مشاهدة النسخة كاملة : تقرير لطلبة الحادي عشر<<هنا


الفارس البلوشي
31-03-2007, 05:46 PM
تقرير في مادة " تاريخ الحضاره الاسلاميه "

فضل أهل عمان في نشر الاسلام


كانت عمان عشية ظهور الاسلام تحت سيطرة ال الجلند الذين ينتهي نسبهم الى معوله بن الازورز. وكان يحكمها انذاك جيفر و عبد ابنا الجلندى بن المستكبر.
ويبدو ان سكان عمان انذاك كانوا من العرب، و من الفرس و بعض العناصر الاخرى التي حلت بالبلاد نتيجة للصلات التجاريه التي تربط عمان مع اقطار اخرى كثيرة تمتد الى شرق افريقية والى الهند و بعض مناطق الشرق الاقصى. وتبعا لذلك فقد انتشرت فيها ديانات و عقائد متعددة مثل المجوسية و المسيحية و اليهودية و البوذية و غيرها.
ولم تمضي مدة طويلة حتى اخذت تتسرب الى عمان و منطقة الخليج انباء الدعوة السماوية الجديدة و تعاليمها السمحة. و راي الناس فيها مخرج صدق ينقذهم مما هم فيه من محنة و فرقة و ظلال. واخذ بعض الافراد من عمان يفد على الرسول صلى الله عليه و سلم لينهل من دعوتة الكريمة. و تذكر المصادر العمانية ان اول من ااسلم من اهل عمان شخص يدعى مازن بن غضوبة من اهل سمائل، كان وثنيا يعبد الاصنام، فقدم على محمد عليه الصلاة و السلام فشرح صدره للاسلام ونور الله قلبه للهدى و اعلن اسلامه ثم رجع الى موطنه يدعو اهله لدين الله الذى جاء به خاتم الانبياء والمرسلين (ص). وقد استجاب بعض الناس للدعوة الجديده ولكن عددهم محدودا. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم انذاك مشغولا بالدعوة فى مناطق الحجاز حول مكة المكرمة والمدينة، ولم يلتفت بعد الى مناطق البعيدة فى الجزيرة وخارجها. وكان عليه الصلاة والسلام يرى ان دعوته لايمكن ان تنتشر فى الاماكن البعيدة بينما بعض اهله وعشيرته من قريش مازالوا على كفرهم يكيدون له ويتربصون به السؤ. وبعد فتح مكة فى العام الثامن من الهجرة وجد الرسول عليه السلام ان الفرصة قد اصبحت سانحه للتوسع فى نشر الاسلام خارج الحجاز.

وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم أبا زيد الانصاري الخزرجي و عمرو بن العاص الى جيفر و عبد ابني الجلندى، حكام عمان انذاك ، يدعوهما الى الاسلام واتباع طريق الحق. و أوصى الرسول عليه الصلاة و السلام أبا زيد و عمرو بقوله :"ان اجاب القوم الى شهادة الحق و اطاعوا الله و رسوله فعمرو الامير ، و ابو زيد على الصلاة و اخذ الاسلام على الناس و تعليمهم القران الكريم و السنن". فقدم ابو زيد وعمرو الى عمان واتجها الى صحار حيث كان الاخوان جيفر وعبد فأوصلاهما كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد جاء فيه " بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد رسول الله الى جيفر وعبد ابنى الجلندى ، السلام على من اتبع الهدى . اما بعد، فاننى ادعوكما بدعاية الاسلام . أسلما تسلما فاني رسول الله الى الناس كافة لانذر من كان حيا و يحق القول على الكافرين. وانكما ان اقررتما بالاسلام وليتكما، وان ابيتما ان تقرا بالاسلام فان ملككما زائل عنكما، و خيلي تطأ ساحتكما و تظهر نبوتي على ملككما".
وأخذ الاسلام ينتشر بسرعة كبيرة في عمان بالطرق السليمة و دون عنا-و خاصة بين العرب- في حين رفض الفرس القاطنون هناك اعتناق الاسلام. وراى جيفر و عبد ابنا الجلندى في الاسلام سلاحا روحيا قويا يقوي من عزيمة مواطنيهم و يشحذ هممهم لطرد الفرس الاجانب و تخليص البلاد من الاعاجم الغرباء. فاجتمعت قبائل الازد الى جيفر ابن الجلندى و قالوا:"لا يجاورنا العجم بعد هذا اليوم و اجتمعوا على اخراج الفرس من بلادهم. ودعا جيفر زعماء الفرس و قال لهم :" انه قد بعث منا (نحن ) العرب نبي ، فاختاروا منا احدى حالتين: اما ان تسلموا و تدخلو فيما دخلنا فيه، و اما ان تخرجوا عنا بانفسكم." فابوا ان يسلموا ، و قالوا :"لسنا نخرج " ، عند ذلك اجتمعت قبائل الازد حول ابنى الجلندى و عزموا على طرد الفرس من بلادهم بالقوة.
وبذلك طرد العمانيون الفرس من بلادهم و تخلصوا من مزاحمتهم و نفوذهم. و أعز الله العمانين بالاسلام و اعز الاسلام بهم. وقد اثنى الرسول الكريم على اهل عمان و مدحهم لانهم امنوا بدعوته في الوقت الذي تنكر لها بعض اهله و عشيرته، وقال فيهم من الاقوال ما يفتخر بها كل عماني مخلص لدينه و عقيدته. فروى الامام أحمد بن حنبل عن طريق ابي لبيد قال : خرج منا رجل يقال له يبرح بن اسد فراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال: هذا من اهل الارض التي سمعت رسول الله يقول فيها : اني لاعلم ارضا يقال لها عمان ينضح البحر بناحيتها، و لو اتاهم رسولي مارموه بسهم ولا حجر.

بقي عمرو بن العاص في عمان نحو سنتين، و لما وصلته انباء وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عاد الى المدينة ليعلن تمسكه بالدين الاسلامي الحنيف، و يوضحموقف العمانيين النبيل من التطورات التي حدثت في الدوله الاسلاميه عقب وفاة الرسول عليه السلام.

ولما توفي الخليفه الاول ابو بكر الصديق رضي الله عنه اقر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عبدا و جيفرا على عمان. و منحهما الحريه الكامله في تصريف شئون بلادهما الداخليه على ان تبقى في اطار النظام العام للدولة الاسلامية. و بعث عثمان بن ابي العاص الثقفي عاملا من قبله ليتولى جمع الصدقات و الزكاة. وفي عهد عمر بن الخطاب بدأ العمانيون الاشتراك في الفتوحات الاسلامية و أبلوا بلاء حسنا فيها، وكان لهم الفضل في حماية الحدود الجنوبيه الشرقيه من الدولة الاسلامية، عندما تصدوا ببسالة و قوة لمحاولاة الفرس اليائسة للاستيلاء على بعض مناطق الخليج. وتذكر المصادر ان الخليفة عمر بن الخطاب ارسل بعد معركة جلولاء (16هـ/637م) عثمان ابن ابي العاص الثقفي لمحاربة الفرس الذين حاولوا عبور البحر الى الشاطئ الغربي من الخليج. و لبى العمانيون دعوة الجهاد بحماس منقطع النظير و اجتمع العثمان نحو ثلاثة الاف مقاتل. و عبر بهم عثمان من جلفار الى جزيرة ابن كاوان حيث اجبر قائد حاميتها الفارسي على الاستسلام . ولما علم كسرى الفرس بهذا الانتصار العربي استشاط غضبا و ارسل الى واليه في كرمان يامره بالسير لمقاتلة العمانيين و طردهم من الجزيرة . ولكنه فوجئ هزيمة منكرة على ايدي العمانيين الاشواس و قتل قائد الحملة الفارسي . وبلغ من كثرة الازد العمانيين في الفتوحات ان خصص لهم حي خاص بهم في البصرة بعد انشا المدينة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وبقي العمانييون بواجباتهم الدينية في الجهاد على مر العصور . وبرزت منهم اسر عريقة معروفة ببلائها و استبسالها في المحفظة على الدعوة و الدولة الاسلامية .
وبقي العمانيون يقومون بدور هام و بارز في الفتوحات بعد وفاة عمر بن الخطاب و تولي عثمان الخلافة . و ازدادت هجرات الازد العمانيين في هذه الفتره الى العراق و خاصة البصرة التي اصبحت مركزهم و عاصمة للولايات الشرقية من الخلافة الاسلامية و كانت عمان احدى هذه الولايات . وبلغ من كثرة العمانيين في البصرة ان ابتنوا لهم حيا خاصا بهم دعي باسم درب الجوف. و في الحي نمت و ترعرعت الدعوة الاباضية.