مشاهدة النسخة كاملة : الفرحة الناقصه


العسوله
14-06-2006, 10:30 AM
ليلة باردة .... هادئة .... وقمر ينير السماء ....هكذا قالت سلوى لنفسها....وقالت أيضا....برودة الليل التي كالجليد...ستذيبه مشاعرنا الدافئه....وهدوء اليل سيشهد ميلاد فرحة زوجي... تلك الفرحة التي ستبدد الهدوء من حولي....والقمر المنير سأطغي اليوم أنا عليه.....بهذه الكلمات همست سلوى لنفسها....
مرت اللحظات ... أعدت سلوى كل شيء ...لتحتفل بيوم كانت تنتظره منذ سنوات....فهناك طاوله بأصناف الطعام قد ملئت...وهنا شمعدان الشموع تضيئه...موسيقى هادئه .. والأنوار مطفيه....وهناك على ذاك الكرسي المتأرجح (الهزاز).... جلست سلوى بكامل أناقتها...مرتديه فستانها الوردي ذاك الذي زادها جمالا وبهاءا....جلست تتنظر زوجها أحمد...وهي تقول لنفسها... هذه الليلة ستكون كليالي ألف ليلة وليلة....سلوى يُخيل لمن سيراها لأول مرة...بأنها صبية أبنة العشرين ربيعا...ليست سلوى التي في العقد الثالث من عمرها ... والتي مر على زواجها عشر سنوات....
الوقت الأن العاشرة مساءا...الوقت الذي يعود فيه أحمد الى البيت....خفق قلب سلوى بسرعه ... كالفتاة التي ستقابل من تحب لأول مرة....فُُتح باب البيت .. أنه أحمد هاهو يستعد لدخول بيته.... لكنه أستغرب من هذا الهدوء والظلام الذي يحيط المكان...فقال لنفسه ... يالغبائي تأخرت على سلوى .. فذهبت لتنام ... فأخذ يمشي ببطأ حتى لا يوقظها ظننا منه بأنها نائمه....وبينما هو يمشي لمحت عينيه أضواء خفيفة...اقترب من مكان الأضواء... و صوت الموسيقى أخذ يصل الى أذنيه شيئا فشيئا....يالها من موسيقى هادئة..ومكان يبعث الطمأنينه الى النفس...لكن ياترى ماذا عند سلوى اليوم...لحظة أين سلوى.. أمازالت مستيقظه...بهذه الكلمات همس أحمد لنفسه...فألتفت يمينا فوجدها كالملكة المتوجة تجلس على كرسيها...ودنا منها وأبتسامة رقيقة قد رسمت على شفتي كل منهما.....وهناك كان سؤال حائر في عيني أحمد...فسألها قائلا... سلوى اليوم ليس عيد ميلاد زواجنا فلماذا كل هذا؟؟؟؟
فأبتسمت سلوى أبتسامة تعود عليها أحمد دوما منها....فردت عليه بهمس....حبيبي ألا تعلم بأن كل يوم يمر علي عندك ...هو عيدا بالنسبة لي...وكل لحظة حبي أكون فيها بقربك... أسعد لحظات حياتي....نعم أحبك

وكل ذرة في كياني تردد أسمك..فبك ولك نبضات قلبي....أحبك لأنك تحملت لأجلي الكثير......أحبك لأنك في لحظة تمنيت أن تكون أبا ... وشاءت الأقدار ألا أحقق لك للحظة أمنيتك....صبرت وقلت" العيب ليس منك ولا مني ولكنها أرادت اللة ... وأنا أحبك أنت بأطفال أو بدون أطفال أحبك..." نعم أحمد أحبك لأنك لم ترضخ لكل الضغوط التي تعرضت لها مني ومن أهلك حتى تتزوج غيري لتكون أبا... أحبك أحمد .....ومعك أجد نفسي وذاتي....

فأطرق أحمد رأسه .... وسادت لحظة صمت بينهم.... فأندهشت سلوى لأنها ظنت انه سيفرح..... لكن ما رأته الأن من أحمد غير ما توقعت...فظنت أنه قد يكون تذكر الماضي .. تذكر أمنيته تلك التي تخلى عنها لخاطرها...وفي لحظة واحدة قال كل منهما نفس العبارة...." أريد أن أخبرك شيئا".....سكتت سلوى واحمد ايضا سكت....
وسادت لحظة صمت طويله بينهم....فبدأت سلوى بالكلام : "هيا تكلم ماذا عندك حبيبي .. تعلم كم كلماتك تطرب أذني" سكت أحمد وطالت لحظة صمته مما زاد الأستغراب عند سلوى ....وبعد برهة قال لها.." سلوى أنا لا أستحق كل هذا الحب ".
فسألته: أذا كنت أنت لا تستحق هذا الحب فمن يستحقه اذا... لماذا أسمع هذه الكلمات منك ياأحمد وفي هذا الوقت بالذات... لقد أثرت فضولي ياأحمد ..... مازال أحمد مطرقا رأسه... وبعد برهة قال لها..." لا أستحق حبك ياسلوى لا أستحقه أبدا...لأني وللأسف خنت هذا الحب في يوما من الأيام..." صدمت هذه الكلمات سلوى... ومن هول المفاجأة سقطت على كرسيها... كانت تلك الكلمات كمن صفعها بدون سبب ...حاولت أن تتماسك ... لكن دموعها فضحتها... سألته كطفلة صغيرة .. متى وكيف حدث هذا..وأين أنا كنت؟؟؟؟ فقال لها: أتذكريني سفرتي الأخيرة ... تلك التي سافرت فيها الى لندن... فردت سلوى عليه: نعم نعم أذكرها ...تلك التي من بعدها لم تسافر مرة أخرى الى هناك ... ماذا بها هيا احمد تكلم فلم أعد قادرة على التحمل... فقال لها: ذات يوم عندما كنت في لندن أي قبل أربع سنوات ... تعرفت على فتاة وأقمت علاقة معها... لكن صدقيني كانت نزوة عابرة أنتهت بمجرد رجوعي أليك .. صدقيني ياسلوى.. فأنا أحبك... عندها بدأت سلوى بالضحك والبكاء في نفس الوقت ... لكنها أجابته بضحكة
ساخرة... تحبني ماأروعه من حب هذا ... تحبني وانت تقيم علاقة مع أمرأة أخرى..... حسننا ماذا حدث بعد هذه النزوة العابرة.....؟؟؟؟
سكت أحمد وطالت لحظة صمته... فقالت له "... هيا تكلم ماهي المفاجأة التي مازلت تخبئها لي...... هل هناك نزوة عابرة أخرى في دولة أخرى فأنت ماشاء اللة سفراتك كانت كثيره...." عندها تكلم أحمد .. وبصوت عالي قال لها: صدقيني ياسلوى كانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة أرجوك صدقيني.... فبعد تلك السفرة أتصلت بي تلك الفتاة وأخبرتني أنها حامل .... فلم أعرف كيف أتصرف ... فكذبت عليك وسافرت أليها مرة أخرى... وأجبرتها على أجهاض الجنين مقابل بعضا من المال ... لأني وبصدق لم أكن أريدأطفال ألا منك أنت ... أنت لا غير من أريدها لتكون أم أولادي.... نعم فبعد أن أعطيتها المال .. أجهضت تلك الفتاة الجنين... ومنذ ذاك اليوم وأنا لا أعرف عنها شيء ولم يكن بيني وبينها أي أتصال... هذا كل ما حدث ياسلوى... أرجوك ياسلوى صدقيني وسامحيني في نفس الوقت............
بكت سلوى وبكت بحرقة لم تصدق ماسمعت .. فأخذت تردد ..أحمد ... علاقة ... نزوة ... أجهاض.. .. مع من أنا كنت أعيش... لست أنت أحمد الذي أحببته .. قتلتني ياأحمد .. حطمت القلب الذي حمل لك الحب الكثير... فسقطت سلوى مغشيا عليها...
قام أحمد وحملها بين ذراعية كالملاك النائم الى غرفتها .. وأستدعى الطبيب ليراها .. وعلامات الخوف بادية عليه.....
وبعد برهة جاء الطبيب .. وكشف على سلوى... ثم ألتفت الى أحمد وقال له: لماذا أنت خائف... هيا أفرح... فالأمنية التي كنت تتمناها قد تحققت..... لم يصدق أحمد ماسمعه من الطبيب .. فقال له: عذرا ماذا تعني؟؟؟ فأبتسم الطبيب وقال له: زوجتك حامل نعم انها حامل وفي الشهر الثالث.....
نزلت الدموع من عيني أحمد... وقال لنفسه... الأن عرفت لماذا كانت سلوى تنتظرني .. كم أنا غبي .. فالمسكينة أرادت أن تبشرني بحملها... وأنا وبكل برود قتلت فرحتها... ألهي أجعلها تغفر لي وتسامحني.. يارب فأنا أحبها وحياتي بدونها لا أتخيلها...وبعد ذلك ذهب الطبيب... فجلس أحمد جوار سلوى ينتظرها حتى فاقت من غيبوبتها.. والنوم في تلك اللية قد جفاه..... وكانت أول صورة رأتها سلوى عندما فتحت عينيها.. صورة أحمد.. كطفل صغير يجلس على كرسي بجواره كمن ينتظر العقاب على خطأ قد أقترفه.... فنظرت أليه سلوى نظرة طويلة مليئة بالعتاب والدموع..

فقام أحمد ليمسح بيديه دموعها... لكنها أشاحت بوجهها عنه .. وقال لها : لهذه الدرجة ياسلوى.. لماذا لم تخبريني بأنك حامل ياحبيبتي؟؟ وقبل أن ينهي أحمد عبارته وضعت سلوى أناملها الرقيقة على شفتيه وقالت له : لا تقل حبيبتي فمن مثلك لا يعرف معنى الحب.. البارحة كنت أتمنى أن أرى الفرحة في عينيك عندما سأخبرك أني حامل... لكن الفرحة التي كنت أنتظرها حولتها أنت الى حزن سكن أعماق أعماقي.... سامحك الله.. أذهب لا أريد أن أراك... ومنذ ذاك اليوم تحولت حياة أحمد وسلوى الى النقيض فبعد كل ذاك الحب الذي كان بينهم .. الحب الذي كان كل من حولهم يغبطهم عليه.. الحب الذي الجميع كان يتحدث عنه...فبعد كل ذلك.. اصبح سلوى وأحمد لا يريا بعضهم البعض ألا نادرا .. واصبح كل واحد له غرفة مستقلة .. لا يجمع بينهم الا سقف البيت .. تحولت حياتهم الى شيئا لا يطاق .. مرت الأيام وأحمد دوما كان يحاول أن ينال الرضا من سلوى لكن هيهات .. فسلوى التي أحبت أحمد كل ذاك الحب.. لم تستطع أن تسامحه والأيام التي مرت لم تكن كفيله على أن تنسيها خيانة أحمد لها... وأستمر الحال هكذا يوم وراءه أيام ,شهر كان وراءه شهور.. وأقترب موعد ولادة سلوى .. فرح أحمد لأنه كان على أمل أن تغفر له سلوى بمجرد رؤيتها لطفلها.. فكان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر... الساعة الأن الثانية صباحا... سمع أحمد أنين سلوى دخل عليها ... فنادته سلوى أحمد أشعر بأني سألد الأن أتصل بأمي أحملني ألى المستشفى.... أخذ أحمد سلوى الى المستشفى .. وكم من المشاعر أختلطت عليه.... خوف على قلق.. فرح وكل عاطفة قد تخطر ببالكم... أدخلت سلوى الى العمليات .... مرت ساعة .. ساعتان .. سلوى مازالت في الغرفة .. والأطباء يدخلون ويخرجون عليها... وأحمد كالمجنون .. يمشي ذهابا وأيابا ... يحاول أن يستفسر عن سلوى من هذا الطبيب وذاك .. الجميع كانوا عبارة واحدة يرددون.... "خيرا أن شاء الله..." مرت أربع ساعات وبعدها بقليل .. خرجت طبيبة من غرفة العمليات.. مطرقة رأسها.... فبادرها أحمد بسؤال ... كيف سلوى الأن؟؟؟؟ صمتت الطبيبة وقالت.. مبروك لقد رزقت بطفل..... فصرخ عليها أحمد قائلا : : كيف حال سلوى؟؟
أنا الأن أسالك عن سلوى وليس عن الطفل...ردت عليه الطبيبه : للأسف سلوى حالتها كانت حرجة ولم نتمكن من أنقاذها... البقية في حياتك...قالت له هذه الكلمات.. وتركته... سقط أحمد على ركبتيه وأخذ يبكي ..


ثم قام كا لمجنون انطلق أحمد الى الغرفة التي فيها سلوى.. وأخذ يهمس لها سلوى حبيبتي ارجوك لا تتركيني لوحدي .. حبيبتي.. تعلمين أن حياتي بدونك لا تساوي شيئا .. سلوى ردي علي .. أنا بحاجة لك وطفلنا بحاجة لك أيضا... من سيهتم بنا ياسلوى ردي علي.... وأخذ أحمد يبكي على صدرها كالطفل الذي أخذ عنه أغلى ما عنده .. بكى عليها بكاءا كبكاء النساء... بكى عليها بمقدار الحب الذي كان يحبها بكى وبكى عليها بكى وهو يردد أرجوك ياسلوى لاتتركيني وأنت علي غاضبه... ثم قام أحمد وحمل سلوى بي ذراعيه.. حملها ودموعه غسلت وجهها البرئ... حملها وذهب الى بيته ... أنتشر خبر وفاة سلوى.... أقيم العزاء لها ..الجميع عليها بكى ... كيف ولا وهي التي كان الصغير يحبها قبل الكبير... لا أحد كان يعرف أن سلوى ماتت وهي على أحمد ساخطة... وبعد أنتهاء مراسم العزاء... وبعد مرور أكثر من شهر على وفاة سلوى... جاءته أمها ... وقالت له.... أحمد أنت الى هذه الحظة لم ترا طفلك حتى أنك لم تسميه..... فرد عليها أحمد دون النظر الى الطفل .. أني لا أريده لا أريد من حرمني من سلوى... قالت له أمها... أستغفر الله ماهذا الكلام... ياولدي أن الموت والحياة بيد الله صحيح ان الله أخذ عنك سلوى لكنه ترك لك ذكرى من عندها... ,انت تعلم كم سلوى كانت تحبك.... فبكى أحمد وقال لها: ياخاله أنت لا تعرفي شيئا ... لا تعرفي بأن سلوى ماتت وهي علي غاضبه... فنظرت أليه أم سلوى نظرة طويلة.... فقالت له... أنت لا تعرف شيئا... أنت لا تعرف بأن سلوى أخبرتني كل شيء وأخبرتي بأنك في لحظة خنتها .. صدقيني ياولدي أنها تحبك .. وأنها ماتت وهي عنك راضية...وكانت أخر كلماتها لي.. "أماه أذا حدث لي شيء أرجوك أخبري أحمد بأني كنت دوما وللأبد أحبه .. ,انه طوال فترة حملي كنت له أشتاق وأحن..وأني أنتظر موعد ولادتي بفارغ الصبر لأنه الشيء الوحيد الذي سيعيد علاقتي بأحمد كما كانت..أماه أخبري أحمد أذا حدث لي شيء بأني أحبه.. وكنت دوما ومازلت للحظة أحبه.. وأطلبي منه ياأماه أن يرعى ولدي أو بنتي ... أرجوك ياأماه." هذه كلمات سلوى لك ياأحمد ....سكت أحمد ولم يعرف ماذا يفعل... ثم قام وأخذ طفله ... وضمه الى صدره وهو يصيح اه ياولدي كم احبك... أحبك لأنك اغلى هدية من حبيبتي سلوى.....

اليقين بالله
14-06-2006, 08:51 PM
الله يعطيك العافية أختي العسولة

http://members.lycos.co.uk/mrhaman/up/star-mosharakah.gif

زهر البنفسج
18-06-2006, 09:53 PM
ما شاء الله عليكي اختي العسوووووووووووووله

قصه في غايه الروعه

كل ها المواهب وما تقولي

انا اعاتبك واااااااااااااايد

بس تقبلي مدحي على ها القصه الرائعه

ولا تحرمينا من جديدك يا حلوه


زهر البنفسج

العسوله
02-07-2006, 02:51 PM
شكرا لمروركم على قصتي ......

Nebras ALamal
09-07-2006, 02:09 PM
....................قصتك بغايه الروعه......................
أجمل ما فيها الحب الصادق وأصعبها وأمرها الخيانه
أتمنالك التوفيق في كتاباتك