مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات إسلامية ( 14 )


بن مضر
08-11-2008, 09:43 AM
أنس بن مالك

ثالث أهل الحديث
رضي الله عنه وأرضاه


(خادم الرسول )


ما رأيتأحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم
أبو هريرة
نسبه
الإِمَامُ، المُفْتِي، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ، خَادِمُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَرَابَتُهُ مِنَ النِّسَاءِ، وَتِلْمِيذُهُ، وَتَبَعُهُ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً.
إنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه-وأمه الرميصاء أم سليم بنت ملحان الأنصارية -رضي الله عنها- وكانت أمه قد أتت به وهو ابن عشر سنين إلى النبي ( في المدينة، وقالت له: هذا غلام يخدمك. فقبله النبي (، وكنَّاه أبا حمزة، ولازم الغلام رسول الله ( ملازمة شديدة، ما فارقه فيها أبدًا. وخدم أنس النبي ( عشر سنين، وشهد معه ثماني غزوات، وصلى معه إلى القبلتين.
وَقَالَ أَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَحسَنَ النَّاسِ صَلاَةً فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ.
وَرَوَى أن أَنَسٌ كَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ دَماً، مِمَّا يُطِيلُ القِيَامَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
النبي يحب أنسً
وامتلأ قلب أنس بحب النبي (، فها هو ذا يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي (يقصد رسول الله). وقد أحبت أسرة أنس رسول الله ( حبًّا شديدًا، وكانت لأسرته في قلب رسول الله ( منزلة خاصة، فأمه أم سليم، وخالته أم حرام بنت ملحان، وعمه أنس بن النضر بطل أحد، وعمته الربيع بنت النضر.
وكان أنس يحفظ سر رسول الله (، فها هو ذا -رضي الله عنه- يقول: أسر إليَّ رسول الله ( سرًا فما أخبرت به أحدًا بعد، ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به. وكان النبي ( يحب أنسًا ويقربه إليه ويمازحه، فلقد قال له يومًا: (ياذا الأذنين) [أبو داود والترمذي].
دَعَا لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ حَيَاتَهُ).
فَاللهُ أَكْثَرَ مَالِي، حَتَّى إِنَّ كَرْماً لِي لَتَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنَ، وَوُلِدَ لِصُلْبِي مائَةٌ وَسِتَّةٌ.
أنس يحب النبي
أخذ فتيان يثرب يشيعون مع إشراقة كل صباح :
أنّمحمداً قد جاء...
فكان يسعى إليه أنس مع الساعين من الأولاد الصغار ؛ لكنهلا يرى شيئاً فيعود كئيباً محزوناً.
وفي ذات صباح شذي الأنداء, نضير الرواء, هتف رجال في (( يثرب )) إن محمداً و صاحبه غدوا قريبين منالمدينة.
فطفق الرجال يتجهون نحو الطريق الميمون الذي يحمل إليهم نبي الهدىوالخير ...
ومضوا يتسابقون إليه جماعاتٍ جماعاتٍ , تتخللهم أسراب من صغارالفتيان تزغرد على وجوههم فرحة تغمر قلوبهم الصغيرة , و تترع أفئدتهم الفتية ...
وكان في طليعة هؤلاء الصبية أنس بن مالكالأنصاري.
أقبل الرسول صلوات الله وسلامه عليه مع صاحبهالصِّدِّيق , و مضيا بين أظهر الجموع الزاخرة من الرجال والولدان ...
أماالنسوة و الصبايا الصغيرات فقد علون سطوح المنازل , وجعلن يتراءين الرسول صلواتالله وسلامه عليه و يقلن :
أيهم هو؟! ... أيهم هو؟!.
قكان ذلك اليوميوماً مشهوداً ...
ظل أنس بن مالك يذكره حتى نيف على المائة من عمره
قال أنس بن مالك :
كان رسول الله صلوات الله وسلامهعليه من أحسن الناس خلقاً , و أرحبهم صدراً . و أوفرهم حناناً ...
فقدأرسلني يوماً لحاجة فخرجت , وقصدت صبياناً كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم و لمأذهب إلى ما أمرني به , فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي , و يأخذ بثوبي ...
فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتبسم و يقول :
( ياأنيس أذهبت إلى حيث أمرتك؟ ).
فارتبكت و قلت : نعم ...
إني ذاهبالآن يا رسول الله ...
والله لقد خدمته عشر سنين , فما قال لشيءٍ صنعته : لمصنعته ؟! ...
ولا لشيءٍ تركته : لم تركته ؟! .
وكانالرسول صلوات الله وسلامه عليه إذا نادى أنساً ناداه (( أنيساً )) بصيغ التصغيرتحبباً و تدليلاً ؛ فتراة يناديه يا أنيس , و أخرى يا بُنَيَّ .
و كان يغدقعليه من نصائحه و مواعظه ما ملأ قلبه و ملك لبه .
من ذلك قوله له :
( يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل ...
يابني إن ذلكمن سنتي , و من أحيا سنتي فقد أحبني ...
و من أحبني كان معي في الجنة ...
يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم يكن بركة عليك و على أهل بيتك )
وقد قال أنس: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيبَ ولا مسسْتُ شيئاً قط ديباجاً ولا خزّاً ولا حريراً ألين مسّاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...
الحديث عن الرسول

كان أنس -رضي الله عنه- قليل الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ: أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجلٍ: (أنت سمعته من رسول الله؟)...
فغضب غضباً شديداً وقال: (والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً، ولا نتّهِمُ بعضنا)...
قال أبو غالب: (لم أرَ أحداً كان أضنَّ بكلامه من أنس بن مالك)...
الغزو

خرج أنس مع النبي -صلى الله عليه وسلم ـ إلى بدر (http://www.masrawy.com/Islameyat/seera/Hyat/38.aspx) وهو غلام يخدمه، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس: (كم غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)...
قال: (سبع وعشرون غزوة، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام)... فقال: (كم غزا أنس بن مالك؟)... قال: (ثمان غزوات)...
[وشارك أنس -رضي الله عنه- في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وقد استخدمه أبو بكر -رضي الله عنه- في جمع الصدقات، فدخل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فاستشاره أبو بكر فقال عمر: ابعثه فإنه لبيب كاتب. وكان -رضي الله عنه- ممن حضر موقعة اليمامة، وشهد الفتوحات في عهد عمر، وعثمان بن عفان، ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم-.
فضائله
وكان لأنس بن مالك -رضي الله عنه- فضائل كثيرة، فقد روى ثابت البناني قوله: كنت مع أنس فجاء قهرمانه (حاجبه) فقال: يا أبا حمزة، عطشت أرضك، فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية، فصلى ركعتين ثم دعا، قال ثابت: فرأيت السحاب تلثم ثم أمطرت حتى ملأت كل شيء، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال له: انظر أين بلغت السماء؟ فنظر فلم تجاوز أرضه إلا يسيرًا، وكان ذلك في الصيف.
وكان يحب الستر على المسلمين، فيروى أن صالح بن كرز جاء بجارية له زنت إلى الحكم بن أيوب، وبينما هو جالس إذ جاء أنس بن مالك -رضي الله عنه- فجلس فقال: يا صالح ما هذه الجارية معك؟ فقال صالح: جارية لي بغت فأردت أن أرفعها إلى الإمام ليقيم عليها الحد، فقال: لا تفعل، رد جاريتك، واتق الله، واستر عليها، فقال صالح: ما أنا بفاعل، فقال أنس: لا تفعل وأطعني، فلم يزل يراجعه حتى ردها.
وفي عهد عبد الملك بن مروان، لقى أنس بعض الأذى من الحجاج بن يوسف الثقفي، فاشتكاه أنس إلى عبد الملك وقال: لو أن اليهود رأوا خادم نبيهم لأكرموه، وأنا خدمت رسول الله ( عشر سنين، فبعثعبد الملك بن مروان إلى الحجاج يعنفه ويزجره، ويأمره أن يذهب إلى أنس ويقبل يديه ورجليه.
وفاته

توفي -رضي الله عنه- في البصرة، فكان آخر من مات في البصرة من الصحابة، وكان ذلك على الأرجح سنة (93 هـ) وقد تجاوز المئة...
ودُفِنَ على فرسخين من البصرة، قال ثابـت البُنانـي: (قال لي أنس بن مالك: هذه شعرةٌ من شعر رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فضعها تحت لساني)... قال: (فوضعتها تحت لسانه، فدُفن وهي تحت لسانه)...
كما أنه كان عنده عُصَيَّة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمات فدُفنت معه بين جيبه وبين قميصه، وقال أنس بن سيرين: (شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول: لقِّنُوني لا إله إلا الله، فلم يزل يقولوها حتى قُبِضَ)...

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وأهله وصحبه 0

بن مضر
08-11-2008, 10:10 AM
:thumbup1: :thumbup1: :thumbup1:
موضوع جيد للإفادة
:icon9: :icon9: :icon9:

oonإيميmoo
12-11-2008, 10:28 PM
جزاك الله عنا خيرا الجزاء
وجعله في ميزان حسانتك

جامعي متميز
13-11-2008, 01:55 PM
يعطيك العافية أخي بن مضر ...

جهد واضح ومواضيع متميزة ....

موفق