مشاهدة النسخة كاملة : بحث عن القلب +الآثار السلبية للأحماض والأملاح على الأنسان


COMANDER
21-02-2009, 05:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
القلب، أساس هذهِ الحياة البشرية، واللب الكامن في جوف الإنسان، مضخةٌ فريدة لا يختلف اثنان على عظمة خلقها وتنظيمها. هذهِ المضخة شكلت على مدى الأيام والعصور مادة دسمة جِداً أنكب على دراستها أكبر العلماء والأطباء، وكانت طرق العلاج الحديثة والجراحات المختلفة التي تساهم في تطور صحة القلب، ما هي إلا نتاج العمل والدراسات القلبية التي انتقلت عبر الأجيال، وتقديراً لجهود هؤلاء العلماء والأطباء الذين ساهموا في القضاء على أمراض قلبية كثيرة أوشكت على القضاء على حياة الملايين من البشر، كان لي التقرير التالي حول أبحاث القلب عبر التاريخ..
العرض:
في القرن الثاني الميلادي لاحظ جالينوس أن القلب وراء حركة الدم، ولكنه اعتقد بأن بطين القلب الأيمن يدفع الدم في البطين الأيسر عن طريق ثقب في الحاجز الفاصل. واعتقد جالينوس أن الكبد يحول الأكل إلى دم والذي بدوره يمر عبر الجسم ليتم استعماله.
اكتشاف الدورة الدموية: توصل العلماء العرب والمسلمون من خلال عمليات التشريح التي أجروها إلى آراء خطأوا فيها آراء كثير من الأطباء اليونانيين، ومن ذلك أن علاء الدين بن النفيس القرشي (ت 687هـ، 1288م) انتقد آراء جالينوس في التشريح؛ فقد وجد من خلال تجاربه في تشريح القلب والحنجرة أن هناك صلة بين التنفس والنبض، وبين التنفس وانتقال الدم إلى القلب من الرئتين. وقال بخلاف ما قاله جالينوس الذي يقول بوجود فتحة (ثقب) في جدار القلب الفاصل بين البطينين، ووضح أن الدم يجري في القلب ويدور فيه دورة كاملة، ويتدفق في أوردة الرئتين لينتشر فيهما ويتحد مع الهواء فيتخلص مما فيه من شوائب، ثم يجري في شريان الرئتين ليصل إلى البطين الأيسر بعد امتزاجه بالهواء. وكان لابن النفيس شرف اكتشاف الدورة الدموية الصغرى التي تجري في الرئة ويمر الدم خلالها من الشريان الرئوي إلى القلب. كما اكتشف الطبيب العربي أبو الفرج بن القف (ت 685هـ، 1286م) عدد الأغشية القلبية ووظيفتها واتجاه فتحاتها لمرور الدم.
وفي منتصف القرن السادس عشر الميلادي قام الطبيب أندرياس فزاليوس وهو فلمنكي المولد ـ بوصف الأوعية الدموية. وأوضح أنه لا توجد ثقوب بين تجاويف القلب. نشرت نظرية الدورة الدموية لأول مرة عام 1628م، وذلك عندما بين ولين هارفي الطبيب الإنجليزي أن القلب يعمل كمضخة، ووصف كيف ينساب الدم من القلب للرئة ثم يرجع إلى القلب، ويتوزع على الجسم ثم يرجع إلى القلب. واعتقد هارفي بأن الأوعية الدموية التي تسمى الشعيرات توصل بين الشرايين والأوردة. وقد اقترح فكرة الشعيرات قبل ذلك عالم التشريح الإيطالي أندريا سيسالبينو في القرن السادس عشر الميلادي. وأكد الطبيب الإيطالي مارسيلو مالبيغي وجود الشعيرات في العام 1661م. وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي تمكن الطبيب الإنجليزي، العالم ورجل الدين ستيفن هالس ـ لأول مرة ـ من قياس ضغط الدم، وذلك بإدخال أنبوب زجاجي في شريان حصان بعد أن شق جلده. ونشر نتيجة أبحاثه وتجربته في عام 1733م.
اختراع الأجهزة الطبية الحديثة: في القرن التاسع عشر الميلادي وسعت الاختراعات معرفة الأطباء، وساعدت في تشخيص وعلاج أمراض القلب. ففي عام 1816م اكتشف الطبيب الفرنسي رينيه لاينيك مثيوفيل السّمّاعة التي مكنت الأطباء من سماع دقات القلب، وبعض الأعضاء الأخرى. وفي عام 1880م طوّر الطبيب صمويل سيجفرد فون باخ من مدينة البندقية مقياس ضغط الدم، وهو جهاز لقياس ضغط الدم، ويستعمل دون شق الجلد. وفي عام 1905م استعمل الطبيب الروسي نيكولاي كوروتكوف السماعة مقياسًا لضغط الدم وذلك بالتنصت للنبض، مسجلاً بذلك ضغط الدم الانقباضي والانبساطي. وما زال الأطباء يستعملون هذه الطريقة حتى اليوم.
وفي عام 1903م اكتشف عالم الأمراض الهولندي فيلم إينتهوفن المقياس الجلفاني الخيطي، وهو جهاز يكشف عن وجود أي طاقة كهربائية ضئيلة تتولد من حركة ونشاط القلب. وعليه طور أسس مرسمة كهربائية القلب. وفي خلال العشرينيات من القرن العشرين الميلادي صارت مرسمة كهربائية القلب الجهاز التشخيصي الأساسي في علم أمراض القلب.
وزودت الأشعة السينية العلماء في السابق بأول صورة عن القلب الحي. أما طريقة النظر في أجزاء القلب الداخلية فقد بدأت مع قثطرة القلب في العام 1929م. وكان الطبيب الألماني الشاب ورنر فورسمان رائدًا في هذا المجال حيث جرب في نفسه مرور أنبوب مطاطي في البطين الأيمن لقلبه، وبذلك أعطى أول صور وعائية قلبية (صور بالأشعة السينية لغرف القلب والأوعية الدموية). وحاز جائزة نوبل في الطب نظرًا إلى تجربته الرائدة في طب القلب التشخيصي.
تطور جراحة القلب: في عام 1897م، وضع الأطباء أول غرز خياطة في القلب الحي. ولأول مرة أجرى الجراح الألماني لودوج راين عملية جراحية لينقذ حياة رجل طعن بالصدفة في القلب. ولم تصبح الجراحة خيارًا لعلاج أمراض القلب إلا في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، عندما أجرى الطبيب الأمريكي روبرت إي جروس أول عملية جراحية ناجحة لإصلاح عيب خلقي في القلب. وخاط جروس الثقب في شريان طفل يشكو من مرض القناة الشريانية السالكة.
وفي عام 1944م طور الطبيبان الأمريكيان هيلين بروك توسج وألفريد بلالوك عملية جراحية لتحسين الدورة غير الطبيعية لدى الرضّع الزرق.
في البدء كان الأطباء يقومون بالعمليات الجراحية على القلب وهو يعمل. وقد كان ذلك يعني أن يعمل الجراح بسرعة، وأن يكون ما يستطيع أن يراه أو يفعله محدودًا. وفي عام 1953م تغير كل هذا عندما استعمل الطبيب الأمريكي جون جيبون وزملاؤه جهاز القلب ـ الرئة الذي طوروه. وهذا الجهاز يُمكِّن الطبيب من إيقاف القلب أثناء العملية الجراحية حيث يقوم الجهاز بضخ الدم وأكسدته. وحينذاك يستطيع الطبيب إصلاح أي خلل والقلب متوقف تمامًا. وقادت هذه الاكتشافات إلى نوعين من العمليات الجراحية: إصلاح العيوب البنيوية عند الأطفال، واستبدال الصمامات المريضة عند الكبار. وبعد ذلك امتدت عمليات القلب لتشمل أمراض الشرايين التاجية.
تطورت عمليات تغيير مجرى الشريان التاجي في نهاية الستينيات من القرن العشرين بفضل مجهودات الطبيب الأرجنتيني رينيه فافالورو، وكان يعمل بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1967م قام الجراحان مايكل دي باكي وأدريان كانتروينز بزراعة القلب المساعد لأول مرة وبنجاح. وتساعد هذه الآلة البطين الأيسر المصاب أو المجهد بصورة مؤقتة. وللجراح المصري الشهير مجدي يعقوب إسهامات عالمية فعالة في جراحات القلب عمومًا وتطوير تقنيات وزرع القلوب الصناعية أو البشرية.
أول عملية زرع قلب: قام فريق من الجراحين بجنوب إفريقيا بقيادة الجراح كريستيان برنارد بعملية زرع قلب إنسان في العام 1967م، وعاش المريض لمدة 18 يومًا ومات بعدها بسبب التهاب رئوي.
وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي أجرى الأطباء عدة عمليات لزرع قلوب. ولكن معظم المرضى ماتوا في السنة الأولى لأن الجسم كان يرفض العضو الغريب، حتى كاد الأطباء أن يوقفوا عمليات زرع القلب. وفي الثمانينيات من القرن العشرين بدأ الأطباء باستعمال دواء يسمى سيكلوسبورين ليقاوم رفض الجسم للعضو الغريب. وكان هذا الدواء سببًا ـ بمشيئة الله ـ في إطالة الحياة بعد العملية عند المرضى. وصارت المشكلة الرئيسية في عمليات زرع القلب هي قلة وجود متبرعين.
التطور في العلاج والوقاية. حدث تقدم سريع في العلاج والوقاية مع التقدم الهائل في عمليات زراعة القلب، وطور الأطباء مُحْصِرات البيتا في أواخر الستينيات من القرن العشرين، وهذه الأدوية تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع وتمنع الذبحة وتتحكم في بعض أنواع اللانظمية. أما مُحْصِرات قنوات الكالسيوم التي تعمل مثل مُحْصِرات بيتا فقد ظهرت في السبعينيات من القرن العشرين.
أجرى الطبيب السويسري أندرياس جروينتزج أول عملية ترقيع وتقويم للأوعية في العام 1977م، وهي عملية غير جراحية في طبيعتها وتُجرَى لفتح أي شريان مسدود. وطور الباحثون تقنيات أخرى تستعمل مع تقويم وترقيع الأوعية لتزيد من فاعليتها. وصار مزيل الرجفان المزروع متوافرًا منذ سنة 1985م. وهو جهاز يحدد الانقباضات الزائدة في البطين ويرسل شحنة كهربائية صغيرة لوقفها.
وتركزت مقاومة ومنع أمراض القلب في تقليل عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها. ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الشرايين التاجية فرط ضغط الدم المرتفع وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وتدخين السجائر، والتحكم في هذه العوامل قد يمنع تطور المرض.
إن معظم الذي تعلمناه لمنع أمراض القلب مصدره الأبحاث الطبية المكثفة. فقد أعطتنا دراسة فرامنجهام مثلاً، للقلب معلومات وافية عن عوامل الخطر التي تخص أمراض الشرايين التاجية. وبدأت الدراسة في عام 1948م في فرامنجهام بولاية ماساشوسيتس الأمريكية، وفحصت قلوب خمسة آلاف شخص. وبفضل هذه البحوث وغيرها طور العلماء أدوية جديدة لعلاج ضغط الدم المرتفع وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
وعمل كثير من الناس على تحسين حالة قلوبهم بتعلم أساليب الطب الوقائي، كأن يقوموا بقياس ضغط الدم وقياس نسبة الكولسترول بانتظام. ومعظم الذين يشكون من ارتفاع طفيف في ضغط الدم حافظوا على أخذ كمية قليلة من الملح وكميات قليلة من السعرات الحرارية في الوجبات الغذائية. وبعضهم قلل نسبة الدهون المركزة في وجبتهم، وزيادة على ذلك فإن هناك أعدادًا متزايدة تمارس التمارين الرياضية، وذلك يساعد على تخفيف الوزن وبالتالي يقلل نسبة الكولسترول ويخفض ضغط الدم.
الخاتمة:
خلال هذهِ الجولة التي انتقلنا فيها عبر العصور الزمنية المختلفة، تعرفنا على جهود الكثير من العلماء على مر الأيام والسنين في تطوير علاج أمراض القلب، فكل تعلم من أخطاء سابقيه وهكذا توصلوا شيئاً فشيئا إلى العلاج المثالي لمعظم الأمراض مما زاد من عمر الإنسان ، كما تعرفنا على الفائدة التي حصل عليها الإنسان فوق العلاج وهي بمعرفة سر هذهِ الأمراض وأسباب تمكنوا من تجنبها.

COMANDER
21-02-2009, 05:48 PM
الآثار السلبية للأحماض والقواعد والأملاح على الإنسان كسموم فتاكة
المقدمة:-

الاحماض والقواعد والأملاح ، هذهِ المصطلحات التي لطالما رددناها في دراستنا العلمية ، هذهِ المسمّيات التي تحمل بين طياتها معانٍ كبيرة ؛ ذلك أن الإنسان والكائنات الحية ككل تعتمد عليها في الكثير من المجالات ، في الغذاء، الصناعة ، الزراعة ، الصحة ، وغيرها من المجالات ، إذا فهي ذات صلة وثيقة بحياة الإنسان ، بل وثيقة جداً ، ومن هذا المنطلق نجد أهمية كون الإنسان بصدد دراسة خصائصها ، مدى توافرها ، أبعادها المادية ، ايجابياتها وسلبياتها ، وكل ماهو مرتبط بها ، وذلك للتّمكن من استغلالها على أحسن وجه ، والاستفادة بها قدر المستطاع لخدمة البشرية ، كما لا بد له من تلافي أضرارها وأخطارها ، وهذا أنا ذا اخترت أن اتطرق في تقريري هذا إلى موضوع الأملاح والقواعد والأملاح كسموم آكلة ، عَلي أوُفق في تكوين صورة مُبسطة ، أفُيد بها الآخرين .
العرض:-
تشمل السموم الأكالة ما يلي :
1. الأحماض: وهي إما أحماض معدنية كحمض الكبريتيك والهيدروكلوريك والنيتريك أو أحماض عضوية كحمض الأسيتيك (الخليك) والفينيك والأكساليك والبوريك.
2. القلويات: مثل هيدروكسيد الصوديوم والبوتاسيوم والأمونيوم.
3. بعض الأملاح: مثل ثلاثي كلوريد الأنتيمون وكلوريد الباريوم وبرمنجانات البوتاسيوم وكلوريد الزئبق. هذا بالإضافة إلي أملاح الهيدروسيانيك (السيانيدات) ونترات الفضه وأملاح الكروم.
الأعراض العامة:
تؤثر السموم الأكالة علي الخلايا بمجرد أن تلامسها ولذلك فإن أعراضها تبدأ بعد تعاطي السم بشكل ألم شديد محرق يبدأ بالفم والشفتين ويمتد إلي البلعوم والمريء والمعدة ثم ينتشر الألم حتى يعم البطن كله ويكون مصحوباً بقيء متكرر ذي لون أسود نتيجة تكون الهيماتين (الحمضي والقلوي) ويشكو المريض من عطش شديد وإمساك في حالة التسمم بالأحماض وإسهال في حالة التسمم بالقلويات مع قلة البول وصعوبة في التنفس والبلع والكلام. ويرجع سبب الوفاة العاجلة في هذه الحالات إلي الصدمة العصبية والوهن العام أو إلي الاختناق نتيجة أديما للسان المزمار خصوصاً إذا نجم التسمم عن أبخرة الأمونيا أو حمض النيتريك أو حمض الخليك ويمكن أن تنجم الوفاة عن إنثقاب المعدة مما يؤدي إلي التهاب البريتون الحاد (acute peritonitis) أما الوفاة الآجلة فيرجع سببها إلي الإنهاك نتيجة ضيق المريء.

أولاً: الأحماض المعدنية:
1- حمض الكبريتيك
2- حمض الهيدروكلوريك
3- حمض النيتريك

مثال : حمض الكبريتيك:

- حمض الكبريتيك: الحمض النقي سائل زيتي القوام عديم اللون أما الحمض التجاري فأسمر اللون وكلاهما يمتص الماء بشراهة وتنطلق من اتحادهما حرارة شديدة ويستعمل هذا الحمض في الصناعة كثيراً كما في صناعة البطاريات. تبلغ الجرعة القاتلة منه حوالي 4-5 سم3 وتؤدي إلي الوفاة بعد 12- 48 ساعة من التعاطي بسبب الصدمة العصبية والدموية الناجمة عن الألم المحرق أو الجفاف نتيجة القيء المتكرر. وقد تتأخر الوفاة إلي بضعة أسابيع ثم يموت المريض من الإنهاك والضعف العام الناجم عن نقص التغذية نتيجة انسداد المريء من جراء انكماش الغشاء المخاطي في موضع التآكل.
الأعراض والعلامات: تبدأ بعد تناول السم مباشرة بشكل ألم شديد محرق يبدأ من الفم فالمريء فالمعدة وسرعان ما ينتشر الألم حتى يعم البطن كله ويكون مصحوباً بغثيان وقيء متكرر طعمه حمضي ولونه أسمر ويشكو المريض من عطش شديد وإمساك وقلة في البول وصعوبة في التنفس كما يصعب عليه البلع والكلام وتظهر علي كل من فم المريض ورقبته وملابسه خطوط تآكلية سوداء من جراء تساقط الحمض من الفم وسرعان ما تظهر أعراض الصدمة الثانوية مثل الوهن وهبوط درجة الحرارة وضعف النبض وتسرعه والعرق الغزير. ويحدث التسمم عادة عرضاً عندما يشرب الحمض التجاري بطريق الخطأ ويندر أن يكون التسمم انتحارياً ولكن قد يستعمل الحمض جنائياً بإلقائه علي الخصوم بغرض الانتقام أو التشوه وخاصة في النساء، وفي هذه الحالات يحدث الحمض حروقاً سطحية متسعة في الوجه والجسم والأطراف وتأخذ الحروق عادة شكل خطوط متوازية متجهة من الأعلى إلي الأسفل وكثيراً ما يؤدي ذلك إلي الوفاة وهو يؤدي دائماً إلي تشويه الوجه أو الرقبة أو الجسم.وقد يكون النسيج الندبي الناشئ عن التئام الحروق سبباً في زيادة التشوه حين ينكمش بعد مدة أو تتكون جدرة (keloid) يمكن أن تتحول في النهاية إلي ورم سرطاني يقضي علي حياة الإنسان.
المعالجة: يحظر عمل غسيل للمعدة خوفاً من انثقاب المعدة وكذلك عدم استعمال المقيئات لأن المريض يقيئ بما فيه الكفاية كما لا يجوز استعمال أملاح الكربونات والبيكربونات لأن ثاني أكسيد الكربون الناتج عنهما يؤدى إلي تمدد جدار المعدة وانثقابها. ويعتبر استعمال الماء والحليب أفضل علاج ويفضل الحليب ليس لأنه يخفف الحمض فقط ولكن لأنه يحمي ويلطف الغشاء المخاطي المبطن للمريء والمعدة أيضاً وكذلك الحرارة الناتجة بين تفاعل الحليب والحمض أقل من تلك الناتجة بين الماء والحمض. كذلك يمكن استعمال زلال البيض أو زيت الزيتون. ويحقن المريض بالمورفين 5-10 مجم بالوريد لعلاج الألم ويعالج الجفاف بحقن محلول الجلوكوز والملح في الوريد ويتم التغلب علي العطش بإعطاء المريض قطعاً صغيرة من الثلج يمصها في فمه. ويجب أن تمنع تغذية المريض عن طريق الفم لبضعة أيام ويكتفى بتغذيته من الشرج أو بحقنه عن طريق الوريد ويحافظ عليه من المضاعفات الرئوية بإعطائه بعض المضادات الحيوية ، أما إذا ظهرت أعراض انسداد حنجري (مما قد يؤدي إلى اختناق) فإن ذلك يعد من دواعي فغر الرغامي (tracheostomy). أما في حالات إلقاء الحمض على الجلد فيتم غسل الجلد جيداً بكمية كبيرة من الماء والصابون وفي حالة إصابة العين فيتم غسلها بماء جاري (بدون صابون) لمدة من 15-20 دقيقة ثم يحول المصاب إلى أخصائي عيون لمتابعة حالته.
ثانياً القلويات: مثل هيدروكسيد الصوديوم وهيدروكسيد البوتاسيوم وكربوتات البوتاسيوم وهى مواد صلبة متميهة تستعمل في الصناعة وخاصة صناعة الصابون والمنظفات وقد يحدث التسمم من إحداها عرضياً سواء بحالتها الصلبة( بدلاً من سكر النبات أو الملح الإنجليزي) وفي هذه الحالة تلتصق بلورات القلوي بالغشاء المبطن للفم والبلعوم محدثة ألماً وحروقاً شديدة وقد يشرب القلوي المذاب في الماء ويؤدي شربه إلي إحداث حروق بالمريء دون إحداث أي حروق بالفم أو البلعوم.وحروق المريء الناجمة تكون نتيجة إذابة القلوي للبروتينات والدهون بأنسجة جدار المريء وتكون نتيجة ذلك تنخر الأنسجة المحيطة بالمريء كالصفاق (peritonium) والجرعة القاتلة حوالي 5 مجم من هبدروكسيد الصوديوم أو البوتاسيوم و15 جم من كربونات البوتاسيوم وتحدث الوفاة بعد 24 ساعة من التعاطي بسبب الصدمة العصبية والدموية الناجمة عن الألم المحرق أو الجفاف نتيجة القيء المتكرر. وقد تتأخر الوفاة إلي بضعة أسابيع من لإنهاك والضعف العام عن نقص التغذية نتيجة انسداد المريء.
الأعراض والعلامات: علي نسق ما سبق وصفه في التسمم بحمض الكبريتيك
إلا أن القيء يكون قلوي التفاعل مخاطياً ناعم الملمس ممتلئاً بالزبد الرغوي وقد يكون محتوياً على كمية من الدم المتغير لونه ، وتتلون الأنسجة حول الفم والشفتين بلون أبيض.

المعالجة: مثل حالات التسمم بالأحماض المعدنية ولا تجوز معادلة القلوي بحمض ولو كان ضعيفاً لتجنب الكم الهائل من الحرارة الناتجة عن ذلك. تعالج حروق المريء بإعطاء المريض المضادات الحيوية ومركبات الكورتيزون لمدة حوالي 3 أسابيع مع تقليل جرعة الكورتيزون تدريجياً كما ينصح بالفحص الحنجري خلال الأربع والعشرين ساعة الأولي من التسمم ومتابعة الحالة جراحياً.


ثالثا الأحماض العضوية:
1- حمض الكربوليك (الفينيك)
2- حمض الأكساليك والإكسالات
3- حمض البوريك

مثال : حمض البوريك :
حمض البوريك: وهو يستخدم كمطهر للبكتريا وفي النظافة العامة ويتم التسمم به عرضياً غالباً نظراً لتناوله بالخطأ وذلك عند استخدام الأنواع المركزة منه بدلاً من الأنواع المخففة التي تستخدم عادة كغسول للعين خاصة في الأطفال والجرعة القاتلة منه من النوع النقي تبلغ 15- 20 جم في الكبار و5-6 جم في الأطفال.

الأعراض والعلامات : تظهر بعد تناوله بالخطأ عن طريق الفم وكذلك عبر الجروح وليس من الجلد السليم وهي عادة تظهر في شكل احمرار شديد بالجلد مع تنخر بالجلد والأغشية المخاطية الملامسة للحمض وبعد امتصاصه يؤدي إلي تثبيط للجهاز العصبي المركزي بعد تشنجات ورعشة مما يجعل المصاب يدخل في غيبوبة مع زرقة بالجسم وضيق بالتنفس ويكون سبب الوفاة تثبيط القلب أو الجهاز التنفسي الذي يؤدى إلي الوفاة السريعة وقد تطول مدة الوفاة ويكون السبب فشل كلوي وكبدي مع اصفرار بالجسم من تأثيره علي الكليتين والكبد وقد تصل الوفاة إلي 50% من حالات الإصابة بالجرعة السامة.

المعالجة: تكون بعلاج الأعراض مع غسيل المعدة بحرص ويتم علاج الأعراض بعد المحافظة علي حياة المصاب بحماية القلب والتنفس أولاً.
الخاتمة:
مما سبق يتضح مدى خطورة تلك المحاليل في حالات معينة ، ولم يكن ذلك إلا جزء مختصر جدا من عالم واسع ، أبعاده ممتدة ، ومن هنا نعلم أن كل شيْ حولنا كما العملة ، وكما السلاح ذو حدين احدهما نافع والآخر قاتل!! ولنا أن نتفكر في عظمه الخالق ومدى دقته في خلق الأشياء . كما أنه لابد لنا من أخذ الحيطة والحذر قبيل التعامل مع هذِ المواد . وأخيرا، أرجو أن أكون قد وفقت في طرح المعلومة بصورة يستطيع أن يستفيد منها كل من عني بالأمر.



وعندي شوية معلومات حلوة عن الأذن .


الأُذُن العضو الحسي الذي يمكّننا من السمع، والذي هو أحد أهم الحواس، فنحن نتفاهم مع بعضنا عن طريق الكلام، وهذا يعتمد على السمع بشكل رئيسي. ويتعلم الأطفال الكلام عن طريق الاستماع إلى حديث الآخرين وتقليده. وإذا أُصيب الطفل بإعاقة في السمع، فهي غالباً ما تؤدي إلى صعوبة في الكلام. ومن فوائد السمع أنه يحذرنا من الأخطار كسماعنا صوت تحذير بوق السيارة أو صفارة القطار، وحتى أثناء النوم قد نسمع جهاز التحذير من الحريق، أو نباح كلب الحراسة، كذلك يمنحنا السمع المتعة عند الاستماع للموسيقى وتغريد الطيور، وأصوات الأمواج التي تتكسر على الشاطئ.
السمع عملية معقدة، فكل شيء يتحرك يحدث صوتًا، ويتكون الصوت من اهتزازات لجزيئات الهواء التى تنتقل في موجات، ثم تدخل هذه الموجات إلى الأذن، حيث تتحول إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بترجمة هذه الموجات إلى أصوات.
للأذن وظيفة أخرى بالإضافة للسمع وهي حفظ التوازن، فهي تحتوي على أعضاء خاصة تستجيب لحركات الرأس فتعطي الدماغ معلومات عن أي تغيير في وضع الرأس، فيقوم الدماغ ببعث رسائل إلى مختلف العضلات التي تحفظ الرأس والجسم ثابتين،كما في حال الوقوف، أو الجلوس، أو السير، أو أي حركة أخرى.
لكثير من الحيوانات آذان مشابهة لآذان الإنسان، ويملك بعضها حاسة سمع قوية جدًا. والسمع مهم أيضًا لأمان وبقاء العديد من الحيوانات، فالأصوات تحذرها من اقتراب الأعداء أو أي خطر آخر، كما يقوم بعضها بالغناء أو الهسهسة أو الدندنة أو إصدار أصوات أخرى للتفاهم فيما بينها، ويعتمد الخفاش على السمع في حركته، إذ يطلق نبضات فوق صوتية تنعكس من أي شيء يقع في طريقه أثناء الطيران، كما تستعمل بعض الخفافيش الصوت في تحديد مكان الحشرات الطائرة.
تتناول هذه المقالة أساسًا أذن الإنسان، فتصف أُذن الإنسان وحاسة السمع والتوازن وتناقش أيضًا أمراض الأذن. ويصف الجزء الأخير من المقالة بعض الاختلافات بين آذان بعض أنواع الحيوانات.
أجزاء الأُذن
تقع الأذنان على جانبي رأس الإنسان، وتمتد الأذن إلى بُعد عميق داخل الجمجمة، وتتكون كل أذن من ثلاثة أجزاء رئيسية هي 1- الأذن الخارجية 2- الأذن الوسطى 3- الأذن الداخلية.
الأُذن الخارجية. تتكوّن من جزءين هما: 1- الصـيوان 2- قناة السمع الخارجية.
الصيوان. هو الجزء المنحني والظاهر من الأذن خارج الرأس، وهو خال من العظام، ويتكون أساسًا من نسيج متين ومرن يُسمى الغضروف الذي يغطى بطبقة رقيقة من الجلد، ويسمى الجزء الأسفل المتدلي من الصيوان بشحمة الأذن (الرَّوم) وتتكون من مادة دهنية.
تربط ثلاث عضلات الصيوان بالرأس، وليس لهذه العضلات استعمال مفيد لدى الإنسان إلا أنها يمكن أن تتحرك عند بعض الأشخاص مما يجعل آذانهم تهتز. وتنمو هذه العضلات عند بعض الحيوانات نموًا كبيرًا وتتحرك بصورة جيدة، مما يمكن القطط والكلاب والثعالب والخيول والأرانب من توجيه آذانها نحو مصدر الصوت، وتزداد بالتالي حدة السمع لديها.
قناة السمع الخارجية. هي الفتحة التي تُرى بالنظر المباشر إلى الأذن، وهي طريق يؤدي إلى طبلة الأذن، وهي عبارة عن غشاء رقيق مشدود بقوة. ويبلغ نصف قطره نحو 10ملم وهي تفصل بين الأذن الخارجية والوسطى، وتسمى أيضًا الغشاء الطبلي. ويبلغ طول قناة السمع الخارجية نحو 5,2سم، وهي تنحني نوعًا ما على شكل حرف "S" في اللغة الإنجليزية. ويحتوي الجلد في الثلث الخارجي منها على شعر، وغدد عرقية، وغدد أخرى تفرز الصملاخ (شمع الأذن ) الذي يساعد على حماية الطبلة بالتقاط الأوساخ التي قد تتجمع حولها. وقد يتطلب الأمر أحيانًا تدخل الطبيب للتخلص من هذا الشمع المتراكم، وينبغي ألا يحاول أي شخص إخراج هذا الشمع بنفسه باستعمال بعض الأشياء الصغيرة مثل أعواد الثقاب، إذ قد يؤدي هذا إلى تمزق الطبلة.
ويحيط العظم الصَّدغي بثلثي القناة السمعية الداخليين، وهذا العظم هو أكثر العظام صلابة في الجسم، وهو يحيط أيضًا بالأذن الوسطى والداخلية، وهو بذلك يحمي المكونات الدقيقة لتلك الأجزاء من الأذن.
الأُذن الوسطى. هي غرفة صغيرة تلي طبلة الأذن ويوجد بها ثلاث عظمات تُسمّى العظيمات السمعية، يتصل بعضها ببعض، كما أنها تربط طبلة الأذن بالأذن الداخلية، وتسمى هذه العظيمات المِطْرَقة والسِّندان والرِّكاب.
تعكس هذه الأسماء شكل تلك العظيمات، والمطرقة أكبرها، ويرتبط أحد طرفيها بطبلة الأذن والطرف الآخر بالسندان، ويلي السندان المطرقة في الحجم، وهو يربط بين المطرقة والرِّكاب، أما الرِّكاب فهو أصغر عظم في الجسم، إذ إنه أصغر من حبة الأرز، وله صفيحة تستند إلى النافذة البيضية المؤدية إلى الأذن الداخلية.
تتصل الأذن الوسطى بالمنطقة الخلفية من الحلق عبر قناة ضيقة تسمى قناة إستاخيو، وهي غالبًا ما تكون مغلقة، ولكنها تنفتح عند التثاؤب أو البلع أو فتح الفم أو النفخ مع إغلاق الأنف. وعند ذلك يمر الهواء بين الأذن الوسطى والحلق فيتساوى ضغط الهواء على الجانبين الداخلي والخارجي لطبلة الأذن. وإذا لم تنفتح هذه القناة فقد تتمزق طبلة الأذن نتيجة الاختلاف المفاجئ لضغط الهواء خارج الطبلة، الذي يرافق الصعود أو النزول في المصعد، أو أثناء هبوط أوإقلاع الطائرة. وفي العادة يشعر الإنسان في هذه الأحوال بصوت خفيف في الأذن إذ تنفتح قناة إستاخيو مما يسمح للهواء بالدخول أو الخروج من الأذن الوسطى.

الأذن الداخلية. تحتوي على العديد من التراكيب الدقيقة المتصلة ببعضها وتسمى أحيانًا التيه، وهي عبارة عن مجموعة من الممرات المركبة بشكل معقد، وتتكون من تيه عظمي يحيط بتيه غشائي أصغر منه ويفصل بينهما سائل ذو تركيب خاص.
وتتكون الأذن الداخلية من ثلاثة أجزاء رئيسية هي 1- الدهليز. 2- القنوات شبه الدائرية. 3- القوقعة.
الدهليز غرفة صغيرة، دائرية الشكل، طولها نحو 5ملم، وهو يمثل الجزء الأوسط من الأذن الداخلية، وتربط جدرانه العظمية بين القنوات شبه الدائرية والقوقعة، ويوجد بداخله كيسان يشبه كل واحد منهما الحقيبة ويدعيان القُرَيْبَة والكُيَيْس، ويُوجد على الجدار الداخلي لكلا الكيسين انتفاخ مبطن بخلايا شعرية، وهذه الأخيرة خلايا حسية خاصة ذات بروزات دقيقة تشبه الشعر، وهي متصلة بالألياف العصبية، وتغطى بغشاء دقيق تنطمر فيه حبوب معدنية صغيرة تسمى غبار التوازن.
للدهليز غشاءان صغيران يواجهان الأذن الوسطى، أولهما النافذة البيضية التي تستند إلى الصفيحة القاعدية للرِّكاب، أما الثاني فهو النافذة المستديرة التي تقع أسفل النافذة البيضية مباشرة.
القنوات شبه الدائرية تقع خلف الدهليز وتتكون من ثلاث قنوات مرتبة فيما بينها بزوايا قائمة، وتسمى الجانبية والعليا والخلفية، وتقع القناة الجانبية في مستوى أفقي، في حين توجد القناتان العليا والخلفية بشكل عمودي، وتقع القناة العليا أمام القناة الخلفية وتشكل كل قناة ثلثي دائرة، وتحتوي على أنبوب مليء بسائل، ويتسع كل أنبوب عند نهايته مكونًا كيسًا يسمى الأنبورة (الجراب) وهو يحتوي على خلايا شعرية تتصل بالألياف العصبية، كما أن أنابيب الخلايا شبه الدائرية تتصل بالقُرَيْبَة التي تتصل بدورها بالكُيَيْس عن طريق إحدى القنوات. ويتكون عضو الأذن المسؤول عن حفظ التوازن من القنوات شبه الدائرية والقُرَيْبَة والكُيَيْس، وهي تسمى أحيانًا أعضاء الدهليز أو أعضاء التيه.
القوقعة تقع أمام الدهليز وهي تشبه الصدفة الحلزونية، وتتكون من حلزون يدور حول نفسه مرتين ونصف المرة، وبداخله ثلاثة أنابيب ملتفة حولها ومليئة بسائل، ويبدأ الأنبوب الأول من النافذة البيضية ويبدأ الثاني من النافذة المستديرة، ويلتقي هذان الأنبوبان عند قمة الحلزون. أما الأنبوب الثالث الذي يسمى أنبوب القوقعة فيقع بين الأنبوبين الأولين. ويحتوي على الغشاء القاعدي الذي يوجد به أكثر من 15 ألف خلية شعرية، وهذه الخلايا تُكوِّنُ عضو كورتي وهو عضو السمع الفعلي. ويوجد غشاء آخر فوق الخلايا الشعرية يسمى الغشاء السقفي.
يسمى عصب الأذن الداخلية بالعصب السمعي، وله فرعان: الأول هو عصب القوقعة الذي تمتد أليافه إلى الخلايا الشعرية الموجودة في عضو كورتي، والثاني هو العصب الدهليزي وتمتد أليافه إلى الخلايا الشعرية في القُرَيْبَة والكُيَيْس وأنبورة القنوات شبه الدائرية.
حاسة السمع
يتكون الصوت من ذبذبات تسير في موجات عبر الهواء أو الأرض أو مواد وأسطح أخرى. وتختلف الأصوات من حيث التردد والشدة، والتردد هو عدد الذبذبات التي تحدث كل ثانية وتقاس بالهرتز، والهرتز يساوي ذبذبة واحدة كل ثانية، والصوت ذو التردد العالي له درجة نغم عالية. وبالمقابل فإن الصوت ذا التردد المنخفض له درجة نغم منخفضة. ويتراوح مدى السمع الطبيعيّ للإنسان ما بين 20 و20,000 هرتز. وتقل قدرة الإنسان على سماع الأصوات ذات التردد العالي مع التقدم في العمر، أما شدة الصوت فهي كمية الطاقة في موجة الصوت، وهي تقاس بالديسيبل. ويصعب على الإنسان أن يسمع صوتًا قوته صفر ديسيبل، أما الأصوات الأعلى من 140 ديسيبل فإنها قد تسبب ألمًا للأذن، وقد تتضرر الأذن بشكل خطير.
هذا الجزء يتناول 1- كيفية انتقال الصوت إلى الأذن الداخلية. 2- كيفية وصول الصوت إلى الدماغ.
كيفية انتقال الصوت إلى الأذن الداخلية. تدخل موجات الصوت إلى قناة السمع الخارجية وترتطم بطبلة الأذن فتجعلها تهتز وتحدث ذبذبات تنتقل من الطبلة إلى عظيمات الأذن الوسطى الثلاث وهي المطرقة فالسندان فالركاب، وتهتز الصفيحة القاعدية للركاب داخل النافذة البيضية التي تقع بين الأذن الوسطى، والأذن الداخلية محدثة موجات في سائل أنابيب القوقعة.
هناك وظيفة أخرى للعظيمات السمعية وهي تضخيم (تقوية) الموجات الصوتية معوضة بذلك الفقدان الجزئي لقوة الصوت الناجم عن مروره في سائل القوقعة إذ إنها تقل تقريبًا بمقدار 30 ديسيبل مقارنة بقوتها أثناء المرور في الهواء.
وهناك وسيلة أخرى لوصول الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية ويتم ذلك عن طريق عظام الجمجمة وتسمى هذه الطريقة النقل العظمي، وينتقل بهذه الطريقة أيضًا جزء من صوت الإنسان نفسه إلى أذنه الداخلية.
كيفية وصول الصوت إلى الدماغ. تتحرك الصفيحة القاعدية للركاب في النافذة البيضية محدثة موجات في سائل القوقعة الذي يضغط على الغشاء القاعدي ويجعله يتحرك، فتنزلق الخلايا الشعرية لعضو كورتي على الغشاء السقفي المتدلي فوقها، وينتج عن ذلك انثناء الخلايا الشعرية مما يحدث دفعات في ألياف عصب القوقعة الملامس لهذه الخلايا. ويقوم عصب القوقعة بنقل هذه الدفعات إلى الفص الصدغي وهو المركز السمعي من الدماغ، ويقوم الدماغ بترجمة هذه الدفعات إلى أصوات. انظر: الدماغ.
وتتفاوت أماكن تأثير الأصوات المختلفة على الخلايا الشعرية للغشاء القاعدي، فالأصوات ذات التردد العالي تؤثر على الخلايا الشعرية الموجودة في أسفل الحلزون، وتحرك الأصوات ذات التردد المتوسط الخلايا الشعرية القريبة من وسط الحلزون، في حين أن الأصوات ذات التردد المنخفض تؤثر في الحلزون، إضافة لذلك ترسل الألياف العصبية الموجودة في الغشاء القاعدي دفعات لها تردد الصوت نفسه المولد لهذه الدفعات.
وتعتمد شدة الصوت على عدد الخلايا الشعرية التي تتأثر بالصوت وعلى عدد الدفعات التي يرسلها عصب القوقعة إلى الدماغ؛ فالأصوات العالية تحرك عددًا كبيرًا من الخلايا الشعرية وعليه يرسل عصب القوقعة دفعات كثيرة.
ويعتمد تحديد الاتجاه الذي يأتي منه الصوت على السمع بالأذنين معًا. فالصوت الصادر من الجانب الأيمن لشخص يصل إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى بجزء من الثانية، ويكون كذلك أقوى بقليل في الأذن اليمنى، ويقوم الدماغ بإدراك هذا الاختلاف اليسير في الوقت والقوة، ويتمكن بالتالي من تحديد الاتجاه الذي صدر منه الصوت.
خاصية التوازن
لايدرك معظم الناس خاصية التوازن بنفس درجة إدراكهم للسمع والبصر وبقية الحواس، إذ لا يمكننا بغياب خاصية التوازن أن نحفظ أجسامنا ثابتة، بل قد نترنح ونقع إن حاولنا التحرك.
يقوم الدماغ بحفظ التوازن عن طريق الاستجابة للمعلومات التي تصله من مختلف الأعضاء الحسية، فتصله المعلومات عن التغيرات في وضع الرأس عن طريق أعضاء الدهليز، وهي القنوات شبه الدائرية والقُرَيْبَة والكُيَيْس. أما في حالة تغير وضع الجسم، فإن المعلومات تصل إليه عن طريق العينين وعن طريق الأطراف. والأجزاء الأخرى من الجسم التي تمتلك خلايا خاصة حساسة للضغط، فيقوم الدماغ آنذاك بتنسيق حركات مختلف العضلات التي تحفظ الرأس والجسم ثابتين، وتحدث هذه الحركات العضلية تلقائيًا وتسمى الفعل المنعكس. يشرح هذا الجزء 1- كيف تستجيب القنوات شبه الدائرية للحركة. 2- وكيف تستجيب القُرَيْبَة والكُيَيْس للجاذبية. 3- وأخيرًا اضطرابات أعضاء التوازن.
تساعدنا القنوات شبه الدائرية المليئة بالسائل على حفظ توازننا، ويتدفق السائل في اتجاه معين عند تحريك الرأس. تؤثر مختلف أنواع الحركات في جميع القنوات، ويؤثر التفات الرأس على القناة الجانبية في كل أذن.
الاستجابة للحركة. تستجيب القنوات شبه الدائرية للتغيرات في زاوية الرأس كالالتفات والميل والثني، ويتدفق سائل أنابيب القنوات في اتجاه معين نتيجة لهذه الحركات. فإذا التفت الرأس تتأثر القناة الجانبية أو الأفقية في كل أذن، فيتحرك السائل في اتجاهات معاكسة ضمن أنابيب القناتين، وهذه الحركة تنبه الخلايا الشعرية لأنبورة إحدى الأذنين، فترسل عددًا كبيرًا من الدفعات إلى الدماغ عبر ألياف العصب الدهليزي الملامسة لهذه الخلايا. أما في الأذن الأخرى فإن لحركة السائل تأثيرًا عكسيًا وترسل دفعات أقل عددًا إلى الدماغ. وإذا أدرت رأسك جهة اليسار مثلاً فإن الدفعات المرسلة من الأذن اليسرى إلى الدماغ تزداد، وتقل تلك المرسلة من الأذن اليمنى، ويمكن للدماغ أن يحدد الاتجاه الذي استدار إليه الرأس تبعًا لاختلاف عدد الدفعات القادمة إليه من كل أذن. وعندما يكون الرأس ثابتًا ترسل الأذنان عددًا متساويًا من الدفعات إلى الدماغ الذي يدرك بدوره أن الرأس ثابت.
الاستجابة للجاذبية. تستجيب القُرَيْبَة والكُيَيْس لشدة الجاذبية بوساطة غبار التوازن، وعندما يضغط غبار التوازن على الخلايا الشعرية فإنها تنبه ألياف العصب الدهليزي الملامسة لها. وتعتمد قوة الضغط هذه على شدة الجاذبية، ويرسل العصب الدهليزي هذه المعلومات إلى الدماغ الذي يستجيب بالحفاظ على وضع الجسم. وإذا كانت الجاذبية معدومة،كما هو الحال في الفضاء الخارجي، فإن القُرَيْبَة والكُيَيْس تتوقفان عن العمل بينما تستمر القنوات شبه الدائرية في أداء وظيفتها.
اضطرابات أعضاء التوازن. من الصعب في مثل هذه الاضطرابات أن يحفظ الإنسان رأسه وجسمه معتدلين، إذ ترسل أعضاء الدهليز آنذاك دفعات زائدة أو ناقصة عن الحد الطبيعي إلى الدماغ، ويقوم الدماغ بتفسير هذه الرسالة المشوهة على شكل فقد لتوازن الجسم، ويشعر الإنسان حينها بإحساس كاذب بالحركة أو عدم الاتزان وتسمى هذه الحالة الدُّوَار، ويبدأ الإنسان بالاعتماد في هذه الحالة على بصره وحواسه الأخرى للحفاظ على توازنه.
يعاني بعض الأشخاص من دوار الحركة لدى سفرهم بالسفينة أو السيارة أو القطار أوعند دورانهم حول أنفسهم بشكل سريع، ومن أعراض هذه الحالة حدوث الدوار والغثيان والقيء، وتنجم الحالة أساسًا نتيجة التنبيه الشديد لأعضاء الدهاليز، ومازال العلماء يجهلون سبب قابلية بعض الأشخاص للإصابة بدوار الحركة بسهولة أكثر من الآخرين.
اضطرابات الأذن
تؤدي بعض اضطرابات الأذن إلى فقد السمع، كما يؤثر ذلك في توازن الإنسان، وأسباب تلك الاضطــرابات 1- العيوب الخلقية 2- الإصابات 3- الأمراض.
العيوب الخَلْقية الولادية. يولد بعض الأطفال مصابين بعيوب في الأذن الخارجية أو طبلة الأذن أو العظيمات السمعية، وتتراوح هذه العيوب بين التشوه وعدم تَكَوُّن الأذن مطلقًا، وقد تعالج بعض تلك العيوب جراحيًا، ويمكن للجراحين أن يقوموا ببناء أذن خارجية بالاستعانة بأنسجة أُخرى من جسم الطفل، كما يمكنهم وضع عظيمات صناعية من البلاستيك، أو السلك المعدني أو نقل عظيمات طبيعية من شخص مُتَوَفَّى. وقد يكون العيب غيابًا للأذن الداخلية أوعدم نموها بشكل تام ومثل هذا العيب لا يمكن إصلاحه، وقد تصاحب هذه العيوب عاهات في أجزاء أخرى من الجسم.
أسباب هذه العيوب كثيرة، وتتراوح نسبة الأمراض الوراثية بين 30 و40%، كذلك إصابة الأم بمرض أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية التي تسبب عيوبًا في الأذن الداخلية خاصة إذا حدثت الإصابة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهناك حالة تسمى الداء الريصي تصيب أيضًا الجهاز السمعي، ويحتوي دم الجنين في هذه الحالة على مادة تسمى العامل الريصي وهو غير موجود في دم الأم. ويفرز دم الأم مواد تهاجم العامل الريصي، ويؤدي هذا التفاعل إلى إتلاف الأذن الداخلية والعصب السمعي للطفل، ومع ذلك فإن أغلب حالات الداء الريصي يمكن تجنبها.
وهناك أدوية معينة إذا استعملت أثناء الحمل فإنها تمنع النمو الطبيعي للقوقعة والعصب السمعي، كما يمكن أن تتلف أذن الرضيع نتيجة تعرض رأسه للإصابات أو نتيجة نقص الأكسجين أو بعض الصدمات أثناء الولادة أو بعدها مباشرة.
ينبغي أن تختبر حاسة السمع لدى الأطفال حديثي الولادة خلال أيام معدودة إذا ما كان هناك شك بإصابتهم بثقل شديد في السمع، ويمكن للكثير من الأطفال الصُّم تعلم التكلم وقراءة الشفاه، إلا أن ذلك يتطلب تدريبًا منذ الصغر، ويمكن للأطفال المصابين بثقل خفيف في السمع استعمال مساعدات السمع.
الإصابات. يمكن لأي من ضربات الرأس أو الحروق الشديدة أوالإصابات الأخرى أن تتلف جميع أجزاء الأذن، وقد ينجم عن ذلك فقد السمع بشكل مؤقت أو دائم، كما قد تحدث إصابة الأذن نتيجة التغيرات الفجائية في الضغط، إذ يتعرض الغواصون مثلاً إلى تغيرات في ضغط الماء أثناء غوصهم إلى أعماق كبيرة تحت سطح الماء، وعند صعودهم إلى السطح مرة أخرى، وينبغي لهم حينئذ الهبوط والصعود ببطء لتجنب مثل هذه الإصابة. وقد تؤدي الضوضاء العالية جدًا كالانفجارات وطلقات البنادق إلى تمزق طبلة الأذن وكسر العظيمات السمعية أوخلعها، وقد تتلف أيضًا الأنسجة الدقيقة للأذن الداخلية ولا علاج لهذه الحالة الأخيرة، أما إصابات الأذن الوسطى، فقد يتم إصلاح العديد منها جراحيًا.
قد يؤدي التعرض إلى ضجيج لفترة طويلة، إلى فقد تدريجي للسمع،كما يحدث لدى التعرض للضوضاء في أماكن العمل أو الاستماع الدائم إلى موسيقى صاخبة، وينبغي عمومًا تجنب الضوضاء العالية كلما أمكن ذلك وارتداء واقيات الأذن ولاسيما في الأماكن الصاخبة. وقد تتضرر الخلايا الشعرية للقوقعة، وكذلك العصب السمعي نتيجة تناول بعض الأدوية بما فيها الأسبرين وبعض المضادات الحيوية، وقد يؤدي الاستمرار في تعاطيها إلى فقدان السمع، وأحيانًا يعود السمع إلى وضعه الطبيعي بعد التوقف عن تعاطي تلك الأدوية.
الأمراض. تتعرض أذن الإنسان للعديد من الأمراض أهمها 1- التهاب الأذن الوسطى. 2- تصلب عظيمات الأذن. 3- ورم العصب السمعي. 4- داء مينيير 5-صمم الشيخوخة.
التهاب الأذن الوسطى. وهو التهاب للأذن الوسطى، يصيب الأطفال بكثرة، وقد يسبب فقدًا سمعيًا شديدًا إذا لم يعالج فورًا. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من هذا الالتهاب هي: الحاد والمزمن والمَصْليّ.
التهاب الأذن الوسطى الحاد يحدث نتيجة انتشار العدوى من الأنف أو الحلق، ويتجمع الصديد في الأذن الوسطى محدثًا ألمًا شديدًا وفقدًا محدودًا للسمع، ويمكن معالجة غالبية تلك الحالات باستخدام المضادات الحيوية.
التهاب الأذن الوسطى المزمن التهاب شديد أو متكرر للأذن الوسطى، وقد يؤدي إلى تمزق طبلة الأذن ويلي ذلك خروج متواتر للصديد من الأذن الوسطى، وغالبًا ما يلتحم غشاء الطبلة تلقائيًا، إلا أن بعض الحالات تتطلب تدخلاً جراحيًا، ويستعمل الجراحون أنسجة ضامة من أوردة أو عضلات المريض نفسه، وذلك لإصلاح طبلة الأذن. وقد يستمر خروج الصديد من الأذن في الأحوال الشديدة، وتتلف العظيمات السمعية تدريجيًا، كذلك قد ينمو جلد قناة السمع الخارجية باتجاه الأذن الوسطى مكونًا جيبًا صغيرًا يسمى الكيسة. وإذا ما استمر هذا الجيب في النمو، فقد يتلف أجزاء من الأذن الداخلية والعصب الوجهي والدماغ ويمكن استئصال أغلب هذه الكيسات جراحيًا، كما يمكن أن يستبدل بعظيمات السمع التالفة أخرى صناعية أو منقولة من شخص آخر.
التهاب الأذن الوسطى المَصْلي ينجم عن انسداد قناة إستاخيو، وتتعدد أسباب هذا الانسداد، كحدوث التهاب جهاز التنفس أو التهاب الغدد أو بسبب الحساسية أو وجود بعض العيوب الخلقية. وتتراكم مادة سائلة في الأذن الوسطى تعوق مرور الاهتزازات عبر الطبلة وعظيمات السمع، ويختلف هذا الالتهاب عن الالتهاب الحاد والمزمن في عدم الشعور بالألم وعدم خروج صديد من الأذن، ويكون العلاج بشق غشاء الطبلة وغرس أنبوب في الشق بما يسمح للمادة السائلة بالخروج، وبعد ذلك يتم علاج سبب انسداد قناة إستاخيو.
تصلب عظيمات الأذن. يبدأ في سن البلوغ المبكر، ويتطور ببطء وتنمو فيه مادة أسفنجية شبه عظمية حول الركاب مما يعوق حركتها في النافذة البيضيّة. ومن أعراض هذا المرض فقد السمع التدريجي. ولم يتوصل الأطباء إلى تحديد سبب هذا المرض، ويكون العلاج جراحيًا بأن يستبدل بالركاب ركاب آخر صناعي مما يحسِّن السمع.
ورم العصب السمعي. وفيه يقل السمع تدريجيًا مع الإحساس بالطنين (رنين أو ضوضاء في الأذن). وينبغي استئصال هذا الورم جراحيًا حتى لا ينمو، ويمتد حتى قاعدة الدماغ ويؤدي إلى إتلاف وظائفه الحيوية.
داء مينيير. هو مرض يصيب الأذن الداخلية، ويتميز بنوبات دورية من فقد السمع مع طنين ودوار، وبتكرار النوبات يصبح فقد السمع شديدًا. ومازال السبب الحقيقي للمرض مجهولاً، إلا أنه لوحظ أن هناك زيادة في حجم وضغط سائل الأذن الداخلية مصاحبة لهذا المرض، مما يتلف الخلايا الشعرية للقوقعة ولأعضاء الدهليز.
يصف الأطباء بعض الأدوية لمعالجة الدوار الناتج عن داء مينيير، ولكن هذه المعالجات لا تستطيع منع حدوث فقد السمع، وقد يلجأ في الحالات الشديدة للتدخل الجراحي بهدف إيجاد تصريف للسائل الزائد، وبالتالي تخفيض الضغط داخل الأذن الداخلية، وقد تؤدي الجراحة إلى الشفاء من الدوار وإلى إيقاف المزيد من فقد السمع.
صمم الشيخوخة. وهو فقد السمع التدريجي المصاحب للتقدم في السن، وغالبًا ما يبدأ بعد تجاوز الإنسان الستين، ويعتقد بعض المتخصصين في أمراض الأذن أنه بتقدم السن يبلى عصب القوقعة كأي نسيج آخر في الجسم، وهذا هو سبب المرض، وتتميز الحالة بصعوبة سماع الأصوات المرتفعة، وكذلك صعوبة السمع في الأجواء الصاخبة، وقد يصاحب ذلك حدوث طنين في الأذن.
لم يكتشف أي علاج لهذا المرض، ويستطيع أغلب هؤلاء المرضى سماع وفهم الكلام بطريقة معقولة، أما في الحالات الشديدة فيمكنهم الاستفادة من مُسَاعِدات السمع ومن تعلم قراءة الشفاه.ويستطيع أفراد العائلة مساعدة أقاربهم المصابين عن طريق نطق الكلام ببطء وبطريقة واضحة، كذلك استعمال الإيماءات المرئية مع الكلام أثناء التفاهم معهم.
آذان الحيوانات
لكثير من الحيوانات آذان تُستخدم في السمع وحفظ التوازن، إلا أنّ تركيب الأذن يختلف كثيرًا بين نوع وآخر، كما تختلف الحيوانات في قدرتها على الاستجابة للأصوات، سواء أكانت مرتفعة أو منخفضة التردد، فالخفافيش والقطط والكلاب وبعض الحشرات إضافة لحيوانات أخرى معينة، تستطيع سماع الأصوات ذات التردد العالي جدًا بدرجة أفضل من الإنسان.
لا تمتلك سوى مجموعة محدودة من الحشرات أعضاء سمع حقيقية، وتتكون الأذن ببساطة لدى تلك الحشرات من غشاء رقيق يهتز لدى ارتطام الصوت به. وللأذن أماكن مختلفة في جسد الحشرات تبعًا لنوعها فقد نجدها على الساق أو الجوانب أو مواقع أخرى من الجسم. انظر: الحشرة.
ليس للأسماك أي أذن خارجية أو غشاء طبلة إلا أن لبعضها نوعًا مبسطًا من الأذن الداخلية يوجد على جانبي الرأس، وتستطيع هذه الأسماك سماع الموجات الصوتية التي تعبر الماء. وتصل الاهتزازات إلى الأذن الداخلية عبر كيس مليء بالغاز يدعى المثانة الهوائية كما أن لبعض الأسماك سلسلة من العظيمات التي تصل بين المثانة الهوائية والأذن الداخلية. انظر: الأسماك.
للضفدع والعلجوم والبرمائيات الأُخرى أُذن وسطى وأذن داخلية، وتتكون الأذن الوسطى للضفدع من غشاء الطبلة ومن غرفة صغيرة على عظيمة واحدة، ويشكل غشاء الطبلة قرصًا ظاهرًا كبيرًا، يقع خلف العين على جانبي الرأس. انظر: الضفدع.
لدى معظم الزواحف كما هو الأمر في البرمائيات غشاء طبلة وأذن وسطى وأذن داخلية. والأذن الداخلية لدى بعض أنواع الزواحف، مكتملة، وليس لمعظم الأفاعي غشاء طبلة إلاّ أنها ليست صماء كما يظن الكثيرون، بل تنتقل الأصوات إلى الأذن الداخلية عبر عظام الجمجمة. انظر: الحية.
لدى الطيور قناة سمع خارجية ووسطى وأذن داخلية منحنية بشكل خفيف إلا أنها ليست ملتفة، وتتشابه قدرة السمع لدى الطيور مع نظيرتها لدى الإنسان. انظر: الطائر.
وقواقع الثدييّات ملتَفّة دائمًا، والثدييات هي الحيوانات الوحيدة التي نجد لديها صيوانًا، يكون في كثير من الأحيان قابلاً للتحرك، ويساعد في تجميع الموجات الصوتية إلى القناة السمعية. وأكبر صيوان بين الحيوانات لدى الفيل الإفريقي، إذ يصل عرضه إلى 1,2 متر، ويساعد هذا في تبريد الجسم خلال الطقس الحار بتحريك الصيوان، كما أن لبعض الحيوانات الأخرى كالأرانب والثعالب صيوانًا كبيرًا جدًا يستخدم في تنظيم حرارة الجسم. انظر: الثدييات.
تعتمد حيوانات قليلة، كالخفافيش والحيتان على سمعها أثناء الحركة في الظلام، وذلك من خلال الاستعانة ببروز يسمى محدد موقع الصدى، إذ تُصدر تلك الحيوانات أصواتًا ثم تستمع إلى الصدى الناجم عن ارتداد الأصوات من أسطح الأشياء المختلفة، وبإمكان تلك الحيوانات من خلال هذه الأصداء تحديد أبعاد واتجاهات تلك الأشياء. انظر: الخفاش.