مشاهدة النسخة كاملة : من السنة ( 15 )


بن مضر
01-12-2008, 09:00 AM
{ وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون }

( الزخرف : 72 )

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة ؟ قال نعم ]
رواه مسلم

ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته ومعنى أحللت الحلال : فعلته معتقدا حله


ومعنى [ حرمت الحرام ] : اجتنبته


ومعنى [ أحللت الحلال ] : فعلته معتقدا حله


لما أرسل الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، جعل الغاية من ابتعاثه الرحمة بالخلق ، والإرشاد إلى أقصر الطرق الموصلة إلى رضى الربّ ، وإذا رأينا قوله تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ( الحج : 107 ) ، تداعى إلى أذهاننا الكثير من الصور التي تؤكّد هذا المعنى ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يدّخر جهدا في إنقاذ البشرية من الضلال ، وتبصيرهم بالهدى والحق .
هذا الرجل السائل هو النعمان بن قوقل - بقافين مفتوحتين - قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى : الظاهر أنه أراد بقوله [ وحرمت الحرام ] أمرين أحدهما : أن يعتقد كونه حراما والثاني : أن لا يفعله بخلاف تحليل الحلال فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالا قال صاحب المفهم : لم يذكر النبى صلى الله عليه وسلم للسائل في هذا الحديث شيئا من التطوعات على الجملة وهذا يدل على جواز ترك التطوعات على الجملة لكن من تركها ولم يفعل شيئا فقد فوت على نفسه ربحا عظيما وثوابا جسيما ومن داوم على ترك شئ من السنن كان ذلك نقصا في دينه وقدحا في عدالته كان تركه نهاونا ورغبة عنها كان ذلك فسقا يستحق به ذما قال علماؤنا : لو أن أهل بلدة تواطئوا على ترك سنة لقوتلوا عليها حتى يرجعوا ولقد كان صدر الصحابة رضى الله عنهم ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن والفضائل مثابرتهم على الفرائض ولم يكونوا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابها وإنما احتاج أئمة الفقهاء إلى ذكر الفرق لما يترتب عليه من وجوب الإعادة وتركها وخوف العقاب على الترك ونفيه إن حصل ترك بوجه ما وإنما ترك النبى صلى الله عليه وسلم تنبيهه على السنن والفضائل تسهيلا وتيسيرا لقرب عهده بالإسلام لئلا يكون الإكثار من ذلك تنفيرا له وعلم أنه إذا تمكن في الإسلام وشرح الله صدره رغب فيما رغب فيه غيره أو لئلا يعتقد أن السنن والتطوعات واجبة فتركه لذلك وكذلك في الحديث الأخير : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فأخبر أنها خمس فقال : هل علي غيرها ؟ قال [ لا إلا أن تطوع ] ثم سأله عن الصوم والحج والشرائع فأجابه ثم قال في آخر ذلك : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال [ أفلح إن صدق ] - وفي رواية [ إن تمسك بما أمر به دخل الجنة ] وهذا يسمى - بمحافظته على فرائضه وإيقامها والإتيان بها في أوقاتها من غير إخلال بها - فلاحا كثير الفلاح والنجاح وليتنا وفقنا كذلك ومن أتى بالفرائض وأتبعها النوافل كان أكثر فلاحا منه وإنما شرعت لتتميم الفرائض فهذا السائل والذي قبله إنما تركهما النبى صلى الله عليه وسلم تسهيلا عليهما إلى أن تنشرح صدورهما بالفهم عنه والحرص على تحصيل المندوبات فيسهل عليهما

ومما لا ريب فيه أن السائل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي نحن بصدده – كان دقيقا في اختياره للمنهج الذي رسمه لنفسه ؛ فإنه قد ذكر الصلوات المكتوبات ، وهي أعظم أمور الدين بعد الشهادتين ، بل إن تاركها بالكلية خارج عن ملة الإسلام ، كما جاء في الحديث الصحيح : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) .
وبعد الصلاة ذكر صوم رمضان ، وهو أحد أركان الإسلام العظام ، و مما أجمع عليه المسلمون ، وقد رتّب الله عليه أجراً كبيراً ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
ثم أكّد التزامه التام بالوقوف عند حدود الله وشرائعه ، متمثلا بتحليل ما أحله الله في كتابه ، وبيّنه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، واجتناب ما ورد في هذين المصدرين من المحرمات ، مكتفيا بما سبق ، غير مستزيد من الفضائل والمستحبات الواردة .
ولسائل أن يسأل : لماذا لم يرد ذكر للحج والزكاة في الحديث ، على الرغم من كونهما من أركان الإسلام ، ولا يقلان أهمية عن غيرهما ؟ والحقيقة أن الجواب على ذلك يحتاج منا إلى أن نعرف الفرق بين الحج والزكاة وبين غيرهما من العبادات ، فإن فرضيتهما لا تتناول جميع المكلفين ، فالحج لا يجب إلا على المستطيع ، كما قال الله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } (آل عمران : 97 ) ، كذلك الزكاة لا تجب إلا على من ملك النصاب ، ونستطيع أن نقول أيضاً : إن هذا الحديث ربما ورد قبل أن تفرض الزكاة أو الحج ؛ فإن الحج قد فُرض في السنة الثامنة ، والزكاة وإن كانت قد فُرضت في مكة فإنها كانت عامة من غير تحديد النصاب ، ولم يأتي بيان النصاب إلا في المدينة ، ولعل هذا هو السر في عدم ذكرهما في الحديث .
وهنا تأتي البشرى من النبي صلى الله عليه وسلم ، ليبين أن الالتزام بهذا المنهج الواضح ، كاف لدخول الجنة ، وهذا يعكس ما عليه الإسلام من يسر وسماحة ، وبعدٍ عن المشقّة والعنت ، فهو يسرٌ في عقيدته ، يسرٌ في عباداته وتكاليفه ، واقع ضمن حدود وطاقات البشر ، وهذا مما اختص الله تعالى به هذه الأمة دون سائر الأمم .
لكن ثمة أمر ينبغي ألا نُغفل ذكره ، وهو أن التزام العبد بالطاعات وفق ما أمر الله به ، واجتناب المحرمات وتركها ، يحتاج إلى عزيمة صادقة ، ومجاهدة حقيقية للنفس ، وليس اتكالا على سلامة القلب ، وصفاء النية ، وليس اعتمادا على سعة رحمة الله فحسب ، لأن للجنة ثمنا ، وثمنها هو العمل الصالح كما قال الله تعالى : { وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } ( الزخرف : 72 ) ، فإذا صدقت نية العبد ، أورثته العمل ولابد .
وعلى أية حال فإنه يجب على الدعاة إلى الله أن يفهموا طبيعة هذا الدين ؛ حتى يتمكّنوا من تربية الناس على مبادئه ، نسأل الله تعالى أن يلهمنا الخير والصواب ،

والحمد لله رب العالمين .
المصادر : -
1- ألأربعون النووية 0
2 - شبكة ألأنترنت 0

كحل العين
01-12-2008, 09:10 AM
تسلم أخوي بن مضر على الموظوع الجميل والله يعطيك على قد نيتك تسلم

حوراء الحصن
01-12-2008, 11:27 AM
بوركت جهودك اخي..
دمت متميزا..

جامعي متميز
01-12-2008, 07:07 PM
تسلم أخي بن مضر على الموضوع المميز ..

موضوع شيق وجهد واضح ..

تسلم ..

نورنور
01-12-2008, 07:45 PM
(إن الله عز وجل قبض قبضة فقال في الجنة برحمتي وقبض قبضة وقال في النار ولا أبالي .)

(من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة )

(ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة . وتتمته عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا قال من عاد منكم اليوم مريضا قال ابو بكر أنا قال من شهد منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا قال من أطعم اليوم مسكينا قال أبو بكر أنا قال مروان ( أحد الرواة ) بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكره . )

(احضروا الذكر وادنوا من الإمام فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها )

[ اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام ]
..
..
كثير هنالك أعمال تيسر لنا الدخول إلى جنة الرحمن
ولكن الذين يعملون بالأعمال الميسرة للجنة قليل
..
اللهم اعنا على ذكرك وحسن عبادتك
اللهم إنا نسألك الجنة وماقرب إليها من قول او عمل
واعوذ بك من النار وماقرب إليها من قول أو عمل
..
..
بارك الله فيك
ووفقك ربي للخير مسعاك
رعاك الرحمن

بن مضر
04-12-2008, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألأفاضل

كحل العين حوراء الظاهرة
ابن الصحراء نورنور
مروركم ومشاركاتكم دائما تسعدنا
دمتم بخير

ألذ مافي الدنيا عبادة الله فأشبع منها فليس بعد الموت سجود
..سبحان الله وبحمده... سبحان الله وبحمده..

دفئ الكون
14-12-2008, 11:05 AM
جعله الله في ميزان حسناتك




وفقك الله