نجوم
28-08-2010, 02:19 PM
شـهـر الـخيـر
تــركـيــة البوسعيدية
http://www.shabiba.com/news_images/news/8_28_2010_1210KKSE54IBopPP5Abx.jpg
العادة الجميلة انقرضت فأصبحت كلها تقليد لا تنم عن البيئة المحلية التي تربينا وعشنا نستشعرها في ليالي رمضان لكن هذه العادة وهذه النكهة الرمضانية لم تتغير في بعض الدول ما زالت موجودة ومحافظ على نكهتها القديمة
** عادات رمضانية
الموروث الشعبي يتتابع جيلاً بعد جيل، لو استطعنا استغلالـه واستطعنــا المحــافظـة عـلـيـه. وحـيـن نقول الـموروث الشعـبي هو مجموعة مختلطة من العادات والتقاليد البشرية بين أبناء الوطن الواحد، أو أبناء هذه الأمة ولكل دولة طقوسها الخاصة وبخاصة في شهر رمضان، إلا أنها تلتقي في بوتقة واحدة. حين كنت صغيرة وبدأت صيام شهر رمضان، ما زالت تلك الذكريات الطفولية تلامس جوانحي من كل ناحية وما زالت تلك الذكريات عالقة في ذهني. لن أنساها ولم تمحيها ذاكرة الزمن. ولكن انشغال الحياة بأمور كثيرة في زحمة هذا الانفتاح الباهر على العالم الذي أصبح اليوم قرية صغيرة تتحكم أنت فيها بزر التحكم وأنت قاعـد في كـرسي وثـير محاط بكل مـا لـذ وطاب..
لـكن كـل هـذه لا تغني عن ما له أصل وهـوية وانتماء للوطن، وانتماء للتربة ذاتها بكل ما يخرج وما يبقى وما يزال من موروث، وحين نتكلم عن العادات والتقاليد الرمضانية التي كانت وعشتها في طفولتي أجدها اليوم في الدول العربية؛ فمثلاً إنه إذا كان غداً رمضان كنت أسمع صوت المدفع وهو يطلق عدة طلقات متتالية حتى يسمعه الكل وعادة يكون هذا المدفع أمام حصن الولايـة. وهو في نفس الوقت مقر الوالي، وأيضا يطلق المدفع عند نهاية رمضان إشارة إلى أن غداً هو يوم العيد حينها نشعر بالفرحة ونعيشها ونظل طوال الليل يقظين ننتظر صباح العيد..
وفي رمضان أيضاً لا ننسى صوت المسحراتي الذي يدق طبله ويجول هذا المسحراتي طوال الليل بين البيوت والحواري يوقظ النائمين ويعلن بأن موعد السحور قـد بدأ وهكذا نجد هذا التشابه، وهذا المعنى الجميل موجود أيضاً في مصر إلى هذا اليوم.. وما زالت هذه العادة لم تغيرها المدينة والتحديث حيث مرت علينا المدنية وغيرت كل موروث كنا عليه..
أيضاً في منتصف شهر رمضان الاحتفال بهذه الليلة بإقامة (القرنقشوه) حيث يتجمع الأطفال ويخرجون جماعات يجوبون من بيت إلى آخر حيث يوزع عليهم الحلوى العمانية ويغنون الأغنية المعروفة لهذه المناسبة وبطفولة بريئة، وترى الناس يستعدون هذه الليلة من الصباح لشراء الحلوى حيث نجد كل الدول الخليجية تشترك في هذه العادة الرمضانية وهي الاحتفال بمنتصف شهر رمضان..
أما الآن فيحتفل الأطفال في المراكز التجارية ويخرج البائع الآسيوي يوزع عليهم (الشوكلاته) حتى هذه العادة الجميلة انقرضت فأصبحت كلها تقليد لا تنم عن البيئة المحلية التي تربينا وعشنا نستشعرها في ليالي رمضان لكن هذه العادة وهذه النكهة الرمضانية لم تتغير في بعض الدول ما زالت موجودة ومحافظ على نكهتها القديمة.. حيث يحتفل بها الصغار والكبار وهم يطوفون بين البيوت والشوارع، أتساءل من غير من ؟ الناس أنفسهم أم دخول فقاعات تحت مسمى المدينة.
** يا ناس رمضان مبارك
ماذا يا ترى حدث في هذا الشهر الفضيل؟ من تغيرات في نفسية البشر وما هذا الجشع الذي آلت إليه النفس البشرية وماذا حصل في الأسواق عند دخول رمضان؟ والى اليوم المشكلة قائمة وما هذا الشراء الفاحش الضروري وغير الضروري ؟ هل رمضان يا ترى شهر تمتلئ فيه البطون حتى ما بعد الشبع؟ أم هي مفاخرة بين الناس ؟من يشتري أكثر ومن يطبخ أكثر ومن يرمي بالأكل فيما بعد في سلة المهملات أكثر؟ ومن القطط التي تتسابق أكثر لأخذ نصيبها؟ ولماذا المحال التجارية رفعت أسعارها أضعافا في هذا الشهر؟ غير مبالية برواتب الموظفين لا همها إلا الريح.. كل أسرة اليوم أصبحت تتفاخر ماذا تطبخ اليوم ، وأيضا ما سوف تكون عليه مائدة الإفطار من شتى أنواع المأكولات ما لذ وطاب ولكن في النهاية يكون مصيره الزبالة غير مدركين ما يعانيه الآخر من تضور في معدته الخاوية.. ثم نأخذ جانب جشع التجار ورفع الأسعار فوق الحد المعقول وفوق قدرة الشخص العادي، هؤلاء لا يشعرون بمشاعر الآخرين وإن الرحمة جميلة في هذا الشهر.. ارحموا يا تجار من في الأرض يرحمكم الرحمن واشعروا بما يعانيه هـذا الـفـقـيـر مـن قـله اليد ومـن قـلـة ما يدخل إليه من دخل ضئيل لا يكفيه حتى نهاية الشهر.
كاتبة وشاعرة عمانية
الشبيبه
تــركـيــة البوسعيدية
http://www.shabiba.com/news_images/news/8_28_2010_1210KKSE54IBopPP5Abx.jpg
العادة الجميلة انقرضت فأصبحت كلها تقليد لا تنم عن البيئة المحلية التي تربينا وعشنا نستشعرها في ليالي رمضان لكن هذه العادة وهذه النكهة الرمضانية لم تتغير في بعض الدول ما زالت موجودة ومحافظ على نكهتها القديمة
** عادات رمضانية
الموروث الشعبي يتتابع جيلاً بعد جيل، لو استطعنا استغلالـه واستطعنــا المحــافظـة عـلـيـه. وحـيـن نقول الـموروث الشعـبي هو مجموعة مختلطة من العادات والتقاليد البشرية بين أبناء الوطن الواحد، أو أبناء هذه الأمة ولكل دولة طقوسها الخاصة وبخاصة في شهر رمضان، إلا أنها تلتقي في بوتقة واحدة. حين كنت صغيرة وبدأت صيام شهر رمضان، ما زالت تلك الذكريات الطفولية تلامس جوانحي من كل ناحية وما زالت تلك الذكريات عالقة في ذهني. لن أنساها ولم تمحيها ذاكرة الزمن. ولكن انشغال الحياة بأمور كثيرة في زحمة هذا الانفتاح الباهر على العالم الذي أصبح اليوم قرية صغيرة تتحكم أنت فيها بزر التحكم وأنت قاعـد في كـرسي وثـير محاط بكل مـا لـذ وطاب..
لـكن كـل هـذه لا تغني عن ما له أصل وهـوية وانتماء للوطن، وانتماء للتربة ذاتها بكل ما يخرج وما يبقى وما يزال من موروث، وحين نتكلم عن العادات والتقاليد الرمضانية التي كانت وعشتها في طفولتي أجدها اليوم في الدول العربية؛ فمثلاً إنه إذا كان غداً رمضان كنت أسمع صوت المدفع وهو يطلق عدة طلقات متتالية حتى يسمعه الكل وعادة يكون هذا المدفع أمام حصن الولايـة. وهو في نفس الوقت مقر الوالي، وأيضا يطلق المدفع عند نهاية رمضان إشارة إلى أن غداً هو يوم العيد حينها نشعر بالفرحة ونعيشها ونظل طوال الليل يقظين ننتظر صباح العيد..
وفي رمضان أيضاً لا ننسى صوت المسحراتي الذي يدق طبله ويجول هذا المسحراتي طوال الليل بين البيوت والحواري يوقظ النائمين ويعلن بأن موعد السحور قـد بدأ وهكذا نجد هذا التشابه، وهذا المعنى الجميل موجود أيضاً في مصر إلى هذا اليوم.. وما زالت هذه العادة لم تغيرها المدينة والتحديث حيث مرت علينا المدنية وغيرت كل موروث كنا عليه..
أيضاً في منتصف شهر رمضان الاحتفال بهذه الليلة بإقامة (القرنقشوه) حيث يتجمع الأطفال ويخرجون جماعات يجوبون من بيت إلى آخر حيث يوزع عليهم الحلوى العمانية ويغنون الأغنية المعروفة لهذه المناسبة وبطفولة بريئة، وترى الناس يستعدون هذه الليلة من الصباح لشراء الحلوى حيث نجد كل الدول الخليجية تشترك في هذه العادة الرمضانية وهي الاحتفال بمنتصف شهر رمضان..
أما الآن فيحتفل الأطفال في المراكز التجارية ويخرج البائع الآسيوي يوزع عليهم (الشوكلاته) حتى هذه العادة الجميلة انقرضت فأصبحت كلها تقليد لا تنم عن البيئة المحلية التي تربينا وعشنا نستشعرها في ليالي رمضان لكن هذه العادة وهذه النكهة الرمضانية لم تتغير في بعض الدول ما زالت موجودة ومحافظ على نكهتها القديمة.. حيث يحتفل بها الصغار والكبار وهم يطوفون بين البيوت والشوارع، أتساءل من غير من ؟ الناس أنفسهم أم دخول فقاعات تحت مسمى المدينة.
** يا ناس رمضان مبارك
ماذا يا ترى حدث في هذا الشهر الفضيل؟ من تغيرات في نفسية البشر وما هذا الجشع الذي آلت إليه النفس البشرية وماذا حصل في الأسواق عند دخول رمضان؟ والى اليوم المشكلة قائمة وما هذا الشراء الفاحش الضروري وغير الضروري ؟ هل رمضان يا ترى شهر تمتلئ فيه البطون حتى ما بعد الشبع؟ أم هي مفاخرة بين الناس ؟من يشتري أكثر ومن يطبخ أكثر ومن يرمي بالأكل فيما بعد في سلة المهملات أكثر؟ ومن القطط التي تتسابق أكثر لأخذ نصيبها؟ ولماذا المحال التجارية رفعت أسعارها أضعافا في هذا الشهر؟ غير مبالية برواتب الموظفين لا همها إلا الريح.. كل أسرة اليوم أصبحت تتفاخر ماذا تطبخ اليوم ، وأيضا ما سوف تكون عليه مائدة الإفطار من شتى أنواع المأكولات ما لذ وطاب ولكن في النهاية يكون مصيره الزبالة غير مدركين ما يعانيه الآخر من تضور في معدته الخاوية.. ثم نأخذ جانب جشع التجار ورفع الأسعار فوق الحد المعقول وفوق قدرة الشخص العادي، هؤلاء لا يشعرون بمشاعر الآخرين وإن الرحمة جميلة في هذا الشهر.. ارحموا يا تجار من في الأرض يرحمكم الرحمن واشعروا بما يعانيه هـذا الـفـقـيـر مـن قـله اليد ومـن قـلـة ما يدخل إليه من دخل ضئيل لا يكفيه حتى نهاية الشهر.
كاتبة وشاعرة عمانية
الشبيبه