النادر
31-10-2008, 01:19 AM
ديك الجنّ وجاريته وغلامه
قال عبد السّلام بن رغبان المشهور بديك الجنّ وكان لـه غلامٌ كالقمر، وجاريةٌ كالشّمس. وكان يهواهما جميعاً. فدخل ذات يومٍ فوجد الجارية معانقةً للغلام تقبّلـه، فشدّ عليهما فقتلـهما جميعاً. ثمّ جلس عند رأس الجارية فبكاها طويلاً وقال:
يا طلعةً طلع الحمام عليها
فجنى لـها ثمر الرّدى بيديها
حكّمت سيفي في مجال خناقها
ومدامعي تجري على خدّيها
رويت من دمها الثّرى ولطالما
روّى الـهوى شفتيّ من شفتيها
فوحق نعليها، وما وطىء الحصى،
شيءٌ أعزّ عليّ من عينيها
ما كان قتليها لأنّي لم أكن
أبكي إذا سقط الغبار عليها
لكن بخلت على الأنام بحسنها
وأنفت من نظر العيون إليها
ثم ّجلس عند رأس الغلام يبكي:
أشفقت أن يرد الزّمان بغدره
أو أبتلي بعد الزّمان بهجره
قمرٌ أنا استخرجته من دجنةٍ
لمودّتي وجلوته في خدره
فقتلته وبه عليّ كرامةً
فلي الحشا ولـه الفؤاد بأسره
عهدي به ميّتاً كأحسن نائمٍ
والطّرف يسفح دمعتي في نحره
لو كان يدري الميّت ماذا بعده
بالحيّ منه بكى لـه في قبره
غصصٌ تكاد تفيض منها نفسه
ويكاد يخرج قلبه من صدره
أتمنى أن تنال القصة رضاكم ...
قال عبد السّلام بن رغبان المشهور بديك الجنّ وكان لـه غلامٌ كالقمر، وجاريةٌ كالشّمس. وكان يهواهما جميعاً. فدخل ذات يومٍ فوجد الجارية معانقةً للغلام تقبّلـه، فشدّ عليهما فقتلـهما جميعاً. ثمّ جلس عند رأس الجارية فبكاها طويلاً وقال:
يا طلعةً طلع الحمام عليها
فجنى لـها ثمر الرّدى بيديها
حكّمت سيفي في مجال خناقها
ومدامعي تجري على خدّيها
رويت من دمها الثّرى ولطالما
روّى الـهوى شفتيّ من شفتيها
فوحق نعليها، وما وطىء الحصى،
شيءٌ أعزّ عليّ من عينيها
ما كان قتليها لأنّي لم أكن
أبكي إذا سقط الغبار عليها
لكن بخلت على الأنام بحسنها
وأنفت من نظر العيون إليها
ثم ّجلس عند رأس الغلام يبكي:
أشفقت أن يرد الزّمان بغدره
أو أبتلي بعد الزّمان بهجره
قمرٌ أنا استخرجته من دجنةٍ
لمودّتي وجلوته في خدره
فقتلته وبه عليّ كرامةً
فلي الحشا ولـه الفؤاد بأسره
عهدي به ميّتاً كأحسن نائمٍ
والطّرف يسفح دمعتي في نحره
لو كان يدري الميّت ماذا بعده
بالحيّ منه بكى لـه في قبره
غصصٌ تكاد تفيض منها نفسه
ويكاد يخرج قلبه من صدره
أتمنى أن تنال القصة رضاكم ...