مشاهدة النسخة كاملة : من السنة (11 )


بن مضر
23-10-2008, 04:40 AM
رحمة الله واسعة

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :_
إن الله تجاوز لي عن أمتى الخطأ والنسيان وما اسكترهوا عليه ] حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما
قوله ( تجاوز ) بمعنى : عفا ، ( الخطأ ) فعل الشيء عن غير قصد ، ( النسيان ) ذهول القلب عن شيء معلوم ، والاستكراه إلجاء " إرغام " الإنسان ، وهذه ثلاثة أشياء بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تجاوز عن أمته هذه الأشياء الثلاثة وقد دل على ذلك القرآن قال الله تعالى: ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) البقرة 286 فقال الله: قد فعللت ، وقال الله تعالى: ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ) الأحزاب 5 , وقال تعالى: ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النحل 106
وقد جاء في التفسير في قوله عز وجل : { إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على الصحابة رضي الله عنهم فجاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل في أناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : كلفنا من العمل ما لا نطيق إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأن له الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لعلكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل : سمعنا وعصينا قولوا : سمعنا وأطعنا واشتد ذلك عليهم ومكثوا حولا فأنزل الله تعالى الفرج والرحمة بقوله : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } قال الله تعالى : قد فعلت إلى آخرها فنزل التخفيف ونسخت الآية الأولى قال البيهقي : قال الشافعي رحمه الله : قال الله جل ثناؤه { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }وللكفر أحكام فلما وضع الله عنه الكفر سقطت أحكام الإكراه عن القول كلها لأن الأعظم إذا سقط سقط ما هو أصغر منه ثم أسند عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [ إن اللهلاق ولا عتاق في إغلاق ] وهو مذهب عمر وابن عمر وابن الزبير وتزوج ثابت بن الأحنف أم ولد لعبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب فأكره بالسياط والتخويف على طلاقها في خلافة ابن الزبير فقال له ابن عمر : لم تطلق عليك ارجع إلى أهلك وكان ابن الزبير بمكة فلحق به وكتب له إلى عامله على المدينة : أن يرد إليه زوجته وأن يعاقب عبد الرحمن بن زيد فجهزتها له صفية بنت أبي عبيد زوجة عبدالله بن عمر وحضر عبد الله بن عمر عرسه والله أعلم
يستفاد من هذا الحديث :
- منها سعة رحمة الله عز وجل وأن رحمته سبقت غضبه ، ومنها أن الإنسان إذا فعل الشيء خطأ فإنه لا يؤاخذ عليه ولكن إن كان محرما فإنه لا يترتب عليه إثم ولا كفارة ولا فساد عبادة وقع فيها ، وأما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه الإثم ولكن لابد من ترك تدارك الواجب.
- ومن فوائد الحديث أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه لا يؤاخذ به لقوله: ( وما استكرهوا عليه ) وهذا عام سواء كان الإكراه على فعل أو على قول ولا دليل لمن فرق بين الإكراه على الفعل والإكراه على القول..
ولكن إذا كان الإكراه في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الأدلة الشرعية مثل: أن يكره شخصا على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكِره و المكرَه لأن الإكراه لا يبيح قتل الغير ولا يمكن ولا يجوز للإنسان أن يستبقي حياته بإتلاف غيره 0
وقد ورد أيضا في حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم :-عن ‏ ‏زرارة بن أوفى ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
‏ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم به وما استكرهوا عليه0
وصلي الله علي سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
المصادر:-1
- ألأربعون النووية لأبن دقبق العيد 0
2 - سنن بن ماجة 0
3 - شبكة ألأنترنت مواقع متعددة 0

دفئ الكون
23-10-2008, 08:16 AM
مشكور بن مضر

جزاك الله خيرا

حوراء الحصن
26-10-2008, 12:21 PM
رائع..
بحث جدا متكامل..
تشكر اخي.