مشاهدة النسخة كاملة : من السنة (16)


بن مضر
17-12-2008, 12:52 AM
الحرية حقيقة


عن أبي مالك الحارث بن الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو : فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ]


رواه مسلم



هذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام والدين

الطهور شطر الإيمان } بضم الطاء يعني الطهارة.
شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي، أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك، لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا[التوبة:28].
فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان، لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور... لكن المعنى الأول أحسن وأعم.
وقال: { والحمد لله تملأ الميزان } الحمد لله تعني: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية، { تملأ الميزان } أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي: { كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم }.
وقال: { سبحان الله والحمد لله } يعني الجمع بينهما { تملأ } أو قال: { تملان ما بين السماء والأرض } وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عزوجل، ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال، فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض.
ثم قال: { والصلاة نور } يعني: أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه، وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى: يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ... [الحديد:12]. وهي أيضاً نور بالنسبة للاهتداء والعلم وغير ذلك من كلام فيه النور.
وقال: { والصدقة برهان } أي دليل على صدق صاحبها، وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه.
قال: { والصبر ضياء } الصبر أقسامه ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر على معصية الله، وصبر على أقدار الله.
وقال: { ضياء } نوراً مع حرارة كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً[يونس:5].
والشمس فيها النور والحرارة، والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار.
وقال أيضاً: { والقرآن حجة لك أو عليك } والقرآن حجة لك، أي عند الله عزوجل أو حجة عليك ...
فإن عملت به كان حجة لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك، ثم بين النبيأن كل الناس يغدون، أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم.
وقال: { فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم، فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله، فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه، أي: حررها من رق الشيطان.
ففي الحديث فوائد:
1-الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين، وأنه شطر الإيمان.
2-الحث على حمد الله وتسبيحه، وأن ذلك يملأ الميزان،
وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض.
3-الحث على الصلاة، وأنها نور يتفرع على هذه الفائدة
أنها تفتح للإنسان باب العلم والفقه.
4-الحث على الصدقة، وبيان أنها برهان، ودليل عل صدق
إيمان صاحبها.
5-الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة
على الإنسان كما تحصل المشقة بالحرارة.
6-أن القرآن حجة للإنسان أوعليه، وليس هناك واسطة
بحيث لا يكون حجة للإنسان أو حجة عليه، بل إما كذا وإما
كذا، فنسأل الله أن يجعله حجة لنا نافعاً لنا.
ومن فوائد الحديث: أن كل الناس لا بد أن يعملوا لقوله: { كل الناس يغدو } وثبت عن النبيأنه قال: { أصدق الأسماء حارث وهمام } لأن كل إنسان حارث وهمام.
ومن فوائد الحديث: أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها، فإن عمل بطاعة الله واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان الأمر بالعكس فقد أوبقها، أي أهلكها.
ومن فوائد الحديث: أن الحرية حقيقة هي: القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراده، قال ابن القيم رحمه الله في النونية:

هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان

فكل إنسان يفر من عبادة الله، فإنه سيبقى
في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان0
المصادر : -
1- ألأربعون النووية 0
2 - شبكة ألأنترنت 0
3 - صحيح مسلم 0

Vague
17-12-2008, 01:11 AM
يعطيك العافية اخي بن مضر
جهودك رائعة فالحصن وبخاصة البرج الاسلامي

من روائع كتب الحديث الاربعون النووية لامام النووي

الفارس البلوشي
18-12-2008, 03:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخينا بن مضر .. جزاك الله خيراَ على هذة المعلومات القيمة .

وشكراَ على تفاعلك في المنتدي .

بن مضر
23-12-2008, 11:23 AM
أم عبد الرحمن:clap::clap::clap: الفارس البلوشي
شاكر مروركما
دمتما بخير:icon9:

رواحي سيما
23-12-2008, 05:15 PM
ما قصرت ود عم ....

شرح كافي وموفي ....

نعم أنها كنز ،،، استغلوا هذه الكلمات عباد الله ،،، عسى أن تنفعكم يوم الندم ...

بس استفسار !!!
ليش عاد اسم الموضوع " من السنة (16) " ؟؟؟

بن مضر
24-12-2008, 12:03 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الناصح 101 http://www.hesnoman.com/vb/img_hesn2008/buttons/viewpost.gif (http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?p=291432#post291432)
ما قصرت ود عم ....


شرح كافي وموفي ....

نعم أنها كنز ،،، استغلوا هذه الكلمات عباد الله ،،، عسى أن تنفعكم يوم الندم ...

بس استفسار !!!

ليش عاد اسم الموضوع " من السنة (16) " ؟؟؟

أولا شاكر لمرورك المبارك 00

ثانيا أسم الموضوع من السنة (16 ) لأنها سلسلة بدأتها بالمنتدى من أول من السنة ( 1 ) 000دمت بخير

حوراء الحصن
24-12-2008, 12:05 AM
لا حرمنا جهودك اخي..
جزيت خيرا..

بن مضر
24-12-2008, 12:14 AM
الفاضلة
حوراء الظاهرة
:inlove::inlove::inlove:
مرورك الدائم يدفعنا للمواصلة والجديد
دمت بخير