مشاهدة النسخة كاملة : من السنة ( 10 )


بن مضر
13-10-2008, 11:50 AM
فضائل الصمت والجار والضيف



عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ] رواه البخاري ومسلم


قوله [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ]


يعني من كان يؤمن الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى رضوان الله [ فليقل خيرا أو ليصمت ] لأن من آمن بالله حق إيمانه خاف وعيده ورجا ثوابه واجتهد في فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه وأهم ما عليه من ذلك : ضبط جوارحه التي هي رعاياه وهو مسئول عنها كما قال تعالى { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } وقال تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } وآفات اللسان كثيرة


وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم [ هل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ]


وقال : [ كل كلام ابن آدم عليه إلا ذكر الله تعالى وأمر بمعروف ونهي عن منكر ] فمن علم ذلك وآمن به حق إيمانه اتقى الله في لسانه فلا يتكلم إلا بخير أو يسكت


قال بعض العلماء : جماع آداب الخير يتفرع من أربعة أحاديث : ذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ] قال أهل اللغة : يقال صمت يصمت - بضم الميم - صمتا وصموتا وصماتا وقال بعضهم في معنى هذا الحديث : إذا أراد الإنسان أن يتكلم فإن كان ما يتكلم به خيرا محققا يثاب عليه فليتكلم وإلا فليمسك عن الكلام سواء ظهر أنه حرام أو مكروه أو مباح فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورا بتركه مندوبا إلى الإمساك عنه مخافة أن ينجر إلى المحرم أو المكروه وقد يقع ذلك كثيرا قال الله تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }


واختلف العلماء في أنه هل يكتب على الإنسان جميع ما يلفظ به وإن كان مباحا أو لا يكتب عليه إلى ما فيه الجزاء من ثواب أو عقاب ؟ وإلى القول الثاني ذهب ابن عباس وغيره فعلى هذا تكون الآية الكريمة مخصوصة أي : ما يلفظ من قول يترتب عليه جزاء


وقوله صلى الله عليه وسلم [ فليكرم جاره فليكرم ضيفه ]


فيه تعريف لحق الجار والضيف وبرهما وحث على حفظ الجوارح وقد أوصى الله تعالى في كتابه بالإحسان إلى الجار وقال صلى الله عليه وسلم [ ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ] والضيافة من الإسلام وخلق النبيين والصالحين وقد أوجبها بعض العلماء وأكثرهم على أنها من مكارم الأخلاق وقال صاحب الإفصاح : في هذا الحديث من الفقه أن يعتقد الإنسان أن إكرام الضيف عبادة لا ينقصها أن يضيف غنيا ولا يغيرها أن يقدم إلى ضيفه اليسر مما عنده فإكرامه أن يسارع إلى البشاشة في وجهه ويطيب الحديث له وعماد أمر الضيافة إطعام الطعام فينبغي أن يبادر بما فتح الله من غير كلفة وذكر كلاما في الضيافة ثم قال : وأما قوله [ فليقل خيرا أو ليصمت ] فإنه يدل على أن قول الخير خير من الصمت والصمت خير من قول الشر وذلك أنه أمره بلام الأمر لقول الخير وبدأ به على الصمت ومن قول الخير : الإبلاغ عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وتعليم المسلمين والأمر بالمعروف عن علم وإنكار المنكر عن علم والإصلاح بين الناس وأن يقول للناس حسنا ومن أفضل الكلمات كلمة حق عند من يخاف ويرجى في ثبات وسداد0

مايستفاد من الحديث:-

*ففي هذا الحديث من الفوائد :وجوب إكرام الجار فيكون بكف الأذى عنه وبذل المعروف له , فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن , لقول النبي صلى الله عليه وسلم "والله لا يؤمن , والله لا يؤمن والله لا يؤمن " قالوا من يا رسول الله ؟ قال " من لا يأمن جاره بوائقه " .
*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلاة والسلام " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه " ومن إكرامه إحسان ضيافته , والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ولا ينبغي لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة فإذا زاد على ثلاثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى لا يكلف عليه .
*ومن فوائد هذا الحديث :رعاية الإسلام للجوار والضيافة , فهذا يدل على كمال الإسلام وأنه متضمن للقيام بحق الله سبحانه وتعالى وبحق الناس .



وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أله وصحبه أجمعين 0


**************


المصادر :-


1 - ألأربعون النووية بن دقيق العيد 0


2 - الصحيحان 0


3 - شبكة ألأنترنت 0

حوراء الحصن
13-10-2008, 12:29 PM
:thumbsup: جزيت خيرا اخي .
بوركت جهودك.

دفئ الكون
15-10-2008, 11:15 AM
جزاك الله خيرا ..

وفقك الله لكل ما هو خير

بن مضر
15-10-2008, 07:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكَ أخي الكريم دفئ الكون على هذا المشاركة
شكراً لكِ أختي الكريمة حوراء الظاهرة على هذا المشاركة

:thumbsup: جزيتما خيرا