شذى الريحان
16-06-2009, 07:17 PM
مليار جائع من البشر
جمال عفيفي ..
http://www.islammessage.com/media_bank/image/2008/1/22/1_2008122_1061.jpg
تحذير "برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة" هذه الأيام من ازدياد عدد الجوعى في العالم إلى أكثر من مليار شخص يثير التفكر في هذا الأمر.
* فالخالق تبارك وتعالى لما خلق الأرض بارك فيها وقدر فيها أقواتها {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ}.
قال الطبري: "إن الله تعالى أخبر أنه قدر في الأرض أقوات أهلها، وذلك ما يقوتهم من الغذاء، ويصلحهم من المعاش, ولم يخصص جل ثناؤه بقوله {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} أنه قدر فيها قوتا دون قوت، بل عم الخبر عن تقديره فيها جميع الأقوات، ومما يقوت أهلها ما لا يصلحهم غيره من الغذاء، وذلك لا يكون إلا بالمطر (...) ومما أخرج من الجبال من الجواهر، ومن البحر من المآكل والحلي".
* والله سبحانه أودع الأرض من الأرزاق ما يكفي البشر، والعجيب أن أكثر القارات معاناة (إفريقيا) فيها أخصب الأراضي، يقول روب فوس، مدير إدارة السياسات والتحليل بإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، إن إفريقيا تتمتع بأكبر احتمال ناتج زراعي لكل هكتار، ومع ذلك هي أكبر مستورد للغذاء، وأكد أن ما تحتاجه إفريقيا هو التركيز طويل المدى على التنمية الزراعية.
* لكن يبدو أن للأمر أبعادا أخرى يظهر فيه ظلم الإنسان لبني جنسه، فقد ورد على موقع منظمة العفو الدولية: "ونود أن نذكِّر المجلس (أي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) بملايين الأشخاص الذين يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي والجوع كنتيجة مباشرة لانتهاكات حقوق الإنسان. وقد قامت المنظمة بتوثيق حالات التمييز والتلاعب السياسي بتوزيع الغذاء، ومنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية، وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان، ما يؤدي إلى وقوع مجاعات جماعية في عدد من البلدان، من بينها على وجه الخصوص الأراضي الفلسطينية المحتلة (وخصوصا قطاع غزة) وميانمار وكوريا الشمالية والصومال والسودان (دارفور) وزمبابوي.
ففي غزة، أدت الأزمة الحالية إلى تفاقم الأوضاع المعيشية المزرية أصلاً التي يكابدها 1.5 مليون من سكان القطاع، والتي نتجت عن الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" عليه والذي يعيق وصول الغذاء ومرور السلع الأساسية الأخرى، ومنها المواد الطبية والمساعدات الإنسانية".
* وتحويل الغذاء إلى وقود في وقت يعاني فيه ملايين البشر الجوع جريمة، فقد دعا جين زجلر، مقرر الأمم المتحدة الخاص بحق الحصول على الغذاء، لوقف أنشطة إنتاج الوقود العضوي قائلا إن تحويل المحاصيل الغذائية إلى وقود جريمة بحق الإنسانية، وقال إن الوقود العضوي يرفع أسعار الغذاء في وقت يتوفى فيه طفل تحت سن العاشرة كل خمس ثوان من الجوع أو مرض مرتبط بسوء التغذية.
* لكن من المفارقات في هذا الأمر أنه في الوقت الذي يُخشى على ملايين البشر من الموت جوعا فإن فريقا من إخوانهم من البشر مهددون بالموت تُخمة أو بسبب أمراض ناجمة عن السمنة، فعدد المصابين بزيادة الوزن عالميا، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، قارب بليونين من البشر، منهم 300 مليون مصابون بالسمنة التي تعد عاملا مساعدا على الإصابة بعدة أمراض مزمنة مثل السكري2 وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والجلطة وبعض السرطانات.
* أخيرا إذا كان قطاع كبير من المعرضين للمجاعة من المسلمين، فينبغي لنا أن نسأل: كيف يهمل المسلمون الزراعة وعندهم مثل هذه النصوص:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" رواه البخاري.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحيا أرضا ميتة فهي له" رواه الترمذي وصححه، وصححه الألباني في الإرواء.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" رواه البخاري.
جمال عفيفي ..
http://www.islammessage.com/media_bank/image/2008/1/22/1_2008122_1061.jpg
تحذير "برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة" هذه الأيام من ازدياد عدد الجوعى في العالم إلى أكثر من مليار شخص يثير التفكر في هذا الأمر.
* فالخالق تبارك وتعالى لما خلق الأرض بارك فيها وقدر فيها أقواتها {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ}.
قال الطبري: "إن الله تعالى أخبر أنه قدر في الأرض أقوات أهلها، وذلك ما يقوتهم من الغذاء، ويصلحهم من المعاش, ولم يخصص جل ثناؤه بقوله {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} أنه قدر فيها قوتا دون قوت، بل عم الخبر عن تقديره فيها جميع الأقوات، ومما يقوت أهلها ما لا يصلحهم غيره من الغذاء، وذلك لا يكون إلا بالمطر (...) ومما أخرج من الجبال من الجواهر، ومن البحر من المآكل والحلي".
* والله سبحانه أودع الأرض من الأرزاق ما يكفي البشر، والعجيب أن أكثر القارات معاناة (إفريقيا) فيها أخصب الأراضي، يقول روب فوس، مدير إدارة السياسات والتحليل بإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، إن إفريقيا تتمتع بأكبر احتمال ناتج زراعي لكل هكتار، ومع ذلك هي أكبر مستورد للغذاء، وأكد أن ما تحتاجه إفريقيا هو التركيز طويل المدى على التنمية الزراعية.
* لكن يبدو أن للأمر أبعادا أخرى يظهر فيه ظلم الإنسان لبني جنسه، فقد ورد على موقع منظمة العفو الدولية: "ونود أن نذكِّر المجلس (أي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) بملايين الأشخاص الذين يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي والجوع كنتيجة مباشرة لانتهاكات حقوق الإنسان. وقد قامت المنظمة بتوثيق حالات التمييز والتلاعب السياسي بتوزيع الغذاء، ومنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية، وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان، ما يؤدي إلى وقوع مجاعات جماعية في عدد من البلدان، من بينها على وجه الخصوص الأراضي الفلسطينية المحتلة (وخصوصا قطاع غزة) وميانمار وكوريا الشمالية والصومال والسودان (دارفور) وزمبابوي.
ففي غزة، أدت الأزمة الحالية إلى تفاقم الأوضاع المعيشية المزرية أصلاً التي يكابدها 1.5 مليون من سكان القطاع، والتي نتجت عن الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" عليه والذي يعيق وصول الغذاء ومرور السلع الأساسية الأخرى، ومنها المواد الطبية والمساعدات الإنسانية".
* وتحويل الغذاء إلى وقود في وقت يعاني فيه ملايين البشر الجوع جريمة، فقد دعا جين زجلر، مقرر الأمم المتحدة الخاص بحق الحصول على الغذاء، لوقف أنشطة إنتاج الوقود العضوي قائلا إن تحويل المحاصيل الغذائية إلى وقود جريمة بحق الإنسانية، وقال إن الوقود العضوي يرفع أسعار الغذاء في وقت يتوفى فيه طفل تحت سن العاشرة كل خمس ثوان من الجوع أو مرض مرتبط بسوء التغذية.
* لكن من المفارقات في هذا الأمر أنه في الوقت الذي يُخشى على ملايين البشر من الموت جوعا فإن فريقا من إخوانهم من البشر مهددون بالموت تُخمة أو بسبب أمراض ناجمة عن السمنة، فعدد المصابين بزيادة الوزن عالميا، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، قارب بليونين من البشر، منهم 300 مليون مصابون بالسمنة التي تعد عاملا مساعدا على الإصابة بعدة أمراض مزمنة مثل السكري2 وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والجلطة وبعض السرطانات.
* أخيرا إذا كان قطاع كبير من المعرضين للمجاعة من المسلمين، فينبغي لنا أن نسأل: كيف يهمل المسلمون الزراعة وعندهم مثل هذه النصوص:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" رواه البخاري.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحيا أرضا ميتة فهي له" رواه الترمذي وصححه، وصححه الألباني في الإرواء.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" رواه البخاري.