مشاهدة النسخة كاملة : آية من القرآن 00وعبرة 00 للإولي ألألباب 0( 2 )


بن مضر
26-03-2009, 10:02 AM
آية من القرآن 00وعبرة 00 للإولي ألألباب 0

بسم الله الرحمن الرحيم
لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ {28} قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {29} يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ {30}
(صدق الله العظيم ) آل عمران

إستمرارا لهذه الباقة نفعنا الله بما فيها من معاني نقول :-
منهج الله يدبر أمر الكون كله وأمر البشر . . وفي الوقت ذاته تمهد للتحذير الوارد في الفقرة التالية من تولي المؤمنين الكافرين من دون المؤمنين . مادام أن لا حول للكافرين في هذا الكون ولا طول . والأمر كله بيد الله . وهو ولي المؤمنين دون سواه:
لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين . ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء - إلا أن تتقوا منهم تقاة - ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير . قل:إن تخفواما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله , ويعلم ما في السماوات وما في الأرض ,والله على كل شيء قدير . يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا , وما عملت من سوء تودلو أن بينها وبينه أمدا بعيدا . ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد . .
لقداستجاش السياق القرآني في الفقرة الماضية الشعور بأن الأمر كله لله , والقوة كلها لله , والتدبير كله لله , والرزق كله بيد الله . . فما ولاء المؤمن إذن لأعداءالله ? إنه لا يجتمع في قلب واحد حقيقة الإيمان بالله وموالاة أعدائه الذين يدعون إلىكتاب الله ليحكم بينهم فيتولون ويعرضون . . ومن ثم جاء هذا التحذير الشديد ,وهذا التقرير الحاسم بخروج المسلم من إسلامه إذا هو وإلى من لا يرتضي أن يحكم كتاب الله في الحياة , سواء كانت الموالاة بمودة القلب , أو بنصره , أو باستنصاره سواء:
(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين . ومن يفعل ذلك فليس من اللهفيشيء). .
هكذا . . ليس من الله في شيء . لا في صلة ولا نسبة , ولا دين ولا عقيدة , ولارابطةولا ولاية . . فهو بعيد عن الله , منقطع الصلة تمامافي كل شيء تكون فيه الصلات .
ويرخص فقط بالتقية لمن خاف في بعض البلدان والأوقات . . ولكنها تقية اللسان لاولاءالقلب ولا ولاء العمل . قال ابن عباس - رضي الله عنهما - " ليس التقية بالعمل إنماالتقية باللسان " . . فليس من التقية المرخص فيها أن تقوم المودة بين المؤمن وبين الكافر - والكافر هو الذي لا يرضى بتحكيم كتاب الله في الحياة على الإطلاق ,كمايدل السياق هنا ضمنا وفي موضع آخر من السورة تصريحا - كما أنه ليس من التقيةالمرخص بها أن يعاون المؤمن الكافر بالعمل في صورة من الصور باسم التقية . فما يجوزهذاالخداع على الله !
ولماكان الأمر في هذه الحالة متروكا للضمائر ولتقوى القلوب وخشيتها من علام الغيوب , فقد تضمن التهديد تحذير المؤمنين من نقمة الله وغضبه في صورة عجيبة من التعبيرحقا:
(ويحذركم الله نفسه . وإلى الله المصير). .
ثم يتابع السياق التحذير ولمس القلوب , وإشعارها أن عين الله عليها , وأن علم الله يتابعها:
(قل:إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله , ويعلم ما في السماوات وما فيالأرضوالله على كل شيء قدير). .
وهوإمعان في التحذير والتهديد , واستجاشة الخشية واتقاء التعرض للنقمة التي يساندهاالعلم والقدرة , فلا ملجأ منها ولا نصرة !
ثم يتابع السياق التحذير ولمس القلوب خطوة أخرى كذلك باستحضار اليوم المرهوب ;الذي لا يند فيه عمل ولا نية ; والذي تواجه فيه كل نفس برصيدها كله:
(يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا , وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدابعيدا). .
وهي مواجهة تأخذ المسالك على القلب البشري , وتحاصره برصيده من الخير والسوء .وتصورله نفسه وهو يواجه هذا الرصيد , ويود - ولكن لات حين مودة ! - لو أن بينه وبين السوء الذي عمله أمدا بعيدا . أو أن بينه وبين هذا اليوم كله أمدا بعيدا .بينماهو في مواجهته , آخذ بخناقه , ولات حين خلاص , ولات حين فرار !
ثم يتابع السياق الحملة على القلب البشري , فيكرر تحذير الله للناس من نفسه -سبحانه -:
(ويحذركم الله نفسه). .
ويذكرهم رحمته في هذا التحذير والفرصة متاحة قبل فوات الأوان:
(والله رؤوف بالعباد). .
ومن رأفته هذا التحذير وهذا التذكير . وهو دليل على إرادته الخير والرحمةبالعباد . .
وتشير هذه الحملة الضخمة المنوعة الإيماءات والإيحاءات والأساليب والإشارات , بماكان واقعا في حياة الجماعة المسلمة من خطورة تميع العلاقات بين أفراد من المعسكرالمسلم وأقربائهم وأصدقائهم وعملائهم في مكة مع المشركين وفي المدينة مع اليهود .تحت دوافع القرابة أو التجارة . . على حين يريد الإسلام أن يقيم أساس المجتمع المسلم الجديد على قاعدة العقيدة وحدها , وعلى قاعدة المنهج المنبثق من هذه العقيدة . . الأمر الذي لا يسمح الإسلام فيه بالتميع والأرجحة إطلاقا . .
كذلك يشير بحاجة القلب البشري في كل حين إلى الجهد الناصب للتخلص من هذه الأوهاق , والتحرر من تلك القيود , والفرار إلى الله والارتباط بمنهجه دون سواه .
والإسلام لا يمنع أن يعامل المسلم بالحسنى من لا يحاربه في دينه , ولو كان علىغيردينه . . ولكن الولاء شيء آخر غير المعاملة بالحسنى . الولاء ارتباط وتناصروتواد . وهذا لا يكون - في قلب يؤمن بالله حقا - إلا للمؤمنين الذين يرتبطون معه فيالله ; ويخضعون معه لمنهجه في الحياة ; ويتحاكمون إلى كتابه في طاعة واتباعواستسلام .
‏قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير‏}‏
فهو العالم بخفيات الصدور وما اشتملت عليه، وبما في السموات والأرض وما احتوت عليه، علام الغيوب لا يعزب عنه مثقال ذرة ولا يغيب عنه شيء، سبحانه لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة‏.‏

هذا وبالله الحمد أولا وأخيرا .
المصادر :-
1 – القران العظيم .
2 – تفسير الجامع لإحكام ألقران .
3 – في ظلال ألقران .

حوراء الحصن
26-03-2009, 10:10 AM
:صباح الخير والبركة:
//جميل جداً أن نبحر ف معاني آيات القرآن الكريمـ..
اللهم اجعل أعمالنا وعبادتنا خالصة لوجهك..
بارك الله فيك اخي "بن مضر"

جامعي متميز
26-03-2009, 02:27 PM
قال تعالى : (( لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ ))

لك جزيل الشكر أخي بن مضر على الطرح ..

جهد واضح وموضوع شيق ..


بإنتظار جديدك ..

بن مضر
28-03-2009, 02:20 AM
ابن الصحراء & حوراء الحصن
شاكرلكما مروركما
دمتما بخير

البريء
28-03-2009, 12:14 PM
بارك الله فيك أخي "بن مضر" على مساهمتك في تفقيهنا في أمور ديننا ..

طبعا تلك الآية تدخل في إطار ما يعرف بمبدأ " الولاء والبراء"..

شكرا لك اخي..

لوعة الحرمان
28-03-2009, 02:33 PM
بارك الله فيك ابن مضر ..


=)

فنتريشنيه
28-03-2009, 02:43 PM
شكرا لك اخوي بن مضر على جهودك المبذوله ..

بارك الله فيك ..


دمت متألقا ..

الشآمخ
28-03-2009, 02:46 PM
مشكور أخوي وجزاك الله كل خير

بن مضر
08-04-2009, 02:31 AM
Innocent

اللؤلؤه البيضاء بحر الطموح لوعة الحرمان
شاكرلكم مروركم
دمتم بخير