مشاهدة النسخة كاملة : الموسيقى التقليدية


ملاك الشرق
11-09-2010, 09:57 PM
الموسيقى العمانية التقليدية وعلم الموسيقى

تعتمد الموسيقى العمانية التقليدية في انتقالها بين الأجيال أولا وأخيرا على التوارث الشفهي وذلك عن طريق أسلوب الممارسة والتناقل العملي. والموسيقى العمانية شانها شان موسيقى حضارات وشعوب أخرى لم تعتمد في توارثها أو في ممارستها أو في حفظها على أسلوب التدوين سواء كان ذلك تدوينا للموسيقى أو تدوينا للتاريخ العام للموسيقى. وهذه هي أهم الفروق بالمقارنة مع موسيقى البلاد الأوروبية التي اعتمدت في كيانها الموسيقي على استخدام التدوين كعنصر بناء في خلاياها الموسيقية وليس فقط كأسلوب حفظ أو توارث.

وفي بداية عام 1900 قام العالمان (كارل شتومف و ايريخ موريتس) بتأسيس علم موسيقى جديد وأطلقا عليه بالألمانية اسم (Vergleichende Musiwissenschaft) وترجم هذا الاصطلاح إلى اللغات الأخرى, وسمي بالعربية (علم الموسيقى المقارنة).

وكما تدل التسمية تمثل "المقارنة" الهدف الأول في هذا العلم. ويقصد مؤسسو هذا العلم إنهم من خلال مقارنة الموسيقى غير الأوروبية خاصة موسيقى الشعوب الفطريين والتي لم يحدث تطور كبير في موسيقاهم والتي تعتمد في إحيائها على التناقل الشفهي والاعتماد على الناحية العملية يمكن بهذه المقارنة كسب معلومات تمكنهم من تصور بداية موسيقاهم الأوروبية من الناحية العملية التي لا يمكنهم التعرف عليها الآن حتى من خلال التدوينات الموجودة لديهم لأنها لا يمكنها توصيل الناحية العملية مثل الإحياء الموسيقي أو مقاييس السلم الموسيقي أو أساليب الزخرفة أو الإيقاعات المصاحبة.. الخ.

وتسمية " علم الموسيقى المقارنة " تصطدم بمشكلة أخرى وهي إذا أراد احد مواطني التي لا تستخدم التاريخ والتدوين كعنصر أساسي في موسيقاها, بحث موسيقى وطنه, فلماذا يسمى بحثه هذا تحت تصورات تسمية " علم الموسيقى المقارنة " لأنه لن يقارن ولن ينتظر نفس النتائج والاحتمالات التي ينتظرها العلم الأوروبي الراغب في المقارنة !.

وفي عام 1940 استخدم الباحث الموسيقي الهولندي (ياب كونست) لأول مرة اصطلاح (Ethno-Musicology) والتي تكتب الآن ككلمة واحدة (Ethnomusicology) ويرتبط هذا النوع من الموسيقى بنوعية الجنس العرقي ولذلك تسمى بالعربية " موسيقى الأجناس " أو أيضا " موسيقى الشعوب ".

الموسيقى العمانية

ولمعالجة الموسيقى العمانية التقليدية من الناحية العلمية فيكون من داخل " علم موسيقى الأجناس " وذلك للأسباب السابق ذكرها. وهذا يعني أننا يجب علينا استخدام كل ما نستطيع استخدامه من الفروع السابق ذكرها من " علم الموسيقى " ككل وذلك بفروعه الثلاثة:
¢ الفروع الموسيقية.
¢ الفروع التاريخية.
¢ الفروع المساعدة.

ويلعب هدف البحث الدور الهام في اختيار أو استخدام هذه الفروع لأنه بالبديهة لا يمكن استخدام كل هذه الفروع في كل الأبحاث باختلاف أهدافها. وسوف نجد بالطبع بعض الفروع التي لا توجد أصلا في الموسيقى العمانية, مثل تاريخ المسرح مثلا أو التأكيد على عناصر هامة في الفنون العمانية مثل الرقص الحركي ودور الشعر.

ولشرح موسيقى عمان التقليدية من الوجهة العلمية فيجب دراسة ثلاثة اتجاهات منها التاريخي (بمفهومة الشامل) والعملي الموسيقي والعلمي الموسيقي وذلك بالتقسيم التالي:-

¢ الموثرات التاريخية:
o الناحية الجغرافية.
o الناحية السياسية والاجتماية.
o الناحية الدينية.
o الناحية الاقتصادية.

¢ الموثرات العملية:
o الالات الموسيقية.
o التدوين الموسيقي.
o الايقاع.
o النظام اللحني.
o الرقص الحركي.

¢ الموثرات العلمية:
o التصنيف العلمي والانماط الموسيقية.
o التحليل الموسيقي.
o الجمع الميداني.
o النظام اللحني.
o الموسيقى العمانية والموسيقى العالمية.

الناحية الاقتصادية والتقنية

لا يمكن تجاهل البنية الاقتصادية للمجتمع إذا رغبنا في تحليل ومعرفة نوعية موسيقاه. فالمجتمع الزراعي تختلف أنماط موسيقاه عن المجتمع البدوي وكذلك الصناعي. ففي المجتمع الزراعي مثلا نجد أن عنصر الموسيقى " يشترك " في أغاني العمل في الزراعة نفسها وهذا الأمر لا نجده في المجتمع الصناعي البحت مثلا. كذلك إذا لعب البحر دورا اقتصاديا كالحال في السلطنة نجد كثرا من الأنماط الموسيقية التي ترتبط بفنون البحر بأشكالها المختلفة (فنون الشاطئ, فنون على السفينة, فنون عمل, فنون سمر ... الخ).

ويلعب الاقتصاد التجاري أيضا دورا هاما في الاحتكاك بالحضارات الأخرى الذي يعود على الفنون بعد ذلك بالثراء والتوسع. ونرى في عمان مثلا إنها كانت رائدة في تجارة البخور وذلك من قديم الزمان فقد كانت على علاقة تجارية مع العراق القديم ومصر واليونان والروم وذلك منذ عام 700 - 300 ق.م.

وسلطنة عمان بالمقارنة بكثير من بلاد المنطقة لها إمكانيات استغلال عدة اتجاهات اقتصادية وذلك بحكم الارتباط بموقعها الجغرافي وتضاريسها التي تسمح ذلك فتنوع اتجاهات المجتمع الاقتصادي تنعكس على فنونه أيضا.

وبما أن الفنون مرآة المجتمع نجد في عصور الرخاء الاقتصادي نهضات فنية ملموسة تعكس الحالة النفسية للمجتمع والعكس صحيح فإذا قارنا بعض الحضارات القديمة أيضا نجد أننا لا نملك أثارا فنية قيمة في أوقات العصور السيئة. وذلك لان الفرد في المجتمع يكون شاغله الأول والأخير " لقمة العيش " ومحاربته للجوع والفقر لا تساعده على الابتكار الفني والعمل به.

ويلعب الجانب التقني دورا حيويا في الفنون وذلك من عدة اتجاهات منها المساهمة في الابتكارات التي تساعد على تطوير الفنون مباشرة وذلك مثل الآلات وصناعتها. كذلك الابتكارات التقنية الغير مباشرة وذلك مثل ابتكار الأجهزة التسجيلية. وعلى سبيل المثال يعتبر ابتكار شريط الكاسيت الصغير ثورة كبيرة في أسلوب انتشار الموسيقى على المستوى الشعبي وذلك له تأثيره أيضا على تغيير بعض النوعيات الموسيقية التي يكون اتجاهها الأول والأخير اتجاها تجاريا بحتا لا يراعى فيه القيمة الفنية.

ولا يجب أن ننسى إن التطور التقني أيضا هو الذي ساعدنا بداية القرن العشرين على الاحتفاظ ببعض الفنون الموسيقية والتي تعتبر الآن مرجعا للأسلوب العملي الموسيقي. وكذلك الأجهزة الحديثة الحالية التي تمكننا من تصوير الأحداث وإعادة عرضها كذلك الاستفادة منها في أرشفة الفنون الأصيلة التي كانت دائما عرضة للضياع طالما لم يواظب المجتمع على إحيائها.

الناحية الدينية

يمكن متابعة علاقة الموسيقى بالدين في اتجاهين: ما هو دور الموسيقى في الدين؟, وكذلك ما هو موقف الدين من الموسيقى؟.

تلعب الموسيقى أحيانا دورا هاما في ممارسة الدين. فنجد في الحضارات القديمة مثلا إن الطقوس الفرعونية كانت تشمل على موسيقى, إذ نرى ذلك في كثير من قبور الفراعنة والأشراف ايضا. وحتى الأديان السماوية مثل اليهودية والمسيحية بأنواعها الكاثوليكية والبروتستنتية وكذلك اليونانية الأرثوذكسية فكل هؤلاء يستخدمون الموسيقى كجزء ثابت في تأدية صلواتهم واحتفالاتهم الدينية.

أما الإسلام فيستخدم بعض عناصر الموسيقى ولكنها لا تكون جزء أساسيا في محتويات مراسمه الدينية فنجد المؤذن يستخدم الألحان في أذانه كذلك أنواع التجويد في القران الكريم تبنى على تفعيلات موسيقية مدروسة ولكن بأسلوب آخر عن الشائع في الموسيقى الدنيوية.

ويأتي إلى ذلك الاحتفالات المرتبطة بالدين الإسلامي ولكنها من أشعار حره وليست من كلمات القران الكريم, ولذلك نجد أنواعا مختلفة خاصة بالاحتفالات الدينية تختلف باختلاف السبب والمكان. ويلعب الموقف الديني من الموسيقى أيضا دورا هاما في التعامل مع الموسيقى. فعند احتواء المراسم الدينية على عنصر الموسيقى كأساس لهذه المراسيم فبالطبع تكون العناية بالموسيقى بصورة مؤكدة ومقننة دينيا أيضا. أما الأديان التي لا تذكر هذه العلاقة بوضوح فيوجد بعض المفسرين الذين يستغلون هذا الموقف ويحاولون تشويه هذه العلاقة.

وتتحكم درجة ارتباط المجتمع بالدين في تصرفاته العامة وأيضا مع الموسيقى. فإذا نظرنا إلى المجتمع العماني نجد إن صلته بالدين قوية ويؤكد ذلك المجتمع في تصرفاته وكذلك الحكومة في تدعيم هذا الموقف.

ويوجد الكثير من الاحتفالات الدينية التي يستخدم فيها الموسيقى بعناصرها المختلفة في عمان, وذلك مثل احتفالات المالد والمولد والتومينة والشعبانية والتهلولة واحمد الكبير وخلافه.


الاهتمام بالموسيقى فى سلطنةعُمانمسقط فى الاول من يناير 2009: تولي السلطنة اهتمامها بالموسيقى بشقيها التقليدي والحديث السيمفوني حيث تم في هذا الاطار انشاء مركز عمان للموسيقى التقليدية بهدف جمع وتوثيق واحصاء ودراسة وتدوين الموسيقى العمانية التقليدية نتيجة لعراقة التاريخ العماني وامتداداته الجغرافية في الاقليمين العربي والأفريقي والبر الشرقي
للخليج العربي0

وتزخر السلطنة بإرث تقليدي متنوع تشكل الموسيقى التقليدية جزءاً لا يتجزأ منه وترتبط الموسيقى التقليدية العمانية ارتباطاً وثيقاً بالنسيج الاجتماعي والممارسة اليومية تترجم أحاسيسه وانفعالاته بشكل جماعي كانعكاس لروح الترابط ووحدة الحال التي تسود المجتمع العماني احتفاء بعادات المجتمع وتقاليده العريقة من أعياد دينية ومناسبات وطنية وخاصة كالأعراس والحصاد ويرافق ذلك في العادة رقصات وأهازيج وأشعار قد تختلف في مضمونها وأسلوبها من ولاية إلى أخرى.

وعلى الرغم من ذلك تبقى الموسيقى التقليدية العُمانية وما يرافقها من نشاطات ترتكز على أسس ثابتة وقوالب متشابهة وجذور راسخة ففي أي مكان من السلطنة تعتمد الموسيقى التقليدية وما يصاحبها من رقصات تقليدية إما على آلات وترية مثل الطنبورة والربابة والعود أو على آلات نفخية كالمزمار والزمر والقصبة.

وتمثل هذه الآلات الجانب اللحني في الموسيقى التقليدية العُمانية أما الإيقاع الذي ترتكز عليه هذه الموسيقى فيتم من خلال 27 آلة إيقاعية أبرزها طبول الرحماني والكاسر والمسندو والمرواس0

وفي عهد جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه تحقق الكثير من الإنجازات على صعيد الاهتمام الرسمي بالموسيقى في عمان فعنايته ورعايته الشخصية للفنون والموسيقى على وجه الخصوص تنبع من ثقافة جلالته الواسعة حيث انشئت الفرقة السلطانية الأولى والثانية للموسيقى والفنون الشعبية والأوركسترا السيمفونية كما أسدى توجيهاته السامية بتأسيس مركز عمان للموسيقى التقليدية بهدف جمع وتوثيق ودراسة التراث الموسيقي العماني التقليدي 0

وبهذا سيسجل التاريخ على ان السلطنة وفي عهد جلالة السلطان المعظم الدولة العربية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية على مدى التاريخ التي استطاعت ان توسس اكبر تجمع متكامل للموسيقيين الأكفاء على

المستوى العملي واهم مركز علمي للبحث والتوثيق الموسيقي في المنطقة كمركز عمان للموسيقى التقليدية الذي حصل في عام 2002م على الجائزة الدولية من المجلس الدولي للموسيقى التابع لمنظمة اليونسكو.

إن الايمان العميق بأهمية تكوين تراث موسيقى يستقل عن التراث التقليدى فى ثقافته وتكوينه أتى من فكرة فذة من جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه فكان أن أدرك جلالته ضرورة التعرف على تراث العالم والتوحد مع إرثها في الموسيقى والفن والحضارة ولا شك أن الموسيقى قد شكلت للكثير من حضارات الشرق والغرب أعمدة من الرقى والتمدن غير الاعتيادى مع تفاصيل الحياة المنسجمة من زاوية النغمة والايقاع والفن .

وتشكلت فرقة الموسيقى الجنوبية في عام 1973م كما تشكلت فرقة الموسيقى الشمالية في عام 1977م ثم أدخل عنصر الخيالة إلى الموسيقى العسكرية وقد تميز أداء فرق الموسيقى بالكفاءة العالية في مختلف المشاركات مع سائر عناصر وحدات الحرس السلطاني العماني الأخرى وفي عام 1990م صدرت الأوامر السامية بتغيير مسمى فرق الموسيقى لتصبح فرق موسيقى الحرس السلطاني العماني .

وقد نجح مركز عمان للموسيقى التقليدية في جمع وتسجيل وتوثيق وتصنيف مختلف انماط الموسيقى التقليدية العمانية وفنون الاداء الحركي من غناء وفولكلور وغيره باعتباره موروثا ثقافيا يعبر عن اصالة الشعب العماني على مر العصور من ناحية وترتبط بالهوية العمانية من ناحية ثانية وبالتالي يوفر الارشيف الضخم لمركز عمان للموسيقى التقليدية قاعدة بيانات متكاملة على جهاز الحاسب الالي يمكن استخدامها والاستفادة منها الى جانب النظام المعزز والمكون من الصور الضوئية والشرائح الملونة والاشرطة السمعية والبصرية بأنواعها المختلفة .

ويشارك مركز عمان للموسيقى التقليدية في العديد من الفعاليات العربية والدولية المعنية بالموسيقى التقليدية وذلك للتعريف بالموروث في هذا المجال حيث ان المركز عضو فعال في المجلس الدولي للموسيقى التابع لليونسكو ويتعاون مع عدد من الجامعات والمعاهد العربية والأوروبية المهتمة بالموسيقى التقليدية .

وللمركز عدة إصدارات ضمن سلسلته العلمية تشمل مطبوعات مركز عمان للموسيقى التقليدية والبحوث والأقراص المدمجة والأشرطة السمعية حول جوانب عديدة من الموسيقى التقليدية العمانية وأنماطها وآلاتها

وقد تم إصدار كتابين أحدهما بالعربية وهو الموسيقى العمانية التقليدية وعلم الموسيقى في جزءين . أما الكتاب الثاني فقد صدر باللغات العربية والإنجليزية والألمانية بعنوان دور المرأة في الحياة الموسيقية العمانية.

ولا يقتصر نشاط مركز عمان للموسيقى التقليدية على المستوى المحلي فقط، إذ أن له اتصالات وعلاقات وثيقة مع العديد من المؤسسات العلمية العالمية المعنية بالموسيقى مثل جامعة ميونيخ في ألمانيا والأرشيف الصوتي بفيينا والمجلس الدولي للموسيقى التقليدية والجمعية الدولية للأرشيف الصوتية ويتعاون مع عدد من الجامعات والمعاهد العربية والأوروبية المهتمة بالموسيقى التقليدية .

وكثمرة لهذه العلاقات الوثيقة وتقديرا لدور مركز عمان للموسيقى التقليدية تم عقد عدة مؤتمرات في مسقط حيث ان السلطنة تعتبر هي أول دولة عربية تنضم إلى الجمعية الدولية للأرشيف الصوتي والمرئي وكان ذلك منذ عام 1989م وذلك كخطوة في سبيل التأسيس والتوثيق العلمي لنشاطات مركز عمان للموسيقى التقليدية وحرصا على الاستفادة من الخبراء في مجال الأرشفة الصوتية والمرئية على المستوى الدولي. وبناء على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه يجري حالياً تشييد أحد المعالم الفنية البارزة في مجال الموسيقى والمسرح بالقرم وهو مشروع دار الفنون الموسيقية الذي يقوم شئون البلاط السلطاني بتنفيذه حالياً و يعد بمثابة مكرمة سامية لأبناء السلطنة ويعكس مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه المقام السامي للفنون والموسيقى0

وقد كانت التوجيهات السامية لجلالته حفظه الله ورعاه هي المحرك الأساسي وراء تجسيد هذا المشروع الفريد من نوعه في العالم والجاري تنفيذه حالياً حيث لا يوجد هناك ما يماثل هذا المشروع في الشرق الأوسط وربما في العالم من ناحية المواصفات ذات التقنية العالية والخاصة بالمجال المسرحي والغنائي ونقاء الارتداد الصوتي المسموع في قاعة المسرح0

ويتم تشييد المشروع على مساحة تبلغ حوالى 80 ألف متر مربع بمنطقة الصاروج وهو أحد المعالم الثقافية البارزة فى السلطنة وقد تم إنجازه بتصميم عصرى مستوحى من فن العمارة العمانية العريقة حيث من المتوقع أن يكون لهذا المشروع بعد الانتهاء منه معلماً بارزاً ونقطة هامة للجذب السياحي من خلال إقامة سوق لعرض الفنون التشكيلية والمنتجات اليدوية والحرفية التراثية0

واهتم جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه بالأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية مما كان له الأثر الكبير في نشأة النواة الأول لها عام 1985 حيث بدأ الحرس السلطاني العماني ببلورة هذا الاهتمام الى حيز الوجود منذ ذلك الحين وتأسيس نواة الأوركسترا الأولى المعززة بعدد من العازفين العمانيين حيث اقتصر الالتحاق بالأوركسترا على العمانيين وحدهم. كما اقتصر مجال الخبرات الأجنبية على التدريس فقط 0

ونجح طلبة أوركسترا عمان السيمفونية السلطانية في تحقيق مستويات متميزة في الاختبارات التي أجريت لهم طبقا للمستوى العالمي المعروف وفي هذه المجالات في زمن قياسي حيث قام أعضاء الفرقة السيمفونية بتقديم عرضهم الأول في شهر يوليو عام 1987م تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه كما تفضل جلالته برعاية الحفل السنوي الرابع للأوركسترا في شهر يونيو 1991م وذلك إثر صدور الأوامر السامية بتعديل مسمى الأوركسترا ليطلق عليها اسم الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية كما تفضل جلالته حفظه الله ورعاه برعاية عدد من الحفلات الأخرى تشجيعا واهتماماً سامياً من جلالته لأبنائه طلبة وطالبات الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية.

ولم يكن اختيار العازفين عن طريق المنح الدراسية كما في أماكن أخرى بل اشترط فيهم توافر المهارات التقنية الى جانب المعارف الموسيقية ويتم الاختيار من منطلق إمكانية تنمية المهارات الموسيقية لديهم عن طريق الجهد الهائل المبذول من العازفين والمعلمين جميعا لكسب المزيد من القدرات التقنية والنظرية والموسيقية واطلاق ما هو كامن لديهم مما يتطلبه تكوين العازف الأوركسترالي0

ويتم قبول الطلبة ما بين سن الثامنة والرابعة عشر ليتم توزيعهم بعد ذلك على الفصول الدراسية حسب امكانية كل طالب ومدى استيعابه لمواد المنهج الدراسي.

وتتلقى العناصر الصغيرة من أفراد الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية من خلال البرنامج الأكاديمي الموحد باللغة الانجليزية دروسا مكثفة وحينما تتوافر لدى هذه العناصر المهارات الأساسية يتم الحاقهم بالتدريب على الأوركسترا0

وقد قدمت الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية حفلها الافتتاحي في أول يوليو عام 1987 أي بعد عام واحد من التدريب المتكامل وتبعه تقديم أول حفل في يوليو عام 1988م وكلا الحفلين حظيا بتشريف جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه وكان ذلك بقاعة عمان الفخمة بفندق قصر البستان بمسقط وجاء نجاح الحفلين حافزا هائلا للثقة بالنفس وفي المستقبل الواعد00 ويأتي ضمن أنشطة الأوركسترا تقديم عدد من الحفلات الحية في كل عام تتضمن عزف روائع الأعمال الكلاسيكية للمرة الأولى وهي تمثل إسهاما إيجابيا يضاف الى العديد من الأنشطة الثقافية الأخرى.

وبحلول عام 1993م انتقلت الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية الى مبناها الذي شيد خصيصا لها في مدينة مسقط وخلال مسيرة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية حرصت على استضافة الشخصيات المرموقة من قادة الأوركسترا ومشاهير العزف المنفرد من أمثال: كريستوفر إيدي، وهوارد شيلي وتيموثي رينش ومارتن ونتر وديمتري اليكسيف والكسندر باليه وتاسمين ليتل.. وغيرهم.

وتضم الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية حاليا 85 عازفا وبالامكان تشكيل مجموعات نوعية منهم على مستوى فرق موسيقى الحجرة أو على شكل مجموعات للوتريات أو النحاسيات أو آلات النفخ أو الايقاع في مرونة كبيرة، حيث ساعد ذلك كثيرا على تقديم مختلف المعزوفات في الحفلات التي اقتضتها المناسبات0

ويدرس الشباب العازفون بالأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية - الى جانب الموسيقى - برنامجا أكاديميا يشمل التربية الاسلامية واللغة العربية والانجليزية والرياضيات والعلوم، وبعد أن يتلقوا المباديء الأ ساسية يلتحقون بالأوركسترا كعازفين تحت التمرين، حيث يتم وضع الأساس لحياتهم المستقبلية0

ويتم تقييم الطلاب عن طريق قياس قدراتهم وذلك بتقدمهم للاختبارات التى يجريها اتحاد المدرسة الملكية للموسيقى وقد اجتاز معظم أفراد الاوركسترا اختبارات المرحلة الثامنة وهى أرقى المراحل بينما حصل العديد منهم على شهادة المستوى المتقدم اضافة الى خمسة من العازفين المتفرغين للدراسة حاليا بدورة فى لندن بالكلية الملكية للموسيقى للحصول على الدبلوم0

وعلى صعيد الانجازات بالاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية منذ انشائها استطاعت أن تخرج الى الوجود كوادر عمانية فنية واعدة حيث يتضح ذلك من خلال المشاركات بالحفلات الفنية التى تقيمها الاوركسترا على مدار العام ومدى مقدرة العازفين العمانيين على التأقلم مع هذه الالات الحساسة00 وليس ذلك فحسب بل الانسجام التام مع المقطوعات العالمية لكبار الموسيقيين العالميين0

وعلى امتداد مسيرتها الفنية منذ نشأتها شهدت الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية تقدما ملموسا فى الكم والكيف فقد وصل عدد العازفين لهذا العام الدراسى الى 85 عازفا تم من خلال هذا العدد تشكيل أوركسترا الحجرة وهم أرقى مستوى فى الاوركسترا يتم اختيارهم للعزف فى أوركسترا الحجرة فى هدوء تام للملوك والروساء كما جرت العادة المتبعة على مدى العصور0

ويتراوح عدد أوركسترا الحجرة من عشرة عازفين الى أربعين عازفا0

ويأتى بعد هذه المجموعة الاوركسترا السيمفونى وهى المجموعة الكاملة والتى تقوم باحياء الحفلات والمناسبات الكبيرة.