مشاهدة النسخة كاملة : فلم 88 دقيقة ماهيته، ونظرة تحليلة عنه.


النادر
05-11-2008, 05:01 PM
الدكتور جاك غرامز هو بروفيسور في علم الجريمة
تستعين بخدماته الشرطة الفيدرالية من وقت للأخر
في تحليل شخصيات المجرمين والشهادة ضدهم
حين يتلقي البروفيسور مكالمة تلفونية من رجل
غامض يبلغه بأنه سوف يقتل خلال88دقيقة لا يأخذ
الأمر بجدية ولكن حين يتم إطلاق النار عليه وتفجير
سيارته يعرف البروفيسور بأن المتصل صادق في
تهديده وتـزداد الأمـور تعقيـدا حيـن تقـتل صـديقة
البروفيسور ويجد نفسه أنه المتهم الأول بقتلها وهنا
يجد البروفيسور نفسـه مصممـا علي إيجـاد هـذا
المتصل وتحوم شبهاته حول قاتل متسلسل تسببت
شهادته ضده بدخوله السجن وصديقه سابقة تحولت
محبتها له إلي عداوة وأحد طلاب البروفيسور الذي
يحمل ضغينة من ناحيته.

نقد لفلم كما ورد في العربية ..
لايحمل أحدث أفلام الممثل آل باتشينو (88 دقيقة) جديداً للمشاهد على أي صعيد، فإن كان سبب مشاهدته للفيلم وجود أحد كبار ممثلي العالم آل باتشينو فيه، فإن أمله سيخيب لأن شخصية الدكتور جاك غرام المحلل النفسي المتعاون مع الـ"أف. بي. آي" الذي تلاحقه عقدة مقتل شقيقته الصغيرة على يد سفاح بعد تعذيبها ، بسبب ما يعتبره إهمالاً شخصياً منه، وتدفعه للاقتصاص من أي سفاح متجاوزاً القرائن والأدلة الدامغة اللازمة لأية إدانه، ومستخدماً مهارته كطبيب نفسي لاقناع المحلفين باصدار أحكام قاسيه ضد خصمه، لاحقاق عدالة لم يستطع أن يحققها مع سفاح شقيقته الذي لايزال على قيد الحياة وإن في السجن، هذه الشخصية التي يؤديها آل باتشينو في الفيلم، لاتختلف كثيراً سواء من حيث مستوى الانفعال الذي يتقنه آل باتشينو ويتفنن في التلوين فيه، أو في أدواته الخارجية كممثل عن أدوار سبق له أن لعبها في أفلام سابقة وإن بشخصيات مختلفة، ولذلك سيختلط الزمن على المشاهد في كثير من لحظات عرض الفيلم لدرجة ظنه أنه يستعيد عملاً سابقاً لهذا الممثل الجبار.
أما إذا كان السبب الذي دفع المشاهد لحضور فيلم (88 دقيقة) هو بحثه عن الاثارة والتشويق، فإن خيبة أمله ستكون أكبر بالتأكيد مما لو كان دافعه اسم آل باتشينو، لأنه سيشعر بأنه أمام حالة من التشويق المصطنع على الرغم من خطورة الحدث الدرامي الذي يتابعه، ولهذا السبب لن يشعر أمام التهديد بالموت خلال 88 دقيقة الذي يواجه بطل الفيلم بأي تعاطف معه، أو يخفق قلبه بشدة لأي مشهد من مشاهد الفيلم مهما كان خطيراً، أو حتى يشمئز لمنظر الضحايا من النساء المقتولات والممثل بأجسادهن.
ورغم أن الفيلم يلتقط شخصية جاك غرام في لحظة مفصلية من حياته، بعد أن استطاع عبر تأثيره على المحلفين وبالحد الأدنى من الأدلة والشهود إدانة السفاح جون فوستر الذي ينتظر تنفيذ حكم الاعدام به، ، وهو يقوم عبر العديد من علاقاته المتشابكة خارج السجن بتنفيذ عدة جرائم قتل، لاثبات براءته وللتأكيد بأن السفاح الحقيقي لايزال طليقاً، وبتهديد المحلل النفسي جاك غرام -الذي تمكن من الايقاع به- بالقتل خلال 88 دقيقة، وهي نفس المدة التي عذبت بها شقيقة غرام قبل مقتلها، في محاولة من صناع الفيلم لاضاءة ماضي الشخصية التي يؤديها آل باتشينو، ولربطها بالحدث الراهن، ورغم أن أحداث الفيلم مليئة بالغموض وتتوزع فيها الشبهة على كثير من الشخصيات المحيطة بجاك غرام، إلى الدرجة التي تجعله يشك بكل من حوله، إلاّ حالة الاثارة هذه لاتتعدى شاشة السينما، ولاتصل إلى المشاهد.
مشكلة فيلم (88 دقيقة) الرئيسية أنه فيلم فكرة أكثر من كونه فيلم حدث، ولهذا السبب لم يستطع ايجاد السبل اللازمة لجعل المشاهد يدخل في حالة ايهام أو تماهي مع أحداث الفيلم، أو مع أي من أبطاله حتى في أخطر المآزق التي تواجههم إلى الحد الذي لا يخفي فيه انحيازه لطرف أي منهم، وحالة مشاهدته للفيلم أقرب إلى حضوره مناظرة فكرية حول العدالة والوسائل المشروعة لتحقيقها، مع وجود ضغوط عاطفية وعوامل ذاتية لدى أؤلئك الذين يتحكمون بسيرها، منها إلى مشاهدة أحداث درامية وعلاقات وشخصيات حياتية، لم تستطع حبكة الحدث ولا وجود آل باتشينو الذي لايغيب في أي مشهد من مشاهد الفيلم عن الشاشة أن تبنيها، لخلق العلاقة اللازمة للتعاطف والتواصل بين ما يجري على الشاشة، وبين المشاهد الجالس في الصالة.


ولكم الحكم .

oonإيميmoo
13-11-2008, 01:25 PM
يعطيك العافيه النادر.....

دفئ الكون
21-11-2008, 09:03 PM
مشكور النارد .. وفقك الله