مشاهدة النسخة كاملة : الغزل العذري


كاسر الأمواج
05-01-2007, 10:47 PM
الغزل العذري

نشأ هذا الفن في بعض بوادي جزيرة العرب ناحية المدينة ، وهو منسوب إلى بني عذرة ، وهو كما يقولون غزل عفيف ، لايتعدى ذكر محاسن المعشوقة أو العكس ، من باب التسلية والتلذذ بأمور لا تمس العفاف ، وهذا يذكرني ، ببعض الكتابات التي تتناول هذا الجانب في بعض المنتديات ، وأحيانا تجد كلاما لا يعرف له معنى ، ويزعم أهله العصمة وسمو الهدف وإنما الغاية هي اكتشاف جوانب الإبداع لدى الطرف الآخر .

سمع بشار بن برد الناس يتحدثون في عصره عن هذا النوع من الغزل ، وكان على طرف نقيض من ذلك ، فذهب إلى بعض أصدقائه - وعلامات الحزن بادية عليه - فسألوه عن سبب حزنه .
فقال لهم : مات حماري العزيز منذ عام ، ورأيته بالأمس في النوم ، فسألته: لم مت ؟ فقال لي مت من آثار الحب، لقد أحببت حمارة رأيتها عند باب الأصبهاني حبا عذريا ، وحينما لم أمكن من الوصول إليها قررت أن أموت، قال بشار : ولقد قال لي حماري أبياتا يصف جمال الحمارة .
فتعجب الحاضرون ، وقالوا : الحمار قال شعرا ؟ ! فكر بشار قليلا ، ثم أنشد بعض الأبيات ، زاعما أن حماره أنشدها ومنها :




سيدي خذ بعنانـينحو دار الأصبهاني
إن في الدار أتانـافضلت كـل أتـان
ولهـا خـد أسيـلمثل خد الشيفـران
فلذا مت ولو عشــت إذا طال هواني




فلم يعرف أي من الحاضرين معنى كلمة (الشيفران ) ولم يكن لها فعلا معنى ، إنما جاء بها بشار ليستقيم له وزن البيت ، فسأله أحدهم : وما الشيفران يابشار ؟ فقال بشار في ذكاء وسرعة بديهة : وما يدريني ، هذا من غريب الكلام عند الحمير ، فإذا لقيته فاسأله .

وقفة :
بلغ عمر بن الخطاب أن امرأة أنشدت بيتا :




هل من سبيل إلى خمر فأشربهاأم من سبيل إلى نصر بن حجاج




ففتش عن نصر فإذا به فتى وسيما جميلا فأمر بإخراجه من المدينة مع أمه ، وقال والله لن يبقى في المدينة من يتغزل به نساؤها . وقد اختصرت القصة .

كما بلغه أن امرأة تنشد أبياتا أعدّها من أفضل ما قرأته في العفة وحفظ حقوق الزوج وكان زوجها في أحد ميادين الجهاد إذ تقول :




تطاول هذا الليل واسود جانبهوأرقنـي ألا خليـل أداعبـه
فوالله لولا الله أنـي أراقبـهلحرك من هذا السرير جوانبه
ولكن تقوى الله عن ذا تصدنيوحفظا لبعلي أن تنال مراكبه


فما كان من عمر إلا أن استدعى إحدى بناته ، وسألها عن أقصى مدة يمكن أن تحتمل الزوجة غياب زوجها عنها ، فبينت له ذلك ، فكتب إلى قواده بعودة الجند بعد ما يساوي تلك الفترة ، وأعتقد أنها أربعة أشهر ....... رحم الله ذلك الجيل .


منقول