مشاهدة النسخة كاملة : تاثر الادب العربي بالقران والسنة+أثر القرآن الكريم في الشعر الأندلسي .


COMANDER
24-01-2009, 02:07 PM
تأثر الأدب العربي الاسلامي بعاملين رئيسيين، هما: القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ومنهما استقى الشاعر والكاتب – التأثر- المصطلحات والمعاني والتراكيب، في هذا العصر نهض الشعر يدعو الى القيم والأصالة الاسلامية، متجنبا القيم الجاهلية التي لم تعد تتلاءم والعقيدة الاسلامية . شارك الشعر الاسلامي في الدعوة الى الاسلام والذود عنه، ودحض آراء الخصوم، فبدأ الشعراء يستخدمون ألوانا اسلامية جديدة وقد مزجوا بينها وبين الألوان الجاهلية القديمة، وتدفق في القصيدة تياران: تيار جاهلي قديم موروث، وتيار اسلامي مستحدث، ومن امتزاج التيارين ظهرت الصورة الجديدة للقصيدة العربية في العصر الاسلامي.
ج. الأدب العربي الاسلامي في عصر بني أمية، وعاصمتهم دمشق:
في هذا العصر ظهر الشعر السياسي بسبب ظهور الأحزاب والفرق، واحياء العصبيات المختلفة، كما نشط المدح في هذا العصر بسبب تشجيع الخلفاء له وبرز أيضا موضوعات الهجاء والفخر، ودعت الحاجة الى الخطابة لتشجيع الجنود في القتال ولنشر الدعوة الاسلامية في البلاد المحتلة.
د. الأدب العربي الاسلامي في العصر العباسي:
في العصر العباسي انتقل مركز الحكم من دمشق الى بغداد في العراق، وفي هذا العصر نشطت الحياة الفكرية العلمية والأدبية، وتوافرت أسباب وعوامل التقدم الحضاري، وسمي ذلك العصر بالعصر الذهبي.
استمر العباسيون ينظمون في الأغراض الشعرية القديمة – أي الجاهلية والاسلامية-، ولكن بما يتلاءم مع حياتهم وأذواقهم، وبيئتهم وحياتهم الجديدة، وهناك من اعترض على بعض الأغراض القديمة، كالوقوف على الأطلال، ورأى فيها تقوقعا وشيء لا يتلاءم مع العصر. وفي هذا العصر ظهرت أغراض جديدة لم تكن من قبل، مثل: الغزل الفاضح، والشعر الخمري – شعر وصف الخمرة والتغني بها – وشعر الزهد، والشعر الفلسفي وغير ذلك وفي العصر العباسي نشطت حركة النثر بما يتلاءم والنهضة الحضارية واستخدم النثر في مجالات كثيرة كالموسوعات الأدبية، والسياسية والاجتماعية والتاريخية والعلمية، وفي هذا العصر وضعت قواعد البلاغة. وفي الأندلس نشأ الأدب العربي وكان باتصال مستمر مع تطور الأدب العربي العباسي.
هـ. الأدب العربي في العصر الحديث :
في العصر الحديث حصل تطور ملحوظ في مسار الحركة الفكرية والأدبية، بسبب الاحتكاك بحركات التجديد العالمية – الأوروبية – والأمريكية بصورة خاصة. مر الشعر والنثر في العصر الحديث بثلاث مراحل: وكانت انطلاقته الأولى من التراث القديم، يستمد منه ويسترشد به ويحاكيه، ومثال على ذلك ما أنتجه بعض الشعراء والكتاب في أوائل القرن العشرين أمثال: محمود سامي البارودي، أحمد شوقي، حافظ ابراهيم.
وكانت المرحلة الثانية تمثل الاتجاهات الحديثة للشعر في الغرب متأثرة بما ساد النهضة الأدبية الغربية، ومثل هذا الدور خليل مطران ومن حذا حذوه من شعراء وأدباء المهجر مثل جبران خليل جبران، نسيب عريضة، الياس فرحات، ميخائيل نعيمة وغيرهم.
والمرحلة الثالثة تبدو فيها محاولة التحرر من القديم، ومايسوده من قيود الوزن والقافية وتعدد أغراض القصيدة، هذا في الشعر أما في النثر فقد فتحت أمامه أبواب الثقافات الأجنبية المختلفة، وحصل تفاعل بين الثقافة العربية والثقافة العالمية، وانعكس ذلك على الفكر العربي، ونال منه الشيء الكثير، فقد تعددت فنونه، وتنوعت مواضيعه من مقالة وقصة، ورواية ومسرحية، وحصل تطور في أسلوب النثر، وبرزت جماعة أثرت في تطوير أسلوب النثر في الأدب العربي أمثال: رفاعة الطهطاوي، والمنفلوطي، والرفاعي، وطه حسين والعقاد. وظهرت في الأدب العربي فنون جديدة ارتبطت بحركة الترجمة والتعريب وخاصة ظهور الروايات الأدبية، والقصص، والمسرحيات، وكان منها المترجم والمؤلف، ومن أبرز من أثر في الرواية العربية القصة القصيرة، توفيق الحكيم، ويوسف ادريس، ويحي حقي وغيرهم.
عناصر الأدب:
الأدب كما هو معروف نقد للحياة بما فيها من خير وشر، من عدل وظلم، من مودة وعداوة، ومن كل هذا يؤلف الأدب مادته، ويجد فيه موضوعه ويصوغ قوالبه، ويضيف اليه من معانيه وأخيلته، وبذلك تكتمل لديه الصورة الأدبية، وعناصرها: الخيال، العاطفة، المعاني، الأسلوب.
الخيال:
الخيال هو الملكة التي يستطيع بها الأدباء أن يؤلفوا صورهم من احساسات سابقة لا حصر لها، تختزنها عقولهم، وتظل كامنة في مخيلتهم، حتى يحين الوقت فيؤلف منها الصورة التي يريدونها صورة لهم لأنها من عملهم وصنعهم .
مصادر الخيال:
1. المعلومات وغزارتها.
2. الوجدان ونصيبه من التأثر والحساسية، وقوة الاستجابة.
3. الحرية التي يحس الانسان في كنفها أن عقله يسبح في عالم يغمره النشاط والاقدام، والمقصود بالحرية: الحرية الاجتماعية والسياسية وحرية القول والفكر .


العاطفة:
العاطفة أحد الأركان التي يقوم عليها البناء الأدبي. وهي وسيلة وأداة هامة من الأدوات التي يعتمد عليها الأدب في ابداء واظهار انفعالاته وأشجانه والتعبير عنها تعبيرا صادقا. والعواطف الأدبية أربع أنوع: الرغبة، الرهبة، الطرب، والغضب. وجميع العواطف مصدرها الاحساس بالجمال، أي الاحساس بلذة الجمال عندما نسمع ونقرأ، أو نشاهد أثرا جميلا .
المعاني:
يشترط في المعاني أن تكون خالية من التعقيد، والغموض، وأن تكون واضحة.
الأسلوب أو التعبير:
بهذا العنصر يتمكن الأديب او الكاتب من اخراج معرفة التلاميذ باللوحات والجمل والعبارات المستخدمة في الكلام والكتابة وهي تساعد التلاميذ في تكوين احساسهم اللغوي، وتذوقهم لمعاني الجمال وصوره فيما يستمعون وفيما يقرؤون ويكتبون.

المصدر: محمد مندور: في الأدب والنقد: القاهرة: نهضة مصر للطبع والنشر -جعلان -

COMANDER
24-01-2009, 02:12 PM
أثر القرآن الكريم في الشعر الأندلسي

يأتي كتاب (أثر القرآن الكريم في الشعر الاندلسي.. منذ الفتح وحتى سقوط الخلافة ـ 92 ـ 422ه) لمؤلفه الدكتور محمد شهاب العاني.. والصادر مؤخرا عن دار الشئون الثقافية العامة ببغداد.. ليسد ثغرة في المكتبة العربية والادب العربي، في الوقت الذي سبقته فيه عدة دراسات اهتمت بأثر القرآن الكريم في الشعر العربي، منها دراسة الدكتورة ابتسام مرهون الصفار (اثر القرآن في الادب العربي في القرن الاول الهجري).. ودراسة الدكتور شلتاغ عبود شراد (أثر القرآن في الشعر العربي الحديث).
ويبدو جليا ان إعداد هذا الكتاب قد تطلب قراءات كثيرة متمعنة في آيات الله البينات، من حيث ألفاظها ومعانيها وفواصلها وقصصها واسلوبها، لفهم ما يمكن فهمه، ثم الانتقال الى تلمس آثار ذلك كله في الشعر الاندلسي، لمعرفة مدى هذا المؤثر فيه، وكيفية تفاعل الشعراء الاندلسيين معه.. فقد كان الادب الاندلسي يعيش في الثقافة القرآنية، فكان من الطبيعي تقصي أثر القرآن الكريم في أبيات هذا الشعر وملاحقة هذا الاثر في الاغراض الشعرية كلها: ألفاظه وتعابيره ومعانيه وصوره في البناء الشعري.. منذ ان وطئت اقدام العرب المسلمين الفاتحين هذه البلاد حتى سقوط الخلافة سنة 422هـ .. وبداية أفول نجم هذه الدولة القوية، التي قدمت صورة مشرقة من صور الحضارة العربية الاسلامية في الجانب الغربي للدولة العربية الاسلامية الكبيرة.
فقد كانت الالفاظ القرآنية رافداً من الروافد اللغوية، يستقي منه الشعراء الاندلسيون ماكان يحلو لهم من جواهر الالفاظ القرآنية بمعانيها وايحاءاتها.. الامر الذي كان يعكس إعجابهم واهتمامهم بلغة القرآن الكريم وحفظهم إياها حفظاً كان يملأ اذهانهم ومخيلاتهم.. فيجري ذلك على ألسنتهم في خلقهم الشعري.
كشفت الدراسة في موضوع الفاصلة القرآنية عن جانب من جوانب تأثير القرآن في الشعر الاندلسي، ظهر في القوافي الشعرية.. فجاء تواليها كثرة وقلة، مسايرة لكثرة حروف الفواصل القرآنية وقلتها.
في حين جاء تأثير القصص القرآني في الشعر الاندلسي إشارة او تلميحاً او تصريحاً، كي يعكس ـ كما يؤكد المؤلف ـ ضرباً من الاختزال الرائع للمعاني وتكثيفها، يغني الشاعر عن التفصيل والشرح.. وهذه الظاهرة تتماشى مع طبيعة الشعر الذي يحب الرمز والاشارة والتلميح اكثر من التصريح.
اما في موضوع الصورة فقد بيّن الكتاب ان الشعراء الاندلسيين قد اعجبوا بها، إذ تبين ذلك كله بأشكال مختلفة، تدل على تفاعل الشاعر الاندلسي مع الصورة القرآنية تفاعلاً ذكياً واعياً، ظهر في انواع الصورة المفردة والاصلية والمنقولة والايحائية والمحورة.. كما وظف الشاعر المثل القرآني في شعره، وخاصة الامثال التي تنسجم مع طبيعة الحياة الاندلسية وثقافة الشاعر القرآنية.
كما تناول الكتاب اثر الاسلوب القرآني في الشعر الاندلسي.. فتوزع هذا التأثير بين اسلوب الخبر واسلوب الانشاء.. ففي اسلوب الخبر، تعلّق الشعراء بهذا الاسلوب من اجل دقة التعبير، وخاصة في موضوعات المديح والشكوى والاخوانيات والزهد.. اما في اسلوب الانشاء بقسميه الطلبي وغير الطلبي، فقد تأثر الشعراء تأثرا واضحا بموضوعات الامر والاستفهام.. حيث تصرف الشعراء بالجملة الامرية القرآنية، من حيث التقديم والتأخير والصياغة، كما استعان الشاعر بأسلوب الامر في موضوعات مختلفة وبخاصة في موضوعات الوعظ والارشاد والدعوة الى الفضيلة.
وتناول الكتاب موضوع التأثر بالمعاني القرآنية، حيث اشار الى انه قد ظهر في جوانب مختلفة في اللغة واللفظ والمعنى.. ولاسيما في الموضوعات الجادة.. الامر الذي يدل على قوة تثقف الشاعر الاندلسي بالثقافة الدينية، وفي اولها المادة القرآنية وعناصرها المختلفة، ومنها اللغة والالفاظ والمعاني، وما كان يقترن بها، ويشع منها رموز وايحاءات كانت لغة الشعر الاندلسي تخزن كثيرا منها وتترصع بها وتتحلى.
ويشير الكتاب الى ان تأثر الشاعر الاندلسي بالقرآن الكريم كان قد ظهر منذ وقت مبكر، واستمر هذا التأثر في العصور اللاحقة.. ويلاحظ ان التأثر بالقرآن الكريم كان واضحاً عند اكثر شعراء الاندلس ولكن بدرجات متفاوتة.. واكثر من ظهر اثر القرآن في شعره ودل على ثقافته القرآنية العالية هم كبار الشعراء بخاصة وهم على التوالي: ابن دراج، ابن زيدون، ابن هاني، ابو اسحاق الالبيري، ابن عبد ربه، ابن حزم، ابن شهيد، يوسف بن هارون الرمادي.. وغيرهم من الشعراء المشهورين.. وكان ذلك في موضوعات الشعر المختلفة، فلقد عاش القرآن الكريم مع الشاعر الاندلسي في فكره ووجدانه وخياله، وبكل تفاصيل حياته، فكان المنبع الثر الذي أمد الشاعر بكثير من المعاني والصور ومقومات لغته الشعرية.
وقد لا نكون مغالين اذا قلنا ان الدراسة استطاعت ان تحدد طبيعة الاثر القرآني في الشعر الاندلسي وتكشف عن حجم هذا التأثير وجوانبه وانواعه.. وهو تأثر ليس هينا ولا بسيطاً ولا قليلاً.. وهو في الوقت نفسه ذو دلالة قوية على اهمية القرآن الكريم الكبيرة في احكام وحدة العربي وشد عراه في ارجاء الوطن العربي والعالم الاسلامي الواسع.
لقد اتبع المؤلف في كتابه هذا منهجاً استقرائياً وصفياً واحيانا تحليلياً يعتمد النصوص الشعرية في دواوين الشعراء والمجاميع الشعرية الاخرى، محاولة منه في استشفاف العناصر القرآنية كالمعاني والالفاظ والصور وكيفية توظيفها وكذلك اقتباسات الشعراء من الآيات المجيدة.. ولبيان ما كان للقرآن من تأثير وآثار في تلك النصوص.. ولم تكن مهمة رصد الاشعار وادامة النظر فيها سهلة.. فقد تطلب من المؤلف قراءة كل ما جاء في الدواوين والمصادر بحثاً عن مقطوعة او بيت او مفردة يستدل بها على الاثر القرآني..
من هنا فرضت طبيعة الموضوع تقسيم الدراسة الى بابين.. كان الاول في البنية الشكلية واشتمل على ثلاثة فصول: جاء الاول كي يبين اثر الاقتباس القرآني في الشعر الاندلسي حيث تناول المؤلف فيه انواع الاقتباس النصي والاشاري.. ثم الفصل الثاني: أثر الالفاظ القرآنية في الشعر الاندلسي، جرى فيه تتبع الالفاظ التي استعان بها الشاعر الاندلسي.
ثم الفصل الثالث وهو أثر الفاصلة القرآنية في الشعر الاندلسي.. حيث تناول المؤلف فيه موضوع الفاصلة واهميتها في القرآن الكريم واختلافها عن السجع وتأثر الشاعر بتلك الفواصل في قوافي الشعر، مبيناً اهم الحروف واكثرها دورانا في الشعر.
أما الباب الثاني فقد خصص لموضوع البنية المعنوية واشتمل على اربعة فصول: الفصل الاول في تأثير القصص القرآني في الشعر الاندلسي سواء جاء إشارة او تلميحاً او تصريحاً، وبيان أكثر القصص تأثيرا.. وجاء الفصل الثاني في موضوع أثر الصورة القرآنية في هذا الشعر.. ثم الفصل الثالث في موضوع آثار اسلوبية قرآنية في الشعر الاندلسي.. واخيراً دار الفصل الرابع على المعاني القرآنية التي أثرت في الشعر الاندلسي لبيان قوة تثقف الشاعر الاندلسي بتلك المعاني والاستعانة بها في الموضوعات المختلفة