منتديات حصن عمان - **بحث عن المرأة في الإسلام**
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   التربية الإسلامية (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=69)
-   -   **بحث عن المرأة في الإسلام** (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=30663)

ملاك الشرق 21-02-2010 03:55 PM

**بحث عن المرأة في الإسلام**
 
المقدمة :

قال تعالى : " يــنساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي قي قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجنّ تبرج الجاهلية الأولى ." (1)

في كثير من الشرائع والنظم الاجتماعية والعقائد السابقة للإسلام ، كان ينظر إلى المرأة على أنها من طبيعة إنسانية وضيعة إذا قيست بطبيعة الرجل ، وكانت المرأة لا تعدو إلا أن تكون في حياتها مخلوقا تابعا للرجل ، ليس له في نفسه قيمه ، ولكن قيمته جاءت من أن الرجل يريده انتفاعا و متاعا . وذلك لم يكن للمرأة في العصور القديمة كيان إذا كانت مهدورة الحقوق عند كثير من الشعوب العالم المتحضر قبل الإسلام ، وبخاصة عند الهنود واليونان والرومان .
ولذلك جاء الإسلام ليلغي الظلم ويمنع استغلال الإنسان للإنسان ، وليفتح الطريق إلى الحرية أمام الناس جميعا غنيهم وفقيرهم ، قويهم وضعيفهم ، حرهم ورقيقهم و لم يمنح الإسلام الحقوق للرجال فقط ، بل للنساء أيضا .
لقد كانت المرأة في وضع لا يليق بها كإنسانة ، ولم يكن لها أي حق ، بل كانت كمّا مهملا ، ووصل الأمر إلى أنهم كانوا يتوارثونها ضمن تركه المتوفى .

ففي هذا البحث سوف نتعرض لحرية المرأة في ظل الإسلام ومقارنتها مع الديانات الأخرى وإدعاء أصحاب الشهوات والأديان الوضعية لحرية المرأة ، وكيف أن الدول التي اعتمدت على غير شريعة الإسلام أدى بها إلى مهاو سحيقة .











(1) سورة الأحزاب ، الآية 32 ، 33

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


نبذة عن المرأة :

إن للمرأة تأثيرا كبيرا في المجتمع فقد يكون التأثير سلبيا أو إيجابيا فإن كانت ذا عقل ناضج فإن لها تأثيرها الفعال البنّاء ، وإن كانت ذا عقل خفيف طائش أو عقل فاسد منحرف كانت بؤرة فساد للمجتمع وهدمه .

" إن القلب يشقى ويحزن ويتألم عندما يراك ألعوبة تتأرجح ، وسلعة رخيصة ، وفتاة لعوبة ، ويسعد القلب ويفرح ويعقد الآمال وأنت تصارعين الفساد وتصرخين في وجه الرذيلة أنا مسلمة مستقيمة وبنت أصيلة أعرف أن للمكر ألف صورة وحيلة. "


إبراهيم الدويش
















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ





المرأة في ظل الشرائع القديمة :

إن الناظر في مكانة المرأة لدى الشعوب القديمة يرى أن شرائع تلك الأمم قد أهدرت مكانة المرأة ، وحرمتها كثيرا من حقوقها فقد أحرمتها أهليتها الكاملة في ( الالتزام ، والتصرف ، والوجوب ، والأداء ) فلم يعد لها أي حق سواء كان إنساني أو اجتماعي أو اقتصادي أو قانوني أو حتى أن بعض تلك الشرائع قد أباحت التخلص منها مثل ما قال
( كونفوشيوس ) بأنها متاع تباع وتشترى ، كما كان للأب إذا بشر بمولدها حملها فورا إلى السوق ليبيعها بأبخس الأثمان فإن لم يجد الشاري وهبها لأول عابر سبيل ، وكان من حق الزوج أن يطلب من زوجته ألا تتزوج بعده وأن تحرق نفسها عند موته تكريما له ، وظلت حوادث حرق الزوجات تقع في الصين والهند إلى أواخر القرن 19.

وكذلك الأمر عند اليابانيين واليونانيين ، الذين منحوا الأب بيعها في سوق النخاسة باعتبارها سقط المتاع وكانت محرومة من الثقافة .
أما مكانة المرأة عند الإغريق فإنهم اعتبر وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم , إن المرأة تشبه شجرة مسمومة , ظاهرها جميل , ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت , وقال بعضهم ( أن المرأة كائن لا نفس له وأنها لن ترى الحياة الأخروية , وأنها رجس وعليها أن تمضي جميع أوقاتها في الخدمة والخضوع ) ،
وقال أحدهم لتلاميذه :"إذا رأيتم المرأة فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا ولا كائنا وحشيا وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته ، والذي تسمعونه هو فحيح الأفعى."











ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ



المرأة في عصر الجاهلية :

أما في عصر الجاهلية لم تكن المرأة أحسن حالا ومكانة من الشرائع القديمة وذلك أنها أحرمت إياها في ظل الشرائع القديمة فكيف في عصر الجاهلية !
وصلت المرأة في المجتمع الجاهلي إلى مكانة من المهانة لم تصل إليها المرأة في أي مجتمع آخر , فكان العرب يعتبرنها متاعا فحسب , وكان للرجل مطلق الحرية في الجمع بين اكثر من زوجه , كما كان له مطلق الحرية في تطليق زوجته أو زوجاته وقتما شاء وله أن يرجعها وقتما شاء , أو يطلقها لأجل محدود ثم يعيدها إليه ( ويسمى الإباء , ويتم بأن يقسم الزوج ألا يقرب امرأته سنة أو سنتين أو أكثر ) وله أن يطلقها نهائيا ( كطلاق الظهار فيقول لها أنت على كظهر أمي ) كما كان الزوج المؤقت , أو زواج المتعة منتشرا بين عرب الجاهلية ( فيقول الرجل للمرأة متعيني بنفسك يوما أو يومين أو سنه أو أكثر ) وكذلك زواج الشغار ( وهو أن يتبادل الرجلان كل منهما ابنه الآخر أو أخته أو موليته بدون مهر )
وكانت المرأة توأد وهي طفلة , وتسبى في الحروب , وتحرم من الميراث شأنها شأن الولد الصغير , إذ قانون الإرث لديهم لا يورث ولا يعطي حق الميراث إلا لمن قاتل على ظهور الخيل وحاز الغنائم , وليس ذلك من مهام النساء أو الولدان ،
وكانت المرأة تورث هي نفسها مع المال و الماشية وتباع وترهن , فإذا مات زوجها ورثها ابنه الأكبر , فإن شاء تزوجها ( وسمي مثل هذا الزواج بزواج المقت لشدت كراهه العرب له ) وإن شاد زوجها غيرة واستولى غلى مهرها , أو يفصلها ويمنعها عن الزواج حتى الموت ،لا اعتبار لكرامتها ولا حسبان لشخصيتها ومشيئتها . وقد كان العرب قبيل الإسلام يكرهون أن ينجب الواحد منهم أنثى , لذا لجؤا إلى التخلص من فلذات أكبادهم , فكان وأد البنات عندهم عادة شائعة , إذ يسرع الرجل إلى دفن الطفلة التي تلدها امرأته حيه .
وقد قال الله تعالى في كتابه المبين : ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم , يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ).


وبهذا الاستعراض الشامل لأوضاع المرأة ومكانتها في شرائع الأمم قديما وفي العصور الوسطى والعصر الجاهلي يتضح أنه لم تكن تتمتع المرأة بأي حق لأنها تعتبر في تلك الشرائع لا قيمة لها إنسانيا ومهدورة الكرامة الآدمية ومحرومة من أبسط حقوقا الإنسانية وأعظمها شأنا وهو الحياة فضلا عن حقوقها الأخرى المسلوبة منها من غير إرادتها .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

المرأة في ظل الإسلام :

كانت دنيا المرأة في الجاهلية تغص بالمفاسد الموروثة والتقاليد البالية والظالم والشرور ، إلى أن جاء الإسلام بهديه ووحيه ونظمه وتعاليمه ونصائحه وتوجيهاته وقيمه ومثله ، فكرم بذلك المرأة ووضعها في المنزلة الواجبة لها ودافع عنها ، وردّ لها اعتبارها وإنسانيتها وشخصيتها ومنحها من الحقوق ما رفعها مكانا عاليا.
فقبح الإسلام نظرة الجاهلية إلى المرأة وحرم التقاليد الفاسدة ، ولقد عرض القرآن الكريم لكثير من شؤون المرأة في أكثر من عشر سور منها سورة البقرة ، المائدة ، النور ، الأحزاب ، المجادلة ،الممتحنة ، التحريم ، وعرض لها في سورتين إحداهما بسورة النساء الكبرى (سورة النساء) ، وعرفت الثانية بسورة النساء الصغرى (الطلاق) .
وهذا يدل على العناية والمكانة السامية التي ينبغي أن توضع فيها المرأة في نظر الإسلام ، وهذه المكانة لم تحظى بها المرأة في شرع سماوي أو نظام اجتماعي سابق.








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ














أ‌- تعليم المرأة :

فمن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أنه ساوى بينها وبين الرجل في حق التعليم والتثقيف ، وأباح لها أن تحصل على ما تشاء من فروع العلم والحكمة والمعرفة في مراحلها المتعددة ، وقد كان الإسلام حاسما في وجوب تعليم المرأة كل ما يتصل بأمور دينها ودنياها كالعقائد والعبادات ، ومعرفة الحلال والحرام ، وسائر التصرفات .
وقد حث الرسول عليه السلام النساء على طلب العلم فقال :" طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ." ولم يفرق الإسلام بين الحرة والأمة في مجال التعليم .
وقد نافست المرأة الرجل وزاحمته في ميدان العلم والمعرفة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يحكى أن النساء اجتمعن يوما وقلن للرسول عليه السلام :"غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن ."
كما يحكى أن سيدة من بني عدي تدعى (الشفاء) كانت تجيد فن الكتابة في الجاهلية وكانت تعلم الفتيات القراءة والكتابة ، وكانت حفصة بنت عمر بن الخطاب إحدى تلميذاتها التي أخذت عنها القراءة والكتابة قبل زواجها من الرسول عليه السلام ، وقد تابعت حفصة تعليمها على الشفاء بعد زواجها من الرسول ، وكان ذلك بأمر منه صلى الله عليه وسلم .
كانت دور العلم ومعاهد المعرفة مفتحة الأبواب أمام المرأة العربية في فجر الإسلام ، وقد نبغ بفضل ذلك عدد كبير من النساء في علوم القرآن ، والفقه ، والحديث ، كما نبغ منهن عدد غير قليل في مجال الأدب واللغة والشعر.
وفي نهاية عصر فجر الإسلام وما تلاه تبوأت المرأة مكانا اجتماعيا ، سياسيا ، وأدبيا مرموقا ،وشاركت في أمور الدولة وإدارة شؤونها مثل سارة بنت عمر بن عبد العزيز ، كانت محدثة وراوية ، وكانت ذات دين وصلاح وقد أجازها علماء عصرها ، فروت الكثير من الأحاديث ، وأشار السخاوي في كتابه (الضوء اللامع) إلى مبلغ درجتها في العلم والمعرفة حيث قال : " نزل أهل مصر بموتها سنة 855 هـ في الرواية درجة ."
ومن هنا تستطيع المرأة أن تسهم بأوفر نصيب في محاربة الأمية الدينية والثقافية والصحية والاجتماعية في المجتمع بعامة وفي محيط الأسرة بخاصة.
ومن هنا نرى انتشار المدارس لتعليم المرأة في معظم الدول ومساواتها بالرجل في حق التعليم وهذا كله من أجل تثقيف المرأة في أمور دينها ودنياها ، ولأن لها دور كبير فهي تعتبر نصف المجتمع ، وذلك لأنها تقوم بتربية الأبناء ، وصدق الشاعر حيث قال :
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

فهي الأساس في المجتمع ، فبالعلم تسلك المرأة الطريق الصحيح ، ويترجم ذلك في أسلوب حياتها وسلوكها ، مما يكن له الأثر في تكوين الثقافة التي تكون مرتبطة بالشريعة الإسلامية ومؤسسة على العقيدة ، فعندما يكون معيار الثقافة الإسلامية هو المعيار الأمثل والذي هو الشريعة الإسلامية ليدرك المرء أن سلوكه وعمله هو العمل الواعي الذي نتج عن شريعة شاملة لكل شؤون البشر فيما يصلحهم في مجتمعهم.
وأخيرا أود أن أقول أن المرأة هي الأساس في بناء المجتمع فمتى كانت المرأة متعلمة ، مثقفة ، واعية بثقافتها الإسلامية ، مترجمة ذلك في عملها ، أصبح جيلها هو الجيل الواعي ، المدبر ، المفكر ، وهذا الجبل هو الذي ينشي الأمة فيصبح المجتمع مجتمع محبة وأمن وسلام ، يشعر فيه الغني بألم الفقير ، والقوي بحاجة الضعيف ، متمثلا ذلك في قول الرسول (صلى الله عليه وسلم):" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راعٍ مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..."
ونستطيع أن نلخص ذلك في العلاقة الآتية:


المرأة المطبقة للشريعة جيل واعي يترجم
الإسلامية قوله وفعله



مجتمع إسلامي عزيز أمة مثلى مرتبطة بالشريعة
لا يقبل الذل والمهانة الإسلامية ومؤسسة على عقيدتها









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


ب-عمل المرأة :

يتبادر إلى الأذهان في بعض الأحيان سؤال هام وهو :
ما حكم عمل المرأة المسلمة ؟
يفسح الإسلام المجال أمام عمل المرأة لكي تعمل إذا ما وجدت ضرورة لعملها فإذا لم تكن ثمة ضرورة فلتبقى في بيتها وترعى أبنائها ، وتحسن تربيتهم ، وقد يظن البعض أن هذا عملا سهلا هينا ، ولكنهم واهمون ، إن المرأة التي تقدم للوطن أبناء أقوياء ، أصحاء ، متعلمين خير من تلك التي تترك أبنائها لمن يتولى تربيتهم وقد يفسد أخلاقهم ، فتنكبت الأمة في شبابها وأمل مستقبلها .
إن عمل المرأة في بيتها له من الأهمية أكبر من عملها خارجه ، وإن واجب الأمة أن تعلم المرأة الطرق المثلى في تدبير شؤون بيتها ورعاية أسرتها ، والقيام بواجبات أولادها ، وهذا بالطبع لا يمنعها من المشاركة في الحياة الاجتماعية والمساعدة في إدارة الحياة السياسية في مجتمعها ، فلها حق الاشتراك في الجمعيات الخيرية والإدلاء بصوتها في الانتخابات العامة وترشيح نفسها وغير ذلك من المشاركات بشرط ألا يعطل ذلك عملها الأساسي الذي وهبه الله لها وهو الأمومة .
إذا كان الإسلام قد منح المرأة كل حقوقها ، فإن واجبها أن تحسن استخدام هذا الحق وعدم المغالاة فيه ولذلك ينبغي عليها أن تتخير العمل الذي يناسبها ويجعلها في مأمن من الفتنة والاختلاط بالرجال والخلوة بهم ، ثم إذا اضطرت المرأة للخروج من دارها فلا بد لها من أن تغض بصرها وذلك امتثالا لقوله عز وجل :" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن..."(1) ولتكن في ثياب سابغة ساترة غير رقيقة أو محددة أو جاذبة للأنظار ممتثلة في ذلك أمر الله تعالى :" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ."(2) ولتكن وقورة هادئة في مشيتها " ولا يضرب بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن."(3)
هذا هو نظر الإسلام لعمل المرأة الذي أجاز لها ذلك ولكن وفق حدود وظوابط بحيث لا يتعارض مع تكوين المرأة الجسمي ومع ذلك كله فإن الإسلام يكلف أقاربها من الرجال بالإنفاق عليها وإن كانت تملك الملايين .




(1) ، (3) سورة النور ، الآية 31
(2) سورة الأحزاب ، الآية 59

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المرأة وعملها في المجتمعات المعاصرة

هذا هو الإسلام يأمر المرأة بعدم التحدث مع الرجال بلين القول وذلك حفاظا على الشخصية الإسلامية للمرأة المسلمة ، التي أصبحت أمم الغرب تهزها ، وتغرس فيها التقاليد الغربية ، وأصبحت المرأة كأنها دمية يوجهها الغرب أينما أرادوا فهي مثل صنم متحرك مهمته العبث بالعقول والقلوب ، فقد تعلمت المرأة كيف تكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل لا تكون سوى إطار يلبس الملابس مثل الجماد يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر، هذا هو حال المرأة اليوم ، والذي نادى فيه الغرب بضرورة عمل المرأة خارج بيتها حتى يشبعوا شهواتهم المريضة ، حتى أصبحت المرأة اليوم في منصب قيادة الشرطة والمخابرات والسفير في السفارة ، وذلك كله جراء صرختهم المدمرة والتي أخذت لب المرأة وأهملت بذلك عقلها المفكر وعملها الواعي المثمر ، فصرخوا في أذنها بأعلى صوتهم قائلين لها " أنت إنسانة حرة يجب أن تتمتعي بحريتك وتهتمي بجمالك حتى لا تتعقدي ، وحتى لا تكوني فريسة للأمراض النفسية ، وأخيرا بدأت تشعر المرأة بقصتها الأليمة مع مراكز قيادة الشرطة شاكية ، صارخة ، باكية ولذلك يجب أن يعلم الجميع ويعي بأن هنا فرق بين العدل والمساواة ، فالمساواة أن تجعل المرأة رجل والرجل امرأة وهذا انتكاس للخلقة ، وجهل بحقيقة الفطرة لكل منهما ، فإن الله تعالى جعل لكل منهما وظيفة وأعمال ، ولكل منهما دور في الأسرة والمجتمع يجب أن يقوم به في الحياة فلا يجب لهم المناداة بالمساواة بينهما لأن هذا غير ممكن بل محال ، إلا إذا انتكست الفطرة انقلبت الموازين ، وتداخلت الأدوار وفي هذا اضطراب للمجتمع وتفكك وشقاء ، فهل يريدوا مساواتها بالرجل في كل الأعمال التي يقوم بها ، حتى وإن كان في بناء المنازل أو العمل في الصحاري؟!!











ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


علاقة الثقافة الإسلامية بحرية المرأة :

لقد فرحت المرأة في أول الأمر بما أحرزته من تقدم في مجال العمل ومشاركة الرجال في الحياة العامة , وانبهرت بعض النساء في ديار المسلمين بذلك وطالبت بمساواة المرأة بالرجل واختلاطها بالرجال مما جر علينا الكثير من المشكلات التي كنا في غنى عنها...

وفي الحقيقة لم تعط الحضارة الحديثة للمرأة إلا قشورا براقة وخادعة فلم تكسب المرأة إلا بؤسا وشقاء في ظل تلك الحضارة . وعندما بدأت المرأة تحس انخدعت وأنها لم تنل حقوقها بل كانت ضحية لما رسمه لها الآخرون , تراجعت عن هذا الطريق ونادت بعودتها إلى البيت تلبية لطبيعتها التي جبلها الله عليها. وهذه التجربة التي خاضتها المرأة المعاصرة بابتعادها عن بيتها وخروجها عن طبيعتها وانغماسها في مجال الاختلاط المريب واللهو الخبيث والعبث والضلال تثبت لهؤلاء الذين لا يدينون بالإسلام أن ما رسمه الإسلام للمرأة إنما هو الطريق الصحيح الذي يحفظها ويرفع شأنها ويرد إليها كرامتها .
أجل , لقد اكتشفت المرأة المريرة والأيام العصيبة أنها غدت وردة ذابلة ملقاة على قارعة الطريق تدوسها المارة ولا يشعر بمأساتها أحد ... انهارت سعادتها البيتية وضاعت أمومتها الحانية وفقدت كيانها وإرادتها وشخصيتها فغدت حامل الطفل اللقيط تبحث في شرق البلاد و غربها عن مستشفيات الوضع .
تمزقها المأساة وتحمل على كتفها الطفل المحروم من حنان الأبوة تلفها ظلمات الحيرة والندم كلما صرخ الطفل (ماما) ... لكن أنا لماذا ليس لي أب كسائر الأطفال ,ففي تقرير إحصائي أصدرته منظمة الصحة العالمية عام 1962م أنه تجري في كل عام أكثر من 15 مليون من الحوادث إجهاض أو قتل الجنين. وهذا الرقم يمثل فقط العمليات السرية الغير مشروعة قانونا , أما الدول التي تسمح بهذا العمل كالدول الاسكندنافية ومعظم دول أوربا فذاك خارج الإحصاء , وأن تقارير الإحصاء لا يتناول عمليات منع الحمل التي تشكل أضعاف هذه الأرقام . ولم تخسر المرأة الحياة فحسب بل أن الحياة خسرتها , خسرت فيها المربية الكبيرة والأم الحنون والزوجة الكريمة والشريكة الفاضلة والصديقة الأمينة .
أما لو رجعنا إلى الإسلام فإن الإسلام أعطى المرأة حقوقها لم تنلها في أي عصر من العصور ولم تصل إليها المرأة الأوروبية التي عملت في شتى المجالات والتي جعلت منها الحضارة الحديثة ترسا في عجلة الإنتاج وخرجت بها عن طبيعتها ودورها الأساسي وأقحمتها في كل الأعمال سواء كانت تناسبها أم لا .



وأعود وأقول مرة أخرى أن عودة المرأة إلى البيت تلبية لطبيعتها التي جبلها الله عليها
يرجع كله إلى ديننا الإسلامي وشريعتنا السمحاء , ولو أن المرأة أدركت ثقافتها
الإسلامية لما جرت إليها هذا البؤس الآن ,فإن ديننا الإسلامي يرجع إلى عقيدة أكمل وشريعة أصوب وضعها الآلة الأعظم الذي أوضح الطريق الأمثل في تعامل الإنسان مع نفسه ومع الكون ومع الخالق ,وهذه الشريعة الأصوب مؤسسة على عقيدة هي الأصوب , وهي الأمثل ,وها هي المرأة الأوروبية والسويدية والفرنسية والغربية تشهد بحرية المرأة في ظل ديننا الإسلامي ,عملت أن الأديان الوضعية لا تجر إلا إلى الويلات ولا تخدم إلا المصالح والشهوات توضع تلبية لحاجات الناس , وأخيرا هذه شهادات بعض النساء تصرخ وبحرقة مؤلمة على امتهان المرأة لكرامتها وحطها من قدر نفسها أن تعمل بالسينما والمسرح والموسيقى والرقص والغناء وكل هذا من التبرج والسفور والاختلاط باسم الحرية المزعومة ليس إلا إخلال في المفاهيم وانتكاس في الفطرة , وتجربة البلاد المجاورة تصدق ما يكذبه سفهاء الأحلام فما أعظم الخطب وما أشد المحنة فقد ذكر أحد الأدباء أنه كان يتكلم عن المرأة المسلمة في إحدى محاضراته في أمريكا وذكر فيها استقلال المرأة المسلمة وأنه لا ولاية عليها في مالها مما نعلمه نحن كمسلمين ويجهلونه هم عنا , فقامت سيدة أمريكية من الأديبات المشهورات وقالت : إذا كانت المرأة عندكم على ما تقول فخذوني أعيش معكم ستة أشهر ثم اقتلوني .
ولنقف هنا عند هذه القضية السويدية (بريجيت هامر ) التي كلفتها الأمم المتحدة بزيارة البلاد الغربية لدراسة مشاكل المرأة الغربية وأوضاعها الاجتماعية والقانونية حيث تتحدث عن المأساة التي خلفتها أوضاع الحرية المزعومة في السويد , أرقى بلاد الحضارة الغربية , فهي بعد أن تقدم إحصائية عن النساء في السويد تقول: ( إن المرأة السويدية فجأة اكتشفت أنها اشترت وهما هائلا تقصد الحرية المزعومة التي أعطيت لها- بثمن مفزع هو سعادتها الحقيقية ولهذا فإنها تستقبل العام العالمي لحقوق المرأة 1975 م بفتور مهذب وتحن إلى حياة الاستقرار العائلية المتوازنة جنسيا وعاطفيا ونفسيا , فهي تريد أن تتنازل عن معظم حريتها في سبيل سعادتها ) ولمم تتأثر المرأة بهذا الوضع فقط بل انعكس هذا الانحراف على المجتمع كله .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

الحرية المزعومة :

لست أدري لماذا ترتفع الأصوات بين الحين والآخر بالمناداة بالمساواة بين الرجل والمرأة مساواة مطلقة فليس هناك ما يدعوا إلى مثل هذه الدعوات الباطلة الخبيثة التي لا يراد منها إلا تفكيك المجتمع وبث الفتن فيه ، لأن الله تعالى قد جعل بينهما اختلافا فكيف بنا لا نقبل أن يكون بينهما هذا الاختلاف ؟
يقول الله تعالى :" وللرجال عليهن درجة " فكيف بهم يتناسون هذا ؟!!
أترضى المرأة أن تكون أداة لهوٍ وتترك لهم الصدارة في العلم والتربية والثقافة والأدب والفكر ، فإن صلاح المرأة من أهم العناصر لبناء المجتمع وتقدمه ، فأين العقل ، أين الإيمان ، أين المروءة ، بل أين البناء والتربية ، أين الفكر والمبادئ والأهداف في حياة المرأة ، فهل تعلم وتفهم أن هناك من يريد إبعادها عن دينها وصدها عن كتاب ربها .
فلا بد لها أن تعي بأن هناك شتان بين من يريدها لمصالحه وبين من يريدها لأمته ، فلا بد أن تكون واعية أكثر من ذلك وأن تشارك في بناء المجتمع ونهضته لا كما يريدها الآخرون.
فهل صدّقت المرأة هذه الأكاذيب؟!!
فأين هم لتوجيه المرأة لصالح دينها وأين هم من المرأة فوق الأربعين ومشاطرة همومها ومشاكلها ، فلم نسمع من يحمل همها ويشاطرها أحزانها ويطالب بحقوقها ، وكذلك الفتاة الصغيرة ذات السبع والتسع والثاني عشر ، لماذا لا يهتم أولئك بهن !!! أين هم عنها معاقة ومطلقة ومسجونة ، أم أنهم يحملون همّ فتاة الخامس عشر أو العشرين وربما أيضا بشرط أن تكون جميلة وبيضاء وطويلة وأنيقة نعم هذه هي المرأة التي يطالبون بحريتها .
ألا تعلم المرأة بأن هؤلاء هم الذين ينطلقون لعبادة الدنيا والدرهم والشهوات ، وأنهم يسخرون من المرأة ، فيتعاملون مع شعرها وجسدها وجفونها بالأقمشة والألوان والأصباغ وكأنها دمية تتقاذفها الأيدي حتى شكى القبح من قبح شكلها ، ثم يدفعونها للجمهور لتعرض جنونهم وهواجسهم أمام الأعين والشاشات ، فالمرأة بالنسبة لهم مصدر ربح وثراء .
أليس هذا احتقار وإهانة للمرأة ؟!!
هل للمرأة شخصية مستقلة ، وهل لها عقل وهوية ؟!! فكم تقوم بعض النساء بقتل شخصيتها وتأجير عقلها ، وبيع حريتها بتفاهات لا قيمة لها ؟
فالأناقة والشياكة صفة جميلة في المرأة لكنها لا تعني الابتعاد عن الآداب الإسلامية ، والقيم العربية الأصيلة ، ولا تعني العتبة والغرور بالنفس واحتقار الآخرين ، ولا تعني التقليد لكل جديد ، وتعطيل العقل ، وضياع الشخصية ، لكن بحدود وظوابط عقيدة ديننا الإسلامي الحنيف .



فمن النقاب والبنطال والعباءة الفرنسية ، إلى اللثام وكشف الوجه وإظهار الساقين والركبتين ، والكعب والعباءة المطرزة والشفافة ، إلى موضة اللف والثياب القصيرة والشافة كالشيفون ، والفتحات السفلية والعلوية.

هذا التــبدل يا محـدثتـــي سـهم مـن الإلـحاد مرتـــد
ضدان يا أختاه ما اجتمعا دين الهدى والفسق والصد
والله مـا أزرى بـأمــتنـــا إلا ازدواج مــــا لــه حـــد

أمّا الحجاب ، العبادة العظيمة ونهر الحسنات الجاري ، ما تمسكت به الجواري، عزنا وفخرنا نحن المسلمون ، رجالا ونساء ، شرّق به الأعداء ، وغصّ به السفهاء السلاح الذي هزّ الأرض ، وأرعب الغرب ،
أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة ، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة إلى لون بنان تلك اللؤلؤة الثمينة ، فالحجاب هو القضية الكبرى ، والمسألة العظمى التي جهلنها بعض النساء ، وظنت أن الأمر لباس يلبس ، لها الحرية في اختيار شكله ولها الحرية في نزعه ، أنست المرأة ...؟!

أن الحجاب هو التحرر من الهوى ولادة ذات الهوى المتذبذب
هو الطـريق إلـى صـفاء سـريــرة وعلو منـزلةٍ ورفعـة منـزل

فمتى تفهم المرأة بأنها معركة الحجاب ، هدفهم نزعه وإحراقه ، فعليها فقط أن تتأمل تلك المرأة التي تضع في رأسها منديلا فتهتز أكبر دولة في أوروبا ، ألا تهزها هذه الحادثة !!!
فأين هم من يدّعون المطالبة بحقوقها ؟! أليس هذا حق من حقوقها أم ماذا ؟!!!!

وأخيرا أود أن أقول :

هي صــورة لمجلـــة هــي لـعبــة لعبت بـها كف القصــيّ المـذنــب
هــي لوحــة قد علّقت في حـــائط هـي سلــعة بيعـــت لكـــل مخرب
هي دمية لمسابقات جمالهن سلبت ولــو عصّت الهــوى لـــم تجلــب
يا ربـة البيــت الكريـــــم لواءها في الطهر مرفوع عظيم الموكـب
البيــت مملكــة الفتــاة وحصنــها تحميه من لـص العفاف الأجنبــي
لا تـركني لقرار مؤتــمر الهـوى فســجية الداعي سجيــة ثعلـــــب
لا تغرنـــــك لفظــــة معسولــــة مزجــــت معانيها بــسّم العقـــرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الخاتمة :

قلا بد للمرأة أن تؤكد في قرار نفسها بكل فخر واعتزاز بأنها إمراة مسلمة عربية مستمسكة بدينها وآدابها وأخلاقها وإن تقول للمرأة الغربية إن كانت تفتخر بالمخترعات والتقنيات والحضارة العلمية فإني أفتخر بالآداب والأخلاق الإسلامية والعادات العربية ترى معززة وهي مهانة .
فإن الفتاة المسلمة ليس كما تظنين أنت أيتها الغربية أنك لم تبلغي قمة المجد ولم ترقى سلم الحضارة ولن تحققي السعادة حتى تخوني الحجاب وتكسرين الباب وتصرخين ها أنا يا شباب , فالفتاة المسلمة هي المطبقة لشرع في أي زمان ومكان علمت أن الله مطلع عليها في أي وقت كان .
ولتتأمل كل فتاة مسلمة كانت أم غربية هذا الحادثة أن الفتاة التي وضعت في رأسها منديلا فاهتزت أكبر دولة في أوربا , وفتاة أخرى صغيرة تمشي في وسط شوارع لندن بكل ثقة وفخر ألا يدعو الكل إلى تصحيح المفاهيم والرجوع إلى رب العالمين بعزة يقين .




ولقــد ختمت بذا الختام مقالتـي وعلى الإلـه توكلـــي وثنائــــي
إن كان توفيق فمن رب الورى والعجز للشيـطــان والأهــــواء
في حينها أدعو الـذي بدعائـــه يمحو الخطى ويزيد في النعمـاء
سبــحانك اللــهم ثــم بحمـــدك أستـغفرك وأتـوب من أخطـــائي
















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

الفهرس :



1 - المقدمة
2- نبذة عن المرأة
3- المرأة قبل الإسلام
أ- المرأة في ظل الشرائع القديمة
ب- المرأة في عصر الجاهلية
4- المرأة في ظل الإسلام
أ- تعليم المرأة
ب- عمل المرأة
5- علاقة الثقافة الإسلامية بحرية المرأة
6- الحرية المزعومة
7- الخاتمة


منقول


الساعة الآن 04:56 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w