مشاهدة النسخة كاملة : العمانيون أول من نشر الخيل بين العرب


COMANDER
21-11-2008, 12:29 AM
العمانيون أول من نشر الخيل بين العرب
محافظة ظفار أرض بكر لتوطين الخيل

كتب - عامر بن غانم الرواس
يعد الحصان العربي أقدم وأنبل وأجمل الخيول في العالم وهو من السلالات الخفيفة يرجع تاريخه الى ما قبل المسيح عليه السلام ومن المعروف أن معظم سلالات الخيول في العالم تحمل خاصة من خواص الحصان العربي حيث يقال: انه حدث اختلاط ما في إحدى سلاسل تطورها مع الدم العربي ومهما اختلف في أصله يبقى اسمه العربي في كل بقاع الدنيا فهناك الكثير من الجدل والنقاش حول الأصل الأول لهذا الحصان فالبعض ينسبه الى الحصان المنغولي وآخرون يشيرون الى أن أصله يعود الى الصحراء الليبية وهناك من يزعم أنه وجد على شكل قطعان حرة برية في شبه الجزيرة العربية منذ القدم بينما تؤكد المصادر القديمة والحديثة أن هذا الحصان أصيل في شبه الجزيرة العربية ولم يفد اليها من خارجها كما يدعي بعض الدارسين وهناك من المغرضين من يزعم ان الحصان الأصلي نشأ خارج الجزيرة العربية ثم ادخل الى فلسطين وسوريا من الشام الغربي لبلاد العراق ابان غزو الديانيين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد فقد أدخله الهكسوس الرعاة من سوريا الى مصر ومنها الى الجزيرة العربية ولكن جميع تلك النظريات تفقد الركائز العلمية الثابتة التي من شأنها حسم النقاش وانهائه لطرفها ومن الأكيد أن الخيول العربية كانت موجودة في شبه جزيرة العرب في عهد المسيح عليه السلام وظهرت أهميتها بشكل واضح أثناء الجاهلية قبل الأسلام وتبقى بقية الآراء والنظريات فقيرة الى دليل تعوزها الحجة والبرهان.
وذكر ابن الكلبي في كتاب أنساب الخيل أن أول من ركب الخيل اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام وتعد أول الخيول انتشارا بين العرب هي (زاد الراكب) ومن نسلها (الهجيس) ومنها (الديناري) وقد روى ابن الكلبي أن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل كان بعد قدوم قوم من الأزد من أهل عمان على النبي سليمان بن داود بعد تزوجه بلقيس ملكة سبأ فسألوه عما يحتاجون اليه من أمر دينهم ودنياهم حتى قضوا من ذلك ما أرادوا وهموا بالانصراف فقالوا يا نبي الله إن بلدنا شاسع وقد أنفقنا من الزاد الكثير فأمر لنا بزاد يبلغنا بلادنا فدفع اليهم سليمان فرسا من خيله وقال هذا زادكم فاذا نزلتم فاحملوا عليه رجلا وأعطوه مطردا وأوقدوا ناركم فانكم لن تجمعوا حطبكم وتوقدوا ناركم حتى يأتيكم بالصيد فجعل القوم لا ينزلون منزلا الا حملوا على فرسهم رجلا بيده مطرد واحتطبوا وأوقدوا نارهم فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم الى المنزل الآخر، فقال الأزديون ما لفرسنا هذا اسم الا (زاد الركب) فكان أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل فلما سمعت بنو تغلب أتوهم فاستطرقوهم فنتج لهم من (زاد الركب) (الهجيس) فكان أجود من زاد الركب وكان من مشاهير خيلهم اضافة الى الهجيس القيد وحلاب فلما سمعت بكر بن وائل أتوهم فاستطرقوهم فنتجوا من الهجيس الديناري فكان أجود من الهجيس وكذلك فعل بنو عامر فكان لهم سبل من الخيل العتاق أمها (سوادة) وأبوها (الفياض).
وهكذا تبين لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الخيل الأصيلة نشأت في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير واليمن وجنوب عمان تلك المناطق التي كانت وما زالت من أخصب وأطيب المناطق وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد استنادا الى الأدلة العلمية التي قدمتها أحدث الكشوف الأثرية وهذا ما تؤيده فعلا النصوص القديمة فما تم التوصل اليه حديثا كان معروفا وبديهيا منذ خمسة عشر قرنا ونيف هذا ولم تبخل المصادر القديمة بتقديم أوصاف شاملة للفرس العربي الأصيل حيث ألفت في ذلك كتبا كثيرة وكم هي تلك الدراسات الحديثة التي أجراها الغرب في تحديد أوصاف الحصان العربي معتمدين على ما سمعوه وما شاهدوه بأم أعينهم في الصحراء العربية حيث استقوا معلوماتهم من الأصل والمنبع ثم أخذوا يفسرون ويعللون حسب الموجودات التي بين أيديهم فتوصلوا الى الطرق المثالية الحديثة والمطورة في الحفاظ على الجياد العربية.
وقد ذكر الدكتور كامل الدقيس في الصفات الجسمية للحصان العربي فقال: وهذه الخيل العراب هي أصل لكل الجياد الأصيلة في العالم وأجودها الخيل النجدية وتمتاز: برأسها الصغير وعنقها المقوس وحوافرها الصلبة الصغيرة وشعرها الناعم وصدرها المتسع وقوائمها الدقيقة الجميلة وهي قوية جدا وتلوح على وجهها علامات الجد كما انها تمتاز بالسرعة.
ولعل من الأمور المهمة التي كان لها العامل الأكبر في صيانة هذا العرق النبيل واصطفائه اهتمام العرب وولعهم الشديد بأنساب خيولهم وأصلها فكانوا يقطعون المسافات الطويلة مع خيلهم ليصلوا بها الى فحل ماجد العرق معروف النسب والحسب فيلقحونها منه وهم مطمئنو البال مرتاحوا الخاطر ولعل الأمر الأهم من هذا وذاك هو العادات والتقاليد التي اتسمت بها حياة ابن الصحراء فانعكست بأسلوب أو بآخر على الجواد العربي فكان للجواد العربي نظامه وعرفه الاجتماعي الخاص به الأمر الذي ساعد على تحسين الأنسال بشكل مستمر والمحافظة عليها نظيفة من أي عيب أو شائبة ومثل على تلك الأمور هو امتناع صاحب الفحل أن يأخذ مالا مقابل تلقيح أفراس الغير حيث يتم الأمر من غير مقابل والا فانها تسيء الى حسن خلقه وكرم ضيافته وكانت هذه العادت السارية منذ الجاهلية ثم جاء الاسلام وأكد عليها فاستمرت الى عهد قريب في جزيرة العرب ومن تلك العادات ايضا عادة يطلق عليها اسم التخريض وهي ان يقوم ابن البادية بخياطة فروج اناثه من الخيول بخيوط من الفضة خوفا من أن يصيبها فحل غير ذي نسب وحسب أو أصل الأمر الذي يخفض من قيمتها وينزل من قدرها ولو كانت عريقة وأصيلة وابن البادية في صحراء الجزيرة العربية يعتبر حصانة في منتهى الكمال ولا يمكن لأي دم غريب أن يضيف عليه صفات ايجابية بل العكس تماما اذ أن أي اختلاط ما مع سلالة غريبة تسبب انحطاطا في نوعية النتاج القادم فكنتيجة حتمية وكمحصلة لكثير من تلك الأمور كان للحصان العربي الأصيل أن يتميز بنبالته ورشاقته وألوانه الساحرة وتوازنه الطبيعي مع خلوه من عيوب القوائم وتحمله للظروف الصحراوية القاسية وسرعة البديهة والإخلاص لصاحبه واليقظة والتحفز الدائمين.
وقد ورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى كما أقسم بها الله تعالى: (والعاديات ضبحا) كما أشارت الايات الكريمة الى فضل الخيل وتكريمها وارتباطها بصفة الخير وعدها الله من أعظم مخلوقاته تكر وتفر وتغدو وتروح ثم قرن عز وجل القوة بالخيل والخيل بالقوة قال تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل).
كما يأتي ذكر الخيل في أحاديث الرسول العربي الكريم مدحا وتكريما امتدادا لفضلها الذي أوردته الآيات الكريمة فقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: (الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) ويروى ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان في غزواته يعطي الفارس سهمين والراجل سهما واحدا.
وانتشرت الخيل منذ ازمان غابرة في محافظة ظفار جنوب السلطنة بشكل كبير مما ادى الى انتساب اسم بعض ولايات محافظة ظفار اليها كمدينة مرباط التي اطلق عليها هذا الاسم نسبة الى مربط الفرس وقد كانت الخيل ترعى المنطقة الساحلية الواقعة بين منطقة المعمورة شرقا الى ولاية مرباط غربا ومنها تنطلق صعودا الى الجبال المتاخمة لها وقد اقتنى السلاطين والولاة الذين حكموا المدينة منذ زمن بعيد هذه الخيول واعتنوا بها كثيرا وكانوا يستخدمونها في التنقلات الى الجبال الشاهقة اضافة الى علو الرفعة والشأن من خلال مواكبهم الفاخرة في مدينة صلالة.
الا ان الاصول التاريخية ونسل هذه الخيول لا يتواجد في أي من المزارع والاسطبلات الخاصة برعايتها حاليا كما ان التعريف بها علميا وابرازها لا يزال يعاني بعض القصور حيث ان اعادة توطينها امر يشغل الكثير من المهتمين وخاصة العاملين في الجوانب البيئية والمختصين في الحفاظ عليها لاعادتها الى بيئتها الطبيعة وخاصة انها تعد من اجمل الناقلات وهي التي تغنى بها العرب ووصفوها في كثير من اشعارهم وكانت لهم الرفيق والدليل والقوة والسلاح.
وكان من اسباب اختفاء الخيل من السفوح الجبلية التي تشع عليها خيوط الشمس صباحا لتمتزج بخيوط شعر تلك الخيول المطلقة العنان والتي لم تتمتع بالحرية كثيرا هي الاوضاع الصعبة التي لم تكن تعني بالاهتمام بها كثيرا بعكس العصر الزاهر الذي نشهده حاليا والذي تم به اعلان وزارة خاصة بالبيئة العمانية تعمل على الحفاظ على مختلف انواع الحياة ومصادرها الطبيعية من مياه وهواء وغيره.
وقد تم احتجاز هذه الخيول بشكل ملحوظ من قبل الاهالي والسكان في تلك المناطق وبيعها الى التجار المحليين والذين بدورهم قاموا على تصديرها دون وعي وادراك منهم بتهديد انقراض هذا الحيوان الجميل من هذه المحافظة.
وتعتبر محافظة ظفار ببيئتها مناخا خصبا لحياة انواع مختلفة من الحيوانات وقد نرى استغناء المواطنين عن بعض دواب النقل التي كانت تستخدم ما قبل النهضة في نقل الامتعة حيث تكاثرت بشكل ملحوظ بعد ان اطلقت دون اثارة اية ملاحظات في تهديدها للبيئة ومن الملاحظ ان استبدال هذه الحيوانات بالخيول العربية الاصيلة واعادة توطينها بمشروع وطني يعيد تاريخا عريقا لهذا البلد الذي تديره حكمة فريده
تتمثل في قيادة جلالة السلطان واهتماماته انطلاقا من الفطريات الى الانسان الذي يقطن هذا البلد ليعيش كل بكرامته وبحرياته الشخصية يعد امرا سهلا.
وفي مهرجان الخريف يتهافت الزوار وخاصة الاطفال والنساء على ركوب بعض من اصناف الخيول التي تجوب مساحات المركز الترفيهي بسهل اتين بصلالة حيث حصرت اعداد منها بهدف تأجيرها والاستفادة منها مقابل مبالغ مالية تدفع عن دقائق للركوب والمتعة وان كان توفير الخيل في هذا الموسم ملحوظا الا ان هناك مواقع اخرى وخاصة سهل اتين بصلالة يفتقد الى عربات تجرها الخيل وهو أمر مطلوب كثيرا من قبل الزوار ويشكل غاية من المتعة التي يترجاها القادمون.
وتتم مغادرة موقع التأجير بمركز البلدية الترفيهي دون اهتمام من كثير وخاصة من المالكين انفسهم وقد كان من الاجدر ان توزع نشرة تعريفية صغير مرافقة تتحدث عن اهمية الخيل وما قدمته من دور ملحوظ سابقا وحديثا في المحافل العالمية وطريقة الاهتمام بها وكيفية الحصول عليها حتى يتسنى لكثير ممن يودون الاحتفاظ بالخيل وخاصة من المقتدرين سهولة التعرف عليها.

جامعي متميز
24-11-2008, 01:35 PM
يعطيك العافية أخي كومندر على الموضوع الرائع ..

سلمت يداك ..

بوركت ..

حوراء الحصن
24-11-2008, 11:20 PM
بوركت جهودك اخي كوماندر,,
تشكر,,

oonإيميmoo
25-11-2008, 12:19 AM
يعطيك العافيه أخوي كومندر
معلومات راااائعه
دمت بخير وعااافيه

orient
25-11-2008, 06:53 PM
ما شاء الله .. العمانيين كانت لهم الاسبقية ف الكثير من الامور ..

شكرا جزيلا لك استاذي على جهودك الطيبة ف البرج ..