مشاهدة النسخة كاملة : الحب في الله


Vague
30-01-2009, 08:59 PM
http://gfx1.mail.live.com/mail/w1/emoticons/heart.gifالحب في اللهhttp://gfx1.mail.live.com/mail/w1/emoticons/heart.gif



معنى الحب في الله : أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم، حب خالٍ من أي غرض، خال من شوائب الدنيا، حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة، بل يقوم على التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان، فبحب الله ورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن من عباد الله ناسا، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله.

قالوا : يا رسول فخبرنا : من هم؟

قال : قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".

واعلمي أنه إذا نشأت محبة في الله فلن تبقى إلا بطاعته، ولن تزكو إلا بالبعد عن النفاق والفساد، فإذا تسربت المعصية إلى أحدهما تغيرت القلوب وذهب الحب.
ففي الحديث "... والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما" .

كيف يحب المسلم أخاه في الله؟

أولا: صفات الاختيار

1- عليه أن يختار من يستحق حبه فيختار بعين الله، يتحرى أن يكون من يختاره عاقلا غير أحمق، إذ قد يضر الأحمق صاحبه حيث يريد نفعه.

2- حسن الخلق، فيختار التقي، لأن الفاسق لا يؤمن جانبه.

3- معين على الطاعة بقوله وعمله وسمته فهو الجليس الصالح الذي حثنا الرسول الكريم على ملازمته، ويقال في الأثر: الجليس الصالح هو الذي ترتاح إليه نفسك، ويطمئن به فؤادك، وتنتعش به روحك.. تطرب لحديثه، وتنعم بمجالسته، وتسعد بصحبته.. إنه عدة في الرخاء، وزينة في الشدة، وبلسم للفؤاد، وراحة للنفس.

وكما يقولون "من جالس جانس"؛ لأن النفس تقتبس الخير أو الشر من الجلساء، ولهذا أمر الباري تبارك وتعالى بصحبة الصالحين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

وحذرنا من صحبة الفاسقين، فوصف حال من يتخذهم أخلاء يوم القيامة، فقال سبحانه:

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً).


ثانيا : مراعاة حقوق الأخوة

أن يقوم تجاه من يحب بحقوق الصداقة والأخوة، ليستبقي مودتهم في الدنيا والآخرة، وهذه الحقوق هي:

1- أن يكون عونا لصاحبه يقضي حاجته ويتفقد أحواله ويؤثره على نفسه.

2- أن يكف عنه لسانه إلا بخير، فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره، ولا يكشف أسراره.

3- أن يعطيه من لسانه ما يحبه منه، ويدعوه بأحب أسمائه إليه، وينصحه سرا ولا يفضحه، كما قال الإمام الشافعي- رحمه الله- : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.

4- أن يعفو عن زلاته ويتغاضى عن هفواته، فيستر عيوبه ويحسن به ظنونه.

5- أن يفي له في الأخوة؛ فيثبت عليها ويديم عهدها؛ لأن قطعها يحبط أجرها.

6- أن لا يكلفه ما يشق عليه ولا يحمله ما لا يرتاح له.

7- ألا يتكلف ولا يتحفظ معه، فقد قال أحد الصالحين : من سقطت كلفته؛ دامت مودته".

8- أن يخبره أنه يحبه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه".

9- أن يفعل ما أجمله الأثر "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهم ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته". "حق المؤمن على أخيه أن يبين له الحق إذا احتاجه، ويشد عزمه إذا أصاب، وأن يشكر له إذا أحسن، ويذكره إذا نسي، ويرشده إذا ذل، و يصحح له إذا أخطأ، ولا يجامله في الحق، ولا يسايره على الباطل، ويكون له هاديا ودليلا ومعينا وأمينا.

10- أن يدعو له ولأهله ... يدعو له حاضر أو غائبا، حيا أو ميتا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين، ولك بمثلٍ". وقد قال أحد الصالحين : "إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ويتمتعون بما خلف، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدم أخوه وما صار إليه، يدعو له في ظلمة الليل ويستغفر له وهو تحت الثري".


فهل للحب في الله دلائل وعلامات؟

نعم.......

أولها : أن يستشعر المؤمن روح الإيمان الحي من المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه حتى إنه ليحيا مهم ، وبهم.

ثانيها: أن يشعر أن عاطفته يحكمها سلطان العقيدة: وعلامة ذلك أنه يجد في قلبه حبا عظيما لكل تقي نقي صالح، حتى وإن لم يره أو لم يكن في زمانه أصلا، فعن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله : الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم؟ قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت.

وأنشأ الإمام الشافعي ضاربا مثلا جميلا للحب في الله :
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعة
وأبغض من تجارته المعاصي*** ولو كنا سواء في البضاعة

ثالثها: الإحساس والشعور بالأخوة :فيشعر الأخ بالتألم والحزن لما يصيب أخاه من ألم ونصب، وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

رابعها: سلامة الصدر: فيحافظ على سلامة صدره تجاه إخوانه، فيحيا ناصع الصفحة، قلبه مشرق فياض، فالأخوة الحقة هي التي تقوم على عواطف الحب والود والتعاون المتبادل والمجاملات الرقيقة، بل هي كما وصفها القرآن: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ



وصلني عبر الايميل

الراجي
30-01-2009, 09:48 PM
اعجبني الموضوع جدا جدا .
قلما نجد شخص ينطق بهذه العبارة ++ احبك في الله ++ او بالكاد ينعدم وجود شخلى ص يقولها .
والمقصود به : انت تحب الصلاح للاخرين كما تحب لنفسك وان يقوم كل واحد الاخر اذا راى منه الاعوجاج .
والطريق الى الاخرة طريق يتخلله العقبات والمصاعب واليكم الحوار التالي :بين العقل والنفس :



العقل : السلام عليكم

النفس : اهلا وسهلا بالثقيل

العقل : انا ثقيل !!

النفس : نعم انك اثقل من الجبل .

العقل : كيف ؟!

النفس : مغروووووووووور , اتظن انك بمكانك العالي تسطيع التغلب علي .

العقل : بل هذي الحقيقة , لولا وجودي لكنت مجنونة .

النفس : كيف ؟

العقل : انظري الى كل من قادته نفسه عقله اين هوه ؟

النفس : ها هم يعيشون مستمتعين .

العقل : انا اتكلم عن النهايات , المتعة ليست بالظاهرة عاقبة متاعهم الحسرة والضنك . انظري الى العلماء انظري الى القادة انظري الى اهل الشجاعة عقولهم قادت انفسهم . اضربي لي مثلا واحدا كنت انت قائدته فافلح , واعظم نهاية الجنة ولا تكون الا بنهيك عن هواك .

النفس : اريد ان اسالك سوالا ؟

العقل : تفضلي كلي اذان صاغية .

النفس : اين حريتي ؟ كل ما اردت شيئا منعتني اياه .

العقل : اجيب عليك بسوال ؟

النفس : اما قلت لك انك ثقيل . نعم اسال !!

العقل : هل تريدين حرية دائمة ام حرية مؤقتة ؟

النفس : بالطبع الدائم افضل . لكن ماذا تقصد بالحرية الدائمة ؟

العقل : اقصد تؤمرين ولا تنهين كل ما تريدينه ياتيك لا تخافين من مستقبل ولا تخزين على ماضي , لك ملك لا يناز عك احد في ولا تخافين فراقه بالموت كل ما تطليبن من اللذات يحصل بلا عناء ولا تعب .

النفس : اين ؟

العقل : في الجنة .

النفس : يا انا لا انكر الجنة كلامك حق . لكن ما رايك ان نصطلح ؟

العقل : هات ما عندك .

النفس لم لا اجمع بين الحسنيين ؟ استمتع بلذات الدنيا والاخرة ؟

العقل : اقترح جميل لكن بقيود .

النفس : مرة اخرى قيود !!

العقل : نعم , الله سبحانه لما ركب فينا الغرائز لم يهملها فهذا العمل يكسب لذة المال وهذا الزوج يكسب لذة الانس والحاجة وغير ذلك كثير فكل غريزة لها ما يشبعها بالحلال .

النفس : يا عقل هذا ابي وجدي عاشا من العمر مديدآ , دعني استمتع بعض السنين ثم اقلع .

العقل : سبحان الله نظرت الى ابيك وجدك ونسيت فلانا الذي مات وهو ابن العشرين . هل عندك علم كم ستعيشين ؟

النفس : طيب هذا فلان كان عاصيآ ثم تاب .

العقل : وهذا فلان مات وهوه يشرب الخمر , وهذا اخر مات وهوه يعبد الصنم

النفس : يظهر انك عنيد لكني اقوي منك .

العقل : بم ؟!!!

النفس : معي الدنيا والاصحاب ولا تنس القائد ابليس .

العقل : ظننت انك فعلا اقوي مني لكن كل هؤلاء مثل الدخان وان علو فانهم في الميزان لا شئ , اني قد اعتصمت بربي الذي كل شئ هوه اخد بناصيته سأملا قلبي بحبه وخوفه ورجائه , وهذا كتابه لا يفارقني سيكون قائدي , وهذا ذكره سيكون حصني وسترين يا نفس من الاقوى ؟!

وهكذا لم تصطلح النفس مع العقل وسيبقى الصراع حتى الممات ...............
فمن قاده عقله وايمانه ستكون النفس في النهاية تابعة له وسيمتعها في الجنة برحمة الله ,
ومن قادت نفسه عقله فستعذبه معها في .... اجارنا الله واياكم منها .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

النهاية .

Vague
30-01-2009, 09:52 PM
بالفعل من قادته نفسه هلك
خلق لنا العقل لنفرق بي ن الصواب والخطأ

اشكرك اخي ابوالزهراء على اضافتك الرائعة

حوراء الحصن
30-01-2009, 09:56 PM
نعم ما اجمل ان يحب المسلم أخاه المسلم بقلب ونية صافية..
لك الشكر زدجالية..

Vague
30-01-2009, 10:02 PM
من روائع الحب في الله ان يكون نابع من قلب صافي
ونية خالصة لاخلاص الحب في الله


دمتِ بود حوراء

جامعي متميز
31-01-2009, 07:34 PM
ما أجمل أن يحب المرء أخاه في الله حبا صافيا

لك جزيل الشكر أختي الزدجالية

Vague
01-02-2009, 02:37 AM
الشكر موصول لك اخي ابن الصحراء عالتواجد الدائم

نبــ المشاعر ــض
01-02-2009, 02:37 AM
لك جزيل الشكر أختي زدجاليه
موضوع رائع
دمتي ذخرا للحصن

Vague
01-02-2009, 02:38 AM
الشكر موصول لكِ نبوضة عتواصلك الدائم