مشاهدة النسخة كاملة : لحن الموت


الصفحة التي لم تقرأ
05-02-2007, 11:09 PM
أخذت الناي الذي كساه الدهر بالقدم ... أعزف عليه بعض مآسى الظلم ... وأشدو بأرقى آلامي ... لكل جسم تابوت واحد ولي ثلاثة توابيت.

التابوت الأول.

عشت في قرية ترتدي أرقى أنواع الظلم وقد سلط عليّ .. ربما لأن لي قلبا طيبا فلم يتعودو على مثل هذه القلوب000 كانوا دائما يهيلوا علي بالقذف والتهم تلف حولي لا دفاع لدي ... أمي تركتني صغيرا ... قرصات الأفاعي تحاول أن تقضي على هذا الجسم الطاهر... بدأ تمرد جدران وطرق هذه القرية واضحا ... حتى الظل بدأ يحتقر هذا الجسم البالي الملىء بالبؤس والحزن فلم يكن أمامي إلا الرحيل من هذه القرية الصغيرة في حجمها الكبيرة بظلمها.

التابوت الثاني.

حملت آخر شيء أملكه ملابسي البالية ... لا أريد أن أترك لهم ما يذكرونني به توجهت كي أبحث عن عمل في إحدى المدن .. كانت عكس توقعاتي بدأت هذه المدينة الشمطاء تنهش لحمي الطري ... أعاصير مترددة وتلال من الظلام يلف حولي ومياه من الوحل أتجرع ... ولكن صبرت لأن قلبي سمع همس حبه القديم ... فأخذ يبحث عنه في أنغام الماضي يحدق إلى زرقة السماء كأنه لم يألفها ولكن تعني لي الكثير إنها فيلسوف الحياة الحمقاء ... لقد بدأ الموت يعزف بأشهر ألحانه المزعجة التي من خلالها يقضي على بني البشر ... لا هدف لي في هذه المدينه لا عمل لا أمل سوى الدموع الحقيرة والحزن المؤلم.

التابوت الثالث.

ما هذه الحياة القاسية؟ ... سؤال أرهق تفكيري ... لاأحمل منها سوى شوك اليأس وجمر الأسى ... حتى أنفاس قلبي كأنها إيقاع من الهموم لتريح القلب قليل من عبء غطرسة الهموم ... وكأنها صوت عندليب مزق صوته برودة الشتاء أو أنه هديل حمامة بيضاء... قبل الرحيل نويت أن أزور آخر صديق لي في هذه الحياة ... يدعى البحر لأرمي آخر أوتار قدري عليه ولعله سيتسع لبعض همومي بدأت أخطو نحوه دون توقف رغم لغة الموت تخاطبني بأعذب المعاني ... وبعد دنوي من الشاطيء جئت لأستأذنه لأرمي بعض من هذه الهموم وكأنني مألف فن الرومانسية لأتقيد بها رأيته يتناساني ... رفضت أن أكون طفيلي جلست أسجل آخر حماقاتي في الشعر الهادي ... فجأة لمحت نبض قلبي المنسي بين طيات الكتمان ليكون آخر تابوت لي ... وقفت بقربي بصمت وتحمل طفل لم أستطع النهوض كانت رجلاي ترتجفان جلست أخاطبها بأرقي كلمات الصمت ... قالت: بحزنها المرهف ...يا حبي القديم يانزيف القلب لقد تزوجت ... وأراك كالشراع الذي مزقته ملوحة البحر ... وإنصرفت بكلماتها العذرية أسرتني ... واليوم جاءت لتحررني من الأسر ... أسر الحب ليتها تركتني بين قضبان السجون ... أرقت مدامعي حتى أصاب جفوني القروح ... حاولت أن أبحث عن قلب يقاسمني الشجون فلم أجد ... راقبت غروب الشمس ونثرت لي طيف زهور عساها أن تواسي دموعي ... ولكن دون جدوى... بدأ الليل باللحن الشجي واكتفيت بكفن المساء وراقصت الموت بشوق كمراقصة الحبيب لحبيبته.

12/3/2003م

orient
09-02-2007, 09:10 AM
ثلاثة توابيت ..تحمل احساس مرّ ..
بالرغم من كلماتك الرائعة واسلوبك المتناسق ..
الا أن الموضوع أثار الرعب بداخلي ...

موضوع من ذهب أخي الكريم ...

لاتحرمنا مما تخطه يدك ..فنحن بانتظار جديد ابداعك ،،

وفقك المولى ..

درة الإيمان
09-02-2007, 12:23 PM
لحن الموت
بنغم حزين ..
وسرد نازف ..

كن هنا دوما ..
وشكرا لك

الصفحة التي لم تقرأ
09-02-2007, 08:18 PM
شكرا زهور الماضي على المرور........آه الليل مذبحة للموت ....الوجود صار لايحتمل.....
غريب ستمضي إلى الشارع الضوئي ..... أغنية تموت في أول الطريق .....بحر قادم من المحيط......ولاشيء هنا إلا الحلم وهو الآخر سيرحل حيث البعيد.......

الصفحة التي لم تقرأ
09-02-2007, 08:33 PM
شكرا يا درة الإيمان على المرور......
الأحساس بالوحدة الوجدية والعزلة والغربة الداخلية أصعب
من الموت....
احتدام الأفكار الحالمة بالواقع.......
في القلب غناء يمامة جبلية ......
وأصوات أصدقاء قدامى لا يأتون.......
الحياة هكذا يا درة الإيمان لا نعلم متى الرحيل ... وكيف يكون .....آه من ألم مكث فينا
وعاش الغرباء يقتاتون على عقولنا....

سكون
10-02-2007, 04:27 PM
صفحة سطرت فيها حروف وكلمات وعبارات كساها الحزن والحرقة والالم
أخي الكريم مآسينا هي ترجمات لتجارب خضناها دون أن نعلم بالمصير الذي ينتظرنا ولكن أن نزرع الحزن وأن نرويها ونسمح له بالتغلغل في أعماقنا فهذا هو الموت بعينه.
أخي الكريم الحياة جميلة لو نظرنا اليها بعين الأمل والتفاؤؤل فلا تدع قلبك سجين لهموم وآلام الماضي عش الحياة وافرد جناحيك وحلق كعصفور صغير فمن يدري متى ستكون لحظة الرحيل.
بارك الله فيك ووفقك ورعاك

الصفحة التي لم تقرأ
15-02-2007, 01:29 AM
ترياق الجنون هو المأذنة الأخرى لحروف ملها الخوف...
هروب من واقع إلى أحلام همجية لا تعني لنا شيئا سوى البؤس... متى يعي الرصيف من
سكرة ويقتل المشردين هنا...
أشكرك السكون على المرور وربما أحيانا الحزن هو حقيقة لا مفر منها...

المبدع
22-02-2007, 08:12 PM
مااروع هذا الأبداع فعلا اتقنت وتناسقت في الكلمات؟,,,, المبدع

الصفحة التي لم تقرأ
23-02-2007, 11:34 PM
حلم يصافح أحلام الثكالا ... سأنحت فجرا ضحكا... وأعبر الشتاء بقنديل جدي البائس
أشكرك المبدع على المرووور...