مشاهدة النسخة كاملة : آية من القرآن 0000وعبرة 00للإولي ألألباب 0


بن مضر
25-01-2009, 09:05 AM
آية من القرآن 0000وعبرة 00للإولي ألألباب 0



الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ثم أما بعد 00


سئنتاول هنا بعد آيات الذكر الحكيم ونظرة أحد كتب التفاسير لها للإستفادة وأخذ العبرات والعمل بها ولن يكون لي راى ولكن أنتظر من ألأخوة ألأعضاء إبداء الراى وما يستفاد من ألأيات 0


وأسال الله ألأعانه والقبول 0

(1)

بسم الله الرحمن الرحيم



} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ {52} وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ {53}
صدق الله العظيم 000 (المائدة 51 - 53 )

يحسن أن نبين أولا معنى الولاية التي ينهى الله الذين آمنوا أن تكون بينهم وبين اليهود والنصارى إنها تعني التناصر والتحالف معهم ولا تتعلق بمعنى اتباعهم في دينهم فبعيد جدا أن يكون بين المسلمين من يميل إلى اتباع اليهود والنصارى في الدين إنما هو ولاء التحالف والتناصر الذي كان يلتبس على المسلمين أمره فيحسبون أنه جائز لهم بحكم ما كان واقعا من تشابك المصالح والأواصر ومن قيام هذا الولاء بينهم وبين جماعات من اليهود قبل الإسلام وفي أوائل العهد بقيام الإسلام في المدينة حتى نهاهم الله عنه وأمر بإبطاله بعد ما تبين عدم إمكان قيام الولاء والتحالف والتناصر بين المسلمين واليهود في المدينة وهذا المعنى معروف محدد في التعبيرات القرآنية وقد جاء في صدد الكلام عن العلاقة بين المسلمين في المدينة والمسلمين الذين لم يهاجروا إلى دار الإسلام فقال الله سبحانه ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وطبيعي أن المقصود هنا ليس الولاية في الدين فالمسلم ولي المسلم في الدين على كل حال إنما المقصود هو ولاية التناصر والتعاون فهي التي لا تقوم بين المسلمين في دار الإسلام والمسلمين الذين لم يهاجروا إليهم وهذا اللون من الولاية هو الذي تمنع هذه الآيات أن يقوم بين الذين آمنوا وبين اليهود والنصارى بحال بعد ما كان قائما بينهم أول العهد في المدينة إن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب شيء واتخاذهم أولياء شيء آخر ولكنهما يختلطان على بعض المسلمين الذين لم تتضح في نفوسهم الرؤية الكاملة لحقيقة هذا الدين ووظيفته بوصفه حركة منهجية واقعية تتجه إلى إنشاء واقع في الأرض وفق التصور الإسلامي الذي يختلف في طبيعته عن سائر التصورات التي تعرفها البشرية ; وتصطدم من ثم بالتصورات والأوضاع المخالفة كما تصطدم بشهوات الناس وانحرافهم وفسوقهم عن منهج الله وتدخل في معركة لا حيلة فيها ولا بد منها لإنشاء ذلك الواقع الجديد الذي تريده وتتحرك إليه حركة إيجابية فاعلة منشئة وهؤلاء الذين تختلط عليهم تلك الحقيقة ينقصهم الحس النقي بحقيقة العقيدة كما ينقصهم الوعي الذكي لطبيعة المعركة وطبيعة موقف أهل الكتاب فيها ; ويغفلون عن التوجيهات القرآنية الواضحة الصريحة فيها فيخلطون بين دعوة الإسلام إلى السماحة في معاملة أهل الكتاب والبر بهم في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق وبين الولاء الذي لا يكون إلا لله ورسوله وللجماعة المسلمة ناسين ما يقرره القرآن الكريم من أن أهل الكتاب بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة وأن هذا شأن ثابت لهم وأنهم ينقمون من المسلم إسلامه وأنهم لن يرضوا عن المسلم إلا أن يترك دينه ويتبع دينهم وأنهم مصرون على الحرب للإسلام وللجماعة المسلمة وأنهم قد بدت البغضاء من أفواهم وما تخفي صدورهم أكبر إلى آخر هذه التقريرات الحاسمة إن المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب ولكنه منهي عن الولاء لهم بمعنى التناصر والتحالف معهم وإن طريقه لتمكين دينه وتحقيق نظامه المتفرد لا يمكن أن يلتقي مع طريق أهل الكتاب ومهما أبدى لهم من السماحة والمودة فإن هذا لن يبلغ أن يرضوا له البقاء على دينه وتحقيق نظامه ولن يكفهم عن موالاة بعضه لبعض في حربه والكيد له وسذاجة أية سذاجة وغفلة أية غفلة أن نظن أن لنا وإياهم طريقا واحدا نسلكه للتمكين للدين أمام الكفار والملحدين فهم مع الكفار والملحدين إذا كانت المعركة مع المسلمين وهذه الحقائق الواعية يغفل عنها السذج منا في هذا الزمان وفي كل زمان ; حين يفهمون أننا نستطيع أن نضع أيدينا في أيدي أهل الكتاب في الأرض للوقوف في وجه المادية والإلحاد بوصفنا جميعا أهل دين ناسين تعليم القرآن كله ; وناسين تعليم التاريخ كله فأهل الكتاب هؤلاء هم الذين كانوا يقولون للذين كفروا من المشركين هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلًا وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين ألبوا المشركين على الجماعة المسلمة في المدينة وكانوا لهم درعا وردءا وأهل الكتاب هم الذين شنوا الحروب الصليبية خلال مائتي عام وهم الذين ارتكبوا فظائع الأندلس وهم الذي شردوا العرب المسلمين في فلسطين وأحلوا اليهود محلهم متعاونين في هذا مع الإلحاد والمادية وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين يشردون المسلمين في كل مكان في الحبشة والصومال واريتريا والجزائر ويتعاونون في هذا التشريد مع الإلحاد والمادية والوثنية في يوغسلافيا والصين والتركستان والهند وفي كل مكان ثم يظهر بيننا من يظن في بعد كامل عن تقريرات القرآن الجازمة أنه يمكن أن يقوم بيننا وبين أهل الكتاب هؤلاء ولاء وتناصر ندفع به المادية الإلحادية عن الدين إن هؤلاء لا يقرأون القرآن وإذا قرأوه اختلطت عليهم دعوة السماحة التي هي طابع الإسلام ; فظنوها دعوة الولاء الذي يحذر منه القرآن إن هؤلاء لا يعيش الإسلام في حسهم لا بوصفه عقيدة لا يقبل الله من الناس غيرها ولا بوصفه حركة إيجابية تستهدف إنشاء واقع جديد في الأرض ; تقف في وجه عداوات أهل الكتاب اليوم كما وقفت له بالأمس الموقف الذي لا يمكن تبديله لأنه الموقف الطبيعي الوحيد وندع هؤلاء في إغفالهم أو غفلتهم عن التوجيه القرآني لنعي نحن هذا التوجيه القرآني الصريح يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين هذا النداء موجه إلى الجماعة المسلمة في المدينة ولكنه في الوقت ذاته موجه لكل جماعة مسلمة تقوم في أي ركن من أركان الأرض إلى يوم القيامة موجه لكل من ينطبق عليه ذات يوم صفة الذين آمنوا 0

وإلي لقاء قريب إن شاء الله 0


**********************


المصادر :-


1 – القران العظيم 0


2 – تفسير الجامع لإحكام ألقران 0


3 – في ظلال ألقران 0

جامعي متميز
25-01-2009, 03:13 PM
جزيت خيرا أخي بن مضر على الموضوع الرائع ..

بارك الله فيك ورفع قدرك

حوراء الحصن
25-01-2009, 11:31 PM
الولاء لله والرسول..
وتعاون جميع المسلمين من اجل الخير
جزيت كل الخير اخي بن مضر..

بن مضر
27-01-2009, 08:28 AM
ألأفاضل

ابن الصحراء ****حوراء الظاهرة
شاكر المرور الكريم
دمتما بخير