مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات إسلامية (16 )


بن مضر
14-12-2008, 06:10 PM
سعيد بن زيد ( رضي الله عنه )

نسبه:
هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزى بن العدوي،
أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية.. كانت من السابقين إلى الإسلام.
وزوجته أم جميل فاطمة بنت الخطـاب
وأبوه -رضي الله عنه- ( زيـد بن عمرو ) اعتزل الجاهليـة وحالاتها ووحّـد اللـه تعالى بغيـر واسطـة حنيفيـاً
ذلكم هو والد سعيد.. ذلك الذي ترك لقريش أصنامها وخمرها ولهوها وراح يعبد الله على دين إبراهيم..
فقام إليه عمه الخطاب والد عمر بن الخطاب , فلطمه , و قال :
تباً لك , مازلنا نسمع منك هذا الكلام السفيه ونحتمله , حتى نفد صبرنا, ثم أغرى به سفهاء قومهفآذوه, ولجوا في إيذائه , حتى نزح عن مكة و التجأ إلى جبل (( حراء )), فوكل بهالخطاب طائفة من شباب قريش, ليحولوا بينه وبين دخول مكة, فكان لا يدخلها إلا سراً .
ثم إن زيد بن عمرو بن نفيل اجتمع في غفلة من قريش إلىكل من ورقة بن نوفل , وعبدالله بن جحش, وعثمان بن الحارث, و أميمة بنت عبد المطلبعمة محمد بن عبدالله, وجعلوا يتذكرون ما غرقت فيه العرب من الضلال؛ فقال زيدلأصحابه :
إنكم والله لتعلمون أن قومكم ليسوا على شيء, و أنهم أخطأوا دينإبراهيم وخالفوه, فابتغوا لأنفسكم ديناً تدينون به, إن كنتم ترومونالنجاة.
فهب الرجال الأربعة إلى الأحبار من اليهود والنصارى وغيرهم من أصحابالملل,يلتمسون عندهم الحنيفية دين إبراهيم .
أما ورقة بن نوفل فتنصَّر .
وأماعبدالله بن جحش, وعثمان بن الحارث فلم يصلا إلى شيء .
وأما زيد ين عمرو بن نفيل فكانت له قصة, فلندع له الكلام ليرويها لنا ...
قال زيدبن عمرو : وقفت على اليهودية والنصرانية, فأعرضت عنهما إذ لم أجد فيهما ما أطمئنإليه , وجعلت أضرب في الآفاق بحثاً عن ملة إبراهيم حتى صرت إلى بلاد الشام فذكر ليراهب عنده علم من الكتاب, فأتيته فقصصت عليه أمري, فقال :
أراك تريد دين إبراهيميا أخا مكة .
قلت : نعم, ذلك ما أبغي, فقال:
إنك تطلب ديناً لا يوجد اليوم, ولكن الحق ببلدك فإن الله يبعث من قومك من يجدد دين إبراهيم, فإذا أدركته فالتزمه .
فقفل زيد راجعاً إلى مكة يحث الخطى التماساً للنبي الموعود.
ولماكان في بعض طريقه بعث الله نبيه محمداً بدين الهدى والحق ؛ لكن زيداً لم يدركه إذخرجت عليه جماعة من الأعراب فقتلته قبل أن يبلغ مكة, وتكتحل عيناه برؤية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
وفيما كان زيدٌ يلفظ أنفاسه الأخيرة رفع بصرة إلىالسماء وقال :
اللهم إن كنتَ حرمتني من هذا الخير فلا تحرم منه ابني (( سعيداً )) .
وشاء الله سبحانه أن يستجيب دعوة زيد, فما إن قامالرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الناس إلى الإسلام حتى كان سعيد بن زيد في طليعةمن آمنوا بالله, و صدقوا رسالة نبيه .
ولاغرو ؛ فقد نشاء سعيد في بيت يستنكر ماكانت عليه قريش من الضلال, ورُبِّيَ في حجر أبٍ عاش حياته وهو يبحث عن الحق ...
ومات وهو يركض لاهثاً وراء الحق ...
ويكفي أن نذكر لك أنه كان يحول دون وأد البنات فإذا رأى من يريد أن يقتل ابنته قال له: {لا تقتلها وأنا أكفيك مئونتها} فيأخذها ويرعاها حتى تكبر وعندئذ يقول لأبيها { أن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مئونتها } رواه البخاري.
، وقد سأل سعيـدبن زيـد الرسول -صلى الله عليه وسلم-فقال :( يا رسـول الله ، إن أبـي زيـد بنعمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك ،ولو أدركك آمن بـك ، فاستغفر له ؟)... قال :( نعم )...واستغفر له...وقال :( إنهيجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ ... وأخته عاتكة زوجة عمر .
فضائله:
1- كان سعيد من أوائل من أسلم.. فقد أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم دار الأرقم وهاجر وشهد أحدا والمشاهد بعدها.. ولم يكن بالمدينة زمان بدر، فلذلك لم يشهدها.. ومع ذلك فقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه يوم بدر.. حيث كان بالشام.
2- وكان إسلامه قبل عمر وأسلم عمر في بيته..
3- ولكونه أهلا للثقة وقع اختيار الرسول صلى الله عليه و سلم عليه ليقوم بمهمة حربية تتعلق بأمن الجيش الإسلامي وسلامته
لقد أرسله النبي صلى الله عليه و سلم للتجسس على قريش في طريق الشام، لأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يخطط لغزوة بدر وهو لا يريد أن يتخذ القرار إلا بعد أن تتضح لديه الرؤية كاملة..
4- لكن الرسول صلى الله عليه و سلم عرف له قدره فبشره مع العشرة المبشرين بالجنة.. ويصبح سعيد من الخالدين ! كان للولاية قاليا (كارها) وفي مراتب الدنيا وانيا (زاهدا لايسعى إليها ولا يطلبها) نعم فمكانه في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم كان دائما خلفه في السلم وأمامه في حروبه كلها بدءا من غزوة أحد.
ولم يسلم سعيدٌ وحده, وإنما أسلمتمعه زوجته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب.
وقد لقي الفتى القرشي من أذىقومه ما كان خليقاً أن يفتنه عن دينه ؛ ولكن قريشاً بدلاً من أن تصرفه عن الإسلاماستطاع هو وزوجه أن ينتزعا منها رجلاً من أثقل رجالها وزناً, وأجلهم خطراً ...
حيث كانا سببا في إسلام عمر بن الخطاب .
وضع سعيد بن زيد طاقاته الفتية كلها في خدمة الإسلام إذ أنه أسلم و سنه لم تجاوزالعشرين بعد, فشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المشاهد كلها إلا (( بدراً )) , فقد غاب عن ذلك اليوم لأنه كان في مهمة كلفه إياها النبي عليه الصلاةوالسلام.
وأسهم مع المسلمين في استلال عرش (( كسرى )) وتقويض ملك (( قيصر )), وكانت له في كل موقعة خاض غمارها المسلمون مواقفُ غرٌّ مشهودةٌّ , وأياد بيض محمودة .
ولعل أروع بطولاته, تلك التي سجلها يوم (( اليرموك )), فلنترك له الكلامليقص علينا طرفاً من خبر ذلك اليوم .
قال سعيد بن زيد :
لما كان يوم (( اليرموك )) كنا أربعاً وعشرين ألفاً أو نحواً من ذلك, فخرجتلنا (( الروم )) بعشرين ومائة ألف , وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم الجبال تحركهاأيدٍ خفيةٌ, وسار أمامهم الأساقفة والبطارقة والقسِّيسون يحملون الصلبان وهم يجهرونبالصلوات ؛ فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم كهزيم الرعد .
فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه, هالتهم كثرتهم, وخالط قلوبهم شيءٌ من خوفهم.
عند ذلكقام أبو عبيدة بن الجراح يحض المسلمين على القتال , فقال :
عباد الله, انصرواالله ينصركم ويثبت أقدامكم ...
عباد الله, اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر, ومرضاة للرب ومدحضة للعار وأشرعوا الرماح, واستتروا بالتروس, والزموا الصمت إلا من ذكر الله عز وجل في أنفسكم, حتى آمركم إن شاء الله.
قال سعيد :
عند ذلك, خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة:
إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة, فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟!
فقال أبو عبيدة : نعم, تقرئه مني ومن المسلمين السلام , وتقول له:
يا رسول الله, إنا وجدنا ماوعدنا ربنا حقاً .
قال سعيد : فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه, و يمضي إلى لقاء أعداء الله, حتى اقتحمت إلى الأرض,
وجثوت على ركبتي, و أشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا, ثم وثبت على العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف فثار الناس في وجوه (( الروم )) وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر.
شهد سعيد بن زيد بعد ذلك فتح (( دمشق )), فلمادانت للمسلمين بالطاعة, جعله أبو عبيدة بن الجراح والياً عليها ,
فكان أولمن ولي إمرة (( دمشق )) من المسلمين .
وفي زمن بني أمية وقعت لسعيد بن زيد حادثة ظل أهل (( يثرب )) يتحدثون بها زمناً طويلاً.
ذلك أن ((أروىبنت أويس )) زعمت أن سعيداً بن زيد قد غصب شيئاً من أرضها وضمها إلى أرضه, وجعلت تلوك ذلك بين المسلمين وتتحدث به, ثم رفعت أمرها إلى (( مروان بن الحكم )) والي المدينة المنورة, فأرسل إليه مرواناً أناساً يكلمونه في ذلك, فصعب الأمر على صاحب رسول الله وقال:
يرونني أظلمها !! كيف أظلمها ؟! وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول :
من ظلم شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين...
اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها, فإن كانت كاذبةً, فأعم بصرها, و القهافي بئرها الذي تنازعني فيه , وأظهر من حقي نوراً يبين للمسلمين أني لم أظلمها .
لم يمض على ذلك غير قليل, حتى سال وادي العقيق في المدينة بسيل لم يسل مثله قط, فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه, وظهر للمسلمين أن سعيداً كان صادقاً. ولم تلبث المرأو بعد ذلك إلا شهراً حتى عميت, وبينما هي تطوف في أرضها تلك, سقطت في بئرها .
ولاعجب في ذلك, فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول :
اتقوا دعوة المظلوم, فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.
فكيف إذاكان المظلوم سعيدَ بن زيد, أحد العشرة المبشرين بالجنة ؟!
وفاته
- مات سعيد بن زيد بالعقيق ، فغسله سعد بن أبي وقاص ، وكفنه ، وخرج معه .
- توفي سعيد سنة إحدى وخمسين ، وهو ابن بضع وسبعين سنة ، وقبر بالمدينة .
رحم الله الصحابي الجليل وألحقنا به في الفردوس ألأعلي0
المصادر :-
1 - سيرة بن هشام
2– رجال حول الرسول0
3 – العشرة المبشرون بالجنة0
4 – شبكة ألأنترنت 0

دمعه بريئة
14-12-2008, 06:20 PM
شكرا على التعريف بالشخصية المهمة
بارك الله فيك

حوراء الحصن
15-12-2008, 12:34 PM
لك الشكر اخي بن مضر,,
دائما متميز بمواضيعك..

وردجوري
16-12-2008, 09:43 AM
جزاك الله خيراااااا

نورنور
16-12-2008, 09:58 AM
معلومات جميله أخي بن مضر
شكرًا لتواجدك المميز في البرج الإسلامي
ومن هنا أدرج الحديث الذي رواه سعيد بن زيد
(بحسب أصحابي القتل ] . حديث سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعدي فتن يكون فيها ويكون قلنا إن أدركنا ذلك هلكنا قال بحسب أصحابي القتل . وفي رواية يذهب الناس فيها أسرع ذهاب .)

..
..
بارك الله فيك
ووفقك ربي للخير مسعاك
رعاك الرحمن