مشاهدة النسخة كاملة : مرفأ "روح"


وداد
04-02-2012, 07:12 PM
::
::


http://www.hesnoman.net/upload/uploads/images/hesnoman-b683d424c8.jpg

::
::

وأتعثرُ مرّة أخرى
و لا أجِد سوى اللّغة سبيلا إليكَ / إلينا
في اللغة نحبّ أن أشي بكلّ شيء كل شيء
و حتى الحرائـق !

.
.

وداد
04-02-2012, 07:16 PM
.:: 1 ::.

" مـــــوت "
حتى تؤذّن في روحي
أن أفيقي للحياة


قبل أن أموت
كنتُ طفلةً تخبر الله كثيرًا عنك ، عن وجهك ، وعن أحلامكَ التي أهدتها يومًا
كل ما يملكه قلبها الصغير من الإيمان ، ليكون أجنحة لها تعرج بها إلى الله فتكون
كنتُ أخبره
عن ذلك اللقاء الذي جمعني بك ، عن لوحي الذي خُبئتَ في صفحته
فكنتَ " قدرًا " لابدّ منك وكان لابدّ لي أيضًا أن أحبك !

وكأي طفلةٍ كنت أفتح شبّاكي كل صباح باحثة خلفه عن وجه الحب
أو ما بقي من رائحته على شبابيك الجارات ، كان الحب شهيّا لقلبي ومغرٍ جدًا بـ لونه الأحمر
كان خرافة دافئة تثور وتخبو في صدري جاعلة لوجهي ألف لونٍ وأمنية ومحملة عنق السماء أكثر مما يحتمله من أحلام
كان سرًّا جميلا أترقبه لأخبئه بين أصابعي حال وصوله ، وأقدّم له كلّ الوعود والمواثيق بأن أحفظه على جبيني للأبد
وأكون مقاسه الذي لا يضيق به أبدًا !

كنتُ أتمنى أن أتصفح قدري ولو لمرة وأعلم متى سيحطّ الحب بحقائبكَ أمام بابي، وأستعجل في تلك اللحظة فتحه لك
وأتأمل وجهكَ طويلا قبل أن أبتسم لأرى هل كنت كما حلمت بك بذاتِ الوجه والعينين والحضور الذي يجعل الحبّ
يتدفق في أوردتي أكثر فأكثر !

أذكر أنني أرسلت وجهك إلى السماء مع أمنياتي ذات ليلة
وبقيتُ أنتظر الملائكة حتى الصباح لتخبرني أنّ السماء قد قبلت أن تغرس أصابعها في صدرك
وتودع روحي أضلعك ، وتطبع وجهي على عينيك ، وتختم على قلبي ألاّ رجل بعدك ..
كانت الشمسُ تجعل من أحلامي ناصعة جدًا ، وترسم على وجهي يومًا آخر أضعه على أصابعي
فيكون عمرًا جديدًا، وسنبلة أنضر في جنّة حبك ، منذ أن أحببتك وأنا أضع تقويمًا خاصًا وتاريخًا يُشهد
الكائنات والوجود أني لم أولد قطّ قبلك ، قبل أن ألتقيك ، ولم أفتح عينيّ للدنيا إلا ووجهك القِبلة التي
تغريني لأن أبقيهما مشدوهة في كل جزء منك !

منذ أن أحببتك وأنا أشبه الأرض كثيرًا ، أشبه الماء ، السماء والجبل
ويخرج من قزحية عينيّ وجه غجري، يذيب في دمي كلّ الملامح والألوان حتى أبدو أشبه الحياة كثيرًا
نشترك ذات الوجه والأغنية وصفة البقاء ، وكنتُ كلّ مرة أبدو أصغر بكثير
كـ طفلةٍ تدور حولك والسعادة تخلق لها جناحين عندما تخبرك أنّ الله قد بعثها لأجلك أنت فقط

كنتُ طفلةً أسعدها الله كثيرًا بك، ولفترة طويلة جدًا عدلتُ عن أكثر أمانيّ الحاحًا
ونسيتُ كل الطرق المؤدية للسماء وبقيتُ أعبر طريقًا واحدًا فقط يسلك بي إليك
تنازلتُ حتى عن أمنية " الموت " وكيف أجعل منه موتًا أنيقًا يليق بـ طفلة / يليق بي
كنتُ قد وعدت الله أن تحملني الملائكة إليه وأنا أضع طوقًا من الياسمين على شعري
وأموت وثغري يبتسم وأكون بعد ذلك نجمًا يومض في عين السماء ..

ولكنـي / حين مِتّ حقًا
لم أكن بعد قد وضعت طوق الياسمين على شعري
كنت أبتسم والدموع تشقّ طريقها في وجهي ، ولم أجد أيًّا منهم قد حملني إلى الله ..

وداد
04-02-2012, 07:21 PM
[ قيد اصلاح ]

البراء
04-02-2012, 10:18 PM
مرفى روح أهي حكاية أخرى غير الحكاوي الملونة؟!
متابع حيث تكتبين فلحروفك تشويق وجمال ...

وداد
05-02-2012, 01:35 PM
مرفى روح أهي حكاية أخرى غير الحكاوي الملونة؟!
متابع حيث تكتبين فلحروفك تشويق وجمال ...
::
::

ربما أيها البراء
هي أقرب لـ تحيّة نردّ بها على موتٍ يشبهنا :)

ثمّ نبتسم لـ حضوركَ السّخي :)

::
::

وداد
14-02-2012, 06:40 PM
::
::

.:: 2 ::.

" مــوعدٌ مع الذّاكــرة "

تُراني ماذا خبأت من الذّكرى حين يأتيني صباح كـ هذا يعلن فيه الشّـوق، ويقيّـدني بوعـدٍ نذرته حين كنت لاأزال على قيد عِشـق
ماذا تركتُ لصباحاتٍ تستيقظ فيها الذاكرة متخمةً بالحنين ، ولـ وعدٍ قديمٍ كـ وجهي أو أكثر !

للحبّ ذاته الذي سرق منّا صدفةً نظرةً وابتسامتين ...سأكتب
وإليكَ أنتَ أكثر من أي وقتٍ مضى ... سأكتب ، وأنهزم ، وأغنّي بشوقٍ وحزنٍ " أحبك "
لنا نحن بعدما أغلقنا آخر أبواب العشق الذي بدأناه منذ زمن ، وطوينا فيه آخر فصول الحبّ ، واستعرنا هويّة عاشقين قديمين ... سأظل أكتب

كنّا نحبّ دون أن نعي أنّ الحبّ لحظة هاربة ، وأنه كلّما طال بنا الحلم اتسعت بنا الخيبات أكثر فأكثر
والجنون الذي تعلّقنا على أستاره طويلا آن له ينتهي ويجد لنا حافة للنّسيان
هل نستطيع أن ننسى حقًا ؟ ، وإن كنتَ قد نسيتني فلمَ لم أنسكَ أنا بعد كلّ ما مضى ومضى !
لمَ لازلتُ أذكرك ، أشتاقك ، أحبك ، ولمَ ألبس كلّ عيدٍ أثوابي ذاتها ... وأنتظرك
لمَ لازلتُ أرتدي في عينيّ فصول حبّنا الأربعة ، ولمَ لازلتُ أصلّي ليبارك الله حبّك في قلبي ، بعدما مشينا نعلن حداد الحبّ تلك الليلة
ونفكّ أسر روحينا بعدما قيّدتا بسلاسل العشق طويلا ، لطالما حلمتُ بجسر بين روحي وروحك حين تغرقك الذّاكرة في بحر الحنين
أهرب فيه إليك ، وحيثُ أنت ، أراقبكَ بصمت ، ألوّح بيديّ ،أصرخ باسمك ..يا أنتَ

وتخذلني ولا تجيب !

وأعود أصرخ كـ الطّفلة .. أحبّك
بـ غضبٍ .. أحبك
بـ يأسٍ وحزنٍ .. أحبك

وتخذلني ولا تجيب !

هل ألبسنا القدر يومها تميمة العشق خطأ ، وخطأ جلسنا على كرسيّ كان لعاشقين آخرين ولم يكن لنا منذ البداية ، أم أنّ شموس
الشّتاء دائمًا كانت تغرب بسرعة وكذا حبّنا الذي بدأ شتاءً كان لابدّ له أن ينطفئ كـ شمسِ مولده ، كنّا نظن أننا سرقنا من الوقت
ما يبقي حبّنا ولكنّ الوقت هو من كان يسرق منّا الحب ..

ومع ذلك سأغمضُ عينيّ وأبتسم وأرقص معكَ هذا العيد مرةً أخرى ...وحتمًا لن تكون آخر مرّة


عشتُ لـ أروي عنك ..وأخبر العشّاق كل عيد حبٍّ عنّا
::
::
حتى يطفئ الله ذاكرةً مشتعلة
ألقاكم :)

وداد
14-02-2012, 07:00 PM
::
::

[ الوقت مطر ..
غيمة تغادر الهاتف . وتأتي كي تقيم في حقيبتي وخلف نافذة الخريف ، مطر خفيف يطرق قلبي على مهل .
الوقت قدر ..يغلق البحر قميصه . يتفقد ليلاً أزرار الذكرى . يغلقها أيضًا بإمعان ، حتى لا يتسرب الملح إلى الكلمات
ثم يرتدي صوته الأجمل يدير أرقام هاتف .. يسأل:
وتجيب امرأة :
ألو نعم !
الوقت ألم ..
لماذا نقول دائمًا نعم عندما نرد على الهاتف ..حتى عندما يكون الوقت "لا"؟
الوقت " لا"
في بهو الحزن الفاخر ، تعلمي الاحتفاء ليلا بالألم ..كضيف مفاجئ * أحلام مستغانمي ]

::
::

وداد
21-02-2012, 03:15 PM
.
.

مـرّ عامٌ على القلبِ والوجهِ والأصابع
مـرّ عام على العُمـر
على الرّغيـف الذي قاسمنا الأيام خبزه ، ودّه ، وحزنه
مرّ عامٌ علينا ... ولا زلنا نوقد الشّمع ونبتسم

منذُ اليوم
سأرسمكَ نجمةً قبل أن أنام وأخبئك في صدري مع ميلٍ خفيف باتجاه القلب
وسأظلّ أحبّـ ك كـ طفلة

.
.

وعد الوفا
27-02-2012, 07:48 PM
منذُ اليوم
سأرسمكَ نجمةً قبل أن أنام وأخبئك في صدري مع ميلٍ خفيف باتجاه القلب
وسأظلّ أحبّـ ك كـ طفلة



أنا معكِ بتشبيه الحب الصادق بحب طفله ،،
لان حب الاطفال عالم جميل لا ينمل منه وذلك لصدقه ووفاءه !

رائعه مدونتكِ وداد ،، تابعي فقلمكِ رائع

وداد
04-03-2012, 07:35 PM
.
.

أنا الآن مع البحر
أقفُ أمامه عاريةً من كلّ شيء إلا طفولتي... وابتسامةٍ واسعة جدًا
أشعر به يتسلل بين قدميّ بخفّة ويودع رائحته في كلّ خلية منّي
كم أحبّ البحر ، رائحته ، لونه ، وكم أحلم أن أجعله حلـوًا
سأرمي فيه كلّ قطع السّكاكر والحلوى ... والأحلام
سأفعل ذلك كلّ صباحٍ وكلّ ليلة

سأفعل ذلك حتى يمتلأ البحر ويبتسم ويقول:
" الآن أصبحتُ حلوًا "

أعود أسأل البحر
هل ستصبحُ حلوًا يومًا ما .. . ومن أجلي أنا ؟

وأترقّب صوته بذاتِ الطّفولة ، الوجه ، والابتسامة

.
.

وداد
09-03-2012, 12:12 PM
أنا معكِ بتشبيه الحب الصادق بحب طفله ،،
لان حب الاطفال عالم جميل لا ينمل منه وذلك لصدقه ووفاءه !

رائعه مدونتكِ وداد ،، تابعي فقلمكِ رائع

وعـد الوفاء ْ ..
وبلغة ِ الطّفولة ِ ذاتها .. أرسم ُ لك ِ غيمة ً في مداد ِ الأفق ْ..
أبعثر ُ فيها خيوطًا من الحلم ْ..
وابتسامة ً واااسعة .. ولغة ً أخرى تقابل ُ شكرًا ..

وداد
09-03-2012, 12:57 PM
.:: كـ هدايا عيد ِ الميلاد ِ وجهك ْ:.

.

.

أمّــي
زاد اليوم مقاسي " سنة ً "
فهلاّ حكتِ لي مقاسًا أكبر / أدفء ْ !
.
.

تُراني
كيفَ أستبدلُ قلبي بـ مقاسٍ أكبر لـ حبّك
وكيفَ أشِمُ كلّ البحار على كتفي الأيسر لـ تكون خارطةً رموزها وجهك ْ!


.
.
حب ّ لا نهاية َ له ْ
ولن ْ
تكون ْ..

[ ماذا لو أنهم ْ أهدوني وجهك ْ ؟ لـ أكتفي به ِ عمرًا آخر ]







" أعيدوني /
فلم أرتوي بعدُ من نبضِ / دفء أمّي
ولم أسمع بقيّة حكايتها التّسعة ..

أعيدوني /
فلم أعتدْ سماع صوتها إلا في الظّلام ْ ..
وبموسيقى تجعلُ أضلعي نوتاتًا لـ عزفٍ لا يشبه أرْضنا .. إلا في
قبلةٍ محمومة نسيتْ عاشقة أن تضعَ أصابعها عليها
فتسرّبتْ خطأ في دمي ..

و
أصبتُ بـ دوار عشق ِ رجل ٍ قبله !

أعيدوني /
لـ أنّي أعلم ُ أنّ شمسي لن تشرق َ إلا في عينيه
ولن ْ يتثاءب الفجر إلا في ابتسامة ِ ثغره ..
ولن ْ أصلّي مع السّماءِ لله في صفّ ٍ واحد ْ .. دون أن يكون إمامنا
الذي نتساوى خلفه ..

و لن ْ
نرتدي في قلوبنا الياسمين ْ..

أعيدوني /
سأمارسُ الغيرة كثيرًا ..
مع كلّ شفةٍ تشاركني نطق اسمه
و عين ٍ .. صدفةً تراه ْ..
و مدينةٍ تضمّه وتكون وسائدًا لـ قلبه

أعيدوني /
لـ أنّ في حبّه ارتجافةُ العصفور .. وملامسةُ الحواسِ
حاسّة ً .. حاسّة ً ..
دون الفراغِ من سطوةِ دهشة !

أو
وقوعٍ في هزّةٍ مدوّية ..

أعيدوني /
سيرهقُ أطرافي الجليد ْ
ولن أحمل في معطفي إلا ذاكرةً تستنشق في الظّلام عطره وحده
ولن تكون الشّتاءات إلا مقاهٍ وشوارع لـ ساكنٍ واحد يغتالني .. حنين ْ
ويسكبُ في شفتيّ اليتم ْ ..
ويبعث في جسدي رائحة الشّوق
وأعلن في غيابه صمتَ الحضور ْ ..
وموتَ الحياة ..!


أعيدوني /
لـ أنّ حبّه قضيّتي التي لن تنتهي يومًا ..
وإن انتحرت كلّ الأماني على عتباتِ السّماء وسقطت كلّ الأنظمة الكونيّة
وبقيتُ أهتفُ في وجهِ القنّاصة : أحبّه .. أحبّه
دون أن يصيبني أحدٌ ...فأموت ْ

أو
أنتظره مع ملائكةٍ صغارَ في الجنّة ..

أعيدوني /
لأن ّ وجهه كـ القدّيسين ْ ..
كـ رجال ِ الأساطير ْ اللذين لن ْ يكررهم التّاريخ يومًا
كـ " بطلٍ " كرتوني لازال معلّقًا في مخيّلة طفلٍ صغير وظلّ يلاحقه
دون أن ْ ينسى قصصه وتفاصيله ..

و يبقى ..

حلمًا خرافي في منام ِ طفلة ٍحلمت ْ يومًا أن تخبئ َ شمسًا في كفّها
وتكون َ الطّفل الذي تفاجئه ُ صباحًا .. بمعجزة

أعيدوني /
لـ أنّ حبّه مطر ْ وسأبقى مبلّلة به
دون أن أجف ..! "


كم أحبّني
في ذاكرتكَ ولو قليلاً :)

البراء
09-03-2012, 01:59 PM
متابع لمرفأ الوفاء الذي تكنينه لأهلك ...
فأحرفك طيبة جدا ً كروحك ِ النقية ...

وداد
15-03-2012, 03:00 PM
.
.
على امتداد ِ غيابك
أكون ُ غيمة ً تمخّضت حنينًا و فاحت ْ من جسدها رائحة ِ البلل ْ ..



*
كـ طفلة ٍ ترهقها تفاصيل ُ البدايات دومًا
و لا تعلم ُ كيف َتخفي كلّ المرارة ِ التي علقت في حلقها دفعة ً واحدة !
لا أجد ُ ما يصلح ُ لـ بداية ..


[ هلاّ مددت َأصابعك َ إلينا
ومنحتنا عمرًا نلتصق ُ فيه بأحلامنا .. و نكتمل ! ]

امنحني فرحة َأم ّموسى وعد ْإليّ كما ذهبت ْ !
حين َ خبأك َ الغياب ُ لـ أوّل مرّة ٍداخل َ معطفه لم أعي أن ّالقدر َكان يخبئ لي
مواعد َمؤجّلة ٍمع الحنين ، و لم ْ أكن ْأدرك ُحتى الصّباح ِ الأول الذي تلاه ُ أن ّ
لـ غيابك َ سلطة َالموت و الاحتراق ِببطئ ورائحة َالفقد ِ واليتم ِ مخبئة ًبين خواء ِ
أصابعي .. لـ يأتي الشّوق ُمن بينها كـ حمى لا تذهب !

وأعيش َبعدك َبقايا حلم ٍمسروق وأحتفل َكلّ ليلة ٍمع طيفك َوأحزاني وذاكرة ٍيكون ُفي
كلّ شبر ٍمنها وجهك َعائمًا في العتمة ِمختصرًا كلّ مسافات ِالألم في ابتسامة ٍخاطفة
يبعثرها الضّباب على رصيفٍ قديم ٍللحب ّو يكون اللّيل ذاته الذي لا يحمل ُ في جيوب ِ
قميصه إلا فجيعة َغيابك ... وأنين َالجراح !

في سترتي الآن بعض ُارتجافات ِالبارحة وعرق ٌممزوج ٌبالعطب وانفعالات مهزومة
تستلقي جواري بعدما أتعبتها نوبات ُالمطر ِالنّافر ُمن حدقتي ّولا أجدني إلا أرفع ُ
أصابعي في وجه ِ السّماء ِعلّها تلتقي بأصابعك .. ولا ألتقي إلا بالمرارة ِ كلّ مرّة ٍ
لـ أبتلعها كـ طفلة ٍلم يكن ْذنبها سوى أنّها أحبّتك َواستبدلت كلّ ألعابها بـ وجهك
وتخلّت عن صوت ِجدّتها المرتعش لـ تجد َفي صوتك َحكاية ًلم تسمع عنها قبلا ً

و تكبر ُوفي دمها شيء ٌمنك من صوتك / عطرك وتفاصيل وجهك المترامية على
أقاصي الذّاكرة ِ كـ جنّة ٍيؤيثثها الياسمين لـ تستيقظ يومًا على الخراب ِوالعُري منك
ومن روح ٍكانت تستظل ّبك من كل ّ عين !

ضياء الأمل
15-03-2012, 03:24 PM
بصراحه مرفأك رائع جدا وملئ بالدفء والحب.....أعجبتني كتاباتك جدا

الراجي
16-03-2012, 06:14 AM
اعترف لك اسلوب جدا رائع في الكتابة والتعبير
اشواق وحنين تعتري كل حروفك ، تعابير معبرة
لكل مشاعرك التي احتوتك .
وفقك ربي في كتاباتك .
واللـــــــــــــه يحفظك .

وداد
26-03-2012, 01:49 AM
26 / آذار

و أفتح ُ الشّباك ، أستقبلُ في عيني ّ وجهك َ.. و الميلاد

يأتيني وجهكَ هذا الصّباح ضاجًّا بـ رائحة ِالسّماء ينتشلني من خراب ِ البارحة ينفضُ عن
أطرافي الشّوق ، يضمني في معطفه فتتلاشى كلّ رعشات ِ جسدي و ارتجافاته ..
و أبتسم بـ دقّة ِ أصابعك وهي تمر ّعلى وجهي وترسم ُ في ّالابتسام وأغمضُ عيني ّ
و أشم ّ ما تبقّى من رائحة البحر عالقًا فيها و آخر قارورة َ عطر ٍ نشبت بك قبل أن
يأتيني الميلاد ممتلئًا بـ وجهك .. !
وأكون َ بين يديك ْ كـ طفلة ٍ تتعلم المشي َعلى سلالم السّماء أوّل مرة و ترى أن الغيمة َ
استحالت جنّة ًعلى وقع ِقدميها .. و أن ّالأرض َترتوي بنا / منّا ..
و أنّ لنا ذات التّضاريس والوجوه .. و الأمنيات !
فتطوف بنا الملائكة َويباركنا الله .. وتردد اسمينا الخلائق
و يغدو قلبي نابضًا في عينيك .. وتغدو أنت َوطنًا خبّئه الله لي ليلة َميلاد ..
يوم أكون بك .. وتكون بي ..
نكون َقد أتممنا رسالة العشق ورمينا ما تبقى منها ساعد البحر .. ولا يزال ُيحمل ُفي عينيه ِارتباكها الأزرق
و يخبئها لـ عقود أخرى .. !

وأبدو كـ طفلة ٍ تحاول ُأن تملي الملائكة َ أمنيات َعامها الجديد
وتعلّق َما بقي َمن أحلامها عناقيد َملوّنة ٍعلى جيد ِالسّماء فتبدو طفلة َالسّماء وفجرًا
لطّخ ضوء عينيه الأرض .. وأقيس َالمساحات َبـ أبجدية ٍأخرى تليق بكما
وحضوركما معًا ..!

بدأت ُعمري بك ..
بـ اسمك حين أتلعثم به كـ طفلة إثر شوق ..
بـ وجهك َ.. بـ أصابعك َحين َأخبئ فيها أغان ٍو أمنيات !
وبقلب ٍيبتسم و ابتسامة ٍأبقيتها أنت َ في عيني ّكـ انجيل .. يكون لي من الحافظين ..
وأكون به آية َعشقك َللعالمين .. !

أطفئ في عينيك َ الشّمع :)

البريء
26-03-2012, 01:22 PM
أحرف معبرة حقا وكلمات راسية بصدق على مرفأ روح "وداد"..

واصلي..

البراء
26-03-2012, 01:44 PM
يا لها من أحرف وفية ، صادقة ، مخلصة ، نقية فهي تنبع ودادا ً كإسمك به المحبه والألفة
فلك ِ متنفس كبير في الكتابة يطبع على أسطره الجمال .

ينتظرك مستقبل مسمى كاتبة روائية يوما ً مـا فقط ثابري وأيقني أن الرب معك ِ حتما ً.

لؤلؤة الجزائر
26-03-2012, 02:53 PM
http://www.3thra.com/imgcache/41731.imgcache.jpg


http://zeysan.com/vb/imgcache/4403.imgcache.imgcache

وداد
26-03-2012, 06:41 PM
.
.

البراء / ضياء الأمل / الرّاجي / البريء / لؤلؤة الجزائر
لكم أيها الصّحب شكرًا مغلفًا بـ امتنان

شكرًا لـ ابتسامة ٍمنحتموني إيها على ظهر غيب :)

وداد
29-03-2012, 03:01 PM
::
::

اليوم أفرغت ُ ذاكرة َ عام ٍمضى واستبدلت ُأزقتها بمساحات ٍشاسعة ٍمن الضّوء
وعطّرت ُ كلّ قطعة ٍمنها بـ الفرح ..
و ارتديت ُوجه َالطّفلة .. ومضيت ُإليك َأرددُ أغنياتك َ علّ عصفورًا يحمل ُ صوتي في حنجرته إليك
فتبتسم .. لـ أنّي لازلت ُأستقبل ُأيامي بها / بك ..
ولازلت ُ كـ أنا كلّ ميلاد ٍأصلّي أن يبقى في وجهي شيء منك ، و في عيني ّ يشي الحب ّ بـ وجهك ..
وأغدو بك أحلام َ أخرى أعمق / أجمل َ في الرّوح .. و في كفيك َ تنبت ُ كلّ الأمنيات ِ قابلة ً للتّشكل
فأي ّ شكل ٍسنكونه هذا العام .. و أيّ لون ٍ ستمنحني أصابعك .. !
مهما كان َشكلها ولونها ستكون َ الأجمل لا ريب .. و سأكون ُ بها طفلة ً أخرى تحمل ُ في أصابعها لغة ً
على مقاسك .. وتحمل ُ بقايا صوتك َ وعطرك َ المعتّق بـ الياسمين .. وبعضًا من أغان ِ المطر ومعطفًا
ملوّنا بـ وجه ِ السّماء ، له لون الفجر ذاته الذي حلمت ُأن أخبئه في صدري يومًا .. و أكونه .. أضيء به
وأراه منفعلاً عابثًا في عينيك كـ أنا حين أبتسم وقد خبأت ُ صورة ًمنك زاد حنين ٍ بعيد ..
واحتفظتُ بك َفي ذاكرتي صندوقًا مغلفًا بـ الورد أفتحه كلّما شعرت ُ أني طفلة تحتاج أن تملأ أصابعها
بك ، وتكون َمنك أضعاف ما تكون .

::
::

البراء
29-03-2012, 03:10 PM
متابع لحروفك ولمرفأ مميز به ساحات الجـمـال ...

وداد
26-04-2012, 12:44 PM
إليه ..
لم أستطع أن أصمت .. فـ عقدتي أصابعي


[ حبّك يعني ..
أن أمشي معصوبة العينين على السّحاب دون أن أتعثر أو أقع
أن أبتسم كلّما نبستُ باسمك وجاءني صوتك .. دون أن أراك
وأن أمدّ ذراعيّ إلى السّماء فـ تمتلئان بك
أن أكون ..
طفلةً تتتلمذ على صوتِ فيروز وتحمل غواية صوتها إلى أذنيك
أن أقول ..
ابحث عنكَ في عينيّ .. تجدك ! ]


وكأنّـك دائمًا هنا متـوغل في عمـق الرّوح لا تشـي بـ كَ إلا رائحة دمـي في صباحٍ
يتضخّم فيه الشّوق ليصبح في وجهي مدينةً أخرى بشوارع وطرقات وأعمدة إنارة
وكأنّه الشّــوق وحـده هذا الصّباح من يستـحيل أصابعًا يطـرق بها أضـلعي فيُربك
قفصي الصّدري ويوقظ في رئتيه ذاكرة عطرك ، ويغمر أصابعي لهفة !

فـ أبـدو أضـعف بكثير مـن أقف في وجـه شـوقٍ يحتلّ مـداخل التّنفس ويمـتزج مع
النّبض فيكون تركيبًا آخر له وجه طفلٍ مشاكس حين يعبثُ بالقلب وينشب أظفاره
على شغافه بشقاوةٍ وغضب، حينها أتذكّر تعويذةً لقنتني إياها عرّافة قبل أن أشقّ
طريقي إليك وهي تهمس في أذنيّ بحذر [ إن مضيتِ .. لن يكون قلبكِ ملككِ بعد
الآن ] ، كنتُ مهووسةً كـ ألس بأرض العجائب ، بالسّاعة التي نتوحّد فيها
كـ عاشقين لم يخلق الحبّ إلا لقبيهما وإليه يعود !
بالوقتِ الذي نكون فيه أسطورةً تنبض في عيني عاشقين لتوّهه الحبّ تسلل إلى
روحيهما فافتعل في عينيها وجهي ، وعلى أصابعه لذّة شوقك ..
بالـوقتِ الـذي يمنحنا فيه الله سماءه ، وتهـتدي إلينا أرواح الحالمـين وتسـتقي بنا
وجوه العاشقين ساعة شوق.. أن أمطرا على قلوبنا حبًّا ، ودفئًا يذيب عن أطرافنا
الجليد ..!

إنه الشّوق يتّقد في الذّاكرة ، يُشعل أصابعي إصبعًا إصعبًا ، يعبثُ في أوصالي،
يسحقني ، أتناثر..
يُعيد لي شكل وجهي وعلى مساحاته زوايا يبتسم فيها الحزن و يربّت على كتف
شوقي، يعدني كـ جدّي أنّ وجهكَ آتٍ، أنه سيمرّ بيَ اللّيلة ، وأنّ الجنّة ستُنجب
أخضرًا على مقاسي، وأنّي سأستعيد بك الحياة :)

البراء
26-04-2012, 01:19 PM
اللقاء كالمطر يبلل أفئدة غمرها الشوق

ربي يوصله لكم بالسلامة ...
متابع دون انقطاع ...

وداد
26-04-2012, 06:51 PM
صـه .. يا غياب !



و أعـود ..
كـ طفلةٍ تعشقُ أن تبعثر أحلامها على الطّينِ ... و تذهب !


أتسلّق كـ طفلةٍ ذاكرتي ماضيةً للقائك ، عابرةً مدائن الرّوح ، أجرّ ردائي الأحمر
وأكون ليلى حاملةً على ذراعي سلّة شوق .. وعلى عيني تتبعثر عناوينك دون أن
أدري أي الطرق تدلّ إليك ..
أفتّش عنكَ ، أفتح بابًا أغلق آخر ، ألتفت يمينًا ويسارًا ، وأبتسم
حين يسبقك عطرك مضمخًا بالبحر ..
إنه الحب حين يأتيني مرتديًا وجهه ، مخبئًا في جيوب قميصه شرائط طفولتي
و على أصابعه بقايا لغتي وصدى خفقاتي إثر صعقة شوق ..!
إنها السّماء حين تجمع أطرافها في عينيه فتبدو وطنًا أجمل ، وأبدو على امتدادها
كائنًا آخر يحمل في كفّيه نورًا ، وعلى وجهه غناء عصفورة بيضاء
و أكاد أنسى التقاط أنفاسي وأنا أحمل في وجهي دهشة حضورك : إنه أنت :)

وداد
26-04-2012, 06:53 PM
اللقاء كالمطر يبلل أفئدة غمرها الشوق

ربي يوصله لكم بالسلامة ...
متابع دون انقطاع ...
.
.
البراء :)
شكرا لمتابعتك ..

وداد
03-05-2012, 02:06 PM
كما يريدني الحبّ .. أكـون !


لم يكن الحبّ حادثًا عاديًّا حتى أخرج بعد الاصطدام به دون خدش
كان أنت .. بكلّ متناقضاتك، وبعوزِ مناعتي ضدّك !

كان الدّهشة التي بعثها الله في وجهينا كما تُبعث نبوة في وجهِ نبيّ ، كان الوحي
الذي شقّ صدرينا واغتسلَ الرّوح وأودع في أضلعنا كائنًا يتضخّم في الجوف كلّما
اتسعت منافذ الحياةِ في عينيك، وامتدّ الكون مستديرًا منّي .. و إليّ !

كانَ الحبّ ذلك القدر الذي رُسم في خارطةِ كفّينا كـ نقشٍ قديم يحمل عمر حضارةٍ
أكون أنا نصفها ويكون نصفها الآخر كفّك، كان موسم غناءٍ تطلقُ حناجر
العصافير فيه أغانٍ مجنونة، أغانٍ تأتي بأنغام وألحان يتوحد معها النّفس شهيقًا
وزفيرًا ! ، كان منامًا يخرج من قزحية العين كلّما غفونا ، يربك القلب ، ويجعل
للجسد رائحةَ الشّوق وللأصابع بوصلة تشير حيثُ المدائنِ كنّا ونكون ..

كنّا للحبّ وجهه، ذاكرته، عاشقان حملا في صدريهما صلاة شوق، محرابًا يمضي
فيه الـولع تجهده بـلا انتهاء، كنّا مختلـفين ومتشـابهين في الـوقتِ ذاتـه كـنّا نحن
بتـضارب الحياة، وبـعد المـشرق والـمغرب تتأرجح بين يـدينا الشّـمس، ويـولد من
أضلعنا الفجر، كـنّا السماء حـين تبتسم وحـين يملؤها البكاء، ووقـت الخصام كان
الحبّ يُملي على عينينا القصيدة تتبعثر عـلى وجهـينا تغرس أصابعها في الرّوح
وتغمرنا عشقا وحبا، ونصبح ممتلئين بنا أكثر فأكثر !

كنـتُ أنـا معـجزةً تخـلقُ بـين يديـكَ مـادّة أخـرى، وامـرأة ً أخـرى يفـتعلُ الحـب ّ فـي
ذرّاتها وجهك ! عصـفورة تريد أن تحلّق ولا تنتهي، ساحرةً صغيرة تحيل الأشياء
على يديها فتبدو أكثر جمال ، طفلة تخبر دميتها عنك عن أول قبلةٍ خاطفة
سرقها الشّارع منّا، عن أول معطفٍ اختبأت فيه إثر ليلة باردة وكان عطرك يخترق
رئتيها دون رحمة، كنتَ الدّف الذي يحيل لثغتها لحرفٍ سليم، للغةٍ تكاد تتفجر في
عينـيها ودمـائها، كنـتَ مـورفينًا تدمنه الـرّوح يجعـلني طـفلةً تـجرّ غـطاءها خلفها كـلّ
ليـلة باحثةً عن وجهك لـ تختبئ ..!

البراء
03-05-2012, 02:51 PM
حينما نسجتي حروفكـ ِ على الأسطر إشتدت رابطة الأخوة
فكانت صدقا ً وصفاء تفوح منها رائحة الوِد

متابع رغم تقصيري في الرد ...

وداد
24-05-2012, 10:10 AM
حينما نسجتي حروفكـ ِ على الأسطر إشتدت رابطة الأخوة
فكانت صدقا ً وصفاء تفوح منها رائحة الوِد

متابع رغم تقصيري في الرد ...


.
.

البـراء :) .. أخشى من فرطِ اشتدادها أن تنقطع !
حضورك جمال لابدّ أن يتعطّر المكان به

شكرًا ..

وداد
31-05-2012, 08:24 AM
.
.

الحبّ ، أن تودع قبلةً شفةَ الموت فتراه يخلقُ حيًّا بين يديك


كنّا بين الموتِ والحياةِ دائمًا تفصلنا قُبلة واحدة فقط ، نتلاشى بها ونكون أنا وأنتَ
كما التقتينا أولّ مرّة، فتوقف الكون كلّه ولم يعد سوايَ وسواكَ وصدى خفقتنا
وأنفاسنا نملئ بهما المكان، كان الانفعال الذي نحمله في صدرينا يحبس الزّمن
فلا يعود للعمر والتّاريخ وجود، كنّا نختصر مساحاتِ الكون، نخلقُ الحياةَ على
امتدادِ إصبع، ونطوي أطرافنا نختمها بحمّى العشق ونقسم بالحب أنّ لا ترياق
للآخر سوانا، وأنّه لا طريقَ لنا للنّجاةِ منه !
على عتباتهِ، كنّا طفلين مدهوشين بهذا الوجه الطّيب، بهذا الجدّ الذي يملؤنا ثمّ
يملؤنا ولا ننتهي من بركاته أو ينتهي سخاؤه، كان سلّمًا للسّماءِ نتسلقه بشقاوة
وكلانا يحملُ الآخر في روحه ويسرع، ويريد أن يرمي به في الجنّة ، كنّا نريد أن
ندفع بالماضي نريد أن نقهر الحزن الذي جار في صدرينا طويلاً، كنّا كـ الأرض
الجدباء التي انتظرت نبيّا يهطل المطر على دعواه صلاةً لا تنتهي، كنّا نريد أن
نتخلّص من كلّ الملح المترسّب في دمائنا، وكلّ الجروح الغائرة، وكلّ شقوقِ
الذّاكرة الصّدئة، كنّا نريد أن نتكئ على صباحٍ لا نشتهي فيه الموت، صباحٌ واحد
فقط نفيق فيه والحياةُ ملئ قلبينا ورئتينا وأنفاسنا ..

البريء
31-05-2012, 06:36 PM
تسحرني كلماتك يا "وداد"..

ويستهويني أسلوبك ..

وياخذني قلمك المبدع إلى مرافئ الكبار ..

لأنهل من بحارهم..

وأعيد لروحي نهكة ارتشاف..

فنجان قراءة في الوقت المستقطع من زمن البرق !!

وداد
14-06-2012, 05:26 PM
كـمنجـّـة حـبّ



كـ أوّل نبضة / لحن تمرّ عليها الأصابع !
حبّـك رغيـفٌ دافـئ أخبّئه في صـدري، أطـعم منـه الحمائم المطلّة على الشّـباك ، تقـتاته
بحـبّ ، يفـتعلُ في نبضـاتها همسـك، ويسكـب فـي دمائها أغانٍ مرتّلة بصوتكَ ، ويطـير
على متنها ذاكرة يرقصُ الحـلم على امتدادها و يعانقكَ بشوق ، بلهفـة ، ثمّ يغمر بك ..

و الموسيقى في أوردتها كلّ صباح سماءٌ لا تنتهي منك !

وداد
14-06-2012, 05:45 PM
حبّك ..
قصيدة طويلة تبدأ منك وتنتهي بك
وفي منتصفها أكون مزدحمة بالكلمات
بالفوضى، و بك !


أحرّك الملعقةَ في كوبي جيّدًا، ثمّ أرتشف منه وأبتسم، هكذا تحبّ القهوة متأرجحة
بين حلوٍ ومر وبرائحةٍ تجعل الجوّ معطّرًا بها لوقتٍ طويل، مع نصفِ ابتسامةٍ تسلل
إلى وجهك بين رشفةٍ وأخرى، وصوتٍ خافت لأغنيةٍ كلاسيكيةٍ قديمة تبدد بها
صمتَ المكان، وتدندن على وقعها وكلّ الأشياء حولك تتفرّج مندهشة بك !

تغريني هذه القهوة لأبعثر كلّ أشيائك الصّغيرة التي أهديتني إياها، وتلك التي
احتفظتُ بها بذريعةِ الذّكرى وأنا أرسم على وجهي ابتسامة خفيّة تقابل ذهولك،
كأن أحتفظ بساعتكَ التي تكبر لقاءنا الأول سنةً ونصف، زجاجةَ عطركَ التي
استعملتَ نصفها واحتفظتُ أنا بالنّصف الآخر، للآن أذكر كيف كانت ضحكاتك
مدوّية تملئ جدران غرفتي وأنا أعترف لك بخجل أنّي اشتريت زجاجة أخرى جديدة
أعطّر بها وسائدي قبل أن أغفو، وأنّ كلماتك مؤخرًا باتت تنزلق من فمي دون أن
أدري، وأنّي صرت أحبّ الجبن أيضًا !

بعد قليل نلتقي، ستجمعنا اشارةٌ ضوئية في الشارع، نسترق النّظر خلالها إلينا
ونبتسم كطفلين شقيين ثم تفرّقنا وجهتين مختلفتين لنلتقي بها بعد ستّ ساعاتٍ،
أقرأ في وجهكَ التّعب وتجد في وجهي ما ينسيك كلّ ذلك، ونعود أنتَ تقلّب كتابًا
قبل أن تغفو وأنا أرشّ عطرك وأنام ..

وداد
14-06-2012, 05:53 PM
" تلعثم ..

1"
الحبّ طائرة ورقيّة بين يدي طفلٍ صغير يجري بها بفرح ثم يتركنا نحلّق في السّماءِ
نغوصُ في صدرِ الغيم، ونمضي مع الرّيح نقصّ على أغصانِ الشّجر أمنياتنا
الملوّنة، أحلامنا المجنونة، ونغني مع العصافير بنبضٍ ثائر، نُحملُ على ظهر
أغنية ونحطّ على شراعِ مركب، نُغمرُ برائحةِ البحر وتبقى طيور النّورس مجنحةً
حولنا تترصّد وجه الحبّ في عينينا ..
الحبّ لغةُ الاختصار ، لغةُ الامتلاء ، لغة الدّهشة والشّده ، لغةُ عاشقين لازال وقع
لقائهما الأول يحدثُ ارتجافه العذراوي في حواسهما ، يتعثران كلّما نبسا وتلوذ
روحيهما بالصّمت !
الحبّ أن لا تتوازن أبدًا كلّما حاولت، أن لا تؤمن بجدوى جاذبية الأرض، أن تشعر
دائمًا أنّك أخفّ وأنّ الدّنيا كلّها تنبض في شمال صدركَ وأنّ أطرافكَ تشتعل دونما
رائحة احتراق !

2"
كان وجهكَ قافلةَ عيدٍ أهدتني السّماء إياها ، وكنتُ أنا معكَ بعمر الرّوضة ، كنتَ
كوني ، سمائي كلّ ليلة وشمسًا تغمر قلبي بالدّفء كلّ الصباح، كنتَ شهقةً
مجنونة أطلقها ساعة دهشة، نبضةً طائشة تفتعل فيّ زلازلاً لا تعرف حدود رختر !

كم مرةً صحتُ في عينيك والحبّ يمارس في شفتيّ تلعثمًا عامّا .. لو كان الحبّ
دفعة واحدة ، لأحببتك وانتهيت ..
حبّك إيمان .. صلاة لا أفرغ منها، حبّك يجعلني بوذيًّا يعتنق بوذاه دون أن ينفكّ
عنها، حبّك يجمع في قلبي التّوراة والإنجيل وكلّ كتب السّماء ، يجمع في وجهي
مساجد وكنائس، وورودًا بين أصابعي لا أتذكّر أين وقفت عندها ..
أحبّك
أو
لا أحبّك
وعندَ أيهما توقّف نبضي و مِت !

وداد
14-06-2012, 05:59 PM
رسالةُ لم تقرأها


لديّ قلب عصفور يرتعش كلّما طرق أضلعه وجه الحنين !

مـربـكٌ أنتَ تتخطّى حـدود الـذّاكرةِ والجـسد وتكـون كـلّ المكانِ، أنام فيك وأستيقظ بـك
أرتّـب عـلى وجهي بقـايا عبـثك، أنـشـرُ أضلـعي كـلّ صـباحٍ وأجمـعها دون أنّ يـذهـب
ماؤها أو تجـفّ منـك، كم من الـوقتِ كان يـلزم لأفهم هـذا الشّوقَ الذي يأتيني كمادةِ
هـلامـيةٍ تـأخـذ مـقـاسَ وجـهـك وشـكـل مـساحـةٍ مبـعثرةٍ فـي الـذّاكرة تُـزرع فيها الحـرائق
عـلى شكلِ سنـابل سـبع وفي كلّ سنبلةٍ مـائة دوخةٍ و رجـفة شـوق !
أنـتَ مـدهـش لتـضيّـعني هـكـذا، خـارق جـدًا لتـجعـل كـلّ شبـرٍ مـنّي ملغــومًا بـك، وكـلّ
صـباحٍ متـآمر عـلى رئتـي يـدسّ عـطـركَ في هـوائه، ويجعـلني فـي ارتيـابي، وخـوفـي،
وقـلـقي، و كـلّ هـذا الحـنين الـذي ينـمّل أطـرافـي ويجـعلها واهـيةً تتـأوّه ولـعًا بـك .
أنـتَ أكـبر مـن رجـلٍ يسـكن امـرأةً، أكـبر مـن مدينةٍ تسكن وطنًا، أنتَ أرضٌ كاملة وأنا
بـذرة مغمـوسة فـي تـربتـك، متـخمةٌ بـدفئـك، وبهـذا الحـبّ الـذي يجعـلني أضيع، وأتبعثر
كـلّما حـاولـتُ أن أتمـاسـك، حبـك يجـعلنـي امـرأةً أخـرى تحمـلـها الـرّيح حيـثُ لا تـدري ،
وتُجرف بك حيثُ الأسئلة الضائعة ، والحيرة ، و اللامنطق في كلّ ما يفتعله الشّوق !

أحبّك
فـهل ثمّـة اعتـرافٌ ألــذّ مـن ذلـك، وكـلمة أخـرى تـرجفُ الحواس حاسّة حاسة، وتجعلني
مصابةً بكلّ هذا الدّوار !

وداد
14-06-2012, 06:04 PM
ساعة متأخرة من الحزن !


لـ أنّه اللّيل ، ولـ أنّه السّهر والشّارع الصامت وغيابك لابدّ أن أشعر بكلّ هذا البرد
وأشعلَ قنديلاً في الذّاكرة وأنسحب بهدوء إليكَ !
الذّاكرة أدفئ معطفٍ يضمّك في موسم الغياب، وها أنا أرتديه لأخرسَ صوتَ الرّيح
داخلي، وأتخلّص من هذا الجليد على أصابعي وأكتبَ لك بلغتي التي تعاني في كلّ
حوافها آلامًا حادّة، وانشطارًا عميقًا في مفرداتها خلّفه غيابك ..
في غيابك تبدو الحياة أصغر مما كانت تبدو عليه، تتسرّب إليها رائحة الأكاذيب
من كلّ القصص الجميلة التي قرأناها معًا وسمعنا بها معًا، تسقط عنها الأقنعة
وتبقى بوجهها الحقيقي تبحر في الفراغ حتى تصطدم بوجهٍ ما .
في غيابك كلّ شيء يستفزّني، الشّوارع والطرقات، الجدران التي يبقى ظلّي في
مرآتها وحيدًا، الأرصفة التي عبرناها وعلّقنا في أسقف ذاكرتها وجهينا، البحر
الذي لا يزال يحمل في رائحته مواعيدنا الأولى، وحتّى كوب الشّاي الذي لا
تشاركني فيه أصابعك، كلّها تمارس فيّ احتياجًا واحتجاجًا، وتبعثُ في روحي
شعورًا متضاربًا يتأرجح بين اللّهفة وعدم الاكتراث.
كم أشتهي أن أتجاهلك هذه الليلة، أن أتجاهل رسائلك خطّك، واللّون الأحمر
الدّاكن الذي تكتب به على صدرِ الورق، أن أتحاشى النّظر لصوركَ الغافية على
السرير وابتسامتك الجامدة فيها التي تربك قلبي كثيرًا، أن أنسى مذاق أحاديثك
الدافئة وصوتك الطّري الذي يوقظ حواسي كلّها، أن لا أفتح الصّندوق الذي جففت
فيه ورودك وأن لا أشعل شمعةً حمراء بقربه ، أن لا أكترثَ أبدًا لغيابكَ هذه الليلة.

أنهض .. أغلق السّتائر، لا أمنح ضوء الشارع الحزين فرصةَ أن يتسلل إليّ،
ويعبثَ بأصابعي الباردة، أخنق الصّمتَ أدير الأسطوانةَ ويرجفني هذا الصوت
اليوناني الحزين .. Yanni !
Yanni الذي يتسلل إلى ذاكرتي الآن ويبحث فيها عن ما يشبه سلالم موسيقاه ،
عن ما يشبه العذاب في صوتها، عن ما يشبه الألم ، و ما يشبه وجهي الذّي
يتدثّر بالعتمة في غيابك ، ويشاركه حزنه ويكتب عنك / لك ..

باختصارٍ .. سأكتب
غيابك مؤلم، ولا أعلم كيف يُشرح كلّ ذلكَ على ورقة !

وداد
14-06-2012, 06:12 PM
صباح يحمل أغنية صوتك

وأتى صوتكَ غزيرًا جارفًا ، يندفعُ من السّماءِ بقوّة ويستقرّ في صدري، تُفتح له
نوافذ القلب يحطّ عليها برفق، يمسح عن زجاجها التّعب ويعيد للحبّ واجهته
البيضاء ، وللأمنياتِ عطرك وللأرضِ لونها الأخضر، أتيتَ مسافرًا عبر الغيم
تتخطّى جغرافيا المكان تلاحق خيوط الشّوق في قلبي، أتيتَ تعيدني مرّة أخرى
أغنية يربكها دفء اللّحن في صدرك، وصوت نبضك الذي ينظّم في رئتيّ النّفس
و كميّة الدّم المتدفق في أوردتي ، أتيتَ تحملُ في كفّك ضوءًا تزيل الظلام في كلّ
زاويةٍ من وجهي وترسم بأصابعك ابتسامةً على شفتي !
بعد صوتك أشعر أنّي على وشكِ البكاء، فهل ستضمني إليك وتمسح عن عينيّ
الدموع وتقول " عيناكِ جميلتان حتى وهما ممتلئتان بالدّموع" ، وهل سأنهار حينها
وأبلل قميصك أكثر وأغفو على كتفكَ بعد كلّ ذلك البكاء، ومن ثم ستحملني
وتعيدني إلى سريري وتكتب على ورقةٍ بجانبي "أحبّ قلبكِ المرهف" وتذهب .
الذي أعرفه أنّي حين أفيق سأذهب للزّاويةِ التي كنتَ تقفُ عليها وستشعرني
أنفاسك الدّافئة هناك بالقشعريرة ، وسأعود أختبئ في سريري أضم الورقة إلى
صدري وأبتسم .

وداد
08-07-2012, 05:23 PM
تسحرني كلماتك يا "وداد"..


ويستهويني أسلوبك ..

وياخذني قلمك المبدع إلى مرافئ الكبار ..

لأنهل من بحارهم..

وأعيد لروحي نهكة ارتشاف..

فنجان قراءة في الوقت المستقطع من زمن البرق !!

::
::

البريء
كلماتك تجعل حرفي فوق قدره
شكرًا لـ مرورك الجميل ..

وداد
08-07-2012, 05:24 PM
.
.

أخبرني ..
ما سرّ هذا الوخز اللّذيذ في صدري كلّما صادفني وجهك ؟
عن عينيك التّي أبدو فيهما كـ ملاكٍ صغير والسّماء باتّساعها حولي ، عن هذه الرّعشة
في أصابعي كلّما تسلل البحر بهوائه إلى رئتيّ وجعل مدني غارقةً بغنائك .. و وجهك
حاضرًا في أعمقِ نقطةٍ في الرّوح ..!



تبدو كلمـاتي مشوّشةً ، مشتّتةً كـ رغـوةِ القهوةِ في كوبك هذا الصّباح، كـ قلبي المطـرّز
بالشّوق ، كـ هذا الحنـين النّـائم بجـوار صـدري منذ البارحة ، كـ أرقي الـذي يبتسم فــي
وجهك صباحًـا و يطبع قبلته على خــدّك ثمّ يمضي بخفّة وســط الفـوضى والغياب ،
كـ أنا حين أستيقظ وعلى وجهي بقايا مشهدٍ أخير من حلمٍ لم يزرني بالأمس .. أحاول
أن أتذكّره بحذر شديد كي لا يصطدم بالشّوق المتراكم على قلبي و يخنق صوتي و
يرحل !
باردة أصابعي هذا الصّباح ، تبحثُ عن زوايةٍ دافئة في جيب معطفك تعيد لها شهيّة
الحلم و لذّة الشّوق، أفتح النّافذة تلتصق نسائم الهواءِ بوجهي كـ أغنيةٍ هاربة ، تبدو
السّماء متعبةً شاحبةَ اللّون _ على غير عادّة _ غيومها تائهة ، والبحر بعيدٌ جدًا ..
جدًّا ، وأنت وطن غائب وأنا خارج حدودك أقاوم هذا الشّتاء بيأس وأسعل كثيرًا خارجك
دون صوت !
ذات حنين ، كنتُ أمرّ شوارعنا القديمة وأغسل ذاكرتي بالحزن، أخترع قصّة مأساويةً
لـ قلبي ، أجعله يعتاد النّوم على نصفِ رغيفٍ و شوق، وأمنية مسروقة و قلق ، أمرّ
عليها كـ لحنٍ منسي ، أقف طويلاً عند الرّصيف ، عند الزّاويةِ اليسرى من محلّ الكعك
وتملؤني كآبة كرسيّنا في الحديقة الخلفيّة ، تخيّل .. كلّ الأماكن التي اعتدنا أن نتقاسم
في حضورها الحب لم تستطع أن تتعرّف عليّ ولا أن تقابلني بالدّفء الذي كان يقابلني
به قلبك ، أشعر بالفقد والكثير من الفراغ في صدري ، لم تعد الأشياء مرتّبة في قلبي
ثمّة فوضى ، حزن ويأس وفرح ضائع في الطّرقات .. و بكاء !




أنت بعيد جدًا كـ البحر
كـ الطفولة
كـ الفرح !

http://alharah2.net/alharah/omania/smilies/smile.gif

ومضة حياة
10-07-2012, 09:17 AM
مدونه رائعه كروعة صاحبتهااااا




سجليني من متابعينك



اتمنى لك التوفيق


http://www.azqtr.com/up//uploads/images/3z101356ce03.bmp

وداد
25-07-2012, 10:55 PM
مشهـد – أوّل



تنزوي على طرفِ السّرير، تضمّ وسادتها .. وتبكي

تشعر بالألم ، بـ غصّة في حنجرتها ، وترتجف كلّ أطرافها المنهكة، تسترق النظر

بين حين وآخر لشاشة الهاتف، وتعود تخبئ وجهها في المخدة وتبكي بحرقة ،

تبكي بألم ، تبكي لـ أنها تشعر أنّ قلبها يحترق، وتشم رائحة العطب فيه دون أن

تستطيع أصابعها الصغيرة ايقاف هذا الخراب ، وإطفاء الحرائق الوجع ..

تحسّ بصداعٍ ودوخة ، تشعر أن جسدها ثقيل جدًّا وأنها على وشكِ أن تفقد

وعيها، تضغط على المخدة بأصابعها، تضمها بقوّة وتقول بشفتين مرتجفتين " أنا

أقوى " ، تمسح دموعها، تقف بتعب، تخرج من غرفتها بحذر حتى لا تصدم بسؤالٍ

يربكها، تجلس على اريكته التي يحبها كثيرًا ، تقلب محطات التلفاز ، يفزعها

وجهه في كلٍّ منها ، تهرب منه ، من أحاديثه ، تدخل المطبخ ولا تدري لمَ جاءت

هنا أصلا، تجد في الطبخ وسيلةً لقضم الوقت ونسيانه ، تبدأ بإعدادِ الطبق

برشاقة، تأنق حوافه بمتعة، تذهب به إلى الفرن ..



- أحبّ كل شيء من يديك



يسقط من يدها الطبق و يتشظى، كلامه يؤلمها، ذاكرتها خائنة، ترمي به أمامها

دائمًا، يوجعها صوته كثيرًا .. وتنهار تبكي على أرض المطبخ، يرن الهاتف

تضيء شاشته تنظر إليها وتبكي كثيرًا، لا تجيبه تغلق الاتصال ، وتعصر الهاتف

في يدها بألم، تصلها رسالة منه " آســــــــــــــــــف "



تكتب له بألم فظيع بين دموعها " أكرهـ ـــك " وترمي بالهاتف بعيدًا .

ضياء الأمل
05-06-2013, 11:47 AM
مبدعه ما شاء الله................