منتديات حصن عمان - بحث كامل عن "مدارس علم النفس"
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   الدراسات الاجتماعية (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   بحث كامل عن "مدارس علم النفس" (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=9000)

ابن الباحة 01-03-2007 12:54 AM

بحث كامل عن "مدارس علم النفس"
 
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
بين يدي سعادتكم بحث بعنوان





وقد أوردت فيه عن نشأة علم النفس ، واستقلال علم النفس عن الفلسفة وتحرره منها ، وكذلك الأساس الفلسفي لعلم النفس ، بالإضافة إلى ذكر عدد من فلاسفة اليونان والمسلمين ، واستعراض مبسّط ومختصر عن المدارس الأولى في علم النفس .
بالإضافة إلى عرض مفصل عن المدارس المهمة في علم النفس وهي : ( التحليلية – السلوكية – الإنسانية )

وهذا البحث إنما هو جهد بشري لا يخلو من النقص والخطأ ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمني والشيطان .








الــــفـــــهــــــرس

الموضوع رقم الصفحة
المقدمة A
الفهرس B
بداية الفلسفة وإرتباط اسمها بعلم النفس 1
انماط الفلسفة 2
الأساس العلمي لعلم النفس 3
علم النفس عند اليونانيون 4
فلاسفة اليونان ... الكميون ، انكساجوراس 4
انباذوقليس ، سقراط ، افلاطون 5
نظرية افلاطون في النفس ونظريته في المعرفة 6
الفروق الفردية عند افلاطون 6
ارسطو 7
الدراسات النفسية عند علماء المسلمين 8
الفارابي 9
ابن سيناء 10
الغزالي – ابن رشد 11
ابن خلدون 13
مدارس علم النفس الأولى – المدرسة البنائية 14
المدرسة الوظيفية 16
مدرسة الجشتالت 18
جدول المقارنة بين مدارس علم النفس الأولى 20

مدرسة التحليل النفسي 21
سيجموند فرويد 22
الغرائز عند فرويد 23
الشعور واللاشعور عند فرويد 26
بناءات الشخصية في نظر فرويد 26
الفرق بين مكونات الشخصية 28
ديناميكية نمو الشخصية عند فرويد 29
المرض النفسي والعلاج النفسي 30
نقد وتقييم نظرية فرويد 30
نظرية يانج في علم النفس التحليلي 31
بناء الشخصية عند يانج 32
نظرية أدلر في علم النفس الفردي النفسي 33
آراء أدلر المختلفة مع فرويد 33
مسلمات أدلر 34
نقد نظرية أدلر 34
الفرويديون الجدد .. هورني 35
مسلمات هورني الأساسية 36
نقد نظرية هورني 36
فروم وأثر فرويد وماركس على فكره 37
سوليفان 38
العلاقة بين فكر فرويد و سوليفان ومن سبقه في الطبيعة الشخصية 38
حالات التوتر ومستوى النمو عند سوليفان 39
مراحل النمو المعرفي-النفس اجتماعي لدى سوليفان 40
نقد نظرية سوليفان 41
نظرية اريكسون – علم نفس الأنا 42
مراحل النمو لدى اريكسون 43
جوردن البورت 44
هنري موراي 46
المدرسة السلوكية 47
جون واطسن 48
ايفان بافلوف 50
ادوارد ثوراندايك 51
ادوارد تولمان 52
ادوين جوثري – كلارك هل 53
سكنر 54
البرت باندورا 55
المدرسة الانسانية 57
كير كيقارد 58
ابراهام ماسلو 62
كارل روجرز 64
الخاتمة 67
المراجع 68

بداية الفلسفة

شهد عصر النهضة البداية الحقيقية للفلسفة وترجع بداياتها إلى العالم ديكارت " رائد الاتجاه العقلي " والذي يرى أن العقل هو الروح التي هي مختلفة عن البدن ، بينما يرى العالم سبنوزا " من الرواد في عصر النهضة " أن البدن والعقل وجهان لعملة واحدة ، وان الحس والعمليات العقلية تعمل على مستوى واحد .


الفلسفة وارتباط اسمها بعلم النفس

ظهرت كلمة فلسفة في العصر اليوناني وكان أول من استخدمها هو فيثاغورس ، واصل الكلمة مركبة من كلمتين Phila وتعني الحب ، والثانية Sophy وتعني الحكمة ، وبالتالي فإن الفلسفة تعني
( حب الحكمة )
وبالتالي فقد عرّف افلاطون الفلسفة بأنها :العلم بالحقائق الكلية المطلقة والمستترة تحت ظواهر الأشياء .
وعرفها ابن سيناء بأنها :علم يبحث في الوجود المطلق وينتهي في التفصيل إلى حيث تنتهي بقية العلوم .
ولقد تعددت الاتجاهات الفلسفية اليونانية وانحصرت في اتجاهين هما :
1- الاتجاه العقلي:أن النشاط العقلي هو المحدد للنشاط الإنساني
2- الاتجاه الحسي :أهمية المدركات الحسية كأساس للنشاط الإنساني والمعرفة الإنسانية .






أنماط الفلسفة

1- الاتجاه الطبيعي:
ركز أصحابه على الوجود وماهية الحياة والمعرفة على العوامل الطبيعية ، وان حياة الإنسان ليست منفصلة عن المحيط.
وبالتالي فيمكننا تقسيم رواد هذا الاتجاه إلى قسمين :
# عقليين ( بارمنيدس – انكسغوراس )
# حسيين ( ديموقراس – هريقليطس )

2- الاتجاه البايلوجي :
اتجه أصحابه عند تفسير الحياة أو الوجود أو الظواهر إلى البحث في الداخل بدلا عن الخارج ، ومن أهم رواده الكيميون الذي كشف العصب الحسي وفرق بين الحس والتفكير ، بالإضافة إلى هيبوقراط الذي يعتبر من أشهر رواد الاتجاه البايلوجي في نظريته في الأمزجة .

3- الاتجاه الرياضي:
يرى أصحابه أن المدركات الحسية لا تقدم إلا صورة مشوهه عن الوجود ، وانه لا يمكن فهم حقيقة الوجود إلا بالقوانين والتعميمات الرياضية التي لا تتسنى للحواس بل يتم إدراكها عن طريق العقل ، ومن أشهر روادها ( فيثاغورس – هيبوقراط )

4- السوفسطائيون :
عندما اهتم روادها وانشغلوا بالجدل من اجل الجدل أو المال على حساب القيم والمبادئ أُطلق عليهم السفسطة وهي المجادلة وقلب الحقائق.
ويرى السوفسطائيون أنه لا يمكن قبول الأفكار دون اختبارها ، وينتمي السوفسطائيون إلى الاتجاه العقلي ، ومن أهم روادها ( بروتاغوراس – تلميذه جورجياس )

5- الاتجاه الإنساني :
يركز رواده على تفسير الوجود الإنساني والمعرفة الإنسانية في علاقته بالوجود الكلي والماهيات العليا ، ومن أشهر رواده ( سقراط – افلاطون – ارسطو )

الأساس العلمي لعلم النفس

بعد الثورة الفرنسية التي غيرت في الحياة الأوروبية والتي أدت إلى الخروج عن سيطرة الكنيسة أدى ذلك إلى تطور مناهج البحث العلمي فظهر منهم العالمان " جاليليو- نيوتن " اللذان ذهبا ضحية بطش وتسلط رجال الكنيسة وغيرهم من رجال العلم والمعرفة ، مما دفع بالكثير من المهتمين بالنفس الإنسانية إلى التفكير فيها بطريقة علمية .
ومع بداية القرن التاسع عشر تقدمت الأبحاث العلمية كأبحاث " مولير " على الجهاز العصبي ، و "هلمهولتز " على فسيولوجيا البصر و " فكنر " على الإحساس البصري و "ارنيست فيبر " على العتبة الحسية ، كل الدراسات السابقة مهدت لظهور أول معمل لعلم النفس للعالم " فونت " وهو ما يعرف بــ" معمل فونت " والذي أثمر عن استقلال علم النفس عن الفلسفة .
وفي العصر الحديث كان لنظرية " التطور " الأثر الأكبر في اغلب فروع العلم ، وهي تقوم على افتراض وجود أساس لكل سمة حيث تنمو الأجزاء الجديدة من أصل مغاير إلى أن يكتمل نمو الأجزاء فتكون كل أو وحدة منها فاعلة مغايرة في تركيبها وفاعليتها .

ومما سبق عرضه فإن :
علم النفس علم كباقي العلوم لم ينشأ من فراغ ، بل يمثل استمرارية متطورة للمعرفة الإنسانية ، بدءً بالتراث الفلسفي القديم حتى فلسفة عصر النهضة ، هذا وقد كان علم النفس جزءً من الفلسفة قبل أن يكون علماً مستقلاً ، ويعتبر آخر العلوم المستقلة عنها حتى أن عمره كعلم لا يزيد عن قرن من الزمان .

علم النفس عند اليونانيون

إن علم النفس قديم قدم تأمل الإنسان في ذاته واستشعاره بوجوده ، وقد اعتمد الإنسان منذ قديم الأزل على البيئة وما فيها من كائنات وظواهر أثارت اهتمامه وجعلته يتساءل عن الظواهر الطبيعية مثل : الرياح ، العواصف ، المطر ، الحر ، البرد ، الزلازل ، البراكين
وحتى انه تساءل عن الظواهر الإنسانية مثل : الميلاد والموت ، وبالتالي قاد الإنسان إلى التأمل في ذاته ، وهذا التأمل في الذات هو الذي ساد جميع الحضارات القديمة جميعا ، ولكن الحضارة اليونانية أثارت الدهشة والإعجاب في جانبها العقلي والفلسفي خاصة ، ويعتبر اليونانيون هم الذين اخترعوا الفلسفة والعلم ، وتقدموا على المصريون والبابليون الذين سبقوا اليونانيون ولكن في المعرفة العملية فقط ، بينما الاستدلال القياسي والبرهان الهندسي فهو اختراع يوناني .

فلاسفة اليونان الذين عالجوا موضوع النفس :

الكميون ( القرن 6 ق م )
وهو من مؤسسي علم النفس وكان طبيبا يجري بعض عمليات التشريح بالإضافة إلى اهتمامه بالفلسفة وبالتحديد " موضوع الإدراك " ويقال انه قام بتشريح العين وتتبع العصب البصري الى المخ .
ومن أهم أرائه أن السواء والصحة والجسم هما نتاج توازن وانسجام قوانين الطبيعة ، وقد رأى بأن السمع يحدث من خلال انتقال الصوت عن طريق موجات إلى الأذن ، والتذوق عن طريق اللسان.

انكساجوراس ( 499 – 428 ق م )
هو فيلسوف أثيني ، وكان ذرِّيا يرى أن العالم مكون من أجسام ذرية صغيرة ، وان الأشياء الطبيعية التي توجد في هذا العالم هي خليط من جميع الذرات .
ويحدث الإدراك عندما تتفاعل النفس مع هذه الأجسام الذرية ، وهو أول من أشار إلى نظرية " إدراك الأضداد " ويرى ان العقل عنصر أصيل يدخل في تركيب الكائنات الحية جميعا ، فيفرق بينه وبين المادة الميتة ، فلو استثنينا العقل لوجدنا أن كل شيء يحتوي أجزاء من الأضداد جميعاً كالحار والبارد ـ والأبيض والأسود .

انباذوقليس ( 495 – 435 ق م )
وهو أول من قال بنظرية في الإدراك الحسي تسوغ اعتماد فهمنا العام على الحواس ، بالإضافة إلى نظريته في الإدراك الحسي بأن الشبيه يدرك الشبيه ، وأن النباتات لها عقل وذكاء .
وتقول فلسفته الكونية : إن العناصر الأساسية التي تتكون منها الأشياء في العالم هي ( التراب – الهواء – الماء – النار ) وأن الحب هو الذي يصل بين هذه العناصر والبغضاء هي التي تفصلها .

سقراط ( 470 – 399 ق م )
هو أول الثلاثة الكبار في الفلسفة اليونانية وكان يعرف بأنه " أعلم أهل عصره " وقد أهتم بالإنسان وينازل السوفسطائيون في الشوارع والأسواق ويدحض أفكارهم الموجهة للشباب اليوناني ويعلمونهم الدفاع عن الرأي ونقيضه في الوقت نفسه .
وأساس تعاليمه النفسية هو قوله ( أعرف نفسك ) وأن المعرفة الحقيقية موجودة داخل الإنسان ولكن الانشغال والانصراف للأعمال اليومية يحيط المعرفة بغشاوة ، وأن الطبيعة تشتمل على قوتين هما ( العقل – الشهوة ) وهما يعيشا سوياً إلا أن الصراع بينهما صراع دائم لاختلاف طبيعة كل منهما .

أفلاطون ( 427 – 347 ق م )
وهو ثاني الثلاثة الكبار في الفلسفة اليونانية ، وله اكتشافات ونظريات في علم النفس والموضوعات النفسية المختلفة ، أسس معهد تعليمي وجامعة عظيمة في أثينا عام 387 ق م ومن أهم أعماله ( جمهورية أفلاطون )
نظرية أفلاطون في النفس :
يرى أفلاطون بأن النفس سابقة على الجسم لأنها وجدت قبله وستستمر بعده وهي خالدة لأنها كانت تعيش في عالم من الأفكار والمثل.
وقسم أفلاطون النفس إلى ثلاثة أقسام :
1- النفس العاقلة ( مركزها الرأس ، لأن الرأس أعلى جزء في الجسم ، فهي أقرب إلى السماء )
2- النفس الغضبية ( ومركزها القلب )
3- النفس الشهوائية ( ومركزها البطن )
ويرى وجود صراع بين هذه الأنفس الثلاثة ، فالشخص الذي تسيطر عليه النفس العاقلة أقرب إلى الكمال وأفضل من الشخص الذي تسيطر عليه النفس الغاضبة أو الشهوانية .
وقد شبّه أفلاطون الأنفس الثلاثة بعربة يقودها جامحان هما النفس الغضبية والنفس الشهوانية ، أما القائد فهو النفس العاقلة .

نظرية المعرفة عند أفلاطون :
رأى أفلاطون بما أن النفس أقدم من الجسم فلابد أنها كانت تعيش في عالم سابق أسماه بـ"عالم المثل" ويرى بأن أفضل منهج للوصول إلى المعرفة الحقيقية هو منهج الاستدلال العقلي الذي يعتمد على التفكير المجرد ، أما الأشياء المحسوسة فهي متغيرة زائلة .

الفروق الفردية عند أفلاطون :
كان أفلاطون أول من اهتم بدراسة الفروق الفردية وذلك حسب النفس المسيطرة عليهم ، فقسّم الناس إلى ثلاثة أنواع :
• الحكام وهم الفلاسفة : ويتميزون بالنفس العاقلة والقدرة على التفكير والاستدلال .
• الجند أو الحرس أو المحاربون : ويتميزون بالنفس الغضبية ولذلك أسندت لهم مهمة الحرب والدفاع عن الوطن .
• عامة الناس وهم العمال : تسيطر عليهم النفس الشهوانية .

أرسطو ( 384 – 322 ق م )
وهو ثالث الثلاثة الكبار في الفلسفة اليونانية وأكبر فيلسوف في تاريخ الفكر الإنساني ، وألف أشهر كتب علم النفس وهو ( النفس )
كان له دور كبير في تطوير المنهج العلمي بالإضافة إلى دراسة النفس مع العلوم الطبيعية التي تدرس كل ماهو مادي ومتحرك في آنٍ واحد.
والنفس عند أرسطو واحدة ، ولها مظاهرها المختلفة مثل التغذي والنمو والتوالد والإحساس والحركة والشهوة والتخيل والإدراك ، وهذه الوظائف ليست مستقلة بل يتبع بعضها بعضاً، وقد تجتمع كلها في كائن واحد كما في الإنسان.
ومذهب أرسطو : أن كل شيء طبيعي له حياة وبالتالي نفس هي مصدر حياته ، وعلى هذا فهو يفرق بين ثلاث أنواع من الأنفس :
• النفس النامية : وهي أساس الحياة والغذاء والنمو ، وهي موجودة في النبات ، وهي الوظيفة الأولى للنفس .
• النفس الحيوانية : وظيفتها الحركة والإحساس عن طريق الحواس الخمس .
• النفس الناطقة : وظيفتها التفكير ، وهي الموجودة في الإنسان .
وأشتهر أرسطو بنظريته في " الوسط " أو ما يسمى " الوسط السعيد " حيث أن السعادة في الفضيلة ، والفضيلة وسط بين إفراط وتفريط كلاهما رذيلة ، فمثلاً الشجاعة وسط بين طرفين هما الجبن والتهور وكلاهما رذيلة ، والكرم فضيلة وسط بين طرفين هما الإسراف والشح ، ولا يعد الفضيلة طبيعية فطرية في الإنسان وإنما الطبيعي عنده هو استعدادات وتكتسب بتطبيقها على حالات معينه ويمكن كذلك تعلّمها كأي فن .


الدراسات النفسية عند علماء المسلمين

إن كلمة فلسفة أصلها ( يوناني ) وهو ( فيلوصوفيا ) أي محبة الحكمة ، ولقد تأثرت الفلسفة الإسلامية بالفلسفة اليونانية ولكن هذا التأثر لا يخفي الملامح الخاصة بالفلسفة الإسلامية التي توفق بين الإسلام والتراث اليوناني .
وبالتالي فإن الفلسفة الإسلامية هي فلسفة عقلية لأن معظم فلاسفة الإسلام يعتقدون أن العقل قادر على إدراك الحقيقة وأن النفس الإنسانية قادرة على تجريد ماهيات الموجودات من اللواحق الحسية والصور المتخيلة .
لقد أختلف استخدام المسلمون لفلسفتهم عن استخدام اليونانيون لها ، وذلك لأن الهيكل البنائي للفلسفة الإسلامية يقوم على أساس الدين الإسلامي ، بينما الهيكل البنائي للفلسفة اليونانية لا يقوم على أساس ديني ، فالفيلسوف المسلم ينظر إلى العالم والى الإنسان نظرة دينية ومن منظور إسلامي ، بينما ينظر الفيلسوف اليوناني إلى العالم على أنه بناء جامد يخضع لآلهة وثنية .
ومما هو جدير بالذكر أن حركة نقل التراث من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية قد استمرت زهاء ثلاثة قرون من أوائل القرن الثاني إلى أواخر القرن الرابع الهجري ، وكان إنشاء المأمون " دار الحكمة " في بغداد هو الحدث الثقافي الأكبر ، وهو أشبه بوزارة للترجمة ، حيث قام بالترجمة عدد كبير من المترجمين أمثال
( يوحنا بن ماسويه – حنين بن أسحق – قسطا بن لوقا البعلبكي – إسحق بن حنين ) وغيرهم ، وأول الكتب المترجمة هي كتب الطب ( لحماية الأجسام ) والكيمياء والرياضيات والفلك ( لحساب الشهور والسنين ) والحساب ( لضبط المال ) والطبيعيات وذلك لحاجة المسلمين لها ، بالإضافة إلى ترجمة كتب الفلسفة للرد على المجوس والزنادقة والملحدين .
ومع هذا كله فقد كان لحركة الترجمة سلبيات كما كان لها إيجابيات ، وهذا المظهر السلبي يتجلى في الموقف الذي أتخذه علماء السلف إزاء العلوم المستوردة أو العلوم الدخيلة ، ومنهم شيخ الإسلام
( ابن تيمية ) عندما رفض الفلسفة وعاداها ، وكذلك حجّة الإسلام
( الغزالي ) عندما تصدى للرد على الفلاسفة رداً فلسفياً .


أمثلة لبعض مفكري الإسلام

الفارابي ( 257 – 339 هـ )
هو أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي من تركستان ، وقد أشتهر بدراسته للفلسفة الأرسطية ، ويعد من خيرة الشرّاح لمنطق " أرسطو " .
وقد عرّف الفارابي النفس بأنها : " كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة " وأن النفس العاقلة هي جوهر الإنسان .
وقسم القوى النفسية إلى قسمان رئيسيان :
* قسم موكل بالعمل : وينقسم إلى ( القوة النباتية – القوة الحيوانية – القوة الإنسانية )
* قسم موكل بالإدراك : وينقسم إلى ( حيواني ووظيفته الإحساس – إنساني وهو العقل النظري الذي يهدف إلى تحصيل المعرفة العقلية)

علم النفس الاجتماعي عند " الفارابي "
يرى الفارابي في كتابه " آراء أهل المدينة الفاضلة " أن الإنسان لا ينال الكمال إلا باجتماع جماعة كبيرة متعاونة ، وقد شبه الفارابي مدينته الفاضلة ببدن تام صحيح تتعاون أجزاءه كلها على إتمام حياته وحفظها .
ويذكر الفارابي مدناً أخرى خلاف المدينة الفاضلة مثل :
• المدينة الجاهلة : وتنحصر اهتمامات أهلها في التمتع باللذات والاهتمام بسلامة الأبدان وتنقسم إلى ( المدينة الضرورية – مدينة النذالة – مدينة الخسة والشقوة – مدينة الكرامة – مدينة التغلب – المدينة الجماعية )
• المدينة الفاسقة : يعلم أهلها أمور السعادة ولكن أفعالهم تخالف ما يعلمون .
• المدينة المبدلة : هي التي غيرت آراؤها وأفعالها من آراء المدينة الفاضلة إلى غير تلك الآراء .
• المدينة الضالة : وهي التي تعتقد اعتقادا فاسداً بالله ، ويكون رئيسها الأول ضالاً يظن أنه يوحى إليه .


ابن سينا ( 370 – 428 هـ )
هو علي أبو الحسين بن عبد الله بن سينا ، درس الرياضيات والمنطق وعلم ما وراء الطبيعة ، أشتهر بالطب وذلك عندما نجح في علاج " الأمير منصور بن نوح " ونجح في شفائه بإذن الله ، ومن أشهر كتبه في الطب هو ( القانون ) .
وتنقسم النفس عنده إلى ثلاث أقسام :
• النفس النباتية : وتنقسم إلى ثلاث قوى ( الغاذية " تحيل جسماً آخر إلى مشاكلة الجسم الذي هي فيه فتلصقه به بدل ما يتحلل عنه " – المنمية " تضيف إلى الجسم زيادة في أقطاره بالمقدار الواجب لتبلغ الكمال في النشوء " – المولدة " تأخذ من الجسم الذي هي فيه جزءً يشبهه في القوة فتفعل فيه باستمداد أجسام أخرى تتشبه من الخلق والتخريج ما يصير شبيهاً له بالفعل " )
• النفس الحيوانية : وله قوتان محركة ومدركة ، أما المحركة فقسمان ( محركة بأنها باعثة " هي القوة النزوعية والشوقية " – محركة بأنها فاعلة " تنبعث في الأعصاب والعضلات " )
وأما المدركة فتنقسم أيضاً إلى قسمان ( قوة تدرك من الخارج " وهي الحواس " – قوة تدرك من الداخل " منها ما يدرك صور المحسوسات ومنها ما يدرك معانيها ".
* النفس الناطقة الإنسانية : وتنقسم إلى قوى عاقلة وقوى عالمة .




الغزالي ( 450 – 505 هـ )
هو أبو حامد الغزالي ، وله عدد كبير من الكتب مثل ( البسيط – الوسيط – الموجز – تهافت الفلاسفة – إحياء علوم الدين ).
وقد فرّق الغزالي مثل سابقيه بين الأنفس ، فيرى أن النفس النباتية " هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتغذى وينمو ويولد المثل " وأن النفس الحيوانية " هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك بالجزئيات ويتحرك بالإدراك " وأن النفس الإنسانية " هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يفعل الأفاعيل بالاختيار العقلي والاستنباط بالرأي ومن جهة ما يدرك الأمور الكلية " .
ويبدو أن الغزالي من أنصار وحدة النفس لأنه يقول بفكرة التدرج بين وظائف النفس ، فأدناها مرتبة النفس النباتية ثم الحيوانية ثم الإنسانية .
وتنقسم الدوافع لدى الغزالي إلى أربع أنواع :
* البهيمية : أي الطعام والجنس.
* السبعية : مثل الغضب.
* الشيطانية : تستعمل النوعين السابقين في الشر.
* الربوية والعقل : أي الميول العالية .


ابن رشد ( 525 – 599 هـ )
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد ، أشتهر بالفضل وتحصيل العلوم ، وقد ألف في الفقه كتب عدة منها " التحصيل – المقدمات – نهاية المجتهد " بالإضافة لتلخيصه كتاب أرسطو وكتاب الأخلاق ، ومن كتبه في الفلسفة " تهافت التهافت – مناهج الأدلة " .
نظريته في النفس :
رأى ابن رشد أن البحث في النفس قسم من العلم الطبيعي ، لأن العلم الطبيعي يبحث في الجسم الطبيعي ، من حيث هو مركب من صورة " أي النفس "ومادة " أي البدن " ، والنفس صورة الجسم أو كما قال الفلاسفة " كمال أول لجسم طبيعي آلي " .
وبالتالي فقد قسّم ابن رشد النفس إلى خمسة أقسام :
1- القوة الغاذية : تحرك ما هو غذاء بالقوة ، وتخرجه من حال القوة إلى حال الفعل وتستعين بالحرارة الغريزية على تحقيق فعلها .

2- القوة الحساسة : لا توجد إلا في الحيوان ، وهي القوة التي من شأنها أن تستكمل بمعاني الأمور الحسية .

3- القوة المتخيلة : هي قوة مباينه لقوة الحس من حيث إدراك المحسوسات بعد غيبتها ، ومباينة لقوة الظن من حيث أن الظن مصحوباً بالتصديق وهي غير مصحوبة به .

4- القوة النزوعية : هي التي ينزع بها الحيوان إلى النافع وينفر من الضار ، فإذا كان نزوعه إلى اللاذ سمي شوقاً ، وإذا كان نزوعه إلى الانتقام سمي غضباً ، وإذا كان مصحوباً بالروية والفكر سمي اختيار أو إرادة .

5- القوة الناطقة : وهي نوعان /
* إدراك شخصي : هو إدراك المعنى في هيولي مثل إدراك الحس أو الخيال .
* إدراك كلي : هو إدراك المعنى مجرداً من الهيولي .







ابن خلدون ( 732 – 808 هـ )
هو أبو يزيد عبد الرحمن بن أبي بكر بن خلدون ، وعني بالفلسفة والمنطق ، ومن أهم مؤلفاته " كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر " .
مساهماته في علم النفس الاجتماعي :
* الدافع الاجتماعي : يرى أن الإنسان كائن لديه حاجة طبيعية إلى الاجتماع إذ يعجز أن يعيش منفرداً ، لأنه يحتاج إلى رادع ووازع يقبله أفراد المجتمع لفض النزاعات والخلافات بين الأفراد .
* أثر الإقليم على الفرد : يرى أن للأقاليم تأثيراً قوياً في الأديان والأخلاق والعقول البشرية ، فكلما أبتعد السكان عن هذا الإقليم المعتدل كلما كانت طبائعهم أقرب إلى العجماوات .
* الحث على التدرج في تدريس العلوم والانتقال بالطالب من الأسهل إلى الأصعب ، على أن تبسط العلوم التي يدرسها بأمثلة حسية ملموسة .
* مراعاة مقدرة الطالب ووجوب تجنب الإكثار من مواد التدريس التي تفوق مقدرته على الاستيعاب لأن ذلك يؤدي إلى الضعف من عزيمته والتشويش عليه .
* أن كل طالب علم عليه أن يجهد فكره وأن يستوحي إلهامه الشخصي ويتوكل على ربه .
* أكد ابن خلدون على أن الترغيب والترهيب أمر واجب في العملية التعليمية .







مدارس علم النفس الأولى

1- المدرسة البنائية :
يعد " تتشنر " أبا البنائية في صورتها الكاملة ، وتعد سيكلوجية " تتشنر " استمراراً لسيكلوجية " فونت " .
أستقل علم النفس عن الفلسفة على يد العالم " فونت " الذي يعتبر مؤسس المدرسة البنائية ، والذي أهتم بدراسة الوعي ( الشعور ) من وجهة نظر بنائية أو فيزيائية وتحليل الكل إلى أجزائه أو عناصره المختلفة ، وبالتالي فإن الوعي والتفكير والمعرفة هي مجموع هذه العناصر ولقد أستخدم فونت منهج " التأمل الباطني " لتحديد عناصر ومكونات الخبرة الشعورية .
وفي سنوات علم النفس الأولى في ألمانيا كان علم النفس البنائي هو علم النفس دون منازع وكان هدفه هو التحليل الإستبطاني للعقل الإنساني .
يعتبر " تكنر " من أهم تلاميذ " فونت " وقد حاول بأبحاثه نشر المدرسة البنائية في الولايات المتحدة إلا أنها انتهت مع وفاته ، ومن أهم أفكاره اعتقاده بضرورة ابتعاد علماء النفس عن دراسة ما بعد الظواهر الفيزيائية في علم النفس لتأثير ذلك على تكامل العلم .
وفسر " تكنر " عملية الفهم والتفكير من خلال نظريته في " تقرير المعنى " بأن معاني الأشياء تأتي من ارتباط الإحساسات بالمجال الذي تحدث فيه أو من خلال ترابطها بالإحساسات الأخرى السابقة.

أهمية المدرسة البنائية :
1- أعطت علم النفس دفعة علمية قوية ، فأصبح نسقاً علمياً معترفاً به مستقلاً عن الفلسفة .
2- قدمت المنهج الإستبطاني على أنه المنهج الوحيد في علم النفس وحللته تحليلاً دقيقاً .
3- أبدت هذه المدرسة كثيراً من الجمود والتحفظ حيال المدارس الأخرى كالسلوكية والوظيفية .



ومن أهم علماء المدرسة البنائية ما يلي :
" فلهلم فونت – كارل ستمف – تتشنر – تكنر - بورنج – فرانر برنتانو – فرزبوج "

وإجمالاً فإن المدرسة البنائية حاولت الربط بين الاتجاه الوضعي والحسي في كل من بريطانيا وفرنسا بالاتجاه العقلي الألماني ، حيث ركزوا على المدركات الحسية مع اعترافهم بالعمليات العقلية ، إلا أن تفسيرهم للعمليات العقلية لم يكن موفقاً إذ اعتبروه مجموعة لهذه المدركات ( تفسير بنائي فيزيائي ) كما أن اعتمادهم على منهج التأمل الباطني ليس علمياً ، والمتأمل بتأثير الذاتية ، ونتيجة هذه العيوب فقد انتهت المدرسة البنائية بموت تكنر .

2- المدرسة الوظيفية :
يهتم علم النفس الوظيفي بدراسة العقل من حيث وظائفه أو من حيث إنه يستخدم في تكيف الكائن الحي مع البيئة ، وقد ركزت الحركة الوظيفية على سؤال رئيسي وهو : ماهي وظيفة العمليات العقلية ؟
وتعد المدرسة الوظيفية أول مدرسة أمريكية في علم النفس وكانت بمثابة رد فعل واحتجاج على المدرسة البنائية .
وبالرغم من أن الوظيفية قامت في مواجهة المدارس الأخرى كالبنائية خاصة ، إلا أن الوظيفية لم تكن رسمية وليس لها مسلمات معلنه يدافع عنها رجالات المدرسة ، ورغم اختلاف علماء المدرسة إلا أنهم اهتموا بدراسة وظائف الكائن الحي في البيئة إلى جانب اهتماماتهم بتطبيقات علم النفس في الميادين المختلفة .
وقد مهّد لظهور هذه المدرسة علماء من خارج علم النفس مثل " دارون " ، ولكن مؤسسها الحقيقي في بعض المراجع هو الأمريكي " أنجل " بينما أجمعت أغلب المراجع بأن " وليم جيمس " هو المؤسس الحقيقي للمدرسة الوظيفية والذي أكد على ضرورة استخدام منهج البحث العلمي .
وبالتالي نود تسليط الضوء على مؤسس هذه المدرسة :
** وليم جيمس ( 1842 – 1910 )
درس الطب ثم أتجه إلى علم النفس وأسس أول مختبر لعلم النفس في أمريكا عام 1875م وألف كتابه العظيم " مبادئ علم النفس " والذي عالج علم النفس على أنه علم طبيعي بيولوجي .
ويعد " وليم جيمس " أكبر شخصية في تاريخ علم النفس الأمريكي بلا منازع .
ولقد أشار " جيمس " إلى أن الإنسان كائن يحس ويشعر كما أنه يفكر ويعقل ، كما أنه رفض الفكر البنائي ويرى أنه لا يمكن تحليل الخبرة الشعورية إلى أجزاء أو عناصر شعورية تخضع لقوانين ميكانيكية .
ورفض الإطار الضيق الذي حددته المدرسة البنائية لعلم النفس ، وبالتالي فإن علم النفس هو دراسة الوظائف العقلية وأن الخبرة العقلية عملية شخصية مستمرة وإنتقائية ، وأن العقل في نظره يتعامل مع المعطيات الواردة من البيئة ، كما يتعامل المثّال مع قطعة الحجر ، وبالتالي لا يمكن فصل الجسم عن العقل فهما وجهان لعملة واحدة .
ولقد صاغ جيمس نظريته الشهيرة في الانفعالات خالف فيها أسلوب التفكير في ذلك الوقت والذي يقول : " أننا عندما نقابل حيواناً متوحشاً فإننا نخاف ثم نجري ( أي انفعال الخوف يكون قبل فعل الجري ) ولكنه قال : العكس هو الذي يحدث ، إن فعل الجري هو الذي يحدث أولاً ويتبعه انفعال الخوف ، فالانفعال ليس في ذاته شيئاً إلا ما يحدث في الجهاز الجسمي من تغيرات .
وقد ظهر أثر وظيفة " وليم جيمس " في ظهور مدرستين في أمريكا هما " مدرسة شيكاغو " ومن روادها ديوي وجيمس أنجل ، و" مدرسة كولومبيا " ومن أهم روادها كاتل و ثوراندايك .

3- مدرسة الجشتالت:
ظهرت هذه المدرسة في ألمانيا عام 1910م كحركةً احتجاجية على المدرسة البنائية ، وتعني علم نفس الشكل أو الصورة .
ويجمع مؤرخو علم النفس على أن بداية الجشطلت كانت على يد " فرتيمر " بدراسته التي أجراها عام 1910م عندما يركب القطار في إحدى رحلاته بدت له فكرة إجراء تجربة عن رؤية " حركة ظاهرة " لا تحدث فعلاً وذلك بتأثير تطلعه من نافذة القطار ورؤيته المناظر التي يمر عليها القطار ، وبعد عودته إلى مدينة فرانكفورت أقتنى جهازاً لقياس سرعة الدوران بدأ به مجموعة من التجارب البسيطة ، ثم قام بتجارب على جهاز العرض السريع بجامعة فرانكفورت وألتقى باثنين من العلماء الشباب هما ( كهلر – كوفكا ) وما لبث الثلاثة أن كونوا جماعة علمية هاجمت بضراوة علم النفس الفونتي .
ولقد تأثر رواد مدرسة الجشتالت إلى درجة كبيرة بالفلسفة التي كانت تؤكد أهمية العمليات العقلية وفاعليتها وخضوعها لقوانين موجودة مسبقاً .

المبادئ الأساسية للجشتالت :
1- مبدأ التنظيم / حيث يرى " فرتيمر " أننا كما ندرك الحركة الظاهرة ندرك الأشياء في وحدات إدراكية وليس كمجموعة من الإحساسات الفردية ، وهناك قوانين يشملها مبدأ التنظيم وهي :
* التقارب : أن الأجزاء المتقاربة في الزمان والمكان تميل إلى أن تدرك بعضها مع بعض .
* التشابه : أن الأجزاء المتشابهة تميل إلى أن تدرك على شكل مجموعات .
* الإغلاق : هناك ميلاً في إدراكنا إلى إكمال الأشكال الناقصة وإلى سد الفجوات .
* التسوية : هناك ميلاً لإدراك الأشكال في صورة محسنة ، والشكل المحسّن يتسم بالانسجام والبساطة والثبات .

2- مبدأ التعلّم / ومن أشهر دراساته هو دراسة " كهلر " عن تعلم القردة .
ومنذ البداية عارض أصحاب مدرسة الجشتالت مبدأ المحاولة والخطأ الذي صاغه ( ثوراندايك ) وكذلك عارضوا مبدأ المثير والاستجابة الذي قالت به السلوكية فيما بعد ، ويقدمون بديلاً عن هذين المبدأين مبدأ التعلم بالاستبصار .

3- التفكير المنتج / وهو عنوان الكتاب الذي ألفه " فرتيمر " عام 1945م طبّق فيه مبادئ الجشتالت على التفكير المنتج أو الإبتكاري وقال فيه أن مثل هذا التفكير إنما يكون في إطار الكليات ، وليس على المتعلم أن ينظر للموقف التعليمي ككل بل أيضاً على المعلم أن يقدّم الموقف ككل .

4- المماثلة / اتجهت الدراسات الجشتالتيه إلى دراسة مشكلة آليات ومكانزمات لحاء قشرة الدماغ التي تتم أثناء العملية الإدراكية ، وترى وجهة النظر الجشتالتية أن اللحاء يختلف عن الجهاز العصبي

ولقد تعرضت الجشتالت إلى عدة انتقادات منها :
* حاولت حل المشكلات العلمية التي أثارتها بمجرد تحويل هذه المشكلات إلى مسلمات علمية .
* اتسام بعض مفاهيمها بالغموض ( مبدأ التنظيم – مبدأ المماثلة )
* شغلت نفسها كثيراً بالتنظير دون البحث العلمي .
* نتائجها لا تخضع للتحليل الإحصائي أو الفحص التجريبي .

إن من أهم ما قدمه علماء الجشتالت أبحاثهم في مجال الإدراك وتحديدهم لقوانين المجال الإدراكي ( الشكل والخلفية – التشابه – الإغلاق – التقارب – الإقفال – الاستمرارية )

جدول مقارنة بين المدارس الأولى

المدرسة البنائية المدرسة الوظيفية مدرسة الجشتالت
موضوع الدراسة محتويات الشعور الحسية وظائف العمليات العقلية الخبرة الذاتية الكلية للإنسان ، الإدراك الكلي وحل المشكلات بالاستبصار .
طرق البحث الاستبطان (التأمل) التحليلي الاستبطان غير الشكلي والطرق العلمية (الملاحظة والتجريب والقياس ....) الاستبطان غير الشكلي .
الطرق العلمية .
عينة الدراسة الإنسان المدرّب تدريباً جيداً على التأمل التحليلي الإنسان
الحيوان الإنسان
الحيوان
الهدف من الدراسة هدف نظري: اكتساب المعرفة هدف نظري: اكتساب المعرفة
هدف عملي: مساعدة الإنسان على التكيف والنمو السوي وعلى التعلم . هدف نظري: اكتساب المعرفة
هدف عملي: مساعدة الإنسان على التعلم .


مدرسة التحليل النفسي
على مدار حياتنا تعامل العلماء والبشرية جميعها مع ثلاث صدمات كبرى أضعفت شعورنا بأهميتنا الذاتية ، الأولى عندما قرر كوبرنيكوس أن الأرض ليست مركز الكون ولكنها مجرد كوكب يدور حول الشمس ، والثانية عندما ذكر دارون أن الإنسان ليس كائن فريد ولكنه تدرج عن أسلافه من الحيوانات والبرمائيات عبر ملايين السنين ، والثالثة عندما أوضح فرويد أننا لسنا أسياداً على أنفسنا ولكننا مدفوعين بالعديد من العمليات اللاشعورية كالرغبات والمخاوف والصراعات والذكريات التي لا نكون على وعي بها .
وتعد هذه النظريات بمثابة صدمة للإنسان لأنها تحد من قيمتنا ودورنا في الحياة ، ولذلك فقد واجهت انتقادات لاذعة ، فقد أجبر جاليليو على رفض آراء كوبرنيكوس عن المجموعة الشمسية وإلا تعرض للموت حرقاً ، ومات جون توماس حرقاً لأنه نادى بتدريس نظرية دارون في المدارس الثانوية بأمريكا ، بينما أصبحت البشرية ضحية لأفكار فرويد التي لاقت مقاومة عنيفة من علماء النفس وعلماء الدين على حدٍ سواء .
وبالتالي يعد اسم " فرويد " ومدرسة التحليل النفسي من أكثر الأسماء شيوعاً لدى عامة الناس ، رغم أن عدد كبير من مؤسسي علم النفس ليسو معروفين خارج دائرة علم النفس ومنهم " فونت – تتشنر – بافلوف " .
إن مدرسة التحليل النفسي سبقت العديد من المدارس العريقة مثل " السلوكية – الجشتالت " ورغم أنها عاصرت مدارس أخرى كـ" القصدية – البنائية – الوظيفية ) إلا أن اضمحلال هذه المدارس في علم النفس المعاصر أدى إلى تربع مدرسة التحليل النفسي على عرش علم النفس تربعاً قد لا تستحقه .
وقد اهتمت مدرسة التحليل النفسي بدراسة السلوك اللاسوي الذي تجاهلته المدارس الأخرى تقريباً ، وبالرغم من أن " فرويد " هو صاحب نظرية التحليل النفسي فإن بعض الفلاسفة والعلماء

السابقين عليه اهتموا بموضوعات تمثل قلب نظرية التحليل النفسي ، مثل موضوع اللاشعور وموضوع الاضطرابات النفسية .

سيجموند فرويد ( 1856 – 1939 )
ولد فرويد لأب يهودي يعمل في تجارة الخشب والصوف ، وعندما بلغ الرابعة من عمره أنتقل إلى " فينا " وأرتفع مستواها الاقتصادي من تحت المتوسط إلى فوق المتوسط ولكن فرويد ظل يضع المعاناة المادية والمعنوية التي عاشها في اعتباره .
وكان والده متحجراً ومتسلطاً حتى شعر " فرويد " بالخوف تجاه والده وبالحب أكثر تجاه أمه وهذا ما أسماه فيما بعد بـ" عقدة أوديب " ، التحق بالدراسة في جامعة فينا ، وكان ممتازاً خلال دراسته في الطب الذي لم يكن يرغبه بقدر رغبته في البحث العلمي ، وبعد تخرجه ألتحق بالمعمل السيكلوجي لأستاذه " إرنست بروك " وأنجز بعض الدراسات القيمة في التشريح الميكروسكوبي للجهاز العصبي .تزوج " فرويد " بعد أربع سنوات من الخطوبة بـ" مارتا بيرنز " التي أنجبت له ست أطفال ، ثلاث ذكور وثلاث إناث كانت أصغرهم ابنته " أنا " التي برزت في مجال التحليل النفسي للطفل وداعية وقائدة لحركة التحليل النفسي الفرويدي .
ولقد نشأت صداقه بين " فرويد " وبين " بروير " وهو طبيب عاش في فينا ، وقد استفاد " فرويد " من صداقته مع " بروير " على المستويين العلمي والشخصي ، وكانا يتشاركان في مناقشة الحالات المترددة في عيادة " بروير " ومن الحالات حالة " أنا " وهي شهيرة في التحليل النفسي ، وكانت " أنا " امرأة في الحادية والعشرون من العمر تتميز بالذكاء والجاذبية وكانت تعاني من أمراض هيستيرية حادة مثل الشلل وفقدان الذاكرة والغثيان واضطراب الرؤية واضطراب الكلام ، وقد وجد " بروير " أن " أنا " عند تنويمها تتذكر بعض الخبرات ذات العلاقة بالأعراض الهيستيرية التي تعاني منها ، ومن الأعراض التي عانت منها " أنا " أنها لا تستطيع شرب الماء رغم عطشها ، وعند تنويمها تذكرت

أنها شاهدت كلباً وهي تشرب من الماء فتقززت من منظره أثناء شربها للماء ، ولقد نقلت " أنا " مشاعر الحب تجاه أبيها إلى " بروير " الذي لاحظ ذلك وأوقف علاجها ، وما إن علمت " أنا " بوقف علاجها حتى عادت أعراضها الهيستيرية وأنهاها " بروير " أثناء التنويم المغناطيسي ثم ترك فينا وسافر مع زوجته .
ولقد استخدم " فرويد " التنويم المغناطيسي والتنفيس وذلك في التعامل مع مرضاه ، وتدريجياً أصبح أقل اقتناعاً به بالرغم من أن التنويم كان ناجحاً في إزالة الأعراض ولكنه لم يستطع أن يصل بالمريض إلى الشفاء التام ، ولهذا السبب ترك التنويم المغناطيسي جانباً وأهتم بأسلوب التنفيس وتوصل إلى أهم خطوة في تطور التحليل النفسي وهو " التداعي الحر " وفيه يجلس المريض مسترخياً على أريكة ويترك له المحلل التحدث بحرية وتلقائية والتعبير صراحةً عن أفكاره مهما كانت غريبة أو سخيفة ، وكان يهدف " فرويد " من ذلك استدعاء الذكريات والأفكار المكبوتة والتي يحتمل أن تكون سبب السلوك اللاسوي عند المريض ، ولاحظ أن ذكريات مرضاه تتناول الطفولة وبعض الذكريات المكبوتة التي تتعلق بالأمور الجنسية ، ومن ذلك أصبح " فرويد " متنبهاً إلى أهمية الأمور الجنسية في حياة مرضاه ، وقد لاحظ أن طريقة التداعي الحر تلقى صعوبات معينه إذ يصل المريض إلى نقطة لا يرغب أو لا يستطيع أن يواصل رواية قصة حياته .
وعلى هذا فهو يرى أن المقاومة تعني أن العلاج يسير بالشكل الصحيح ، وهذه الفكرة أدت إلى صياغة " فرويد " لمفهوم الكبت وهو نبذ الأفكار والذكريات المؤلمة وترحيلها من منطقة الشعور إلى مرحلة اللاشعور .

الغرائز : يرى أن الغرائز هي القوة البايلوجية للشخص وهي العوامل المحركة للشخصية ، والغريزة تعني الدافع الغريزي أو القوة الدافعة وهدفها تخفيف التوتر ، وهي مثل غريزة الجنس والطعام والشراب .

وأشار " فرويد " إلى مجموعتين أساسيتين من الغرائز هما :
الأولى غريزة الحياة : وتشمل الجنس والطعام والشراب ووظيفتها بقاء الفرد وحفظ النوع وأسمى هذه الطاقة بـ" لبيدو" والثانية غريزة الموت : وتتضمن الكراهية والانتحار .
أولاً / الغريزة الجنسية : يرى " فرويد " أن معناها واسع وغير عادي فهي تشمل كل ما يثير الشهوة الجنسية والخبرات السارة ، وبالإضافة للأعضاء التناسلية في الجسم فبالجسم العديد من المناطق القادرة على إحداث الإشباع الجنسي وتعرف باسم " المناطق الشبقية " ويعد سلوك حفظ الذات كالأكل والشرب متضمناً في الغريزة الجنسية لأن الفم يمثل أحد مناطق اللذة الجنسية الأساسية .
وللغريزة أربع خصائص أساسيات هي:
( مصدر الغريزة – قوة الغريزة - موضوع الغريزة - هدف الغريزة ).
فإذا اعتبرنا أن حالة الجوع حالة فطرية ومحددة وراثياً ( مصدر الغريزة ) ينشأ عنها توتر نفسي لأن الجسم في حاجة إلى غذاء مادي فزيقي فكلما زادت ( قوة الغريزة ) أو الدافع زاد التوتر ، ونظراً لهذا الظروف النفسية غير السارة فإن الفرد يبحث عن شيء ليأكله ( موضوع الغريزة ) وتحدث اللذة كلما أختزل وضعف دافع الجوع وعادت حالة الفرد الداخلية إلى هدوئها السابق ( هدف الغريزة ) وتتحقق أيضاً بعض الإشاعات الجنسية من مص ومضغ للطعام ، والحافز هنا نرجسي ولذلك فالغريزة التي تندرج تحت هذا السلوك هي غريزة جنسية .

ثانياً : غريزة العدوان / وهي غريزة الموت وبعكس غريزة الحياة ، فغريزة الموت معقدة ويصعب حصر أبعادها وخصائصها كما هي رغم تعارضها مع مبدأ التطور والبقاء للأصلح لدارون ، ولقد كان فرويد متشائم بخصوص طبيعتنا الفطرية ، حيث يرى أننا نولد مزودين بكلا الغريزتين ( الجنس والعدوان ) وأننا غير متحضرين وراثياً ، فهذه الغريزة تحركنا مثلما تحرك الحشرات والحيوانات

الضارية وتدفعنا للقتال ولأن هناك أناس آخرون لا يسمحون لنا بهذا التصرف ، لذلك فإن الصراع بين الفرد والمجتمع أمر محتوم وهذا يشمل الصراعات النفسية الداخلية التي يصعب تفاديها .


الشعور واللاشعور عند فرويد :
شبه فرويد الحياة النفسية للإنسان بجبال الثلوج التي تجوب بحار الشمال الباردة وقسمها إلى ثلاث أبنية من حيث درجة الوعي :
1- ( الشعور ) وهو الجزء الأصغر الظاهر وبرغم وضوحه إلا أنه مظهر سطحي للشخصية ، ويمثل الجزء الواعي من العقل ويشمل الجزء الأكبر من الأنا .
2- ( ما قبل الشعور ) وهو المنطقة الضبابية الموجودة بين الشعور واللاشعور ولم تكبت بعد ، ويمكن استحضارها إلى الشعور بشيء من الجهد .
3- ( اللاشعور ) وهو الجزء الأكبر والأهم في شخصية الإنسان وهو الغاطس من هذا الجبل وهو مستودع المكبوتات والغرائز المحركة للسلوك الإنساني ، وتكون محتوياته لا شعورية .


بناءات الشخصية في نظر فرويد :
قسّم " فرويد " الشخصية إلى ثلاث قوى وهي ( الهو – الأنا – الأنا الأعلى ) وأوضح أن القوى الثلاث ليست أجزاء منفصلة داخل العقل ولكنها ممتزجة ومرتبطة ببعضها كأجزاء التلسكوب أو ألوان الصورة .

1- الهو ID
وتشمل كل مكونات النفس التي نولد بها مزودين بها بما في ذلك الغرائز والإمدادات الكلية للطاقة النفسية ، فهي لاشعورية ولا تعترف بالقيم ولا بالمعايير ولا بالأخلاقيات وتهدف إلى تخفيف التوتر في التو واللحظة بلا تأجيل لدوافعها وحاجاتها ، وتمثل الجانب المظلم والفوضوي من الشخصية ، وتكون شبه الإناء الضخم المملوء بسائل يغلي لأنها سريعة الإثارة والتهيج .
تعتبر الهو كالطفل المنقاد للنزوات والذي يريد الحصول على المتعة والوصول للسعادة والسرور بطريقة مباشرة .

وعليه فإن الهو هو المصدر الأول للطاقة النفسية ومستودع للغرائز وتحتاج إلى التنظيم وبالتالي طاقتها غير مستقرة ، والهو لا تتغير بمضي الزمن ولا تنفعل بالخبرة أو التجربة لأنها لا تتصل بالعالم الخارجي ومع ذلك يمكننا السيطرة عليها ، والمتحكم بها والمسيطر عليها مبدأ اللذة .

2- الأنا Ego
هي المصلح والوسيط بين " الهو " والعالم الخارجي ، حيث يسعى إلى إشباع هذه الرغبات بطريق مشروع اجتماعياً ( مبدأ الواقع ) ويبدأ تكونها عند 6-8 شهور تقريباً من عمر الطفل ، وتنبثق عن " الهو " وتمثل العقلانية حيال اندفاعية " الهو " وهي واعية للواقع مبالية به بخلاف " الهو " ، وتقوم بخطط واقعية من تصميمها لإشباع حاجات " الهو " ويعتبر " الأنا " جزء من " الهو " انفصل عنه وتميز عنه بفضل الاحتكاك بالعالم الخارجي ، وشبه ( فرويد ) العلاقة بين " الأنا " وبين " الهو " بالفرس والفارس ، فالفرس يسير بقوته الذاتية والفارس يوجهه بخبرته ومعرفته .
فالأنا إذن تخضع لمبدأ الواقع ، تفكر تفكيراً موضوعياً ومعتدلاً ومتمشياً مع الأوضاع الاجتماعية المتعارف عليها ، أما وضيفتها فهي الدفاع عن الشخصية والعمل على توافقها مع البيئة وحل الصراع بين الكائن الحي والواقع أو بين الحاجات المتعارضة للكائن الحي .

3- الأنا الأعلى Super-ego
وهو أعلى وأرقى جانب في شخصية الإنسان وهو جانب المثل والمبادئ ، تبدأ في التكون في بواكير الطفولة وذلك من خلال التعاليم السلوكية التي يلقاها الطفل من الوالدين ومن ممارستهما للثواب والعقاب ، وتنمو في نهايات المرحلة الأوديبية ، ويقوم " الأنا الأعلى " بنقل الأفكار والمعلومات إلى الضمير أو الشعور الذي يعاقب على الأفكار والأفعال المحرمة ، وتقوم بتزويد " الأنا" بالمثالية وتكافئها على التصرفات المرغوب فيها .



ومن خلال الجدول التالي نفرّق بين مكونات الشخصية:
م الهوID الأناEgo الأنا الأعلى Super-ego
1 نولد مزودين بها تتكون من الهو عند 6-8 شهور ، تنتج عن خبرة الفرد بجسمه والعالم الخارجي تتكون من الأنا عند 3-5 سنوات وتنتج عن التوحد مع معايير الوالدين وتحلل عقدة أوديب
2 لا شعورية تماماً تتكون من جزء شعوري وآخر لا شعوري وثالث قبل الشعور تتكون من جزء شعوري وآخر لا شعوري
3 تقوم بالعمليات الأولية البدائية فهي فوضوية لا منطقية،ليس لديها إحساس بالوقت والمنطق،يمكنها فقط إشباع الرغبات في الخيال تقوم بالعمليات الثانوية كالأعمال المنطقية-حفظ الذات-حل المشاكل تعمل من خلال تشرب الأخلاقيات وربما تكون واقعية أو غير منطقية وتثير مشاعر الأنا بالذنب أو الكبرياء أو الاحتكار
4 تندفع تبعاً لمبدأ اللذة،وتعبر عن الدوافع والتوترات البايلوجية تعمل تبعاً لمبدأ الواقع،وتؤخر إشباع الحاجات إلى أن تأتي فرصة مناسبة لكي تتجنب الأخطار والخطأ والعقاب تحركها الطاقة المحددة التي كونتها وتلتزم بمعاييرها
5 تتكون من غرائز فطرية موروثة تختلف في قوتها من شخص لآخر مركز الانفعالات،تتضمن القلق وتستخدم ميكانزمات الدفاع تتضمن الأنا المثالية وكذلك الضمير
6 ربما تكون قوية جداً وقاسية أو ضعيفة، وينتج عن ذلك في كلتا الحالتين المرض النفسي كلما كانت الأنا قوية كلما تحققت سوية الشخصية وصحتها ربما تكون قوية جداً وقاسية وقد تكون ضعيفة وينتج عن ذلك في كلتا الحالتين المرض النفسي
7 تمثل من بعض النواحي المكون البايلوجي للشخصية تمثل إلى حدٍ ما السلطة النفسية التنفيذية في الشخصية تمثل من بعض النواحي المكون الاجتماعي للشخصية

ديناميكية نمو الشخصية عند فرويد :
أعتقد " فرويد " بأن الاضطرابات العصابية التي يبديها مرضاه إنما تأصلت في مرحلة الطفولة المبكرة ، وعليه فقد أهتم بتلك المرحلة وأثرها في النمو النفسي وتكوين الشخصية ، وتوصل إلى نظرية في تحديد مراحل النمو النفسي الجنسي تتمثل في المراحل التالية :

المراحل العمرية المرحلة النفس جنسية المنطقة الشبقية طبيعة النمو وخصائصه
السنة الأولى الفمية الفم واللسان والشفتين يولد الفرد وهو مزوداً بـ(الهو) بما يحويه من طاقه غريزية،وينمو الأنا من الهو وذلك للتوفيق بين الرغبات والواقع
السنة الثانية الشرجية(الإستية) الشرج استمراراً لنمو الأنا
من 3-5 الأوديبية (القضيبية) الأعضاء الجنسية (القضيب – المهبل) والجسم (عام) تظهر المركبات الأوديبية وتبدأ مع نهايات المرحلة التوحد مع الوالد من نفس الجنس مما يعني بدأ نمو الأنا العليا وبدأ عملية الكبت وتكوين المحتويات اللاشعورية
6-نهاية الطفولة
6-12 الكمون كمون مرحلة تقل فيها سيطرة الرغبات الغريزية ويميل فيها الفرد إلى النمو المعرفي والاستطلاع
المراهقة المراهقة الجسم والأعضاء الجنسية النضج الجنسي من الناحية التركيبية والوظيفية وتربط سلامة النمو في هذه المرحلة بالحل السليم للمركبات الأوديبية،وفشل حل هذه المركبات في حينها يؤدي إلى إعاقة النمو وظهور أعراض الاضطرابات النفسية.



وذكر فرويد أن المراحل الثلاث الأولى ذات أثر حاسم على شخصية الإنسان وسلوكه .
المرض النفسي والعلاج النفسي :
* استخدم "فرويد" في بدية حياته التنويم المغناطيسي كوسيلة لكشف الصراعات اللاشعورية وعلاجها .
* واجه بعض المتاعب في التنويم المغناطيسي ، منها عدم تقبل البعض للفكرة ومن ثم عدم قدرة المعالج على تنويم المريض .
* استبدل التنويم بفكرة التنفيس الانفعالي من خلال إطلاق العنان للمريض للتحدث عن مشكلته ثم التداعي كوسيلة علاجية .

** العلاج الذي يعتمد على التداعي الحر والتنفيس الانفعالي هو البديل الأفضل عن العلاج بالتنويم المغناطيسي لأنه يساعد على الوصول إلى الخبرات اللاشعورية المؤلمة ونقلها إلى حيز الوعي ثم التعامل معها معرفياً .

نقد وتقييم نظرية "فرويد" :
1- جمع "فرويد" مادته العلمية التي توصل إليها من مرضاه وهم في حالة من التنويم المغناطيسي والاستسلام للتحليل النفسي ، وفيها يكون الإنسان على غير طبيعته ، وبالتالي عدم الكفاءة المنهجية.
2- كيف نخضع المبادئ الكثيرة التي قال بها "فرويد" للدراسة التجريبية ؟؟ فهناك صعوبة بالغة في ذلك .
3- التداخل الواضح بين المفاهيم في نظريته ( الشعور- اللاشعور- ماقبل الشعور* الهو- الأنا- الأنا الأعلى ) وكيف يصيغ نظرية في الشخصية الإنسانية ويطبقها على الحالات المرضية .
4- انشقاق بعض تلاميذه أمثال ( يونج-أدلر-هورناي-فورم) بالإضافة إلى تعديل البعض على نظرياته أمثال(البورت-أريكسون)



نظرية يانج في علم النفس التحليلي :

حصل "يانج" على إجازة في الطب بسويسرا وقد أنجذب إلى الطب النفسي ، وقد أهتم بأعمال "فرويد" وبدأت المراسلات بينهما عام 1907م ، وخلافاً لمعظم معجبي "فرويد" فإن "يانج" حرص على تكوين سمعته العلمية ليكون شخصية مستقلة وليست تابعة لـ"فرويد" وكان "فرويد" يسمي "يانج" بـ( الأمير المتوج ) ويرى أنه خليفته على كرسي مدرسة التحليل النفسي ، إلا أن الرجلان افترقا عام 1914م بعد اختلافهما حول مفهوم ( اللبيدو ) وتركيز "فرويد" على جانب الجنس بينما "يانج" يعتقد بأهمية الخبرات اللاشعورية التجمعية ، وكوّن "يانج" مدرسة علم النفس التحليلي .

آراء "يانج" المختلفة مع "فرويد" :
1- تعد نقطة الخلاف الرئيسية بينهما حول موضوع ( اللبيدو) إذ يعرفها "فرويد" من خلال المفاهيم الجنسية ، بينما "يانج" يعرفه على أساس أنه الطاقة العامة للحياة والتي يكون الجنس أحد جوانبها.
2- يعتقد "فرويد" بأن الإنسان ضحية أحداث الطفولة وصنيعتها ، بينما يرى "يانج" أن الإنسان تحركه أهدافه المستقبلية وطموحاته وآماله بالإضافة إلى أحداث الماضي .
3- استخدم "يانج" مفهوم النفس في بناء الشخصية للإشارة إلى العقل الذي يتكون من ثلاث مستويات ( الشعور – اللاشعور الشخصي – اللاشعور الجمعي )
4- أستدخل خلافاً لـ"فرويد" فكرة اللاشعور الجمعي ويرى أنه يحتوي على النماذج ( الأنماط – الرموز ) البدائية .






بناء الشخصية عند "يانج" :
1- الأنا الشعوري : تقابل الأنا عند "فرويد" إلا أنها شعورية تماماً وتشمل كل الخبرات الواعية والانطباعات والعمليات العقلية ، والشعور يشمل تحديد الإحساس والتفكير والمشاعر والحدس .
2- اللاشعور الشخصي : لا يقابل اللاشعور بل ما قبل الشعور عند "فرويد" إذ يحتوي على الخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية التي لا تكون في حيّز الوعي في حينها إلا أن بالإمكان استرجاعها بشيء من الجهد كما يمكن ظهور التوقعات المستقبلية من خلال الأحلام مما يشير إلى أن هذا المستوى من اللاشعور ليس عميقاً جداً.
3- اللاشعور الجمعي : لم يتحدث عنه "فرويد" فيرى "يانج" بأن اللاشعور الجمعي عام بين كل الناس ، إذ يعتمد على الاستعدادات المتوارثة فهي ليست الذاكرة أو الخبرات الشخصية المكبوتة كما يقول "فرويد" بل تنتج عن التأثير الانفعالي التراكمي للخبرات الإنسانية أي ردود الأفعال الانفعالية المكررة لأفكار قد لا تكون واقعية ، ويحتوي اللاشعور الجمعي كذلك على كل الخبرات التطويرية التي مرّت بالإنسان وكونت أساس شخصيته.

أنماط الشخصية عند "يانج" :
أهتم "يانج" بالانطواء والانبساط حيث عرّفهما في حدود اتجاه الطاقة اللبيدية وعدّهما أسلوبين للاستجابة للموقف وعدّهما جزأين من الشعور ، ويوجدان في كل شخص بدرجات متفاوتة وأن الشخص لا يكون منطوياً كلياً أو منبسطاً كلياً ، بل هناك اتجاه سائد يتأثر بموقف من المواقف في لحظة معينة .


نظرية "أدلر" في علم النفس الفردي النفسي :

ولد "أدلر" في فينا لأسرة غنية ، وكانت طفولته غير سعيدة بسبب سوء صحته وغيرته من أخيه الأكبر ورفض أمه له .
توصل إلى نظرية في الشخصية تختلف عن نظرية "فرويد" ولقد أنفصل عن "فرويد" لعدد من الاختلافات النظرية كان أهمها تركيز "فرويد"على غريزة الجنس وسلبية الإنسان أمام حتميتها الطبيعية .

آراء "أدلر" المختلفة مع "فرويد" :
1- أكد "فرويد" على أهمية الطفولة المبكرة في تكوين شخصية الإنسان ، أما "أدلر" فإن أهداف المستقبل تؤثر في الشخصية .
2- قسّم "فرويد" الشخصية إلى قوى ومناطق بينما "أدلر" يؤكد على وحدة الشخصية .
3- التفوق: أكد "أدلر" على أهمية وحدة الشخصية واتساقها وأن الشخصية يحركها هدف نهائي هو الرغبة في الكمال أو التفوق ، ويرى أن الجنس دافع هام ومن وسائل التفوق والكمال .
4- الشعور بالنقص: يعد "أدلر" الشعور بالنقص أنه القوة المحركة لسلوك الإنسان ، ويعزو الشعور بالنقص إلى العيوب الجسمية التي قد تصيب شخصاً ما فتشعره بالنقص ويلجأ إلى التعويض .
5- يقلل "أدلر" من أهمية الجنس ويركز على مشاعر النقص والعجز وما يرتبط بهما من عدوان لتحقيق التميز والكمال .
6- يختلف مع "فرويد" في تفسيره لعمل الحلم ، فيراها "فرويد" وسيلة لإشباع الرغبات المكبوتة بينما "أدلر" يربط عمل الحلم بسعي الفرد الهادف للتكيف ، فهي وسيلة لحل مشكلات الفرد التي لم يستطع حلها في الواقع.


المسلمات الأساسية لنظرية "أدلر" :
* مشاعر العجز والنقص والكفاح من أجل التميز والكمال كبديل لنظرية الجنس
* العدوان : إحساس بالكره نحو مشاعر العجز وعدم القدرة على تحقيق الإشباع .
* الحاجة للحب : بالرغم من أن العدوان دافع طبيعي من وجهة نظر "أدلر" لتحقيق ذاته ، فإن وجوده لا ينفي حاجة الإنسان للحب والعاطفة ولذا فهو يكافح من أجل تحقيق ذلك .
* الغائية : يرى أن الفرد يسعى بفاعلية لتحقيق غايات وأهداف يسعى من خلالها لتحقيق التميز والكمال والتغلب على مشاعر العجز .
* الاهتمام الاجتماعي : توجيه العدوان وتهذيبه ليكون اجتماعياً وليأخذ شكلاً اجتماعياً مقبولاً .
* نمط الحياة : أكد الطبيعة الذاتية لكفاح الفرد من أجل تحقيق أهدافه التي يسعى من خلالها للسعي للتميز في الكمال .
* أنماط الشخصية :
1- النوع المتمسك بالقواعد 2- النوع المتعلم للأخذ
3- النوع الإنسحابي 4- الاجتماعية

نقد هذه النظرية
* أثرت نسبياً على أفكار بعض علماء التحليل النفسي وعلم النفس الإنساني .
* التركيز الشديد على مشاعر العجز والعدوان والنظر إليها كأساس للنمو الإنساني .
* يرى البعض أنه مذهب سطحي غير متعمق ومبني على الملاحظات العامة .


الفرويديون الجدد
( هورني – فروم – سوليفان )

أ- هورني
كان أبوها بحاراً ويتصف بالتقوى والميل إلى الهدوء بعكس أمها المرحة والمتمردة ، حيث عانت " هورني" من رفض أمها لها وتفضيلها أخاها الأكبر عنها ، وعاملها أبوها معاملة جافة تقلل من قيمتها حتى شعرت بأن لا قيمة لها ، هذا الشعور له صلة كبيرة بتركيزها على أهمية علاقة الحب بين الأطفال ووالديهم وغيرها من الحاجات المرتبطة بشكل أو بآخر بالحب والقبول الاجتماعي ، وكان من أقوالها ( إذا لم أكن جميلة فقد قررت أن أكون ذكية ) .
وقد عارضت "فرويد" في قوله : إن تطور نمو الشخصية يعتمد على قوى من الدوافع الغريزية غير القابلة للتغيير ، وعارضت رأيه في الأهمية البارزة للدافع الجنسي ورفضت القول بعمومية النظرية الأوديبية ومفهوم اللبيدو ، بالإضافة إلى معرضتها رأي "فرويد" بأن المرأة تعاني مما أسماه حسد القضيب وقالت بأن الرجل يعاني من حسد الرحم لعدم قدرته على الإنجاب.
ويدور مذهب "هورني" على أساس مفهوم القلق والي عرّفته بأنه: شعور الطفل بأنه وحيد في هذا العالم الذي ينبئ بالعدوانية ويمكن للقلق أن ينشأ نتيجة اتجاهات الوالدين وأنماط سلوكهما حيال الطفل ، مثل الحاجة إلى الحب والحماية من أي شيء يهدد العلاقة الآمنة بين الطفل ووالديه .







مسلمات "هورني" الأساسية :
* هناك مجموعة من الحاجات الأساسية للإنسان كالحب والقبول والاعتراف ثم تحقيق الذات تكون بديلاً عن الجنس .
* تمثل خبرات الطفولة الأساس لبناء الشخصية في المستقبل.
* القلق الأساسي .
* كفاح الفرد لتحقيق الأمن والذات .

نقد هذه النظرية :
* أصبحت أفكار "هورني" أقل تأثيراً مما كانت عليه لعدم توفر الدراسات العلمية الداعمة لها .
* تركيزها على مجموعة من الحاجات المرتبطة بشكل أو بآخر بحاجة الفرد للحب والاعتراف .


ب- فروم
ولد لأبوين عصابيين ، حيث عانى والده من القلق ووالدته من الاكتئاب ، وفي الثانية عشرة من عمره أنصدم حينما رأى أحد أصدقاء العائلة منتحراً ، وقد ألف عدة كتب منها ( الهروب من الحرية – قلب الإنسان ) .

أثر "فرويد" و"ماركس" في فكر "فروم" :
* تأثر بشكل كبير بفكر "كارل ماركس" الاجتماعي وفكر "فرويد" في التحليل النفسي وتأثر بشكل تماثلي بفكر "هورني" وذلك ليتعامل مع الفرد ككائن في مجتمع له ثقافة يتعامل فيه مع الآخرين باعتمادية متبادلة .
* ركز "فرويد" على الحاجات والغرائز الجنسية والعدوانية بينما حدد "فروم" ست حاجات اجتماعية أساسية وهي :
( الحاجة للارتباط - للنمو - الحاجة للانتماء - الحاجة للهوية - الحاجة للإثارة - الحاجة إلى معتقد يعمل كإطار للتوجيه )
* لم يبدي اهتماماً ببناءات الشخصية الفرويدية .
* أهتم بأثر الخبرات اللاشعورية ، حيث يرى أن هناك لاشعورياً اجتماعياً يعمل على كبت الخبرات والرغبات غير المقبولة اجتماعياً ، وبالتالي إخراج الكبت من مستواه الشخصي إلى المستوى الاجتماعي .



ج – سوليفان
كان "سوليفان" الطفل الوحيد لوالديه ، ويعمل والده في الفلاحة ودباغة الجلود ولم يكن قاساً عليه ، ولم تعتني به والدته ، وكانت أسرته كاثولوكية في مجتمع من البروستانت مما تسبب في رفض الشباب لرفقته بسبب عقيدته ، فحياته تتميز بالعزلة والوحدة مما تسبب له بالفصام والانطواء على النفس.
عاش "سوليفان" حياته أعزب ، ولكن في عام 1927م بدأ في تكوين علاقة جنسية مثلية مع شاب يدعى "جيمي" وعاش معه ما يزيد عن عشرين سنة كمحبوب وصديقٍ له .

العلاقة بين فكر "فرويد" و "سوليفان" ومن سبقه في الطبيعة الشخصية :

1- أحادية الجنس: سلّم "سوليفان" إلى حدٍ ما بالوراثة في الشخصية ، فكل الجنس البشري لديه أساس فطري تشمل الدوافع الفسيولوجية كالجوع والعطش والتنفس والجنس ، وهو ما يفسر الفروق الفردية في الخصائص الطبيعية والقدرات الحسية والذكاء.
فأوجه الشبه بين الشخصيات المختلفة تفوق أوجه الاختلاف ، ولذلك فهو يختلف عن "أدلر" في أنه يحاول تقليل أو الحد من أهمية الفروق الفردية ويؤكد على الميول النظرية .
2- الحاجة للآخرين : شارك كلاً من "فروم-هورني" الرأي حول عدم الاقتناع والنفور من النظرية اللبيدية لفرويد ، ويرى أنه منافياً لطبيعتنا وأن سلوكنا تحدده الغرائز الجنسية كما زعم "فرويد".
3- تأثر بأفكار "فرويد-يانج" كما تأثر بالاتجاه المعرفي لعلم النفس ، ويتفق مع "فرويد" في أهمية الكبت ولكنه لم يفسره تفسيراً فرويدياً ( نقل الخبرات من الشعور إلى اللاشعور ) بل أستخدم مصطلح العزل ليؤكد وحدة الشخصية وهذا يؤكد توجهه المعرفي.


4- أكد كغيره من علماء التحليل النفسي على أهمية الطفولة ولكنه لم يحدد بناءات للشخصية كما فعل "فرويد و يانج" بل ركز على أهمية العلاقات الشخصية المتبادلة بدءً بالعلاقات مع الأم ثم المقربين ثم أعضاء المجتمع .
5- خفض التوتر والحاجات الفسيوكيميائية : يرى أن الطبيعة الإنسانية لديها ميل نحو تحقيق الصحة النفسية ( متفق مع هورني و فروم ) وتحركنا رغبة قوية في خفض ما لدينا من توتر داخلي ( متفق مع فرويد ).

حالات ظهور التوتر عند "سوليفان" :
* عدم التوازن الداخلي بسبب الحاجات البيوكيميائية الهامة مثل الرغبة الجنسية والحاجة للتخلص من الفضلات والحاجة للأكل والشرب ونحوها .
* يظهر نتيجة الحاجة إلى النوم .
* يظهر نتيجة للقلق ، وتظهر نتيجة انفعالات ترجع إلى أسباب داخلية أو خارجية ، أو انفعالات غريبة كالخوف والفزع والرعب.
* عندما تكون الأم أو من يقوم مقامها محل ملاحظة من قبل طفلها وبشكل مبالغ فيه .

مستويات النمو عند "سوليفان" :
1- الخبرة المبكرة : وتعتمد نموها على الإحساسات التسلسلية ويتمركز فيها الفرد حول الذات وعدم القدرة على إدراك ذاته ككيان منفصل عما حوله .
2- الخبرة التراكمية : يعتمد نموها على الإحساسات المتعاقبة ولكنه لا يدرك العلاقة السببية بين الأحداث والمسببة لهذا التعاقب ويدرك الفرد قدرته وأرادته وبالتالي يقل تمركزه حول ذاته.
3- الخبرة المنظمة : ويعتمد نموها على إدراك الفرد للعلاقات السببية بين الأحداث .


مراحل النمو المعرفي – النفس اجتماعي لدى "سوليفان":
مراحل النمو العمر مايقابلها من مراحل النمو الزمنية نمو اللغة والعلاقات الشخصية المتبادلة نمو التفكير المعرفي خصائص النمو
الرضاعة صفر-18شهر الرضاعة الميلاد-نمو اللغة خبرات بدائية وإحساسات منفصلة بدء ظهور التجسيدات الجيدة والسيئة والمنفصلة والتي تنشأ كنتيجة لطبيعة التعامل مع الأم
الطفولة 18شهر-5سنوات الطفولة المبكرة اللعب والحاجة إلى رفيق لعب خبرات حسية تراكمية متتابعة علاقة ذاتية مع الأصدقاء.
انتقال الحقد والعداء الناتج عن القلق والتقليد والتصرف كما لو كان الأب مثلاً
الصبا 6-9سنوات الطفولة المتوسطة استخدام قواعد اللغة والحاجة إلى صديق خبرات تراكمية
خبرات منظمة
وفهم العلاقات السببية العلاقات المتبادلة والتعاونية في اللعب
الولاء الاجتماعي وظهور التكيف الاجتماعي الناتج عن المدرسة
ما قبل المراهقة 10-12 سنة الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة المبكرة الصداقة الحميمية مع صديق من نفس الجنس خبرات منظمة وفهم للعلاقات السببية الحاجة إلى علاقة جيدة وصداقة مع نفس الجنس
تأكيد خبراته وقوتها
بدء خبرة الحب غير الأناني
المراهقة المبكرة 13-18 سنة المراهقة المبكرة والمتوسطة الاهتمام بالجنس الأخر خبرات منظمة وفهم للعلاقات السببية حاجة إلى شريك من الجنس الأخر
تصادم رغباته الجنسية مع حاجاته إلى الحب والأمن والعلاقة الحميمية
المراهقة المتأخرة 19-20 سنة المراهقة المتأخرة بداية العلاقات الجنسية مع الجنس الأخر
العلاقة الاجتماعية الراشدة خبرات منظمة وفهم للعلاقات السببية ظهور هويته العلمية
النمو يبدو متأثرا بخبراته السابقة
نشوء الصداقة الراشدة
الحاجة إلى علاقة مع الجنس الأخر
الرشد 20-..... الرشد الحب الحقيقي خبرات منظمة وفهم للعلاقات السببية استمرارية النضج فيما سبق

نقد هذه النظرية :

* التركيز على العلاقات الاجتماعية المتبادلة وإهمال أهمية العوامل والدوافع الأولية .
* كان للجانب المعرفي الأثر الكبير في تغيير وجهة النظر التحليلية في العصر الحاضر .
*انسجام فكرة العزل والانتباه الانتقائي مع توجهه المعرفي ولكنها تقل انسجاماً مع التوجه التحليلي.


نظرية أريكسون – علم نفس الأنا
هو اريك هامبرجر اريكسون ، كان مرفوضاً من أقرانه بسبب عقائده ، عمل معالجاً نفسياً للأطفال في أمريكا ، تدرب في علم النفس التحليلي الفرويدي على يد " أنا " ابنة "فرويد" ولكنه أضاف على نظرية فرويد النقطتين التاليتين :
* زيادته لمراحل النمو على أساس أن الشخصية تظل تنمو خلال المراحل العمرية .
* التأكيد على أثر الحضارة والتاريخ والمجتمع على الشخصية .

ونظرية "اريكسون" هي نظرية تطويرية حيث تشير إلى أن نمو الشخصية يكون على مراحل تستمر مدى الحياة ، والنقطة المركزية في نظريته هي البحث عن الذات وتحقيق الهوية .

مراحل النمو الأربع الأولى عند "اريكسون" هي نفسها عند "فرويد" لكن المراحل الأربع التالية هي من إضافة "اريكسون" وهي تتناول الفرد من المراهقة حتى الشيخوخة وهي كالتالي :
1- المرحلة الفمية الحسية : من الميلاد حتى سنة تقريباً ، وأسلوب التصرف فيها إما بالثقة أو عدم الثقة .
2- المرحلة الشرجية العضلية: من سن ثلاث سنوات، وأسلوب التصرف فيها إما الاستقلالية أو الشك والخجل.
3- المرحلة القضيبية الحركية : من ثلاث إلى خمس سنوات ، وأسلوب التصرف فيها إما المبادأة أو الشعور بالذنب .
4- مرحلة الكمون : مت ست إلى أحدى عشرة سنة ، وأسلوب التصرف فيها إما الإنتاجية أو الشعور بالدونية .
5- المراهقة : من اثنى عشرة سنة إلى ثمان عشرة سنة ، وأسلوب التصرف فيها إما تحقيق الهوية أو عدم عثور الفرد على دوره .


6- الشباب المبكر : من تسع عشرة سنة إلى خمس وعشرين ، وأسلوب التصرف فيها إما الاختلاط بالناس أو الانعزال عنهم .
7- الرشد : من خمس وعشرين إلى الخمسين ، وأسلوب التصرف فيها إما الإنتاج أو الركود .
8- تمام النضج ( الرشد المتأخر ) : من الخمسين فما فوق ، وأسلوب التصرف فيها إما تكامل الشخصية أو الشعور باليأس .

والجدول التالي يوضح بشكل مختصر مراحل النمو لدى أريكسون :

المرحلة الزمنية المرحلة النفس –جنسية المرحلة النفس –اجتماعية فاعليات الأنا
السنة الأولى الفمية الثقة- عدم الثقة الأمل
السنة الثانية الشرجية الاستقلال- الشعور بالخجل والشك الإرادة
الطفولة المبكرة
3-5/6 الأوديبية (القضيبية) المبادرة- الشعور بالذنب الغرضية
الطفولة المتوسطة
-6/9-10 الكمون الكفاية- الشعور بالنقص القدرة
المراهقة
10-18 المراهقة الهوية- اضطراب الدور التفاني
الشباب المبكر
18-24 - المودة(الألفة) مقابل العزلة الحب
أواسط العمر
24-50 - الانتاجية مقابل الركود الاهتمام
الرشد
المتأخر50-... - تكامل الذات مقابل اليأس الحكمة


وثمة انجاز هام حققه "اريكسون" حيث قام بتطبيق نظريته على مراحل النمو النفسي على بعض الرجال والزعماء مثل "هتلر" و"المهاتير غاندي" و "جورج برناردشو" إلى جانب دراساته السلوكية الأنثروبولوجية عن قبائل الهنود الحمر .

ملخص لتطور نظرية التحليل النفسي :
لم تعد نظرية " فرويد" في التحليل النفسي تلقى قبولاً في أوساط علم النفس بوجه عام، وحتى في أثناء حياة "فرويد" انشق عنه عدد من العلماء مثل "يونج" و"أدلر" و"هورناي" و"فروم". كما أن هناك –رغم ذلك- بعض العلماء المعاصرين يعدون أنفسهم من "الفرويدين" ولكنهم صححوا عدداً من النقط في النظرية "الفرويدية". ومع ذلك فهناك بعض العلماء الذين عدلوا الكثير من مفاهيمه، رغم انضمامهم تحت لوائه، وأشهر هؤلاء العلماء "ألبورت" و" موراي" و"أريكسون" الذي تكلمنا عنه سابقاً.وهم:

"جوردن ألبورت" (1897/1967)
عالم نفسي أمريكي، من أشهر أعماله العلمية كتابه الذي أصدره عام 1937م بعنوان " الشخصية: تفسير نفسي"، وكتابه الذي أصدره عام 1961م بعنوان "النموذج والنمو في الشخصية".
وهو إلى جانب ذلك صاحب فضل في علم نفس الشخصية..
كانت طفولته عادية، وكانت نظرة "ألبورت" في موضوع الشخصية تتسم بنظرة عقلية أكاديمية.
يرى "ألبورت" أن التحليل النفسي يركز على الدوافع والجوانب اللاشعورية. ويميل إلى إهمال الدوافع والجوانب الشعورية المؤثرة على السلوك.
ولا يتفق "ألبورت" مع "فرويد" في إضفاء الأهمية الشديدة على مرحلة الطفولة المبكرة وما فيها من صراعات، حيث يرى "ألبورت" أن حياة الفرد إنما تتأثر بالخبرات الحالية وبالآمال المستقبلية أكثر من تأثرها بالماضي.

ويرى "ألبورت" أن الأسلوب الوحيد لدراسة الشخصية ليس هو دراسة العصابية كما فعل "فرويد"، بل بدراسة الأسوياء.
ويرى "ألبورت" إن السواء والعصاب لا تشابه بينهما، كما أكد "ألبورت" على موضوع تفرد الشخصية. كذلك اعتقد "ألبورت" أن النقطة المركزية في أي نظرية لتفسير الشخصية هي في معالجة موضوع الدافعية، ولكي يوضح الدافعية بالنسبة للشخص الراشد قدم "ألبورت" فكرة الاستقلال الوظيفي والتي تقول: إن الدافع لا يرتبط ارتباطاً وظيفياً بأي خبرة من خبرات مرحلة الطفولة، وأن الدافع هو أمر مستقل عن الظروف التي يظهر فيها.
ويقدم لنا "ألبورت" فكرة الذات. والذات في نظره هي"أنا كما يعرفني الناس ويشعرون بي". ومن الجدير بالذكر أن دراسات "ألبورت" عن سمات الشخصية هي أول دراسات تجرى في أمريكا عن موضوع الشخصة. وقد ميز بين السمات وهي التي توجد عند عدد من الناس، وبين ما أسماه "ألبورت" النزاعات الشخصية والتي هي السمات المميزة لكل فرد.
وقد سلم "ألبورت" بوجود ثلاثة أنواع من السمات:
1- سمات رئيسية: هي التي تحكم الرغبات التي تسيطر على جميع مظاهر الحياة.
2- سمات مركزية: هي التي تتعلق بالنواحي السلوكية مثل التصرف بالعدوان أو التصرف بالعاطفة.
3- سمات ثانوية: هي النواحي السلوكية الأقل تواتراً من النوعين الأولين.
وقد لقيت نظرية "ألبورت" استحساناً وتأثيراً في علم النفس يفوق ما لقيته نظرية التحليل النفسي التقليدي.
وقد توجه النقد إلى "ألبورت" لأنه ركز في نظريته على تفرد الفرد بحيث يصعب التعميم. ومع ذلك فإن "ألبورت" يعد من الوجوه الرئيسية في علم نفس الشخصية.




"هنري موراي" ( 1893/ ):
أمريكي . وقد درب "موراي" على التحليل النفسي ولكنه لم يمارسه وفضل عليه أن يدرس الشخصية من خلال دراسة الأسوياء.
وقد قسم "موراي" الشخصية إلى ثلاثة:
1. الهو: وهو مستقر الرغبات الاندفاعية الولادية، وهو يمد الشخصية بالطاقة اللازمة، ويتضمن بعض النزاعات المرغوبة مثل التوحد والتعاطف وبعض صور الحب.
2. الأنا: وتلعب الأنا دوراً نشيطاً ومؤثراً في تحديد السلوك أكثر مما تلعبه في نظرية "فرويد"، وأن الأنا ليست مجرد جهاز في "الهو" ولكنه تركيب أو بناء من شأنه أن يختار سلوكيات الفرد وينظمها.
3. الأنا الأعلى: حيث يتفق "موراي" مع "فرويد" في أن "الأنا الأعلى" يمثل استدماج قيم الحضارة ومعاييرها. ولكن "موراي" أكد على أن "الأنا الأعلى" يستمر في التطور والتكون خلال فترات النمو المختلفة وليس إبان فترة الطفولة – فقط – كما تشير النظرية الفرويدية.
ويعد مفهوم الدافعية محور نظرية "موراي" في الشخصية.
ومثل "فرويد" اعتقد "موراي" أن الشخصية تتطور خلال مراحل الطفولة وكل مرحلة تترك بصمتها على الشخصية في صورة عقدة وهي نموذج من السلوك يوجه لاشعورياً نمو الفرد بعد ذلك.
هذا وقد أثارت نظرية "موراي" العديد من الدراسات التي اهتمت بابتكار الوسائل لقياس الحاجات التي أشار إليها في نظريته.
لكن توجه النقد إلى نظريته بأن موضوع الحاجات لا ينسجم تماماً مع بقية أركان نظريته، كما أثر هذا الموضوع على ابتكار "موراي" لاختبار تفهم الموضوع الذي أعده عام 1939م وذاع صيته من حيث كونه أحد اختبارات الشخصية الهامة.

المدرسة السلوكية

بين نظرة البنائية ودراستها للشعور بالتأمل الباطني و التحليلية وحتميتها البيولوجية للسلوك وطرق دراستها من تداعي وإخراج ما في مخازن اللاشعور ، كان هناك صوت يُنادي بعدم واقعية هذه المدارس وطرقها طالباً ومشدداً على انتهاج طرق موضوعية وأكثر علمية بعيداً عن ما سبق من أمور فلسفية لا تستطيع ملاحظة السلوك وقياسه .سواء كان شعورياً بنائياً أو لا شعورياً تحليلياً ... من هنا انطلقت مسيرة السلوكية حاملاً رايتها مؤسسها المتطرف الأول واطسن – أي المتشدد لمبادئها - الذي كان يرى بأن الفرد كائن يستقي سلوكه بحتمية بيئية ولا يرى أن هناك ما يسمى عوامل داخلية أو بالأحرى فإنه ليس هناك أي داعي لدراسة أي عوامل أخرى باعتبارها مؤثرة أو صانعة للسلوك – هذا من وجهة نظره – حيث يصف علم النفس بأنه علم السلوك الموضوعي ... وتُعد السلوكية أشهر المدارس الأمريكية .
العوامل التي ساعدت على ظهور السلوكية :
1) ظهور اتجاهات قبلها نادت بالموضوعية في علم النفس أمثال ديكارت ، وأوجست كونت الذي يُعد مؤسس الحركة الوضعية ، واعتقد بصدق المعلومات التي تأتي عن طريق الملاحظة .
2) نظرية النشوء والتطور لدارون وما نتج عنها من الاهتمام بعلم نفس الحيوان .
3) الوظيفيون الأمريكيون الذين كانوا برغم وظيفيتهم يميلون إلى الاتجاه الموضوعي .
4) أثر المدرسة الروسية ( مدرسة المنعكس الشرطي ) التي أسسها (إيفان ششنوف) وطورها بافلوف .
• وإن كنت أرى أن هناك فراغ إما بعدم القناعة بالآراء والنظريات المطروحة سابقاً أو بالوصول تماماً إلى عدم جدواها مما أدى إلى البحث عن البديل ، والذي لا أشك أبداً في أن كل ما سبق أثر بوجه أو بآخر فظهرت السـلوكـيـة .
بعد هذه المقدمة عن البدايات والنشأة للسلوكية سأتناول فيما يأتي أهم وأبرز رواد المدرسة السلوكية منهياً الحديث عنهم عند العالم بندورا ...


أولاً: جون واطسن
ولد واطسون في (كارولينا ) الشمالية وحصل على شهادة الماجستير من جامعة ( فورمان ) عام 1900م ثم جذبته الدراسة في جامعة شيكاغو متأثراً بـــ ( جون ديوي ) ، ثم درس علم النفس التجريبي ، كان في شيكاغو يجري تجاربه على الحيوانات ، وقد قدم رسالة الدكتوراه عن تطبيقات في مجال علم نفس الحيوان ، نشر مقالة بعنوان ( علم النفس من وجهة نظر السلوكية ) وقد أشار إلى أن علم النفس هو فرع تجريبي بحت من العلوم الطبيعية ، وفي عام 1914م أصدر واطسن كتابه الأول (( السلوك : مقدمة في علم النفس المقارن )) وقد تجاهل بافلوف في الطبعة الأولى ثم عاد وأشار إليه في طبعة تالية . ورأى بأن علم النفس لا بد أن يدفن الماضي أسوةً بالعلوم الأخرى .
 وتتميز سلوكية واطسون بـ :
1. التنبؤ بالاستجابة على أساس معرفة المثير .
2. التنبؤ بالمثير على أساس معرفة الاستجابة .
 مسلمات علم النفس حسب تحديد واطسون :
1. السلوك مكون من عناصر يمكن تحليلها بواسطة مناهج البحث العلمية الموضوعية .
2. السلوك مكون من افرازات غدية وحركات عضلية .
3. هناك استجابة فورية من نوع ما لكل مثير والعكس .
4. العمليات الشعورية – إن وجدت- لا يمكن دراستها علمياً .
 لا يعترف واطسون بالغريزة ، وفي نظره فإن كل مظاهر السلوك التي تبدو غريزية في ظاهرها هي استجابات متعلمة من البيئة ، مؤكداً على التأثير السيادي للبيئة ، حيث بالامكان تدريب الطفل على أي شئ نريده .
 يرى بأن التعلم يلعب دوراً أساسياً ، فمثلاً المراهقة ما هي إلا نتيجة للتعلم الأشراطي في الطفولة .
 يرى أن الانفعالات استجابات جسمية لمثير معين ، والمثير يؤدي إلى تغييرات جسمية داخلية ، ومن ثم الاستجابة المتعلمة المناسبة لهذا المثير .
 يرى أن التفكير ما هو إلا سلوك حركي ضمني ، فسلوك التفكير متضمن حركات الكلام . وبالتعلم الأشراطي يصبح التفكير هو الكلام الصامت .
 أخيراً بالرغم من أن فترة حياة واطسون العلمية بسيطة في عمر العلم وتاريخه ، والتي استمرت أقل من عشرين عاماً ، إلا أن تأثيره كان واضحاً في علم النفس .

ثانياً : إيفان بافلوف
يُعد بافلوف تاريخياً مؤثراً في أفكار واطسون مؤسس السلوكية ... وكان بافلوف الروسي أول من درس العلاقة بين المخ والسلوك والتي تُعتبر من أعقد مشكلات علم النفس ، ولد بافلوف عام 1849م بالقرب من موسكو ، كان لديه ميل شديد إلى البحث العلمي ... وخلال حياته اهتم بمشكلات ثلاث :
أ‌- دراسة وظيفة أعصاب الكلب .
ب‌- عملية إفراز اللعاب – حاز بسببها على جائزة نوبل عام 1904م –
ت‌- دراسة المراكز العصبية العليا في الدماغ مما زاد من شهرته .
• وكان جل اهتمامه نحو دراسة الأشراط ، وذلك عن طريق كلاب مفحوصة بعد أن عمل لها عمليات جراحية لتحويل مسار اللعاب عن طريق أنابيب من خلال فتحات في الرقبة ، إلى خارج الجسم . حيث كان عمله منصباً على دراسة الافرازات التي يحدثها الكلب عند تناول الطعام حيث لاحظ أن الكلب يُفرز اللعاب قبل تناول الطعام أو بمجرد حضور الشخص الذي يحمل الطعام إلى أن وصل إلى أن الشخص الذي يعده مثير شرطي ( أو الجرس أو البالطو ) أصبحت مثيرات تفرز لعاب الكلب . وذلك بعد عدد من تكرارات اقتران المثير الطبيعي بالمثير الشرطي. وعقب ذلك اكتشف بافلوف أن أي مثير يمكن أن يؤدي إلى استجابة لعاب (( أشراطية )) .طبعاً مع التكرار .
• ومن أهم المبادئ التي توصل إليها بافلوف :
أ‌- مبدأ التدعيم : أي أن الاستجابة لا تحدث إلا إذا اقترن المثير الطبيعي بالمثير الشرطي لعدد من المرات .
ب‌- مبدأ الانطفاء: ويحدث عند ظهور المثير الشرطي دون أن يعقبه المثير الطبيعي عدداً من المرات مما يُطفئ الاستجابة .
ت‌- مبدأ التعميم : حيث أن تستجيب الكلاب للمثيرات المتشابهة .
ث‌- مبدأ التمييز : حيث يستجيب الكلب للمثير الذي لحقه تدعيم بالطعام دون الآخر .

ثالثاً : إدوارد ثورندايك
يُعد من أهم الباحثين في علم نفس الحيوان ، ويعتبر من أوائل علماء النفس الأمريكيين الذين تلقوا تعليمهم في أمريكا ، وقد تأثر ثورندايك بـكتاب (وليم جيمس ) عن (( مبادئ علم النفس )) ثم درس على يده فيما بعد ، وكانت بحوث ثورندايك الأولى على الأفراخ التي دربها على المرور في المتاهات ، ومن أهم كتبه ((ذكاء الحيوان )) ، كان يرى أنه لكي ندرس السلوك فإن هذا السلوك يجب أن يُجزأ إلى عناصر بسيطة ، وهذه العناصر البسيطة هي وحدات من المثير والاستجابة ، وهي عناصر السلوك ، بمثابة لبنات تتكون منها عناصر سلوكية أعقد .
 لمحة على تجارب ثورندايك :
توصل ثورندايك لمعظم نتائجه باستخدام جهاز جديد في عهده عبارة عن (( القفص المحير )) بحيث يُوضع الحيوان في هذا القفص المحير ويطلب منه الخروج . حيث أن خارج القفص طعام ( مكافأة ) على سبيل الإغراء لهذا القط الجائع ، ويكون باب القفص مغلقاً بالمزلاج ، حيث أن مهمة القط التوصل إلى فتح المزلاج ومن ثم الخروج إلى الطعام ، وفي البداية كان سلوك القط عشوائياً متعثراً متخبطاً ، وبالمصادفة تصطدم يده بالمزلاج فينفتح الباب فيخرج لالتهام الطعام ومن ثم في المحاولات التالية تقل العشوائية تدريجياً إلى أن تزول ويتجه القط إلى إلى فتح المزلاج مباشرةً .
 وقد استخدم ثورندايك طريقة كمية لقياس التعلم ، وهي إحصاء عدد المحاولات الخاطئة ، وأيضاً تسجيل الزمن ، وقد سمى ثورندايك هذا النوع من التعلم ( التعلم بالمحاولة والخطأ )
 من قوانين ثورندايك :
1. قانون الأثر : الأفعال تتأثر بالمواقف المشابهة السابقة مما يجعلها تتجه إلى نفس الاستجابة حال تكرارها.
2. قانون التكرار :تكرار الاستجابة في موقف معين يقوي الرابطة والعكس .

رابعاً : إدوارد تولمان
وهو أمريكي ينتمي إلى السلوكيين الجدد، ويُعتبر أحد أعمدة المدرسة السلوكية .
ويمكن إيجاز موقف تولمان في التالي :
أ‌- سلوكية تولمان القصدية : حيث زاوج بين السلوك والقصد وهذا يتعارض مع رفض السلوكية الشعور .
ب‌- العوامل المتداخلة : حيث يرى أن هناك خمسة متغيرات تُمثل أسباباً للسلوك هي : ( المثيرات البيئية – الحوافز الفسيولوجية – الوراثة – التدريب السابق – السن ) .
ت‌- نظرية التعلم : حيث أن سلوك الإنسان والحيوان يمكن تعديلها من خلال الخبرة .

خامسا: ادوين جوثري
أمريكي حصل على الدكتوراة من جامعة بنسلفانيا عام 1912م ، كان إسهامه الأساسي في علم النفس توصله لنظرية بسيطة في التعلم عرضها في كتابه (( مبادئ التعلم )) . وتقوم نظريته على مبدأ أسماه الأشراط المتزامن، حيث يرى أن كل أشكال التعلم تعتمد على الاقتران بين المثير والاستجابة .إذ عندما يؤدي مثير معين إلى استجابة معينة يحدث الارتباط بين ذلك المثير وتلك الاستجابة ، وهذا موقف تعليمي يُسمى التعلم بالمحاولة الواحدة وهو من أشهر مبادئ جوثري .

سادساً : كلارك هل
أمريكي ويلقى ( هل ) تقديراً كبيراً في علم النفس المعاصر ، وهو من العلماء الذين اهتموا باستخدام المنهج العلمي في علم النفس ، كان في طفولته وشبابه مريضاً، كما أنه عانى من ضعف الإبصار طوال حياته .
 أهم النقاط في نظرية ( هل ) :
1. الإطار المرجعي للسلوك .. أي تكيف الكائن الحي لبيئته الفريدة .
2. منهج البحث في علم النفس .. حيث يرى أن قوانين السلوك يجب أن تُصاغ بلغة الرياضة الدقيقة .
3. الدوافع .. حيث عد أساس وجود الدافع هو إرضاء الحاجات البيولوجية . حيث أن الدافع ليس محرك للسلوك ولكنه مقوٍ له ، أما تحريك السلوك فإنه يكون عن طريق المثيرات البيئية .
4. التعلم .. وهو آلية تسمح للكائن الحي بإرضاء حاجاته وذلك في ضوء مدى وتنوع مجهوداته .

سابعاً : سكنر :
يُعتبر ( سكينر) في الوقت الحاضر أشهر وأكثر العلماء تأثيراً في علم النفس الأمريكي ، ولد في بنسلفانيا بأمريكا عام 1904م . ومن أهم مؤلفاته ( سلوك الكائن الحي ) و ( السلوك اللفظي ) و( الحرية والكرامة ) . ويمكن القول بأن سكينر تأثركثيراً بواطسون ورديكاليته القديمة مظهرا توأمةً جديدة لها تُسمى الرديكالية الجديدة ، فهو صاحب المواقف المثيرة للنقاش حيث قال في كتابه ( العلم والسلوك الإنساني ) إن الكائن الحي الإنساني هو عبارة عن آلة مثله مثل أي آلة أخرى ، إذن فسكينر لا يهتم أبداً بتنظير أو تأمل ما يحدث داخل الكائن الحي .
 ويمكن توضيح أفكار سكينر فيما يلي :
1. الاشتراط الإجرائي : حيث يرى أن الاشراط الإجرائي الفعال يحدث دون مثير خارجي ملحوظ ، فالفأر عند سكنر كان سلوكه له دور في الحصول على المثير الغير ملحوظ بخلاف كلب بافلوف الذي كان المثير أمامه فحركه ( إذن الفأر فعال إيجابي بينما الكلب غير فعال سلبي ) . وذلك يتضح من خلال تجربته الكلاسيكية التي وضع فيها فأر في صندوق له قضيب وهذا الفأر جائع مما دعاه للحركة لعله يحصل له الخروج من هذا الصندوق الذي منعه من البحث عن طعام إلا أنه وأثناء حركته يصطدم بالقضيب المتصل بمخزن من حبات الطعام فيسقط إلى الفأر مما يجعله يكرر المحاولة ليحصل على هذا المعزز من جديد على الرغم أنه لا يرى طعام .
2. جداول التدعيم أو جداول التعزيز : فقد صنف سكينر ثلاثة أنواع من التعزيز هـــي : أ- المستمر ب- المتقطع جـ- النسبي .
3. السلوك اللفظي : حيث اهتم بدراسة السلوك اللفظي وهو المجال الوحيد الذي أقر فيه سكينر بوجود فوارق بين الإنسان والفأر ، ويرى أن الأصوات التي تصدر من الكائن الحي هي استجابات يمكن تعزيزها عن طريق كلام الآخرين ،أو إيماءاتهم .



ثامناً : البرت بندورا
أمريكي بدأ في الستينات من القرن الماضي ، حيث تبنى نظرية سُميت نظرية التعلم الاجتماعي ، التي تتخذ اتجاهاً سلوكياً اجتماعياً ، وتعكس أهمية النظرية المعرفية ، ولكن رغم ذلك يبقى بندورا ضمن الإطار السلوكي . ونظرية بندورا إلى جانب أنها نظرية سلوكية فهي نظرية معرفية ، ففي رأي بندورا أن الاستجابات لا تتأثر آلياً بواسطة المثيرات الخارجية بأسلوب ميكانيكي آلي ، بل إن الاستجابات للمثيرات إنما يتم تنشيطها ذاتياً ، وعندما يتم تغيير السلوك بواسطة تدعيمات خارجية فإن ذلك يحدث لأن الفرد يكون واعياً وشاعراً بما يتم تدعيمه ، وفي حالة تهيؤ لقبول هذا التدعيم المؤدي إلى تغيير للسلوك .
وبالرغم من أن بندورا يتفق مع سكينر في أن سلوكنا يمكن أن يتغير نتيجة للتدعيم إلا أنه يرى بناء على دراساته التجريبية ، أن كل الأنماط السلوكية يمكن أن يتم تعلمها في غياب التدعيم المباشر ، وذلك بملاحظة سلوك الآخرين ، وملاحظة النتائج التي يؤدي إليها هذا السلوك . وهي ما يُسمى التعلم بالمثال أو التدعيم البديل . كما يشير بندورا إلى التعلم من خلال النماذج وذلك أننا نلاحظ الأفراد الآخرين ثم نتصرف متخذين أنماطهم السلوكية نماذج . ومن هنا نلاحظ الفرق بين سكنر وبندورا في أن التعزيز يتحكم في السلوك عند سكينر بينما النماذج التي في المجتمع هي التي تتحكم في السلوك عند بندورا .
أخيرأً يمكن القول أن السلوكية قد توسعت قاعدتها وقوية بإدخال نظرية بندورا .التي تهتم بالجوانب الاجتماعية والمعرفية في التعلم وتغيير السلوك .


الـــخــــاتـــمـــة

وفي نهاية هذا البحث المتواضع اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن أكون قد وفقت في إخراج هذا البحث إلى حيز الوجود .
وتذكر أن هذا العمل إنما هو جهد بشري ، فإن أصبت فيه فمن الله ، وإن أخطأت فذلك مني والشيطان .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المراجع



1- ربيع ، محمد شحاته ، ( 1986 ) ، تاريخ علم النفس ومدارسه ، دار الصحوة ، القاهرة.

2- زهران ، حامد عبد السلام ، التوجيه والإرشاد النفسي .

3- الغامدي ، حسين عبد الفتاح ، مدارس علم النفس ونظريات الشخصية ، مذكرة جامعية .

4- عبد الرحمن ، محمد السيد ، نظريات الشخصية ، دار قباء ، القاهرة .


الساعة الآن 06:52 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w