الرحيل الساحر
05-03-2006, 09:30 AM
1)- فنون عالمية ( المسرحية الصامتة )
المسرح شكل من اشكال الدراما الحياتية المتمهلة . يعتمد بنية اساسية ثابته ويلتزم نمطا حواريا خاصا تستحضر من خلاله على خشبة المسرح شخصيات تمثل ابعادا زمانية ومكانية شتى اة تستحضر مشاعر متدفقة قد تكون شعورية او لا شعورية تحمل في طياتها مضامين وقضايا تطرح للمعالجة والمداولة . ومن هنا فمع ثبات البنية وبساطة وعمق المضمون المتغير , تتراجع سطوة الكلمة والفعل المسرحي وينفتح المجال فيه كما ينفتح المجال امام عمل الصورة بما تحمله من تضمينات لانهائية وهذا ما يتمحور في المسرحية الصامتة . فكل خطوة من قدم وكل ايماءة وكل اشارة من يد قد تاتي لاشعوريا وذلك لايمنع كونها قيست وصممت في عناية كبيرة ومن ثم تتميز الشخصية هنا بالحركات واللفتات الوافرة سريعة الايقاع واخرى بطيئة الايقاع ولكن مع الاحتفاظ بالاتزان الفائق التام . فقد تعني الايماءة الواحدة او الاشارة الواحدة تشخيصا تراجيديا او كوميديا او كلاهما في قالب واحد .فادنى التفاتة من راس الشخصية قد تعني نوعا من الرفض او الانكار او الموافقة والرغبة , أي موقف سلبي او ايجابي . ومنذ زمن والعمل المسرحي الصامت يلازمه الايقاع الموسيقي . ويعد هذا الايقاع سندا يرافق المسرحية الصامته بحيث يتفاعل مع حركات الشخصية وانفعالاتها . ومع هذا فقد لايصلح النظر إلى المسرح باعتباره قالبا غنائيا راقصا خالصا في هذا النوع من المسرحيات , ولكن بوصفه فنا تركيبيا راقيا يدمج في سهولة وتلقائية مابين التمثيل والرقص والموسيقى والحركات والحوار الصامت دمجه ما بين الحوار والفعل المادي والاشارات الرمزية والزمنية وايضا دمجه ما بين الواقع والخيال , الهزل والقداسة, المرئي والا مرئي في وحدة وتناغم كلي .فالعمل المسرحي الصامت في الاصل هو خليط متوازن ما بين محاورة أضيفت إليها فيما بعد فكرة وحكاية وإيقاع موسيقي وطريقة مبتكرة للعرض .
شرح تفصيلي للمقال الصادر عن مجلة العربي الكويتية ( مغلف الكتاب )
5/1/2002
بتصرف: الرحيل الساحر
المسرح شكل من اشكال الدراما الحياتية المتمهلة . يعتمد بنية اساسية ثابته ويلتزم نمطا حواريا خاصا تستحضر من خلاله على خشبة المسرح شخصيات تمثل ابعادا زمانية ومكانية شتى اة تستحضر مشاعر متدفقة قد تكون شعورية او لا شعورية تحمل في طياتها مضامين وقضايا تطرح للمعالجة والمداولة . ومن هنا فمع ثبات البنية وبساطة وعمق المضمون المتغير , تتراجع سطوة الكلمة والفعل المسرحي وينفتح المجال فيه كما ينفتح المجال امام عمل الصورة بما تحمله من تضمينات لانهائية وهذا ما يتمحور في المسرحية الصامتة . فكل خطوة من قدم وكل ايماءة وكل اشارة من يد قد تاتي لاشعوريا وذلك لايمنع كونها قيست وصممت في عناية كبيرة ومن ثم تتميز الشخصية هنا بالحركات واللفتات الوافرة سريعة الايقاع واخرى بطيئة الايقاع ولكن مع الاحتفاظ بالاتزان الفائق التام . فقد تعني الايماءة الواحدة او الاشارة الواحدة تشخيصا تراجيديا او كوميديا او كلاهما في قالب واحد .فادنى التفاتة من راس الشخصية قد تعني نوعا من الرفض او الانكار او الموافقة والرغبة , أي موقف سلبي او ايجابي . ومنذ زمن والعمل المسرحي الصامت يلازمه الايقاع الموسيقي . ويعد هذا الايقاع سندا يرافق المسرحية الصامته بحيث يتفاعل مع حركات الشخصية وانفعالاتها . ومع هذا فقد لايصلح النظر إلى المسرح باعتباره قالبا غنائيا راقصا خالصا في هذا النوع من المسرحيات , ولكن بوصفه فنا تركيبيا راقيا يدمج في سهولة وتلقائية مابين التمثيل والرقص والموسيقى والحركات والحوار الصامت دمجه ما بين الحوار والفعل المادي والاشارات الرمزية والزمنية وايضا دمجه ما بين الواقع والخيال , الهزل والقداسة, المرئي والا مرئي في وحدة وتناغم كلي .فالعمل المسرحي الصامت في الاصل هو خليط متوازن ما بين محاورة أضيفت إليها فيما بعد فكرة وحكاية وإيقاع موسيقي وطريقة مبتكرة للعرض .
شرح تفصيلي للمقال الصادر عن مجلة العربي الكويتية ( مغلف الكتاب )
5/1/2002
بتصرف: الرحيل الساحر