مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية "" إلى معلمي العزيز ""


ملاك الشرق
13-01-2011, 09:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى معلمي العزيز مع التحية

[ يفتح الستار على المرشد الطلابي وهو جالس على طاولة وأمامه بعض السجلات . ثم يطرق الباب ]
المرشد : تفضل ادخل .
محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المرشد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . خير ما بك يا محمد .
محمد : أرسلني إليك معلم الرياضيات .
المرشد : خير . ماذا فعلت ؟ .
محمد : بصراحة يا استاذ : المعلم كان يشرح الدرس . وأنا كنت مسرح .
المرشد : ليش مسرح . وش اللي شاغل بالك ؟
محمد : والله يا استاذ شوية أُمور خاصة .
المرشد : قول يا محمد . تراني أنا هنا مثل أخوك الكبير . ومهمتي هي حل مشاكل الطلاب .
محمد : أقول لك أُمور خاصة . تعرف يعني إيش خاصة .
المرشد : شوف يا محمد . اعتبرني مثل أخوك الأكبر . وتأكد أن كل الأُمور اللي راح تقولها سوف تكون سر بيني وبينك ولن يطلع عليها أحد أبدا.
محمد : أكيد .
المرشد : أكيد . وأنا اوعدك .
محمد : ولا حتى المدير يدري عنها .
المرشد : لا مدير ولا غيره يطلع عليها .
محمد : بصراحة معلم الرياضيات هذا أنا ماني مرتاح له .
المرشد : وليه يا محمد .
محمد : من غير ليه .
المرشد : لا . لا لابد أن يكون هناك سبب . تكلم يا محمد وتأكد إنه كما قلت لك الأمر سوف يكون سري للغاية .
محمد : بصراحة … معلم الرياضيات إنسان متكبر شايف نفسه . ما يتكلم إلا مع رأس خشمه .
المرشد : طيب .. قد غلط عليك . وإلا تشوف إنه يعاملك معاملة خاطئة .
محمد : لا . أبداً لا غلط علي ولا شيء . بس
المرشد : بس إيش قول .
محمد : دائماً يقول لي أنت طالب كسول . ما تفهم شيء .
المرشد : وش بعد .
محمد : يقول لي روح دور لك على شغل في الحلقة وإلا في ما قفة الغنم . أنت ما أنت حق دراسة أنت كارثة على التعليم . ومن هذا الكلام الجارح . حتى حطمني وصرت أكره التعليم .
المرشد : طيب . هذا الكلام يقوله للجميع وإلا لك أنت وحدك .
محمد : يقوله لي وحدي من بين الطلاب كلهم .
المرشد : طيب لكل شيء سبب . ويش السبب اللي خلى معلم الرياضيات يقول هذا الكلام .
محمد : بصراحة . مدري ويش السبب .
المرشد : شوف معلم الرياضيات أو غيره لا يمكن يغلط عليك أو على غيرك من دون سبب .
محمد : أقول لك ما فيه سبب .
المرشد : إذاً ما دام ما بتقول لي السبب . لازم أقابل معلم الرياضيات وأعرف إيش السبب .
محمد : " يقوم ويقول بخوف " لا . لا الله يرحم والديك يا استاذ . لا تقول له .
المرشد : لا زم أقول له عشان أعرف سبب المشكلة وأحلها .
محمد : تبغى الصراحة يا استاذ . بس ما تزعل .
المرشد : قول . وأنا ما راح أزعل منك .
محمد : بصراحة . كل الكلام اللي قلت لك عن معلم الرياضيات كذب في كذب .
المرشد : يعني معلم الرياضيات ما كان يتكلم عليك .

محمد : والله يا استاذ إن معلم الرياضيات أو غيره ما قد تكلم علي . لكن ….
المرشد : لكن إيش . قول .
محمد : أنا ما أبغى الدراسة . أنا بفصل وأروح أدور لي على شغل .
المرشد : ليش . ليش أنت باقي صغير في السن والمستقبل أمامك .
محمد : أنا إنسان فاشل . ما أصلح للدراسة .
[ في هذه الأثناء يدخل معلم الرياضيات ]
المعلم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المرشد : وعليكم ورحمة الله وبركاته .
المعلم : كيفك يا محمد . عساك تعوذت من إبليس وغيرت رأيك .
محمد : والله يا استاذ ما أدري .
[ يتوجه المعلم للمرشد ويقول له : إيش سويت مع محمد ]
المرشد : أبد شوفني أحاول معه .
المعلم : ممكن تسمح لي أن أجلس مع محمد خمس دقائق . عسى الله يهديه .
المرشد : تفضل . خذوا راحتكم " ثم يخرج "
" يجلس المعلم على كرسي مقابل للطالب "
المعلم : شوف يا محمد . أنت طالب جيد . بس يبغى لك شوية اهتمام وشوية مذاكرة وبإذن الله راح تكون من أفضل الطلاب .
محمد : بس أنا ما لي نية في الدراسة .
المعلم : تأكد يا محمد إن الشهادة هي سلاح قوي يساعدك في معركة الحياة الحامية الوطيس . فإذا لم يكن لديك شهادة فإنك لن تسوى شيء
محمد : يا استاذ أنا طفشت من المدرسة ومن الدراسة . ومليت الكتب والمذاكرة .
المعلم : إيش اللي طفشك .
محمد : يا شيخ بلا دراسة بلا هم . أنا بروح أدور لي على شغل .
المعلم : شوف يا محمد : أنت لا تفكر في ولا في المدرسين . ترى كل مدرس راح يستلم راتبه آخر سواء نجحتوا أم لم تنجحوا . لكن فكر في أبوك .
محمد : أبويـــــــــــه . إيش فيه أبويه .
المعلم : ما فيه إلا كل خير إنشاء الله .
محمد : طيب إيش اللي جاب سيرته .
المعلم : فكر في أبوك اللي يكد ويتعب ويشقى عشان يوفر لك لقمة العيش عشان يوفر لك مصروف تتفسح به أبوك اللي ينام بعض الليالي لكي تشبع أنت وإخوتك . أبوك اللي يعمل ليل نهار لكي يوفر لك قيمة الحقيبة والدفاتر أبوك اللي يصرف عليك يبغاك تصير رجال يعتمد عليك بعد الله في مواجهة الحياة .
تخيل الفرحة على وجه أبيك عندما تأتي إليه وأنت ناجح . تصدق إنه إذا جيته وقلت له إنك ناجح راح تشوف الفرحة في عينه تلاحظ إنه يشعر إنه ملك الدنيا وما فيها . وتلاقيه بعدين يفتخر بك أمام الناس أما أهل القرية كلهم ويمكن يروح وتسلف ويشتري ذبيحة ويتصدق بها لوجه الله عشانك نجحت .
لكن تخيل لو إنك لا سمح الله رسبت . تجد إنه حزين وكأنه خسر الدنيا كلها .
أيضاً فكر في هذا الوطن المعطاء الذي قدم لك كل شيء . سهل لك التعليم المجاني وفر لك الكتب والمدارس والمعلمين الأكفاء . ترى الوطن يا محمد بقدر ما أعطاك فإنه يجب عليك أن ترد له الجميل .
عشان كذا يا محمد لابد أن تكمل دراستك عشان مستقبلك . عشان والدك عشان الوطن .. لازم يا محمد لازم .
لازم .
محمد : أولاً شكراً لك يا معلمي العزيز على هذه النصيحة . ثانياً أنا أعدك من الآن إني أذاكر وأجتهد . وتأكد يا معلمي العزيز أني لن أنسى لك هذا الجميل .
المعلم : وفقك الله يا محمد .
[ يقفل الستار ]




المشهد الثاني

[ يفتح الستار على المدير وهو جالس . ثم يطرق الباب ]
المدير : تفضل .
محمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المدير : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . تفضل إجلس
[ يجلس محمد ويكون لابس بدلة عسكرية ]
محمد : ممكن أقابل المعلم أبو عبد الله .
المدير : خير إنشاء الله . عسى خير .
محمد : لا بس أريده في موضوع .
[ يخرج المدير ويدور حوار بينه وبين المعلم من خلف الستار ]
[ المدير : كم مرة قلت لك يا بو عبد الله إذا كان عندك مشاكل حاول تبعدها عن المدرسة
المعلم : خير وش صار .
المدير : فيه ظابط في الإدارة يسأل عنك .
المعلم : طيب إيش المشكلة .
المدير : إنت عارف إن المدرسة مؤسسة تربوية ودخول الشرطة فيها يعني إن هناك جريمة .
المعلم : المدرسة مؤسسة حكومية وترحب بكل زائر سواءً من الأمن أو غيره . وبعدين أنا ما أفتكر إني
سويت جريمة يا حضرة المدير.
[ يدخل المعلم ويقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ]
محمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . ثم يقوم ويسلم على رأس المعلم . يا هلا يا مرحبا كيفك وكيف حالك عساك بخير والله زمان يا بو عبد الله .
[ في هذه الأثناء تبدوا على المعلم الدهشة من الموقف ، ويبدي استغرابه ]
محمد : شكلك ما عرفتني .
المعلم : بصراحة والله ما عرفتك .
محمد: أنا واحد من طلابك .
المعلم : يا هلا فيك .بس والله ما ني فاكرك . تعرف إحنا يا المعلمين في ها المدارس مثل سكان محطات القوافل يمر علينا في كل عام العديد من الطلبة . ومين نفتكر ومين ننسى وخليها على الله .
محمد : تتذكر ذاك الطالب اللي بغى يترك المدرسة وإنت نصحته وجلست تنصح فيه لين بكى . وأوعدك عندها إنه يكمل دراسته . فا كر وإلا لا .
المعلم : " بدهشة" اووووووووووووووووه محمد . يا هلا والله يا هلا . يا هلا . وما شاء الله صرت ظابط من حقك ما حد قدك يا بو حميد
محمد : الحمد لله يا استاذي العزيز كلماتك ذيك ما زال صداها يتردد في أسماعي . وتأكد إنه لولا الله ثم انت ما وصلت إلى ما وصلت إليه .
المعلم : أستغفر الله يا ولدي . ترى هذا واجبي تجاهك وتجاه كل طالب . واجبي إني أقف معاكم في السراء والضراء . واجبي إني أقدم لكم النصح كأبنائي بالضبط .
محمد : أنت يا استاذي قدمت لي مفتاح النجاح وسر التفوق . أنت أنقذت مستقبلي بعد أن كاد أن ينتحر بسبب الطيش وعدم المبالاة .
المعلم : الهدف يا ولدي يا محمد هو خدمة هذا الوطن المعطاء . أنا في مجال التعليم وأنت في مجال الأمن وكل حسب موقعه .فلو كل شاب فكر حسب تفكيرك في ذلك الوقت لحلت بهذا الوطن كارثة البطالة . ولكن البركة في شبابنا .
محمد : بارك الله فيك يا معلمي الفاضل وكثر الله من أمثالك . وتأكد إني في خدمتك في أوقت وفي أي ظرف
[ ثم يقوم ويسلم على رأس المعلم ويقول " هذه قبلة مع التحية إلى معلمي العزيز " ]