مشاهدة النسخة كاملة : العلاج بالاشعة


كاسر الأمواج
05-01-2007, 10:50 PM
الطب و العلاج




العلاج بالأشعة





هذه معلومات عامة عن علاج الأورام بالأشعة وهي تنطبق على بعض مرضى السرطان وليس جميعهم.


تستخدم الأشعة السينية المعروفة ب ( X - RAYS ) للعلاج بالأشعة .. والأشعة السنية اصبح لها دور كبير في عالم الطب في مجالات الفحص والعلاج مع ما لاستخدام الأشعة من مخاطر والتي قد تكون صغيرة مقارنة بالفوائد المرجوة منها طبياً ..



ورغم أن الأشعة المستخدمة للعلاج هي نفسها التي تستخدم لأغراض التصوير (مثل أشعة الصدر) إلا أنه يستخدم أجهزة مختلفة لغرض العلاج يكون بمقدورها إنتاج أشعة أقوى .. وهي مثل أشعة التصوير غير مؤلمة .. ولا يحس بها المريض ..


أغلب مرضى السرطان يعالجون بواسطة العلاج الإشعاعي.. والذي من الممكن أن يعطى من خارج الجسم – وهو الغالب- وذلك بوضع المريض قرب جهاز العلاج أو من داخل الجسم ويكون بوضع مواد مشعة في منطقة الورم المراد علاجه ..


تعمل هذه الأشعة على تدمير خلايا السرطان في منطقة العلاج وهي أيضاً تؤثر في الخلايا السليمة والتي لها ميزة إصلاح نفسها بسرعة .. ولهذا السبب فان العلاج الإشعاعي يقسم على جلسات يومية خمسة أيام في الأسبوع من السبت إلى الأربعاء .. هذا التقسيم إلى جلسات يعطي الخلايا السليمة الفرصة لتتعافي وتصلح نفسها وهذا يساهم في تقليل الآثار الجانبية للعلاج ..


تعتمد الجرعة اللازمة للعلاج وعدد الجلسة على عدد من العوامل منها:-

نوع الورم

موقع الورم

عمر المريض

صحة المريض بشكل عام.


ولهذا السبب فان كل مريض يكون له خطة علاج لوحدة قد تختلف حتى عن خطط علاج مرضى اخرين لديهم نفس نوع الورم ..

تخطيط العلاج (التخطيط):-

أول خطوة للعلاج هو التخطيط حيث أما يقوم الدكتور بوضع علامات على المنطق المراد علاجها مباشرة أو بأخذ مقاييس وصور أشعة وذلك بجهاز "المشباة" وسمى كذلك لأن حركته وطريقة عملة تشبه الأجهزة المخصصة للعلاج ولكنه لا يعطي العلاج ولكن يأخذ صور أشعة حتى يتم التأكد من منطقة العلاج وتحديد الوضع المناسب للمريض عند العلاج ..

يستغرق التخطيط في الغالب حوالي 45 دقيقة ومع أن المريض يكون في وضعيه غير مريحة إلا أنه من الضروري أن يكون المريض ثابتاً خلال هذه العملية حتى يتم تسجيل القياسات بدقة لأهمية هذه المعلومات خلال جلست العلاج..

أحيانا يكون هناك حاجة لأخذ أشعة مقطعية لمنطقة العلاج .. كمرحلة ثانية من التخطيط يتبعها مرحلة ثالثة وأخيرة حتى يتم التأكد من منطقة العلاج والأعضاء المجاورة لها .. وهذا التخطيط ( بالأشعة المقطعية) لا يحتاجه إلا بعض المرضى ..

عند تحديد منطقة العلاج توضع علامات حبر على الجلد توضح المكان المحدد للعلاج .. وهذه العلامات تستخدم بواسطة أخصائي العلاج بالأشعة أثناء تلقي المريض العلاج .. أحياناً يكون هنالك حاجة لوضح علامات دائمة (وشم) ولكنها تكون صغيرة للغاية ..


غرفة صب الأقنعة :-

يعتمد العلاج الإشعاعي على قياسات دقيقة جداً .. ولبعض أجزاء الجسم يكون هناك حاجة إلى صنع أقنعة بلاستيكية يقوم المرضى بارتدائها خلال مرحلتي التخطيط والعلاج وهم غالباً المرضى الذين يتلقون علاجاً لمنطقة الرأس أو/ والرقبة حيث يساعد القناع على تثبيت الرأس أثناء العلاج .. أيضا يمكن وضع علامات التخطيط على القناع بدلاً من الجلد في هذه الحالة ..

تجهيز القناع يكون فقط لمرضى الرأس والرقبة ويتم ذلك قبل تخطيط العلاج حيث سيستخدم القناع خلال التخطيط وخلال جلسات العلاج ..

مرحلة العلاج :-

يشعر بعض المرض بقلق وخوف عند بدء العلاج وخصوصاً في الجلسة الأولى .. وهذا القلق أو الخوف طبيعي يزول بسرعة بعد تعود المريض على الجلسات وعلى الفريق المعالج ..

العلاج بالأشعة ليس مؤلماً وهو غالبا ما يستغرق أقل من 15 دقيقة علما بأن معظم هذا الوقت يُستغرق في وضع المريض في نفس الوضعية التي كان عليها عند التخطيط للعلاج .. حيث أن فترة تلقي العلاج ( تشغيل الجهاز) قد لا تستغرق أكثر من 4 دقائق ..

بعد أن يصبح المريض في وضعه الصحيح على سرير العلاج ( نفس الوضعية عند التخطيط ) يوجه الجهاز إلى منطقة العلاج باتجاه معين .. ثم يخرج أخصائي العلاج الإشعاعي من الغرفة لتشغيل الجهاز حيث يكون المريض لوحدة داخل غرفة العلاج وتتم متابعته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة .. وعليه فمن المهم أن يبقى المريض ساكناً طوال فترة الجلسة ..

غالبا ما يتم علاج الجزء المصاب بتركيز الأشعة عليه من أكثر من اتجاه مثل من اليمين ، من اليسار ومن الأعلى حتى يصل أكبر قدر من الأشعة بدون إلحاق الضرر بالأعضاء المحيطة به ..

الآثار الجانبية:-

كما أن الأشعة تقوم بتدمير الخلايا السرطانية فان لها تأثيرات على الخلايا السليمة مما يسبب ظهور بعض الآثار الجانبية . من المهم معرفة أن هذه ، الآثار الجانبية قد يحدث بعض منها لبعض المرضى وقد لا تحدث إطلاقاً منها تهيّج/إحتقان الجلد ، فقدان الشهيه والإرهاق.

التغييرات في الدم :-

حدث أحياناً أن تؤثر الأشعة على تعداد كريات الدم والصفائح بالجسم ، وغالباً ما يطلب من المريض عمل فحوصات أسبوعية لتعداد الدم، فإذا ما حدث وانخفض فإن المريض يشعر بإرهاق عام وعليه فقد يكون من الضروري في مثل هذه الحالات إراحة المريض عدد من الأيام حتى يعود تعداد الدم للوضع الطبيعي أو نقل دم لذلك المريض..

العلاج الإشعاعي لمنطقة الرأس والرقبة:-

العلاج بالأشعة لمنطقة الفم يجعل الأسنان معرضة للتسوس بشكل أكبر .. لذا من المهم الاهتمام بها خلال وبعد الجلسات .. غالباً ما يطلب من المريض مراجعة طبيب أسنان قبل بدء الجلسات إذا كانت منطقة الفم معرضة للأشعة .. يجب على المريض تنظيف الأسنان في الصباح والمساء وبعد كل وجبه باستعمال فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوى على الفلورايد ..

أ‌) التهاب و/أو تقرّح الفم : بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج يبدأ الفم بالتقرح حيث أن الغشاء الداخلي المبطن للفم حساس جداً للأشعة ، أيضاً الخلايا المنتجة للعاب قد ينخفض أو يتوقف إنتاجها مما يجعل عمليتي مضغ الطعام وبلعه متعبة ومؤلمة وقد يساعد تناول أطعمة لينه مثل الشوربة والبيض المقلي والحليب واللبن ..

من المهم جداً المحافظة على نظافة الأسنان خلال العلاج وحتى وأن كان الفم ملتهباً ، ويجب تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة أسنان ناعمة في الصباح والمساء وبعد كل وجبة .. أيضاً يمكن استخدام بيكاربونات الصوديوم كغسول للفم أربع مرات في اليوم على الأقل ..

ب‌) تغيّرات في حاسة التذوق: يلاحظ بعض المرضى تغيّر في حاسة التذوق لديهم بسبب الأشعة من الممكن إضافة نكهات متنوعة للطعام . هذه الحاسة قد تحتاج إلى سنة بعد العلاج لتعود إلى طبيعتها .

ج) جفاف الفم : جفاف الفم بسبب توقف إنتاج اللعاب قد يستغرق أشهراً بعد نهاية العلاج حتى يعود إلى طبيعته مما يجعل عمل البلع مهمة صعبه ، يجب شرب السوائل خلال الأكل حتى تساعد على المضغ والبلع .. أيضاً يمكن إضافة الصلصات الخفيفة والمرق إلى الطعام لتليينه .. ومن الممكن أن يصف الطبيب لعاباً صناعياً إذا استدعى الأمر ذلك ..

د‌) تساقط الشعر : إذا كانت الأشعة تشمل منطقة الرأس (أو الشارب واللحية بالنسبة للرجال) فإن تساقط الشعر يبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء العلاج .. غالباً ما يكون هذا التساقط مؤقتاً ويبدأ الشعر بمعاودة النمو بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من نهاية العلاج الإشعاعي .

العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض :-

أ‌) الإسهال : هو أحد الآثار الجانبية لعلاج منطقة الحوض ومن الممكن تخفيف حدته بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بالألياف خلال العلاج الإشعاعي مثل الخضر وات والفواكه والخبز الأسمر .. والإكثار من الأطعمة قليلة نسبة الألياف مثل الأرز – المعكرونة- الخبز الأبيض – الدجاج – اللحم .. إذا استدعي الأمر من الممكن أن يصف الطبيب علاج لوقف الإسهال ..

ب‌) التقيؤ أو الإحساس بالرغبة بالتقيؤ : تظهر مثل هذه الآثار على بعض المرض .. وهي عادة تتلاشى بعد نهاية العلاج مباشرة .. ويمكن علاجها بمضاد للغثيان حين حدوثها ..

فقدان الشهية ونقصان الوزن:-

فقدان الشهية ونقصان الوزن قد يكون ناتجاً عن الورم أو من العلاج الإشعاعي أو نتيجة الآثار الجانبية للعلاج مثل التهاب الفم عند علاج الرأس أو الإسهال والغثيان عند علاج الحوض.. أياً كان السبب فيجب تجاوزه ، العلاج بالأشعة نفسه مرهق فإذا أضفنا إليه سوء التعدية وخسارة الوزن فإن من الصعب على المريض متابعة مشوار العلاج .. عليه من المهم أن يتناول المريض كميات عاليه من البروتين والسعرات الحرارية .. فهي تعطي القوة على تحمل العلاج وعلى بناء خلايا جديدة ..

يجب على المريض تناول الطعام فور شعوره بالجوع ومن الممكن ان يأكل ستة وجبات صغيرة بدلا عن ثلاث وجبات كبيرة وعليه أن يرفع من السعرات الحرارية بإضافة الزبدة والحليب إلى الأكل وكريمة الصلصة أو الجبنة السائلة إلى الخضراوات ..

تهيج / التهاب الجلد :-

الباً ما تصاب منطقة العلاج بالتهاب في الجلد حيث تمر الأشعة عبر الجلد .. وهذه من الآثار التي من غير الممكن تلافيها ولكن يمكن التقليل منها بتجنب استخدام الصابون ، مزيلات العرق، العطور أو أي نوع من الكريمات على منطقة العلاج الإشعاعي أيضاً عند غسل منطقة العلاج وتجفيفها يجب أن يتم ذلك بلطف وبدون دعك أو تدليك ..

إذا كان الشعر من ضمن منطقة العلاج فيجب استخدام شامبو غير معطر مثل شامبو الأطفال "جونسون" .. بالنسبة للرجال إذا كان الوجه من ضمن منطقة المعالجة فيجب عدم استخدام موس الحلاقة واستخدام آلة كهربائية للحلاقة وعدم استخدام عطور ما بعد الحلاقة .. أما السيدات فيجب عدم حلق الإبطين أو نتف الشعر إذا كان داخلاً ضمن منطقة المعالجة ..

إرهاق عام : -

غالباً ما يشعر المرضى الذين يتلقون علاجاً إشعاعياً بإرهاق عام وخمول وهو طبيعي جداً فعلى الرغم من أن الأشعة لا يشعر بها المريض إلا أن تأثيرها عليه ليس بالأمر الهين .. ولذا ينصح المريض بأن لا يرهق نفسه بأعمال شاقة والخلود إلى الراحة أو النوم متى ما احس بالإرهاق .

الجنس أو العقم :-

يس للعلاج الإشعاعي تأثيرات سلبية بالنسبة للجنس بشكل عام سوى في حالة أن المبايض بالنسبة للنساء كانت ضمن منطقة المعالجة والذي يسبب انقطاع الطمث لدى هذه الفئه من النساء ، ويكون علاجه بالهرمونات التعويضيه والتي ستساعد على حل هذه المشكلة لكنها لا تحل مشكلة العقم ..

أيضاً يشعر كثير من المرض بعدم الرغبة بالجنس إلا أن الرغبة تعود بعد فترة من انتهاء جلسات العلاج الإشعاعي ..

بالنسبة للعقم فغالباً ليس للعلاج الإشعاعي تأثير على القدرة على الإنجاب إلا إذا كانت المبايض داخلة في منطقة العلاج - كما ذكر سابقاً - أو إذا كانت الخصيتان لدى الرجال من ضمن المنطقة المعالجة وهذا العقم قد يكون مؤقتاً أو مستديماً ..

بالنسبة للرجال فإن الحل في هذه الحالة هو بتخزين كمية من السائل المنوي

عند نهاية الجلسات :-

لنتائج الإيجابية للعلاج الإشعاعي تأخذ بعض الوقت لتكون واضحة، بعض المرضى يتوقع أنه سيقوم ببعض الفحوصات الطبية بعد نهاية الجلسات مباشرة لرؤية نتيجة العلاج ، إلا أن هذا في الغالب غير مناسب لأن هذا النوع من العلاج - العلاج الإشعاعي - يحتاج إلى وقت يمتد إلى أسابيع حتى نرى تأثيره على الورم ..

ندعو الله أن يمُن بالشفاء العاجل على كل المرضى ..

ما هو السرطان

تحتوي نواة كل خلية في جسم الإنسان على مورثات تشرف و تسيطر على وظائف هذه الخلية و عملها و غذائها و انقسامها و موتها ، و لكل خلية نمط معين من الحياة تحدده مجموعة من المورثات الخاصة تشرف على عملية الانقسام أو شيخوخة و موت الخلية و تدعى مجموعة هذه المورثات بمورثات الموت المبرمج .

و تضبط هذه المورثات عمل مورثتين مسؤولتين إما عن الانقسام و التكاثر أو عن إيقاف ولجم هذا التكاثر .

المورثة الورمية التي تنشط النمو و التكاثر و الانقسام

المورثة الكابحة للورم و هي المورثة التي تقي من حدوث الورم و تعمل مجموعة هذه المورثات بشكل منتظم و متوافق بشكل يضمن سلامة ووظيفة النسج والخلايا ومن برنامج محدد لكل نسيج فمثلاً تشرف هذه المورثات على نسيج بطانة الرحم ليتبدل كل 28 يوم كما أن النسيج يفترض ألا يتجدد بعد الولادة لذلك نجد أن المورثة الورمية متوقفة عن العمل فيه

هذه الأمور تحدث في حال سلامة و انتظام عمل المورثات لكن ماذا يحدث لو تعرض عمل هذه المورثات لخلل بحيث زاد عمل المورثة الورمية أو تعطل عمل المورثة الكابحة ؟

الجواب سيكون هو حدوث الورم .

فالورم هو تكاثر عشوائي و غير مضبوط للخلايا بحيث تفقد الخلية قدرتها على الموت فتنقسم في جميع الاتجاهات دون وجود من يلجمها أو يقيد تكاثرها . و لكن هذا الورم الناشئ ليس بالضرورة أن يكون خبيثاً فيلزمه بعض التغيرات في بنية الخلية حتى يتحول إلى ورم خبيث و يكون هذا الورم الخبيث في بدايته متواضعا في مكانه ، ومع مرور الوقت و حسب شدة خباثته يبدأ بالانتشار و التوسع و الانتقال إلى مناطق بعيدة معطياً النقائل الورمية التي حين وجودها يعني التقدم في مرحلة الورم و صعوبة و تعقيد بالعلاج .

فالسرطان إذاً لا يبدأ دفعة واحدة إنما هناك عدة مراحل يمر بها و هذه المراحل تحتاج إلى زمن قد يمتد لسنوات ، و السرطان إذاً هو داء يصيب مورثات الخلية فيؤدي إلى تكاثرها و هذا لا يعني انه داء وراثي بالضرورة .









السرطان على مر العصور

السرطان ليس داء حديثاً أفرزته الحضارة في القرن العشرين فهو قديم قدم الإنسان و لكن الحضارة الحالية بما أوجدته من تغيرات ضخمة مذهلة ساهمت في رفاهية الإنسان و راحته و تقدمه فقد ساهمت من جهة أخرى في زيادة الكثير من الأمراض و على رأسها السرطان فالتلوث من جهة و المنتجات الكيماوية و طبيعة الغذاء و الحياة و العمل قد يكون أحد الأسباب التي أدت إلى الزيادة الهائلة في أعداد المصابين بالإضافة إلى تحسن وسائل الكشف فقد أتاح الكشف عن الكثير من الحالات التي لم يكن بالإمكان كشفها سابقاً.

وإذا عدنا إلى التاريخ فقد وصف السرطان منذ حوالي 2000سنة قبل الميلاد و لكن وصفه كان على شكل أعراض ومظاهر فقط و قد استنتج الإنسان الآن أنها كانت مظاهر السرطان فقد وجد في مخطوطات المصريين القدماء مخطوطات نصف بعض مظاهر و أعراض هذا الداء كما أشارت إليها الحضارة اليونانية القديمة فوصف أبوقراط الذي يعتبره الغربيون أبا الطب الكثير منها كما أن الأطباء في ظل الحضارة الإسلامية تحدثوا عن هذه الأعراض و المظاهر كجزء من المرض و ليس كما كان الاعتقاد سائداً أنها تنتج عن الخطيئة و الشعوذة و ما إلى ذلك من الروحانيات ولم يتبلور الداء كمرض مستقل له خصوصيته إلا مع ظهور الحضارة الحديثة في القرن الثاني عشر حيث راج الحديث عن أسبابه و تطوره و لم يكن حتى هذه الفترة بالإمكان الحديث عن علاج يوقف تطوره أو شفاءه سوى الاستئصال الجراحي الذي لم يفلح في إحداث تقدم ملموس في العلاج إلى أن جاء القرن العشرين بما حمله من تطور تكنولوجي مذهل فظهرت المعالجة الشعاعية و الكيمائية و الهوائية و الغذائية و الجراحية و غيرها و أصبح الأطباء يتكلمون بشكل أكثر موضوعية و دقة عن أسباب الداء و ماهيته و علاجه فاتحين عصراً جديداً يبشر بحدوث تغير جذري في مسيرة علاج هذا الداء وتطوره .








أسباب السرطان


إن الأسباب الحقيقية المؤدية إلى السرطان لا زالت مجهولة إلى حد ما و لكن هناك عوامل تساعد أو تهيء للسرطان و هذه العوامل هي:

أ‌. الوراثة : إن معظم السرطانات المعروفة و الشائعة لا تنتقل عن طريق الوراثة إنما تكون حالات فردية لا علاقة للوراثة بها و لكن الأبحاث أثبتت دور الوراثة في بعض الأورام و أهمها ورم أورمة الشبكية في العين التي تورث في أغلب الأحيان من الأب لأبنائه و ليس بالضرورة إلى جميعهم و هي تصيب العينين معاً

داء البوليات الكولونية العائلي الذي يورث إلى الأبناء و يتحول إلى سرطان كولون .

ب‌. التدخين : يطلق التدخين حوالي 3000 مادة تحوي مواد عديدة لها علاقة مباشرة مع السرطان أهم هذه المواد هي المسماة البنزبرين كما يقوم التدخين بإحداث تبدلات كبيرة على بشرة القصبات خاصة تحولها من بشرة تنفسية تقوم بعملها التنفسي إلى مجرد بشرة ساترة لا نقوم بأي عمل و هذا التغير يعتبر تغير قبل سرطاني و لا يحتاج إلا لخطوة واحدة ليتحول إلى سرطان .

ت‌. طبيعة الغذاء : تشير الدراسات المجراة على الغذاء إلى علاقة بعض أنواع الغذاء كالدسم و الكحول بالتأهيب للسرطان خاصة سرطانات المعدة و الأمعاء بينما الخضار و البقول و الألياف تقلل من حدوثه.

ث‌. الحمات الراشحة (الفيروسات) :لقد ثبتت وجود علاقة بين بعض الحمات الراشحة وبعض أنواع السرطان و هي :

حمة ابشتاين بار لها علاقة بنشوء سرطانات البلعوم الأنفي في الصين و ليمفوما بيركيت في إفريقيا المدارية

حمى الحلاء البسيط النموذج 2 (الهيربس ) لها دور بنشوء سرطان عنق الرحم

حمى التهاب الكبد النموذج ب لها دور في سرطان الكبد .

ج‌. الممارسات الجنسية :

لوحظ ازدياد الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد انتشار الحرية الجنسية و استخدام مانعات الحمل و تعدد الشركاء الجنسين كما لوحظ ازدياد احتمال الإصابة بهذا النوع من السرطان إذا بدأت الفتاة حياتها الجنسية بشكل مبكر كما وجد علاقة بين سرطان الشرج و الممارسات الجنسية الشاذة .

ح‌. الأشعة :

هناك علاقة بين الأشعة و سرطانات الجلد و الدم و الغدة الدرقية .

خ‌. التوزع الجغرافي : لوحظ ازدياد بعض أنواع السرطانات في مناطق من العالم و قلتها في مناطق أخرى

د‌. المهنة و التلوث : فهناك مواد مسرطنة يتعرض لها الإنسان سواءً في عمله أو في البيئة الملوثة .









الوقــاية خيره العلاج




من المعلومات المتوفرة حالياً ، يعتقد بأن 80% من السرطانات من الممكن منع حدوثها .. ومن المسببات المعروفة للسرطان:


×التدخين يسبب 30 % من وفيات السرطان

×نوع الغذاء يسبب 30% من وفيات السرطان

×مصادر مرتبطه بالعمل 4%

×العلاقات الجنسية والانجاب 7%

×المسكرات (الكحول ) 3%

×الاشعة فوق البنفسجة 1%

×التلوث 1%

وسنتحدث هنا عن أهمها :

اولاً التدخين:

هو أحد أهم الأسباب المسببة للسرطان. من المعروف أن التدخين هو المسبب الرئيس لـ 90% من سرطانات الرئة .. أيضاً له علاقة بسرطانات أخرى مثل سرطان المثانة ، سرطان المريء وسرطان الحنجرة ..

تزداد نسبة الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر فمن يدخن 25 سيجاره في اليوم تزداد نسبة إصابته بالسرطان إلى 25-30 مرة مقارنة بغير المدخنين.

من المشجع أن توقف المدخن عن التدخين قبل فوات الأوان يقلل خطر الإصابة بسرطان الرئة تدريجياً حتى يصل بعد عدد من سنوات التوقف إلى نسبة مقاربة لمن هم لم يدخنوا من قبل.

ثانياً نوعية الغذاء :

مع العلم أنه هناك علاقة كبيرة بين السرطان ونوع الغذاء إلا أنه ليس هنالك تحديد للمأكولات المسببة للسرطان .. وهي قد تكون مواد مسرطنة تؤكل أو مواد غذائية تتحول إلى مواد مسرطنة بعد الهظم ..

مثلاً يعتقد أن السمك المملح له علاقة بسرطان التجويف الأنفي .. أيضاً هنالك علاقة بين الأغذية التي تحتوى على نسبة دهون عالية والسرطان بشكل عام من المهم الإقلال من المواد الدسمة واللحوم الحمراء واستبدالها بالسمك والدجاج .. أيضاً يحب الإكثار من الأطعمة والتي قد تحمي من السرطان مثل الخضراوات والفواكه وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف .. ومن أهم مصادرها الحبوب الكاملة مثل القمح والذرة والرز الاسمر والبقول والمكسرات ومعظم الفواكه والخضراوات غير المقشرة ..

الكشف المبكر:

التشخيص المبكر للورم قد يرفع نسبة الشفاء إلى 100% وهذا يعني أنه كلما تأخر المرء أو أهمل الأعراض التي قد يحس بها كلما قلت نسبة الشفاء.

ومن الأورام التي من الممكن كشفها مبكراً أورام الثدي وعنق الرحم لدى النساء وورم الخصية لدى الرجال إلا أنه من المهم التنوية بأن ليس كل الأورام أوراما سرطانية فقد تكون أوراماً حميدة .

أورام عنق الرحم :

وهو عادة يمكن اكتشافه في طوره الأول وقبل أن تبدأ أعراضه بالظهور على المريضة .. ويكون ذلك بإجراء فحص " لطاخة باب" Pap Smear وهذا الفحص عادةً يجرى للنساء ممن مارسن الجماع كل ثلاث سنوات ، وهو يجرى لمن تجاوزن سن 35 سنة. وهذا الفحص يقوم بإجرائه طبيب نسائي وهو بسيط وغير مؤلم .. حيث يحصل الطبيب / الطبيبة على عينة من الخلايا في عنق الرحم بواسطة كاشطة خشية صغيرة جداً.

أورام الثدي :

كما ذكرنا سابقاً أن الاكتشاف المبكر للسرطان يعني سهولة وإمكانية نجاح العلاج والتي تصل إلى 92% في أورام الثدي إذا اكتشفت في وقت مبكر.

جب أن ننوه هنا إلى أن 80% من الأورام المكتشفة في الثدي هي غير سرطانية ولكن مهما كان نوع الورم المكتشف يجب مراجعة الطبيب.

يتم فحص الثدي وذلك عن طريق الفحص الذاتي الشهري للنساء ممن يتجاوزن سنة الأربعين وسيتم شرحه لاحقاً. ايضاً بالتصوير الإشعاعي للثدي كل سنتين لمن تجاوزن سنة الخمسين من النساء بواسطة جهاز فحص الثديMammogram . أيضا من المفترض أن يفحص الثدي بواسطة الاختصاصي كل سنتين.

الفحص الشهري الذاتي :

يجب فحص الثديين مرة في الشهر للنساء ممن تجاوزن سنة الأربعين .. وافضل وقت هو بعد انقضاء الحيض ( الدورة الشهرية ) أثناء الاستحمام .. حيث لا يكون الثديين منتفخين ولا مؤلمين عند الضغط أما إذا كانت الدورة قد انقطعت فيمكن أن يتم الفحص في أول كل شهر.

وما يبحث عنه خلال الفحص هو :

تغير في حجم الثدي أو شكله أو انتفاخ غير عادي ..

جود إفرازات غير عادية من الحلمة .. أو تغير في لون الحلمة ..

تغير لون جلد الثدي أو ازدياد سماكته ..

اكتشاف تورم أو كتل قاسية في الثدي أو تحت الإبط

آلام في الثدي ..

وطريقة الفحص كالتالي :

1) قفي أمام المرآة وتفحصي وجود أي تغيير في الحجم أو انتفاخ غير عادي أو أي انكماش في الجلد كذلك لاحظي إن كان هنالك تغير في شكل أو موضع الحلمتين ..

2) ضعي يديك خلف رأسك وشدي يديك إلى الخلف ثم النظري إلى حجم وشكل الثديين ..

3) ضعي يديك على الخصر وانظري في المرآة ثانية لملاحظة أي تغير ..

4) ضعي يدك اليمني خلف الرأس وافحصي الثري الأيمن باليد اليسرى وذلك باستخدام الثلاثة أصابع الوسطى – ليس فقط أطراف الأصابع - اضغطي برفق على الثري وبحركة دائرية حول الثري مبتدئه بدوائر كبيرة عند اطرف الثري تصغر حتى تصلي إلى الحلمة خلال الفحص ابحثي عن وجود أي ورم أو عقدة قاسية أو كثافة موضعية .. يجب أن يشتمل الفحص الجزء الواقع بين الصدر والإبط ..

حاولي عصر الحلمة بلطف وراقبي خروج أي إفراز ولاحظي لونه إن وجد الآن كرري هذه الطريقة لفحص الثدي الأيسر ..

بوضع الاستلقاء ضعي منشفة مطوية تحت الكتف الأيمن وضعي يدك اليمني خلف رأسك الآن بواسطة أصابع يدرك اليسرى حاولي فحص الثري الأيمن بحركات دائرية كما في الفقدة السابقة ثم كرري العملية لفحص الثدي الآخر بوضع يدك اليسرى خلف الرأس والفحص باليد اليمني ..

أورام الخصية :

الفحص الذاتي للخصية عادة صحية مهمة تزيد من إمكانية اكتشاف الورم في مرحلة مبكرة مما يزيد من نسبة الشفاء بإذن الله ..

من المكن إجراء هذا الفحص مرة في الشهر وبعد حمام دافئ حيث أن الحرارة تؤدي إلى استرخاء الصفن مما يجعل الفحص أكثر سهوله ..

وما نبحث عنه خلال الفحص :

× كتله في الخصية ..

× تضخم في الخصية ..

× ثقل في الصفن ..

× تجمع للسوائل في الصفن ..

× ألم في الخصيتين ..

وطريقة الفحص هي :

1) قف أمام المرآة وانظر إذا كان هناك أي انتفاخ في الصفن ..

) افحص كل خصية باستخدام يديك الاثنتين معاً مستخدماً ثلاثة أصابع بأن تضع السبابة والوسطي لليدين تحت الخصية والإبهامين فوقها ..

3) حرك الخصية بلطف بين الأصابع ..

لاحظ أنه من الطبيعي جداً أن تكون إحدى الخصيتين أكبر من الأخرى ..

لاحظ وجود البربخ وهو أنبوب طري بقع في الخلف من الخصية ووجوده طبيعي ..

أيضاً من المهم عدم إهمال أي عارض حيث أن نسبة الشفاء من سرطان الخصية عالية جداً مع ملاحظة أن ليس كل الأورام هي أورام