مشاهدة النسخة كاملة : شرح قصيدة ** خراب القيروان **


ملاك الشرق
06-03-2010, 10:05 PM
شرح قصيدة "خراب القيروان"
التعريف بالشاعر والمناسبة : علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن من شعراء العصر الأندلسي توفي سنة 488 هـ / 1095 م ،شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة .حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.
وقد ذاعت شهرته كشاعر ، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا على يده ونشروا أدبه في الأندلس. له ديوان شعر بقي بعضه مخطوطاً.وله (اقتراح القريح واجتراح الجريح) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له.وله (معشرات الحصري) في الغزل.وله (النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية) 212 بيتاً في القرآءت
بكاء القيروان في الشعر المغربي القديم, بعد اجتياحها من قبل الهلاليين من رثاء المُدُنِ في الشعر العربي,كانت القيروان قبل نكبتهَا سنة تسع وأربعين وأربعمائة للهجرة (449 ﻫ) في أوج عظمتها, وقمة حضارتها, تزخر بالعديد من العلماء والأدباء الكبار أمثال محمد بن جعفر النحوي المعروف بالقزّاز (412 ﻫ) وإبراهيم الحُصْري (413 ﻫ) صاحب زهر الآداب, و(أبو الحسن الحصري 480 ﻫ), وغيرهم. كما كان بلاط المعزّ بن باديس يَرفُلُ بالعلماء والأدباء, وكان من بينهم ابن رشيق (390-486 ﻫ) وابن شرف (390-460 ﻫ).وهذه القصيدة لأبي الحسن الحصري في رثاء القيروان بعد خرابها ونزوحه عنها إلى الأندلس.وقد بكى الشاعر مدينة القيروان حينما اقتحمها عرب صعيد مصر وهي (38) بيتا.
القصيدة بشكل عام :
تعد هذه القصيدة نموذجا لرثاء المدن وهو لون ظهر إثر الحوادث المؤلمة ونتيجة تفكك الوحدة وكثرة الفتن والاضطرابات.. ظاهر القصيدة أنها في شكوى الفراق وما فعله من شوق في كبد الشاعر وقد رأى ديار الأهل والأحباب بعيدة كل البعد ولا سبيل للوصول إليها فقد أصبحت دمناً وخرابا بعد عزّ وعمران. وقد وظف الشاعر مفرداته وأجاد اختيارها للتعبير عن الجو النفسي كما أنها جاءت سهلة و واضحة وموحية والتعمق في الأبيات يؤكد أنها ترمز إلى تحولات في مصير الشاعر كان لها أبعد الأثر في وضعه ونفسه. جاءت الصور والمحسنات قليلة لاعتماد الشاعر على الألفاظ الموحية..وتراوحت الأساليب بين الإنشاء والخبر ليعبر عما يجتاح نفسه من شوق للوطن وأهله ،كما أن الأساليب الخبرية توحي بالأسى والحسرة، و هناك قسمان رئيسان للقصيدة: الأول: قسم الحكمة ...ويمثله مطلع القصيدة فالمطلع الحكمي تكاد تختص به قصائد الرثاء لما يحدثه الموت من وقع في الشاعر يجعله يعيش لحظة تأمل وتفكر في الحياة والكون الثاني : قسم الشوق والحنين.
جو النَّـص :
عندما فتح عقبة بن نافع شمال أفريقية بنى مدينة القيروان، وبنى فيها مسجدَهُ المعروف " بجامع عقبة"، وازدهرت المدينة على مرِّ العصور، وفي سنة449 فسد الأمرُ بين المُـعزّ الدين الفاطمي وبين قبائل بني هلال وبني سُليم ، الذين كانوا يقيمون بمصر بعد هجرتهم إليها من الجزيرة العربية، فنفضوا الصلح المبرم سنة444، وأشعلوا نار الحرب، وحاصروا القيروان أربع سنوات ثم اقتحموها في رمضان 449هـ وعاثوا فيها فسادا، وأكثروا القتل والتخريب، وأذاقوا أهلها الذل والهوان.
والشاعر في هذا النص يذكر تغير الأحوال وتبدُّلها، ويصف ما حلَّ بالقيروان من خراب ٍ ودمارٍ، ثم يتحدث عن حبه لأهل القيروان، وحرصه على الوفاء بالعهد، وأمله في العودة ولقاء الأحبة، ثم يدعو للقيروان بالسقيا والخصب، والأمن والسلامة، ويصفها بأنها كالجنة، وأنَّ تربتها كالمسك وحصاها كالجوهر.
الفكرة ( 1- 2) : ( الحزنُ على فراق الأحبة)/الاستهلال بالحكمة وأن لا حياة دون أهل وأحباب .
1 - في كل يوم مع الأحباب لذات فليس في العيش مسرور إذا فاتوا
2- موت الكرام حياة في مواطنهم فإن هم اغتربوا مـــاتوا وما مــــــاتوا
معاني الكلمات :
الأحباب : (م : الحب وهو المحبوب). لذات : (م : لذة)هو طيب طعم الشئ،وإدراك الملائم من حيث هو ملائم.العيش : المقصود الحياة.مسرور(اسم مفعول) فرح( والسرور : ارتياح في القلب عند حصول نفع أو توقعه أو اندفاع ضرر" نبحث عنها في مادة سَرَر").. اغتربوا : رحلوا( نبحث عنها في " غرُب" .فاتوا: مَضوا أو قضوا ومروا.الكرام : (م : كريم)الذين يعطون بسهولة ويجودون. حياة : (ج : حيوات).موطنهم : الوطن:كل مكان أقام به الإنسان لأمر، والمجلس.ماتوا: رحلوا عن حياتنا الدنيا.وما ماتوا: ما زالت ذكراهم وأثارهم باقية.
الشرح :
إنَّ الأيام التي يقضيها الإنسان بين أهله وأحبابه يحسُّ بلذتها، فلا سرور لإنسان بعد رحيل أحبابه، إنَّ موت الكرام يدعو إلى التأمل والتفكير،لأنهم إنْ ماتوا في مواطنهم دفاعًـا عنها خلِّـدَ ذكرُهم، وإنْ ابتعدوا عنها كانوا كالموتى وهم أحياء!

مواطن الجمال :
*أسلوب البيت(في كل يوم مع الأحباب لذات **فليس في العيش مسرور إذا فاتوا ) خبري غرضه التذكر "تذكر الأهل والأحباب" والتقرير.
*استهلَّ الشاعر قصيدته بالحكمة في هذيْـن البيتين، وذلك لبيان ما يحدثه الموت من أثر نفسي يجعل الشاعر يتأمل ويفكر في الحياة والكونِ.
**(في كل يوم مع الأحباب لذات )براعة استهلال بذكر كلمة الأحباب.
*(في كل يوم مع الأحباب لذات ) قدّم الخبر"في كل يوم" على المبتدأ النكرة(لذات) للتشويق للمتأخر والتفاؤل.
*( كُلَّ) نكرة لإفادة العموم، (يوم) نكرة للتكثير.( لذات) نكرة للتكثير.
* (فليس في العيش مسرور إذا فاتوا)تعليل للشطر الأول، وقدّم الخبر"في العيش"على اسم ليس"سرور"للتوكيد.
*بين(العيش"الحياة"/ فاتوا):طباق لتقوية المعنى وتوضيح الفكرة.
*(موت الكرام حياة في مواطنهم*** فإن هم اغتربوا مـــاتوا وما مــــــاتوا ) أسلوب البيت خبري غرضه التعظيم والتأكيد على بقائهم في قلوب محبيهم.
*( فإن هم اغتربوا مـــاتوا وما مــــــاتوا ):تعليل للشطر الأول. + أسلوب شرط فعل الشرط" إن هم اغتربوا" جوابه" ماتوا".
*( موت الكرام حياة)تشبيه (شبه موت الكرام مع التضحية بالأحياء بين أهليهم بالذكر الطيب وذكر مآثرهم وتضحيتهم.). أو شبه الموت مع التضحية بالحياة + حكمة
*( فإن هم اغتربوا مـــاتوا وما مــــــاتوا)حكمة. *(في مواطنهم) الجار والمجرور للتخصيص.
*وبين(موت /حياة)= طباق إيجاب لتقوية المعنى وإبراز الفكرة. / ( حياة) جاءت نكرة للتعظيم لهذه الحياة.
(ماتوا /ما ماتوا)= طباق سلْـب لتقوية المعنى وتوضيحه.
* والبيت(موت الكرام حياة في مواطنهم فإن هم اغتربوا مـــاتوا وما مــــــاتوا ) أسلوب خبري للحث على السعي وفعل الخير( ويجري مجرى الحكمة).
س:يذكّر مطلع القصيدة بمطالع قصائد الرثاء في الاستهلال بالحكمة :
المطلع الحكمي تكاد تختص به قصائد الرثاء لما يحدثه الموت من وقع في الشاعر يجعله يعيش لحظة تأمل وتفكر في الحياة والكون.
أ-حددي أهم خصائص الأسلوب الذي قامت عليه الحكمة(الخبر، التقديم والتأخير،والشرط، والمحسنات ،الإيقاع)؟
*الأسلوب خبري الخبر فيه مؤكد بالتقديم والتأخير.
*التقديم والتأخير:تقدم الخبر(في كل يوم) على المبندأ(لذات)، وتقدم خببر ليس(في العيش)على اسمها(مسرور).
*المحسنات:الطباق:موت=حياة،ماتوا =وماماتوا.
*الإيقاع الداخلي متأتّ من : التقديم والتأخير،وكثرة حروف المد، الإثبات والنفي(في كل يوم/فليس في....،ماتوا/وما ماتوا....
ب-مالمعاني الخالدة التي تضمنتها الحكمة من حيث علاقة الإنسان بالوطن؟
المعاني التي تضمنتها الحكمة من وحي تجربة الشاعر الذاتية، تجربة الغربة عن الأوطان وخراب الموطن،فالحياة ينتهي منها السرور والفرح بدون أحياب،والإنسان الكريم إن مات في وطنه فهو حي، وإن عاش غريبا فهو ميت.
ج-ما دلالة المطلع الحكمي في قصائد الرثاء؟
الحكمة لمحة عقلية ونفحة وجدانية تنبثق من صميم التجربة الذاتية لترتقي بها إلى مستوى الحمك المطلق زمنا ومكان، والرثاء باعتباره وقوفا في حضرة الموت وآثاره يضع الشاعر في لحظة تأمل وتفكر في الحياة والكون.
.................................................. ...................................
الفكرة(3-14) : أملٌ في العودة، ويأسٌ يفرضه الواقع.
3- كنا وكان لنا في ما مضى وطن لكنها أسهم الدنيا مصيبات
4- أكلما قلت في قرب الديار عسى أبت علي بحكم البين هيهات؟
5- أم هل يصيف ويشتو الوجد في كبدي وأهل ذاك الصفاء المحض أشتات؟
6- يا أهل ودي لا والله ما انتكثت عندي عهود ولا ضاعت مودات
7- يا أهل ودي هي في القرب من طمع فتشتفي بكم هذي الصبابات؟
8-لئن بعدتم وحال البحر دونكم لبين أرواحنــــــا في النوم زورات
9- ماذا على الريح لو أهدت تحيتنا ليكم مثلما تهدى التحيات
10- أصبحت في غربة لولا مكاتمتي بكتني الأرض فيها والسماوات
11- كأنني لم أذق بالقيروان جنى ولم أقل ها لأحبابي ولا هاتوا
12- أمر بالبحر مرتاحا إلى بلد تموت نفسي وفيها منه حاجات
13- وأسال السفن عن أخباره طمعا وأنثني وبقلبي منه لوعات
14- هل من رسالة حب أستعين بها على سقامي فقد تشفي الرسالات
معاني الكلمات :
مضى:خلا وذهب ونفذ.أسهم( ج : أسهم وسهام) : حوادث ومصائب الدنيا : هي الحياة الحاضرة التي تسبق الآخرة ، وتجمع على " دُنى" ونبحث عنها في مادة"دنا". مصيبات : تصيب ولا تخيب رميتها، نبحث عنها في"صوب".. أكلما(كلّ"ظرف زمان منصوب"+ما"مصدرية") : الهمزة للاستفهام، وكلما أداة شرط تفيد التكرار.عسى: فعل يفيد الرجاء.أبت : رفضت اسْتعصتْ ونبحث عنها في "أبى".. البين : الفراق والبعدأو العداوة والبغضاء. هيهات: اسم فعل ماض بمعنى بعد، ويكشف عنها في" هيه".يصيف : يستقر في الصيف. يشتو : يستقر في الشتاء. الوجد : الحزن.أهل : الأهل و الأقارب والعشيرة والأصحاب(ج : أهالٍ).
الصَّفاء : الخلو من الكدر. المحض : الخالص.أشتات : متفرقون(م : شت).وِدّي : حبي، محبتي.طمع : أمل ورجاء( ج : أطماع).انتمكثت : انتفضت" نبحث عنها في مادة"نكث"..عهود : مواثيق،وأيمان(ج : عهد).ضاعت : فُـقِـدتْ. مودّات) : ج : مودّة، وهي المحبة).تشفى : تبرأ.الصبابات:الأشواق(م : صبابة، وهي الرقة والاشتياق،أو حرارة الشوق ورقته.حال البحر : منع ونبحث عنها في "حول".. دونكم:أمامكم.حال البحر دونكم : منعنا البحر من رؤيتكم. زوْرات : (م : زوْرةٌ، وهي المرة من الزيارة(اسم مرة على وزن " فعْـلة". .الريح: الهواء إذا تحرك (ج : رِياح أرْواح أرْياح).
تُهدى : تُساق وتبعث إكراما( نبحث عنها في مادة" هدي". مثلما : كما..التحيات : (م:تحية وهي السلام، أو الدعاء بالحياة والبقاء، والتحيات لله:قيل البقاء، وقيل الملك. ويكشف عنها في مادة( حَيي). غربة : بعد وافتراق. مكاتمي:ستر وإخفاء، والكلمة مصدر ميمي. بكتني : دمعتْ حُـزنا عليّ.كأنني : كأن تفيد الظن أو التشبيه. أذُق : أختبر طعم . القيروان : بلدة في تونس حليا بناها عقبة بن نافع.جنىً : ثمرا يُـجنى، وكل ما يجنى من الشجر والعنب والعسل والذهب(ج : أجناء وأجن).ها : اسم فعل أمر بمعنى خذوا وقد تدخل عليها الكاف، نحو هاك( أي تستخدم بكاف الخطاب وبدونها). هاتوا:أعطوني.أمُـرَّ : أمضي وأذهب. مرتاحا : نشيطا مسرورا ونبحث عنها في مادة" رَيحَ".حاجات :(م : حاجة، وهو ما يحتاجه ويفتقر إليه).طمعا : أملا ورجاءُ. أنْـثَني : أنصرفُ وأرتدُّ وأرجع خائبا.لوعات)م : لوعة،وهي الحرقة في القلب، وألم يجده الإنسان من حٌبٍّ أو وهمٍّ أو نحو ذلك.أستعينُ : أطلبُ العون مادة(عون). سقامي : (ج : سقم، وهو المرض الذي يطول). تشفي : تـُـبرئُ الإنسان من علته، ونبحث عنها في مادة" لوع"..الرسالات(ج : رسالة : وهي ما يرسل أو الخطاب).
الشرح :
لقد كنا نعيش في وطن قي سعادة غامرة فأبت سهام الدهر أن تدوم علينا هذة السعادة ،فأصابتنا ولم تخطئنا ، فابتعدنا عن أوطاننا ،وكلما لاح أمامنا أمل في قرب العودة وقف البينُ حائلاً دون ذلك ،فهل يستمر الحزن يعصف بقلبي صيفـًـا وشتاء ،وأحلم بزوال الكدر وعودة الصفاء ونحن بعيدون عن أوطانتا ،متفرقون في أماكن شتى فيا اهلي وعشيرتيى واصحابي اننى محافظ على عهودي ، باق على مودتي لكم عندي امل فى العودة إلى الوطن حتى تبرأ نفسى من حرارة الأشواق التى اكتمها..وإن كان البعد يقف حائلا دون رؤيتكم ولقائكم، فإن أرواحنا تتلاقى في النوم؛لأن الأرواح جنودٌ مُـجنّـدةٌ.أتمنى أن تحمل الريح تحياتي وأشواقي إليكم كما تساق التحية إكراما للناس.إنني في غربة بعيد عن وطني أكتم أحزاني، ولو بُحـْـتُ بها لتشاركني في البكاء الأرض والسماوات، لقد كدت – من كثرة كتمان الأحزان-أظن وأتخيل أنني لم أتذوق طعم الثمرات، وكل ما يجنى في القيروان؛ فقد كان لي أصحاب نتجاذب بيني وبينهم الأخذ والعطاء، إنني حين أمر بالبحر تجد نفسي نشاطا وسعادة، ولكن نفسي تكاد تنفطر من شدة ما تحتاج إلى رؤيته، إنني أسأل السفن القادمة عن أخبار وطني أملا ورجاءً في أنْ تحمل لي شيئا منها، ولكنني أشعر بالحرقة والألم وأرتد حزينـًـا حين لا أجدُ ذلك، فهل من رسالة تكون عونا لي على تخفيف آلامي وأسقامي.
مواطن الجمال :
*( كان لنا وطن)قدّم خبر كان(لنا) على اسمها "وطن" للتخصيص والتأكيد والاهتمام بالمقدم على ضياع الوطن.
*تنكير كلمة" وطن" للتعظيم.
*(كنا وكان....)التكرار للدلالة على حسرته وألمه على ما مضى.والتأكيد على الحياة المستقرة في الوطن.
*(لكنها أسهم الدنيا مصيبات) =(لكن)تفيد الاستدراك، والاستدراك يمنع الفهم الخاطئ.
(أسهم الدنيا مصيبات) استعارة مكنية(شبه الدنيا بِـرام ٍ لا يُخطئ رميته). استعارة تصريحية (شبه المصائب بالسهام)، ويجوز أن يكون تشبيه بلبغ من إضافة المشبه إفى المشبه به(أسهم الدنيا)( تشبيه الدنيا بالأسهم).
*أسلوب البيت( كنا وكان لنا في ما مضى وطن ***لكنها أسهم الدنيا مصيبات ) خبري لإظهار الحزن والحسرة.
*استعمل في البيت الثالث حرف المد(الألف)" كنا وكان لنا في ما مضى المد يناب نبرة الحزن.
*(لكنها أسهم الدنيا مصيبات) بيان وتوضيح لمصائب الدنيا وضياع الوطن.
*( أكلما قلت في قرب الديار...؟ )البيت بأكمله استفهام غرضه تمني العودة إلى الوطن../ "أكلماا"أداة شرط، وجواب الشرط(أبت علي..)
* بين شطري البيت( أكلما قلت في قرب الديار عسى أبت علي بحكم البين هيهات؟)مقابلة تبرز المعنى وتوضيحه.(عسى: للرجاء غير طلبي)
*( أكلما قلت في قرب الديار عسى أبت علي بحكم البين هيهات؟ ) إنشائي أداته الهمزة للاستفهام الطلبي .
*( أبت علي بحكم البين هيهات )استعارة مكنية( شبه الشاعر نفسه بإنسان يستعصي/يرفض).
*(عسى/ هيهات) تعبير ثنائي الأمل واليأس بين الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر التي تمر بها نفسه المكلومة الحزينة في غربتها.
*(قلت) ماضٍ لتحقق القول. (أبت) ماضٍ للتأكيد..(أم)نعادل همزة الاستفهام في(أكلما قلت)
بين(قُرب/ هيهات)أو البين: طباق لتقوية المعنى وتوضيحه.
*( أم هل يصيف ويشتو الوجد في كبدي ؟) استفهام لإظهار الحيرة والقلق وشدة الألم. وأيضا كناية عن استمرار الأحزان.
وبين( يصيف/ يشتو)، (الوجد/ الصّفاء) طباق لتقوية المعنى وتوضيحه.
(يصيف ويشتو الوجد في كبدي ) استعارة مكنية(شبه الوجد بإنسانٍ يستوحش)./(كبدي)مجاز مرسل علاقته الجزئية(الكبد جزء من البطن)
*(وأهل ذاك الصفاء المحض أشتات؟)كناية عن تبدل الحال والتفرق.+كناية عن موصوف"هم أحبته وأهل وطنه"+والاستفهام لإظهار الحزن والحسرة +تكرار الاستفهام يدل على الحالة النفسية التي يمر بها الشاعر.
*وفق الشَّاعرُفي استعمال اسم الإشارة(ذاك)،حيث "ذا"للبعيد،وأهل وطنه بُـعاد..
*(يا أهل ودي) = أسلوب إنشائي طلبي نداء غرضه التحبب والتقرب والتودد. (يا)نداء للقريب والبعيدن واستعمله الشاعر للقريب؛لأنهم قربيين من قلبه+تكرار(ياأهل ودي) للتأكيد على قربهم من قلبه ولبيان قرب المكرر في النفس والتلذذ.
*(ودي) الإضافة للتخصيص ولتوكيد حفاظه على الود الذي جمع بين الأهل والأحبة.
*(انتكثت)ماضٍ للتأكيد.والله ما انتكثت عندي غهود)إنشائي غير طلبي"قسم"للتوكيد+(عندي عهود" شبه الجملة والإضافة للتخصيص.(عهود)جاءت نكرة لإفادة العموم والشموا.
*تكرار(لا)حرف النفي، للتأكيد على بقاء العهد والود.
*(هل في القرب من طمع؟) استفهام للرجاء أو التمني.
*(فتشتفي بكم هذي الصبابات؟)استعارة مكنية(شبه رقة الشوق وحرارته بمريض يتم شفائه.(هذي)اشارة للقريب فحرارة الشوق داخل القلب.
والشطر الثاني (فتشتفي بكم هذي الصبابات؟)تعليل للشطر الأول (يا أهل ودي هي في القرب من طمع).(هذي)اسم إشارة للقريب؛فحرارة الشوق داخل القلب.
*( وحال البحر دونكم )تعبير يدل على عدم تمكنهم من الوصول إليه. +استعارة مكنية(شبه البحر بالبعد يحجبهم عنه).
*( لبين أرواحنا في النوم زورات ) توكيد ب(اللام) ، وبتقديم الخبر شبه الجملة(بين أرواحنا)على المبتدأ النكرة" زورات" .+استعارة مكنية
*( لبين أرواحنا في النوم زورات ) كناية عن قوة الصلة والمودة.(لبين)اللام واقعه في جواب القسم.
*( لئن بعدتم وحال البحر دونكم **لبين أرواحنــــــا في النوم زورات) إنشائي غير طلبي غرضه تأكيد الكلام.
*( ماذا على الريح لو أهدت تحيتنا )إنشائي استفهام غرضه التمني،أو الاستنكار. +استعمل أسلوب استفهام والتمني ب"لو" ليعبر عن الشوق والحنين في تجربة الغربة، وليعبر عن عاطفته نحو أهل وطنه.
*( ماذا على الريح لو أهدت تحيتنا )استعارة مكنية(شبه الريح بإنسان يوصل التحايات والسلام). م واستخدمت كلمة(الريح) مفردة للدلالة على آلام الغربة وعذاباتهت.
*(تهدي التحيات)استعارة مكنية(شبه التحيات بهدية تُهدى).
*(أصبحت في غربة)أسلوب خبري لإظهار الحزن والأسى.
* تنكير (غربة) للتهويل والتنفير منها.
*( بكتني الأرض والسماوات)استعارة مكنية(شبه الأرض أشخاصا تبكي) ،أو كناية عن شدة الحزن.
وبين( الأرض/ السماوات) طباق.
*(فيها) الضمير يعود على حالة الغربة.
*أسلوب البيت(أصبحت في غربة لولا مكاتمتي ***بكتني الأرض فيها والسماوات )خبري غرضه التحسر وإظهارعاطفة الحزن بسبب الابتعاد عن الأهل والوطن. والعلاقة بين شطري البيت علاقة تعليل وتوضيح.
*(لولا)أداة شرط ، وجواب الشرط(بكتني الأرض).(مكاتمي)تعبير يوحي بالتمسك بالعهود والوعود التي قطعها على نفسه.
*( كأنني لم أذق بالقيروان جنى )البيت توضيح وبيان لما ذكر في البيت السابق لقوله(غربة لولا مكاتمتي) فهو في غربة يكتم نوازع نفسه ورغباته.
*(كأنني) كأن تفيد (الظن والتشبيه) والتعبير يدل على شكّـه أن يتذكر ما كان فيه من خير ونعمه، وما كان له من أصدقاء يتبادل بينه وبينهم الأخذ والعطاء..
*( لم أذق بالقيروان)أسلوب خبري غرضه إظهار الحسرة والحزن والحنين إلى موطنه.( لم أذق بالقيروان)كناية توحي بحلاوة ثمار القيروان وكثرتها.
*(القيروان) ذكر كلمة القيروان والأحباب للتلذذ بذكر الاسم. واستعمل الأحباب دلالة على قوة علاقته بأهله ووطنه.
*(لم أقل)أسلوب خبري يفيد إظهار الود والفرح التي كانت تجمعه وأهل بلده من قبل.
*(هام ما ماتوا) طباق
*(أمر بالبحر مرتاحا إلى بلد) :كناية عن سعادته بالبحر ؛لأنه ينتظر رسالة من بلدة ، أو ينتظر سماع أخبارعنها.+أسلوب خبري غرضه إظهار الفرح والشوق إلى الوطن.
* "بلد"نكرة للتعظيم .

*(تموت نفسي وفيها منه حاجات):كناية عن شدة التعلق بالوطن الضمير في "فيها" عائد على النفس ، أما الضمير في "فيه" عائد على "البحر".والأسلوب خبري غرضه إظهار الحزن والحسرة.+ كناية مكنية.
*(نفسي) مجاز مرسل علاقته جزئية ( نفسي جزء من الجسم.(فيها منه حاجات)قدَّم المسند"فيها" على المسند إليه(حاجات) للتخصيص.
*(حاجات) جاءت نكرة للتكثير.
*(تموت) مضارع يدل على الاستمرارية والتجدد.
*البيت(وأسال السفن عن أخباره طمعا** وأنثني وبقلبي منه لوعات )خبري غرضه إظهار الشوق.
*(أسال السفنَ) : مجاز مرسل علاقته المحلية ، ذكر السفن وأراد ركابها.+ كناية عن موصوف+استعارة مكنية
*(أسأل) التعبير بالمضارع يفيد الاستمرار في الرغبة والمعرفة لأحباء الوطن.( أثني)التعبير بالمضارع يدل على الإنكسار والحزن؛لأنه لم يجد ما يريح همومه ويخفف أحزانه.
(طمعا)مفعول لأجله : لبيان السبب و التعليل .
*(بقلبي لوعات) : تقديم للخبر على المبتدأ للتوكيد.وفيه كناية عن شدة الحرقة ولألم.
*(لوعات) مجاز مرسل علاقته الجزئية./ ( بقلبي لوعات) استعارة مكنية.
* والبيت(وأسال السفن عن أخباره طمعا وأنثني وبقلبي منه لوعات)يظهر شدة شوق الشاعر وحنينه نحو وطنه وأهله، كما يظهر أثر الغربة في الإنسان تجعله يزداد اشتياق للوطنِ وأهله.
*(هل من رسالة) : انشائي طلبي استفهام للتمني والرجاء والأمل .
*( أستعين بها )استعارة مكنية(شبه الرسالة شخصا).
*(فقد تشفى الرسالات) : استعارة مكنية ،شبه الرسالات بدواءيشفي ، والشطر التعليل للشطر الأول+ أسلوب خبري طلبي مؤكد ب"قد".
*البيت (هل من رسالة حب أستعين بها على سقامي فقد تشفي الرسالات )يظهر شدة تعلق الشاعر بوطنه وحنينه إليه.
س:عسى : فعل جامد يفيد الرجاء، وهيهات : اسم ماض بمعنى بعد) ما علاقة هذه المعاني النحوية الواردة في البيت الرابع من حيث عاطفة الشاعر، بين رغبته وأحكام الواقع؟
للإفصاح عن رغبته ورجائه في العودة إلى الوطن من ناحية والإعلان عن أحكام الواقع المرير(البين).
.................................................. ..............................................
فكرة الأبيات(15-17) دعاء للقيروان ووصف لأرضها.
15- ألا سقى الله أرض القيروان حيا كأنـــه عبراتي المستهلات
16- وكف عنها أكف المفسدين لها ولا عدتها من الخيرات عادات
17- فإنها لدة الجنــــــــــات تربتها مسكية وحصاها جوهريات
معاني المفردات :
ألا: أداة عرض تدل على الطلب.سقى الله أرض القيروان : دعاء بالسقيا، وهو نزول المطر.حيا: مطرا وخصبا، نبحث عنها في مادة(حيي).عبراتي: دموعي "م : عـَـبـْـرةٌ".المستهلاّت : المتساقطات، انهلت العين تساقط دمعها، واستهلت العين= انهلت/ المنحدرة(نبحث عنها في هلَّ) . كفّ: منع وصرف، والكف:هي الراحة من الأصابع.المفسدين: "ج:مفسد" والمفسد هو من جاوز الصواب والحكمة، ومن يلحق الضرر بالآخرين. عدتها : انصرمت عنها وجاوزتها. عادات : "ج : عادة، وهي كل ما اعْـتِـيدَ حتى صار يُـفـْـعَل من غير جهد،والحالة تتكرر على نهج واحد.لدة : الترب"المثيل"، والذي وَلِدَ يوم وِلادِك أو تربى معك"ج : لدات، ولِدون" نكشف عنها في مادة"ولد".مِـسْكيّـة : رائحتها كالمسك.جوهريّات : منسوبة للجوهر أو أصلها كالجوهر.
الشرح :
يدعو الشاعر لأرض القيروان بدوام المطر والخصب، كما يدعو الله تعالى أن يصرف عنها شر الطامعين الذين يلحقون الضرر بها، وأن تدوم فيها الخيرات التي تعوَّدَ الناس عليها،لأنها مثل الجنة؛ فترابها مِـسكٌ، وحصاصها جوهر متلألئ.
مواطن الجمال :
*(ألا) أداة استفتاح وتنبيه غرضها الدعاء.
*( ألا سقى الله أرض القيروان)أسلوب خبري لفظا إنشائي معنى غرضه الدعاء، والعبارة كناية عن تمني دوام المطر.
*( أرض القيروان) ذكر كلمة القيروان للتلذذ ودلالة على تعلق الشاعر بوطنه.
*(حيا كأنه عبراتي المستهلات): تشبيه مقلوب(حيث شبه المطر بالعبرات"الدموع")، والأصل "أن يشبه الدموع بالمطر؛لأن الصورة"الصفة" في المشبه به يجب أن تكون أقوى من المشبه".
*(المستهلات)اسم فاعل ، واسم الفاعل يدل على الاستمرارية
*(ألا سقى) إذا جاء بعد"ألا" ماضٍ تدل على تحقيق ما بعدها.
*(عبرات) جمع نكرة للتكثير. (عبراتي)مجاز مرسل عن العين.
(سقى) ماضٍ للتأكيد.
ولجأ الشاعر إلى التشبيه المقلوب للمبالغة ولبيان شدة ارتباطه بأرض القيروان وحزنه لأنه بعيد عنها.
*(كف #أكف) :جناس ناقص (محسن لفظي) له أثر صوتي جميل.
*(أكف) مجاز مرسل علاقته الجزئية أو السببية.
(أكف) جاءت جمعا للكثرة.
*(ولاعدتها من الخير عادات) : أسلوب خبري بالنفي : غرضه تأكيد دوام الخير الذي تعود الناس عليه.
* البيت- (وكف عنها أكف المفسدين لها ولا عدتها من الخيرات عادات )خبري غرضه الدعاء.
*( ولاعدتها من الخير عادات)استعارة مكنية.
*(المفسدون) : هم أعراب بني هلال.
*(فإنها لدة الجنات ...): تعليل لما ذ كرفى البيتين السابقين.
*(إنها لدة الجنات) : تشبيه بليغ (تشبيه للقيروان باللدة (الترب والمثيل )(شبه القيروان بالجنات).
*(تربتها مسكية) : تشبيه بليغ (شبه التربة بالمسك).
*(حصاها جوهريات) : تشبيه بليغ( شبه الحصى بالجواهر).
** البيت السابع عشر إطناب تفصيل بعد إجمالٍ للتأكيد أو ذكر الخاص" تربتها وحصاها" بعد العام" فإنها لدة الجنات"
* البيت السابع عشر خبري غرضه الفخر والمدح لوطنه.فقد وصف وطنه بأنه بلدٌ الخيرات تربته مسكية وحصاه جوهر.
*في البيت الأخير حسن تقسيم يُحدث جرسا صوتيا جميلا.
س:في القسم الأخير من النص يتحول الشاعر من الاستفهام والنداء المعبرين عن الشوق والحنين والغربة إلى أسلوب الدعاء :
تحول الأسلوب من الاستفهام والنداء إلى الدعاد هو تحول من قسم التفجع والبكاء على الأرض، إلى قسم التعزية، تعزية النفس على مصابها في فقد القيروان.
أ‌-بمَ يدعو الشاعر لأرض القيروان؟
يدعو الشاعر لأرض القيروان بالسقيا والخصب، وبالأمن والسلامة.
ب‌-من المقصود بالمفسدين في البيت(16)؟ أعراب بني هلال عندزحفهم من مصر على إفريقية التي كانت عاصمتها القيروان.
تعليق عام على النص :
1-غرض هذا النص هو الرثاء الذي تطور من رثاء الأشخاص إلى رثاء المدن والبلدان التي كانت تسقط في أيدي الأعداء .
2- يظهر التماثل واضحا بين رثاء الأشخاص ورثاءالمدن ،فبنية القصيدة في رثاء الأشخاص تقوم على ثلاثة جوانب هى : التأمل ،والتفجع ،وتغرية النفس .
3-والشاعر في هذه القصيدة بدأ بالحكمة التي تدل على التأمل ، ثم ذكر التفجع على القيروان ووماحل بها ،ثم في القسم الثالث :دعالها بالسقيا ودوام الخير وفي ذلك تعزية للنفس ؛لأنه النفس محتاجه لرؤية روعتها وجمالها.
تنوعت أساليب الشاعر بين الخبرية والإنشائية ،وذلك لبيان مأساته، وإبراز الواقع المرير الذي يعيشه بعد الفراق.
تستهل غالبا مطالع قصائد الرثاء بالحكمة ،وذلك لبيان مايحدثه الموت ،أو الخراب والدمار من أثر نفسي يجعل الشاعر يتأمل ويفكرفي الحياة والكون.
الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر :
1-وضوح الألفاظ.
2-تفصيل المعاني وتوضيحها والتعليل لها.
3-روعة الصور وعدم تكلف المحسنات .
4-التنوع في الأسلوب بين الخبر والإناء والتقديم والتأخير .
5-تماسك العبارات.
6-وضوح الموسيقا في التصريع والجناس والوزن والقافية .
7-ترابط الأفكار وتسلسلها (الوحدة العضوية)
يتكون الوطن من عنصرين هما :
1- الناس الذين يسكنون (أهل الوطن ).
2-المكان أو الأرض .
والشاعر يرى أن الناس والمكان "الوطن " مرتبطان ؛فلا قيمة لوطن بدون أهل وأحباب إضافة إلى الموطن .
يرى الشاعر لا سرور فيها بدون أحباب أصحاب وعشيرة ، كما يرى أيضا أن الإنسان الكريم إذا حسات في وطنه فهو حي ، وإن عاش غريبا عنه فهو ميت.
س:في القسم الأول من النص(قسم الحكمة) وفي القسم الثاني(قسم الشوق والحنين)يقوم مفهوم الوطن على عنصرين مترابطين :
أ‌-حددي العنصرين اللذين يتكون منهما الوطن.
العنصر الأول : الأحباب.والعنصر الثاني:المكان /الأرض.
ب‌-استخرجي العبارات التي تدعم هذا الترابط.
هما عنصران مترابطان،فالفرح والسرور معدومان بدون أحباب وخلان،والحياة ليست سوى موت عند الاغتراب عن المكان والناس.
ت‌-هل ترى قيمة للوطن بدون أهله وناسه؟ وضحي ذلك.
لا قيمة لوطن بلا أهل وأحباب فهم قوام الوطن وعنصره الرئيس إضافة إلى الموطن الذي يجمعهم.