مشاهدة النسخة كاملة : الاعلام--سلاح ذو حدين


الرحيل الساحر
05-03-2006, 09:25 AM
الإعلام—ذلك السلاح ذو الحدين
بقلم : الرحيل الساحر


في هذه الحياة –في هذا العالم هنالك العديد من المصادر المعرفية التي فتحت أبواب المعرفة على مصراعيها للبشرية وقادتها من عوالم مجهولة إلى عوالم أخرى يشع منها الق المعرفة والعلم. ومثل القول القائل ( تعددت الأسباب والموت واحد ) كذلك هذه المصادر رغم اختلافها واختلاف محاورها وآفاقها إلا أنها تلتقي في هدف واحد ألا وهو المعرفة البشرية. ومن بين هذا المصادر المعرفية نجد مصدر مهما اخذ يشق طريقه بقوة مستندا إلى التقنية الحديثة في انتشاره مواكبا مختلف القضايا والمستجدات على مختلف الساحات والأصعدة.هذا المصدر المهم هو الإعلام .

مع انطلاق الثورات التقنية المتقدمة, أصبح للإعلام دور أكثر وضوحا وفعالية في حياة البشر هذا لأنه مصدر معرفي متجدد ويجدد في أساليبه ليصل عبر جسر من الروابط المعرفية إلى تحقيق غاية مهمة ألا وهي (أن الفرد ينبغي إن يعرف ). هذا ومع تضارب المستحدثات الحديثة مثل العولمة وتداخلها في قالب أصبح بني البشر في وسطه خضم من الآراء ,ينبغي إدراك انه كما لكل شي في هذه الدنيا تقريبا –هنالك سلبيات وهنالك ايجابيات أيضا ,هنالك سلبيات وايجابيات للإعلام أيضا . هل من الممكن أن يصبح الإعلام سلاحا ذو حدين ؟ نعم وهذا واقع ينبغي إدراكه جيدا.

نحن نسمع كثير بالمفهوم أو القول الشائع << الحقيقة للكل – أو الكل له الحق في إن يعرف >> ونقف هنا لنتساءل , هل يستساغ هذا المفهوم كمبرر لحمل المجتمع على الاطلاع على كل ما يحدث في العالم من تناقضات وصراعات دولية ؟ هل نحن بتطبيق هذا المفهوم قد أشبعنا حاجة الشعب المتعطشة لكشف الخبايا الدولية المتاحة وآلا متاحة والتي يمكن إن تكون في بعض الأحيان مضرة أكثر من ماهي نافعة ؟ الحق يقال بان حاجة المجتمع إلى معرفة الخبر هي حاجة ملحة ولكن الأمر الأكثر إلحاحا هو كيفية قيام الجهات الإعلامية بتسويق هذا الخبر والتأكد من صحة مضامينه وأبعاده وتأثيراته المختلفة . فالأفراد في المجتمع الواحد ليسوا سواسية في مستوى إدراك وتحليل ما يسمعون أو ما يرون. وهنا أؤكد إن الخلفية الثقافية والتعليمية للفرد تلعب دورا حيويا مهما في كيفية تقبله للخبر وتعامله مع حيثياته والوقوف على أبعاده . هذا لان القاعدة المعلوماتية لدى الفرد تساهم في بلورة ومحورة أبعاد الخبر مع الإدراك التام لمضمون الوسيلة التي ينقل بها الخبر واعني بذلك التلفاز أو الإذاعة أو الصحف أو الانترنت. وهنا تتضارب دواعي الديمقراطية التي يطالب بها المجتمع في سبيل معرفة الخبر وملابساته مع دواعي الدكتاتورية في احتكار هذا الخبر من قبل جهات معنية عدة تسترا على خبايا وأسرار لاينبغي إن تأخذ إلى مسامع وأبصار المجتمع طريقا إلا بعد أمد معين أو بعد إن يصبح الخبر بلا قيمة لاحتكاره فترة أطول .