مشاهدة النسخة كاملة : حضارة سبأ


وغلاتي
02-02-2007, 12:29 AM
حضارة سبأ :
المقدمة

مملكةسبأ..
قامت هذه الدولة عام 1950 قبل الميلاد واتجه نشاطها لإقامة السدود وإنشاء المزارع وتنظيم الطرق والمواصلات وتأمينها. واتخذت عاصمتها مأرب. وامتد نفوذها إلى مشارف الشام شمالاً وإلى الخليج العربي شرقاً. وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز نبأ سبأ وما كان لها من مجد ونعيم وما كان لها من عزة وقوة ومنعة. كما ذكر الله تعالى ما كان من شأنها مع نبي الله سليمان عليه السلام. وفي عهدها بدأ التسلل اليهودي واتخذ له مراكز في البلاد العربية للدعوة للدين اليهودي.وبلغت الحضارة في عهد سبأ القمة.ولكنها أخلدت للراحة وحياة الترف وأهملت واجباتها وكفرت بأنعم الله فعاقبها الله بانفجار السدود. ودمر ما أمامها من عمائر ومزارع ومدن وقرى وكان سبباً في زوال ملكها. وتفرقت سبأ في الأرض شمالاً وشرقاً وغرباً. وتأثرت حضرموت بهذه الكارثة وكان ذلك عام 115م.



تاريخ حضارة سبأ ومعالمها

تدل أقدم المعلومات المعتمدة على حضارة يمنية راقية، يعود تاريخها على الأقل إلى القرن العاشر قبل الميلاد وتقترن هذه المعلومات بذكر سبأ التي ارتبطت بها معظم الرموز التاريخية في اليمن القديم والتي هي بالفعل واسطة العقد في هذا العصر ، ويمثل تاريخ دولة سبأ، وحضارة سبأ فيه عمود التاريخ اليمني، وسبأ عند النسابة هو أبو حمير وكهلان، ومن هذين الأصليين تسلسلت أنساب أهل اليمن جميعا،كما أن هجرة أهل اليمن في الأمصار ارتبطت بسبأ، حتى قيل في الأمثال: تفرقوا أيدي سبأ، والبلدة الطيبة التي ذكرت في القرآن الكريم هي في الأصل ارض سبأ، كما أن ابرز رموز اليمن التاريخية ، سد مأرب ، قد اقترن ذكره بسبأ، وكان تكريمه بالذكر في القرآن سببا في ذيوع ذكر سبأ وحاضرتها مأرب،ودولة سبأ في العصر الأول هي أكبر وأهم تكوين سياسي فيه، وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في فلكها، ترتبط بها حينا وتنفصل عنها حينا آخر، مثل دولة معين وقتبان وحضرموت، أو






تندمج فيها لتكون دولة واحدة مثل دولة حمير، والتي لقب ملوكها بملوك سبأ وذي ريدان وذو ريدان هم حمير.
وأرض سبأ في الأصل هي منطقة مأرب، وتمتد إلى الجوف شمالا، ثم ما حاذاها من المرتفعات والهضاب إلى المشرق، وكانت دولة سبا في فترات امتداد حكمها تضم مناطق أخرى، بل قد تشمل اليمن كله، وكانت مأرب عاصمة سبأ، وتدلل الخرائب والآثار المنتشرة التي تكتنف قرية مأرب الصغيرة اليوم على الضفة اليسرى من وادي أذنه على جلال المدينة القديم وكبرها، ويرجح أن التل الذي تقع عليه قرية مأرب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره العلامة الحسن بن احمد الهمداني قبل ألف عام، والذي ورد ذكره بالاسم نفسه في النقوش اليمنية القديمة،وقد تحكم موقع مأرب في وادي سبأ بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان، وكان اللبان من أحب أنواع الطيوب وأغلاها في بلدان الشرق القديم، وحوض البحر المتوسط ، وقد تميزت اليمن بإنتاجها أجود أنواع اللبان وهو الذي كان ينمو في الجزء الأوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار، وقد أدى ذلك الطلب المتزايد عليه إلى تطوير تجارة واسعة نشطة، تركزت حول هذه السلعة وامتدت إلى سلع أخرى نادرة عبر طريق التجارة المذكور .


وكان يمتد هذا الطريق بصفة رئيسية من ميناء قنا في مصب وادي ميفعة على بحر العرب إلى غزة في فلسطين على البحر المتوسط، مرورا بمدينة شبوة ومأرب، ثم يمر بوادي الجوف، ومنه إلى نجران حيث يتفرع إلى فرعين: طريق يمر عبر قرية الفاو في وادي الدواسر، ومنه إلى هجر في منطقة الخليج، ثم إلى جنوب وادي الرافدين، وطريق رئيس يمتد من نجران نحو الشمال، مارا بيثرب، ثم ددان في شمال الحجاز، ومنه إلى البتراء، ويتجه الطريق الرئيس من البتراء نحو ميناء غزة، بينما يتجه فرع آخر إلى دمشق وإلى مدن الساحل الفينيقي.
ولا شك أن استئناس الجمل الذي يرجح انه تم في القرون الأخيرة من الألف الثاني قبل الميلاد قد لعب دورا بارزا في ازدهار التجارة بقدرته على حمل الأثقال ولمسافات طويلة، وتتوافق تواريخ استئناس الجمل مع ما ورد في التوراة من إشارات إلى زيارة ملكة سبأ للنبي سليمان عليه السلام في القرن العاشر قبل الميلاد، وهي الزيارة التي تفيد وجود علاقات تجارية بين بلاد الشام وبلاد اليمن، إذ تذكر الأخبار المرتبطة بتلك الزيارة ان ملكة سبأ أحضرت معها كميات كبيرة من الطيوب منها اللبان.
وتعتبر أخبار هذه الزيارة كما وردت في التوراة أقدم الأخبار التي وصلتنا عن سبأ وحضارتها، وقصة هذه الزيارة مشهورة وقد طبقت شهرتها الآفاق وملأت أسماع الدنيا، وشغلت الناس عشرات القرون، ذكرتها الكتب السماوية، وتواتر ذكرها في الأخبار وروايات متعددة، وخاصة موروث أهل اليمن، فملكة سبأ عندهم رمز تاريخي لحضارة يمنية قديمة راقية، وقد كرمت ملكة سبا وقصة زيارتها للنبي سليمان بالذكر في القرآن الكريم، قال تعالى : "وجئتك من سبأ بنبأ يقين، إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيئ ولها عرش عظيم"
وإذا كانت التجارة وموردها المالي الوفير قد أسهمت بقسط عظيم في صياغة الحياة العامة للناس وازدهارها في مراكز الحضارة اليمنية القديمة، وخاصة في قلب تلك الحضارة، أرض سبأ وعاصمتها مأرب، فإن سد مأرب هو أهم شاهد على أن اليمن شهدت أيضا حضارة زراعية فائقة، وتشير بعض الدراسات الأثرية الجادة التي أجريت ميدانيا على آثار السد إلى أن أسسه ربما تعود تاريخيا إلى قبل مطلع الألف الأول قبل الميلاد على الأقل، وهو أمر يتوافق أيضا مع ما سلف ذكره من أخبار تتحدث عن حضارة يمنية راقية منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد.
وقد ذكرت النقوش ملكة سبأ التي حكمت في القرن العاشر قبل الميلاد وبعدها ذكرت عددا كبيرا من المكربين والملوك الذين تولوا الحكم في دولة سبأ، والفرق بين الملك والمكرب هو أن الملك يحكم شعبا واحدا أو قبيلة واحدة بينما المكرب لقب للمجمِّع والموحِّد لعدة شعوب أي الموحد، ووجود المكربين في تاريخ اليمن القديم يشهد بجدارة على الجهود المبكرة جدا لتوحيد أهل اليمن تحت سلطة سياسية واحدة، وقد حاول أحد العلماء ترتيبهم زمنيا خلال الألف الأول قبل الميلاد، فبلغوا ما يقارب الخمسين، ابتداء من القرن الثامن إلى القرن الأول قبل الميلاد، ومن هؤلاء الحكام يثع أمر بين بن آسْمُهُ عَلَي الذي تذكره الحوليات الآشورية حوالي عام 715 ق.م مقترنا بالملك الآشوري سرجون الثاني وهو ما يشهد على قيام علاقات دبلوماسية مع العالم الخارجي ، أما النقوش اليمنية فتذكره مقترنا ببعض المنشآت المعمارية ومنها أنه سور مأرب، ومنهم أيضا كَرِبْ آل وتار بن ذمار علي الذي بعث بهدية إلى الملك الآشوري سنحريب، حسب ما يذكر نقش بناء معبد بيت
أكينو في آشور، حوالي 685 ق.م ، ويرجح أنه هو نفسه صاحب نقش صرواح الكبير الذي يذكر أن هذا الملك قد قام بعدة حملات عسكرية داخلية خلال فترة حكمه يهدف منها إلى تثبيت السلطة المركزية لدولته وتأديب من خرج عنه، وشملت حملاته مناطق أوسان وغيرها من المناطق الجنوبية حتى باب المندب، كما شملت حملاته أيضا مناطق امتدت ما بين نجران والمعافر بلاد الحجرية، من محافظة تعز وبعض مدن وادي الجوف، مثل نشان ونشق، ويذكر النقش أنه كافأ الجهات التي حافظت على الولاء له مثل حضرموت وقتبان، وأنه قام بإصلاحات واسعة في منطقة مأرب ومنها قصر سلحين وسوَّر عددا من المدن اليمنية، وأصلح عددا من سبل الري والأراضي التابعة لها.
ويعد المكرب يَدَعْ آل ذريح بن آسْمُهُ علي أشهر حكام سبا في أمور البناء، فقد عثر على نقوش عديدة من عهده تذكر منشآته المعمارية، وخاصة المعابد، وقد ارتبطت باسمه معابد شهيرة باليمن القديم مثل معبد أوام البيضاوي الكبير محرم بلقيس ومعبد صرواح، ومعبد في المساجد وغيرها من الأبنية التي تنبئ عن آثارها عن مستوى راق من الإتقان المعماري والإبداع الهندسي،وظلت سبأ وحتى القرن الخامس قبل الميلاد الدولة الكبيرة الأم ، حين خرجت عن سيطرتها منا طق عدة واستطاعت أن تكون دولا مستقلة.
ودخلت هذه الدول في منافسة مع سبأ، وشاركتها نفوذها السياسي والتجاري، بل إن كل واحدة من تلك الدول لم تكن أقل شأنا من سبأ في أوج إزدهارها وأبرز هذه الدول هي معين وقتبان وحضرموت،أما دولة معين فقد ظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد في الجوف، بعد أن تمكنت مناطق الجوف بقيادة مدينة يَثُل / براقش العصمة الدينية من السيطرة على طريق اللبان التجاري بمساندة حضرموت وقتبان، ثم اتجه المعينيون شمالا، وأقاموا المحطات التجارية والمستوطنات المعينية على طرق القوافل التجارية مثل قرْية في وادي الدواسر على الطريق بين نجران والبحرين أي شرق الجزيرة ، ومثل ددان في وادي القرى على الطريق بين نجران وغزة.
ومن قرنو عاصمة الدولة المعينية انطلق أهل معين يرتادون الأسواق العالمية في فلسطين ومصر واليونان وغيرها، وقد عثر بمصر على قبر تاجر معيني نقش اسمه زيد إبن زيد وكان يتاجر بالمر والقرفة في مصر أيام بطليموس الثاني حوالي 264 ق.م، وكان العالم القديم يعرف المعينيين، وقد ذكرهم مؤلفوا اليونان في كتبهم وسموا اللبان باسمهم، على أن تلك المصادر لا تقصر الذكر على المعينيين، وإنما تذكر معهم أيضا في اليمن: السبئيين والحضارمة والقتبانيين، وكان أول ذكر القتبان قد ورد في نقش الملك كرب آل وتار السبئي، وكانت حينها موالية لسبأ التي خلصتها من سيطرة أوسان،
على أن قتبان مثل معين استطاعت أن تخرج عن سيطرة سبأ في القرن الخامس قبل الميلاد، وأن تمد نفوذها على حساب سبأ متحالفة مع حضرموت،كانت مدينة تمنع في وادي بيحان عاصمة قتبان وهو مقر قبائلها في الأصل ، وفي القرن الثالث والثاني قبل الميلاد بلغت قتبان أوج ازدهارها وشملت رقعتها مناطق أوسان القديمة حتى ساحل بحر العرب، ومدت نفوذها جنوبا لتشمل واحة الجوبة على بعد مسيرة يوم واحد من مأرب العاصمة السبئية.
وتميز القتبانيون بنشاط زراعي هائل، فأقاموا مشاريع الري في الوديان، وشقوا القنوات الطويلة وحفروا الآبار وبنوا السدود، وأحسنوا استثمار موقعهم على طريق اللبان التجاري، فجنوا من الزراعة والتجارة الخير الوفير، وكانوا يعنون بسن الشرائع ووضع القوانين التي تنظم أمورهم الاقتصادية، ولا تزال تقوم إلى اليوم وفي محل السوق القديم بهجر كحلان تمنع العاصمة قديما مَسَلَّةٌ نقش على جوانبها تعاليم خاصة بسوق المدينة واسمه سوق شمر ويبين النقش إجمالا الرسوم المفروضة، وفئات التجار وغير ذلك.
أما حضرموت في أقدم عهودها فقد كانت تابعة لدولة سبأ الكبيرة ثم موالية لها، وفي القرن الخامس ق.م، إبان ضعف الدولة السبأية خرجت حضرموت عن سبأ كغيرها وكونت دولة مستقلة، وقد نمت قوتها تدريجيا واكتسبت أهمية فائقة،خاصة لكونها تملك أرض اللبان في ظفار وكانت عاصمتها‎ شبوة التي تقع في أقصى غرب وادي حضرموت على أطراف مفازة صيهد، وكانت تشمل في عز ازدهارها ظفارا ارض اللبان والنطاق الجنوبي الممتد حتى ساحل العرب، وتمتد شمالا باتجاه الربع الخالي وما يحاذي العَبْر، بالإضافة إلى موطنها الأصلي وادي حضرموت، وتبرز أهمية هذه الدولة بوضوح من خلال ذكرها وذكر عاصمتها في المصادر الكلاسيكية، إذ تذكر أن شبوة عاصمة حضرموت كانت مركزا هاما لتجارة اللبان.
عرش بلقيس " معبد برّان"

يقع على بعد 1400 متر إلى الشمال الغربي من محرم بلقيس وهو معبد سبئي كرس للمقة " الة القمر" ويلي معبد اوام من حيث الاهمية يعرف محليا "بالعمايد "وقد قامت بعثة المانية بأعمال التنقيب في هذا المعبد ومنها عرف ان المعبد مربع الشكل لة مساحة مكشوفة تتوسطها البئر المقدسة وحوض ماء حجري يصل الية الماء بواسطة مصب من فم الثور المقدس.والقاعة محاطة بعدد من الجدران من الشمال والغرب والجنوب وامام الجدار الغربي ينتصب عدد من المقاعد المرمرية ومن القاعه المكشوفه توجد 12 درجة تؤدي الى قدس الاقداس حيث الستة "يوجد حاليا خمسة اعمدة والسادس مكسور"ذات التيجان المزخرفة بالمكعبات وزن العمود 17 طن و350 كجم وطولة 12 متر وسمكة 80×60 سم يحيط بساحة المعبد المقدسة سور من اللبن"الطين"ولة ابراج ويقع باب المعبد في الجهة الشمالية.ومن نتائج الحفريات اتضح ان بناء المعبد مر بمرحلتين الاولى خلال الالف الثاني حتى بداية الالف الاول قبل الميلاد والثانية بدأت عام 850 ق.م.وان تعطيلا جزئيا حدث للمعبد مرة اخرى خلال القرن الرابع الميلادي.
بلقيس ملكة سبأ
ارتبط اسم اليمن القديم أو مملكة سبأ المشهورة في التاريخ باسم الملكة بلقيس الذي ارتبط اسمها بهذه المملكة العريقة وإذا كانت ملكة قد ورد ذكرها في القرآن الكريم قالت: "يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون" فإن هذا الذكر لم يكن مقروناً باسم الملكة الذي تردد اسمها في الكثير من كتب المؤرخين بلقيس والذي ظل موطنها محل خلاف بين المؤرخين بلقيس لم يحسم حتى الآن.ما هي قصة هذه الملكة وهل كان بلقيس هو الاسم الذي حملته فعلاً؟
إن بلقيس اسم اشتهرت به ملكة سبئية كانت معاصرة للنبي سليمان عليه السلام الذي يرجح انه عاش في القرن العاشر قبل الميلاد غير أن المصادر العربية لا تورد اشتقاقا مقنعا لهذا الاسم ويدخله بعضهم مثل "دريد" ضمن الأسماء الحميرية التي لا تقف لها على اشتقاق لأن لغتها قد بعدت وقدم العهد بمن كان يعرفها وينفرد في ذلك نشوان بن سعيد الحميري الذي حاول ان يقدم اشتقاقا بالاسم فقال في معجمه شمس العلوم، بلقيس اسمان جعلا اسما واحدا مثل حضرموت وبعلبك وذلك ان بلقيس لما ملكت الملك بعد أبيها الهدهد قال بعض حمير لبعض ما سيرت هذه الملكة من سيرة أبيها فقالوا بلقيس أي بالقياس فسميت بلقيس ورغم بعض المحاولات فإن المصادر الأجنبية لم تفلح في تقديم تفسير مفيد بالاسم ولعل أشهر تلك المحاولات ما جاء في مقال نشره عام 1988م وهو أن بلقيس كلمة يونانية تعني جارية PALLAKIS وربما كان لها علاقة بالكلمة العربية PLLAECLES وبالمعنى نفسه على أن مثل هذا التفسير يوحي بأن صاحبة الاسم كانت امرأة ضعيفة وتابعة وهو أمر لا يتفق مع أوصاف تلك الملكة عند الإخباريين خليفة والدها في الحكم.فقد ذكر ابن هشام في روايته لكتاب التيجان لوهب
بن منبه انه لما حضرت أباها الوفاة جمع وجوه مملكته وأهل المشورة وكان من جملة ما قال لهم استخلاف بلقيس عليهم فإنني رأيت الرجال وعجمت أهل الفضل وسيرتهم وشهدت من أدركت من ملوكها فلا والذي احلف به ما رأيت مثل بلقيس رأياً وعلماً وحلماً أو ما ذكره على لسان هدهد مأرب وهو يصف الملكة لهدهد سليمان بقوله ملكتنا امرأة لم ير الناس مثل حسنها وفضلها وحسن تدبيرها وكثرة جنودها والخير الذي أعطيته في بلدها ويرى الدكتور يوسف عبد الله إن ما يمكن اجتهاده بهذا الشأن أن تكون التسمية كنية في الأصل منحوتة من كلمتين أحداهما الاسم بلقيس ويذكر ان الكلبي في جمهرته قيسا ضمن شجرة نسبها فهي بنت القيس كقولهم ابن القيس أو أبو القيس فتصبح الكلمتان بعد النحت ودرج الكلام بلقيس ثم جرى كسر القاف بعد ذلك قياسا على ما هو مشهور في مثل هذه الكنى كما تنتهي كلمتا أبو الفقيه أو ابن الفقيه وأبو القاسم إلى بلقاسم وهكذا غير أن التواتر المشهور عند نشوان الحميري ان اباها هو الهدهد أو الهدهاد بن شرحبيل وينتمي إلى ذي سحر من المثامنة وهي الأبيات الثمانية من حمير أو هو الهدهاد بن شرحبيل بن الحارث الرائش كما يذكر الهمداني.
أما المصادر العربية الأساسية في قصة هذه الملكة فتذكرها بالاسم بلقيس وخاصة كتاب التيجان لابن هشام وكتاب الاكليل للهمداني والقصيدة الحميرية لنشوان الحميري.
اما ان بلقيس المعظم عرشها أو صرحها العالي على الإصراح زارت سليمان النبي بتدمر وتدمر عند نشوان كما يقول الباحث قصر من قصور النبي سليمان في بلاد الشام أي ان ذكر تدمر لا ينفي زيارة الملكة لسليمان أيضا في بيت المقدس.
وقصة الملكة بلقيس ذائعة منذ القدم وقد تجاوزت شهرتها مسرح أحداثها.
وتناقلتها شعوب أخرى بصيغ مختلفة وروايات متعددة ويقول الباحث اليمني الدكتور يوسف محمد عبدالله أن أشهر حادثة في حياة تلك الملكة كما يقول هي زيارتها للنبي سليمان.
ويرى البعض أن قصة الملكة سبأ من القصص الجميلة الذي يطغى نفسه على الأصل ولم يعثر على اسم الملكة في الكتابات القديمة ولم تدل عليها اللقى الأثرية المكتشفة بل يذهب بعضهم إلى ان سبأ لم تكن في اليمن والموروث الحبشي يرى أن بلقيس ملكة حبشية زارت سليمان من أرض الحبشة وتزوجت به وأنجبت ولداً.
على انه ليس لدى علماء الآثار والتاريخ دلائل قاطعة على نسبة هذه القصة في أصلها إلى الحبشة ويرى جمهور العلماء أن الآثار المكتشفة في اليمن تثبت أن أرض سبأ وحضارة سبأ في مشرق اليمن وان منطقة مأرب شهدت حضارة سبئية راقية في القرن العاشر قبل الميلاد وهو القرن الذي عاش فيه النبي سليمان عليه السلام بل أن أحدث الدلائل الأثرية تشير إلى حياة مدنية تقوم على نظام الري منذ الألف الثالث قبل الميلاد.
وتفيد المعلومات الأثرية، أن أقدم النقوش التي عثر عليها في الحبشة هي سبئية ومكتوبة بخط المسند مما يرجح القول أن أصحابها كانوا يعنون آثار حضارة سبأ.









الخاتمة



وأخيـــــــــراً..
سبأ حضارة ولت فجر التاريخ وعاشت مرتين، مرة عندما ذكرها القرآن فخلدت أبد الدهر، ومرة عندما تركت على الأرض آثارها تروي ما حدث، عاصمتها مأرب أعتق المدن اليمنية وأشهرها، تبعد عن صنعاء 173 كيلو متر شرقاً وإليها نتجه، فيها سد مأرب آية الحضارة السبئية، في منطقة تدعى وادي دنا حيث تندفع السيول المتجمعة من الأمطار الموسمية المتساقطة على المرتفعات الشرقية بين جبلي البلق الشمالي والأوسط بُني سد مأرب، الهدف من بنائه السيطرة على مياه السيل الجارفة وتوزيعها في أرض مأرب حتى أصبحت –كما يقولون- أخصب اليمن وأكثرها جناناً.

المراجع

◄ جريدة الوطن القطرية.

◄ جريدة الرياض اليومية.

◄ مجلة العربي.

◄ كتاب الحضارة الإسلامية للدكتور ارشيد يوسف بن ارشيد

◄www.sabanews.net

الفهرس

المقدمه ------------------------------------------------------------ 2

تاريخ حضارة سبأ ومعالمها ------------------------------------ 3←8

عرش بلقيس --------------------------------------------------------- 8

بلقيس ملكة سبأ ------------------------------------------------ 9←10

الخاتمة ---------------------------------------------------------- 11

المراجع ----------------------------------------------------------12

الفهرس ---------------------------------------------------------- 13

و اتمنى ان تستفيدون.................