مشاهدة النسخة كاملة : من السنة (13)


بن مضر
17-11-2008, 01:55 AM
حدود الله ورحمته


عن أبي ثعلبة الخشبي جرثوم بن ناشر رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ]
حديث حسن رواه الدارقطني وغيره
************


قوله [ فرض ] أي أوجب وألزم وقوله [ فلا تنتهكوها ] أي فلا تدخلوا فيها وأما النهي عن البحث عما سكت الله عنه فهو موافق لقوله صلى الله عليه وسلم [ ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ]


قال بعض العلماء : كانت بنو إسرائيل يسألون فيجابون ويعطون ما طلبوا حتى كان ذلك فتنة لهم وأدى ذلك إلى هلاكهم وكان الصحابة رضي الله عنهم قد فهموا ذلك وكفوا عن السؤال إلى فيما لا بد منه وكان يعجبهم أن يجيء الأعراب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعون ويعون


وقد بالغ قوم حتى قالوا : لا يجوز السؤال في النوازل للعلماء حتى تقع وقد كان السلف يقولون في مثلها : دعوها حتى تنزل إلا أن العلماء لما خافوا ذهاب العلم : أصلوا وفرعوا ومهدوا وسطروا


واختلف العلماء في الأشياء قبل ورود الشرع بحكمها : أهل هي على الحظر أو على الإباحة أو الوقف ؟ على ثلاث مذاهب وذلك مذكور في كتب الأصول

* فوائد هذا الحديث:
- حسن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين.
- إن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم واليقين ، والفرائض قال أهل العلم: أنها تنقسم إلى قسمين: فرض كفاية ، وفرض عين.
- فأما فرض الكفاية: فأنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله ، وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين. ومثله الآذان والإقامة وصلاة الجنازة وغيرها.
- وفرض العين هو: ما قصد به الفعل والفاعل ووجب على كل أحد بعينه. ومثله الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج.

- انه لا يجوز للإنسان أن يتعدى حدود الله ، ويتفرع من هذه الفائدة انه لا يجوز المغالاة في دين الله ، و لهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قال أحدهم: ( أنا أصوم ولا افطر ، وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام ، وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء ) أنكر عليهم وقال: ( وإما أنا فاصلي وأنام وأصوم وافطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ).
- تحريم انتهاك المحرمات لقوله: ( فلا تنتهكوها ) , ثم إن المحرمات نوعان كبائر و صغائر , فالكبائر: لا تغفر إلا بالتوبة ، والصغائر: تكفرها الصلاة والحج والذكر وما أشبه ذلك.

- أن ما سكت الله عنه فهو عفو ، فإذا أشكل علينا حكم الشيء هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أصلا في الوجوب ؛ فهو مما عفا الله عنه ، وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراما وهو ليس أصله التحريم ؛ كان هذا أيضا مما عفا الله عنه.
- انتفاء النسيان عن الله عز وجل ، و هذا يدل على كمال علمه وأن الله عز وجل بكل شيء عليم فلا ينسى ما علم ولم يسبق علمه جهلا ، بل هو بكل شيء عليم أزلا وأبدا.
- انه لا ينبغي في البحث والسؤال إلا ما دعت أليه الحاجة ، وهذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عهد التشريع ويخشى أن أحدا يسال عن شيء لم يجب فيوجبه من اجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من اجل مسألته ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البحث عنها فقال: ( فلا تبحثوا عنها ).
المصادر :-
ألأربعون النووية 0

حوراء الحصن
17-11-2008, 02:34 PM
جزيت خيرا اخي بن مضر,,
لا حرمنا تواجدك بيننا..

بن مضر
18-11-2008, 02:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حوراءالظاهرة
كلماتك تقوى العزم :inlove::inlove::inlove: وتعيد الثقة
دمت بخير:S_032:

جامعي متميز
18-11-2008, 03:26 PM
يعطيك العافية أخي بن مضر على الموضوع ....

موضوع رائع ...

بإنتظار جديدك ..

موفق.

كحل العين
18-11-2008, 03:40 PM
تسلم اخوي سلمت يمناك بهذة الكلمات الجميلة والنافعة

بن مضر
19-11-2008, 01:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابن الصحراء:clap::ongue::icon30: كحل العين
كلماتكم تعين :inlove::inlove::inlove: وتعيد الثقة
دمتم بخير:S_032:

نورنور
24-11-2008, 10:51 AM
بارك الله فيك أخي
ووفقك ربي للخير مسعاك
رعاك ربي وحماك

بن مضر
24-11-2008, 12:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألذ مافي الدنيا عبادة الله فأشبع منها فليس بعد الموت سجود
..سبحان الله وبحمده... سبحان الله وبحمده..
شكرا نور نور:winner_first_h4h_al