مشاهدة النسخة كاملة : تلوث التربة


ملاك الشرق
20-03-2010, 12:29 AM
مقدمة
إن التلوث هو تواجد أي مادة من المواد الملوثة في البيئة بكميات تؤدى بطريق مباشر أو غير مباشر وبمفردها أو بالتـفاعل مع غيرها إلى الإضرار بالصحة ، أو تسبب في تعطيل الأنظمة البيئية حيث قد تتوقف تلك الأنظمة عن أداء دورها الطبيعي على سطح الكرة الأرضية. وتعتبر التربة ملوثة باحتوائها على مادة أو مواد بكميات أو تركيزات مسببة خطر على صحة الإنسان أو الحيوان أو على النبات، أو المنشآت الهندسية أو المياه السطحية أو الجوفية.
قـد ساهم الإنسان في تلوث محيطه منذ القدم ولم يهتم بهذه المشكلة في تلك الآونة وذلك بسبب التعداد السكاني البسيط ، ولكن مع زيادة تعداد السكان وتناقص إنتاجية الأرض بسبب تلوث التربة مما ساهم في تدني مستوى المعيشة ، وفى هذا التقرير سوف أسلط الضوء على تلوث التربة وأسبابه وطرق معالجته وإن موضوع التـلوث قد أكتسب أهمية بظهور أنواع جديدة من الملوثات الغـير معروفة في السابق مثل العديد من المواد الغير قابلة للتحلل إضافة إلى النفايات النووية وغيرها من المواد .

مصادر تلوث التربة
أ:- مصادر صناعية
أهم مصادر تلوث التربة الصناعية ، الطرق والمطارات، نواتج المجازر ومصانع الألبان، مصانع الأسبيستوس، مصانع الاسمنت، المصانع الكيميائية والمستشفيات، الأعمال الهندسية، مصانع الزجاج، مصانع الألياف الزجاجية، مصانع المعادن، مصانع تكرير الزيوت النفطية، معامل التصوير، محطات الكهرباء، المطابع، مصانع الورق، محطات الوقود والورش، مصانع النسيج، مخلفات حفر آبار النفط.
ب:- المصادر الزراعية
أهم المصادر الزراعية لتلوث التربة ،الأسمدة الكيميائية والمبيدات، الري بمياه رديئة، مياه الصرف الصحي والقمامة.

المركبات الملوثـة للتربة :
1. المعادن السامة للنبات : الرصاص والكادميوم والزنك والزئبق والزرنيخ.
2. الملوثات العضوية : الزيوت والمذيبات والأسفلت والمركبات الفينولية.
3. الكبريتات والأحماض .
4. غازات سامة : الميثان وثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين .
5. مواد مسرطنة: الأسبيستوس وبعض المركبات العضوية والعناصر الثقيلة.

أسبــاب تـلوث التربـــة :
1. التسرب من الخزانات والأنابيب مثل أنابيب النفط ومنتجاته.
2. تخزين ونقل المواد الخام والنفايات .
3. انبعاث الملوثات من أماكن تجميعها إلى البيئة المحيطة بها .
4. انتقال المواد الملوثة مع مياه السيول أو المياه الجوفية.
5. انتقال الغازات الخطرة من المناطق المجاورة .

الأضرار الناجمة عن التربة الملوثة:
مـن أهـم التـأثـيرات التي تنـجم عن الترب الملوثة ما يلي :
1. التأثيرات الصحية وذلـك من خـلال ملامسة التربة الملوثة للجـلد أو ابتلاع الـتربة الملوثـة أو شرب المياه التي قد يكون تسربت إليها الملوثات من التربة أو استنشاق الغازات السامة والغبار الذي يحتوي على مواد ضارة أو تناول المنتجات الزراعية من المناطق الملوثة .
2. التأثيرات البيئية : قد تسبب الملوثات في تسمم النباتات والحيوانات والنظام البيئي ككل.
3. التأثيرات الاقتصادية: من أهم نتائج الأراضي الملوثة فقدان قيمتها وقد تتوقف عن الإنتاج الزراعي .

التـعامل مـع الأراضي الملوثـة :
أ :- تجميع البيانات
يجب أن يكون ذلك وفـق طـرق معينة مثـل نظم البيانات عن الأراضي الملوثة حيث إن توفر البيانات الجيدة هو أحد المتطلبات لأخذ القرار المناسب في تخطيط إستعمال الأراضي الملوثة ، وإن تجميع البيانات يكون ذا أهمية حيث يشمل النقاط التـاليـة :
1. التعرف على التأثيرات الصحية والبيئية وتقييمها.
2. تحديد أولويات العمل بالمناطق المتضررة .
3. تخطيط الاستعمال المستقبلي للأرض.
4. وضع خطة عمل للاستصلاح .
5. المساعدة في تقييم الأراضي .
ويجب أن تشمل تلك المعلومات الآتي: وصف الموقع، جيولوجية الموقع، نوعية التربة، هيدرولوجية وهيدروجيولوجية الموقع. تاريخ الموقع والدراسات السابقة والأعمال السابقة لمحاولة استصلاح الموقع التعرف على نوعية الملوثات .وفي هذا الصدد يمكن الاستفادة من نظام البيانات الجغرافية بواسطة الحاسب الآلي .

ب- تقييـم الموقــع :
إن تقييـم مقدار التلوث ضروري لاتخاذ القرار السليم بشأن الموقع الملوث، وعليه يجب أن تتوفر فيمن يقوم بعملية التقييم الخبرة الكافية ، واستخدام الإستراتيجيات المناسبة للمعالجة ، وإن خلاصة عمله وتوصياته تكون مدعمة بالبيانات التي يتم تجميعها أثناء الدراسة .

ج:- تطبيق المعاييــر:
يوجد العديد من المعايير لتلوث التربة بالمواد الملوثة حيث يتم الاستناد إلى أحد تلك المعايير وتحديد التركيزات المسموح بها والتركيزات التي تشكل خطراً على البيئة.

د :- استراتيجيات تقييم الموقع:
إن عملية تقييم الموقع يجب أن تأخذ في الحسبان الخطر على الصحة والخطر على البيئة واختيار نهج معين من خلال :
1. تحديد الخواص الطبيعية للتربة .
2. تحديد الملوثات وتوزيعها بالموقع .
3. تحديد مخاطر الملوثات على الصحة .
وحتى يتم هذا العمل يجب أن يتضمن عمل مكتبي واستكشافي للموقع ودراسة طبيعة الموقع وتقييم الخطر الناتج عن الملوثات .

هـ :- اختيار برنامج إدارة الأراضي الملوثة:
ينتج عن تقييم الموقع في العادة أحد القرارات الآتية :
1. أن الموقع مناسب للاستعمال الحالي والمقترح.
2. أن الموقع غير مناسب للاستعمال الحالي أو المقترح إلاّ بعد إجراء عمليات الاستصلاح المناسبة.
3. أن الموقع غير مناسب للاستعمال الحالي أو المقترح .
و :- الاستصلاح :
تتم عملية استصلاح المواقع المتضررة بطرق عديدة مثل الطرق الهندسية والتي تشملعلى جمع ودفن الملوثات بموقع آخر مناسب. التخلص من الملوثات فى موضع يتم إعداده بالموقع وفق مواصفات معينة. عزل الموقع وذلك إما بعمل سياج حوله أو بعمل غطاء مناسب لمنع انتقال الملوثات .


طرق الاستصلاح :
المعالجة الطبيعية : غسيل التربة ، تبخير المواد الكيميائية المتطايرة ، الفصل بالجاذبية.
المعالجة الحرارية: التبخر والحرق.
المعالجة الكيميائية : تعديل درجة التفاعل ، الاختزال/الأكسدة ، التميؤ. التثبيت بواسطة المعالجة الكيميائية، تكوين مركبات غير قابلة للذوبان. المعالجة الحيوية ويستخدم لهذا الغرض البكتريا والفطريات. إن اختيار عملية الاستصلاح تعتمد على نوعية الملوثات وكمياتها.
منع حدوث أي تلوث جديـد :يجب على السلطات المحلية تنظيف الملوثات الموجودة ومنع حدوث أي تلوث جديد وذلك من خلال :
1. التحكم في إدارة النفايات.
2. السيطرة على العمليات الصناعية والتجارية ليس الحد من عمليات تصريف المواد الصلبة والسائلة فقط ولكن القيام برصد والسيطرة على حوادث التصرف (مثل حدوث تسرب من خطوط وخزانات الوقود إلى المياه الجوفية والتربة).
منع حدوث أي تلوث بالقرب من التجمعات السكانية وموارد مياه الشرب وذلك باختيار الأماكن المناسبة للتخلص من النفايات الصلبة والسائلة


التـلوث بالرصـاص وأثـره عـلى الصـحة العـامة والبـيئة

- الهواء الملوث بعوادم السيارات أكثر خطورة على الصحة من تناول الأغذية الملوثة.
- أول أكسيد الكربون أخطر ملوثات الهواء على الصحة العامة والبيئة.
- لوجود الرصاص في أحبر الطباعة ينصج بعدم استخدام ورق الصحف لتغليف الأطعمة.
- من الأهمية بمكان تنقية الهواء من الرصاص.
- في لوس أنجلوس 720 حالة سرطان لكل مليون شخص ناتجة عن تلوث الهواء سنوياً.
- الحد الأقصى المسموح به من الرصاص في مياه الشرب 0،05 مللي جرام / ليتر.

المهندس عـماد سـعـد:
أيهما أكثر تلويثاً محركات الديزل أم محركات البنزين ؟ إن أفضل طريقة للإجابة عن هذا السؤال هي إجراء مقارنة بين ما تنتجه محركات الديزل ومحركات البنزين من ملوثات. بصورة عامة، تعطي محركات الديزل طاقة أكبر بنسبة 25 في المئة في الليتر الواحد مما تعطيه محركات البنزين. ويشمل هذا الرقم نسبة 15 في المئة هي الزيادة في الطاقة الكامنة في الديزل مقارنة مع البنزين. لذا يمكن أن تستهلك محركات الديزل كمية أقل من الوقود لقطع مسافة معينة أو لأداء عمل معين، وبالتالي تنتج تلوثاً أقل. وتنفث محركات البنزين ضعفي ما تنفثه محركات الديزل من أوكسيدات النيتروجين، و25 في المئة أكثر من الهيدروكربونات، وضعفي ما تنتجه محركات الديزل من أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون، لأن كفاءة الحرق في الديزل أفضل. لكن محركات الديزل تنتج نحو أربعة أضعاف ما تنتجه محركات البنزين من غاز ثاني أوكسيد الكبريت.
وبما أن محركات الديزل تستخدم التحمية عند التشغيل، يسخن المحرك بسرعة مقارنة بمحركات البنزين. والمحرك، بصورة عامة، يصدر تلوثاً أكبر عندما يعمل بأقل من معدلاته الحرارية الاعتيادية، حيث يكون بارداً مثلاً، لذا تكون محركات الديزل أقل تلويثاً عند التشغيل أو في المسافات الصغيرة، بشرط أن تكون في حالة جيدة. كما أن وقود الديزل لا يضاف إليه الرصاص لتحسين كفاءته، لذا لا ينفث رصاصاً. لكنه قد ينتج من الجزيئات أكثر 40 في المئة مما ينتجه محرك البنزين. وتشجع بلدان أوروبية كثيرة على استخدام الديزل باعتباره أقل تلويثاً، فازداد استخدام الديزل في بريطانيا مثلاً من 5 إلى 25 في المئة بين 1991 و1993 وهي في ازدياد مستمر.

التـلوث والصحـة:
إن استنشاق الهواء الملوث بعوادم السيارات يعتبر أكثر خطورة على الصحة العامة للإنسان من تناول الأغذية الملوثة، هذه الحقيقة العلمية أكدتها الدراسات الحديثة في هذا المجال. حيث يقول الدكتور مسعد شتيوي, الباحث في الفسلجة بجامعة قناة السويس أن عوادم السيارات التي يتم استنشاقها مع هواء التنفس تنتقل بنسبة 100% إلى دم الانسان, في حين ان نسبة معينة فقط من الملوثات التي نتناولها عن طريق الغذاء, تمتص من الأمعاء الى الدم أما الجزء الباقي فقد يكون مركبات غير ذائبة تخرج من الجسم عن طريق البراز.

وأوضح أن العادم المنبعث من معظم السيارات يحتوي على أربعة أنواع من السموم الخطيرة في مقدمتها غاز أول أكسيد الكربون عديم الرائحة واللون, مما يزيد من سيئاته، اذ يعتبر من أكثر أنواع التسمم شهرة وخطورة، فهو يتحد بشراهة مع هيموغلوبين كريات الدم الحمراء فيعوقها عن أداء عملها في حمل الاوكسجين لجميع خلايا الجسم, مما يسبب الاختناق لعدم وصول الأوكسجين إلى المخ. واذا استمر التعرض لهذا الغاز مدة طويلة فإنه بعد الاختناق يحدث تلف مستديم للخلايا العصبية في المخ تقود للوفاة.

ويذكر الباحث أن أخطار هذا الغاز تتركز على المرضى والمسنين والأطفال والحوامل, اذ أوضحت الدراسات التي أجريت في مصر ان التسمم بهذا الغاز يشكل 63% من أسباب الاعاقة لدى الأطفال مقارنة بأنواع التلوث الأخرى المسببة للاعاقة، وقد بلغ عدد الأطفال المصابين بالاعاقة بسب التلوث بصفة عامة حوالي 3.5 مليون طفل. ويشير إلى أن هذا الغاز يتركز في دماء الأجنة بحوالي 3 أضعاف تركيزه في دماء أمهاتهم، الأمر الذي يكشف خطورة غاز أول أكسيد الكربون بصفة خاصة وعوادم السيارات بصفة عامة.

وتحتوي عوادم السيارات الى جانب هذا الغاز الخطير، على أكاسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكربون والتي تنبعث من محركات الديزل ومن المصانع أيضاً وتسبب أضراراً رئوية خطيرة. وحتى في ظل وجود مستويات منخفضة منها فانها تؤذي المصابين بالحساسية الصدرية والربو، هذا بخلاف مجموعة الملوثات الأخرى التي يقل قطر جزئياتها عن 10ميكرونات, وتسبب بصغر حجمها المتناهي آلاماً شديدة في الرئتين وأزمات تنفسية بسبب تراكمها في الشعب الهوائية.

حـقائق علمـية:
ويقول الدكتور عماد الطاهر رئيس قسم حماية البيئة في إدارة الصحة العامة والبيئة بدائرة بلدية أبوظبي وتخطيط المدن إن الرصاص هو أحد أخطر نواتج عوادم السيارات، فإن عملية دخول الرصاص إلى جسم الإنسان تتم إما عن طريق التنفس أو كنتيجة لتناول الأغذية والمشـروبات الملوثة بالرصاص.
ويعتبر استخدام البنزين الحاوي على الرصاص أحد أهم مصادر هذا العنصر في الهواء المحيط حيث تشكل ما نسبته 80 % من نسبة الرصاص الموجود في الجو وهنا تكمن أهمية هذا الموضوع وتأثيره المباشر على البيئة وصحة الفرد والمجتمع.

وللتعرف على الجانب التقني والميكانيكي لإضافة الرصاص إلى البنزين، نجد إن عملية إضافة الرصاص إلى البنزين هي لأغراض كتم الصوت الذي يحدث عند اشتعال البنزين مع الهواء في محرك السيارة، إضافة إلى أنه يرفع من نسبة ما يسمى بالعدد الاوكتيني وهو الدلالة العلمية على صوت المحرك. فإذا زاد العدد الأوكتيني انخفض الصوت الصادر من ذلك الاشتعال، كما أنه يؤدي إلى زيادة في كفاءة البنزين بنسبة تصل إلى 7% حيث يعطي وجود الرصاص في البنزين طاقة دفعية أعلى للمحرك. ويضاف الرصاص إلى البنزين على شكل رابع إيثيل الرصاص أو رابع مثيل الرصاص وتكون كمية المادة المضافة من 4,. إلى 84,. غم / لتر حيث يتحول الرصاص العضوي المضاف إلى البنزين إلى رصاص غير عضوي مثل بروميد الرصاص وكلوريد الرصاص وأكسيد الرصاص وذلك على شكل جزيئات أو غبار محمل بأملاح الرصاص ويخرج مع عوادم السيارات ويتحول في الجو إلى كربونات الرصاص وهذا يشكل ما نسبته 80% من نسبة الرصاص الموجود في الجو.

هذا هو الجانب الفني الإيجابي إن صح التعبير بزيادة كفاءة البنزين بإضافة الرصاص ولكن تأثيراته السلبية كبيرة وكبيرة جدا إن لم نقل خطيرة جداً وأهمها:
- أنه يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على بناء الهيموجلوبين مما يؤدي إلى فقر الدم وضعف التركيز وتدني القدرات العقلية للأطفال مع مرور الزمن.
- يرى العلماء أن تلوث الجو من جراء انبعاث عادم السيارات يزيد من نسبة غاز الأوزون في الجو والذي يسبب أضرار كبيرة للنباتات حيث يعمل على خفض إنتاجيتها مقارنة مع أماكن أخرى غير ملوثة بهذا الغاز.
وأضاف الدكتور الطاهر من هنا يتضح أن استخدام البنزين الحاوي على الرصاص هو العامل الرئيسي في تلوث الهواء بهذا العنصر، وبناء على ذلك فإن التوجه العالمي نحو استخدام البنزين الخالي من الرصاص بات حتميا، حيث أن دولا مثل اليابان والولايات المتحدة والبرازيل والنمسا والسويد قد بدأت باستخدام البنزين الخالي من الرصاص منذ سنوات طويلة. وتمشيا مع هذا التوجه أصدر المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في عام 1998 في اجتماع دورته التاسعة عشر في أبو ظبي قرار يقضي بالتحول الكامل إلى استخدام البنزين الخالي من الرصاص في كافة دول المجلس كما أن مؤتمر القمة العالمي في جوهانسبرج في صيف 2002 حول التنمية المستدامة، قد أعتمد القرار الخاص بالتخفيض التدريجي للرصاص في الأصباغ التي تحتوي عليه وكذلك التخفيض في إستخدام البنزين الحاوي على الرصاص. وقد بدء فعليا بمنع استخدام البنزين الحاوي على الرصاص بشكل كامل في جميع محطات التوزيع في دولة الإمارات العربية المتحدة ابتداء من الأول من يناير 2003 ، وتم الاستعاضة عن الرصاص للسيارات القديمة والتي كانت مهيأة فقط لهذا النوع من البنزين الحاوي على الرصاص، بإضافة مواد بديلة عن الرصاص وبنفس الكفاءة. حيث أن جميع السيارات الحديثة مجهزة للعمل باستخدام البنزين الخالى من الرصاص أو يسهل تعديلها لقبوله.

التسـمم بالرصـاص:
الرصاص Pb) Lead) معدن لين مرن لونه أبيض مزرق قابل للتشكل والطرق، موصل ردئ للحرارة ومقاوم للتآكل، رقمه الذري 82 ووزنه الذري 207 ووزنه النوعي 11.35. تحتوي خامات الرصاص عادة على عناصر الكبريت والزنك والنحاس ومن أهمها وجودا في الطبيعة خام جالينا Galena الذي يتركب من كبريتيد الرصاص (Pb S) والذي يستخدم في طلاء المرايا، كما يستخدم كصبغة زرقاء.
يوجد الرصاص في صور أخرى مختلفة منها أكاسيد الرصاص وتشمل أول أكسيد الرصاص (PbO) وهو أكثرها إستخداما في صناعات الرصاص غير العضوية كما يستخدم في تصنيع لوح البطاريات وفي صناعات الرصاص غير العضوية كما يستخدم في تصنيع لوح البطاريات وفي صناعة السيراميك والزجاج. ومن الأكاسيد الأخرى أكسيد الرصاص الأحمر (Pb3O4) وهي صبغة حمراء لامعة وتستخدم في دهانات المنازل واسطح المعادن لمنع تآكلها وفي التشحيم وفي صناعة الزجاج والكريستال. من أملاح الرصاص كبريتات الرصاص (PbSO4) والتي تدخل في صناعة الصبغات الزرقاء والبيضاء وسليكات الرصاص (PbSiO3) وتستخدم في الدهانات وفي صناعة الزجاج والسيراميك والمطاط، وكرومات الرصاص (PbCrO4) الذي يستخدم في الأحبار والصبغات والصناعات الجلدية.

يعتبر الرصاص أول المعادن التي صهرها الإنسان فالمواسير الرصاصية التي صنعها الرومان لازالت تستخدم حتى وقتنا الحالي، يرجع إستخدام أكسيد الرصاص في صقل الفخار إلى العصر البرونزي منذ حوالي 5500 سنة.

الرصاص في حيـاتنا العـامة:
مما سبق يتضح لنا الإستخدام الواسع للرصاص ومركباته والتي تنتج عنها تلوثات كبيرة للبيئة، وحاليا فإن المصدر الأول لتلوث مياه الشرب بالرصاص يرجع إلى تآكل الوصلات الرصاصية بشبكة المياه، لهذا فينصح عند فتح صنابير المياه عدم إستخدام الماء المتدفق أولا للشرب او لتحضير الطعام حيث ان ما يتدفق أولا من مياه الصنبور يحتوي على تركيز مرتفع من الرصاص.
ومن مصادر التلوث بالرصاص، تلك الناتجة عن عمليات التعدين والحفر في المناجم وعمليات صهر الرصاص وتصنيعه لعمل مواسير المياه والصرف الصحي والوصلات المختلفة، وفي عمليات اللحام وخاصة عند حفظ الأغذية في صفائح او بالتعليب. كذلك فإن الرصاص يدخل في صناعة كثير من الأدوات الصحية وفي كثير من أصباغ الشعر ومساحيق التجميل وأحبار الطباعة واقلام الرصاص وبعض المبيدات، وأخطرها دهانات لعب الأطفال. وقد كانت معظم دهانات المنازل حتى عام 1960 تحتوي على عنصر الرصاص وبعد ان عرفت خطورته على صحة الإنسان بدأ من ذلك الوقت إستبدالها بصبغات أخرى وقد منعت بعض الدول استخدام الرصاص في دهانات المنازل.

كثير من الأجهزة المنزلية يدخل الرصاص في تركيبها حيث يدخل في تصنيع كثير من الأجهزة الإلكترونية من تليفزيونات وراديوهات ومسجلات وأجهزة فيديو حيث يكثر وجودها في لوحات الدوائر وفي الزجاج الرصاصي لشاشات التليفزيون وجميع هذه الأشياء عندما تستهلك فإنها تلقى في مقالب القمامة وتكون أحد مصادر التلوث بالرصاص.
من ملوثات الجو الرئيسية في المدن رابع ميثيل الرصاص ورابع إيثايل الرصاص اللذان يضافان إلى وقود السيارات منذ حوالي 70 سنة لتحسين كفاءة الوقود في إدارة المحركات.

ويمثل الرصاص الخارج من عوادم السيارات، وغالبا ما يكون في صورة بروميد الرصاص اكبر ملوث لجو المدن ذات الكثافة العالية في السيارات ويكون الرصاص الناتج من العادم معلقا ضبابيا يبقى عالقا في الجو لمدد طويلة. وقد إتجهت كثير من الدول إلى إستبدال الرصاص في البنزين بمواد أخرى أقل ضررا على البيئة وفي نفس الوقت تحسن أداء البنزين برفعها للرقم الأكتيني للبنزين.
يدخل الرصاص إلى جسم الانسان عن طريق الجهاز التنفسي مع التنفس والجهاز الهضمي مع الطعام والشراب ومن خلالهما يصل إلى الدم وعادة ما يذهب بعد ذلك إلى المخ ويترسب في العظام والأسنان. الرصاص سام لكثير من أعضاء الجسم حيث ان ارتفاع معدلاته في الجسم تتسبب بحدوث أنيميا ونقص في هيموجلوبين الدم وقد يحدث تلفا شديدا للكلى والكبد والمخ والجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي ويصاحب التسمم بالرصاص حدوث تقلصات في البطن مصحوبة بآلام شديدة وقد يحدث مغص كلوي وصعوبة في التخلص من حمض البوليك والإصابة بالنقرس وقد يحدث للكلى إلتهاب مزمن قد ينتج عنه فشل كلوي يزداد وضوحا عند الإصابة بالنقرس. وبالنسبة للكبد فإن الرصاص قد يتسبب في حدوث إلتهاب كبدي قد يتطور إلى تليف كبدي ودوالي في المريء ثم إرتفاع في حموضة المعدة والإثنى عشر، وقد تنتهي بغيبوبة كبدية. وبالنسبة للجهاز العصبي فيظهر شعور بالإرهاق والخمول وتوتر زائد وإلتهاب في الأعصاب وبالنسبة للرئتين فإن الرصاص يحدث تهيجا في أغشية الشعب الهوائية فتحدث حالات ربو ونزلات شعبية، وأحيانا يحدث تليف بالنسبة للقلب.

ونظرا لدخول الرصاص في أحبار طباعة الصحف فإنه ينصح بعدم إستخدام ورق الصحف في تغليف المواد الغذائية أو في إمتصاص الزيت الزائد بعد قلي الخضراوات كما في حالتي البطاطس والباذنجان كما ينصح بغسل الأيدي جيدا بعد قراءة الصحف.
يختلف الأشخاص في مدى تأثرهم بالتلوث بالرصاص، فأكثرهم تأثرا به هم صغار الأطفال والحوامل لقابليتهم المرتفعة لإمتصاص عنصر الرصاص، فيظهر على صغار الأطفال نقص في معدلات الذكاء (IQ) مع صعوبة في التركيز قد تصل بهم إلى حالة تخلف عقلي ويرجع ذلك إلى ترسيب الرصاص في المخ وما يحدثه من إعاقة لنمو خلايا المخ وباقي الجهاز العصبي كذلك فإن النمو العام للطفل يتأثر بذلك وقد وجد ان ارتفاع معدلات الرصاص عند الحوامل أدت إلى نقص أوزان أجنتهن، وقد ينتج عن ذلك التلوث ولادة أطفال متخلفين عقليا او مشوهين. يرى البعض ان من أسباب إنهيار الدولة الرومانية تلوث البيئة بالرصاص، فقد كانت أواني الطبخ والأكل تصنع عادة من الرصاص او تطلى به.

لكل ما سبق يتضح لنا خطورة التلوث بالرصاص وأهمية تنقية الماء والهواء والغذاء من مصادر التلوث به، ويمكن ذلك بإستبدال شبكات المياه الرصاصية وكذلك الوصلات الرصاصية ببدائل آمنة وعدم إستخدام الرصاص في لحام صفائح ومعلبات الطعام وإستبدال الدهانات الرصاصية بأخرى مأمونة ومنع إضافة الرصاص لوقود السيارات. علماً بأن الحد الأقصى المسموح به من الرصاص في مياه الشرب هو 0.05 مللي جرام/ لتر.

تـلوث قــاتــل:
وفي دراسة حديثة عن تلوث هواء المدن أجريت في ولاية كاليفورنيا أكد السيد جيري مارتن وهو ناطق عن مجلس موارد كاليفورنيا الهوائية انه إذا سكن الشخص في مجتمع مدني وصناعي ذي اقتصاد نام, فسيتعرض لدرجة معينة من الهواء الملوث. وفي كل سنة يتم إطلاق حوالي 102 الف طن من الملوثات السامة في الهواء في كاليفورنيا. وتنتشر مخلفات البنزين من دخان السيارات ومخلفات الكروم من متاجر طلي المعادن وكذلك انبعاثات الديزل من الشاحنات والحافلات.
ويقدر المجلس الدولي للجو في منطقة لوس أنجلوس أن ملوثات الهواء السامة تسبب حوالي 720 حالة سرطان لكل مليون شخص سنويا أي ان مخاطرها أعلى بألف مرة من مستوى الحكومة المقبول. والمستوى المحدد من قبل الحكومة هذا متحفظ جدا, إذ يعتمد على الاحتمال أن الشخص سيصاب بالسرطان من الملوثات بنسبة 1 إلى مليون.

وتقول ميلاني مارتي وهي رئيسة وحدة السموم الجوية في دائرة تقدير المخاطر للصحة البيئية في كاليفورنيا, ان الأطفال أكثر عرضة للملوثات نتيجة لنشاطهم واستنشاقهم لكميات أكبر من الهواء مقارنة مع البالغين, ولأن جهازهم المناعي ليس كامل النمو بعد، ولأنهم ينمون بسرعة. ولهذا تكون خلاياهم عرضة أكبر لهجوم مسببات السرطان. وتضيف أن بعض الدراسات التي تمت على الحيوان تبين أن التعرض للكيميائيات السامة في سن يافع, يزيد الخطر من الإصابة بالسرطان عند البلوغ. وتقول ان عملية تقدير المخاطر تتحسن باستمرار ولكن النقطة الرئيسية، وهي أن الأطفال عرضة أكثر للسرطان, متفق عليها بالإجماع.


ملوثات الهواء تؤثر على ذكاء الأطفال وتحصيلهم الدراسي:
وفي جانب آخر من هذا الموضوع حذر بحث اجراه فريق من اعضاء هيئة التدريس بوحدة امراض التخاطب بكلية طب عين شمس وقسم الكيمياء بكلية التربية في جمهورية مصر العربية، على خطورة التلوث بالمعادن الثقيلة التي تعتبر من اخطر أنواع التلوث البيئي وخاصة على الاطفال. وقال البروفيسور محمد بركة رئيس الاقسام بجامعة عين شمس والزائر للمستشفى السعودي الالماني ان معدن الرصاص من اخطر المعادن لانه لا يدخل في فسيولوجيا جسم الانسان ووجوده في جسم الانسان بمعدلات اعلى من المسموح به يعتبر نذير خطر، ويؤثر الرصاص على الكبار والصغار، لكن تأثيره على الاطفال اكبر لسهولة امتصاصه، وبطء اخراجه والتخلص منه، وحساسية الجهاز العصبي المركزي الشديدة لهذا النوع من التلوث في اثناء نموه وتطوره خاصة في السنوات الخمس الاولى من عمر الطفل.

واضاف بركة ان خطورة التلوث بالرصاص ليس فقط على الجهاز العصبي المركزي فقط بل ايضا على الجهاز المناعي والدم، وخاصة ان تأثير التعرض للرصاص قد يظهر بعد التوقف عن التعرض له. واوضح بركة ان البحث تم باختيار 30 طفلا من بيئة بها احتمال التعرض للرصاص من مناطق المصانع، والحرف اليدوية التي يستخدم فيها الرصاص واستخدام اواني الطعام المطلية بالرصاص، وعوادم السيارات، وتم اختيار 30 طفلا من بيئة بعيدة عن هذه الملوثات، وكان متوسط العمر في المجموعتين ست سنوات وخمسة اشهر.
واشار البروفيسور بركة الى انه تم تحديد العمر اللغوي والعمر العقلي "معامل الذكاء" وصعوبة التحصيل الدراسي في افراد المجموعتين، واستبعدت الاسباب الاخرى لتأخر اللغة مثل الضعف السمعي وغيرها من الاسباب، واظهرت نتائج هذا البحث انخفاض العمر العقلي بمعدل عام والعمر اللغوي بمقدار عامين في المجموعة التي تعرضت للرصاص، وكثر فيهم صعوبة التحصيل الدراسي، وكانت هذه النتائج ذات دلالة احصائية.

وقال البروفيسور محمد بركة ان قسم الكيمياء بكلية التربية اتبع طريقة جديدة لقياس كمية الرصاص في جسم الانسان بقياس معدل اخراجه من بول الطفل، وهذه الطريقة سهلة ولا تضايق الطفل بدلا من الطرق الاقدم التي كانت تستخدم بقياس معدل الرصاص في الدم، وقد وجد ان معدل الرصاص في بول الاطفال في المجموعة الاولى "مجموعة تأخر نمو اللغة" هو 1605 وحدات قياس مقارنة بـ302 وحدة قياس من اطفال البيئة المقترح خلوها من الرصاص مما يظهر ان هناك علاقة بين تأثير التعرض للرصاص على ذكاء وتخاطب الاطفال وتحصيلهم الدراسي.
وحذر البروفيسور بركة الى ان هذا البحث جرس انذار لاظهار خطورة التعرض للتلوث بالرصاص وبخاصة في الاطفال وتأثير هذا على الجهاز العصبي الذي هو المتحكم في التخاطب والذكاء والتحصيل الدراسي، كما يعتبر دعوة لمنع التلوث البيئي عامة وبالرصاص خاصة وتعميم استخدام البنزين الخالي من الرصاص.

التلوث الجوي يزيد من احتمالات السرطان لدى الأطفال:
يعتبر الأطفال أكثر عرضة للملوثات نتيجة لنشاطهم واستنشاقهم لكميات أكبر من الهواء مقارنة مع البالغين, ولأن جهازهم المناعي ليس كامل النمو بعد, ولأنهم ينمون بسرعة. ويعاني الاطفال من خطر التعرض للسرطان بسبب تلوث الجو, وفقاً لتقرير نشرته اخيراً مجموعة بيئية في واشنطن العاصمة. وقال التقرير الذي درس حالة الأطفال في ولاية كاليفورنيا, انهم اكثرعرضة من البالغين لخطر السرطان نتيجة لاستنشاقهم الملوثات الموجودة في الهواء. وزعمت الدراسة التي ركزت على خمس مناطق في الولاية أن طفلا عمره أسبوعين في منطقة لوس أنجلوس, يتعرض لتلوث أكثر مما تعتبره الحكومة الفيدرالية مقبولا، خلال كل الحياة.
وبحلول سن الثامنة عشر سيكون نفس الطفل قد استنشق ما يكفي من الملوثات ليتجاوز حد التعرض المقبول, مضاعفا مئات المرات. ويقول أندي إجريخاس, مدير برنامج الصحة البيئية لصندوق البيئة الوطني في الولاية, وهي المجموعة التي أصدرت التقرير، أن تركيز الملوثات المسببة للسرطان في هواء كاليفورنيا مرتفع لدرجة انه بمجرد التنفس سيتعرض الأطفال لمخاطر السرطان. ويضيف أن هذا يبين ضرورة بذل الجهود لخفض مخاطر السرطان هذه، فالطريق أمامنا طويلة قبل أن يصبح الهواء نقيا.

ويبقى السؤال هل يصاب الأطفال بالسرطان نتيجة لهذا؟
يقول الخبراء ان هذا ليس واضحا, فالمخاطر النظرية لا تتحول دائما لحالات سرطان فعلية. وفي دراسة نشرت في بداية هذه السنة لم يستطع باحثون من دائرة الصحة ومعهد الصحة العامة في كاليفورنيا أن يجدوا أية زيادة ملحوظة في حالات السرطان بين الأطفال ضمن 7000 طفل يعيشون بالقرب من الطرق العامة, التي يسجل فيها تلوث مرتفع.

ولا يبدو أن الوفيات في الجاليات في كاليفورنيا التي سببها سرطان الرئة, تزيد عن أي مكان آخر. ووفقا لدائرة الصحة العامة فإن معدل حالات وفيات السرطان في لوس أنجليس وهي من أكثر المناطق تلوثا سنويا يقدر بحوالي 42 بالمائة, أي ثامن أدنى معدل في الولاية وأدنى من مناطق أخرى مثل مودوك وسان لويس. ولكن الخبراء يحذرون من أن مقارنات سرطان الرئة ليست دقيقة نظرا لتعدد مسببات هذا المرض.
وبرغم هذا فان البيئيين والأطباء وبعض الأهالي يطالبون بحماية أقوى لوقاية الأطفال من التلوث. ووفقا لقانون عمره 3 سنوات، فقد شددت كاليفورنيا من مراقبتها لملوثات الهواء السامة وراجعت مقاييس تلوث الهواء لضمان حماية الأطفال.

تـدابـير مفـيدة:
ويشير الدكتور مهندس علي محمد علي أخصائي محركات الإحتراق الداخلي الى أهمية بعض الإجراءات المهمة التي تجدر مراعاتها لتقليل تلوث الهواء وتخفيف تأثيره:
1- توعية الناس حول تلوث الهواء ومصادره الأساسية وتأثيره في البيئة والصحة، وإدخال موضوع البيئة ضمن المنهج الدراسي، وتنظيم برامج تدريبية، وتثقيف المجتمع من خلال التلفزيون والنشرات الإعلامية.
2- تقليل الازدحام داخل المدن، وتشجيع النقل العام. ان سير المركبات ببطء يستهلك معدلات أكبر من الوقود وينتج كميات أكبر من الملوثات، مقارنة بالسرعة الاقتصادية التي تبلغ 75-85 كيلو متراً في الساعة. في بعض المناطق تمنع السيارات الخاصة من المرور في الشوارع الرئيسية خلال أوقات الازدحام، لتشجيع الناس على استخدام وسائل النقل العام. كما تمنع شوارع في المناطق التجارية إلا على المشاة ووسائل النقل العام، وترفع رسوم مواقف السيارات التي تقل اكثر من راكب واحد، فتخصص لها معابر خالية من الازدحام.
3- تحديد السرعة على الطرق. عندما تسير السيارات بسرعات عالية تستهلك المحركات كميات أكبر من الوقود، مما يعني تلوثاً أكبر. وتعتبر الطرق السريعة مصدراً رئيسياً لتلوث الهواء. وتشير بعض الدراسات إلى أن الانطلاق بسرعة 90-110 كيلو مترات في الساعة يزيد استهلاك الوقود بنحو 20 في المئة (لمحرك متوسط قياس ليترين) والانتقال إلى سرعة 140 كيلو متراً في الساعة يضاعف الاستهلاك.
4- تشجيع استخدام البنزين الخالي من الرصاص، بتخفيض سعره وبيان مضار الرصاص.
5- اجراء فحص سنوي (رسمي) للمحرك والسيارة باستعمال جهاز يقيس مقدار أول اوكسيد الكربون والهيدروكربونات الصادرة من السيارة. وفي هذا السبيل، يوضع في العادم أنبوب يسحب عينة ويعطي قراءة لكمية الملوثات الناتجة. ويتم على أثر ذلك تعيير المحرك وصيانته بحسب مواصفاته الأصلية. ولا ننسَ أن اطارات السيارات، إذا كان ضغوط الهواء فيها أقل من المعدل، تؤدي إلى استهلاك المحركات كميات أكبر من الوقود. لذا يجب المحافظة على ضغط قياسي للإطارات.
6- منع استيراد أو استخدام الفرامل والقوابض المصنوعة من الأسبستوس، وابدالها بأنواع أخرى أكثر أماناً من الناحية البيئية.
وفي النهاية، يبقى تقليل التلوث البيئي الهوائي مهمة عامة ومسؤولية جماعية تشترك فيها الدولة والمؤسسات والأفراد.

الأشجـار مصـفاة الهـواء:
يلعب الغطاء النباتي عموماً، والأشجار بشكل خاص، دوراً هاماً في تنقية الهواء والتقليل من تأثير ملوثاته. وقد بينت دراسات حديثة أن المساحات الخضراء يجب أن تشكل 40 في المئة حول المباني السكنية و 50 في المئة حول المدارس والجامعات و60 في المئة حول المستشفيات و 70 في المئة في أماكن الاستجمام، بالاضافة إلى الحدائق العامة الكبيرة والصغيرة وتشجير أطراف الشوارع المسطحات الخضراء عند تخطيط المدن.

لذلك من الضروري منع قطع الأشجار، وإعادة تشجير المناطق القابلة للزرع، وإنشاء الحدائق داخل المدن وحول المناطق الصناعية. فكل هذا يعود بالتأثير الايجابي على صحة الانسان ونشاطه. ويمكن تلخيص دور الأشجار في تنقية الهواء بما يأتي:
- تمتص الأشجار قسماً من الملوثات والغبار، من الهواء مباشرة خصوصاً بعد انحلالها في مياه الأمطار، فتمنع وصولها إلى الكائنات الحية.
- تغني الأشجار الهواء بالأوكسجين وتنقيه من ثاني أوكسيد الكربون بواسطة عملية التركيب الضوئي. هكذا تعتبر الغابة والأشجار القريبة من المدينة بمثابة رئة لها.
- تحفظ الأشجار رطوبة التربة والجو بما يطلقه بعضها من بخار الماء. ففي الغابة الكثيفة ينتج كل كيلو متر مربع نحو 350 كيلو غراماً من بخار الماء في اليوم. هكذا تخفف الأشجار من وطأة الجفاف الممكن حدوثه.
- تنخفض حرارة الهواء بين الأشجار نتيجة عملية التبخر والتعرق التي تحدث في فصل الجفاف مما يساعد على انخفاض الحرارة.
- تصد الأشجار سرعة الرياح مما يساعد على ترسيب الغبار.
- تخفف الأشجار من التلوث بالضجيج بحدود 20 في المئة.
- تعقم الأشجار الهواء وتقتل وتقضي على بعض الجراثيم والفيروسات والحشرات بما تفرزه من مواد مختلفة، كالمواد الطيارة من أشجار الصنوبر والسنديان. ولهذا السبب تقل نسبة الجراثيم في هواء الغابة كثيراً عما هو في هواء المدن. ومن الأمثلة على ذلك أوراق الحور التي تضعف جراثيم الديزنتاريا وأوراق الكينا التي تقتل البعوض. وأوراق الزنزلخت التي تبيد بعض الآفات الزراعية.

المـراجــع:
1- مجلة البيئة والتنمية / أعداد متفرقة /.
2- لقاءات شخصية.
3- بيئة من أجل البقاء – الدكتور سعيد محمد الحفار – دار الثقافة بدمشق 1990
4- من تغير المناخ الى الزلزال الكبير – نجيب صعب – سلسلة قضايا بيئية /1/ المنشورات التقنية – بيروت 1999 .
5- نظام الإدارة البيئية (الأيزو 14001) المهندس أسامة المليجي والدكتور علي عبد العزيز علي – الشركة العربية للإعلام العلمي شعاع – القاهرة 1999 .