مشاهدة النسخة كاملة : قواعد اللغة العربية +عناصر اللغة العربية وخصائصها +فنون الكتابة ..


COMANDER
24-01-2009, 01:59 PM
قواعد اللغة العربية

1- أفعال المسموعة وإعرابها 2- الأفعال المقيسة
حين تعبر العرب عن المدح والذم تعبيراً لا يخلو من التعجب، تصوغ له أفعالاً منقولة عن بابها لأَداء هذا المعنى الجديد، على صيغ خاصة لا تتغير، ولذلك كانت هذه الأفعال كلها أفعالاً جامدة لا مضارع لها ولا أمر. وهي صنفان:
أ- الصنف الأول: نعم وبئس وساء، وحبذا ولا حبَّذا.
فأما نعم وبئس ففعلان جامدان مخففان من (نَعِم، وبَئِس)، و(ساءَ) أَصلها من الباب الأَول (ساءَ يسوءُ) وهو فعل متعدٍ، فما نقلوه للذم إلى باب (فَعُل): جمُدَ وأَصبح لازماً بمعنى بئس. والتزمت العرب في فاعل نعم وبئس أَن يكون أحد ثلاثة:
1- محلىًّ بـ(أَل) الجنسية، أو مضافاً إلى محلىًّ بها، أَو مضافاً إلى مضاف إلى محلىًّ بها: نعم الرجل خالد، نعم خلقُ المرأَة الحشمة، بئس ابن أخت القوم سليم.
2- أَو ضميراً مميزاً (مفسراً بتمييز): نعم رجلاً فريد ، وساءَ خلقاً غضبك.
3- أَو كلمة (ما) بئس ما فعل جارك: ساءَ ما كانوا يصنعون. والمرفوع بعد الفعل والفاعل هو المخصوص بالمدح أو بالذم، إذ معنى (نعم الرجل خالد) أَن المتكلم مدح جنس الرجال عامة (وفيهم خالد طبعاً) ثم خص المدح بـ(خالد) فكأَنما مدحه مرتين. ويعرب المخصوص بالمدح أَو بالذم خبراً لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو)، أو (الممدوح أو المذموم)، وكأَن الكلام جوابٌ لسائلٍ سأَل (من عنيت بقولك: نعم الرجل؟). أَما إذا تقدم المخصوص على جملة المدح مثل (خالد نعم الرجل) فيعرب مبتدأً والجملة خبره.
وأَما حبذا: فـ(حَبَّ) فعل ماض جامد و(ذا) اسم إشارة فاعل، والمخصوص بالمدح، خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو)، ولا يتقدم على الفعل، ولا يشترط أَن يكون أَحد الثلاثة الماضية في فاعل نعم، فيجوز أَن تقول لا حبذا خليل، وإِذا اتصل بها فاعل غير (ذا) جاز جره بالباءِ الزائدة: أَخوك حَبَّ به جارا.
ب- الصنف الثاني: كل فعل قابل للتعجب يمكن نقله إلى الباب الخامس (فعُل يفعُل) إذا أُريد منه مع التعجب المدحُ أَو الذم. ففعل (فهِم يفهَم) من الباب الرابع (فهم الطفلُ المسأَلة)، أَما إذا زاد فهمه حتى صار يُتَعجَّب من سرعته وأَردنا مدحه قلنا (فهُم الطفل) بمعنى أَن الفهم صار ملكةً فيه وغريزة ثابتة، لأن الباب الخامس خاص بالغرائز مثل: (المحسنتان نبُلتا فتاتين). وإذا أَخبر إنسان بخلاف الواقع قلنا ((كذَب في خبره))، أَما إذا صار الكذب غريزة له ونبغ فيه وأَردنا التعجب من ملازمته له مع ذمة قلنا ((كذُب)). والمعتل اليائي يحول إلى الواو إِذا نقلناه إلى باب ((كرُم)) للمدح أَو الذم: (هَيُؤَ صالحٌ) بمعنى صار ذا هيئة حسنة.
الشواهد
- أ -
1- {ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا}
زهيرٌ، حسامٌ مفرد من حمائل 2- فنعم ابن أُخت القوم غيرَ مكذَّب
أبو طالب
فنعم المرءُ من رجل تهامي 3- تخَيَّرَه فلم يعدِلْ سواهُ
الأسود الليثي
4- ((من توضأَ يوم الجمعة فبها ونعمتْ، ومن اغتسل فالغسل أَفضل))
حديث شريف
5- {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ} الأَصل فنعم ما هي
[البقرة: 2/271]
على كل حالٍ من سحيل ومبرم 6- يميناً لنعم السيدان وجدتما
زهير
السحيل الخيط المفتول، أراد على كل حال من سهل وصعب.
إذا ذكرت ميُّ فلا حبَّذا هيا 7- أَلا حبَّذا أَهل الملا، غير أَنه
ذو الرمة
وحَب بها مقتولة حين تقتل 8- فقلت اقتلوها عنكمُ بمزاجها
للأَخطل يصف الخمرة
- ب -
وَفْوا، وتواصَوْا بالإِعانة والصبر 9- أَلا حبذا قوماً سُليمٌ، فإِنهم
كلاهما غيث وسيف عضب 10- نعم امرأَيْن حاتم وكعب
ولا حبذا العاذلُ الجاهلُ؟ 11- أَلا حبذا عاذري في الهوى
________________________________________
وحينئذ يلازم الفعل الإفراد مهما يكن المخصوص بالمدح أو الذم مثل: نعم رجليْن خالدٌ وفريد، نعمتْ أو نعم طالباتٍ هندٌ ودعد وسعاد. بئس أخلاقاً الكذبُ والغدر والغش، فالتمييز حينئذ هو الذي يطابق المخصوص تثنيةً وجمعاً.
مما استوفى الشروط المذكورة في باب التعجب.
الجامد والمتصرف
أنواع الجامد - أنواع المتصرف - اشتقاق المضارع - اشتقاق الأمر
أكثر الأفعال له ثلاث صيغ: الماضي والمضارع والأمر مثل: كتب وقرأ وعلم إلخ. فهذه أفعال متصرفة تامة التصرف نقول منها: كتب يكتُبُ، اكتُبْ.. إلخ، ومنها ما لا يأْتي منه إلا صيغتان: الماضي والمضارع فقط، كأَفعال الاستمرار: ما زال ما يزال، وما برح وما يبرح وأَخواتهما: انفك، فتىءَ، و(كاد) و(أَوشك) من أفعال المقاربة. وليس من هذه الأَفعال صيغة للأَمر، فهي ناقصة التصرف.
ومنها ما يلازم صيغة واحدة لم يأْت منه غيرها فهذا هو الفعل الجامد، فإما أَن يلازم صيغة المضيِّ مثل: ليس، عسى، نعم، بئس، ما دام الناقصة، و(كرب) من أفعال المقاربة، وأَفعال الشروع، وحبذا، وصيغتي التعجب وأَفعال المدح والذم الآتي بيانها في بحثٍ تالٍ، وإِما أَن يلازم صيغة الأَمر مثل: هب بمعنى (احسِب) وتعلَّمْ بمعنى (إِعلم) فليس لهما بهذا المعنى مضارع ولا ماض.
ومعنى الجمود في الفعل عدا ملازمته الصيغة الواحدة: عدم دلالته على زمن، لأَنه هنا يدل على معنى عام يعبر عن مثله بالحروف، فالمدح والذم والنفي والتعجب، معانٍ عامة كالتمني والترجي والنداء التي يعبِّر عنها عادة بالحروف، ولزوم الفعل حالة واحدة جعله في جموده هذا أشبه بالحروف، ولذا كان قولك: (عسى الله أن يفرج عنا) مشبهاً (لعل الله يفرج عنا). ولا يشبه الفعل الجامد الأَفعال إلا بدلالته على معنى مستقل واتصال الضمائر به، فتقول: ليس وليسا ولستم، وليست ولستُ كما تقول عسيتم وعسى وعسيتنَّ إلخ.
ومن النحاة من يلحق بالأَفعال الجامدة (قلَّ) و(كثُر) و(شدّ) و(طال)، و(قَصُر) في مثل قولنا (قلَّما يغضب أَخوك وطالما نصحته، وشدَّ ما تعجبني الكلمة في موضعها، وطالما تغاضيت) والحق أَنها أفعال متصرفة وأَن (ما) فيهن: مصدرية، وفاعلها المصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها، والتقدير في الجمل السابقة: (قلَّ غضبُ أَخيك وطال نصحي له.. إلخ) فلا داعي لعدها من الأَفعال الجامدة لا في المعنى ولا في الاستعمال.
التصرف
أولاً: يتصرف الفعل المضارع من الفعل الماضي بأَن:
أَ- نزيد عليه أَحد أحرف المضارعة (الهمزة للمتكلم وحده، أَو النون للمتكلم مع غيره، أو الياء للغائب، أو التاءُ للمخاطبين أو الغائبة) مضموماً في الفعل الرباعي ومفتوحاً في غيره.
ب- ثم ننظر في عدد حروفه على ما يلي:
1- الثلاثي نسكن أَوله ونحرك ثانية بالحركة المسموعة فيه: ضمةً أَو فتحةً أَو كسرةً. فنقول مثلاً، يكتُب ويَفْتَحَ ويضرِب.
2- الرباعي والخماسي والسداسي إن لم تكن تبتدئ بتاءٍ زائدة، نكسر ما قبل آخرها بعد حذف أَلف الوصل من الخماسي والسداسي وهمزة القطع الزائدة من الرباعي فنقول: يُدَحْرج، يَنطَلِق، يسْتَغْفِر، يُكَرِم.
فإِن بدئت بتاءٍ زائدة بقيت على حالها: تشارَكَ يتشارك، تعلَّمَ يتعلَّمُ، تدحرج يتدحرج.
ثانياً: يتصرف الأَمر من المضارع بإجراء الخطوات التالية:

1- إِدخال الجازم على المضارع: لم يكْتبْ، لم يَرْم، لم يدَحرجْ، لم ينطلقوا، لم تستخرجي، رفيقاي لم يتشاركا.
2- حذف حرف المضارعة.
3- رد ألف الوصل وهمزة القطع اللتين كانتا حذفتا في الفعل المضارع فنقول: اكتبْ، دحْرجْ، انطلقوا، استخرجي، تشاركا يا رفيقيَّ.

المصدر:-
الموجز في قواعد اللغة العربية - جعلان-

COMANDER
24-01-2009, 02:00 PM
عناصر اللغة العربيةو خصائصها

مقدمة

الحمد لله الذي رفع هذه اللغة و أعلى شأنها , حيث أنزل بها خير كتبه و أفضلها , و الصلاة و السلام على أفصل الأنبياء و خاتم المرسلين , نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد :-
في هذا البحث سوف نتكلم بإيجاز عن اللغة العربية من حيث العناصر و الخصائص.
إن لغتنا العربية هي ركن ثابت من أركان شخصيتنا , و فيحق لنا أن نفتخر بها , و نعتز بها و يجب علينا أن نذود عنها و نوليها عناية فائقة . و يتمثل واجبنا نحوها في المحافظة على سلامتها و تخليصها مما قد يشوبها من اللحن و العجمة و علينا أن لا ننظر إليها بوصفها مجموعة من الأصوات و جملة من الألفاظ والتراكيب بل يتعين عينا أن نعتبرها كائناً حياً , فنؤمن بقوتها و غزارتها و مرونتها وقدرتها على مسايرة التقدم في شتى المجالات




لقد اختلف العلماء في تعريف اللغة و مفهومها , وليس هناك اتفاق شامل على مفهوم محدد للغة و يرجع سبب كثرة التعريفات و تعددها إلى ارتباط اللغة بكثير من العلوم .
أول من عرف باللغة أبو الفتح عثمان بن جني في كتابه ( الخصائص ) , و هذا التعريف للغة يبدو أكثر إحاطة من بعض التعريفات العصرية , يقول ابن جني في تعريفه للغة ( أما حدٌّها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ) .
ويعرف الدكتور تمام حسان اللغة بأنها منظمة عرفية للرمز ‘إلى نشاط المجتمع
التعريف الاصطلاحي :
يمكن أن نخلص إلى تعريف للغة يتشكل عبر تلك المفهومات :
( فاللغة نظام صوتي يمتلك سياقا اجتماعيا و ثقافيا له دلالاته و رموزه و هو قابل للنمو و التطور يخضع في ذلك للظروف التاريخية و الحضارية التي يمر بها المجتمع ).




خصائص اللغة العربية

إذا أردنا أن نبني حديثنا عن خصائص اللغة العربية عل أسس و قواعد علمية يمكن أن ننظر إلى المسألة من زوايا ثلاث :
أولاً : البناء الداخلي:
ثانياً : خصائص تتعلق بالجانب التراثي المعرفي و الروحي :
ثالثاً : خصائص شعرية إيحائية :
وسوف أتحدث في هذا البحث عن البناء الداخلي فقط

أولاً : البناء الداخلي:
بما في ذلك القواعد و الأصول التي تنهض عليها اللغة من الناحية النحوية أو الصرفية أو الصوتية أو البلاغية أو المعجمية أو ما يتعلق بفقه اللغة
و علومها .
مبدأ الاعتدال : الذي بنيت عليه اللغة العربية , فأكثر كلماتها وضعت على ثلاثة أحرف , و قليل منها أصله رباعي أو خماسي لكيلا يطول النطق و يعسر , فلم يكثروا من الألفاظ الثنائية خشية تتابع عدة كلمات في العبارة الواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه ما يشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة من حرفين , و قد خرجت بعض اللغات عن الأخرى عن الاعتدال _ كما يقول الباقلاني _ يتكرر في بعض الألسنة الحرف الواحد في الكلمة الواحدة , و الكلمات المختلفة كثيراً نحو تكرر حرفي الطاء و السين في اللغة اليونانية , و الحروف الكثيرة في تسمية الشيء الواحد في لغة الترك .
و قد شهد للغة العربية الكثير من الدارسين و المستشرقين و الأجانب و حتى الكارهين أمثال ارنست رينان في كتابه ( تاريخ اللغات السامية ) ووصفها قائلا : ( تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ورقة معانيها و حسن نظامها , ظهرت كاملة من غير تدرج ) و قال عنها المطران يوسف داوود الموصلي : ( أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعد المنطق عباراتها سلسة طبيعية ).
و في حديث للمستشرق ماسينون عام 1949 تحدث عن تركيب اللغات المختلفة فأوضح أن العربية تفضل العبرية و السريانية لقدرتها على الجمع بين خصائص
السامية , و الميزات الخاصة التي تتمثل في سعة مدارجها الصوتية من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين , مما أدى إلى انسجام صوتي مع توازن و ثبات بالاضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها , و لكل صوت من اللغة العربية صفة و مخرج و إيحاء
و دلالة و معنى داخل و إشعاع و صدى و إيقاع .
و من خصائص اللغة العربية اتساع معجمها فالمعنى الواحد وضعت له ألفاظ متعددة لتكثير وسائل التفاهم و حتى يجد المتكلم سهولة و عدم توقف أثناء الخطاب فإذا غاب عنه لفظ كان بوسعه أن يأتي بمرادفه و إذا كان لا يستطيع النطق بكلمة كالألثغ لجأ إلى كلمة مرادفه لها كما فعل واصل بن عطاء الذي لم يكن يحسن النطق بالراء فألقى خطبة بكاملها بدون أن يلجأ إلى الكلمات التي تحتوي على حرف الراء ,
وقد أدى وجود ظاهرة الترادف في اللغة العربية إلى عصمة الخطباء و الكتاب من التكرار مثال ذلك قول معاوية من لم يكن من بين عبد المطلب جواداً فهو دخيل , و من لم يكن من بني الزبير شجاعا فهو لزيق , و من لم يكن من ولد المغيرة تيّاها فهو سنيد ) فلم يكرر كلمة دخيل و استعاض عنها بكلمتين مترادفتين .
و للغة العربية طريقة عجيبة في التوليد جعلت آخر هذه اللغة متصلاً بأولها في نسيج ملتحم من غير أن تذهب معالمها بعكس اللغات الأوروبية , ففي اللغة العربية نشتق المكتبة ( اسم المكان ) من الكتاب و الكتابة بينما لا علاقة بين (book ) التي تعني كتاب في اللغة الإنجليزية و بين ( library ) التي تعني مكتبة .
و من خصائص اللغة العربية أن الكلمة الواحدة فيها تحتفظ بدلالاتها المجازية و الواقعية دون التباس بين المعنيين .
و لقد انفردت اللغة العربية بفن من النظم الشعري _ كما يقول العقاد _ لم تتوافر شرائطه و أدواته , و كلمة ( الشعر ) في اللغة العربية مع تحريفاتها الكثيرة ترجع في اللغات السامية إلى أصلها العربي كما يروي الثقاة من اللغويين المحدثين فكلمة
( شيرو) في الأكدية القديمة و (شير) في العبرية , و ( شور ) في الآرمية كلها ترتبط بمعني الإنشاد و الترنم الذي يشير إلى ( الشعر ) و هي كلمة عربية الأصل .
و كذلك اللغة العربية لغة مجاز , و المجاز كما هو معروف الخاصية الأولى للغة الشعر و ليس المجاز ما يشغل ذهن المتكلم إذ سرعان ما ينتقل المتلقي بذهنه إلى المعنى الأصلي , فمثلا لو قال شخص عن آخر أنه ( أسد ) فسوف يفهم السامع مباشرة أن المقصود من ذلك هو الشجاعة .
ولو لاحظنا اللغة العربية لوجدنا أنه يكثر فيها اقتران المعاني الحسية بالمعاني المجردة و انتقال المفردة من معنى إلى آخر لا بلغي المعنى السابق لذلك فإن لغتنا العربية لا تحتاج إلى التسلسل التاريخي في وضع معاجمها الحديثة لان معانيها في الغالب لا تهجر بل تستخدم كلها وفقاً لسياقاتها المتنوعة .
و أريد أن أضيف أن اللغة العربية تميزت بعدة ظواهر لغوية تدل على مدى سعة اللغة العربية و ثراءها و سعة الدلالة فيها على المعنى , سوف أذكرها باختصار
أ ) ظاهرة الترادف :
و تعني ما اختلف لفظه و اتفق معناه حيث تطلق عدة كلمات على مدلول واحد , و قد كان للعلماء الباحثين في هذه المسألة مواقف متباينة فمنهم من أثبت وجود الترادف دون قيود و هم الأكثرية , و هناك من أنكر و جود هذه الظاهرة إنكاراً تاما ً موضحا ً أن هناك فروقاً ملموسة في المعنى , و هناك فريق ثالث أثبت الترادف لكنه قيده بشروط أقرب ما تكون إلى إنكاره .
ب ) المشترك :
و هو اللفظ الواحد له أثر من معنى , و هو قليل جداً في اللغة ,
و مثال ذلك العين التي هي في الأصل عضو الإبصار , فلأن الدمع يجري منها كما يجري الماء , أو لمعانها و ما يحف بها من أهداب تشبه عين الماء التي تحف بها الأشجار , و العين من أعيان الناس و هم وجهاؤهم , لقيمتهم في المجتمع التي تشبه قيمة العين في الأعضاء , و العين بمعنى الإصابة بالحسد لأن العين هي المتسببة في هذه الإصابة....و ما إلى ذلك من معان .
ج ) التضاد :
و هو ضرب من ضروب الاشتراك إذ يطلق اللفظ على المعنى و نقيضه مثال ذلك : الأزر : القوة و الضعف , السبل : الحلال و الحرام , الحميم : الماء البارد و الحار , المولى : السيد و العبد , الرس : الإصلاح و الفساد ....الخ.
د ) الاشتقاق :
و هو من أكثر روافد اللغة و توسعها أهمية , و من أبرز خصائص اللغة العربية و يدور معنى الاشتقاق في اللغة حول المعني الرئيسية التالية :
الدلالة الحسية : أخذ الشيء و هو نصفه .
الدلالة المعنوية : الخصومة و الأخذ في الكلام .
الدلالة الصرفية : اشتق الحرف من الحروف أي أخذه منه .
هـ) التعريب و التوليد:
المعرب : و هو لفظ استعاره العرب القدامى في عصر الاحتجاج باللغة من أمة أخرى , و استعملوه في لسانهم مثل : السندس , الزنجبيل , الإبريق و ما إلى ذلك
المولّد : و هو لفظ عربي البناء أعطي في اللغة الحديثة معنى مختلفاً عما كان العرب يعرفونه , مثل : الجريدة , المجلة , السيارة , الطيارة .... الخ .
و ) النحـت :
و يعرف بأنه انتزاع كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر تدل على معنى ما انتزعت منه كالبسملة من قولنا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) , أو حر فين مثل إنما) من إن و ما .....الخ.
ز ) تلخيص أصوات الطبيعة :
من وسائل زيادة الثروة اللغوية في اللغة العربية تلخيص أصوات الطبيعة و محاكاتها و في اللغة العربية ألفاظ كثيرة دالة على أصوات الحيوانات و ضوضاء الأشياء و هناك ألفاظ دالة على النطق و الكلام مثل تعتع أي ( تردد في الكلام ) .
ح ) انتقال المفردة من المحسوس :
و هذا الانتقال أثر في الفكر و بروز الحاجة إلى التعبير عن المعقولات و المجردات , من ذلك :
الاقتباس : اصلها المادي قبس من النار ثم نقل المعنى إلى الأخذ من العلم والكلام و هو معنى معنوي .
التشاجر : اصلها في الدلالة المادية تداخل الشجر و تشابكه ثم انتقل إلى الدلالة المعنوية ( المخاصمة ) .

COMANDER
24-01-2009, 02:03 PM
فنون الكتابة

مقدمة

فنّ الكتابة

فنّ الكتابة أحد فنون اللغة ؛ فهو تطبيقٌ لما تشتمل عليه من قواعدَ وخصائصَ ، ويأتي صنواً لميدان الكلام ، فكما أنّ الكلام تُراعى فيه قواعد اللغة ، ويسعى المتحدّث إلى الوصول إلى أقصى درجات الإتقان في الفصاحة والبيان ، فكذا الكتابةُ يسعى فيها الكاتب للحصول على أوفر الحظّ والنصيب في تطبيق قواعد اللغة ، والرقيّ بلغته إلى أرقى درجات الفصاحة ، ولا يقلّ التفوّق فيه عن التفوّق في الميادين الأخرى .

حاول الإنسان منذ بداية تحضره تسجيل تاريخه , وان كنا لا ندرك على وجه اليقين القاطع بداية تاريخ الكتابة والتدوين هل وجدت مع وجود آدم كما جاء في كثير من الكتب السماوية؟ وهنا حديث طويل حول أول من خط من بعد آدم وهو نبي الله ادريس وإلى ما هنالك من بحوث مازالت مجال جدل ,

على أن كتب التاريخ تقول :
أن أول مخطوط أثري عثر عليه من لوح الاردواز مدون عليه قصة توحيد القطرين في عهد الملك مينا في الدولة الفرعونية القديمة , ثم ظهرت الألواح الطينية بالكتابة المسمارية عن اللغة الآرامية في البابلي آشوري, وكذلك الخط الحثي الذي كان مستعملاً قديما في بلاد الشام .. والحثيون هم نسل حث بن كنعان .. وباقي الحضارات العظيمة التي بقيت شواهدها إلى يومنا هذا على الجدران والمسلات وآثار الإنسان في العهود السابقة, كما ظهرت الكتابة على الألواح الخشبية في الصين والهند, ثم على رقائق الذهب والفضة في جنوب شرق آسيا, وعلى عظام الحيوانات والأحجار في بعض دول آسيا وأفريقيا حتى مطلع القرون الوسطى, كما استعملت جلود الحيوانات كالرق والبارشمنت في كتابة النصوص الدينية والتاريخية ولعلنا نذكر ماهو مشهور حالياً ومعروف باسم لفائف البحر الميت. وبعدها شكل الورق العنصر الهام لتدوين المخطوطات بعد أن كانت مرحلة صناعة الورق الأولى من نبات البردي حتى قام الصينيون بصناعة الورق بشكله المعروف الآن بخليط من الخشب والألياف والسيليلوز, وانتقلت صناعة الورق إلى الشرق الأوسط في الفتح الإسلامي.

وعن اللغات التي كتبت بالحرف العربي منها:

0 اللغة التركية
وهي من لغات تركستان(الطورانية) والمنتشرة في تركيا تركستان وروسيا ويتفاهم بها المغول الأتراك من الأزابكة والتتر والتركمان والعثمانيين وغيرهم وأشهر فروعها
1 التركية العثمانية وهي اللغة الرسمية
2 التركية القازنية: أو اللغة التترية وهي لغة التتار المسلمين
3 التركية القرمية : والتي اختلطت بكثير من العربية والروسية
4 التترية النوجائية, أو الكارسية والتي تلتقي مع القرمية والآذرية
5 التركية الآذرية الأذربيجانية ... وللاختصار نقول : الداغستانية والجركسية والأنبروغية والأزوكية والكشغرية

0اللغات الهندية
هي من اللغات الآرية والتي تدعى اليافثية وينقسم عنها السنسكريتية ومنها.. اللغة الأوردية , والدكنية, والكشميرية , والسندية , والملاكية أو لغة الملايو, الجاتكية أو المولتانية واللسان الجاوي .

0 اللغات الفارسية
الفارسية كانت تكتب قبل الإسلام بالخط البهلوي
أيضاً اللغة الأفغانية والتي تسمى في قندهار بشتوية بختوية , واللغة البلوشية والكردية

0 اللغات الأفريقية
ومنها اللغة البربرية الشحلية والبربرية الريفية , واللغة النوبية, واللغة الحسية وتسمى بلغة سقطو , وأيضا اللغة السواحلية والملجاشية والحبشية , حتى نصل إلى لغتنا العربية

وقد اتخذ الرسول الكريم كتابا له وكذلك اتخذ الخلفاء وأمراء ةملوك المسلمين كتٌابا لأنفسهم .
وإذا كنا ندين بالفضل إلى المخطوطات التي نقلت لنا العلوم والفنون والآداب للسابقين فإننا من باب أولى نشير إلى فضل النساخ والخطاطين, فهؤلاء هم من دونوا بحسهم وإحساسهم ورهافة فنهم تلك الأعمال كما قاموا على صناعة الأحبار من كثير من المواد سواء مسحوق الفحم أو السخام أو الكحل, وأشياء كثيرة عملت على بقاء هذه العلوم العظيمة التي نفاخر بها وسط الأمم المتحضرة.

وقد تطور الخط وتطورت الكتابة عن حلقات من الخطوط المصرية القديمة إلى الفينيقي ثم الآرامي أو المسند, وهناك كتاب مهم باسم (سجل تاريخي للنقوش العربية) يقول : إن أصل الكتابة العربية نبطي وهي كتابة متفرعة عن الكتابة الآرامية التي تفرعت بدورها عن الفنيقية.

الخط والكتابة قيل عنها الكثير نفرد هنا على سبيل المثال قول القلقشندي صاحب كتاب صبح الأعشى: الخط ما تتعرف منه على صور الحروف المفردة, وأوضاعها وكيفية تركيبها خطاً, وقال اقليدس: الخط هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية ....

هذا الفن العربي الجميل المرتبط واللصيق بحضارتنا ولغتنا العربية المتفرد والمتميز بين كثير من الفنون يتطلب منا الحفاظ عليه والاحتفاء به حتى لا يندثر أمام آلة التكنولوجيا.

ففي كتاب (ديوان الخط العربي) للمؤلفين الأستاذين عبد الكبير الخطيبي الباحث في جامعة الرباط, والدكتور محمد السلجماسي هو ولاحظوا معي دكتوراً في طب الأطفال ومؤلفاً لكتب حول الفنون الشعبية والتشكيلية في المغرب, والكتاب بالفرنسية ترجمه إلى العربية الكاتب المغربي(محمد براده) يؤكد الكتاب على أن فن الخط هو فن زخرفي يضع النص في مرآة يعكس الحلم الخالص بانتزاع اللغة من حقيقتها البشرية وتقديمها في شكل فني, كما طرح الكتاب قضية في غاية الأهمية بأن كثيراً من الدول لا تهتم بفن الخط في الوقت الحالي بما كان عليه في السابق, وهو في حاجة إلى اهتمام ورعاية وبذل الكثير للحفاظ عليه .

وحول أنواع الخط وقواعده هناك كتب ومؤلفات جمة تدل على العناية الفائقة التي كان يتمتع بها الخط العربي الذي حوته الكتب والمخطوطات العصية على الحصر والتي دفعت بظهور عصر النهضة بعد أن تشربت الحضارة الغربية من علوم العرب وتلك العلوم كما نوهنا سابقا قامت على الإبداع البشري للخطاط ومن حسه وشعوره بعد اجتيازه للعديد من الاختبارات التي أهلته للجلوس على كرسي الكتابة والحصول على الإجازة من شيخ الخطاطين وتلك الأمور كلها تجعل المخطوط حقيقي وأصلي ومرقوم وموقع ومحدد التاريخ والتملية والشرح والتدقيق وكل هذه الأمور عكس ما نراه اليوم من تزييف لعلوم وكتب ودراسات بعد هذا التطور التقني الرهيب الذي كان من الأفضل أن يأخذ بيد البشرية إلى التطوير والحذق في الفكر والتجديد في العلوم , وهو كذلك ولكننا نراه يسهل انتقال المعلومة من هنا وهناك بركاكة وسطحية ليست في الأسلوب وحسب بل وانعدام ذوق, وبعد أن كانت الكتب ثمرة عمل دؤوب قام عليه بارعون نجد الآلة اليوم قادرة وفاعلة وقدمت الكثير فلماذا نسقط عليها هذا الانكسار الواضح في الكتابة والفهم بل والثقافة بشكل كبير؟

وقد يقول قائل وما ذنب التكنولوجيا في مسألة التزوير؟ بل لعل التكنولوجيا هي التي ساعدت وساهمت بشكل كبير في انتشار الكثير من العلوم واتساع الآفاق فالجريدة والمجلة والكتاب العلمي والمنتديات ودور النشر ما كانت تتمتع بكل هذا الانتشار لولا التكنولوجيا.

نحن نقف على هذا تماما وموضوعنا جد مهم ولكن الفكرة وراء الخط العربي تحديدا حيث يقوم عليه فنان مبدع إنسان قادر على العطاء والتنويع والتجديد أما الآلة في مسألة الخط تحديداً فهي تستنسخ أعمالاً وأفكاراً وهي غير قادرة على التركيبة في خط الثلث على سبيل المثال ولا نريد أن نذهب بعيداً فزيارة واحدة لمصنع كسوة الكعبة المشرفة نتعرف من خلاله على القيمة الحقيقية للخط العربي, ولكن نحن نعرف التكنولوجيا, ومهما كان البرنامج ونحن نتعامل اليوم مع مئات الفونتات والأبناط والسماكات والكثافات للخطوط ففي الكمبيونر اليوم هذه الخطوط كلها نكتب بها البحث والمقال وننتقل عبر الورق والشفيفة والشريحة والصور والسي دي والفلوبي ديسك والبريد الالكتروني وبعد آن تطورت الكتابة من اليد البشرية إلى الآلة الكاتبة وبعدها الإستنسل ثم (اللتراست) وصولا إلى الكمبيوتر بل نحن في مكان يعج بالتكنولوجيا في كل شيء ولن تحد هذه المحاضرة من الدور الهام للتكنولوجيا.

لقد أخذ العرب والمسلمون معهم لغتهم وكتابتهم وعقيدتهم إلى كل البلاد التي فتحوها, صحيح أن الفرس قبلوا العقيدة ولم يقبلوا اللغة ولكن الخط العربي له من الجمال والسحر الذي يجعله يقف على أعلى سلم الفنون, لو تجاوزنا كل التنظيرات وقبلنا بالخط العربي على أنه فن صافي أصيل نابع من اللغة العربية التي وحدت بين المسلمين وهي اللغة التي تميزت بخصائص جعلتها من أساسيات الثقافة الإسلامية, ودون الدخول في التفاصيل حول المبدعين من أمثال ابن مقلة وابن البواب بل وانتهاء بمبدعي هذا العصر .. نوصي في هذه العجالة على الاهتمام بالخط العربي أصوله وأنواعه وقواعده ومد يد العون للمبدعين من الخطاطين في عصرنا هذا بل ومنحهم فرصة الإبداع بالتفرغ للتدريب والتجريب دون أن نضطرهم للركض وراء أعمال إدارية أو وظائف تقليدية يستطيع القيام بها العديد من الناس ولكن عندما نحتضن خطاطاً مبدعاً فنحن نحتضن الحضارة العربية بقيمها الرفيعة