسان من نحو هذه الأمور التي ربما منشؤها الوهم.
فعلى الإنسان أن يحرص دائماً على قراءة كتاب الله مع تأمله وتدبره، فسورة البقرة ينبغي أن تقرأها باستمرار مع قراءة غير القرآن حتى لا تتخذ غيره مهجورا، ولكن عليها أن تكثر من قراءة سورة البقرة، وعندما تأتي إلى النوم وعندما تستيقظ ينبغي لها أن تقرأ الآتي أن تقرأ سورة الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وسورة الانشراح سبع مرات، وسورة الإخلاص سبع مرات، وسورة الفلق سبع مرات، وسورة الناس سبع مرات، بعد كل مرة تنفث في يديها، ثم بعد فراغها من جميع القراءة تمسح بيديها على جميع جسدها هي تقول عندما تمسح أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أعوذ بالواحد الصمد من شر كل ذي حسد، أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما أجد وأحاذر، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعذابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
وأن تسأل الله تعالى العافية من كل بلاء، والشفاء من كل داء، والحفظ من كل سوء، والحماية من كل مكروه. ثم مع هذا أيضاً ينبغي أن تقرأ في كل يوم عشر آيات من سورة البقرة أربع منها من أول السورة إلى قوله تعالى المفلحون وهي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة:1-5) ، وثلاث آيات هي آية الكرسي والآيتان بعدها إلى قوله تعالى (خالدون) وهي قوله سبحانه (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ * لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:255-257)، وثلاث آيات هي آخر السورة تبدأ من قول الله تعالى (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) إلى تمام السورة وهي قوله (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:284-286)، ينبغي أن تقرأ ذلك في الصباح والمساء ثم تسأل الله تعالى العافية، والله تعالى يمن عليها بالعافية ويرفع عنها هذا البلاء.

*صلاة الضحى كم ركعة؟

**لو اقتصرت على ركعتين لأجزأها ذلك ولو صلت أربع ركعات فذلك خير، وإن زادت إلى ثماني ركعات فذلك أفضل وأفضل.


*امرأة توفيت والدتها وهي لم توص فكيف تتصدق عنها؟

**لا مانع من الصدقة عنها. أولاً قبل كل شيء إن كان عليها دين فلا بد من قضاء ذلك الدين، هذا في دين الخلق بالإجماع، وفي دين الحق خلاف بين أهل العلم، منهم من قال أن الميت تقضى عنه ديون الحق كأن تكون عليه كفارات أو يكون عليه حج أن تكون عليه زكاة أو شيء من ذلك يقضى ذلك كله من ماله، وقيل لا يجب ذلك في دين الحق، والصحيح الوجوب لقول النبي صلى الله عليه وسلّم (فاقضوا فدين الله أحق بالقضاء).












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


من الصفحة الدينية لجريدة الوطن
الإثنين 18 رجب 1429 هـ

الصريح 1988 22-07-2008 05:03 PM

بارك الله فيك أخي البراء

البراء 25-07-2008 03:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصريح 1988 (المشاركة 261572)
بارك الله فيك أخي البراء

ويبارك فيك البارئ جلت قدرته

تسلم على المرور

البراء 25-07-2008 03:33 PM

فتاوى
لفضيلة الشيخ سعيد بن خلف الخروصي
مساعد المفتي العام للسلطنة

وقع شجار بيني وبين زوجتي أدى إلى التشابك بالأيادي وفي ثورة غضبي لفظت عليها بالطلاق بدون وعي وعلم مني حتى لفظ الطلاق لا أذكره هل قلت لها أنت طالق بالثلاث أو كررت كلمة الطلاق وهي أيضاً لا تعلم علماً بأنه لم تكن عندي نية طلاق زوجتي بتاتاً، والآن أرغب في مراجعتها وهي راغبة في ذلك، فهل يجوز لي ارجاعها إلى عصمتي حيث سبق وطلقتها سابقاً بلفظ واحد وأرجعتها إلى عصمتي بالطريقة الشرعية؟

- ان كنت لا تتيقن أنك طلقتها بالثلاث فالأصل في الطلاق طلاق واحد عند الشك فيه فتطلق منك زوجتك وان كان هذا هو الطلاق الثاني حسبما جاء في سؤالك فلك رجعتها بأن تشهد ثلاثة رجال فأكثر على الرجعة تقول أشهدكم إني رجعت زوجتي فلانة بنت فلان بصداقها وعلى ما بقي من طلاقها. والله أعلم.

الأمر كما يتفقون عليه

أراد اخوة وعددهم ثلاثة ذكور وامرأة واحدة من أب غير وكذلك لهم اخوة من الأم وعددهم كذلك ثلاثة ذكور وامرأة واحدة أرادوا أن يجمعوا مبلغاً لتأجير حجة لأمهم وأختهم المتوفيتين، فهل يدفع الاخوة أكثر من الأخوات أو يدفع الجميع بالتساوي.
- الأمر كما يتفقون عليه بأنفسهم ان اتفقوا على أن يدفعوا النقود لهاتين الحجتين على التساوي بينهم أو أن يدفع الرجال أكثر من النساء - أخواتهم - فهو على ما يتفقون عليه. والله أعلم.

رجل متزوج وأنجب ثلاثة أولاد وبنتاً واحدة، توفيت الزوجة وبعد ذلك تزوج الرجل زوجة ثانية وأنجب منها خمسة أولاد وبنتين، وبعد فترة مات الرجل وظهر الآن ان الزوجة الأولى - رحمها الله - كانت تمتلك مزرعة فهل يحق للأولاد الخمسة والبنتين من الزوجة الثانية أن يطالبوا بحق أبوهم لأن الزوجة الأولى توفيت وهو على قيد الحياة؟ هل لهم حق الإرث؟


- المتوفاة قبل زوجها وقد تركت مع الزوج أولاداً فلزوجها الربع مما تركت وهذا الربع الذي ورثه الزوج من امرأته يصير ميراثاً لأولاده كلهم من المرأتين الأولى والثانية. والله أعلم.

لا يجوز

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن الكريم جهراً وبصوت عالٍ، على سبيل المثال في المنتديات أو أمام الجمهور في الحفلات المختلفة، لا سيما إذا كان يوجد أجانب يستمعون إليها؟


- لا يجوز للمرأة أن ترفع صوتها بقراءة القرآن الكريم ولا سيما في مكبر الصوت لا يحل لها ذلك أبداً بل عليها أن تخفض صوتها بقراءة القرآن وبغيره من باب أولى وذلك إذا قرأته في بيتها. والله أعلم.

الحجاب الشرعي

ما حكم لبس الوقاية التي بها القليل من الفصوص الصغيرة اللامعة أو تطريز خفيف بالخيوط السوداء؟ وما حكم لبس العباءة إذا كان بها تطريز خفيف بخيوط أو بالفصوص الصغيرة اللامعة؟ هل يوجد فرق لو كانت سوداء أو بألوان مختلفة؟


- الحجاب الشرعي هو اللباس الساتر لجسم المرأة كله ما عدا الوجه والكفين ولا يحل لها أن تظهر شيئاً من زينتها إذا خرجت، واللباس الذي فيه الفصوص الصغيرة اللامعة هو من الزينة. والله أعلم.


الجــمعة 22 من رجب 1429 هـ

البراء 25-07-2008 07:04 PM

*ما رأي الشرع في من تسبب في حرمان إنسان من كسب الرزق؟

**بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تبارك وتعالى يحب الخير من عباده ويكره الشر منهم. وإن من الشر أن يسعى أحد إلى حرمان أحد من رزق يساق إليه، فإن الله سبحانه وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه وأنعم عليهم بشتى نعمه، ويجب على أي أحد أن يسعى إلى توفير هذه الأرزاق بقدر استطاعته لا إلى قطعها وحرمان أحد منها، فإن ذلك من الحسد. والحسد لا ريب أنه لا يضر إلا صاحبه (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء: من الآية54).

والله سبحانه أنزل سورة في كتابه فيها تعليم لنا كيف نستعيذ من شر حاسد إذا حسد. والأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم شددت في الحسد، وبينت أنه من أكبر الكبائر، وحذرت هذه الأمة من الوقوع في الحسد .

فهذا الذي يسعى إلى حرمان أحد من رزق الله تبارك وتعالى إنما هو حاسد، وحسده لا يضر به إلا نفسه، فمن كُتب له رزقه فسيأتيه، وإنما الله تبارك وتعالى يبتلي من يشاء بما يشاء وبمن يشاء، فلذلك قد يكون أحد سبباً لابتلاء أحد، فمن هنا كان على هذا أن يتدارك أمره بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى وبطلب المحاللة من صاحبه الذي سعى إلى حرمانه من رزقه، وفي نفس الوقت عليه أن يجبر كسره، وأن يحرص على أن يريشه بعد بريه بحيث يحرص على أن يوفر له ما تسبب في حرمانه منه ولو كان ذلك بضمان يتحمله من ماله، والله تعالى أعلم .

*توجد هناك أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم تبين فضل تلاوة القرآن الكريم من ذلك ما ورد أن الحرف بعشر حسنات، فهذا الثواب هل هو للتلاوة مجردة أم للتلاوة بشرط التفكر؟


** لا ريب أن الإنسان لا يطلب منه أن يتلو القرآن لاهياً غافلاً، هذه التلاوة ليست لها قيمة، هذه التلاوة ليست فيها روح، هي بمثابة الجسم المتعفن الذي لا أثر له ولا حراك له بل ربما يضر ولا ينفع، فهو لا ينفع قطعاً ولكن ربما يضر لأن تعفنه يؤدي إلى النتن، نتن رائحته وإضراره بالناس، فكذلك شأن العبادة الفاقدة للروح كالصلاة التي تفقد الخشوع وكذلك تلاوة القرآن عندما لا يكون هنالك تدبر وإمعان، إنما على الإنسان أن يقاوم الوسوسة. لا ريب أن كل أحد تعتريه الوسوسة، وكل أحد تعتريه الغفلة، وكل أحد يحاول الشيطان أن يلبس عليه أمره وأن يبعده عن التفكر والإمعان لكن عليه مغالبة ذلك وأن يحرص على أن يعالج نفسه ويداوي أدوائه بهذا القرآن الكريم عندما يتلوه .

*إمام يخطئ في القراءة ولكن المأمومين يغتابونه بعد الصلاة ولا يقومون بنصحه كما أنه هو أيضاً يمارس الغيبة بعد الصلاة على الرغم من أنه يصلي بهم ما هو واجب الجميع؟


**أولاً قبل كل شيء عليهم جميعاً أن يتقوا الله، ولئن كان هو يخطئ في الصلاة فعليهم أن يعرفوه بخطئه ويبينوه له، فإن أصر عليه فليقدموا غيره، ومن المفروض على الجميع أن يحرص على أن يكون المتقدم حسب الأوصاف التي جاءت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم بحيث يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله، فإن أقرأهم لكتاب الله هو أولى بأن يؤمهم في الصلاة ثم يأتي بعد ذلك الأفقه في الدين والأورع والأسن إلى غير ذلك من أوصاف الذين يتقدمون .

ومع هذا عليهم جميعاً أن يتجنبوا الغيبة، هم عليهم أن يبينوا له الحقيقة وأن لا يغتابوه، وبالنسبة إليه لا يجوز له الاغتياب، وعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى، وأن لا يقول إلا قولاً سديداً، وعليهم جميعاً أن يدركوا أنهم مسؤولون عن فلتات ألسنتهم، وأن هذه الفلتات قد تقذف بهم في النار والعياذ بالله ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبينها تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب . وقال لمعاذ رضي الله تعالى عنه: وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. فعليهم أن يتقوا الله وأن لا يغتاب بعضهم بعضاً، والله تعالى المستعان.












يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

جريدة الوطن

البراء 28-07-2008 12:42 PM

السؤال :
ما حكم من حلف بالله عدة مرات وهو كاذب ؟


الجواب :
عليه أن يتقي الله ، وأن يتوب إليه توبة نصوحا ، وأن يرجع إليه سبحانه فإن اليمين الكاذبة هي اليمين الغموس ، ومعنى كونها غموساً أنها تغمس صاحبها في النار والعياذ بالله إن لم يتب منها ، وبجانب هذه التوبة فإن عليه عندنا أن يكفّر كفارة يمين ، وكفارة اليمن هي ما نص عليه القرآن الكريم حيث قال عز من قائل ( فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ )(المائدة: من الآية89) ، ومعنى ذلك أنه مخير بين ثلاثة أشياء بين أن يطعم عشرة مساكين من أوسط ما يطعم به أهله ، أو أن يكسوهم كسوة متوسطة ، أو أن يعتق رقبة ، فإن عجز عن ذلك كله فهنالك ينتقل إلى الصيام بحيث يصوم ثلاثة أيام ، هذه الكفارة المنصوص عليها في كتاب الله والمنصوص عليها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما يقع الإنسان في يمين يحنث فيها ، هذه كفارة الحنث ، وإنما شدّد بعض العلماء عندما رأوا التشديدات من قبل الناس في الأيمان فجعلوا اليمين عندما يشدّد الإنسان على نفسه فيها حكمها كحكم كفارة الظهار من حيث نوع التكفير بحيث يكون التكفير إما عتقاً للرقبة وإما صياماً لشهرين متتابعين وإما إطعاماً لستين مسكينا وذلك مما لم يقم عليه دليل ، ولذلك جنح كثير من علمائنا إلى أن كفارة اليمين لا تختلف ولا تتنوع بين مغلظة ومرسلة كما ينوعها بعض أهل العلم ، وإنما هي كفارات مرسلة بحسب ما نُص عليه في القرآن ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
نحن نعيش في بلدة لا تحترم أوقات الصلاة التي تحدد من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ويحدث هذا خاصة في صلاة العشاء بحيث إن الوزارة تجعل الوقت بين المغرب والعشاء ساعة وربع الساعة أو أكثر بقليل بحسب اختلاف الفصل ، لكن في البلدة وفي جميع المساجد تكون صلاة العشاء بعد ساعة من صلاة المغرب وهذا على طول السنة والسؤال كالآتي :
ما وقت صلاة المغرب ومتى ينتهي ؟


الجواب :
صلاة المغرب إنما يبدأ وقتها باستكمال غروب الشمس ويستمر إلى غيبوبة الشفق الأحمر ، وقيل إلى غيبوبة الشفق الأبيض ، وعندما ينتهي وقت المغرب يدخل وقت العشاء ، فإن كان الشفق قد غاب فوقت العشاء يكون قد دخل على الاختلاف بين الشفق الأحمر والشفق الأبيض ، والشفق الأحمر هو أكثر في الاعتبار ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
هل وقت صلاة العشاء يبدأ بانتهاء وقت صلاة المغرب ، وما الفاصل بين الصلاتين ؟


الجواب :
نعم يبدأ وقت العشاء بانتهاء وقت صلاة المغرب ، وليس هنالك فاصل ، بل ينتهي وقت هذه الصلاة ليدخل وقت الصلاة الأخرى ، ولذلك سُوّغ للإنسان أن يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء عندما يكون هنالك داع إلى الجمع بحيث يكون في حالة سفر أو يكون في حالة مرض أو يكون في حالة غيم أو مطر أو نحو ذلك من الأعذار التي تسوغ للناس أن يجمعوا بين الصلاتين ، وقد وقع ذلك من فعل الرسول صلى الله عليه وسلّم حتى في حالة كونه مقيماً غير مسافر فقد روى الإمام الربيع بين حبيب رحمه الله في مسنده من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الظهر والعصر معاً والمغرب والعشاء الآخرة معاً من غير خوف ولا سفر ولا سحاب ولا مطر .


وقد روى الحديث الإمامان البخاري ومسلم ونص روايتهما : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالمدينة من غير خوف ولا سفر ، وفي رواية من غير خوف ولا مطر . قيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال : أراد أن لا يحرج أمته .

ومعنى ذلك أن فعل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هذا إنما لأجل رفع الحرج عن الأمة . وجاء في رواية الشيخين تعليق على هذه الرواية ، هذا التعليق يتمثل في سؤال سأله عمرو بن دينار سأله أبا الشعثاء الإمام جابر بن زيد وهو الذي روى الحديث ثم أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما جاء فيه أنه قال - أي عمرو بن دينار - قلت لجابر : يا أبا الشعثاء أظنه أخر الظهر وعجّل العصر . قال : وأظنه . ومعنى ذلك أنه أخر الظهر إلى آخر وقتها وعجلّ العصر في أول وقتها بحيث يكون صلى الظهر في الجزء الأخير من وقتها ، وصلى العصر في الجزء الأول من وقتها ، فيكون بذلك جمع بين الصلاتين مع أنه أدى كل واحدة من الصلاتين في وقتها . قال الإمام أبو الشعثاء : وأظنه . أي أظن أنه فعل كذلك . وأخذ بعض العلماء بهذا الذي ظنه الإمام أبو الشعثاء ومن بين هؤلاء ابن سيد الناس وهو من علماء الشافعية قال : جابر بن زيد أدرى بمعنى الحديث لأنه راوية .
ولكننا نرى أن الإمام أبا الشعثاء لم يقطع بهذا وهو لو لم يقل بأن النبي صلى الله عليه وسلّم أخّر الظهر إلى آخر وقتها وعجّل العصر في أول وقتها قطعاً ، وإنما ذلك مجرد ظن منه ، ولما كان ذلك مجرد ظن فإننا ينبغي لنا ألاَ نضيّق ما وسعته هذه الرواية ، وإنما يحمل ذلك على ساعات الحرج على أوقات الحرج ، ومن أجل هذا قال لفيف من العلماء باشتراك الوقتين أي وقتي الظهر والعصر ووقتي المغرب والعشاء ، وهذا أمر يسوغ الأخذ به ولكن بشرط أن يتقيد من أخذ بذلك في حال الاضطرار لا في حال الاختيار أو في حالات الشدة والحاجة الملحة التي تدعو إلى ذلك بحيث لا يعتاد الإنسان استمراره في جمع الظهر والعصر معا ، والله تعالى أعلم .














يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


جريدة الوطن الاثنين 25 من رجب 1429هـ

جامعي متميز 01-08-2008 12:56 AM

يعطيك العافية على الموضوع الشيق ..

إن شاء الله في ميزان حسناتك ..

oonإيميmoo 01-08-2008 12:59 AM

يعطيك العافية لى المعلومات المفيده
ودمت بود

البراء 04-08-2008 11:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الصحراء (المشاركة 264611)
يعطيك العافية على الموضوع الشيق ..

إن شاء الله في ميزان حسناتك ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oonإيميmoo (المشاركة 264613)
يعطيك العافية لى المعلومات المفيده
ودمت بود

الله يعافيكم ويحفظكم من كل سؤ

شـكرا ً لمروركم

البراء 04-08-2008 11:45 AM

الإسراء والمعراج
 
*ما حكم صوم يوم الإسراء والمعراج؟

**هذا يوم كسائر الأيام، لم يأت بدليل بمسنونية صومه، ولم يأت دليل أيضاً بمنع صومه. فمن أراد أن يصوم هذا اليوم على أنه صيام عادي، صيام لم تدل عليه سنة ثابتة فلا حرج عليه، لأن الحديث الذي روي باستحباب صومه إنما هو حديث ضعيف، ولكن مع ذلك لم يأت أي دليل يمنع من صومه. فمن أراده أن يصومه على أنه كسائر الأيام، يصومه كما يصوم أي يوم يريد أن يصومه تقرباً إلى الله تبارك وتعالى فلا يقال بمنعه من هذا الصوم. وأما اعتقاده بأن ذلك سنة فهذا مما يتوقف على ثبوت مسنونية صيام هذا اليوم وذلك مما لم يثبت.

*ما هي أوصاف دابة البراق، وهل صحيح أنها طلبت من الرسول صلى الله عليه وسلّم الشفاعة؟

**هذه الأوصاف إنما تتوقف على الأدلة الصحيحة الثابتة، وهذه أمور هي من الغيبيات التي نحن لم نكلف تفاصيلها، فلا داعي إلى التساؤل عنها أو الخوض فيها، إذ الإنسان في هذه الأمور الغيبية لا يتحدث إلا بدليل قاطع يعتمد عليه، أما الأدلة الضعيفة بل حتى الأدلة الصحيحة التي هي غير قطعية لا يعوّل عليها في مثل هذه القضايا إنما يعوّل على الأدلة القطيعة لأنها أمور غيبية.

*ما هو المعراج؟

**المعراج يقصد به العروج إلى المقامات العلى، هذا هو المقصود. الأصل معراج مفعال، ومفعال يطلق على الآلة، ولكن يراد به هنا العروج.

*ما هي وسيلة المعراج؟

**نحن نعلم أن الله تعالى يصنع ما يشاء ويفعل ما يريد، الله تبارك وتعالى يدّبر هذا الكون كما يريده، ينقل الشمس من مكان إلى مكان كما يقول العلماء الآن بأنها تقطع في الثانية الواحدة اثني عشر ميلاً، والشمس هي أكبر من الأرض بمليون ضعف ومع ذلك تقطع هذه المسافة، ما هي الوسيلة؟ إنما هي قدرة الله تعالى التي أحاطت بكل شيء، فضلاً عن الأجرام الفلكية الأخرى التي هي أكبر من الشمس بكثير، وهي أسرع من الشمس بكثير، كل ذلك مما يدل على أن الله على كل شيء قدير.
فهل الله سبحانه وتعالى يعجزه أن يعرج بعبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم من غير وسيلة، وهل هو بحاجة إلى الوسيلة، إنما علينا أن نسلّم الأمر لله تبارك وتعالى وأن لا نخوض في ذلك.


*هل كانت رحلته صلى الله عليه وسلّم بالروح أم بالروح والجسد؟

**أما الإسراء فهو بالجسد والروح، ولذلك لو كان بمجرد الروح لما كان هنالك داع لتعجب قريش وإنكارهم وضجيجهم، ولكان ذلك مثل الرؤيا المنامية التي يراها، ولكن هذا الضجيج الذي أثاروه بسبب أنه قال بأنه انتقل، وانتقاله يعني بنفسه وجسده، وهذا ما يؤذن به قوله سبحانه وتعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (الإسراء: من الآية1)، فالعبد يشمل الجسد والروح معاً، ولا يكون خاصاً بالروح دون الجسد.
أما بالنسبة إلى المعراج من المحتمل أن تكون هذه الرحلة روحانية فحسب، ومحتمل أن تكون روحانية جسدية، فالله تعالى على كل شيء قدير، ولا ريب أن في مثل هذه الحالات عندما يكون العروج بالجسم والروح تكون الشفافية للروح، ويغلب الجانب الروحاني على الجانب الجسماني حتى يكاد يتلاشى الجانب الجسماني في الجانب الروحاني فيخف الجسم ويعرج حيث يريد الله تعالى عروجه.


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

جريدة الوطن الاثنين 2من شعبان 1429هـ

البراء 04-08-2008 12:06 PM

الـصلاة ...
 
**هل تصح إعادة الصلاة المنتقضة في جماعة أم تعاد فرادى ؟

لا أجد مانعاً من إعادة الصلاة جماعة لو بطلت ، وإن ذهبت طائفة من العلماء إلى خلاف ذلك ، ففي بعض الآثار عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه أعاد الصلاة جماعة في غير وقتها ، كما صنع ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة الخندق عندما صلى الظهر والعصر والمغرب في وقت العشاء جماعة ، ولا أرى الذين ذهبوا إلى خلاف هذا الرأي إلا أنهم واقعون في التقليد من غير إمعان فيما بنوا عليه رأيهم ، وذلك أنهم رأوا في الأثر عن بعض أهل العلم كراهة تكرار الجماعة في المسجد الواحد ولم يقصدوا بذلك إلا قطع دابر الفرقة بين الجماعات خشية أن يجد روادها سبيلاً إليها من خلال تعدد الجماعات ، بحيث يعتمد بعضهم التأخر عن الصلاة في الجماعة الأولى من أجل إنشاء جماعة ثانية ، وهكذا يتمزق الصف وتتشتت الكلمة وتفوت الحكمة التي من أجلها شرعت الجماعة ، وهي وحدة الصف ورأب الصدع وتأليف القلوب ، ولا ريب أن رأيهم هذا مبني على أصل أصيل من الفقه وهو سد ذرائع الفساد ، وهو أمر ملحوظ في مقاصد الشرع الحنيف ، فلا غرو إن أخذ به أصحابنا وكثير من أصحاب المذاهب الأخرى ، ولكن هذه العلة لا وجود لها فيما إذا أعادة الجماعة نفسها صلاتها من أجل فسادها في جماعة فإن الجماعة الأولى هي عين الثانية ولا محذور في هذا الأمر ، فكيف يصلون مع ذلك فرادى والأحاديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحض على إقامة الصلوات في الجماعات وتدل على البون الشاسع بين صلاة الجماعة وصلاة المنفرد في الفضل ، على أن الصحيح بأن صلاة الجماعة واجبة على الأعيان ، لأدلة لا تقاوم وقد بسطتها في غير هذا الوضع ، فكيف يسوغ مع ذلك أن يصلوا فرادى ؟ هذا والذي أذهب إليه أنه لا مانع من تعدد الجماعات في المسجد الواحد ، ولو لم يكن لإعادة الصلاة السابقة من الأمن من قصد تشتيت الجماعة ، لما صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه رأى أحداً لم يدرك الجماعة فقال : (( هل من أحد يتصدق على هذا فيصلي معه )) ، وكفى بذلك حجة ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل . والله أعلم .

**استغرقت في النوم حتى فات وقت صلاة العصر ، فاستيقظت وقت صلاة المغرب ، فقدمتها وأخرت العصر بعدها ، فهل أصبت في ذلك ، وهل عليَّ إعادة صلاتها في اليوم التالي ؟

لقد كان الأولى أن تصلي العصر ثم المغرب ، ولكن بما أنك قدمت المغرب ثم صليت العصر فنسأل الله لك القبول ، ولا داعي إلى صلاتها في اليوم التالي ، وإنما تصلى بعد الاستيقاظ . والله أعلم .

**ما قولكم فيمن ترك الصلاة لفترة وذلك بسبب مرضه ، حيث أجريت له عملية جراحية في عضو من أعضاء الوضوء ، مما يجعله يشعر بآلام شديدة إذا أراد الصلاة أو الوضوء ، فهل عليه شيء ؟

قد كان عليه أن يصلي على أي حال ولو مستلقياً ، فإن لم يقدر على الوضوء تيمم ، وإن لم يقدر عليها صلى بدونهما ، وبما أنه لم يصل فعليه قضاء ما فوَّت من الصلوات مع التوبة إلى الله . والله أعلم .


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي

المفتي العام للسلطنة

جريدة الشبيبة

البراء 04-08-2008 12:12 PM

الـزواج ...
 
**هناك صيحات من قبل كثير من المفكرين تنادي الرجل بأنه لا يقدم على الزواج من امرأة – كما تنادي المرأة كذلك – إلا بعد مراعاة المستوى الطبقي والاجتماعي والتعليمي، فينصحون مثلا أن من لديه مؤهل جامعي ألا يقدم على الزواج من امرأة لا تتكافأ معه في هذا الميدان، ما رأيكم في مراعاة المستويات؟

لا عبرة بالشهادات التي يحملها الناس وقد يكون الكثير منها شهادات زور – والعياذ بالله – ، وانما العبرة بالدين والاخلاق، فالنبي - صلى الله عليه وسلم – انما رد الناس إليهما "اذا اتأكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وعندما ذكر ما تنكح لأجله المرأة من المال والجمال والحسب والنسب قال "فاظفر بذات الدين تربت يداك" ولا عبرة ايضا بالمستوى الاجتماعي مع الخلو من الدين، فهذه الأمور يجب أن نكون على بينة منها والله أعلم.

**يقول البعض بأن الاسلام يراعي جانب التكافؤ في النسب مثلا من أجل المحافظة على تركيبة المجتمع وخشية أن يحدث خلل بسبب هذه الطبقية، فلماذا لا يراعى المستوى التعليمي على أنه يحدث نفس المشكلة؟

نفس مراعاة التكافؤ في النسب أمر فيه خلاف بين الفقهاء، وهو أمر غير مجمع عليه، فلا ينبغي أن يكون هذا الأمر سببا في احداث قيود لم يشرعها الاسلام من قبل والله أعلم.

**رجل تزوج بامرأة وبعد أن بنى بها علم بحملها ولم يعلم إن كان لها زوج سابق أم لا فطلقها، فلما وضعت اراد أن يتزوجها من جديد فهل يجوز له ذلك؟

العقد في حالة الحمل فاسد من أساسه فلا داعي إلى الطلاق بعده، وانما الخلاف في حلها لمن تزوجها في الحمل بعقد جديد بعد وضعها، قيل تحرم عليه حرمة ابدية، وقيل تحل له بأربعة شروط: وهي ألا تكون عالمة بالحمل، وألا يكون هو عالما وأن لا يطأها بعد علمهما، أو علم احدهما بالحمل، وأن يكون الحمل تابعا لزوج سابق والله أعلم.

**فيمن تزوج بامرأة فتبين أنها حامل وبعد الترافع لدى القاضي حكم ببطلان العقد فتزوجها أخوه بعد ذلك ثم طلقها فهل تصح للزوج الأول إن ارادها؟

اختلف في جواز تزوج الرجل بامرأة تزوجها وهي حامل فقيل بأنها تحرم عليه بذلك حرمة ابدية، وقيل تحل له بعد وضع حملها أن يتزوجها زواجا جديدا بأربعة شروط: وهي ألا تكون هي عالمة بالحمل، وألا يكون هو عالما به، وأن يكون لم يطأها بعد علمهما أو علم أحدهما بالحمل، وأن يكون ذلك الحمل تابعا لزوج سابق شرعا، ومع اختلال أحد هذه الشروط لا يجوز له الزواج بها والله أعلم.

**هل يجوز لرجل أن يتزوج بامرأة تسبب في طلاقها من زوجها؟

لا وألف لا، فإن من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه والله أعلم.

**ما حكم من تزوج امرأة وبعد عشرة أيام من العقد ولدت له؟

الزواج في اثناء الحمل باطل، وإن تعمد الزوجان ذلك حرم كل منهما على الآخر والله أعلم.



يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


جريدة الشبيبة

البراء 10-08-2008 02:12 PM

*رجل عقد قرانه على فتاة لكن بعد فترة من عقد القران طالبته بالطلاق لأسباب سطحية، ففي هذه الحالة ماذا يصنع؟

**الله تبارك وتعالى جعل القلوب تتآلف وتتنافر وتجتمع وتفترق، وهو سبحانه وتعالى مصرف القلوب كيفما يشاء، فإن تعذر عليه إقناع هذه المرأة بأن تستمر العلاقة الزوجية بينهما فليسرحها تسريحاً جميلا، والله تبارك وتعالى يغنيه عنها بمن خير له منها، وليس له أن يمسكها إمساك مضارة لأن المضارة غير مشروعة، وإنما عليه أن يسرحها تسريحاً جميلاً عملاً بقول الله تعالى (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: من الآية229)، والقلوب يصرفها الله تبارك وتعالى كيفما يشاء، وليس لأحد سلطان على القلوب، والزواج إنما هو لقاء أرواح قبل أن يكون لقاء أبدان، فإذا كانت الأرواح متنافرة فإنه من العسير أن تبنى حياة زوجية مع هذا التنافر، والله تعالى المستعان .

*امرأة لا تستطيع السجود إلا إذا وضعت يدها على جبهتها، بحيث تسجد فوق يدها. فهل يصح لها ذلك؟

**لا تسجد فوق اليد، ولا تسجد فوق مخدة، ولا تسجد فوق أي شيء كان من هذا النوع إن لم تستطع السجود على الأرض، وأعني بالأرض المكان المستوي الذي هي قاعدة عليه ولو كانت على الفراش فإنها تسجد على ذلك الفراش، أما أن تسجد على شيء مرتفع فذلك غير جائز، فإن تعذر عليها السجود فلتومئ لسجودها، إنما يؤمر الإنسان أن يأتي من الأوامر المشروعة بما قدر عليه ويسقط عنه ما عجز عنه، الله تبارك وتعالى يقول (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا )(الطلاق: من الآية7)، ويقول (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا ) (البقرة: من الآية286)، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول: إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم. فإذا كانت هي عاجزة عن السجود فإنها تكتفي بالإيماء وكفى، والله تعالى أعلم .

*امرأة عندما تصلي تمد رجلها أثناء السجود لأنها لا تستطيع كفها؟

**(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية286)، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول: إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم .

*امرأة قالت لابنتها إذا شفاك الله سبحانه وتعالى من المرض فسوف آخذك معي إلى العمرة لكن عندما شفاها الله لم يسمح لها زوجها بالذهاب إلى العمرة؟

**إن كانت نذرت ذلك وجعلته نذراً فإن هذا النذر يجب عليها الوفاء به، وإن وجد ما يمنعها منه فإنه يبقى ديناً في ذمتها إلى أن يمن الله تعالى عليها بالفرصة للوفاء، والزوج يمنع من أن يمنعها من أداء النذر الذي هو واجب عليها، وأما إذا كان مجرد وعد منها لابنتها فليس عليها لزوماً أن تفي بهذا الوعد .

*تلجأ بعض النساء إلى عمليات ربط الرحم، فما قولكم في مثل هذا لأن بعضهن عملن مثل هذه العمليات ووجهن من قبل البعض إلى الكفارة؟

**ربط الرحم لا يصار إليه إلا مع الضرورة القصوى، الضرورة تقدر بقدرها، فإن كانت هنالك مشكلة في الحمل وكانت هذه المشكلة مشكلة آنية فإنها يمكن أن تتجنب الحمل بعلاج آني لا بعلاج أبدي، وإن كانت المشكلة مستعصية بحيث لا يمكن أن تحمل مطلقاً في الحال ولا في المستقبل عندئذ لا مانع من ربط العنق، ولا داعي إلى إلزامها الكفارة، ما معنى هذه الكفارة؟


أما إن كانت تورطت ووقعت في ورطة فنحن لا نقول بلزوم الكفارة وإن كان أصحابنا من أهل المغرب يرون أن على كل معصية كبيرة كفارة، ولكن لا دليل على ذلك، فلا نستطيع إلزام أحد أن يكفّر إلا بدليل ثابت إما من الكتاب العزيز أو من السنة النبوية ولا سيما أن الكفارات كالحدود، والحدود إنما تثبت بالنص ولا تثبت القياس، ولكن مع ذلك نقول بأنها مأمورة بأن تفعل خيراً لتكفّر خطيئتها يقول الله تبارك وتعالى (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (هود: من الآية114)، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول: أتبع السيئة الحسنة تمحها .

*هل المرأة ملزمة بخدمة أم الزوج؟

**أما كونها ملزمة فهي غير ملزمة، وإنما ذلك من البر والإحسان، ومن حسن المعاملة ما بين الزوجين، وعلى أسرة الزوج أيضاً أن ترعى هذه الزوجة، وأن تحسن إليها، وأن يكون الإحسان ما بين الجانبين متبادلاً، وأن تكون العلاقة بين الجانبين موطدة بحسن المعاملة ما بينهما ، هذا هو الواجب على الجميع.











يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


جريدة الوطن الاثنين 8 من شعبان 1429هـ

نورنور 10-08-2008 10:15 PM

بارك الله فيك أخي
أحكام بصراحة وأسئلة استفدت منها كثير
\\
//
جعل الله ماتكتبه في ميزان حسناتك
ووفقك ربي للخير مسعاك
رعاك المولى


الساعة الآن 02:54 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w