منتديات حصن عمان - القرآن الكريم في كتابات المستشرقين
منتديات حصن عمان

منتديات حصن عمان (http://www.hesnoman.com/vb/index.php)
-   البرج الإسلامي (http://www.hesnoman.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   القرآن الكريم في كتابات المستشرقين (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=10210)

sky line 14-04-2007 02:47 PM

القرآن الكريم في كتابات المستشرقين
 
أحمد فوزي حميدة **
http://www.islamonline.net/Arabic/hi...ages/pic05.jpg
هاجم المستشرق الفرنسي آتين دينيه الذي أشهر إسلامه عام 1927م وتسمى بناصر الدين في كتابه "الشرق كما يراه الغرب" المستشرقين ومناهجهم التأثيرية، وبيّن أن الافتتان بهم وبآرائهم لا أساس له، كما أعرب عن دهشته من ادعاء المستشرقين المغرضين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن؛ حيث يقول دينيه في كتابه "محمد رسول الله": حقا أنه ليدهشني أن يرى بعض المستشرقين أن محمدا قد انتهز فرصة الخلوة فروى ورتب عمله للمستقبل، بل لقد ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك فوسوس أن محمدا ألف في تلك الفترة القرآن كله، أحقا لم يلاحظوا أن هذا الكتاب الإلهي خال من أية خطة سابقة على وجوده مرسومة على نسق المناهج الإنسانية، وأن كل سورة من سوره منفصلة عن غيرها بحادثة وقعت بعد الرسالة طيلة فترة تزيد على عشرين عاما، وأنه كان من المستحيل على محمد أن يتوقع ذلك ويتنبأ له؛ فهذا القرآن كتاب الله يستحيل أن يصدر عن محمد، وأنه لا مناص من الاعتراف بأن الله العلي القدير هو الذي أملى تلك الآيات البينات، حيث تجد أن معجزات الأنبياء الذين سبقوا محمدا كانت في الواقع معجزات وقتية وبالتالي معرضة للنسيان السريع بينما نستطيع أن نسمي الآيات القرآنية معجزة خالدة، ذلك أن تأثيرها دائم ومفعولها مستمر، ومن اليسير على المؤمن في كل زمان ومكان أن يرى هذه المعجزة بمجرد تلاوة آيات القرآن، كما أن في استغناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن مدد الخوارق والمعجزات المادية التي اعتمد عليها من سبقوه من الأنبياء لأكبر معجزة على الإطلاق.
نظرة المستشرقين للقرآن
حينما تعرض المستشرقون لدراسة القرآن الكريم والتراث الإسلامي بشكل عام جاءت آراؤهم حوله متباينة؛ حيث ذهب بعضهم إلى القول بتحريفه، وبأنه ليس كلام الله، وأنه من تأليف محمد (صلى الله عليه وسلم). ووقف وراء نظرتهم تلك محاولاتهم الدءوبة لتشويه الإسلام وحجب محاسنه؛ ليقنعوا شعوبهم بعدم صلاحية القرآن لهم كنظام حياة، ومحاولة تشويه تلك الصورة المشرقة التي انتشرت في أوربا في أعقاب الحروب الصليبية وعودة المحاربين إليها؛ لذا عمد المستشرقون إلى تأكيد أن الإسلام نتاج إنسان وليس بوحي؛ فالإسلام في نظرهم نتاج إنسان مصلح أو عبقري، والعبادات مأخوذة من بقايا الجاهلية ورواسب ديانات شرقية قديمة، فهم يشككون في الدعوة الإسلامية وصاحبها؛ وذلك لأن أكثر ما يخافه الغرب هو نهضة المسلمين واستعادة قواهم الفكرية والمادية خشية أن يجتاح الإسلام بمبادئه وشخصياته العالم الغربي، وفي ذلك يقول المستشرق لورانس براون: "إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وقدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الغربي".
الاستشراق اليهودي
وقد رصدت بعض المؤلفات الإسلامية - التي ردت على الشبهات التي أثارها المستشرقون ضد القرآن والإسلام- الأسباب وراء موقف المستشرقين المغرضين منه؛ حيث كشفوا عن أنهم يخططون للتدمير الخلقي والفكري وانحلال العقائد السماوية وتفكك الإنسانية ونشوء الكراهية والحقد خاصة بعد سيطرة الصهيونية على العالم؛ نظرا للدور الخطير الذي لعبه الاستشراق اليهودي في تدعيم وتأكيد الشبهات والمطاعن ضد القرآن والإسلام بادعاء أن محمدا أخذ تعاليمه من التوراة بالإضافة إلى طعون أخرى روج لها المستشرقون اليهود على رأسهم برنارد لويس، وجاك بيرك، وبيرجر، وفنسنك، وجولد تسهير، والألماني الجنسية نولدكه.
أمية النبي..
جاءت شبهة معرفة الرسول (صلى الله عليه وسلم) للقراءة والكتابة كأقوى شبهة حاول المستشرقون تأكيدها؛ نظرا لأنها تقوم عليها شبهة أخطر منها وهي نسبة القرآن الكريم إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أنه من قام بتأليفه، وهي القضية التي تتوقف عليها نبوة الرسول ووحي الله إليه بالقرآن، ومن العجيب أن المستشرقين المغرضين لا يرون فرقا في الأسلوب والإعجاز بين كلام الله وذروة البلاغة الإنسانية في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وحين تحدى الله البشر عامة والعرب خاصة أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة من سور القرآن أو آية من آياته كان الرسول صلى الله عليه وسلم أول البشر والعرب الذين وقع عليهم التحدي القرآني؛ حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كتابة حديثه في حياته لمن يخشى عليهم اختلاط القرآن بالحديث.
فقد ذهب المستشرق الفرنسي باريه في دائرة المعارف الإسلامية إلى انتفاء أمية الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: إن آية "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِما ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (آل عمران: 75) لا يقصد بها من لا يعرفون القراءة والكتابة؛ حيث إن كلمة أمي أو أميين وضعها أهل الكتاب للدلالة على الوثنيين ويصعب الجزم بالمعاني التي كان يقصدها محمد من كلمة أمي، ثم يذكر باريه أقوالا لبعض المستشرقين، فيقول: ذهب بول أخيرا إلى أن كلمة أمي معناها الذي لا يقرأ ولا يكتب وليس معناها الوثني، ولكن باريه عقب على هذا الرأي بقوله: هناك عوامل لغوية تجعل من الصعب أن نقول إن كلمة أمي معناها "الذي لا يقرأ ولا يكتب" فلا الكلمة العربية "أمة" ولا العبرية "أماع" ولا الآرامية "أميتا" تدل على الأمة في حالة الجهالة، وقد استدل البعض بإطلاق لفظ الأمي على محمد بأنه لم يكن يقرأ أو يكتب، والحقيقة أن كلمة "الأمي" لا علاقة لها بهذه المسألة؛ لأن الآية "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ" (البقرة: 78) التي تدعو إلى هذا الافتراض لا ترمي الأميين بالجهل بالقراءة والكتابة بل ترميهم بعدم معرفتهم بالكتب المنزلة.
لم تكن النظرة السابقة هي السائدة فبعض المستشرقين المتعمقين في العربية عقدوا موازنات بين القرآن والحديث النبوي من حيث الأسلوب والمحتوى، واستنتجوا أن هناك أسلوبين في البيان، ومضمونين في المعاني والمبادئ؛ فأسلوب القرآن معجز لفظا ومعنى، وهو ينبئ عن مصدر علوي رباني، أما أسلوب الحديث فيومئ عن قدرة بلاغية بشرية متفوقة، وكذلك فإن مضامين القرآن ومعانيه كلية عامة في معظمها، أما مضامين الحديث ومعانيه فهي المفصلة والمبينة والشارحة لتلك المعاني القرآنية الكلية، على أن في بعضها تشريعا جديدا، ومعاني حديثة خاصة.
النبي وبُحيرا الراهب
أما المستشرق الإنجليزي بودلي فيذكر في كتابه "الرسول حياة محمد" أن النبي كان يجالس بحيرا الراهب ويتعلم منه طويلا؛ فقد ظل الراهب يحادث العربي الصغير، وكأنما يحادث رفيقا من رفقائه فأخبره بعقيدة عيسى وسفه عبادة الأصنام، وأرهف محمد السمع إلى ما ينطق الرجل به.
وفي موضع آخر من الكتاب ذكر بودلي: وكان على محمد أن يتلقى نزرا يسيرا من التعليم المدرس، ولكنه كان يحصل أكثر من أي طالب يمضي سحابة يومه في حجرة الدرس، كذا يتحدث بودلي وغيره من المستشرقين المغرضين عن تأثيرات نصرانية ويهودية للرسول في صغره، عن طريق سوق عكاظ وخطب قس بن ساعدة التي كانت تحظى بسمعة كبيرة بين شعراء العرب قبل الإسلام.
مستشرقون.. منصفون
ورغم هذه الهجمات فإن هناك عددا من المستشرقين لزموا جانب الإنصاف، وقطعوا بدقة القرآن الكريم، وبأنه يحوي كل ما تلاه محمد (صلى الله عليه وسلم) كما سمعه من الوحي الذي تلقاه من ربه صادقا كاملا.
فالمستشرق الإنجليزي الكولونيل "بودلي" في كتابه "الرسول حياة محمد" رغم أنه يشكك في نبوة الرسول ويشير إلى تأليفه القرآن، فإنه يعود ليعارض نفسه حين يصف القرآن بأنه وحي من الله؛ حيث يقول إن القرآن كتاب وحي لم يوضع للمطالعة وتزجية الفراغ وإنما وضع للتبشير والإيحاء والتذكير، ولن يتذوقه المطالع المتصفح كما يتذوقه السامع المصغي إليه بظاهر حسه وباطن نفسه لأنه يتطلب الإيمان ويتحدث إلى المؤمنين.
كما خصص المستشرق دكتور "فيليب حِتي" فصلا بعنوان القرآن كتاب الله ضمن كتابه تاريخ العرب، ذكر فيه أن دارسي القرآن من نقادة العلم الحديث اتفقوا على صحة الرواية في نسخ القرآن المتداولة اليوم، وأن هذه النسخ مطابقة للأصل الذي أقره زيد بن ثابت، وأن نص القرآن المعروف اليوم هو كما أنزل على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
أما المستشرق الفرنسي ليبون فيقول: حَسْب هذا الكتاب القرآن الكريم جلالا ومجددا أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضا كأن عهده بالوجود أمس.
ويقول "ديزيزيه بلانشيه" مؤلف كتاب "دراسات في التاريخ الديني": ولقد أتى محمد صلى الله عليه وسلم بكتاب تحدى به البشر جميعا أن يأتوا بسورة من مثله فقعد بهم العجز وشملتهم الخيبة وبهتوا أمام ذلك الإحراج القوي الذي أغلق في وجوههم كل باب، وكان في العرب أساطين اللغة وأعظم الأدباء والشعراء والبلغاء من لا يدانيهم في اللغة العربية أحد، ومع ذلك قصرت قدراتهم وعجزت عن التحدي، وما زال التحدي قائما حتى اليوم وسوف يظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ والضامن لاستمرارية هذا التحدي أنه كلام الله.
أما "آن ماري شميل" فتصرح بأن "القرآن هو المعجزة الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم والدليل القاطع على صحة نبوته، وأنه رسالة الله إلى الناس كافة، وأن القرآن هو المهيمن على ما سلفه من الكتب المنزلة من الله على الأنبياء والرسول، وأنه -أي القرآن- يخاطب العقل والضمير والوجدان.
يقول "ماسينون": إن القرآن نظام عالمي واقعي موحى فهو ينظم تطبيق كل حادثة من أحداث الوجود وشرحها وتقديرها، إنه بالنسبة إلى جميع المؤمنين بمثابة ذاكرة أعدت أتم الإعداد أو مذكرة إحصائية للمفردات المضمونة والقابلة للتطبيق دائما والتي تتيح التمرين للتأمل، إنه رفقة أبدية للإدارة البشرية ومجموعة من العظات للأفعال العملية وللتأملات الباطنية التي تركز الانتباه في البراهين على المجد الإلهي بصورة لا تنقطع، والقرآن هو الذي يقوم بدور تبسيط مشكلة منهج الحياة أمام المؤمنين؛ لأن هذه المجموعة من القوانين الموحاة هي التي تغذي الذاكرة وتحل عقال العقل دون أن يكون لدى الفكر حاجة للتردد.
ويقول د. موريس الفرنسي: إن القرآن أفضل كتاب أخرجته العناية الأزلية لنبي، وأنه كتاب لا ريب فيه.
ويقول ألكس لوازون: خلف محمد للعالم كتابا هو آية البلاغة ومسجل الأخلاق، وهو كتاب مقدس وليس بين المسائل العلمية المكتشفة حديثا أو أن المكتشفات الحديثة مسألة تتعارض مع الأسس الإسلامية؛ فالانسجام تام بين تعاليم القرآن والقوانين الطبيعية.
ويقول دكتور "شبلي شميل": ثم إن في القرآن أصولا اجتماعية عامة فيها من المرونة ما يجعلها صالحة للأخذ بها في كل زمان ومكان وحتى في أمر النساء، وإن القرآن فتح أمام البشرية أبواب العمل للدنيا والآخرة ولترفيه الروح والجسد بعد أن أوصد غيره من الأديان الأبواب فقصر وظيفة البشرية على الزهد والتخلي عن هذا العالم الفاني.
أما دكتورة "لورافيشيا" فتؤكد على أن القرآن وحي إلهي بصفاء النص القرآني عبر القرون إلى أيامنا هذه وإلى ما شاء الله، فتقول: ولا يزال لدينا برهان آخر على أن مصدر القرآن إلهي هو أن نصه ظل صافيا غير محرف طوال القرون التي تراخت ما بين تنزيله ويوم الناس، هذا وأن نصه سوف يظل على حاله تلك من الصفاء وعدم التحريف بإذن الله ما دام الكون.
منقول

نظرعيني 14-04-2007 06:03 PM

بارك الله فيك

sky line 14-04-2007 07:31 PM

شكرا ل نظر عيني للمشاركة الطيبة وشكرا للباقين لمرورهم


الساعة الآن 11:27 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w