ميت حزن
01-08-2011, 06:25 PM
عدنا مع دورة الفلك لتنسم عبق روحانيات شهر رمضان المبارك هذا الشهر الذي يغير حياتنا في أنماطها المعاشية وفي درجة ومعيار التعبد والتقرب إلى الله. إنه شهر مميز بكل المقاييس نكتشفه مع كل عام جديد ونتهلل للقائه بعد وحشة الأحد عشر شهرًا التي مضت تفصلنا عن شهر الصوم الماضي، وبعد تغير أسلوب الحياة والإقبال على العبادات يأتينا الشهر أيضا محملا بذكريات وقائع كبرى في حياتنا وفي تاريخ العرب والمسلمين على مدى خمسة عشر قرنا من الزمان ففيه نزل القرآن وفيه دارت غزوة بدر وفيه تم فتح بيت المقدس وفيه دارت الحرب العربية الإسرائيلية منذ ثمانية وثلاثين عاما وكلها ذكريات مجيدة ترتبط في الوجدان العربي والإسلامي بشهر الصوم حيث كان الصوم ونسائم الشهر العطرة حافزا كبيرا على تحقيق الإنجازات المشهودة .
لكن الشهر الفضيل يأتينا هذا العام وسط تحولات كبيرة لاعلاقة لها بالمعارك أو الفتوحات تحولات يمر بها الوطن العربي والعالم الإسلامي وتترك انطباعا في النفس بأن خللا ما قد أصاب رؤية الإنسان المسلم لأولويات العمل الجماعي من أجل نصرة الدين وتمتين العروة الوثقى للمسلمين فإذا كان شهر رمضان هو شهر الرحمات فإن ثمة مسلمين ينتظرون من يمد لهم يد العون لإغاثتهم في شدتهم فإخواننا في الصومال يعانون من مجاعة تهدد بقاءهم في ظل الجفاف والحروب والتجاهل وكذلك إخواننا في فلسطين يمرون بأزمة مالية طاحنة تجعل رمضان هذا العام مبعثا للألم عندهم حيث لا يجدون ما ينفقون فضلا عن معاناتهم من الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته اليومية على أرواحهم وممتلكاتهم. أما إخواننا في ليبيا واليمن وسوريا فيمرون بشدة من نوع آخر وكان أولى بهؤلاء المطالبين بالحريات والإصلاحات لو أنهم أعلنوا هدنة خلال الشهر لإعطاء الفرصة لمشاعر الترابط والتقارب والتفاهم أن تعود من جديد بين الذين تفرقت بهم السُبل بين طامع في السلطة وراغب في التحرر من ربقة الاستبداد السياسي بينما إخوة لهم يراقبون من بعيد دون أن يكون لهم دور مفروض بموجب تعاليم الإسلام في التدخل لإقالة عثرة أولئك الذين تقطعت بهم السُبل على درب البحث عن الحرية أو عن لقمة عيش عزت عليهم بسبب الجفاف وشح الأمطار والاحتراب الداخلي وقسوة الغريب وجفوة القريب.
ها هو شهر رمضان يعود بضيوفه الربانية لعله يوقظ في نفوس القادرين مزيدا من الشعور بحاجة المحتاج وهي الحكمة البالغة التي فرض من أجلها الصوم ولعله يوقظ في نفوس المحتربين على السلطة والنفوذ شيئا من التسامي عن عرض الدنيا الزائل ويوقنوا أن الملك للمالك وأن الدنيا دار فناء ستنقضي يوما. بينما يبقى كتاب أفعال المرء حاكما أو محكوما معلقة في عنقه إلى أن يلقى حسابه. الصوم وسيلة لإيقاظ الضمائر النائمة وتعديل السلوكيات المعوجة وتهذيب النفس الأمارة بالسوء إنه جرس إنذار سنوي لمن شاء أن يراجع ذاته ويتقارب مع أخيه المسلم تحت ظلال روحانية شهر الصوم المبارك. وبهذه المناسبة نتقدم إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بالتهنئة والتبريكات سائلين المولى عز وجل أن يعيد على جلالته والشعب العماني والأمة العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات وكل عام والجميع بخير
لكن الشهر الفضيل يأتينا هذا العام وسط تحولات كبيرة لاعلاقة لها بالمعارك أو الفتوحات تحولات يمر بها الوطن العربي والعالم الإسلامي وتترك انطباعا في النفس بأن خللا ما قد أصاب رؤية الإنسان المسلم لأولويات العمل الجماعي من أجل نصرة الدين وتمتين العروة الوثقى للمسلمين فإذا كان شهر رمضان هو شهر الرحمات فإن ثمة مسلمين ينتظرون من يمد لهم يد العون لإغاثتهم في شدتهم فإخواننا في الصومال يعانون من مجاعة تهدد بقاءهم في ظل الجفاف والحروب والتجاهل وكذلك إخواننا في فلسطين يمرون بأزمة مالية طاحنة تجعل رمضان هذا العام مبعثا للألم عندهم حيث لا يجدون ما ينفقون فضلا عن معاناتهم من الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته اليومية على أرواحهم وممتلكاتهم. أما إخواننا في ليبيا واليمن وسوريا فيمرون بشدة من نوع آخر وكان أولى بهؤلاء المطالبين بالحريات والإصلاحات لو أنهم أعلنوا هدنة خلال الشهر لإعطاء الفرصة لمشاعر الترابط والتقارب والتفاهم أن تعود من جديد بين الذين تفرقت بهم السُبل بين طامع في السلطة وراغب في التحرر من ربقة الاستبداد السياسي بينما إخوة لهم يراقبون من بعيد دون أن يكون لهم دور مفروض بموجب تعاليم الإسلام في التدخل لإقالة عثرة أولئك الذين تقطعت بهم السُبل على درب البحث عن الحرية أو عن لقمة عيش عزت عليهم بسبب الجفاف وشح الأمطار والاحتراب الداخلي وقسوة الغريب وجفوة القريب.
ها هو شهر رمضان يعود بضيوفه الربانية لعله يوقظ في نفوس القادرين مزيدا من الشعور بحاجة المحتاج وهي الحكمة البالغة التي فرض من أجلها الصوم ولعله يوقظ في نفوس المحتربين على السلطة والنفوذ شيئا من التسامي عن عرض الدنيا الزائل ويوقنوا أن الملك للمالك وأن الدنيا دار فناء ستنقضي يوما. بينما يبقى كتاب أفعال المرء حاكما أو محكوما معلقة في عنقه إلى أن يلقى حسابه. الصوم وسيلة لإيقاظ الضمائر النائمة وتعديل السلوكيات المعوجة وتهذيب النفس الأمارة بالسوء إنه جرس إنذار سنوي لمن شاء أن يراجع ذاته ويتقارب مع أخيه المسلم تحت ظلال روحانية شهر الصوم المبارك. وبهذه المناسبة نتقدم إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بالتهنئة والتبريكات سائلين المولى عز وجل أن يعيد على جلالته والشعب العماني والأمة العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات وكل عام والجميع بخير