مشاهدة النسخة كاملة : قسوة الايــــــــــــــــام


العسوله
26-09-2006, 11:54 AM
قسوة الايـــــــــــــــــام:
جميع أفراد أبو هزاع تجلس في حديقة المنزل يتجاذبون أطراف الحديث هذا يضحك وذاك يعلق وكانت بين أفراد تلك العائله الهنوف ذات الخامسه والعشرين فتاة طيبه رقيقه أنهت دراستها الجامعيه قبل سنة دراستها كانت الأدب الأتجليزي لم تتوظف الى الأن لأنها ليست بحاجة الى الوظيفه فعائلتها من العائلات الغنيه في المجتمع والتي ترى أن المرأة لا تحتاج الى العمل...
نعود الى عائله أبو هزاع فبينما كان الجميع مستمتع بتلك الجلسه أستأذنت الهنوف لأنها أحست ببعض التعب وتريد الذهاب الى غرفتها ...فلقد كان الجميع قد لاحظ عليها منذ زمن بأنها بدأت تفقد أبتسامتها والتعب كات يبدو عليها شيئا فشيئا وعندما كان يسألها أحد عن حالها ولما أصبحت هكذا تجيبهم والأبتسامه تملأ وجهها ( لا شيء مجرد أرهاق بسيط)... المهم نهضت الهنوف من مكانها وماكادت تمشي بضع خطوات حتى وقعت من طولها على الأرض ممدة بلا حراك أسرع الجميع أليها أمها وأبيها أخوتها الجميع بلا أستثناء والخوف يملأ وجوههم.... أسرع الجميع بها الى المستشفى.... وهناك فاجأهم الطبيب بأنهم يشكون في أتها قد تكون مصابه بفشل كلوي ولابد من أجراء بعض الفحوصات حتى يتأكدوا من شكهم. وهذه الفحوصات قد تستغرق 24 ساعه .... صعقهم ما سمعوه من الطبيب..... ومرت عليهم تلك 24 ساعه بطئيه... فكل ثانية تمر كانت بالنسبة لهم ساعه وأكثر... أخذوا يدعون الله ويصلون أن يشفي الهنوف وان لا تكون مصابه بالفشل الكلوي.....ويعد مرور ال24 ساعه جاءهم الطبيب وهو مطرق الرأس وقبل أن يقول لهم شيئا سألته الأم بصوت مبحوح ممزوج بالدموع : دكتور كيف أبنتي ؟؟؟ فجاء أبو هزاع وقال لزوجته : أهدئي ياأم هزاع ودعي الطبيب يخبرنا بما يحمل من أخبار وتأكدي أن ماسيصبنا ما هو ألا أمتحان من عند الله ونحن راضين بقضاء الله... لكن أبو هزاع غلبته الدموع فذرف دمعة حاول أن يمنعها من النزول عندها صمت ومسح دموعه فقال لطبيب خيرا يادكتور ماذا كانت نتيجة التحاليل.... قال لهم الطبيب... للأسف لقد وجدنا بعد أجراء التحاليل للهنوف بأنها مصابه بفشل كلوي... ويجب أن تجدوا لها متبرع بأسرع وقت لأن حالتها خطره .... وخطره جدا أيضا..... قال أبو هزاع : سأخذ أبنتي للعلاج في الخارج ... قال له الطبيب: للأسف يا سيد أبو هزاع فحالة أبنتك متأخره ولن تتحمل السفر بالطائره.... عندها تقدم الأب ليتبرع بكليته لكن للأسف لم تتطابق أنسجته مع أنسجة الهنوف كذلك الحال مع أمها وأخوتها.... صار للهنوف أسبوع في المستشفى وحالتها لم تتحسن وللحظه لم يجدوا من يتبرع لها بكليته وفي يوم من الأيام أستدعى الطبيب أبو هزاع وقال له. أود أعلامكم أن حالة الهنوف تزداد سوء والعجيب في الأمر أنها لا تتجاوب للعلاج أريد أن أسألك كيف كانت نفسية الهنوف قبل ن تظهر عليها علامات المرض؟؟؟؟ قال أبو هزاع : نفسية الهنوف ماذا تقصد يادكتور ... قال الطبيب : أقصد هل كانت طبيعيه أم لاحظتم أنها أنعزلت عنكم وأصبحت بعيده ومنطويه من هذا القبيل مثلا.... قال أبو هزاع : نعم نعم لقد لاحظنا عليها أنها أصيحت هادئه جدا ولقد فقدت شهيتها لطعام وعندما نسألها ماذا بك تجيبنا بأبتسامه : لاشيء مجرد أرهاق بسيط .....قال الطبيب: عرفت الأن لماذا لا تتجاوب الهنوف للعلاج بسبب الحاله النفسيه التي كانت تمر بها على ما يبدوا أن هناك أمرا يضايقها ودوما كانت تهرب منه عن طريق الأعراض التي ذكرتها من فقدان للشهيه والهدوء الغريب الذي لاحظتموه عليها ... ياأبو هزاع الهنوف لا تريد الحياه أو بمعنى أخر ترفض التجاوب للعلاج.... وهذا الأمر سيزيد حالتها سوء .... أبو هزاع : لا تريد الحياه ماذا تقول يادكتور ... لا بد أنك تمزح.... مالحل يادكتور كيف أجعلها تتمسك بالحياة ... فأنت لا تعلم مدى تعلقنا بالهنوف ...فقال له الطبيب : يجب أن تعرفوا مالسبب الذي جعل نفسية الهنوف تتدهور ... وأهم شيء أن تجدوا متبرع لها بأسرع وقت ممكن فكما قلت لك أن حالتها تزداد سوءا......خرج أبو هزاع من عند الطبيب وألاف من الأسئله تدور في ذهنه .... واهم تلك الأسئله لماذا الهنوف رافضة الحياه؟؟... مالأمر الذي يضايقها وجعلها تكره الحياة؟؟..... ذهب الى الغرفة التي ترقد فيها الهنوف ونظر أليها نظرة العاجز الذي لا يعرف كيف يتصرف فبرغم ثروته ورغم جاهه.... فهو عاجز وأمواله تلك التي يمتلكها لم تكن كفيله بأن تجعل الهنوف تتمسك بالحياة....نظر أليها والدموع قد بللت لحيته البيضاء.... وعندما هم بالخروج أستوقفه هزاع وقال له : أبي ماذا بك وماذا أخبرك الطبيب عن الهنوف ..؟؟ فقام الأب وضم هزاع الى حضنه وقال له: أختك تموت ياهزاع تموت ... سمعت أم هزاع هذه الكلمات فلم تتمالك نفسها فأخذت تبكي وتبكي...خرج الجميع من غرفة الهنوف والحزن مرسوم عليهم والصمت قد خيم على المكان .. ولم يقطع ذاك الصمت سوى رنين نقال أم هزاع... أجابت الأم على الهاتف بصوت حزين : السلام عليكم . . من معي... فأجاب المتصل . وعليكم السلام أهلا يا خاله كيف الحال أنا سلمى صديقة الهنوف....
أم هزاع : أهلا ياسلمى أخبارك وأخبار أمك.....
سلمى : نحن بخير ياخاله وأسفه على الأزعاج ... لكني أردت أن أسألك عن الهنوف فكم من المرات أحاول الأتصال بها وأجد أن نقالها مغلق ... خيرا أنشاءالله ... هل سافرت الى مكان ما....
أم هزاع : يصوت غلبه الدموع الهنوف ياحبيبتي وسكتت...
سلمى : الهنوف ماذا حدث لها ياخاله...
أم هزاع ... الهنوف في المستشفى وحالتها خطره....
أستفسرت سلمى عن أسم المستشفى من أم هزاع وأغلقت الهاتف وهي تتمنى لصديقة طفولتها بالشفاء......
وفي اليوم الثاني جاءت سلمى الى المستشفى .... ذهبت الى الغرفة التي فيها الهنوف... ورأتها ممده على فراشها بلا حراك.... وكثير من الأسلاك تحيط بها أقتربت منها وقبلتها على جبينها.....وأخذت تمسح على شعرها بحنان....أقتربت منها أم هزاع وضمتها الى حضنها وخرجت معها الى خارج غرفة الهنوف..... فقالت سلمى.... ماذا أصاب الهنوف ياخاله ماذا حدث لها قبل أسبوع كنت معها ولم ألاحظ عليها أي شيء سوى أم نفسيتها متعبه قليلا......
أم هزاع : الهنوف مصابه بفشل كلوي ولابد أن نجد لها متبرع.... والطبيب يقول أنها لا تتجاوب للعلاج وهي رافضة للحياة.....
سلمى : رافضة للحياه ماذا تقصدين ولماذا؟؟؟؟
أم هزاع : هذا ماأود معرفته منك.. فأنت صديقتها الوحيده والقريبه منها فأنتن صديقات منذ الطفوله.....
أطرقت سلمى رأسها وصمتت.....
مر أسبوعان ومازالت الهنوف في المستشفى وللحظه لم يجدوا متبرع لها أهلها حولها عاجزون ... صديقتها سلمى دوما تزورها بأستمرار لتخفف عنها .... وفي يوما من الأيام سألت سلمى الهنوف: ماذا بك حبيبتي ولماذا ترفضين العلاج .... ؟؟؟
الهنوف والدموع في عينيها: أتمنى ألا يجدوا متبرع لي .. أتمنى أن أموت لكي أرتاح......
سلمى : أستغفر الله ماهذا الكلام..... ياعزيزتي الحياة حلوة وأنت ماشاء الله لا ينقصك شيء أهلك حولك وحواليك يحبونك ودهم لو يفدونك بأرواحهم ...
في تلك اللحظات كانت أم هزاع خلف الباب تهم بالدخول لكن أستوقفها حديث الهنوف وسلمى ووقفت لتعرف لماذا حبيبتها الهنوف تتمنى الموت مع أن ماسمعته منها لا يصدق.... فتابعت حديثهما بكل أهتمام...
الهنوف: الحياة حلوه ولكن ليس لمن مثلي... جميعكم لا تعرفوا شيئا....
سلمى : ماذا لا نعرفه ؟؟ ماذا تقصدين بكلامك ياالهنوف لقد أقلقتيني عليك....
الهنوف: أخبريني ياسلمى منذ متى لم أزورك في بيتك ومنذ متى لم أقود السيارة بمفردي ومنذ متى لم أخرج من البيت ....
سلمى : سؤالك غريب يالهنوف لكن برد عليك ... تقريبا منذ ثلاثة أشهر ... لكن لماذا سؤالك هذا.....
الهنوف.... لأن في ذاك الوقت قبل المغرب بلحظات وعندما كنت عائده من بيتكم أستوقفتني عجوز أشفقت لحالها فقررت أن أوصلها الى بيتها لأنها أخبرتني بأنه في طريقي.... وعندما وصلت الى بيتها تظاهرت تلك العجوز بأنها لا تستطيع المشي من شدة الألم التي تعانيه فألحت علي بأن أرافقها الىا البيت ووافقت وياليتني لم أوافق.....
سلمى : لماذا ماذا حدث؟؟؟؟؟
الهنوف: بعد أن أدخلت العجوز الى بيتها ذهبت لتحضر لي العصير حاولت أقتاعها بأن لا ضرورة لذلك فأنا مستعجله ولا أريد أن أتعبها ولكنها أخذت تبكي وتقول لي : أعرف أني لست من مستواكم لذلك ترفضين شرب أي شيء من بيتي ... فقلت لها : لا والله ياخاله ولكي أوكد لك ذلك أين العصير أحضريه لأشربه... وبالفعل شربته ولم أشعر بشيء بعدها.... وبعد تقريبا خمس ساعات أفقت ووجدت نفسي بين أحضان رجل لا أعرفه نهضت معذوره وأنا ألعنهم وأقول لهم ستندمون على فعلتكم .... فنظر الي الخبيث وقال : ياشاطره أذا أخبرت أحد بما جرى لك اليوم سأفضحك..... أذهبي الى بيتكم فلقد أنتهى دورك ولكن قبل أن تذهبي ستجدي هديه لك في حقيبتك لوجودك ضيفة اليوم عندي..... قال هذه الكلمات وأختفى كما أختفت العجوز من البيت وبقيت وحدي في بيت لا أعرفه ولا أعرف كيف أتصرف خرجت من هناك محملة بالعار والحزن يملأ قلبي ... ماذا أخبر
اهلي ومن سيصدقني ... لكن أقسم لك هذا محدث لذلك كنت دوما أرفض أي خاطب لي....
سلمى تبكي: أه يالهنوف كل هذا حملتيه لوحدك لقد عانيت ياحبيبتي....
لكن الهنوف في هذه اللحظات لم تكن تستمع الى سلمى فلقد أشتد عليها الألم ودخلت في غيبوبه....لم تعرف سلمى كيف تتصرف فذهبت مسرعه لأستدعاء الطبيب وأثناء خروجها من الباب وجدت أم هزاع ممدة على الأرض..... وبسرعة أخذت تنادي : دكتور أرجوكم ساعدونا الهنوف وأمها بسرعه أرجوكم لا أعرف ماذا حدث لهن.....
أخذن الممرضات أم هزاع الى غرفة العلاج وأجروا لها الأسعافات الأوليه وتبين بعد الفحص أنها تعرضت لصدمه قويه أفقدتها وعيها...
أما الهنوف فلأنها أجهدت نفسها كثيرا وجسمها ضعيف لم يتحمل ذاك الأجهاد ودخلت في غيبوبه .....
ظل الوضع مثل ماهو بالنسبه للهنوف مر على وجودها شهر في المستشفى أما أم هزاع فلقد لاحظ الجميع بأنها لزمت الصمت والدموع لا تفارق عينيها .....
وبعد عدة أيام أجريت لألهنوف الفحوصات مرة أخرى..... لأن حالتها قد ساءت..... فأقبل الطبيب على أهل الهنوف ... وقال لهم : أحمل لكم أخبار ساره وأخرى محزنه.... تهلل وجه الجميع أحاطوا بالطبيب من كل جانب وقالوا له: بشر يادكتور هل وجدت متبرع للهنوف......فقال لهم الطبيب : أنا لا أقصد ذلك....
أبو هزاع : أبدأ بالخبر المحزن يادكتور.... فلم نعد نتحمل....
الطبيب: الهنوف حالتها تزداد سواء...... وللحظة لم نجد متبرع لها....
هزاع: أذا ماهو الخبر المفرح الذي تقصده أذا كنتم للحظه لم تجدوا متبرع للهنوف.....
الطبيب: تبين لنا بعد أعادة الفحوصات للهنوف بأنها حااااااامل مبروك.....
هزاع : ماذا تقول.....
أبو هزاع: قل كلام غير هذا يادكتور أأنت مجنون كيف الهنوف حامل و..... عندها سقط مغشيا عليه ....
في هذه اللحظات جاءت الممرضه لتطلب من الطبيب الحضور الى غرفة الهنوف ...... أنطلق الطبيب مسرعا وطلب من المرضة أن تهتم بأبو هزاع....
هزاع عندما سمع ما قاله الطبيب عن الهنوف أنطلق الىالغرفة التي فيها ... لا يعلم بما حدث لوالده فكلمات الطبيب أفقدنه توازنه ... ولا شعوريا دخل غرفتها ووجدها كما كانت ممدة على فراشها لا تعلم بما يدور حولها....
وعلى ركبتيه جلس والدموع قد فضحته : لماذا فعلت هذا بنا ؟؟ لقد فَضحتينا وجلبت لنا العار ... أه يالهنوف لو تعرفين أي جرم بحقنا قد أقترفت....لن أسامحك يالهنوف ماحييت .... من مثلك لا تستحق الحياة لا تستحق .... فأنت لست ألا فتاه ساقطه وحرام أن تعيش من مثلك بيننا ونهض لينزع أنبوب الأكسيجين عنها..... لكن الطبييب منعه من ذلك... وقال له: أختك ماااااااتت قبل لحظات البقيه في حياتك.......ماتت الهنوف أنتشر خبر وفاتها الجميع عرف بأتها ماتت لأتها مصابه بفشل كلوي....لا أحد يعرف بأنها ماتت وهي حامل غير أفراد عائلتها....
ماتت الهنوف والجميع ناقم وساخط عليها.... ماتت وهي في نظر أهلها ساقطه ومجرمه.... ماتت ولم تفلح محاولات أمها لتوضح لهم ما حصل لها .... فالجميع أتهمها بالتواطئ معها وبأنها كانت تعرف بالموضوع منذ البدايه....ماتت تاركة أبو هزاع من هول الصدمه مصاب بالشلل... ماتت ولم يذرف أحد من أفراد عائلتها الدموع عليها... ماتت ودفنت ولم تجد من يدعوا لها بل وجدت الجميع- ماعدا أمها- يلعنها وبأقبح الصفات قد ذُمت....أمها فقط من كانت تدعوا لها ....
حاول الجميع أن ينسى أو يتناسى الهنوف لذلك حُرقت جميع أغراضها وصورها ولم يعد أحد يذكرها
مر على وفاتها سنتان ...أبو هزاع مازال مشلول... أم هزاع كانت تعاني الكثير وهي التي كانت تعرف بأن الهنوف مظلومه.... أحتفظت بصوره للهنوف وفي كل مرة تشتاق أليها تحتضن صورتها وتبكي عليها... فهي لا تستطيع فعل شيء وجميع أفراد عائلتها أحتقروها على فعلتها....
وفي يوما من الأيام طلبت مستشفى الحنان وهذه مستشفى لعلاج الأمراض المعديه... طلبت من هزاع الحضور أليهم بصحبة أخته الهنوف... ظن هزاع أن هناك فضيحة أخرى تنتظره لأن الموضوع له علاقه بالهنوف فأخذت الأفكار تدور في رأسه والكثير من الأسئله أيضا.... قرر الذهاب الى المستشفى ليرتاح.... وعندما وصل الى المستشفى وجد أحد الأطباء بأنتظاره عرفه بنفسه وأصطحبه الى أحد الغرف... رحب به الطبيب وقال له: أنت مندهش من وجودك هنا لكن فب البدايه دعني أسألك نحن طلبنا حضورك أنت والهنوف أين هي لا أراها معك......
هزاع : ليس عندي أخت بهذا الأسم ....ماذا تريدوا مني؟؟؟
الطبيب : ياأخ هزاع عندنا مريض يصر على رؤيتك أنت وأختك...
هزاع : مريض أنا لا أعرف أحد في هذه المستشفى.....
الطبيب: أذا دعني أصطحبك الى ذاك المريض....
وعند المريض قال الطبيب : هذا هو هزاع قد حضر أليك والأن أسمحوا لي سأنصرف... ذهب الطبيب وترك هزاع مع مريض لا يعرف شيئا عنه حتى أسمه يجهله....
المريض : أين الهنوف ألم يخبرك الطبيب أني أردت رؤيتكما معا...
هزاع وقد بدأ عليه الغضب : وماعلاقتك بالهنوف.. ومن أنت .. ومن أين تعرفها...
المريض : لا تأخذك أفكارك بعيدا ... فأنا لا أعرف أختك وهي لا تعرفني...سأختصر الموضوع ...قبل ثلاث سنوات كنت أعيش حياتي وعندي الكثير من العلاقات التي أقمتها مع فتيات البعض منهن بدون رضاهن والبعض الأخر برضاهن .... ومن ضمنهن أختك فلقد أقمت علاقتي معها بحيلة من أمرأة عجوز.....
أخذ المريض يحكي القصه وكيف أن العجوز أستدرجت الهنوف الى بيتها
في تلك اللحظات تذكرهزاع كلمات أمه ووجد أن القصه التي قد روتها مطابقه لما يسمعه الأن لم يصدق نفسه.... فهاهو الدليل على أن أخته طاهره وشريفه وماحدث لها خارج أرادتها....
ذرف هزاع الدموع من عينيه وهذه هي المرة الأولى التي بكى فيها على الهنوف منذ وفاتها.... سأل هزاع المريض : لماذا فعلت بها فعلتك ؟؟ ولماذا في هذا الوقت تخبرني بما جرى......؟؟ قال المريض : لقد سمعت الكثير عن أختك وعن أدبها وجمالها ودخلت في رهان مع بعض الشباب أني أستطيع الحصول عليها ولكن ليس كزوجه وبالفعل حصلت عليها لكن بحيله وخداع.. فلقد أتفقنا عليها أنا والعجوز وأذا لم تصدقني أذهب الى تلك العجوز فستجدها في دار للمسنين مصابه بالشلل وأصبحت عمياء ... وكأن الله يعاقبها على ما فعلت بالهنوف...... وأنا أخبرتك في هذا الوقت لأني سأقبل الله وأريد أن أخفف من ذنوبي فلقد أصبت بالأيدز وأردت أن تسامحني الهنوف قبل أن أموت ......
عندها قال هزاع..... تسامحك وضحك.... أنا في هذا الوقت في أشد الحاجه الى عفو الهنوف ...أه ياحبيبتي فلقد ظلمناك .. وقسونا عليك..... الهنوف يامحترم ماتت وهي حامل منك... ماتت وهي تعاني ... ماتت ولم تجد من يدعوا لها بأن يخفف الله عتها عذاب القبر .. ماتت ...
قال هزاع هذه الكلمات وترك المريض في غرفته يبكي....
دخل هزاع بيته ولقد أختلطت مشاعر الفرح التي تدور بخاطره بالدموع وأخذ ينادي أمه ... أقبلت الأم عليه ماذا بك ياهزاع وماذا تريد بك المستشفى؟ وقبل أن تكمل الأم كلامها أرتمى هزاع في حضنها وأخذ يبكي كطفل صغير وهو يقول... اه ياأمي لقد ظلمنا الهنوف ... اليوم عرفت حقيقة ماحصل لم تضيع تربيتك انت وأبي لها.. فلقد حاولت أن تحافظ على نفسها لأخر لحظة في حياتها.. سامحيني يالهنوف سامحيني ....وأخبر هزاع أمه ماذا عرف في المستشفى..... سمع أبو هزاع القصة كامله... ولأول مره منذ سنتين يقف على قدميه عندها أنطلقت من شفتي أمه زغرودة ممزوجة بالدموع ... وأنطلقت الى غرفتها... بكى الجميع على الهنوف وكأن اليوم هو اليوم الذي توفت فيه.... وبعد لحظات خرجت ام هزاع وفي يديها صورة للهنوف كانت قد خبأتها.... أخذ أبو هزاع الصوره وضمها الى حضنه وأخذ يبكي ويبكي....وهو يقول :
سامحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنا يالهنوف


بقلم : العسوله

شيخة البنات
27-09-2006, 01:05 PM
كعادتك اختي العسوله رائــــــــــــــــــــــــــعه وتعجز كلمات جميع اللغات امام ابداعاتك والى الامام دوما:thumbup1: :thumbup1: :thumbup1: