مشاهدة النسخة كاملة : أحْلام فترة الـْنـَقاهـَة ( كِتَاب )


ســــحاب
22-10-2006, 07:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرتة بإختصار تتناول كتاب قرأته أو سمعت عنه ...او ارتشفت منه القليل
كتابي اليوم أسمه أحْلام فترة الـْنـَقاهـَة لنجيب محفوظ ..أتمنى أن تستمتعوا به مثلي
/
أحْلام فترة الـْنـَقاهـَة

سَمِعْتُ المُذيع يتلو بعض هذه الأحلام التي راحَتْ تتصاعد في أعدادِها، فقد كان اختيارُه عشوائيًا..
شدتني، فَرحـت أبـحَثُ عنـها، فوجدت ُ مَنْ يقول لي بـأن أحْلام نجيب محفوظ بلغت 146 حلُمـًا، و جمعَتْ في كتاب ٍ بلغ 118 صفحة عن دار الشروق بالقاهرة تحت عنوان " أحلام فترة النقاهة " في لغة ٍ تجمع ُ بين الشفافية و الإيجاز الشديد
ومنهم من قال بأنه كتبها بعد تعرضه لحادث اغتيال من قبل مُتطرف عام 1994م، لم تنجَح في حينها حتى نجحت عام 2006.. أما أحْلام نجيب محفوظ فقد وصَلت إلى 206 حلم، وهل سَمِعتِ بحُلم قد اكتمل؟..
وددت فقط أن أشارككم ببعض هذه الاحلام

ســــحاب
22-10-2006, 08:00 AM
نشرَ (شُرفات) في مُلحق مُتميز جدا الثلاثة الأخيرة منها، والأحلام الثلاثة المَنشورة حَمَلت رقم: 204، و205، و206، في الصَّفحة رقم 31 من شُرفات،

حلم ــ رقم 204


رأيتني مُديرا لشؤون السِّينما، وجاءتني الفنانة فتلطلبُ إعفاءَها مِنَ العَمَل مع المُمثل، فانزعَجْتُ، وقلتُ

لها: إنَّ هذا سُيغيِّرُ الخطة كلها، ولكنها أصَرَّتْ على مَوقفها، ثم جاءني المُمَثل وطلبَ مِني الضغط

عليها، فاعتذرتُ. وراحتْ هي تقولُ للوسَط الفني: إني أضغط عليها لتعْمَل مَعَ المُمثل صَديقي على رغم

إرادتي، وراحَ يقولُ: إنني سَهلتُ لها التحررَ من العَمل، لغرض في نفسِي، فلعنتُ اليومَ الذي توليتُ فيهِ هذا المَنصَب.

ســــحاب
22-10-2006, 08:01 AM
حلم رقم ــ 205


رأيتني أشاهِدُ دَوريَّة مِنَ الجُنود الأجانب، فضرَبتها بحَجَر، وصَعَدْتُ إلى السَّطح، وعَبَرْتُ سَطح الجيران، وهَبَطتُ السِّلم، لأهْرُبَ مِن بابِ البيْتِ، فوَجَدته مَسْدودا بجُنودٍ شَاهِرينَ السِّلاح.

ســــحاب
22-10-2006, 08:02 AM
حلم ــ رقم 206 ــ الأخير



رأيتني أعِدُّ المَائدَة والمَدعُوونَ في الحُجْرة المُجاورة تأتيني أصْواتهم، أصْوات أمِّي وأخوتي، صَحَوتُ فاقدا الصَّبْر، فهَرَعْتُ إلى الحُجْرةِ المُجاورَة لأدْعُوهم، فوَجدتها خالية تمَامَا، وغارقة في الصَّمْت، وأصَابني الفزع دقيقة، ثم اسْتيقظت ذاكرَتي، فتذكرتُ أنهُم جَميعا رَحلوا إلى جَوار رَبِّهم، وأنني شيَّعْتُ جنازتهم واحِدا بَعْد الآخر.

شرفات ـ جريدة عمان ـ العدد رقم: 193 ـ بتاريخ 6 سبتمبر 2006م

ســــحاب
22-10-2006, 08:05 AM
يسرد محفوظ عبر « أنا » الراوي حيناً و يلجأ حيناً آخر إلى فعل القصّ التقليدي، فيروي عن نفسه و كأنه بطل الحلم ثم يروي قصة يكون بطلها شخصاً آخر. إنها التقنية القصصية يستخدمها محفوظ ببراعته التي لم تنل منها الشيخوخة مثلما نالت قليلاً من لغته أو عصبه اللغوي.

يبصر نجيب محفوظ نفسه مثلاً على درّاجة، جائعاً يبحث عن مطعم شعبي. و عندما يجد أحد المطاعم يكتشف أنه « خربة » مملوءة بالنفايات. أحياناً يبصر نفسه في محطة « الترام » منتظراً قطاراً يفوته، أو في المطار أو المكتب أو المستشفى... و أطرف أحلامه ذلك الذي وجد نفسه خلاله في جنازة لا يعرف أحداً من المشيعين فيها ولا الميت نفسه. يبصر أخته و قد أصبحت غريتا غاربو الممثلة الشهيرة، و يبصر سيد درويش و شكوكو و ريّا و سكينة... و في حلم قاتم يبصر جثمان أخته يتحول جثمان الفتاة التي يحبّها... إنها أحلام حافلة بالمصادفات و المفاجآت و الخوارق، فيها من العبثية ما فيها من السخرية السوداء: رجل يدخل شقته و يكتشف أنها ليست شقته، أستاذ ميت يتصل بتلميذه هاتفياً، عروس توقفها الشرطة في ليلة العرس، موتى يطلّون برؤوسهم... على أن أحلاماً عدة تصبح أقرب إلى الكوابيس التي تقضّ مضجع « الحالم » فيقول: « خيّل إليّ أن شخصاً يتبعني ». هذه « المطاردة » تتردد في بعض الأحلام مذكرة بـ" كوابيس " الكاتب فرانز كافكا.

يصعب فعلاً حصر « أحلام » نجيب محفوظ التي بلغت في الكتاب مئة و ستة و أربعين حلماً، فهي قصيرة و خاطفة و مملوءة رموزاً و إشارات أو علامات. و إن لم تكن تحتل مرتبة متقدمة في نتاجه الهائل فهي تمثل مفاتيح مهمة للأبواب الكثيرة التي يحفل بها عالمه الروائي الضخم، علاوة على كونها نصوصاً سرديَّة تكشف ما توارى في دخيلاء محفوظ و أعماق لا وعيه.

ســــحاب
22-10-2006, 08:08 AM
نـِهايةُ الضَّحِك..

" جَمَعَتنا الصَداقةُ و النـَشأة و تَواعدنا في تلك الحارة، و ذيول الليل تهْبِط.. و لا هَدَف لنا إلا الانْشِراح باللقاءِ و الاسْتِسلام للمِزَاح، و الضَّحِك على طريقة ِ القافية.
و تَبَادلنا النُّكات، و أخذنا نَتَحوّل ُ إلى أشْبَاحٍ في الظـَّلام و تَعارفنا بأصواتنا، و لَمْ نَكـُفْ عن المِزاح، و القافيَة، و انـْطَلَقت قهقهاتنا تَرُّجُ الـْجدران، و تُوقظ النِّيام.
الحارة مُتَعَرِّجَة، و نحن نَتَقَاربُ حتى لا نـَذوبَ في الظـَّلـْمة. و كلمَا تَمَادينا في الـْحَيرة غالينا في الضَّحِك، و بدأنا نتَساءل حتى نَجِدَ خَلاصَنا في ميدان ٍ أو شارعٍ كبير.
و ذكـَّرنا أحدُنا بأن الْمَلِكة الفِرْعونية التي أرادتْ الانـْتِقام مِن الكَهَنة الذين قَتَلوا زَوْجَها ، دَعَتْهم إلى مَكانٍ يُشْبِه هذا، و سَلـَّطـَت عليهم المياه، و ما كادَ يَفـْرَغُ مِن حكايتِه حتى هـَطَلـَت السَّماءُ علينا بقوة ٍ غيرِ معْهودَة . و أسْكـَتنا الرَعَد، و مَضَت المياهُ ترْتَفِعُ حتى غـَطـَّتْ أقْدَامَنـا ، و زَحَفَتْ على سيقانـِنا و شَعَرْنا بأننا نَغـْرَقُ تحت الـْمَطـَر في ظلم الليل، و نسينا نُكاتِنا و ضَحَكَاتِنا، و لَمْ يَعْدْ لنا مِن أمَل ٍ في الخـَلاص إلا أن نَطيرَ في الفضاء.."

ســــحاب
22-10-2006, 08:10 AM
تـِكرارُ المعجزة
" أسير ُ على غيرِ هـُدًى و بلا هَدَفٍ و لكن صادفَتْني مفاجأة لَمْ تَخـْطُر لي في خاطري، فصرتُ كلما وضـَعـْتُ قدمي في شارِعٍ أنـْـقَلَبَ الشَّارعُ سيركـًا. اخـْتَفت جدرانـُه و أبْنيتـُه و سياراتُه و المـّارَّةُ، و حـَلَّ محلَ ذلك قـُبَّة ٌ هائلـةٌ بمقاعدِها المـُتّدَرِجَة و حبالِها الممدودة و المُدَلاة و أراجيحِها و أقفاصِ حيواناتـِها و الممثلون و المـُبـْتَكرون و الرياضيون حتى البلياتشو، و شدَّ ما دُهِشتُ و سررت و كدتُ أطيرمن الفرح .. "

ســــحاب
22-10-2006, 08:12 AM
رأسُ وسط ورد النِّيل..

تريَضّتُ على الشاطئ الأخـْضَر للنيل الليلة نَديَّة، و المُناجاةُ بين القمرِ و مياه النَّهر مُسْتَمِرَة تشِعُّ مِنها الأضواء، هَامَتْ روحي حول أركان العبَّاسيَّة المـُفْعَمَة بالياسمين و الحبّ. و وجدتُ نفسي ترددُ السؤالَ الذي يُرَاوِدُها بين حينٍ و آخر. لماذا لم تزرْني في المَنام و لو مرَّة ٍ واحدة ٍ منذ رَحَلتْ على الأقل لأتـأكدَ مِن أنها كانت حقيقية و ليستْ وهْمًا مِن أوهامِ المُرَاهَقَة . و هل الصورة التي طبعتُ في خيالي هي الصورة الحقيقية للأصل. و أذا بصوتِ الموسيقى يترامـى إليّ مِن ناحية الشَّارع المُظـْلـِم، صارت أشباحًا ثم تجلَّت مع ضوء أوّلِ مُصْبَاح صادفَها في طريقـِها. أدهشني أنها لمْ تكنْ غريبة عليّ في الموسيقى النُحاسيَّة التي كثيرًا ما أسْتَمَعْتُ إليها في صباي، و رأيتها تتقدمُ بعض الجنازاتِ. و هذا اللحنُ أكادُ أحـْفَظَه، أما المصَادفَة السعيدة غير المُتَوقعَة فهي ان حبيبتي الراحلة تسيرُ وراء الفرقة هي بطلعتِها البريَّة و مِشيتِها السنيَّة و ملامحها الأنيقة، أخيرًا تكرَّمتْ بزيارتي و تركتْ الفرقة الجنائزيَّة تسير، و وقفَـَتْ قُبالتي لـِتؤكدَ لي أن العُمْرَ لم يضعْ هدرًا.وقمتُ واقِفًا مُنْبَهِرًا، و تطلَّعتُ إليها بكلِّ قوة روحي و قلت لنفسي أن هذه الفُرْصَة لا تتكرر لألمس حبية القلب.

ســــحاب
22-10-2006, 08:13 AM
وساوِس



"
تواصَلت أحياءُ الجماليَّة و العباسيَّة، و أنا أسيرُ و كأنني أسيرُ في مَكانٍ واحد, وخُيلَ إلي أن شَخْصًا يَتْبَعُني ، فألتْـفَتُ خَلْفي، و لكن الأمطار هَطَلَت بقوة لم نـَشْهَدها منذ سنين، و رَجَعْتُ إلى مَسْكَني مُهَرْوِلاً، و شَرَعْتُ أخـْلَعُ مَلابسي. و لكن شعورًا غريبًا اجتاحَني بأن شَخْصًا غريبًا في المَسْكَن، و اسْتَفَزني استهتاره. فَصَحَت به أن يُسَلِّمَ نَفسَه . و فَُتِحَ بابُ حُجْرَةِ الاسْتِقبال؛ و بَرَزَ رَجُلٌ لم أرَ مَثيلاً في مَساحتِه و قوتِه و قال بهدوء و بِسُخْرية: " سَلـِّمْ أنت نَفسَك ". و مَلَكَني إحْساسٌ بالعَجْز و الخَوف، و أيقنتُ أن ضَرْبَة ً واحِدَةً مِن يدِه كَفيلَة بِسَحْقي تمامًا. أما هو فأمَرني بِتَسْليمِه مَحْفَظتي و مَعْطفي، و كان المِعْطَف يـَهمـُّني أكْثَر و لكني لم أترددْ إلا قليلاً و سلَّمْتُه المِعْطـَفَ و المـِحْـفـَظـَة. و دَفَعَني فألقاني أرْضًا، و لما قمت كان قد اخـْتََفَى و تَسَاءلْتُ هل أنادي و أسْتَغيث!
و لكن ما حَدَثَ مُهين، و مُخْجـِل و سَيَجْعَلني نادِرَة و نُكْتَة، فلم أفْعَلْ. و فَكرْتُ في الذهاب ِ إلى القِسم، و لكن ضابطُ المَباحِث كان مِن أصْحابي، و سَتُذاعُ الفَـَضيحَةُ بطريقةٍ أخْرَى. و قَررتُ الصَمت، و لكني لم أسْلَمْ مِن الوساوس. و خُفْتُ أن أقابِلَ اللصَّ في مَكانٍ ما، و هو يَسيرُ هانِئًا بِمـعْطَفي، و نقودي.

ســــحاب
22-10-2006, 08:14 AM
ضوضاء..

"
يـا لها مِن ضَوْضاء، فثمَةُ أصْوات ٌ مُتَضَارِبَة و خُطـَوات ٌ تَهَرولُ حينًا، و تـَرْكُضُ هناك، و صَرْخَة ٌ هناك، و طَلَقات ٌ ناريَّة، و امرأة ٌ تَسْتَغيثُ بالله. أذهَلني التَّشَابُه بين صوتِه و صوتِ المَرْحومَة أمِّي. و مِن فوري هَرِعْتُ إلى السُّطوح حيثُ اجْتَمَعَ أخوتي، و تَحَدَّثَ أخي الأكْبَر عن الاسْتِغاثَة و الصوْت؛ فقالَ لي بتَيَّقن ٍ بأن الصَوْت هو صَوْت أمِّنا دون غيره، و ليس آخر يُشْبِهه.
"

نجيب محفوظ

الملاك الغريب
28-10-2006, 05:11 PM
مساؤكـِ أجمل من مساء عاش في مسائي ..

نجيب محفوظ ..حــاكـ بأحــلامه ثرثــرات غنية بالألفــاظ ..
((شرفـات)) ..
تنشر الكثــير من أحـ لامه ..


سحــابـ ..
دعينـ ـي نرتشف أكثـ ـر من أح ــلامه ..لنلامسهــا بروح نديه ..


وفقكـ المولى

برج الباطنه
28-10-2006, 05:15 PM
موضوع حلو
شكرا

كبريـّآء $ّ
20-02-2011, 01:18 PM
موضوع ممـــــــــيز .......
تشكـر عليه....

ميشو الإتحادية
20-02-2011, 05:42 PM
شكراً جزيلاً سحاب :hat: