مساء الوِدْ

قضية بسيطة لكن أبعادها ومدلولاتها كبيرة.‏





أصبح من المعتاد أن تجد أشلاء الكتب الدراسية ممزقة وبعنف على جوانب الطرقات هذه الأيام .


وكأن مجرماً كان ينتظر بفارغ الصبر مترصدا ‏للضحية وما إن تمكّن منه حتى أنزل به سوء العقاب..‏


هذا حال الكتب المدرسية عندنا بعد كل اختبار بل إن هذا العقاب يتم أحيانا أمام بوابة المدرسة
وكأن لسان حال هذا الطالب :


أنت سبب كل مشاكلي ‏في المدرسة وفي البيت وجاء موعد الانتقام منك فالمعلم في المدرسة يحملك ويأمرني بحل مسائلك ومناقشاتك وفي البيت يأمرني الأهل بالمذاكرة ‏وحينما أقول لهم ذاكرت فالكتاب هو سبيلهم للتأكد من صحة ما ادعي.

بعد كل هذه المتاعب سأريك ما تستحقه من عقاب....‏







إذا كانت هذه العلاقة المضطربة بين الطالب والكتاب للأسف موجودة في بعض طلابنا فكيف نرجو منهم بعد ذلكـ أن يحملوا بأيديهم شعلة العلم ‏نحو مستقبل مشرق لهم ولوطنهم الذي ينتظرهم ويأمل منهم أن يكونوا أبناء بررة... ‏




صدقوني لو أدرك الطالب قيمة الكتاب ما انزل به هذه العقوبة،،،،

ولو رأى من أهله من يهتم ويقدر الكتاب ما تعامل مع الكتاب بهذه الغلاظة والشراسة.‏




صحيح أن الكل يحب الراحة والإجازة ولكن هذا لا يعني تطليق الكتاب بالثلاث بمجرد أن أنتهي من الاختبارات. ‏



من حق الطالب الاستمتاع بالإجازة لكن على الأقل يقوم بقراءة كتب نافعة بعيدا عن الكتب الدراسية ،،،
‏
فكما نعلم ان المناهج الدراسية تقدم قدرا معينا من المعرفة بخلاف القراءة التي تعمل على التثقيف العام لبناء الشخصية المتكاملة الواعية،،،،

فالفرق واضح ‏بين المتعلم فقط والمتعلم المثقف في كلامه وطريقة تفكيره.






‏
أما تطليق الكتاب بالثلاث إلى درجة أن الطالب يشعر أنه ماسح وكأنه أجّر دماغه لشخص آخر فهذا يضره ولن ينفعه وسيتحسر على هذه ‏الأوقات الضائعة فيما بعد..‏



بأيام الدراسه..
دووم واحنه طالعين من المدرسه أيام زمان
لان المدرسه كانت قريبه من بيتنا فنروح مشيا على الأقدام
ونشوف على الطرقات بالشارع كتب ممزقه..أوراق مبعثره هنه وهناك..
اي باص يمر الأولاد يرمون الكتب والأوراق منه...وبفرحه ماتنوصف بعد ..!
\
حتى مرة شفت ولد صغير بالإبتدائي
مزق كتابه..قلت أنا: الكبار يعلمو الصغار عادات سيئه..
رد علي وقال: انا ماحد علمني بس لكرهي للدراسه مزقت كتابي..!
قلتله يعني الحين ارتحت..: قال كثيير وابتسم بعد...!
\

‏ لاحظوا مدى الحقد والكره للكتاب؟؟؟

تخيلوا هذا الطالب وهو صغير سوى كذا كيف لما يصل للمرحله الثانويه؟؟!!

أتمنى أن تشاركوني رأيكم:‏

ماهو سبب هذا الحقد والكره للكتاب من الطالب حتى يقوم بتقطيعه إلى أشلاء بعد كل اختبار؟؟؟‏

وهل الإجازة تعني تطليق الكتاب بالثلاث؟؟؟

في البداية ظننت ُ الموضوع عن السرعة والسيارات

استبقت ُ الحدث لربما :)

نعود الى الطالب وفعلته

لا أدري لربما كوني لست ُ طالبا ولكن لنقل اكثر من ذاك

نعود الى الاسباب التي تجعل الطالب يتصرف هكذا

المدرسة

1- دائما التحفظ والتشدد على الكتاب المدرسي كونه شيء مقدس لربما
2- اسلوب المعلم ايضا له الدور اما ان يكره المادة او يحببه فيها
3- المنهج بذاته هل يساعد الطالب اذا ما ضعف المعلم عن ايصال فكرة

كل هذه العوامل والضغوطات تفجر في نفس الطالب غضب دفين سينفجر يوما ما

البيت

1- كمثل حال المدرسة واشد اسلوب الاهل احيانا يكون غير تربوي نظرا لثقافتهم
2- الاجبار على المذاكرة وحل الواجبات
3- الامنتاع عن الاستماع بالخروج والدخول والتقيد بانهاء واجبات معينة

كل هذا يشعر الطالب ان يحرم شيئا من ذاته

فكيف له ان يفجر غضبه وحقده على المدرسة والبيت الا بالعودة الى السبب وهو الكتاب

اذن ما الحل

1- اعتقد من وجهة نظري لو تغير تفكير الطالب قليلا الى الايجابية ان كل ذاك يكون لمصلحته لكان افضل له وارحم

2- تغير اسلوب المعلم في طريقة تدريسه لها الاثر الاعظم

واخيرا شكرا لك ِ على الطرح الرائع واخذت ِ الموضوع من حالة الطالب النفسية ايضا :)

محاربة الظلام
اهنئك على هذا الطرح الرائع ،واختيار هذا الموضوع بالذات
اعتقد ان الطالب عندما يمزق كتابه يعتقد بانه انتصر عليه
وهذا بالفعل اسلوب خاطي
وهنا يطرح السؤال نفسه ، لماذا ؟؟؟
يعود ذالك إلى المعلمين وواجباتهم الكثيرة واسلوبهم الروتيني في الحصص واحساس الطالب بالممل في الحصص
وضغوط الأهل عليه للمذاكرة وكتابه الواجبات
وبدايه الاجازة يعني له التخلص من هذا كله وبتمزيقه للكتاب يعلن ابتداء اجازته وتخلصه من همه ( الكتاب )

بارك الله فيك اختي محاربة الظلام على إثارة هذه النقطة المهمة , والتي لها ابعاد ومدلولات معينة سواء للمعلم بصفة خاصة او للمواطن بصفة عامة ,
سؤال :ما هو سبب حقد وكره الطالب للكتاب المدرسي أو لاي كتاب أخر ؟؟؟

فلنقل ان شخصية الطالب هي التي تكونت لديه عي السبب الرئيسي لهذا السلوك "" كره الكتاب"" فلا أعتقد انه الطالب المثقف يقوم بهذا السلوك وانما الطالب غير المثقف هو الذي لا يعرف قيمة الكتاب

هنا يجب على الاسرة تنمية الجانب الثقافي للطفل والاهتمام به منذ الصغر وتوجد عدة طرق لذلك فمثلا
انشاء مكتبة منزلية وتعويد الطفل على القراء ولمحافظة على الكتاب وارجاعه ال مكانه بعد الانتهاء منه
وكذلك تشجيعهم لى شراء الكتب والمجلات من مصاريفهم الخاصة

وكذلك للبيئة المدرسية دور فعال في تنمية موهبة القراءة لدى الطالب وهنا يجب على المعلم وبالاخص في الصفوووف الدراسية الاولى وذلك لاحتكاك الطالب بالمعلم طوال اليوم الدراسي

ماذا سيحصل في حالة فقدان دور الاسرة في تنمية الطفل ثقافيا او دور المدرسة ؟؟

إذا فقد دور الاسرة او دور المدرسة فمن المتوقع ان يكون الطفل طفل غير مثقف لا يعير الكتاب اي اهمية تذكر "
بالعكس قد يتفاخر هذا الطفل امام زملاءه بتمزيق الكتاب الى اشلاء وبالاخص اذا كان زملائه بنفس الفكر ..
ونقطة اخرى قد يكون الطالب مثقف ولكن بسبب كره لمعلم مادة ما سيقوووم بتمزيق الكتاب ليعبر عن مدى كرهه للمعلم .وطبعا هذه حالة شاذة
ونقطة اخرى لا اقصد ان كل طالب غير مثقف يكوم بتمزيق الكتاب لا وانما اقصد الغالبية العظمى من الطلاب الذين يمزقون الكتاب هم غير مثقفين ,,

جزيت خيرا اختي محاربة الظلام وأعجبت كثيرا بموضوعك ..تقبلي مروي

أحلى هناك
شكرا على تواجدك الرائع
وعلى كلامك الجميل