مشاهدة النسخة كاملة : أبحاث وتقارير أعضاء حصن عمان في مادة الثقافة الإسلامية


ملاك الشرق
26-02-2010, 05:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القراءة : سر الإبداع ورحيق الفكر وسبب الحضارة
القراءة : بحر كلما ازددت فيه عمقاً ازددت علماً
القراءة : شجرة وارفة الظلال والسعيد من يحيا في ظلها
والكتاب : قوة للحجة وبلاغة اللسان وسعة للثقافة
الكتاب : هُوية أمة وعنوان ثقافة
الكتاب : نِعمَ الأنيس في الوحدة ونِعم الرفيق في دار الغربة

أخواني وأخواتي أعضاء حصن عمان نحن دوماً نسعى من أجل الإفادة والاستفادة حيث أن هذا الموضوع مختص بكتابة أبحاثكم وتقاريركم التي سيستفيد منها الجميع في مادة " الثقافة الإسلامية "
حيث أنها ستكون بشروط الواجب علينا أتباعها لكي تكون لنا بصمة في حصن عمان وكما نعرف بأنه كلما تعبنا من أجل الخروج بشيء مفيد كلما أحسسنا براحة أكثر واجر أكبر من عند الله تعالى..
من الشروط الواجب أتباعها :
1.أن يكون البحث أو التقرير من عمل العضو نفسه ولا يكون قد حصل علية من ألنت جاهر فلا بد من الجد والاجتهاد والبحث في الكتب الخارجية أو معلومات تم الحصول عليها من ألنت .
2.أن يتضمن البحث : "" المقدمة ، الموضوع ، الخاتمة ، الفهرس ، والمراجع ""
3.أن يتضمن التقرير : "" المقدمة ، الموضوع ، الخاتمة ""
4.لا توجد مدة محددة من أجل الانتهاء من كتابة البحث أو التقرير
5.اختيار بحث أو تقرير مناسباً لمادة الثقافة الإسلامية.
6.يتم كتابة عنوان البحث أو التقرير في خانة الموضوع أثناء الرد .
هذا وأتمنى للجميع التوفيق

دمتم متميزين في حصن عمان وللخير دوما فاعلون كما عهدناكم

ملاك الشرق
04-03-2010, 12:03 AM
المقدمة

الحمدلله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، وبين له من شعائر الشرائع كل ما جل ودق.
أنزل عليه أظهر بينات حجج ، قرآنا عربياً غير ذي عوج مصدقا لما بين يديه من الكتاب ، ليدبروا آياته وليذكر أولو الألباب . ناطقاً بكل أمر رشيد ، هاديا إلى صراط العزيز الحميد . داعيا إلى توحيد الصمد المعبود ، كتابا متشابها مثاني تقشعر منه الجلود ، تكاد الرواسي لهيبته تمور ، ويميع صم الصخور ويذوب منه الحديد ، حقيق بأن يسير به الجبال ، وييسر به كل أمر محال .
حيث أن علامات الساعة هي أمارتها وأشراطها وآياتها ، وهي ألفاظ مأخوذ من القرأن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة .
قال الله تعالى : ( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةَّ فَقَدْ جَاءَ أَشْراطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُم ذِكْرَاهُم ) " سورة محمد – 18 "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم – في حديث جبريل – لما سأله عن ال الساعة ، متى الساعة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ... ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال – أي جبريل علية السلام - : فأخبرني عن أمارتها " .
وعلامات الساعة أو أماراتها وأشراطها هي تلك الأحداث والأمور التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها واقعه لا محالة فبل قيام الساعة ويكون وقوعها دليلاً وإرهاصا على قرب النهاية وقيام القيامة.
حيث أنني سوف أتطرق في هذا البحث بإذن الله في ذكر بعض من العلامات التي تدل على قرب وقوع الساعة وهي يوم القيامة .





علامات ظهرت في العصور الأولى للإسلام
(عصر النبوة والصحابة والتابعين )1.

العلامة الأولى : بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بُعِثتُ أنا والسّاعةَ كَهاتين ، وقرن بين إصبعيه السبّابة والوسطى ".
وفي رواية : " بُعِثتُ أنا والسّاعةَ ، أن كادت اتسبقُنى ".
فأول الأشراط وسابقة العلامات بعثة النبي الخاتم خير الرسل وسيد الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام . فمجيئه إلى الدنيا هو إيذان بقرب انتهائها وانقضاء أمرها وقيام الساعة .
فما بقى من عمر الدنيا بمجرد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الشئ اليسير بالنسبة إلى ما مضى من عمرها .

2. العلامة الثانية : انشقاق القمر

قال تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانَقَّ الْقَمَر)
قال ابن كثير رحمه الله : " وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات "
وذلك أن أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأشار بإصبعه إلى القمر ودعا ، فانشقّ القمر فلقتين حتى رأوا جبل حراء بينهما ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا . فقالوا : سحَرَنا محمد . !! فقال بعضهم : سلوا المسافرين عن القمر وانشقاقه . فسألوهم فأجابوا : قد رأينا ما رأيتم . فقالوا حينئذٍ : هذا سحر مستمر ، سحر به محمد أعين المقيمين والمسافرين .
سبحــان الله .. ( فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ التِي فِي الصُّدُور )

3. العلامة الثالثة : فتح بيت المقدس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعدد ستاً بين يدي الساعة : موتى ثم فتح بيت المقدس " .
بيت المقدس أو القدس الشريف بأرض فلسطين من الشام ‘ مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ( المسجد الحرام والمسجد النبوي )
وهو مدينة قديمة أسسها الكنعانيون العرب منذ أكثر من خمسة آلاف سنة وسمَّوها " يرو – شالم " ، وسميت في التوراة بـــ"أورشليم" .
فكلمة أورشليم أو القدس ليست عبرية وإنما هي كنعانية الأصل ، وتنص التوراة صراحة على أنه ليس لليهود أية صلة بتاريخ " أورشليم " القديم ، لا من حيث التسمية ، ولا باعتبارات القومية ، فقد جاء في التوراة أن "حـزقيال " خاطب "أورشليم " بقوله : "أبـوك أمورى وأمك حثية ".
4. العلامة الرابعة : اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة .."
هذا هو قتال علىّ ومعاوية رضي الله عنهما ، الذي نشب في أول خلافة عليّ . وذلك أن معاوية _ حتى يدخل في بيعة علىّ – طالب عليّا بالقصاص من قتلة عثمان ابن عفان رضي الله عنه أولاً قبل الدخول في البيعة ، لأن معاوية كان ولىّ دم عثمان أي قريبه الذي له حق المطالبة بالقصاص من القتلة . فأبى علىّ ، حتى يدخل معاوية في البيعة أولاً ، فيجتمع أمر المسلمين ثم ينفذ القصاص . فاختلفا فسار كل بجيشه وكان معاوية أميراً على الشامات كلها . والتقوا " بصفين" بين الشام والعراق ووقعت بينهم وقعة عظيمة .
واستقل معاوية بالشام وعليّ بالحجاز وكان أمر الله قدرا مقدوراً . ثم مات علىّ رضي الله عنه بعد سنوات وجاء ابنه الحسن عليه السلام فصالح معاوية وتنازل له عن الخلافة فأصلح الله تعالى به بين الفئتين العظيمتين ، واجتمع أمر المسلمين وسمى ذلك العام عام الجماعة .

5. العلامة الخامسة : الموت الكثير بالوباء والطواعين


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعدد ستا بين يدى الساعة : موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم " .
الموتان : هو الموت الكثير والموت الجماعي بالوباء والطواعين ولذلك شبهه النبي صلى الله عليه وسلم : " يأخذ فيكم كقعاص الغنم " .
والقعاص : داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة.

6. العلامة السادسة : نار الحجاز

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى "
قال القرطبي قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء من جمادي الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة من الهجرة . وقال النووي : تواتر العلم بخروج هذه النار عند جميع أهل الشام .
واستمرت النار – كما قال صاحب أشراط الساعة – ثلاثة أشهر وكانت تذيب الحجر ولا تحرق الشجر . وقال العماد ابن كثير : أخبرني القاضي صدر الدين الحنفي قال : أخبرني والدي أن كثيراً من الأعراب رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء تلك النار ببصرى.


علامات ظهرت في العصور المتأخرة وإلى يومنا هذا

7. العلامة السابعة : أن تلد الأَمَةُ ربَّتها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام لما سأله عن الساعة : " ما المسئول عنها بعلم من السائل . قال – أي جبريل - : فأخبرني عن أماراتها ؟ . قال : أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاء يتطاولون في البنيان ".
وفي بعض الرويات في صحيح مسلم وغيره زيادة : " ... وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها . وغذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها " .
ذكر هذا الحديث النبوي الشريف بمجموع رواياته ثلاث علامات للساعة :
الأولى : أن تلد الأمة ربتها وفي رواية ( المسلم ) : " ربها " . على التذكير والمعنى المتقارب ويحتمل أمرين
الاحتمال الأول : أنه إشارة إلى كثرة الفتوحات الإسلامية ، وبالتالي كثرة السرارى ( أسيرات الحرب ) وهن الإماء . فإن ولدت الأمة لسيدها ولداً صار بمنزلة أبيه أي سيداً لها لأنه ابن سيدها فتكون الأمة قد ولدت سيدها أو ( ربها ).
الاحتمال الثاني للمعنى : " أن تلد الأمة ربتها " هو كناية عن كثرة العقوق للوالدين ، خاصة الأمهات لضعفهن ولفساد الأبناء آخر الزمان .

8. العلامة الثامنة : تطاول الرعاء العالة في البنيان

وهي العلامة الثالثة المذكورة في حديث جبريل السابق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " .
وفي رواية البخاري : " .. وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان ..".
والعالة : أي الفقراء ، قال تعالى : ( ووجدك عائلاً فأغنى ) ، أي وجدك فقيراً فأغناك
وميم "البهم" في رواية البخاري يجوز ضمها على أنها صفة " الرعاة" ويجوز الكسر على أنها صفة " الإبل " . ومعنى البهم : أي السود .
والرعاة البهم السود مجهولو الأنساب ، والإبل السود هي شر الإبل عند العرب وكلاهما مذموم عندهم .
- فالمراد بهؤلاء القوم الذين يكون علوهم وارتفاعهم علامة من علامات الساعة هم أهل البادية من العرب الحفاة الفقراء ، كما صرح بذلك الإسماعيلي في رواية سليمان التيمي وغيرة قال : " .. ما الحفاة العراة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العريب " والعرب مصغر من العرب .

9. العلامة التاسعة : استحلال الزنا والخنا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن في أمتي أقوام يستحلون : الحر والحرير والخمر والمعازف ".
قال ابن العربي رحمة الله : " وقد سمعنا ورأينا من يفعل ذلك "
وإن كان هذا قد ظهر في زمان ابن العربي ( القرن السادس الهجري ) ، فهو في أيامنا أشد وأفظع . ولا أتحدث عما يحدث في بلاد الغرب الكافر وعموم الفاحشة هناك في الطرقات والميادين والحدائق فهذا معروف مشهور . نسأل الله السلامة .وإنما حديثنا عما وقع في هذه الأمة الإسلامية وألم بها .
ويكفي أن نعلم أن القانون الفرنسي الذي تأخذ به بعض البلدان الإسلامية لا يعاقب على جريمة الزنا إذا كانت عن تراضي الطرفين !!. إي والله .. هذا مبدأ معمول به في قانون بعض البلدان الإسلامية . الزنا مقنن .. ومباح .. وحلال .. إذن !! .

10. العلامة العاشرة : استحلال الحرير

في الحديث السابق :
" ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ، والخمر والمعازف " .
حرم الله عزوجل لبس الحرير والذهب على الرجال دون النساء ، واختلف في علة التحريم على رأيين مشهورين :
أحدهما : الفخر والخيلاء .
الثاني : لكونه ثوب وزيّ رفاهية وزينة فيليق بالنساء دون شهامة الرجال .11.

11. العلامة الحادية عشرة : ظهور القينات

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور ".
" القيان " أو " القينات " : جمع قينة ( بالتخفيف ) وهي الأمة المغنية
وقد رأينا وسمعنا برجال – من المسلمين – يجلسون أمام القينات يتلذذون بغنائهن بل ويتراقصهن , ويسمون هذا الخنا والفحش – يالله العجب – فنا "!!.
فالقينة المذمومة اسمها في عصرنا "فنانة " أو " عالمة " .. والجنون .. فنون! حتى هذه غيروا اسمها كما غيروا اسم " المشخصاتي " الذي كان – إلى وقت قريب – مردود الشهادة في المحاكم ، مهين الوظيفة والمهنة . فأصبح اسمه " ممثلاً " أو " فناناً " بل صار بطلاً قومياً يشار إليه بالبنان .

12. العلامة الثانية عشرة : الخسف والمسخ والقذف

وفي الحديث السابق : " في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف " .
فالخسف : الذهاب والغياب والغوص في باطن الأرض .
والمسخ : تحويل الصورة والخلقة إلى ما هو أقبح منها كالقرد والخنزير .
والقذف : الرَّمي بما يهلك كالحجارة ونحوها .13.

13. العلامة الثالثة عشرة : قطيعة الرحم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وتخوين الأمين وائتمان الخائن " .
وقد حذر الله تبارك وتعالى من قطيعة الرحم فقال سبحانه : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتَقُطّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِك الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم ) .


14. العلامة الرابعة عشر : يقال للرجل الفاجر : ما أظرفه ما أجمله ما أعقله

في حديث حذيفة السابق : " .. حتى يقال للرجال : ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان .. " .
وقد ظهر هذا ورأيناه في زماننا وولع الناس وهاموا في حب الممثلين والمغنين والمهرجين وتشبهوا بهم في لباس وهيئتهم ، بل وعلقوا صورهم في بيوتهم ، بل وقتل بعض الناس نفسه انتحاراً على موت مغنٍ كان يشجيهم طرباً .. سبحان الله !! .


15. العلامة الخامسة عشرة : إذا مشت الأمة المطيطاء وتخنث الرجال


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إا مشت أمتي المطيطاء وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط شرارها على خيارها " .
وهذا ظهر قديماً وتجلى في أيامنا واضحاً ، خاصة بعد ظهور النفط ( البترول ) وأصابت دول الخليج الإسلامية تخمة الغنى الفاحش والترف وحياة الكسل والدعة ، فاستقدموا أبناء فارس والروم لخدمتهم بل أستاجروا أرحام نسائهم لتحمل لهم أجنة أولادهم بأجر معلوم ، حتى لا يعاني الرجل وزوجته ( المترفان ) من أعباء الحمل وتبعاته . سبحان الله !! .
تخنث الشباب وتحللت النساء ، ومشت أمة محمد صلى الله عليه وسلم المطيطاء ، وأحبوا الدنيا ، وكرهوا الموت فسلط شرارهم على خيارهم وجعل بأسهم بينهم شديداً بل وتكالب عليهم الأعداء .

16. العلامة السادسة عشرة : تكالب الأعداء وتتداعى الأمم على المسلمين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها . قالوا : يا رسول الله أمن قلة بنا يؤمئذ ؟ قال : أنتم يؤمئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن قالوا : وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهة الموت " .
وقد تكالبت علينا الأمم مُذ سقطت الخلافة على يد الأثيم " أتاتورك "، وتمزقت الأمة الإسلامية إلى دويلات متناحرة فيما بينها تتنازعها الأهواء وتتقاذفها أمواج فرقة واختلاف تزكيها أيد أثيمة خفية تنفذ مخططات شيطانية شعارها : دمروا الإسلام .. أبيدوا أهله .
أصبحت الأمة الإسلامية دويلات متفككة تقاسمتها الدول الصليبية بأنصبة محددة سلفا فيما بينها . وأصبح حالنا كحال فريسة ضعيفة تجاذبتها أنياب وحوش ضارية لا تعلاف لها غاية إلا إشباع عريزتها العارمة في ملء بطونها الخاوية من أجزاء هذه الفريسة الجريحة المستسلمة .

17. العلامة السابعة عشرة : يكون السلام للمعرفة


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم إلا للمعرفة " .
وهذا أيضاً من فساد الأحوال آخر الزمان ألا يسلم الرجل إلا على من يعرف من الناس ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم
عن أبي هريرة وسأله رجل : أي الإسلام خير ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " رواه البخاري في كتاب الإيمان عن عبدالله بن عمرو .18.

العلامة الثامنة عشرة : عدم تحري الرزق الحلال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام".
وذلك لعموم الفساد وغلبة الجهل وخراب الضمائر وانتشار الربا وذيوع الرشوة والسحت وظهور الغلاء والبلاء ، فيذهب المسلم يلتمس الرزق الحلال فيجد صعوبة بالغة حتى يصل به الأمر إلى المال الحرام ، وأكله واستمراءه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [/b19
[b] العلامة التاسعة عشرة : كثرة الكذب وعمومه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك ألا تقوم الساعة حتى يكثر الكذب ويتقارب الزمان وتتقارب الأسواق " .
الكذب هو مخالفة الكلام للواقع ، وهو صفة قبيحة يتنزه عنها الشرفاء حتى إن أباء سفيان بن حرب لما وجّه إليه هرقل عظيم الروم بعض الأسئلة يستخبر بها خبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي ظهر بمكة ، قال أبو سفيان – وكان آنذاك مشركاً – " والله لولا الحياء من أن يأثروا على كذبا – أي العرب – لكذبت عنه .
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكذب نهياً شديداً وأخبر أن الكذب يجافي الإيمان وأنه من علامات النفاق ، وأخبر أيضاً أن المؤمن يطبع ويجبل على كل صفة إلا الكذب والخيانة . فالمؤمن قد يكون – وهو مؤمن – بخيلاً أو جباناً أو كذا أو كذا ولكن لا يكون أبداً خائناً ولا كذاباً .

20. العلامة العشرون : انتفاخ الأهلة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال : لليلتين ، وأن تتخذ المساجد طرفا وأن يظهر موت الفجأة " .
وهذا من عجيب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أخبر أن الأهلة تنتفخ آخر الزمان – الذي نعيشه – وجاءت الرواية الثانية تفسر هذا الانتفاخ وهو أن الهلال يخدع الحسابات الفلكية ويظهر قبل ميعاده . سبحان الله .21.

العلامة الحادية والعشرون : الاستخفاف بالدم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بادروا بالأعمال ستا .. واستخفافا بالدم "
من علامات الساعة أن تصير إراقة دم الناس وإرهاق أرواحهم أمراً هنياً سهلا على النفوس ارتكابه .

22. العلامة الثانية والعشرون : رفع العلم ونزول الجهل .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع العلم ويكثر فيها الهرج . والهرج القتل "
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيما يرويه البخاري في صحيحه ( 100) ، ومسلم أيضا عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .
وغيرها الكثير من العلامات





المهدي حلقة الوصل
بين العلامات الصغرى والآيات الكبرى


فالمهدي محمد بن عبدالله بن الحسن بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر قدري قد قدّره الله وإنه لكائن لا محالة ، تواترت بذلك الأخبار ، وتضافرت الآثار واجتمعت على ذلك كلمة الأمة . هذا مهـدي أهل السنة وهو غير مهدي الشيعة " محمد بن الحسن العسكري " الذي ليس له أثر ولا عين والذي حرّفوا من أجله الحديث الذي يقول : " أسمه على أسمي واسم أبيه على اسم أبي " وقالوا بل الصواب : " واسم أبيه على اسم أبني " . أي الحسن ، فهذا هو محمد بن الحسن ، وهذا بعض تحريفهم وزيغهم عن الحق .
ومما يعتصر القلب حزناً والما وإشفاقا ما نراه من بعض المفتونين من المنتسبين إلى العلم – الذين لا يزالون يجادلون في أمر المهدي ، أحقيقة هو أم خرافة ؟ سبحان الله !! _ حَرِىٌ بأمثال هذا المغَبَون أن يزل ويسقط في الفتن القادمة ، فضلاً عن تكذيبه بأحاديث متواترة من كذب بها جرف إلى تيار الزيغ والضلال . وأقول لهؤلاء المغبونين أخبرونا عن سلفكم في هذا الضلال ، واجيب مسبقاً : لا أحد .
والمهدي _ عباد الله _ لا نستطيع أن نعد ظهوره من العلامات الصغرى ، ولا هو من الآيات الكبرى العشر للساعة ، ولكننا نعتبره حلقة الوصل بينهما ، لنه بظهوره تكون العلامات الصغرى قد تكاملت وتتامت ، وبظهوره تتهيأ الآيات الكبرى للطلوع وأولها المسيح الدجال عليه اللعائن . ويكون ذلك بعد ظهور المهدي إما بستة شهور أو بست سنوات كما جاء في بعض الأحاديث والله اعلم .

الواقع السياسي إبان ظهور المهدي

الظلم والجور والفتن الداخلية والخارجية ، والنزعات ، والاعتداءات والاقتتال على المُلك ، والتحالفات والمعاهدات ، والبلال والمعامع والأزمات السياسية . هذا هو الواقع السياسي للعالم الذي يظهر عنده المهدي ، أو قل إن شئت الذي يسبق مرحلة النهاية .
والذي ينظر إلى واقع العالم السياسي اليوم يتعجب من هذه التطورات السريعة الإيقاع الغامضة الهدف . أعني بالطبع غموضها على الأمم المهزومة التابعة ، أما الأمم المنصرة ، أما الذئاب البشرية التي تعوي _ بغير منازع _ في البرية فالأمر عندهم واضح والهدف محدد وبرامج العمل للسيطرة والتحكم مخطط ومدروس .
من يستطيع أن يفسر ما يحدث في العالم اليوم ، خاصة في الفترة الأخرية من تحالفات واتفاقيات وتحركات عسكرية وإشعال نار الحروب في بلدان معظمها إسلامية ؟
- الصين وروسيا قد تحالفتا تحالفا _ كما يقولون _ غير مسبوق ، وتعاقدتا على النصرة ، ومالت إليهما إيران .
- دول أوروبا أصبحت الاتحاد الأوروبي .
- تركيا _ العلمانية_ تحالفت مع إسرائيل بعلانية متبجحة ، تحت رعاية ومباركة أمريكية .
- تحالف أمريكي _ ياباني.
- تقارب عربي موجه _ غير مسبوق _ على طريقة : " ولماذا لا نتحالف نحن أيضاً "
- نار الحرب الأهلية في أفغانستان لن يدعوها تطفأ .
- العراق سيظل محاصراً ، والفلسطينيون لا بد أن يبحثوا لهم عن ملجأ آخر ، وليبيا مقاطعة ، وسوريا وإيران إرهابيتان والسعودية ودول البترول ( البقرة الحلوب ) في جيب أمريكا ( الصغير ) ، والأردن في الجيب الآخر ، والسودان تصّدر الإرهاب ولا بد أن تظل مشغولة بحرب الجنوب حتى يُشاء لها أن تقسم ، الجزائر وحروبها الأهلية تأتي على الأخضر واليابس . مصر كبيرة العائلة .. هي الثور القوي الأحمر آخر من يؤكل .

هذا الذي يظهر لبادي الراي إذا نظر إلى واقع العالم اليوم ، وإلا فما يحدث في البوسنة والهرسك ، وفي كشمير والصين والفلبين والهند وغيرها ليدل على أن الأمر خطير وأنياب الليث غدت بارزة ، ونحن نظن من سذاجتنا أن الليث مبتسم !!
ولندخل في الموضوع :
يظهر المهدي على حين فرقة في المسلمين ، ليس لهم جماعة ولا إمام وإن كانت الأرض لا تخلو من الطائفة الظاهرة المنصورة التي لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى يأتي أمر الله .

ما هو الواقع السياسي إبان ظهور المهدي ؟

للأسف فإن معظم المعنيين بهذه المسألة لا يزالون يعانون من عدم وضوح الرؤية في هذا الموضوع والذي نريد أن نبرزه ونقرره هو : إن الحرب القادمة ليست بيننا وبين اليهود ... كلا !!! وإنما هي حرب عالمية يعقبها ملاحم كبرى دينية .
ونلخص الواقع السياسي في النقاط التالية :
أولاً : الحرب العالمية الثالثة ( هرمجدون )
وهي ما ينتظره أهل الأرض اليوم المسلمون ، واليهود ، والنصارى ، هذه الحرب أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " ستُصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب ، فيغضب رجل من المسلمين فيدقة فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة " .
وفي رواية زيادة : " ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة " .
هذه الحرب التحالفية العالمية سيكون المسلمون فيها حلفاء الروم ( أمريكا واروبا ) وهو نص الحديث الصحيح ، أما عدونا فلا نعلمه حتى الآن ، هو عدو " من ورائكم " أو من " ورائهم " . وإن كان الواقع يحتم أنه إما الشيوعيون أو الشيعة . أو يتحدون فيكونون الطرف الآخر أو العدو الخاسر .
ونقول : هذه الحرب قد بدأت مقدماتها فعلاً ‘ فنحن والروم في صلح آمن والدول التي يظن فيها أنها المعسكر الآخر قد اتحدت أيضاً في تطور سريع وغير مسبوق كما هو معلوم في اتفاق الصين وروسيا ، ومن ورائهم ايران فنبرة المواجهة قد ارتفعت وحدة التوتر وزادت ، وكأنى بطبول الحرب قد تعالت دقاتها واسرع إيقاعها ... ولكن ... لا يزال البعض يجادلون ويمارون ، فماذا تفعل صيحات الإنذار مع من بأذنية صمم ؟!

ثانياً : غدر الروم :
هذا هو المشهد الثاني من مشاهد " الفتن الأخيرة " أو " الملاحم الكبرى " أو فتنة " الدهيماء " أو " الحالة السياسية إبَّان ظهور المهدي " .
ينتصر المسلمون والروم ( أمريكا ) في " هرمجدون " ويغنمون ويسلمون وأثناء مرجعنا من " هرمجدون " يغدر الروم بنا ويستديرون علينا ، مستغلين شغبا أو أحتكاكاً يثور بين بعض أفراد الجيشين المسلم والأمريكي فيرجعون إلى بلدهم وقد نووا الغدر _ المُبَيَّت _ بنا . فيجمعون لنا ملوك الروم _ خفية _ ونحن آمنون مقيمون على الصلح .
وإذا نظرنا إلى لفظة " ستصالحون الروم " و " يجمعون ملوك الروم " ، وقلنا : كيف يجمع الروم ملوك الروم ؟ لا نملك إلا نقول : صدقت وبررت يا رسول الله ، فالروم اليوم ليسوا أمة واحدة ، وإنما دول متفرقة ، بل بدأ التنافر والأزمات في الظهور على سطح االعلاقات بينها ، ففرنسا اليوم وألمانيا في أسوأ حالاتها وعلاقاتها مع أمريكا ، أي أنهم ( أمريكا ) ستستغرق وقتاً في تجميع ملوك الروم .
كم من الوقت سيستغرقونه في التجمع للقدر ؟
سيستغرقون تسعة أشهر قبل أن يأتوننا للملحمة الكبرى جاء ذلك في حديث مسند أحمد : " يجمعون لكم تسعة أشهر قَدْر حَمْل المرأة " . والحديث إن كان في إسناده مقال إلا أننا نأخذ به لأننا ليس عندنا غيره في هذه المسألة ، أعني فترة الغدر التي يجمع لنا الروم فيها جحافلهم . وقد كان الإمام أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على رأيه .
ثالثاً : فتن داخلة ونزاعات على السلطة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام .. "
الاختلاف واقع في هذه الأمة كما وقع في الأمم السابقة ، وهو أهون صور العذاب التي يعاقب الله بها الأمم المقصرة . ويبلغ هذا الأختلاف مداه وذروته إبّان ظهور المهدي حيث تملأ الأرض ظلماً وجوراً واختلافاً واقتتالاً على الملك فيأذن الله تعالى حينئذ في ظهور المهدي عليه السلام فتسكن على يديه الفتن .
والحديث الذي معنا : " يكون اختلاف عند موت خليفة " وإن كان إسناده ضعف فهو ضعف قريب ، بل قد صححه الهيثمي وحسنه ابن القيم فمثله يعتبر ، وهو يبين جانباً من الحالة السياسية الداخلية التي تسبق ظهور المهدي .
وتفصيل ذلك أنه سيكون اختلاف بعد موت خليفة , واقتتال على الملك فيخرج المهدي حينئذ ويبايع له بين الركن والمقام . هذا الاختلاف على الملك بعد موت ذاك الخليفة ( الاعتباري المجازي ) يفسره حديث الفتن ( فتنة السراء والدهيماء ) .
فإنه يبين أن المسلمين بعد فتنة " السراء " التي نعيشها الآن سيصطلحون على رجل كَوَرِك على ضِلَع فلا يمكث إلا قليلاً حتى تكون فتنة الدهيماء والتي تبدأ بمعركة " هرمجدون " .


أحد تقع أثناء الآيات الكبار فلا تسمى علامات صغرى

• الحدث الأول
( خراب يثرب )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عُمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ، ثم ضرب بيدة على فخذ الذي حدثة أو منكبة ثم قال : إن هذا الحق كما أنك ههنا أو كما أنك قاعد " يعني معاذ بن جبل
يقوم اليهود اليوم بتعمير بيت المقدس وبناء مستوطنات ، رغم أنف الجميع ، بل صدر قرار مجلس النواب الأمريكي منذ أيام ( يونيه 1997م ) بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى " المقدس " سبحان الله !! عمران بيت المقدس سيعقبه خراب يثرب ( المدينة ) ، وخراب يثرب بخروج المهدي منها لقتال الروم في " الملحمة " فهذا يعني أن عمران بيت المقدس الذي ( يكتمل هذه الأيام ويتتام ) سيعقبه ظهور المهدي ثم غزوه لجزيرة العرب ( ومنها المدينة أو يثرب ) ثم يخرج منها المهدي ومن معه لقتال الروم في الملحمة .
ثم يعودون إليها فيعمرونها ثم يخرجون منها آخر الزمان بعد موت المهدي وعيسى والقحطاني (الخليفة الذي يكون بعد المهدي ) ثم لا يعودون إليها أبداً ، كما جاء في حديث الصحيح : " يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العَوَافي يريد عوافي الطير السباع " . رواه البخاري ومسلم وأحمد عن أبي هريرة .

• الحدث الثاني
( تكثر النساء ويقل الرجال )
في حديث متفق على صحته ، قال رسول الله صلى الله علية وسلم : " ... تكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القَيّم الواحد " . رواه البخاري عن أنس ومسلم وغيرهما .
وهذا يكون بسبب الملاحم والحروب القادمة المتتالية والتي تبدأ بمعركة " هرمجدون " ثم غزو جزيرة العرب ، ثم فارس ثم الملحمة .
وقد ورد في أحاديث الملحمة عند الإمام مسلم قوله صلى الله عليه وسلم :" .. فيتعادَّ بنو الأب كانوا مائة فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقسم " .
وإن كان بعض العلماء كالحافظ بن حجر يرى أن كثرة النساء وقلة الرجال هي علامة محضة مستقلة ، ولكننا نرى أن سبب قلة الرجال آخر الزمان هو الحروب والملاحم ، كما بين ذلك واضحًا الحديث السابق ، وكما جاء ذلك صريحاً في أحاديث متفق عل صحتها أنه يكثر الهرج وهو القتل ، فيقلالرجال حينئذ وتكثر نسبة النساء بالنسبة إلى الرجال حتى يكون لكل قيم واحد خمسون امرأة .

• الحدث الثالث
( تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه ، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً " رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة .
نقول : إن جزيرة العرب قد أصبحت اليوم فعلاً مروجاً وأنهاراً بسبب استنباط الماء من باطن الأرض هناك ، فالآبار الارتوازية ، والمياه الجوفية حولت أرض الجزيرة إلى بساتين وحدائق غناء ، كما يقول عنها أهلها ، ومن زارها .
ولكن هذا الأزدهار سيتكامل ويتنامى في زمن عيسى والمهدي ، حيث تنتهي الملاحم وتضع الحرب أوزارها ، وتتمخص المعارك عن نصر مؤزر للمسلمين وغنائم عظيمة بعد جولات رهيبة يستشهد فيه الكثير فيكثر المال ويعم الخير ، ويعدم المحتاج ، وتخرج الأرض بركتها ، وتنزل السماء بركتها ، ويدخل الوليد يده في فِيِّ الحية فلا تضره ويلعب بالأسد فلا يضره وترعى الذئاب الغنم ، وتعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً . ويأكل الفئام من الناس من الرمانة الواحدة ويستظلون بقحفها ، هذا معنى أحاديث أخبر بها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم . تعود : أي تصبح أرض العرب مروجاً وأنهاراً ومساحات مخضرة .

• الحدث الرابع
( قتال المسلمين اليهود )
قتال المسلمين لليهود حتى يختبئوا وراء الأحجار والأشجار ، فلا خلاف بين علماء الإسلام أنه سيكون بعد نزول عيسى صلى الله عليه وسلم ، فيقتل الدجال فينهزم أتباعه من اليهود ويختبئون من المسلمين فيقع حينئذ القتال المذكور .
ودليل ذلك أحاديث كثيرة منها ما رواه ابن ماجه وابن خزيمة عن أبي أمامة وصححه الألباني . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .... ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج .. فيدركه – أي عيسى – عند باب لُدَ الشرقي ( في فلسطين ) فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عزوجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم إلا قال : يا عبد الله هذا يهودي فتعال فاقتله " .
ومنها أيضاً حديث جابر عن أحمد والحاكم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ... حتى إن الشجر والحجر ينادي يا روح الله – أي عيسى عليه السلام – هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه – أي الدجال- أحداً إلا قتله " .
ولا مانع من إيراد كلام بعض الأئمة ، وإن كان في الأحاديث كفاية .
قال ابن حجر : " ... حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة والحجر فيقول الحجر والشجرة للمسلم : هذا يهودي فاقتله وعلى هذا فالمراد بقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى ، وكما وقع صريحًا في حدث أبي أمامه في قصة الدجال ونزول عيسى "
سبحان الله !! في زمن العجائب لا تستبعد الغرائب ، الحجر ينطق والشجر يصيح ويتكلم ... الكل يضج ويضيق ذرعا بالأنجاس الأرجاس الملطخة أيديهم بدماء الأنبياء وزهم كفرهم النتن وغدرهم فلا يفوت هذه الفرصة ، فيوشى بهم ويدل المسلمين على مكانهم ، إلا شجرة الغرقد ، وهو شجر بطول قامة الإنسان كثيف الورق ، وهم الآن يكثرون من زراعته صفوفاً لأنهم يعلمون يقيناً بصدق محمد صلى الله عليه وسلم .

• الحدث الخامس
( تكليم الحيوانات والجمادات للإنسان )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكام السباع الإنس وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ، فخذه بما فعل أهله بعده " رواه أحمد والترمذي عن أبي سعيد .
هذا إنما يكون في زمان العجائب أيام عيسى والمهدي وأيام الدجال حيث يظهر بصورة فظيعة وسيرة عجيبة ، وحيث ينزل عيسى عليه السلام من السماء فيقتل الدجال ، ويختبىء أبناء القردة والخنازير وراء الحجر والشجر . فينطق الحجر والشجر بصوت مسموع – ويالله العجب- وتتغير نواميس الحياة ويختل نظام الكون كله ، وتنقلب طباع السباع والحيات ، فهنا تتكلم الحيوانات والسباع ، وتنطق عذبات الأسواط ( طرف الكرباج ) ولا عجب ولا غرابة في زمن الخوارق والغرابة .

• الحدث السادس
( هدم الكعبة )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " .
وفي رواية : " كأني به أسود أفحج ينقضها حجرًا حجرًا " . متفق عليهما الأول عن أبي هريرة والثاني عن ابن عباس .
فصفة هذا الحبشي الشرير الذي يخرب الكعبة بمجموع الروايات : أنه :
حبشي : أسود اللــــــــــــون
ذو السويقتين : دقيق الساقين
أفحج : تقاربت صدور قدميه وتباعدت عقباه
أصيلع : تصغير أصلع ، وهو الذي ذهب شعر مقدم رأسه
أفيدع : تصغير أفدع ، وهو من بيديه اعوجاج
أصعل : الصغير الرأس
أصمع : الكبير الأذنين
واختلف العلماء في زمن هذا التخريب للكعبة ، فقال بعضهم : يكون زمن عيسى عليه السلام – بعد ما يحج البيت- لنه ثبت أنه سيحج ، وقيل : آخر الزمان ، قبل قبض أرواح المؤمنين وانتهاء عمر أمة الإسلام بقليل ، حيث يرفع القرآن من الصدور ، وتهدم الكعبة ، وهذا هو الراجح ، وعلى كل الأقوال ، يكون هدم الكعبة بعد ظهور عدة ايات كبرى .

• الحدث السابع
( تهارج الناس كالحمير )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يتفاسدون في الطريق تسافد الحمر " . رواه البزار والطبراني عن ابن عمر .
آخر الزمان حيث لا يبقى مؤمن ، يصبح الناس كالحيوانات ، لا تستحي من التهارج والتسافد ( التناكح ) كالحيوانات أمام الأعين ، فهم شرار الخلق .
وفي رواية : " لكع ابن لكع " أو " كافر ابن كافر " ولا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله .... الله .
وعلى هؤلاء الأشرار تقوم الساعة فتأتيهم بغتة لأنهم شرار الخلق ولا يدرون ما الله ، ولا يعلمون ما الساعة ، أما المؤمنون فيكونون قد قبضوا قبل ذلك بوقت غير قليل ( جيل أو جيلين ) ، وذلك بريح لينه تقبض أرواحهم . وينتهي بها عمر أمة الإسلام .


الخاتمة :
إن الحمد والشكر لله رب العالمين الذي قدرني على كتابة هذا البحث الذي يتحدث عن العلامات التي تدل على قرب وقوع الساعة .. والساعة اسم من أسماء يوم القيامة ، وله أسماء كثيرة فهو يوم الدين .. ويوم الجمع .. ويوم الفصل .. ويوم الحساب .. ويوم التغابن .. ويوم التناد .. ويوم الحشر .. ويوم الحسرة .. ويوم الآزفة .. وهي الساعة ، وهي الواقعة ، وهي الحاقة ، وهي القيامة وهي الصاخة ، وهي الطامة الكبرى ، وهي القارعة ، وهي الزلزلة ، وهي اليوم الآخر من أيام الدنيا ، فلا يوم بعده .
ومن سنة الله تبارك وتعالى المطردة في الخلق أن يكون للأحداث العظام في الكون إرهاصات ومقدمات تؤذن بقربها فيتهيأ الناس ويستعدون لاستقبال هاتيك الحوادث الجلل وفي هذا البحث تم ذكر البعض منها .. وأرجو أن أكون وقد وفقت لما يحبه الله ويرضاه فإن كان ذلك كذللك فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وإن كانت الأخرى فاستغفر الله ثم استغفر الله أنه هو الغفور الرحيم .


الفهرس :


1. المقدمة
2. الموضوع
* علامات ظهرت في العصور الأولى للإسلام
(عصر النبوة والصحابة والتابعين )
1. العلامة الأولى : بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
2. العلامة الثانية : انشقاق القمر
3. العلامة الثالثة : فتح بيت المقدس
4. العلامة الرابعة : اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين
5. العلامة الخامسة : الموت الكثير بالوباء والطواعين
6. نار الحجاز
* علامات ظهرت في العصور المتأخرة وإلى يومنا هذا
1. العلامة السابعة : أن تلد الأَمَةُ ربَّتها
2. العلامة الثامنة : تطاول الرعاء العالة في البنيان
3. العلامة التاسعة : استحلال الزنا والخنا
4. العلامة العاشرة : استحلال الحرير
5. العلامة الحادية عشرة : ظهور القينات
6. العلامة الثانية عشرة : الخسف والمسخ والقذف
7. العلامة الثالثة عشرة : قطيعة الرحم
9. العلامة الرابعة عشر : يقال للرجل الفاجر : ما أظرفه ما أجمله ما أعقله
10. العلامة الخامسة عشرة : إذا مشت الأمة المطيطاء وتخنث الرجال
11. العلامة السادسة عشرة : تكالب الأعداء وتتداعى الأمم على المسلمين
12. العلامة السابعة عشرة : يكون السلام للمعرفة
13. العلامة الثامنة عشرة : عدم تحري الرزق الحلال
14. العلامة التاسعة عشرة : كثرة الكذب وعمومه
15. العلامة العشرون : انتفاخ الأهلة
16. العلامة الحادية والعشرون : الاستخفاف بالدم
17. العلامة الثانية والعشرون : رفع العلم ونزول الجهل .
*المهدي حلقة الوصل
بين العلامات الصغرى والآيات الكبرى
1. الواقع السياسي إبان ظهور المهدي
2. ما هو الواقع السياسي إبان ظهور المهدي ؟
أولاً : الحرب العالمية الثالثة ( هرمجدون )
ثانياً : غدر الروم
ثالثاً : فتن داخلة ونزاعات على السلطة

*أحد تقع أثناء الآيات الكبار فلا تسمى علامات صغرى
• الحدث الأول
( خراب يثرب )
• الحدث الثاني
( تكثر النساء ويقل الرجال )
• الحدث الثالث
( تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً )
• الحدث الرابع
( قتال المسلمين اليهود )
• الحدث الخامس
( تكليم الحيوانات والجمادات للإنسان )
• الحدث السادس
( هدم الكعبة )
• الحدث السابع
( تهارج الناس كالحمير )
*الخاتمة


المراجع :

1. القول المبين في الأشراط الصغرى ليوم الدين
2. العلامات الكبرى والصغرى لقرب وقوع الساعة
3. كتاب المناقب في كتاب الجهاد

من اعداد : ملاك الشرق أرجو أن تستفيدوا أخواني وأخواتي

البلوشي00
16-12-2010, 05:41 PM
يسلموووووا على الموضوع الرائع

بالتوفيق في الايام الجاية