مشاهدة النسخة كاملة : لعبة الأقدار (من كتاباتي)


بقايا جراح
12-06-2006, 03:33 PM
كم أكره هذه المرأة ... كم أبغضها... لا أطيقها.... متكبرة .. مغروره... لا أعرف لماذا... مؤهلاتها نفس مؤهلاتي ... وظيفتها نقس وظيفتي.. فلماذا هذا التكبر الذي فيها..
بهذه الكلمات .... كان دوما سامي ينعت زميلته في العمل...أمام أصدقائه أمام أهله...كان لا يطيقها الجميع لاحظ ذلك... ... على غرار أخته نوره... تلك التي كانت دوما تمتدح صديقتها... تمتدح طيبتها.. وتواضعها...تمتدح كل شيء فيها...
مرت الأيام علاقة سامي بزميلته لم تتغير....على عكس علاقة نورها بصديقتها... تلك العلاقه التي زادت يوما بعد يوم....
يوميا كانت أذن سامي... تلتقط بعض صفات صديقة أخته... وشيئا فشئا...تعود سامي على سماع هذه العبارات ... " بصراحة بنت مؤدبه .. خلوقه .. محترمه ... تتعامل مع الصغار بكل رفق وحنيه... تحب شيء أسمه أطفال ...تعاملهم على حسب أعمارهم.. وعلى مستوى عقلهم... رهيبه هذي البنت ... ونفس الشيء تتعامل مع الكبار بكل أحترام ... بصدق ياأمي لا حظت الكل يحبها... ياحظ الي بتكون من نصيبه"... هذه هي الكلمات التي كانت نوره دوما ترددها على أمها...
لا إراديا تعلق سامي بهذه الفتاه التي كانت عكس زميلته في كل شيء.... نعم تعلق بها شيئا فشيئا ...تعلق بها وهو حتى يجهل أسمها...وكان يحب أن يسمع أخته تذكر صفاتها يوميا ... وأذا لم يسمع من أخته عبارات المديح لصديقتها قال لها ساخرا: " اليوم أنت فيك شيء مختلف عسى ماشر شو فيك..." وترد عليه نوره بكل دلع : لا ما شر لكن أوهام في راسك ياخوي بس لماذا تسأل هذا السؤال" فيجيبها امي.. لأن اليوم خلص وأنت للحظه ماعددت محاسن صديقتك لأمي...." كان سامي يتعمد هذا الأسلوب مع أخته ليجبرها على مدح صديقتها.. فكلمات المديح تلك كانت تطرب أذنه..
مرت الأيام يوما كان وراءه أيام وشهرا كان وراءه شهور...وعلاقة سامي بزميلته للحظة لم تتغير .. لكن هناك شيء تغير في سامي... حب سكن في قلبه لصديقة أخته... فأصبح دوما يسأل أخته عن أخبارها .. وفي يوما من الأيام ... أستوقف أخته وسألها.... " نوره كيف حال صديقتك.. ماأسمها؟.."
أستغربت نوره من سؤال أخته لأنه قط لم يسأل في يوما من الأيام عن واحدة من صديقاتها.... لماذا هذه بالذات... فظنت أنه يريد أن يضايقها... فلم تجيب على سؤاله ... فذهبت وهي ناقمة عليه .. ذهبت لتشتكيه الى أمها... فقالت لها:" أماه أن أخي سامي يسأل عن صديقتي وعن أسمها ..

قولي له ياأمي أني لا أسمح له بأن يخطيء في حق أي واحدة من صديقاتي... " فأندهشت امها من كلامها.. وقالت لها : تعرفي أن هذا ليس طبع أخاك" وفي تلك اللحظة جاءهم سامي وقال: نوره لماذا لم تجيبي على سؤالي .. ماهو أسم صديقتك تلك التي تعشق الأطفال؟؟؟ فنظرت نورة الى أمها نظرة طويله ... ففهمت الأم مغزى تلك النظرة.... فألتفت الى سامي وسألته : لماذا تسأل عن صديقة أختك ياولدي... هذا ليس من طبعك ولا أخلاقك على ما أظن... فقال لهم سامي.. أنتم فهمتوني خطأ... فقالت له نورة.. ماهو الصح من سؤالك عن صديقتي... فرد عليهم سامي.. أسـأل عنها لأنها بصدق أعجبتني .. أو بمعنى أخر أعجبتني صفاتها وأخلاقها... ونويت أن أخطبها بعد موافقتك ياأمي عليها وموافقة أبي طبعا... قفزت نورة من الفرحة وقالت له.. بصدق تريد تخطب سميه .. والله أنت محظوظ... " نهض سامي من مكانه .. وقال لها .. لا تقولي أن أسمها سميه..." قالت أخته :"نعم أسمها سميه وما يضرك من هذا الأسم... " قال: "أني أكره هذا الأسم لأنه أسم زميلتي في المكتب تلك الفتاه المغرورة المتكبره... لكن ماعليه المهم ما سمعنا رأيك ياأمي " فردت الأم عليه بهدوء وقالت : طالما البنت أعجبتك .. فسنحدد مع أهلها موعدا ونتقدم لخطبتها...
لكن يمكن تكون مخطوبه.." لا ياأمي البنت مامخطوبه " بهذه الكلمات ردت نوره على أمها... فقال سامي :" أليس أمرا عادي أن أطلب من أختي الحبيبة أن تريني صورة من ستكون خطيبتي بعد فترة قليلة أن شاء الله.." نهضت نورة وأبتسامة رقيقه على شفتيها وقالت له :"طلب طبيعي ماأنت تطلبه الأن .. أنتظر لحظه سأذهب وأحضر لك الصورة من غرفتي.. فذهبت مسرعه وعادت بعد برهة قليلة وتحمل في يديها صورة سميه لكن قبل أن تعطي أخاها الصورة أخذتها الأم من يديها وقالت له :" هل أنت جاد في موضوع خطبتك لسميه ياولدي" رد عليها سامي بكل أدب وأحترام :"نعم ياأمي أني جاد .. فأنتم لا تعرفون أن من كلام نوره عن سميه أحببتها من غير حتى أن أراها أو أتكلم معها... صفاتها ياأمي وأخلاقها فرضت علي حبها...." فقامت الأم وأعطت ولدها الصورة ... لم يصدق ما رأته

عيناه .. وقال بصوت مسموع: "محال أن تكون هذه سميه .. يالله أنها هي زميلتي تلك التي لا أطيقها.. سبحان الله كيف يعقل أن تكون تلك الفتاة المتكبرة المغرورة هي نفسها الفتاة المتواضعه .. محال أن تكون هي .. أليس كذلك يانوره " فردت عليه نوره:"ماذا دهاك ياأخي لم أفهم شيء متكبره مغروره سميه زميلتك في العمل... أنا أعرف أن سميه صديقتي تعمل في دائره حكوميه وكانت دوما تشتكي من زميل لها يعاملها كأنها نكرة .. وينظر أليها على أساس أنها متكبرة .. وأبدا طول فترة عملها لم يكن بينه وبينها أي حديث... أخشى أن تكون أنت ياأخي... وأنا التي دوما كنت أمتدحك أمامها لدرجة أنها تمنت لو يكون عندها أخ مثلك..." فضحكت الأم عليهم وقالت له سبحان الله .. البنت المتكبره هي نفسها البنت الطيبه...0والأن ماهو رأيك ياولدي مازلت تريد خطبة الفتاه أم غيرت رأيك...
فقال سامي بصوت جاد : "نعم ياأمي أنا الأن مصمم على سميه أكثر من الأول وأريدها زوجة لي...ولكن أريد ان أطلب منك يانوره أن لا تخبري سميه بأني أنا هو نفس الشخص زميلها في العمل أخبريها بأن أخي سيتقدم ليخطبك لا غير" وافقت نورة على طلب أخيها وتم تحديد الموعد للذهاب لخطبة سميه...وفي تلك الليله فاجأهم والد سميه بأنها مخطوبه لأبن عمها منذ أن كانوا أطفال ... وقعت هذه الكلمات كالصاعقه على سامي .. وعلى سميه لأنها لم تكن تعلم بهذا الموضوع .. أنها كانت تسمع أن سميه لوليد أبن عمها ووليد لها ... منذ أن كانت طفله لكنها كانت تظن بأنه مجرد كلام .. فكيف يعقل أن تكون سميه الجامعيه التي تعمل في وظيفة محترمه لوليد الفاشل الذي لا هم له سوى ملاحقة الفتيات في الأسواق.. كيف تكون زوجة له وهو للحظة لا يعمل.. لكنها العادات والتقاليد .. كم لعنتها بينها وبين نفسها.. رفضت الموضوع عندما أخبرها والدها بأنها لأبن عمها....بكت لكن هيهات فدموعها لم تشفع لها.. وقال لها والدها:"نحن منذ زمن عادة معروفة عندنا البنت لأبن عمها مهما درست ومهما حصلت على الوظيفة في النهايه تكون لأبن عمها.. " مرت على هذه الحادثة أكثر من شهر لاحظ سامي الحزن في عيني سميه لكنه لم يجروء على سؤالها لأنها للحظة لا تعرف بأنه هو الشخص الذي كان أتى لخطبتها.. هو الشخص الذي بسببه أتضحت لها كل الأمور.. كتم سامي حبه لنوره في قلبها وحاول أن لا يوضح حبها لها .. لأنه حب لا أمل له كتم حبه عنها خوفا عليها حتى لا تقع في مشاكل مع أهلها هي في غنى عنها....وفي يوما ما عندما عاد سامي الى البيت كانت نوره بأنتظاره وقالت له:" هذه الخميس سيكون زفاف سميه لأبن عمها... " لم يصدق سامي الخبر لكن أخته حلفت له بأغلض الأيمان بأنها أي سميه ستزف يوم الخميس...ترك سامي أخته وذهب الى غرفته والدموع في عينيه لأنه تأكد أن لا أمل له في سلوى وأن الأقدار شاءت أن تقتل حب سميه .. وان تدع ذاك الحب لا يرى النور...ومنذ ذلك اليوم لم تعد نوره تذكر صديقتها سميه في البيت.. أحتراما لأخيها وحتى لا تذكره بحبه ....
اليوم الخميس موعد زفاف سميه لأبن عمها حضرت نوره حفل زفاف صديقتها.. لكنها للأسف رأت الحزن مرسوم في عيني صديقتها ...فهمست لها ".. هيا أبتسمي الذي يراك الأن يقول أنك ستساقين اللى الموت... أبتسمي حبيبتي وأستقبلي حياتك
الجديدة ببسمه ترسميها على شفتيك... وماأدراك لعل أبن عمك يكون نعم الزوج لك..." ألتفت سميه الى صديقتها وبسمه على شفتيها لكنها للأسف كانت بسمه باردة باهته...تم حفل الزفاف وكان كليالي ألف ليله وليله .. في أضخم الصالات .. كيف لا والعائلتان من العوائل المعروفه في البلد.....وبعد أنتهاء الزفاف ... سافرت سميه وزوجها... الى أحد الدول الأوربيه لقضاء شهر عسل هناك...وهناك كانت مفاجأة بأنتظار سميه..." زوجها وأبن عمها مدمن مخدرات..." هذه هي المفاجأة التي كانت تنتظرها .. فأجهشت سلوى بالبكاء ... ولم تعرف كيف تتصرف هل تعود الى أهلها ... أم تستمر مع زوجها... وهي في الحقيقة كانت تعرف كيف سيكون موقف أهلها وماهو ردهم لها اذا علموا بالقصة..." هذا زوجك الأن وهذا هو نصيبك ويجب عليك أن ترضي... ونحن لا يوجد عندنا من تحمل لقب مطلقه .. ومحال أن يكون عندنا الأن وبسببك أنت .. ماذا سيقول الناس عنا.."
نعم هكذا سيكون موقفهم هذه الكلمات التي كانت سميه ترددها.. أنا لا أهمهم مايهمهم فقط الناس وكلام الناس... رضخت سميه لقدرها ورضت بنصيبها.. ومر الشهر الذي كان من المفترض أن يكون شهر عسل لها ولزوجها.. شهر مليء بالشجار وجدت زوجها مدمن .. وعندما لا يجد الحبوب التي يتعاطاها يتحول الى وحش كاسر كانت حياتها مليئة بالرعب... شهر طويل كانت تحسب متى ستعود الى موطنها.. تحسب الدقائق قبل االأيام والساعت حتى...
رجع المعاريس... هذه هي العبارة التي كان أقاربهم يرددوها.. تسارع الجميع ليباركوا لهم... وفي لحظةأختلت الأم بأبنتها سألتها :".. لماذا هذا الحزن ياأبنتي..؟" سقطت سميه في حضن أمها وأخذت تبكي .. وتبكي .. وبحرقة .. وتقول لأمها حرام عليكم ما فعلتوه بي .. لقد قتلتوني حينما زوجتموني لأبن عمي ..أه ياأمي وليد مدمن مخدرات... أرجوك ياأمي طلقوني منه لا أريده .. أكرهه لا أطيق رؤيته..." وقبل أن تنهي سلوى كلماتها أذ بصفعة قويه من أمها وبصوت حاد قالت لها.. أنتهى الموضوع أنت الأن زوجة وليد وموضوع الطلاق أطرديه من رأسك..."

مرت الأيام وسميه تعاني الأمرين من زوجها... أجبرها على ترك وظيفتها... ومعاملته له كانت في غاية القسوة...ترك سميه وظيفتها .. قدمت أجازة بلا راتب .. والمدة مفتوحة.. أملا منها في أنها تستطيع أن تقنع زوجها بأهمية وظيفتها له ولها...
شهر شهرين.. لا شيء جديد في حياة سميه ... لكن الجديد .. ما بدأ يتحرك في أحشائها...والتي كانت تتمنى أن لا يحدث... حتى لا يأتي الى الدنيا ويجد والده مدمن مخدرات وأمه أمرأة حطمها والده قبل أن يحطمها القدر... لكنها أرادة الله... حملت سميه.. وتمنت أن يغير هذا الحمل سلوك زوجها ولو تغيير بسيط ... تمنت وتمنت .. لكنها في النهايه مجرد أمنيه... المهم مرت الشهور وأقترب موعد ولادة سميه .. ووليد في عالم أخر.. لا يشغله ألا المخدرات...ولدت سميه .. رزقها الله ببنت حباها الله بالجمال .. وكيف لا ووالدتها سميه .. الجميع كان في المستشفى .. والدها ووالدتها .. أخوتها والجميع .. وأهل زوجها... ماعدا وليد .. لم يكن من بين الحاضرين..... بحث عنه الجميع ليبشره بأن زوجته أنجبت له بنت جميله لكنهم للأسف لم يجدوه... وفجأة أم وليد أخبرها حدسها بأن ولدها ربما يكون في البيت نائم .. ذهبت الى البيت مسرعه .. وأتجهت الى غرفته.. وياهول مارأت ... رأت ولليد ممد على الأرض بلا حراك.. وعندها أطلقت الأم صرخة .. عرف من خلالها بأن مكروه حدث لسامي .. أنطلق الجميع الىمكان الصرخة ليجدوا سامي ممدا على الأرض وأمه بجواره تبكيه... حمل سامي الى المستشفى لمعرفة سبب الوفاة .. وكانت المفاجأة حين أخبرهم الطبيب.. بأن سامي توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات... المهم عرف الجميع بوفاة سامي .. ومن بينهم سميه.. بكت بحرقة.. ليس عليه فقط وأنما على حالها وأبنتها أيضا.. أبنتها تلك التي ستكبر في يوما من الأيام وستسألها : ماما أين أبي؟؟ ماذا ستخبرها ؟؟ وماذا ستقول لها؟؟
مرت أيام العزاء عادت سميه الى بيت أهلها لتقضي العدة عندهم .. وخلال تلك الفترة أخذت تفكر في مصيرها هي وأبنتها... وقررت نعم قررت أن تعود الى عملها ولا تسمح للعادات والتقاليد بأن تقضي عليها مرة أخرى .. لاتسمح لها بأن تتحكم في مصيرها وأبنتها...
أنتهت العدة مر على وفاة وليد أكثر من ستة شهور... وبعد ذلك قطعت سميه أجازتها المفتوحه وعاد ت الى عملها... تفاجأ سامي عندما رأها مرة أخرى بعد أن كان قد فقد الأمل في ذلك .. خفق قلبه بسرعه ... نعم لقد عاد حبه القديم ذاك الحب الذي مازالت سميه للحظة تجهله .. لاحظ سامي بأن الحزن قد سكن عينيها وملامحها... لا حظ بأنها قد تغيرت .. وتغيرت كثيرا .. فلم تعد تلك الفتاة التي تحاول أن تخفي طيبتها وتواضعها بستار التكبر الذي كان سامي يلحظه عليها.... أصبحت أكثر هدواءا ودوما تجدها شاردة الى عالم أخر... لم يجروء سامي على التكلم معها .. فالمرة الأخيرة التي كان قد تحدث أليها .. تلك المرة التي جاءت لتقدم طلب الأجازة المفتوحة.. تكلم معها بضع كلمات قال لها: " مبروك سميه على الزواج " ولا غير... عادت سميه وعاد الحب القديم الى قلبه .. ذاك الحب الذي ظن سامي أن مع الأيام قد نسيه....مرت الأيام والشهور .. وسامي للحظة عاجز عن أخبار سميه بحبه له... وفي يوما من الايام قررت سميه أن تزور صديقتها نوره في بيتها .. حاملة معها أبنتها ذات العامين .. وعندما طرقت الباب ... تفاجأت بسامي يفتحه .. كما تفاجأ سامي بها .. ونظر كل منهما الى الأخر .. وبصمت .. وبعد ذلك أطلت نوره برأسها ... وعندما رأت سميه قالت .... لاأصدق هذه أنت سميه أنها المرة الأولى التي تزوريني فيها ... أبتعد يا سامي دع صديقتي تدخل" أبتعد سامي ودخلت سميه والحياء يكسوها .. دخلت سميه الى البيت... الجميع رحب بها ... فالكل كان معجب بها ... من كلمات نوره عنها ... الجميع كان يتمنى رؤيتها...الجميع كان مشغول بسميه وأبنتها الرائعة ... لكن هناك كان شيء يشغل سميه... من هو سامي بالنسبة لنوره ... ولماذا هو في بيتهم....؟ أسئلة كثيرة كانت سميه تبحث لها عن أجابه ... وجاء صوت نوره ليعيد سميه الى الواقع ... فقالت لها ماذا بك؟؟ أين أنت شارده... ؟ الى أين وصلت..؟ فردت عليها نورة بخجل " أناهنا ولكن هناك أسئلة كثيرة أريدك أن تجيبي عليها.... " فقالت لها صديقتها : أسئلة كثيروة خيرا أن شاء الله .. ماهذه الأسئلة ياترى؟؟ بصوت خجل قالت سلوى:" ماعلاقتك بسامي ؟ وسامي ماذا يفعل عندكم .. لم تخبريني في يوما من الأيام بأنك مخطوبه لسامي؟؟
أخذت نورة تضحك وتضحك عندما سمعت هذه الكلمات من سميه .. فأخذت تردد سامي ..ومخطوبه .. ماهذه الكلام .. ياحبيبتي .. أجابة أسئلتك وبأختصار .. سامي أخي .... " أستغربت سميه عندما سمعت بأن سامي أخو نوره فقالت لها: كيف أخوك وأنت عمرك ماقلتي لي بأسمه كله تمدحي لي أخوك الطيب .. الحساس الي من كثرمدحك له تمنيت لو أن عندي أخ مثله... لماذا ما قلتي لي بأن سامي الموظف زميلي في المكتب هو أخوك... ضحكت نوره وقالت سبحان الله نفس ردة فعل سامي عندما عرف أن البنت الي دوما أمدحها عند أهلي هي نفس البنت زميلته في المكتب.. وبساطة ما قلت لك أسمه لأنك ولا في يوم سألت عن أسمه...فأخبرتها نورة كيف أن سامي كان معجب بها من خلال صفاتها والتي دوما كنت أمتدحك بها... أحبك من قبل أن يعرف أنك زميلته في العمل .. وأخبرتها أيضا كيف أن سامي أصر على الأرتباط بها عندما عرف أنها نفس البنت زميلته في العمل.. وكيف تفاجأ عندما علم أنها محجوزة لأبن عمها ... أخبرتها كل شي.. كل شيء .. لم تصدق سميه ماسمعت لم تصدق بأن الذي كان قد خطبها من قبل والذي عن طريقه أتضحت لها الكثير من الأمور .. هو نفسه سامي زميلها في العمل .. نعم تفاجأت سميه بكل مافي المفاجأة من معاني...
مرت على هذه الحادثه أكثر من شهر .. حاول سامي أن يتكلم مع سميه أكثر من مرة .. وأخيرا تجرأ وقال لها ...سميه انا كنت معجب بك منذ فترة .. منذ أن حدثتني أختي عنك.. وكنت أريدك زوجة لي .. لكن القدر وقف في طريقنا.. والأن أنا أطلبك لزواج مرة أخرى مارأيك يا سميه .. أرجوك وافقي على طلبي... " أطرقت سميه رأسها بخجل .. وقالت له :" انا الأن لا أفكر في هذا الموضوع تفكيري فقط في بنتي .. أريد أن أحسن تربيتها.. أريد أن أكون لها الأم والأب في نفس الوقت.. لا أريد أن يشغلني أحدا عنها..." فقال لها سامي :"ثقي ياسميه أبنتك ستكون أبنتي و ستجديني بأذن الله الزوج الصالح لك والأب الحاني لأبنتك؟؟؟ فقالت له سميه:
لكن ياسامي ماموقف أهلك .. وأهلي ما سيكون ردهم..." فقال لها : أهلي سأقنعهم فهم يعلمون كم أنا أحبك وكم من المرات رفضت الزواج أملا في أن يجمعنا القدر من جديد وخاصة بعد وفاة زوجك.. لاح لي أمل ولو بسيط بأن القدر ربما يجمعنا من جديد.. أما بالنسبه لأهلك فلا تسمحي لهم بأن يفرقونا من جديد..."
فقالت له بأبتسامه :" أذا هي معركتنا أنا وانت " فقال له :" نعم معركتنا وأتمنى أن أكسبها وأتوج الحب الذي نبض في أعماقي لك بالزواج.."

فاتح سامي أهله في موضوع الزواج كما فاتحت سميه أهلها ف يالموضوع ذاته .. وبدأت المعركه كما أسماها سامي وسميه.. من جانب سامي عارض أهله الموضوع فكيف له أن يرتبط بفتاة أرملة ولديها طفلة بينما هو مازال شاب لم يترمل ولم يطلق..ألا يوجد في البلاد بنت غير سميه... لكن سامي قال لهم صراحة لا أريد غير سميه أو أني لن ولم أتزوج.. هذا هو موقف أهل سامي وموقف سامي نفسه.. أما سميه التي دوما كانت العادات والتقاليد هي الأهم عند أهلها رفضوا الموضوع حتى من غير نقاش وقالوا لها عبارة واحدة :"أنك ستتزوجي أخو وليد "
عندها لم تبكي سميه كما فعلت في المرة السابقة عندما أخبروها بأنها لأبن عمها .. وأنما وقفت في وجههم وقالت لهم : "حطمتم مستقبلي من قبل عندما زوجتموني لأبن عمي من غير رضا مني أومنه والأن تريدوا أن تكرروا نفس الخطا أسفه فهذه حياتي وأبنتي ولا أريد أحد يتحكم فيها .. كل ما أطلبه منكم الموافقة والرضا على هذا الموضوع..." هذا كان موقف سميه التي حاولت أن تظهر لأهلها بأن هذا الموضوع يعنيها هي فقط لا غير .. وهكذا أستمر الحال في بيت سامي وبيت سميه كل يوم يتم النقاش في نفس الموضوع " سامي وسميه" وأخيرا أبتسم القدر لسامي وافق أهله على سميه كما أقتنع أهل سميه بسامي.. وتم زفاف الأثنان في ليلة من ألف ليلة وليلة .. وأستطاع سامي أن يثبت لسميه بأنه جدير بحبها له وأن الأب الحاني لأبنتها .. أستطاع أن ينسيها الماضي الذي عانت منه وأستطاع أن ينسيها سنتان عاشتها مع وليد بمرارتها ..سنتان أعتبرتها سميه لا تحسب من عمرها .. لكن سنتان .. أجمل مافيها أبنتها ..

اليقين بالله
14-06-2006, 08:52 PM
http://members.lycos.co.uk/mrhaman/up/star-mosharakah.gif

آسر القلوب
26-06-2006, 01:32 PM
قصة رائعة..
دمت مبدعا أخي