مشاهدة النسخة كاملة : ونطق القدر .. دروس وعبر


جامعي متميز
19-03-2009, 03:30 PM
ونطق القــدر

هذه القصة من القصص الواقعية التي تحكي مرارة وقسوة الإنسان لبني الإنسان البعيد كل البعد عن الله تعالى ، أسيراً لشهوته ولوساوس الشيطان التي جعلت من المرء لقمة سهلة لنزواته الحيوانية ، والسؤال هل الإنسان عندما يكون أسيراً لشهوته ويقع في فخاخها واستسلامه لها ووقوعه في الجريمة تذهب هكذا دون محاسبة وظهور للحقيقة ؟! هذا ما سنعرفه من خلال هذه القصة والتي هي من الدروس والعبر فإليكموها ...
البداية
كان متنفذا في قرية من قرى شمال العراق ، وكان يعيش حياة رغد في قريته الجميلة الرابضة على سفح جبل عال تكلل هامته الثلوج صيفا وشتاء .
وكانت تلك القرية محاطة بالبساتين التي تمتد بعيدا إلى أميال وأميال وهي تؤتي أكلها مرتين وكانت العيون فيها كثيرة باردة الماء وحلوة المذاق غزيرة الأمواه.
كانت تلك القرية جنة من جنات الله في أرضه : الثمر كثير ، والماء غزير ، والمناظر خلابة ، والخضرة تشيع في كل مكان !
وتزوجت (سعاد) ابن عمها ، وكانت رائعة الجمال ، وكان جمالها حديث القرية وحديث القرى المجاورة ، وكانت تخطر في ثوبها الأحمر عادية رائحة ، فتنافس ورود القرية جمالاً ، وتنافس أشجارها قداً واعتدالاً .
وكان ذلك الرجل المتنفذ يراها رائحة إلى العين الكبيرة مع دالتها تحمل الماء على كتفها ، ويراها غادية إلى دارها تحمل الماء العذب الزلال ، وكان يراها عاملة في الحقل مع زوجها ، جانية للثمر ، فيزداد حبه لها مع الأيام عمقا ورسوخاُ .
وراودها ذات يوم عن نفسها فاستعصمت ، وهددها فصمدت ولكنها لم تذكر سرها لزوجها ولا لأهلها خوفا من الفضيحة وخشية سطـوة غـريمها الذي يحسب له أهل قريته ألف حساب .
وبيت الرجل في نفسه أمراً ، وصمم على تنفيذه ...
كان زوجها يحصد زرعه أواخر أيام الربيع ، وكان عمله قد استغرق عليه يومه كله ، وكان زرعه قد بقي منه شطر قليل فتحامل على نفسه وحملها فوق ماتطيق ، ودأب يحصد بعد حلول الظلام .
وكانت زوجه في الدار تهيئ له الطعام ، وكان قد أرسلها إلى الدار مساء ليلحق بها بعـد قليل ، وكانت معـه النهار كله تعـاونه في الحصاد ، وتحمل مايحصده إلى ساحة مجاورة لمزرعتـه فأشفق عليها بعـد تعـب طـويل ، وأشفقت عليه بعد جهد جهيد .
وكانت تنتظـره متلهـفـة للقائـه ، وكان يسرع في عمله متلهفا للقائها ، وكان طعامها جاهزاً ، فوقفت بالقرب من باب الـدار ترقب طـريق عـودته .
وكان الرجل العاشق يترصد زوجها وراء صخـرة عـاتية ، فلما رآه وحيدا بعد ساعة من غـروب الشمس ، صوب بندقيته وأطـلـق النار عليه فـأرداه قتيلاً ... ثم تسلل إلى القـرية مستورا بظلام الليل البهيـم .
وطـال انتظار الـزوجـة ، فقصدت أهـلـهـا وأخـبرتهـم بـأمـره ، فـلما ذهب اخوتها إلى المزرعة ، وجـدوه جثة هامدة وقـد نزف دمه فغاص في بركة من الدماء .
وكما كان يملأ الـدار انشراحا وفـرحـا حين كان حـيـا ً ، فقد ملأها حزنا وترحا بعد أن أصبح ميتاً .
واتشحت أرملته بالسواد ، وأصبحت أيامها أشد سواداً من ثيابها ، ودأبت على التطلع إلى سير التحقيق عن مقتل زوجها .
واهتم رجال الأمن بالحادث ، واهتم المحققون بالحادث أيضاً ، وتضخمت الملفٌات وكثر السؤال والجواب وأخيراً أغُلقت القضية ، بعد أن توجت تلك الملفات بالعباراة المألوفة : (الجاني مجهول الهوية ، ولم تعرف هويته على الرغم من التحقيق الدقيق )
وكهذا نجحت العملية .. ومات المريض كما يقول بعض الأطباء !!
والحق أن هذه القضية بالذات ، كانت قضية صعبة جداً : القتيل ليس له عدو ، واهله لايشتبهون بأحـد ، وحـادث القتل جـرى في جنح الظـلام والقاتل لم يترك أثراً لجريمته ، والجثة .
ولنا بقية مع القصة...

المصدر : قصص من الواقع ، لمؤلفه اللواءُ الركنُ محمود شيت خطاب

الراجي
19-03-2009, 04:40 PM
القصة عن جد مشوقة وحزينة كنت اتمنى انها مكملة بدون للقصة بقية.......
جميل جدا ما اتخترته اخي المتمرد وبوركت على جهدك المبذول. دمت بود

جامعي متميز
20-03-2009, 03:32 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب http://www.hesnoman.com/vb/img_hesn2008/buttons/viewpost.gif (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?p=315195#post315195)
القصة عن جد مشوقة وحزينة كنت اتمنى انها مكملة بدون للقصة بقية.......
جميل جدا ما اتخترته اخي المتمرد وبوركت على جهدك المبذول. دمت بود



مرحبا بك أخي أيوب

ملاحظة :
كاتب الموضوع ابن الصحراء وليس المتمرد

أسعدني تواجدك أخي أيوب ...