مشاهدة النسخة كاملة : اموؤ القيس


شموخ الهيام
10-11-2006, 02:10 PM
قفا نبك من ذِكرى حبيـب ومنـزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخـول فحَوْمـلِ
فتوضح فالمقراة لم يَعـفُ رسمهـاَ لما نسجتْها مـن جَنُـوب وشمـالِ
ترى بَعَـرَ الأرْآمِ فـي عَرَصاتِهـا وقيعانهـا كأنـه حــبَّ فلـفـل
كأني غَداة َ البَيْـنِ يَـوْمَ تَحَمَلّـوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِـفُ حنظـلِ
وُقوفاً بها صَحْبـي عَلـيَّ مَطِيَّهُـمْ يقُولون لا تهلـكْ أسـى ً وتجمّـل
وإنَّ شفائـي عـبـرة ٌ مهـراقـة ٌ فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ مـن مُعـوَّلِ
كدأبـكَ مـن أمِّ الحويَـرثِ قبلهـا وجارتهـا أمَّ الـربـابِ بمـأسـل
ففاضتْ دُموعُ العين منـي صبابـة نزُولَ اليماني ذي العيابِ المحمَّـلِ
ألا ربَّ يـومٍ لـك مِنْهُـنَّ صالـح ولا سيّمـا يـومٍ بـدارَة ِ جُلْجُـلِ
ويـوم عقـرتُ للعـذارى مطيتـي فيا عَجَباً مـن كورِهـا المُتَحَمَّـلِ
فظلَّ العـذارى يرتميـنَ بلحمهـا وشحـمٍ كهـداب الدمقـس المفتـل
ويوم دخلتُ الخـدرِ خـدر عنيـزة فقالت لك الويـلات إنـكَ مُرجلـي
تقولُ وقد مـالَ الغَبيـطُ بنـا معـاً عقرت بعيري يامرأ القيس فانـزلِ
فقُلتُ لها سيري وأرْخـي زِمامَـهُ ولا تُبعديني مـن جنـاك المعلـلِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْـتُ ومُرْضـعٍ فألهيتُهـا عـن ذي تمائـمَ محـول
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لـهُ بشِقٍّ وَتحتـي شِقُّهـا لـم يُحَـوَّلِ
ويوماً على ظهر الكثيـبِ تعـذَّرت عَلـيّ وَآلَـتْ حَلْفَـة ً لـم تَحَلَّـلِ
أفاطِمُ مهـلاً بعـض هـذا التدلـل وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
وَإنْ تكُ قد ساءتـكِ منـي خَليقَـة ٌ فسُلّي ثيابـي مـن ثيابِـكِ تَنْسُـلِ
أغَـرّكِ منـي أنّ حُبّـكِ قاتِـلـي وأنكِ مهما تأمـري القلـب يفعـل
ومَا ذَرَفَـتْ عَيْنـاكِ إلا لتَضْرِبـي بسَهمَيكِ في أعشـارِ قَلـبٍ مُقَتَّـلِ
و بيضة ِ خـدر لا يـرامُ خباؤهـا تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بهـا غيـرَ مُعجَـلِ
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيهـا ومَعْشَـراً عليّ حِراساً لـو يُسـروّن مقتلـي
إذا ما الثريا في السماء تعرضـت تعرضَ أثنـاء الوشـاح المفصَّـلِ
فجِئْتُ وقـد نَضَّـتْ لنَـوْمٍ ثيابَهـا لدى السِّتـرِ إلاَّ لِبْسَـة َ المُتَفَضِّـلِ
فقالت يميـن الله مـا لـكَ حيلـة ٌ وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلـي
خَرَجْتُ بها أمشـي تَجُـرّ وَراءَنـا على أثَرَيْنـا ذَيْـلَ مِـرْطٍ مُرَحَّـلِ
فلما أجزْنا ساحة الحـيِّ وانتحـى بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقـافٍ عَقَنْقَـلِ
هصرتُ بِفـودي رأسهـا فتمايلـت عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّـا المُخَلخَـلِ
مُهَفْهَفَـة ٌ بَيْضـاءُ غيـرُ مُفاضَـة ٍ ترائبهـا مصقولـة ٌ كالسجنجـل
كِبِكْرِ المُقانـاة ِ البَيـاضِ بصُفْـرَة ٍ غذاها نميرُ الماء غيـر المحلـلِِ
تصد وتبدي عـن أسيـلٍ وتتَّقـي بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِـلِ
وجيد كجيد الرئـم ليـس بفاحِـش إذا هـيَ نَصّـتْـهُ وَلا بمُعَـطَّـلِ
وفرعٍ يُغشي المتـنَ أسـودَ فاحـم أثيـت كقنـو النخلـة ِ المتعثكـلِ
غدائرهُ مستشـزراتٌ إلـى العلـى تضِل المداري في مُثنـى ومُرسـل
وكشح لطيـف كالجديـل مخصـر وسـاق كأنبـوبِ السقـي المُذلـل
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْـنٍ كأنّـهُ أساريعُ ظبي أو مساويـكُ إسحـلِ
تُضـيء الظـلامَ بالعشـاء كأنهـا منـارة ُ ممسـى راهـب متبتـل
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشهـا نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
إلى مثلهـا يرنـو الحليـمُ صبابـة إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْـوَلِ
تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبـا وليسَ صِبايَ عن هواهـا بمنسـل
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْـوَى رَدَدتُـه نصيح على تعذَالـه غيـر مؤتـل
وليل كموج البحر أرخـى سدولـهُ علـيَّ بأنـواع الهمـوم ليبتـلـي
فَقُلْـتُ لَـهُ لمـا تَمَطّـى بصُلْبِـهِ وأردَف أعجـازاً ونـاءَ بكلْـكـلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويـلُ ألا انْجَلـي بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنـك بأمثَـلِ
فيا لـكَ مـن ليـلْ كـأنَّ نجومـهُ بكل مغـار الفتـل شـدت بيذبـلِ
كأن الثريا علِّقـت فـي مصامهـا بأمْراسِ كتّانٍ إلـى صُـمّ جَنـدَلِ
وواد كجوف العيـر قفـر قطعتـه به الذئب يعـوي كالخليـع المعيّـلِ
فقلت له له لمـا عـوى إن شأننـا قلـيـل الغـنـى لـمـا تـمـوّلِ
كلانـا إذا مانـال شيئـاً أفـاتـه ومن يحترث حرثي وحرثك يهـزلِ
وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيـرُ فـي وُكنُاتُهـا بمنجـردٍ قيـدِ الأوابــدِ هيـكـلِ
مِكَـرٍّ مفـرٍّ مُقْبِـلٍ مُدْبِـرٍ مـعـاً كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
على الذَّبْلِ جَيّاشٍ كـأنّ اهتزامَـهُ كمـا زَلّـتِ الصَّفْـواءُ بالمُتَنَـزّلِ
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ علـى الونـا أثـرنَ غبـاراً بالكديـد المركـل
يزل الغلام الخف عـن صهواتـه ويلـوي بأثـواب العنيـف المثقـلِ
على العقبِ جيَّاش كـأن اهتزامـهُ إذا جاش فيه حميُه غَلـيُ مِرْجـلِ
يطيرُ الغلامُ الخفُّ علـى صهواتـه وَيُلْـوي بأثْـوابِ العَنيـفِ المُثقَّـلِ
دَريـرٍ كَخُـذْروفِ الوَليـدِ أمَـرّهُ تقلـبُ كفيـهِ بخـيـطٍ مُـوصـلِ
لـهُ أيطـلا ظبـيٍ وساقـا نعامـة وإرخاء سرحـانٍ وتقريـبُ تنفـلِ
كأن على الكتفين منـه إذا انتحـى مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلايـة َ حنظـلِ
فَبـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُـهُ وَلجـامُـهُ وباتَ بعيني قائمـاً غيـر مرسـل
فعـنَّ لنـا سـربٌ كـأنَّ نعاجَـه عَـذارَى دَوارٍ فـي مُـلاءٍ مُذَيَّـلِ
فأدبرنَ كالجـزع المفصـل بينـه بجيدِ مُعَمٍّ فـي العَشيـرَة ِ مُخْـوَلِ
فألحَقَـنـا بالهـادِيـاتِ وَدُونَــهُ جواحِرها في صـرة ٍ لـم تزيَّـل
فَعادى عِـداءً بَيـنَ ثَـوْرٍ وَنَعْجَـة ٍ دِراكاً ولم يَنْضَـحْ بمـاءٍ فيُغسَـلِ
فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِـجٍ صَفيـفَ شِـواءٍ أوْ قَديـرٍ مُعَجَّـلِ
ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسـه متى ما تَـرَقَّ العيـنُ فيـه تَسَفَّـلِ
كـأنَّ دمـاءَ الهاديـاتِ بنـحـره عُصـارة ُ حِنّـاءٍ بشَيْـبٍ مُرْجّـلِ
وأنـتَ إذا استدبرتُـه سـدَّ فرجـه بضاف فويق الأرض ليس بأعـزل
أحار ترى برقـاً أريـك وميضـه كلمـع اليديـنِ فـي حبـي مُكلـل
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيـحُ راهِـبٍ أهان السليط فـي الذَّبـال المفتَّـل
وأضحى يسحُّ الماء عن كـل فيقـة يكبُّ على الأذقـان دوحَ الكنهبـل
وتيماءَ لم يترُك بهـا جِـذع نخلـة وَلا أُطُمـاً إلا مَشـيـداً بجَـنْـدَلِ
كـأن ذرى رأس المجيمـر غـدوة ً من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغـزَلِ
كـأنَّ أبانـاً فـي أفانيـنِ ودقــهِ كَبيـرُ أُنـاسٍ فـي بِجـادٍ مُزَمَّـلِ
وَألْقى بصَحْـراءِ الغَبيـطِ بَعاعَـهُ نزول اليماني ذي العياب المخـوَّل
كأنّ السِّباعَ فيـهِ غَرْقَـى عَشِيّـة ً بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُـلِ
على قَطَنٍ بالشَّيْـمِ أيْمَـنُ صَوْبـهِ وَأيْسَـرُهُ عَلـى السّتـارِ فَيَـذْبُـلِ




شــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاله يامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــوخ