منتديات حصن عمان - شرح قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   اللغة العربية (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=70)
-   -   شرح قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=19807)

البراء 04-09-2008 11:31 PM

شرح قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
 
1 مرفق
تحليل قصيدة المساء لخليل مطران


أولاً التعريف بالشاعر :

خليل مطران رائد الاتجاه الرومانسي في الشعر العربي الحديث , لبناني الأصل ,من أسرة عربية مسيحية,أمه فلسطينية الأصل , وكانت أيضاً شاعرة.
تلقى العلم في ( زحلة) ثم في ( بعلبك), وكان من المعارضين لسياسة الحكم العثماني , تغنى بالشعر ضدهم فأرادوا قتله,ارتحل إلى باريس فراراً من ظلم العثمانيين ,ثم هاجر إلى مصر ,وكتب في الأمور الاقتصادية ,وعمل بالمسرح,شارك في تحرير جريدة الأهرام وبعض الصحف الأخرى ,له ديوان شعري كبير طبع سنة 1949م في نفس العام الذي توفي فيه, لقب بشاعر القطرين( مصر ولبنان).


ثانياً : مناسبة النص:
يعبر الشاعر في هذا النص عن تجربة ذاتية له, فقد أصابه مرض إثر تجربة حب فاشلة, فنصحه أصدقائه بالسفر إلى الإسكندرية حتى ينسى حبه ,وتذهب عنه أوجاعه ,فتضاعفت آلامه آلام الحب والمرض والغربة ,وصار مضنى الجسد , معذب القلب ,مضطرب الفكر ,فقال هذا النص معبراً عن حاله ومصوراً مشاعره عندما يأتي المساء.


ثالثاً: القصيدة:


دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي
من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى
في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي
عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ
في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ !
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ،
وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ
تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ،
يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ
لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ،
وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً
بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ
مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي
وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً ،
فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي


رابعاً : تحليل النص: ( 1- 4 ) أ ــ ( نار الحب وآلام المرض وهموم الغربة)



دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي
من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى
في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي
عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ
في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائي



المفردات :1) (داء) مرض. ( ألم) نزل ,(خلت ) حسبت , (صبوتي) شوقي, (برحائي) شدة آلامي ومرضي
2) التعلة:التعلل والتلهي والتشاغل / المنى: الآمال ومفردها(مُنية) / دوائي:علاجي .
3) عبث: لا فائدة منه / طوافي :تنقلي / علة:مرض( علل) /منفاي:سفري( مناف) /الاستشفاء:طلب الشفاء.
4) صبابتي :شدة شوقي / كآبتي :حزني / عنائي: تعبي ومضادها راحتي.

الشرح:
1) نزل بي مرض فحسبت لوهلة أن هذا المرض سينسيني لوعة الفراق والحب ولكن تضاعفت الآلام والأحزان ولقد أقمت بالإسكندرية متعلقاً بالأمل في الشفاء ,عاملاً بنصيحة الأصدقاء الذين قالو :إن في طيب هوائها وجمال منظرها دواء لي من كل داء.
2) إذا كان هواء الإسكندرية يشفي الجسم من آلامه ,فيا ترى هل يستطيع أن يلطف من نيران الحب وعذابه ؟ أو أنه يزيدها اشتعالاً لما أعانيه من قسوة البعاد والاغتراب؟
3) لا جدوى من الطواف بالبلاد طلباً للشفاء لأن البعد عن موطن حبي يزيد من أشواقي وأوجاعي وآلامي.
4) لقد تضاعفت عندي الألم فأصبحت وحيداً مع عذاب الحب وأشواقه وهموم الغربة وأحزانها ومتاعب المرض وآلامه.


الأساليب الجمالية:

2) البيت يوحي بالحزن والألم . ( قالوا ) جملة اعتراضية توحي بالشك فيما يقوله أصحابه وهي شبيهة بقولهم(زعموا) . ( غربة ) توحي بالوحشة والألم. ( غربة تكون دوائي) تشبيه الغربة بالدواء .
3) ( عبث طوافي) أسلوب قصر حيث تم تقديم الخبر النكرة ( عبث) على المبتدأ المعرفة (طوافي) للتأكيد والتخصيص ويوجد بها تشبيه شبه الطواف بالعبث .وكذلك الأمر في( علة في علة منفاي) أسلوب قصر وبها تشبيه شبه المنفى لأنه سببها وهي صورة توحي بالوحشة والاغتراب و ( علة في علة ) توحي بالضيق.
4) البيت تعليل لما قبله ونتيجة له . ( متفرد )توحي بالوحدة والوحشة وفي تكرارها توكيد للوحدة والوحشة. ( الصبابة) توحي بلهفة الحب والأشواق. ( كآبة) توحي بهموم الوحدة وأحزانها. ( العناء) تصوير لشدة الألم.
وفي البيت موسيقى قوية نابعة من حسن التقسيم وتشخيص المعاني ,والجمل توكيد لبعضها البعض . والبيت كناية عن تعدد الآلام والأحزان وشدة وقعها على نفسه.



ب / شكوى الشاعر وانعكاس مشاعره على الطبيعة.




شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ !
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ،
وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي وَالبَحْرُ
خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ


المفردات : خواطر : أفكار ومفردها ( خاطرة) / اضطراب خواطري :عدم الاستقرار أو الاهتداء إلى الصواب. / الهوجاء:العاصفة الشديدة وجمعها( هوج ) . / ثاو: مقيم / أصم : مصمت / ينتابها : يتتابع عليها. / مكارهي :ما أعاني من شدائد ومشقات / يفتها: يكسرها. / السقم:المرض والجمع ( أسقام ) / خفاق : مضطرب/ كمدً: حزناً مكتوماً .

الشرح :
1) أشكو إلى البحر ما أعانيه من أفكار ومشاعر مضطربة , فأجده مضطرباً مثلي يجاوبني برياحه العاصفة الشديدة القاسية.
2) وأجلس على صخور الشاطيء الصامتة القوية وأتمنى لو كان لي قلب جامد وصلب مثل هذه الصخور الصلدة القاسية.
3) إن هذه الصخور تعاني من مثل ما أعاني , فالأمواج تتولى عليها فتحطمها كما تتوالى على قلبي أمواج الهموم فيحطم الألم أعضاء جسمي.
4) والبحر شديد الاضطراب عند الشاطيء كأنه يحس بالضيق الذي أحسه عندما يأتي المساء.

الأساليب الجمالية:
5) (شاك إلى البحر) استعاره مكنية شبه البحر بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه ( شاك) وهي توحي باندماج الشاعر في الطبيعة وحبه لها . (اضطراب خواطري) كناية عن شدة القلق والحيرة. ( فيجيبني برياحه الهوجاء) استعارة مكنية وهي امتداد للصورة السابقة(شاك إلى البحر) .
6) ( ثاو على صخر أصم) أسلوب خبري غرضه إظهار اللم والحزن. ( ليت لي ....الصماء) أسلوب إنشائي غرضه التمني. ( ثاو) توحي بملازمة الشاعر للبحر وانطوائه ووحشته. ( أصم ) توحي بفقد الإحساس والشعور.
( ثاو على صخر أصم) كناية عن الانطواء والعزلة. ( قلباً كهذه الصخرة الصماء) تشبيه , شبه القلب بالصخرة وهو يوحي بالألم .
7) الفعلان( ينتابها ، يفتها) فعلان مضارعان يدلان على التجدد والاستمرار. ( مكارهي ) جاءت جمعاً لتدل على كثرة الأحزان وتنوعها. ( ينتابها موج كموج مكارهي) تشبيه, شبه أمواج البحر المتلاطمة بموج المكاره التي تزاحمت عليه من المرض والحب والغربة واتوحي بكثرة الهموم. ( ويفتها كالسقم في أعضائي) تشبيه, شبه تأثير الأمواج في الصخرة بتأثير المرض في أعضائه وهو بذلك يضفي عليها آلامه ويبث فيها الشعور والإحساس. وهكذاً تحتل الطبيعة حيزاً واضحاً في شعر الشاعر .
8) ( والبحر خفاق الجوانب ضائق كمداً) تشخيص عن طريق الإستعارة المكنية فقد جعل البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر خفاق القلب وهنا يتضح اندماج الشاعر الطبيعة وتعاطفه مع البحر الذي جاء يشكو إليه فوجده ضائقاً كمداً.
( كمداً كصدري ) شبه البحر في ضيقه بصدره المفعم بالضيق . ( ساعة الإمساء) يدل على أن الهموم كثيراً ما تتراكم على الإنسان وقت المساء وحلول الظلام.


ج / الطبيعة عند الغروب وما فيها من بكاء وعظة:




تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ،
يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ
لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟



معاني المفردات : تغشى : تغطي / البرية الخلق والجمع ( برايا) / كدرة : ظلمة / أحشائي: داخلي وأعماقي ( القلب) معتكر: مظلم / قريح: محمر ملتهب وجمعها ( قرحى) / الغمرات : الشدائد ومفردها (غمرة) / الأقذاء:مفردها (قذى) ما يقع من أجسام غريبة فيؤذيها./ عبرة:دمعة وجمعها(عبرات) / المستهام: الهائم المشتاق / الرائي المتأمل . / نزعاً: النزع هو الاحتضار وخروج الروح من الجسد / صرعة: قتلاً / مآتم: جمع ( مأتم) وهو تجمع الناس في الحزن .

الشرح:
1) يعم الكون لون متعكر غير صاف كأنه ظلال نفسي الكئيبة الحزينة تصاعدت من داخلي حتى رأيتها بعيني.
2) والأفق في لونه الذي يختلط بحمرة الشفق كأنه شخص ملتهب الجفنيين يعلى القذى والألم.
3) عجباً لوقت الغروب ! وما فيه من نشاهد الوداع , وما يصحبه من بكاء الهائم المشتاق وما فيه من عظمة للمتأمل في الحياة وتقلباتها.
4) أليس الغروب موتاً للنهار بحيوته وحركته؟ ومصرعاً واغتيالاً للشمس بين مأتم أضوائها؟ تلك الأضواء التي لبست ثوباً أسوداً مع الغروب وأقامت مأتماً للشمس والنهار.


الأساليب الجمالية:

9) ( تغشى) توحي بالانتشار والشمول . ( كدرة) توحي بالانقباض والضيق. ( تغشى البرية كدرة) شبه الكدرة بالغطاء الأسود الذي يغطي الكزن . ( صعدت إلى عيني من أحشائي ) شبه كدرة الكون بكدرة نفسه المضطربة وذلك تأكيداً لقوة إحساسه بالألم. ( الأحشاء ) غير دقيقة في موضعها فالهموم والأحزان تكون في النفس والقلب ولعله أراد أن الكدرة والانقباض قد شملته ظاهراً وباطناً ولم تدع موضعاً من نفسه وجسمه إلا وصار يحس بالحزن .
10) ( الأفق معتكر) شبه الأفق بالماء العكر ( استعاره مكنية) . ( قريح أجفانه ) تشخيص للأفق فقد جعله إنساناً تقرحت أجفانه والصورة توحي بالحالة النفسية السيئة للشاعر . ( يغضي .. والأقذاء) كناية عن قوة الاحتمال .
11) ( يا للغروب ) أسلوب تعجب . ( عَبرة , عِبرة ) جناس ناقص .
12) ( أوليس نزعاً للنهار ) استعارة مكنية فيها تشخيص للنهار صوره الشاعر إنساناً يحتضر . ( وصرعة الشمس ) استعارة مكنية فيها تشخيص للشمس . ( مآتم الأضواء ) شبه الأضواء بجماعة المشيعين الذين يودعون الشمس وهي صورة كئيبة حزينة تدلل على نظرة الشاعر القاتمة للحياة.

د / خواطر الشاعر وإحساسه بنهاية حزينة :




وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ،
وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِري تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي
و َالدَمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً
بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً ،
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ
مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي
وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً ،
فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي

معاني المفردات : ذكرتك: استحضرتك / مودع : مفارق / مهابة: خوف / رجاء :أمل / تبدو: تظهر/ تجاه: أمام / نواظري: عيوني ومفردها ( ناظرة) /كلمى:جريحة ومفردها( كليم) / دامية : ملطخة بالدماء / إزائي:أمامي / مشعشعاً:مختلطاً ممزوجاً / سنا :ضوء / الشعاع : ضوء النور والجمع (أشعة, شعع) / الغرب : المنحدر للغرب / المترائي:المرئي الواضح / الشفق: أشعة الشمس وقت الغروب / النضار: الذهب / العقيق: الياقوت وهو من الحجار الكريمة أحمر اللون ويريد به السحاب الأحمر والجمع ( أعقة ) / ذرا: جمع (ذروة) وهي قمة الشيء وأعلاه / تحدراً: سقوطاً وانحداراً / تقطرت: تساقطت وسالت / الكون: الوجود ( أكوان) / رثائي : البكاء بعد الموت / آنست: أحسست / يومي :عمري / المرآة: الطبيعة / مسائي : نهايتي الحزينة.

الشرح:
13) لقد تذكرتك أيتها الحبيبة وأنا أتأمل هذا المشهد الحزين حيث يموت النهار وتصرع الشمس وقلبي بين خوف ينتهي الحب الذي بيننا بالفشل وتغرب شمسه الجميلة ,وبين أمل أن ألقاك مرة أخرى ويتصل الود من جديد.
14) وأفكاري أحس بها حزينة قاتمة , كالسحاب الأحمر الدامي الذي أراه أمامي في الأفق الحزين.
15)والدموع تنهمر من عيني ممزوجة بما بقي في الأفق من أشعة غاربة توحي بغروب أثقلته الهموم.
16) وتوسطت الشمس الشفق الذي يجمع بين صفرة الذهب وحمرة الياقوت ,لتلتقي بقمم الجبال السوداء,فوق الروابي الداكنة,القاتمة المتجمعة في جوانب الأفق.
17) ومرت الشمس هابطة بين سحابتين سوداويين منحدرة إلى المغيب ,وكأنها الدمعة الحمراء بين جفنيين وهي تتساقط قطرة قطرة.
18) وقد خيل إلي والشمس تودع الكون وتتساقط دمعة دمعة , كأنها قد مزجت بآخر دموعي ,لتعلن نهايتي وتصوغ رثائي.
19) عندما أبصرت نهاية الكون من حولي , وجدتها مرآة فيها نهايتي وتنذر برحيلي عن الدنيا ووداعي لها كما ودعتها الشمس وقت الغروب المهيب.


الأساليب الجمالية:
13) ( والنهار مودع) جعل النهار إنساناً يودع وفيها تشخيص ( استعارة مكنية) ( والقلب بين مهابة ورجاء) كناية عن القلق والحيرة. ( مهابة ,رجاء) طباق إيجاب.
14) ( وخواطري...كلمى) تجسيم لخواطر الشاعر فقد تخيلها جسماً جريحاً ينزف دماً,وهي صورة حزينة تعكس مشاعر الشاعر الحزين البائس. ( كلمى كدامية السحاب) تشبيه خواطر الشاعر
وأفكاره الحزينة بالسحاب الأحمر الدامي. ( إزائي) جاءت لضرورة القافية فقط ولم تضف شيئاً جديداً وهي لفظ غير .
15) ( والدمع ... مشعشعاً) كناية عن كثرة الدموع. ( جفني) مجاز مرسل عن العين علاقته الجزئية فالجفن جزء من العين. ( يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع) تصوير جميل ,فقد تخيل الشعاع قد سال وامتزج بأدمعه,والشاعر يحرص ألا يفصل بين مظاهر أحزانه والطبيعة,فكأنه يجعل نفسع جزءًا من هذه الطبيعة.
16) ( يسيل نضاره) تشبيه شبه الشفق بالنضار ( الذهب). ( فوق العقيق) شبه السحاب الأحمر بالعقيق.
17) ( مرت خلال ...) شبه الشاعر الشمس وهي تمر خلال غمامتين بدمعة تسقط بين جفنين وقد انعكست عليها أشعة الشفق الحمراء فتلونت بلونه ,والغمامتان حجبتا الجزء الأكبر من الشمس وتبديان أقلها وما بدا منها قليل , وهي صورة توحي بالضيق والحزن.
18) ( وكأن آخر دمعة للكون) تخيل الشاعر أن الكون إنسان يبكي عليه ويذرف الدمع رثاءًا له وحزنًا عليه ,وهنا خيال حزين .
19) ( آنست يومي زائلاً) كناية عن نهاية الشاعر , وهي توحي بالتشاؤم واليأس. ( يومي ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ويقصد به عمري . ( المرآة) شبه الكون بالمرآة . ( مسائي) شبه نهايته الحزينة بالمساء وهذه الصور توحي بالحزن والتشاؤم .

الخصائص الفنية للقصيدة:
1) عمق الأفكار وترابطها ووضوحها. 4) قلة المحسنات البديعية.
2) استخدام الألفاظ السهلة الموحية . 5) قوة العاطفة وصدق التجربة.
3) تنوع الأساليب. 6) تشخيص الطبيعة والاندماج فيها.
7) رسم الصور الكلية التي تتألف من أخيلة داخلية مترابطة متفقة الدلالة ومسايرة للخط الفكري والشعوري .
8) التزام وحدة الوزن والقافية.( منقول )

مــنــقــول


الساعة الآن 04:29 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w